فضائل بيت المقدّس

الإمام الحافظ ضياء الدين محمّد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي

فضائل بيت المقدّس

المؤلف:

الإمام الحافظ ضياء الدين محمّد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي


المحقق: محمّد مطيع الحافظ
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ١٣٦

ـ الإيمان ، ومعالم الإسلام. (الظاهرية مجموع ٢١ (٥٦ ـ ٦٠).

اختصاص القرآن ، بعوده إلى الرحيم الرحمن (الظاهرية عام ٤٥٠٦ (١ ـ ٤).

الأحاديث والحكايات (انظر المنتخب من مخطوطات الحديث في الظاهرية ص ٢٢٧).

الحكايات المنثورة (الظاهرية مجموع ٩٨ (١٠٦ ـ ١١٦) (١٤٣ ـ ١٥١).

ذكر ما أعطي نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، دون الأنبياء (الظاهرية مجموع ١١٠ (٢٠٤ ـ ٢١٣).

كرامات مشايخ الأرض المقدسة :

في الظاهرية الجزء الثالث ، حديث ٢٤٨ (٩١ ـ ٩٩).

مناقب جعفر بن أبي طالب. طبع في بغداد بتحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين.

وفاته :

توفي الحافظ الضياء يوم الاثنين ٢٨ جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وست مئة ، وله من العمر أربع وسبعون سنة ، ودفن في الروضة بالقرب من قبر الموفق بجبل قاسيون في دمشق.

مراجع ترجمته :

ذيل طبقات الحنابلة ، لابن رجب الحنبلي ٢ / ٢٣٦.

سير أعلام النبلاء ، للذهبي (المخطوط المجلد ١٣ / ٢٥٠ ـ ٢٥١).

تذكرة الحفاظ للذهبي ٤ / ١٩٠ ـ ١٩٢.

مشيخة المؤلف بالظاهرية (ثبت مسموعاته) (المكتبة الظاهرية ، مجموع (١٠٦ / ٥٤ ـ ٦٧).

فوات الوفيات ، لابن شاكر الكتبي ٢ / ٢٣٨.

٢١

ـ النجوم الزاهرة ، لابن تغري بردي ٦ / ٣٥٤.

البداية والنهاية ، لابن كثير الدمشقي ١٣ / ١٦٩.

الوافي بالوفيات. لصلاح الدين الصفدي ٤ / ٦٥ ـ ٦٦.

شذرات الذهب ، لابن العماد الحنبلي ٥ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦.

القلائد الجوهرية. لمحمد بن طولون الدمشقي ١ / ٧٦ ـ ٧٩.

الدارس في تاريخ المدارس لعبد القادر النعيمي ٢ / ٩١ ـ ٩٦.

كشف الظنون. لحاجي خليفة. صفحة ٢٢ ، ١٢٧٤ ، ١٨٨٩ ، ٢٠١٣.

إيضاح المكنون. لإسماعيل البغدادي ٢ / ٣٣.

هدية العارفين. لإسماعيل البغدادي ٢ / ١٢٣.

فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (التاريخ) للدكتور يوسف العش ١٧٥ / ٢٦٧ / ٢٦٨ / ٢٨٥ /.

المنتخب من مخطوطات الحديث. في دار الكتب الظاهرية. وضعه محمد ناصر الدين الألباني ٣٢٥ / ٣٣٦.

تاريخ الأدب العربي. لكارل بروكلمان (الطبعة الألمانية) ١ / ٣٩٨ / ٣٩٩.

مجلة معهد المخطوطات العربية ٢ / ٩٠ ، ٥ / ٣٣٣.

أهم كتب فضائل بيت المقدس

آ ـ الكتب المطبوعة :

فضائل البيت المقدس : لأبي بكر محمد بن أحمد الواسطي ، من علماء القرن الخامس الهجري ، طبع بالقدس عام ١٩٧٩ م.

فضائل القدس. لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه‍ حققه الدكتور جبرائيل جبور. بيروت ١٩٧٩ م.

باعث النفوس ، إلى زيارة القدس المحروس. لإبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري ، الشهير بابن الفركاح المتوفى سنة ٧٢٩ ه‍.

٢٢

نشره تشارلز ماثيور ، في المجلد الرابع عشر ، والخامس عشر من مجلة الجمعية الشرقية بفلسطين. ثم نشر مستقلا عام ١٩٣٥ م ، بالقدس.

مثير الغرام ، إلى زيارة القدس والشام ، لأحمد بن محمد بن سرور المقدسي المتوفى سنة ٧٩٥ ه‍.

طبع منه الفصل الأخير الذي يبحث في فضائل المسجد الأقصى ، وفيه ذكر عدد من الصحابة ، والتابعين ، والعلماء الأخيار الذين وردوا إلى القدس ، أو دفنوا فيها. طبع هذا الفصل من الكتاب في مدينة يافا سنة ١٣٦٥ ه‍ بعناية أحمد سامح الخالدي.

إتحاف الأخصّا ، بفضائل المسجد الأقصى : لشمس الدين محمد السيوطي من علماء القرن التاسع الهجري. طبع الجزء الأول منه بالقاهرة.

الأنس الجليل ، بتاريخ القدس والخليل. لعبد الرحمن بن محمد العليمي الحنبلي المتوفى سنة ٩٢٨ ه‍. طبع بمصر سنة ١٢٨٣ ه‍ ، وفي النجف سنة ١٩٦٨ م ، وفي عمان (نسخة مصوّرة) سنة ١٩٧٢ م ، وترجمه إلى الفرنسية ه. سوفير. وطبع في باريس ١٨٧٦ م.

روضة الأنس ، في فضائل الخليل والقدس. لعارف الشريف المتوفى سنة ١٣٨٣ ه‍. طبع في القدس ١٩٤٩ م.

ب : الكتب المخطوطة :

فضائل بيت المقدس والخليل ، عليه الصلاة والسلام ، وفضائل الشام : لأبي المعالي المشرف بن المرجى بن إبراهيم المقدسي ، من علماء القرن الخامس الهجري.

منه نسخة في مكتبة توبنغن كتبت سنة ٨٠٦ ه‍ وهي برقم ٢٧

الجامع المستقصى ، في فضائل المسجد الأقصى : للقاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر المتوفى سنة ٦٠٠ ه

٢٣

منه قطعة مخطوطة في مكتبة الأزهر. كتبت سنة ٩٦٦ ه‍ برقم ٣٩٧١ تاريخ أباظة.

مفتاح المقاصد ، ومصباح المراصد. في زيارة بيت المقدس لعبد الرحيم بن علي القرشي المتوفى ٦٢٥ ه

منه نسخة في معهد التراث العلمي العربي بحلب.

فصل الخطاب ، لتضعيف الثواب ، وهو عن مضاعفة ثواب الصلاة في المسجد الأقصى وفي الجماعة. تأليف محمد بن طولون بن الدمشقي الصالحي المتوفى سنة ٩٥٢ ه‍. منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق برقم ٩٠٥٤ من الورقة (١٣٨ ـ ١٤٢)

المستقصى ، في فضائل المسجد الأقصى ، لمحمد بن محمد العلمي القدسي من علماء القرن الحادي عشر.

منه نسخة مخطوطة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة.

٢٤

دراسة الكتاب

منهج المؤلف

الحافظ ضياء الدين المقدسي ، محدّث ، تلقى الحديث والروايات على طريقة المحدثين. وذلك برواية كل خبر مسندا إلى شيخه الذي أخذ عنه ، إلى آخر السند. وطريقة تأليفه لكتبه تعتمد هذه الطريقة ، فهو يعمد إلى تجميع الأخبار والأحاديث في الموضوع الذي يؤلف فيه ، وتقسيم ذلك إلى أبواب ، وبمجموع الأبواب ذات الموضوع المتقارب يتألف الكتاب ، وفي كتابنا فضائل بيت المقدس نجد النهج ذاته ، فهو يعمد إلى إيراد الأخبار كما ذكرت مسندة ، وفي نهايتها يخرج الأحاديث إلى الكتب الحديثية ، كأحد الكتب الستة أو غيرها ، وقد يبيّن رأيه في الحديث صحة وضعفا ، أو أنه ينقل تعليق غيره على الحديث.

أعاد المؤلف النظر في الكتاب ، وزاد فيه ـ بعد أن قرئ عليه ـ على هامشه.

الكتاب مؤلف من ثلاثة أجزاء ، ولم أستطع معرفة ما يحتويه كل من الجزأين الأول والثالث ، غير أن الجزء الثالث يشير إلى ذكر فضائل غزة وغيرها من المدن ، وأن المؤلف جعل للكتاب مقدمة في الجزء الأول سماها ابن أخ المؤلف (الخطبة). عرفت ذلك من خلال السماعات في النسخة.

أبواب الكتاب

تتسلسل الأبواب في هذا الكتاب على النحو التالي :

باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد». وفيه سبع روايات للحديث.

٢٥

ـ باب في قوله تعالى : (بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ). وفيه ثلاثة أحاديث ، وتأويل عبد الله بن عمر للآية.

باب في قول الملائكة الموكلين بالمساجد الثلاثة ، وفيه حديث واحد.

باب : أي مسجد وضع في الأرض أولا ، وفيه حديثان.

باب : فضل الصلاة ببيت المقدس. وفيه ستة أحاديث.

باب : في الصلاة إلى بيت المقدس. وفيه خمسة أحاديث.

باب : في فضل صخرة بيت المقدس. وفيه أربعة أحاديث. ورواية عن نوف البكالي ، وروايتان عن وهب ، ورواية عن كعب.

باب : ذكر أن بيت المقدس لا يدخلها الدجال ، وفيه تسعة أحاديث.

باب : في ذكر عمران بيت المقدس. وفيه حديث واحد.

باب : ذكر أن المهدي ينزل بيت المقدس. وفيه حديث واحد.

باب : في الإسراء بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بيت المقدس ، وفيه ثلاثة عشر حديثا.

باب : في فضل الإحرام من بيت المقدس. وفيه حديثان.

باب : في ذكر من أحرم من بيت المقدس من الصحابة ، وفيه ثلاثة أخبار.

باب : ذكر من سكن بيت المقدس من الصحابة ، وفيه رواية موسى بن سهل النيسابوري الرملي.

باب : فضل مؤذني بيت المقدس ، وفيه حديث واحد.

باب : ذكر حديث مخشن بن مخاشن النميري وفيه خبران.

ويكون مجموع الأحاديث ، والأخبار ، والروايات ستا وستين رواها الضياء عن شيوخه.

أهمية الكتاب

تعود أهمية الكتاب إلى الفترة التي ألف فيها ، فمدينة القدس استردت من يد الصليبيين سنة ٥٨٣ ه‍ على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه‌الله ، وسعد

٢٦

المسلمون بهذا الفتح والنصر الكبير ، وجهد العلماء في الحفاظ على مدينتهم المقدسة «القدس» فكثرت المؤلفات في فضائل بيت المقدس في القرن الذي تلا فتح المدينة ، ومنهم الحافظ الضياء ، فلم ينس بلده الذي نشأ أهله فيه. ونجد الاهتمام نفسه عند صديقه في الطلب ، والرحلة محب الدين محمد بن محمود النجار ، والذي ألّف كتابا في فضائل القدس أيضا ، سمّاه : روضة الأولياء ، في مسجد إيلياء.

عملي في تحقيق الكتاب :

اعتمدت في تحقيق الكتاب على النسخة الوحيدة التي تحتفظ المكتبة الظاهرية بها وهي نسخة فريدة نادرة (١) كتبها المؤلف بنفسه ، وكتب سماع تلاميذه عليه بخطه وكثرة السماعات تدل على قيمتها العالية ، وسأفرد بابا خاصا لدراسة السماعات ، وهذه نسخة ضمن أحد المجاميع النادرة القيّمة في المكتبة الظاهرية ، ورقم المجموع / ٤٨ / ويبدأ الكتاب باللوحة / ٣٢ / أوينتهي باللوحة ٥٤ / أ، طول الصفحة ٢٧ سم ، وعرضها ١٨ سم. في كل صفحة ٢٤ سطرا تقريبا. وتمتاز هذه النسخة بحسن الضبط والدقة في الكتابة ، وقد ألحق المؤلف أحاديث وأخبارا على هامش النسخة ، كما ألحق أوراقا جانبية ، ويبدو أن أوراقها قد اضطربت قبل تجليدها ، فجاء بعض الأوراق متأخرا عن مكانه ، لذا عمدت إلى ترتيبها جديدا عند نسخ الكتاب ، فجعلت أرقام لوحات الأصل في هامش المطبوعة ليتضح للقارئ التقديم والتأخير ، ثم رقمت الأحاديث ، والأخبار تبعا لذلك ، وضبطت الأخبار ، وما أشكل لفظه من السند ، وذكرت مظان تراجم

__________________

(١) هذه النسخة وحيدة في العالم ، لم أعثر في فهارس المخطوطات على ذكر لها ، ولم يذكرها الدكتور كامل جميل العسلي في كتابه «مخطوطات فضائل بيت المقدس» والسبب في ذلك يعود إلى أن هذا الكتاب ورد في فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية فهرس الجغرافية تحت عنوان : «فضائل الشام» دون الاشارة إلى أن الموجود منه الجزء الثاني فقط وهو فضائل بيت المقدس ونسبه واضعه لغير مؤلفه ، إذ نسبه لمحمد بن عبد الرحيم ، وهو ابن أخ المؤلف وهو الذي تلقى الكتاب عن عمه وسمعه عليه.

٢٧

مشايخ المؤلف عند ورود اسم الشيخ أول مرة ، ثم أحلت إلى فهرس الشيوخ عند وروده مرة أخرى ، وشرحت الكلمات الغامضة التي تحتاج إلى شرح أو توضيح ، وأحلت إلى كتب الحديث للأحاديث والأخبار الواردة في كتابنا ، أو التي تشابهت معها أو اقتربت ألفاظها منها ، واعتمدت على الكتب الستة ومجمع الزوائد للهيثمي في كثير من الأحاديث ، لبيان درجتها. ونقلت جميع السماعات على النسخة مرتبة ترتيبا زمنيا.

وختمت الكتاب بالفهارس الفنية التي تساعد الباحث ، فعملت فهارس للآيات الكريمة ، ولشيوخ المؤلف ، وللسماعات ، وفهرسا شاملا لمضامين الكتاب.

وأرجو من الله أن يجعل عملي خالصا لوجهه تعالى ، وأن أكون قد وفقت فيه ، والحمد لله رب العالمين.

السماعات على الكتاب ودراستها :

مجموع القراءات والسماعات على النسخة تزيد على خمسة وثلاثين سماعا ، منها خمسة عشر سماعا على المؤلف ، أحدها كان هو الذي قرأ الكتاب وأسمعه وكتب السماع ، ثم توالت السماعات عليه ، وأول هذه السماعات كان في ذي القعدة سنة ٦٣٢ ه‍ وآخرها في ٦ محرم سنة ٦٤٢ ه‍ أي قبل وفاة المؤلف بسنة ونصف السنة.

ثم نجد على النسخة سماعات على ابن أخ المؤلف وهو محمد بن عبد الرحيم المقدسي ، بحق سماعه من عمه المؤلف ، وقرئت هذه النسخة عليه اثنتي عشرة مرة. وسماع على عبد الله بن أحمد المقدسي بحق سماعه من المؤلف.

وسماعات على تلميذ المؤلف القاضي سليمان بن حمزة المقدسي بحق سماعه من المؤلف ، واشترك مع ابن أخ المؤلف محمد بن عبد الرحيم المقدسي في سماع آخر.

٢٨

وآخر السماعات على النسخة سماع على العلامة يوسف بن عبد الهادي.

هذه السماعات الكثيرة على المؤلف ، وعلى نسخته بالذات تجعل لها قيمة عالية في التوثيق ، يطمأنّ إلى الاعتماد عليها في تحقيق الكتاب.

وألخص فيما يلي بعض الملاحظات التي تبينتها من خلال هذه السماعات :

كثير من السامعين والقراء كان من أقرباء المؤلف.

حضر السماع والي الصالحية وهو محمد بن محمود بن نصر بن منصور ، اللوحة / ١٣٨ /.

يشترك في السماع مع السامعين فتيانهم وعبيدهم.

حضور بعض الأولاد الصغار ، ونجد الدقّة في وصف حضورهم ، وسماعهم.

فيقول كاتب السماع : «وهؤلاء الصغار كانوا يلعبون لعبا شديدا ، لعبا يشغلهم عن السماع ، ولعل أن يصح لهم الحضور» اللوحة / ٣٣ / أ.

حرص يوسف بن عبد الهادي على أن يسمع زوجته وأولاده الكتاب ، اللوحة / ٣٢ /.

تساعد دراسة السماع الأول على المؤلف في معرفة تاريخ تأليف الكتاب ، ففيه أن تاريخ السماع كان العشر الأخير من ذي القعدة سنة ٦٣٢ ه‍ فيكون تحديد تاريخ تأليف الكتاب قبل هذا التاريخ بقليل.

ولبيان قيمة السماع أقدم ملخصا لتراجم كل من شيوخ السماعات بعد المؤلف.

١ ـ ابن أخ المؤلف محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي :

هو محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي : ولد ليلة الخميس حادي عشر ذي الحجة سنة سبع وست مئة بقاسيون ، وحضر على ابن الحرستاني ،

٢٩

والكندي ، والشيخ موفق الدين ، ولازم عمه الحافظ الضياء ، وتخرج به ، وكتب الكثير من مؤلفاته بخطه ، وكان يدرس الفقه بمدرسة عمه ، وكان شيخ الحديث بها ، وبدار الحديث الأشرفية بسفح قاسيون ، قال الذهبي : «كان إماما فقيها ، محدثا زاهدا عابدا ، كثير الخير ، له قدم راسخ في التقوى ، ووقع في النفوس» وقال اليونيني «كان صالحا زاهدا عابدا متقللا من الدنيا ، وعنده فضيلة ، وكان من سادات الشيوخ علما وعملا وصلاحا وعبادة».

حدّث رحمه‌الله بالكثير نحوا من أربعين سنة ، وسمع منه خلق كثير ، وروى عنه جماعة من الأكابر. توفي بعد العشاء من ليلة الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وست مئة ، ودفن من الغد عند الشيخ موفق الدين رحمه‌الله تعالى.

المصادر : الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٣٢١ القلائد الجوهرية ١ / ٨٠.

٢ ـ سليمان بن حمزة بن أحمد المقدسي ، تلميذ المؤلف :

هو سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي. قاضي القضاة ، ولد في منتصف رجب سنة ٦٢٨ ه‍. حضر على ابن الزبيدي ، والحافظ ضياء الدين ، وأكثر عنه ، حتى قال : سمعت عنه نحو ألف جزء. ولازم الشيخ شمس الدين بن أبي عمر ، قال الذهبي : «كان فقيها إماما محدّثا ، أفتى نيّفا وخمسين سنة ، ودرس بالجوزية وغيرها ، وبرع في المذهب ، وتخرّج به الفقهاء ، وروى الكثير ، وتفرّد في زمانه ، وكان كيّسا متواضعا ، حسن الأخلاق وافر الجلالة ، ذا تعبّد ، وتهجّد ، وإيثار» توفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة وسبع مئة ، بالدير ، بالصالحية. ودفن بتربة جدّه أبي عمر بقاسيون.

المصادر : الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٣٦٥

٣٠

٣ ـ عبد الله بن أحمد المقدسي ، تلميذ المؤلف :

هو عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ، المحدّث الرّحال.

سمع بدمشق من الشيخ الموفق ، وابن الزبيدي ، ورحل إلى بغداد ، وعني بالحديث ، أتم عناية ، وأكثر السماع ، والكتابة ، وحدّث. توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة ست ثمان وخمسين وست مئة ، وله من العمر أربعون سنة.

المراجع : الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٢٦٨

٤ ـ يوسف بن عبد الهادي :

هو يوسف بن القاضي بدر الدين الحسن بن أحمد بن عبد الهادي القرشي العمري الصالحي الملقب بابن المبرد.

ولد بدمشق غرّة المحرّم سنة ٨٤٠ ه‍ أو بضع وأربعين ، أخذ عن أحمد الحنبلي وعن محمد وعمر العسكريين ، واخذ أيضا عن تقي الدين الجراعي ، وتقي الدين ابن قندس ، ومن شيخاته فاطمة بنت خليل الحرستاني ، وخديجة الأرموي.

كان عالما ذكيا ، اقتنى كثيرا من الكتب وانتقاها ، وألّف كتبا كثيرة ، تحتفظ المكتبة الظاهرية بدمشق بالكثير منها.

توفي يوم الاثنين من شهر المحرم سنة ٩٠٩ ه‍ ودفن بسفح قاسيون.

المراجع : مقدمة ثمار المقاصد في ذكر المساجد ، ليوسف بن عبد الهادي.

٣١
٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

٣٧
٣٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)

والحمد لله وحده ، وصلى الله على محمد وآله وسلم

ما ذكر في فضل بيت المقدس

باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد

رواية أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه

١ ـ أخبرنا أبو علي ضياء بن أبي القاسم بن أبي علي النّصري (٢) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قراءة عليه وأنت تسمع ، أنبا علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ ، أنبا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة ، ثنا ابن كثير وأبو الوليد ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قزعة مولى زياد ، عن أبي سعيد الخدري قال :

ثلاث قالهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو سمعتهنّ منه آنقنني (٣) وأعجبنني : لا تسافر امرأة مسيرة يومين ولا ليلتين إلّا ومعها ذو محرم أو زوجها ، ولا صوم يومين ، يوم النّحر ويوم الفطر ، ولا صلاة بعد الصّبح حتى تطلع الشمس ، وبعد العصر

__________________

(١) اللوحة ٣٤ آ

(٢) نسبة إلى محلة النصرية ببغداد. انظر سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٦) ، التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٨٦.

(٣) آنقنني : آنقني الشيء : أعجبني واستحسنته وأحببته. جامع الأصول ٥ / ٢٦٠

٣٩

حتّى تغرب الشمس ، ولا تشدّ الرّحال (١) إلّا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا.

هذا حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك. ورواه مسلم (٣) عن محمد بن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، كلاهما عن شعبة بنحوه.

رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه

٢ ـ أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي يعرف بابن المعطوش (٤) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له أخبركم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه قال : أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

تشدّ الرّحال إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي (٥) والمسجد الأقصى. قال سفيان : ولا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد. سواء.

صحيح أخرجه البخاري (٦) ، عن علي بن المديني. ورواه مسلم (٧) عن عمرو الناقد. كلاهما عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة.

__________________

(١) الرحال : جمع رحل ، وهو سرج البعير الذي يركب عليه ، وكنى به صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن السير والنّفر.

والمراد لا يقصد موضع من المواضع بنية العبادة والتقرب إلى الله تعالى إلا إلى هذه الأماكن الثلاثة تعظيما وتشريفا. جامع الأصول ٥ / ٢٦٠ ، ٩ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤

(٢) صحيح البخاري ٢ / ٥٨ وفيه : عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه يحدث بأربع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...

(٣) صحيح مسلم ٢ / ٩٧٥ ـ ٩٧٦ وفيه : سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعا ....

(٤) انظر في ترجمته سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٢) العبر ٤ / ٣١٠ ، التكملة لوفيات النقلة ١ / ٤٥٥

(٥) اللوحة ٣٤ ب

(٦) صحيح البخاري ٢ / ٥٦. التطوع باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة

(٧) صحيح مسلم الحديث رقم ١٣٩٧. كتاب الحج.

٤٠