الدرّ الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

عمر ابن فهد الهاشمي المكّي

الدرّ الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

المؤلف:

عمر ابن فهد الهاشمي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٦٣

١
٢

٣

حرف الخاء

٦٥٧ ـ خشقدم الظاهري برقوق الخصي.

تنقل إلى أن صار خازندارا في الأيام الأشرفية ، ثم صرف عنها واستقر زماما حتى مات.

وخلف مالا جزيلا يقارب فيما قيل مائة ألف دينار ، منه غلال مخزونة قومت بستة عشر ألف دينار ، وصار للسلطان من تركته مال كثير.

مرض بالقولنج في أوائل سنة تسع وثلاثين ، وتعافى ثم انتكس مرارا](١) حتى مات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ، ودفن بالقرب من مشهد الليث من القرافة الصغرى ، وهو في عشر السبعين ، واستقر جوهر اللالا بعده.

وذكره شيخنا «ابن حجر في إنبائه» فقال : كان شهما يحب الصدقة (٢) ، وفيه عصبية مع سوء خلق إلى الغاية. وقد أنشأ مكانا بالقرب من الأخفاقيين ليجعله مدرسة وصهريجا وسبيلا لسقي الماء ، وانتهيا في مرض موته. وأهان السلطان الشمس الرازي الحنفي لكونه أثبت وقفية داره في مرض موته. انتهى.

وقال غيره : إنه صاحب الخانقاه الزمامية بمكة وعدة عمائر ، وأنه حج أمير

__________________

٦٥٧ ـ خشقدم الزّمام (؟ ـ ٨٣٩).

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ١٧٥ ، وإنباء الغمر ٨ : ٣٩٧.

(١) ما بين المعقوفين غير ظاهر في مصورة الأصل ، وقد استدرك من الضوء.

(٢) في الإنباء : يحب الصيد.

٤

الركب الأول سنة أربع وثلاثين صحبة خوند جلبان زوجة الأشرف وأم العزيز (١) ، ولم يتمكن الزيني عبد الباسط من استبداده بالتكلم بعد توحشهما وانتصاف خشقدم بحيث خضع له الآخر إلى أن عاد.

وكان الزّمام أنشأ مدرسته بالجانب الشامي من المسجد الحرام في سنة خمس وثلاثين ، وقرر بها شيخا وغيره من الصوفية يجتمعون ويقرؤون بعد صلاة العصر ، ويهدون ثواب ذلك في صحيفته ، وجعل بها صهريجا يجتمع فيه الماء من سطح المسجد الحرام ، وجعل بها خلاوي يسكن بها الفقراء وأوقف عليها وقفا جليلا وهو الرّبع الذي بالمسعى ويعرف بربع الخواجا أبو بكر التوريزي شاه بندر جدة لتوليه عمارته ، وجعل الناظر على ذلك الشيخ شمس الدين الشامي وأولاده ، والشيخ شمس الدين هو الذي كان يتولى أمر عمارة المدرسة المذكورة ، وكانت قبله للشريف جار الله بن حمزة بن راجح بن أبي نمي الحسني المكي بناها في سنة تسع وثمانين وسبعمائة ، ثم أعطاها للدولة بمصر في سنة أربع وتسعين وسبعمائة كما ذكره الشريف تقي الدين الفاسي في ترجمته من كتابه «العقد الثمين» (٢).

٦٥٨ ـ (ك) خضير ـ بضم الخاء (٣) وفتح الضاد المعجمتين وسكون الياء المثناة من تحت بعدها راء ـ بن بحر العدواني.

مات في يوم الثلاثاء عاشر رجب سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بمكة (٤) ، وصلي عليه عصر يومه ودفن بالمعلاة.

__________________

٦٥٨ ـ ابن بحر العدواني (؟ ـ ٨٤١ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ١٨١.

(١) إتحاف الورى ٤ : ٥٧.

(٢) إتحاف الورى ٤ : ٦٤ ، والعقد الثمين ٣ : ٤٠٥.

(٣) في الأصل زيادة : المعجمة.

(٤) إتحاف الورى ٤ : ١٢١.

٥

٦٥٩ ـ (ك) خلوف بن علي المغربي.

الشيخ ذو الكرامات.

مات بمكة سنة ست وستين وسبعمائة.

هكذا رأيت في بعض «مجاميع الميورقي».

٦٦٠ ـ (ك) خليفة بن بو (١) سعد بن ميمون الجعفري.

مات في اليوم التاسع من القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة (٢).

هكذا رأيت في حجر قبره بالمعلاة.

٦٦١ ـ (ك) خليفة بن محمد بن خليفة بن سالم الخزاعي الفاخوري المكي.

حضر في الرابعة سنة سبع وستين وسبعمائة عن العز ابن جماعة «السيرة النبوية الصغرى» تأليفه.

وكان خادم مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم برأس شعب بني هاشم بمكة ، وخيرا دينا ، أضر بأخرة وانقطع بمنزله.

وأجاز في الاستدعاءات.

مات في يوم السبت مستهل المحرم سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمكة (٣) ، وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن بالمعلاة.

أنبأني الشيخ خليفة بن محمد بن خليفة بن سالم الخزاعي الفاخوري المكي ، عن العلامة قاضي المسلمين عز الدين أبي عمر عبد العزيز بن محمد بن

__________________

٦٥٩ ـ ابن علي المغربي (؟ ـ ٧٦٦ ه‍).

٦٦٠ ـ خليفة بن بو سعد الجعفري (؟ ـ ٧٤٩ ه‍).

(١) فوق هذه الكلمة ، كلمة : كذا.

(٢) إتحاف الورى ٣ : ٢٤٠. وفيه : خليفة بن أبي سعد.

٦٦١ ـ ابن خليفة الفاخوري (؟ ـ ٨٣٣ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ١٨٧.

(٣) إتحاف الورى ٤ : ٥٢.

٦

إبراهيم الحموي ، قال : أنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر ، حضورا قال : أنبأ أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي ، كتابة قال : أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي ، قال : أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيار ، قال : أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن مخلد العدل ، قال : أنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، قال : أخبرنا قتيبة ، قال : ثنا الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على المنبر يقول : «إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل» (١).

حديث صحيح أخرجه مسلم فرواه عن قتيبة به ، فوقع لنا موافقة ولله الحمد والمنة.

٦٦٢ ـ (ك) خليفة الجزار.

كان ذا مال وفيه نفع للفقراء ، وكان أهل الصلاح يعتمدون عليه في شراء اللحم ، فإذا كان في لحمه شبهة لم يبعه لأحد منهم وينبهه على ذلك ، فصار ملحوظا بينهم.

مات بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة (٢).

من «وفيات الشيخ ولي الدين العراقي».

٦٦٣ ـ (ك) خليل بن هارون بن مهدي بن عبد الله الجزائري المغربي المالكي.

نزيل الحرمين.

__________________

(١) أخرجه مسلم في الجمعة ٢ : ٥٧٩ / ٨٤٤.

٦٦٢ ـ خليفة الجزار (؟ ـ ٧٨٣ ه‍).

(٢) إتحاف الورى ٣ : ٣٣٨.

٦٦٣ ـ غرس الدين المغربي (؟ ـ ٨٢٦ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢٠٥ ، والتحفة اللطيفة ١ : ٣٢٣.

٧

الإمام العلامة ولي الله تعالى.

غرس الدين أبو الصفا وأبو الخير.

اشتغل ببلاده بالمغرب بالعربية وغيرها ، ولقي هناك جماعة من العلماء والصالحين ، وحفظ عنهم وعمّن لقيه بديار والشام والحجاز أخبارا حسنة من كرامات الصالحين.

وانقطع بمكة نحو عشرين سنة تزوج بها شيختنا زينب ابنة الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي.

وقرأ بمكة كثيرا من الحديث على البرهان ابن صديق ، والقاضي علي النويري ، وأبي الطيب السحولي ، والقاضي جمال الدين ابن ظهيرة وغيرهم.

وسمع بالمدينة النبوية من البرهان ابن فرحون ، والقاضي عبد الرحمن بن صالح ، وجمال الدين ابن ظهيرة وغيرهم.

وخرّج له رفيقه الحافظ جمال الدين محمد بن موسى المراكشي فهرستا لبعض مسموعاته.

وجمع كتابا في الأذكار والدعوات سماه «تذكرة الإعداد ليوم المعاد» (١) ، وهو كثير الفوائد في مجلد ضخم بخطه ، وفي مجلدين بخط غيره ، واختصره في مجلد.

ومات في ثامن شهر رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بالمدينة الشريفة ، ودفن بالبقيع وقد قارب الستين رحمه‌الله وإيانا.

٦٦٤ ـ خير الذهبي.

مولى نائب جدة جانبك ، ومعلم الدلالين بها.

__________________

(١) في التحفة اللطيفة : تذكرة الإعداد لهول يوم المعاد.

٦٦٤ ـ خير الذهبي (؟ ـ ٨٦٨ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢١٠.

٨

كان فيه خير للضعفاء وانهماك.

وملك بمكة دارين حبس إحداهما على معتقيه.

مات صبح يوم الاثنين ثاني عشر المحرم سنة ثمان وستين وثمانمائة بمكة (١).

__________________

(١) إتحاف الورى ٤ : ٤٥٥.

٩

حرف الدال المهملة

٦٦٥ ـ (ك) داود بن سليمان.

عن قيس بن الربيع.

شيخ جزري.

تركه الأزدي. انتهى.

وقال الأزدي : كان بمكة. وأورد له عن قيس عن ابن جدعان عن ابن المنكدر [عن جابر رضي‌الله‌عنه](١) رفعه : «ثلاثة لا يلامون (٢) على الضجر : المسافر والصائم والمريض».

نقلت هذه الترجمة من «لسان الميزان لشيخنا أبي الفضل ابن حجر».

٦٦٦ ـ داود بن عبد الصمد القرشي الكردي العجمي المجذوب.

نزيل مكة.

سمع الحديث على الشيخ أبي الفتح المراغي.

كان عالما مباركا.

__________________

٦٦٥ ـ داود بن سليمان (؟ ـ؟)

أخباره في : لسان الميزان ٢ : ٤١٨.

(١) زيادة من اللسان.

(٢) في الأصل : يلاموا.

٦٦٦ ـ ابن عبد الصمد المجذوب (؟ ـ ٨٦١ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢١٤.

١٠

درّس بالمسجد الحرام مدة ثم حصل له خلل في عقله ، واستمر به إلى أن مات في آخر ليلة الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وثمانمائة بمكة (١) ، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.

٦٦٧ ـ داود بن عطاء المزني.

مولاهم. ويقال : مولى الزبير.

أبو سليمان المدني.

قال الدار قطني : هو من أهل مكة.

روى عن موسى بن عقبة ، وهشام بن عروة ، وصالح بن كيسان ، وزيد بن أسلم ، وابن أبي ذئب ، وزيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وغيرهم.

وعنه الأوزاعي وهو من شيوخه ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وإسماعيل بن محمد الطلحي وغيرهم.

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه والبخاري عن أحمد : ليس بشيء.

وقال أبو حاتم : ليس بالقوي ، ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، من شاء كتب حديثه زحفا.

وقال البخاري وأبو زرعة : منكر الحديث.

وقال النسائي : ضعيف.

وقال ابن عدي : ليس حديثه بالكثير ، وفي حديثه بعض النكرة.

وقال الدارقطني : متروك.

وقال ابن حبان : هو الذي يقال له : داود بن أبي عطاء ، كثير الوهم في

__________________

(١) إتحاف الورى ٤ : ٣٧٨.

٦٦٧ ـ ابن عطاء المزني (؟ ـ؟)

أخباره في : تهذيب التهذيب ٣ : ١٦٨ ، وتهذيب الكمال ٨ : ٤١٩. وانظر لسان الميزان ٧ : ٢١٢.

١١

الأخبار ، لا يحتج به بحال لكثرة خطئه وعكسه على صوابه.

٦٦٨ ـ داود بن علي بن بهاء الدين الكيلاني.

التاجر ، الشهير شرف الدين.

والد محمد الماضي [٩٩] وسليمان [٧٠٦] وعلي [١٠٠٢] الآتيين.

تردد في التجارة إلى القاهرة والاسكندرية وغيرهما.

وسكن مكة فسمع بها في سنة أربع عشرة على الزين المراغي ختم «صحيح ابن حبان».

وعلى الشمس ابن الجزري كتابه «الإجلال والتعظيم في مقام إبراهيم» ، و «التكريم في العمرة من التنعيم» له ، والمجلس الأول من كتابه «الحصن الحصين».

وعلى الشهاب المرشدي ، ووالدي تقي الدين ابن فهد ختم كتاب «شرح السنة للبغوي».

وعلى الوالد والقاضي أبي السعادات جميع «السيرة للكلاعي».

كان وجيها في التجارة.

رأس في سلطنة الأشرف برسباي في سنة خمس وثلاثين فولاه مشدا بساحل جدة.

ثم ولي نظر المسجد الحرام عوضا عن القاضي أبي السعادات ابن ظهيرة في سنة سبع وثلاثين ، وقرئ توقيعه بالمسجد الحرام في ذي الحجة ، وأنكر أهل مكة ذلك أشد الإنكار فمنع السيد بركات أمير مكة داود من التحدث ، وأقام عوضه الأمير سودون.

__________________

٦٦٨ ـ شرف الدين الكيلاني (؟ ـ ٨٤٢ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢١٤.

١٢

شاد العمائر بالمسجد الحرام.

يتحدث في النظر حتى يرد ما يعتمد عليه فولي عوضه سودون (١).

مات بالاسكندرية في الطاعون في رابع القعدة سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة (٢) ، وكان من أبناء السبعين ، وأوصى على أولاده ولده عليا فمات بعده بأيام قلائل.

٦٦٩ ـ دبيس بن جسار (٣) بن سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري القائد.

قتل بالحدبة في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة ست وأربعين وثمانمائة (٤).

٦٧٠ ـ (ك) دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن السجزي.

الفقيه أبو محمد.

ولد سنة ستين ومائتين أو قبلها.

أبو محمد.

جاور بمكة ثم انتقل منها إلى بغداد بسبب مذكور.

روى عن جماعة منهم ابن خزيمة وأخذ عنه مصنفاته ، وكان يفتي بمذهبه ، وعنه : جماعة منهم الدار قطني.

وكان كثير المعروف والصدقات ، من أولي اليسار والمال الكثير ، موصوفا

__________________

(١) إتحاف الورى ٤ : ٧٣.

(٢) إتحاف الورى ٤ : ١٣٩.

٦٦٩ ـ دبيس بن جسار العمري (؟ ـ ٨٤٦ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢١٧.

(٣) في إتحاف الورى : حسان.

(٤) إتحاف الورى ٤ : ١٨١.

٦٧٠ ـ دعلج بن أحمد السجزي (٢٦٠ ـ ٣٥١ ه‍)

أخباره في : طبقات الحفاظ ١ : ٣٦١ ، وتاريخ بغداد ٨ : ٣٨٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٦ : ٣٠.

١٣

بالعدالة والأمانة.

ذكره الذهبي في كتابه العبر وقال : رحل وطوف وأكثر.

وسمع من هشام السيرافي وعلي البغوي وطبقتهما.

قال الحاكم : أخذ عن ابن خزيمة مصنفاته ، وكان يفتي بمذهبه.

وقال الدارقطني : لم أر في مشايخنا أثبت من دعلج.

وقال الحاكم : يقال لم يكن في الدنيا أيسر منه ، اشترى بمكة دار العباسية بثلاثين ألف دينار.

وقيل : كان الذهب في داره بالقفاف.

وكان كثير المعروف والصلات.

توفي في جمادى الآخرة ـ يعني من سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ـ وله نيف وتسعون سنة.

١٤

حرف الراء المهملة

٦٧١ ـ راجح بن علي النشيط المكي الخياط.

مات في عصر يوم السبت خامس المحرم سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بمكة (١).

٦٧٢ ـ راجح الطحان.

مات في ليلة الأربعاء ثاني عشر (٢) المحرم سنة سبع وستين وثمانمائة (٣).

٦٧٣ ـ راشد بن أحمد بن راشد.

مات في ليلة الجمعة عاشر أو سابع عشر رجب سنة ست وخمسين وثمانمائة بمكة (٤) ، وصلي عليه صبح ليلته عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.

__________________

٦٧١ ـ ابن علي النشيط (؟ ـ ٨٥٣ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢٢٣.

(١) إتحاف الورى ٤ : ٢٨٨.

٦٧٢ ـ راجح الطحان (؟ ـ ٨٦٧ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢٢٣.

(٢) في إتحاف الورى : ثامن عشر.

(٣) إتحاف الورى ٤ : ٤٤٤.

٦٧٣ ـ ابن راشد (؟ ـ ٨٥٦ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢٢٣.

(٤) إتحاف الورى ٤ : ٣٢١.

١٥

٦٧٤ ـ (ك) ربيع بن عبد الله بن محمود بن هبة الله المارديني (١) الحنفي.

منشئ الرباط بمكة المشرفة بأجياد منها عن الملك الأفضل علي بن يوسف بن أيوب الأيوبي سنة أربع وتسعين (٢) وخمسمائة (٣).

الشيخ الصالح ، أبو الفضل.

أحد الأولياء المعروفين بالكرامات الظاهرة كرامتهم.

سمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن ، وروى عنه وعن ابن أبي الصيف المكي.

وروى عنه أبو الفضل محمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص ، وأبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة (٤) وغيرهما.

وجال البلاد فدخل بغداد ، والموصل ، والكوفة ، والاسكندرية ، ودمشق ، وحلب ، وجاور بالحرمين كثيرا.

وأوقف في العشر الأول من القعدة سنة إحدى وستمائة عن الشريف أبي عزيز قتادة بن إدريس الحسني دارا بأسفل مكة على الفقراء الغرباء المتأهلين من العرب دون العجم (٥) ، فإذا انقرضوا ولم يبق أحد فعلى الفقراء والمساكين وأبناء السبيل من المسلمين ، وجعل النظر في أمر ذلك إلى وكيله الواقف ، وجعل له أن يولي من يشاء ويعزل من يشاء في حياته وبعد موته.

هكذا وجدت ذلك في مكتتب.

وأقام بالمدينة مدة اثنتي عشر سنة يعمل بالفاعل ويسقي بالقربة ، وما

__________________

٦٧٤ ـ ربيع بن عبد الله المارديني (؟ ـ ٦٠٢ ه‍).

أخباره في : التحفة اللطيفة ١ : ٣٤٥.

(١) في إتحاف الورى : المارواني. وفي التحفة اللطيفة : المرديني.

(٢) في التحفة اللطيفة : أربع وخمسين.

(٣) إتحاف الورى ٢ : ٥٦٤.

(٤) في التحفة اللطيفة : جرازة. وهو تصحيف.

(٥) انظر إتحاف الورى الموضع السابق ، وشفاء الغرام ١ : ٣٣٥.

١٦

حصل في النهار يعمل به جفنة للفقراء ، ولا يدخر لغداء من عشاء ولا لعشاء من غداء ، ولا يفطر في كل شهر غير يوم أو يومين ، ويؤثر أصحابه على نفسه ، ولا يأكل من مال السلطان ولا جندي ، ولا من له ولاية على وقف.

وكان أمّيا لا يعرف الخط ، ويقرأ «القرآن» في المصحف.

وحج سنة إحدى وستمائة.

وسار إلى بيت المقدس على طريق أيلة ، وأصابه الدرن وقوي عليه في الطريق ، فلما وصلوا إلى عقبة أيلة وهي عقبة مشقة لا يركب فيها أحد ، فلم يمكن الشيخ ربيع النزول وصعد راكبا على الجمل ، والجمل الذي تحته في العقبة يصعد به كأنه يمشي في أرض سهلة ، ووصل إلى بيت المقدس واشتد به المرض فتوفي في أواخر صفر أو أوائل ربيع سنة اثنتين وستمائة ، وأوصى أن يتولى غسله وتجهيزه ودفنه أمير الحاج الشامي شجاع الدين علي بن سليمان بن أيداش ابن السلار ـ وكان بدمشق ـ فتعجب أصحابه وقالوا : ابن السلار بدمشق فكيف يغسله؟! فبيناهم على ذلك وصل ابن السلار من دمشق قبيل موته وقال : بلغني خبر وصوله إلى بيت المقدس فعزمت على قصده وجذبني إليه جاذب ، فركبت من دمشق إلى بيت المقدس واجتهدت في السير ووصلت في ثلاثة أيام فولي غسله.

ولما احتضر خرج أصحابه من عنده فسمعوه من داخل وهو يقول بانزعاج : ألمثلي يقال هذا؟! ألمثلي يقال هذا؟! ثم سكت ، ثم قال : (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) [الصافات : ٦١] ، فدخلوا إليه فوجدوه قد قضى نحبه ، ودفن رحمه‌الله بمقبرة البيت المقدس الغربية المعروفة بماملي ، وقبره ظاهر معروف في تربة فيها جماعة من الصالحين رحمة الله عليهم وعلينا أجمعين.

أنشدنا القاضي زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغي ، إذنا عن القاضي شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم ابن البارزي ، عن الحافظ كمال الدين

١٧

عمر بن أحمد بن المقدم ، قال : أنشدني أبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر بن علي الجزري الكردي ، قال : سمعت الشيخ ربيع ينشد هذين البيتين ونحن سائرون من مكة إلى المدينة ولم نسمعه ينشد غيرهما ، وكان لا يرى إنشاد الشعر ولا سماعه ، وإذا سمع أحدا ينشد بيتا ينكر عليه ، والبيتان :

ليال وأيام تمر خواليا

من الوصل ما فيها لقاء ولا وعد

إذا قلت هذي مدة قد تصرمت

أتت مدة أخرى تطول وتمتد

٦٧٥ ـ رمضان بن سلامة بن وهيب بن سلامة الملوي المصري.

بوّاب المدرسة الجمالية بمكة.

سمع في سنة ثمان وخمسين على الشيخ أبي الفتح المراغي «المسلسل بالأولية» ، و «جزء ابن فارس».

مات في ليلة السبت ثالث جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وثمانمائة بمكة (١) ، وصلي عليه صبح ليلته ودفن بالمعلاة.

٦٧٦ ـ رميثة بن محمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نميّ الحسني (٢).

أمير مكة.

أخو علي الآتي [١٠٥٧].

كان في طوع عمه حسن بن عجلان ، ثم عرض له ما ذكر في ترجمة عمه فبقي هو وأخواه ، ثم كلم عمه في تطييب خاطره فما أجاب ، فتوجه هو وأخواه علي وأحمد إلى ينبع ثم إلى مصر فلم يروا بها وجها ، فأشير عليهم

__________________

٦٧٥ ـ ابن وهيب بن سلامة (؟ ـ ٨٦٨ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢٢٩.

(١) إتحاف الورى ٤ : ٤٥٦.

٦٧٦ ـ رميثة الحسيني (؟ ـ ٨٣٧ ه‍)

أخباره في : الضوء اللامع ٣ : ٢٣٠. وغاية المرام ٢ : ٤٧٤ ، وإنباء الغمر ٣ : ٥٢٤.

(٢) في الأصل : الحسيني. وهو خطأ.

١٨

بالرجوع إلى عمهم ، فرجعوا إلى ينبع لأن عمهم لم يطاوع على دخولهم مكة ، ثم لم يطب خاطر عمهم بحلولهم بينبع ، ومنع من ذلك ، فجاءا إلى حدّا ثم هجم مكة.

ثم في سنة ست عشرة هجم على مكة ، وفي رمضان منها إلى جدة ونهبها ونهب الهدة ، وسعي بينهما بشيء لم يرض به عمه ، واتهم جابر الحراشي بتقوية رميثة ، فأمر السيد حسن بعد الحج بشنقه وشنق ولده ، فشنقا.

وفي سنة سبع عشرة توجه صاحب الترجمة إلى اليمن فاجتمع بالقاضي مفلح بحلي فأكرمه كثيرا ، وكتب إلى مولاه الناصر صاحب اليمن يسأله في إكرامه ، فسرّ صاحب اليمن بقدومه وأمر بتلقيه حتى انتهى إليه فرأى ما سره منه لحنقه على السيد حسن ، وقرر له في كل يوم مدّ طعام عبارة عن أربع غرائر ، وسافر معه إلى تعز وإلى زبيد ، وعاد بعد أن أكرم مورده فأحسن إليه بذهب له صورة ، وإبل وطعام وكسوة ، فوصل في رمضان إلى وادي الآبار ونزل به على ذوي حميضة.

وصعب على عمه وهمّ بمحاربتهم فسعي بينهما على مال لصاحب الترجمة ، وهو مائتا ألف درهم يسلمها السيد حسن له.

وفي سنة ثماني عشرة أعان أهل المراكب على السقية من جدة ومضيّهم إلى ينبع ، وأخذ منهم الزّانة (١) ، وما قدر عمه على منعه ، وعاد رميثة بعد سفر المراكب إلى الجديد وأقام به إلى شعبان.

وفي سادس عشر ربيع الأول وصل إليه الخبر (٢) بولايته لإمرة مكة ونيابتها عوضا عن عمه وابنيه ، فلم يتمكن من دخول مكة ، وتوجه إلى جدة ، فتوجه إليه عمه فأخرجه منها ، فتوجه إلى جهة الشام حتى وصل الحجاج

__________________

(١) في الأصل : الزالة ، وانظر إتحاف الورى ٤ : ٤٧٩. وقد سبق بيان معناها ص : ١٠٥.

(٢) في الأصل : الخير. وانظر المرجع السابق.

١٩

فلازمهم ودخل معهم مكة ، وقرئ مرسومه لولايته لنيابة مكة عن عمه ولإمرتها عن ولديه ، وتاريخ مرسومه رابع عشري صفر ، وخطب له وضربت له السّكّة ، وتقوى عليه عمه ونزل بالجديد ، وأخذ غلال أموال أصحابه ، ومكن المراكب والجلاب من السقية من جدة والمضي إلى ينبع ، وأخذ منهم زانة (١) له ولخواصه ، ثم سعى عليه عمه فعزل ، وكتب له مثالا مؤرخا (٢) بثامن عشر رمضان سنة تسع عشرة ، وجاءه ذلك في أوائل العشر الأوسط من شوال ، وامتنع رميثة من الخروج من مكة ، فقصده السيد حسن ونازله للحرب فتحاربوا يسيرا ، وتسمى هذه السنة سنة الدرب.

ثم أجار بعض جماعة السيد حسن عليه من القتال ، وخرج من مكة من القضاة والفقهاء إلى السيد حسن بالربعات يدخلون عليه في الكف عن القتال ، فأجابهم إلى ذلك بشرط خروجهم من البلد ، وأجل لهم خمسة أيام فخرجوا إلى صوب اليمن ، وبعث له عمه بزوادة ومركوب.

وفي السنة التي تليها أرسل عمه يستميله حتى دخل في الطاعة ، ودخل مكة هو وأخواه.

وفي سنة أربع وعشرين انضم إليه جماعة من الأشراف والقواد واستولوا على جدة ، ثم في أول السنة التي تليها دخل في طاعة عمه وتوسل إليه بابنه بركات فقبله ، ثم استولى على جدة ، ثم بان عنه أصحابه فاستولى عليها السيد حسن ، ووصل السيد مقبل صاحب ينبع للسيد حسن وعاد لبلاده ومعه رميثة وأصحابه ، وأعانوه على حرب بني أخيه وبير بن نخبار فأنجد السيد حسن أولاد وبير بخيل وسلاح ورجال ، وعزم الرحيل إليهم لنصرتهم فأتاه للفور مقبل خاضعا فأكرمه وأعرض عن التوجه ، وشرط عليه أن يبين عنه رميثة

__________________

(١) في الأصل : زالة. وانظر التعليق قبل السابق.

(٢) في الأصل : مثال مؤرخ.

٢٠