بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٥

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٥

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: الدكتور سهيل زكار
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٨

١
٢
٣
٤

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي (١)

الحجاج بن هشام (٢) :

كان مع مسلمة بن عبد الملك غازيا ببلاد الروم ، وحكى حكاية جرت لبعض أسراء الروم مستملحة :

وقع إلي ببغداد كتاب صنفه أحمد بن محمد بن اسحاق الزيات صاحب كتاب البلدان (٣) ويشتمل على نوادر وغرائب وطرق وعجائب ، فنقلت منه ، وقال الحجاج ابن هشام : كنا مع مسلمة بن عبد الملك ببلاد الروم ، فقفل منها ، فنزل منزلا ، ثم دعا بالأسارى فجعل يضرب رقابهم (٤) ، فقدم إليه شيخ منهم فأمر بضرب عنقه.

__________________

(١) النسخة الخطية لهذه المجلدة محفوظة في مكتبة فيض الله باستانبول برقم / ١٤٠٤ / ، وقد اعتبرتها المجلدة الخامسة على أساس الترتيب الابجدي لمحتوياتها.

(٢) أكثر المؤلف النقل عنه في المجلدة الاولى ، والكتاب بحكم المفقود.

(٣) لم يذكر تاريخ هذه الواقعة ، ومن الصعب تحديد ذلك ، لان مسلمة بن عبد الملك بات منذ سنة ٨٧ ه‍ ايام الوليد بن عبد الملك المسؤول الى أبعد الحدود عن حملات الصوائف والشواتي وغيرها في الاراضي البيزنطية. انظر تاريخ خليفة : ١ / ٣٩٧ ـ ٤٢٥.

* ـ هناك ثلاث أوراق قبل بداية الكتاب ، كانت فارغة ، وقد كتب على وجه من الورقة الاولى بخط ابن السابق الحموي :

مؤلف هذا الكتاب

هو عمر بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن يحيى بن زهير ابن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة ، صاحب علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، واسم أبي جرادة : عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف ابن عقيل ، الفقيه الحنفي كمال الدين ، الملقب رئيس الاصحاب ، المحدث المؤرخ الاديب ابن العديم ، وأجداده وأولاده وأهل بيتهم علماء حنفية فضلاء أدباء.

وأبو القاسم عمر هذا مولده بحلب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، ومات سنة ستين وستمائة ، قال الحافظ الدمياطي ولي قضاء حلب خمسة من أنسابه

٥

__________________

ـ ـ متوالية ، وشهرته تغني عن الاطناب ، وصنف الكتب في التاريخ والفقه والحديث والادب ، كذا لخصته من طبقات الحنفية للشيخ عبد القادر القرشي. قال الشيخ قاسم في تاج التراجم : صنف تاريخا سماه بغية الطلب في تاريخ حلب. وقال الصلاح الصفدي في الوافي بالوفيات : وصنف بحلب تاريخا مفيدا يقرب من أربعين مجلدا وقد أطنب في ترجمته.

(١) الله الحافظ سارق مازق حاذق احبس؟؟؟؟.

(٢) يعلق ما فيه بنظر.

(٣) جزء من بغية الطلب في تاريخ حلب.

(٤) أقسم بالله على كل من أبصر خطي حيث ما أبصره أن يدعو الرحمن لي مخلصا بالعفو والتوبة والمغفرة.

(٥) الحمد لله. محمد بن عمر بن ابراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز ... الشهير ابن من هو للشر عديم غفر الله تعالى له ولطف الله تعالى بوالده ورحم سلفه خصوصا كاتب هذا التاريخ ومؤلفه الجد الاعلى الشهير بالصاحب كمال الدين ابن العديم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.

(٦) منسوب للامام السابع رحمه الله :

الناس بالناس ما دامت حوائجهم

والسعد والنصر اقبال وثارات

وأحسن الناس من بين الورى رجل

تقضى على يده للناس حاجات

قد مات قوم وماتت مكارمهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات

(٧) سأنسى ودكم من غير بغض

وذاك لكثرة الور ... فيه

إذا كثر الذباب على طعام

سأتركه ونفسي تشتهيه

ويمشي الكريم خميص بطن

ولا يرضى مقاسمة السفيه

وتجتنب الاسود ورود ماء

إذا كان الكلاب والغين فيه

وجاء على وجه من الورقة الثالثة :

(١) تاب من تاريخ حلب لابن أبي جراد. وهو الاستاذ البليغ الناظم الناثر الوزير الصاحب كمال الدين ابن العديم ، كاتم السر ، رحمه الله وشكر صنيعه ، وهو بخطه الصحيح المليح.

(٢) لحمد لله وبه اكتفي ساقة الدهر في نوبة أقل عبيد الله تعالى وأفقرهم واحقرهم محمد بن أحمد بن اينال العلائي الدوادار الحنفي عامله ربه بخفي لطفه الجلي والخفي.

(٣) نوبة فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم أجمعين بالقاهرة المحروسة سنة ست وخمسين وثمانمائة أحسن الله عاقبتها في خير آمين. في يوم الاربعاء تاسع عشر ربيع الآخر.

(٤) الحمد لله على نعمه. أنهاه قراءة وكتابه داعيا لمالكه بطول البقاء محمد المدعو محمد بن فهد القاسمي الكريها سنة ٨٦٩.

٦

فقال له الشيخ : وما أربك الى قتلي ، أنا شيخ كبير فان تركتني فديت نفسي بأسيرين من المسلمين في يدي ، قال : لو وثقت بك لتركتك ، قال : فاتركني فاني لا أغدر ، قال ما تطيب بذلك نفسي الا أن تأتيني بضمين ، قال ومن يضمني في عسكرك ، فدعني أجل فيه فانظر ، فأرسل معه رجلا يحفظه فجعل يدور ويتصفح وجوه الناس ، حتى مر بفتى يحس فرسا له ، فقال : هذا يضمنني ، من غير أن يكلمه أو يعرفه ، فأقبل الرسول على الفتى فقال : أتضمنه؟ قال : نعم ، قال : أتعرفه؟ قال : لا. قال : فكيف تضمنه؟ قال : رأيته يتصفح وجوه الناس فلم يرج عند أحد منهم فرجا غيري ، فما كنت لأخيبه ، فضمنه اياه وأطلقه ، فما لبث أن جاء بأسيرين من المسلمين ، فدفعهما (٢ ـ و) الى مسلمة ، ثم قال لمسلمة : ائذن للفتى يخرج معي حتى أكافئه ، قال : قد أذنت له ، فأقبل الرومي على الفتى فقال : أنت والله يافتى ابني ، قال : وكيف وأنا رجل من العرب من بني كلاب وأنت من الروم؟ قال : والله ما هو الا أن رأيتك فتحركت في رحم ، علمت أنها بيني وبينك فمن أمك؟ قال رومية قال : هي والله ابنتي سبيت صبية ، ثم مضى به الى قريته ، فنظر الفتى الى ابنة الرومي ، وهي خالته فكأنما رأى أمه ، ثم أخرج اليه حليا وثيابا مقطعة كانت لأمه ، قد صانوها وحفظوها فدفعوها الى الفتى ، ثم زوده وأرسلوا الى أمه بالسلام ، وقالوا له : أخبرها بسلامة أمها وأختها فأقبل الفتى حتى صار الى أهله ، وأخرج لهم بعض الحلي ، فنظرت اليه فارتاعت وأرسلت عينها بالبكاء ، وقالت : ظهرتم على قريتنا وانهبتموها؟ قال : لا تراعي وقص عليها القصة وأخبرها بسلامتهم (١).

الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم المشهور :

ابن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف ، وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر الثقفي ، أبو محمد دخل الثغور الشامية وولي بها ، وقرأت في بعض مطالعاتي أنه كان بنى موضعا للسلاح

__________________

(١) يمكن اعتبار هذه الحكاية من الاصول الادبية التي بنيت عليه رواية ذات الهمة العربية وبالمقابل ملحمة دايجينس أكريتس (رجل الثغور) الاغريقية حيث البطل مزدوج النسب جمع بين العربية والاغريقية البيزنطية.

٧

بالمصيصة وجعل فيه السلاح ذخيرة للمسلمين ، وكان يليها حينئذ. وكان في صحبه عبد الملك بن مروان ، حين توجه لقتال مصعب بن الزبير ، ونزل معه بطنان حبيب من أرض قنسرين.

رأى عبد الله بن عباس (٢ ـ ظ) وحدث عن : أنس بن مالك ، وسمرة بن جندب ، وأبي بردة بن أبي موسى ، وعبد الملك بن مروان.

روى عنه : أنس بن مالك ، وثابت البناني ، ومالك بن دينار ، وحميد الطويل وسعد بن أبي عروبة وقتيبة بن مسلم وجراد بن مجالد.

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد ـ فيما أذن لنا في روايته عنه ـ قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبتي الماليني (١) بهراة قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السقطي قال : حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد ابن الجارود الجارودي الحافظ املاء بهراة قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البغدادي بجر جرايا (٢) قال : حدثنا جعفر بن أحمد الدهقان قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدثنا سيار عن جعفر عن مالك بن دينار قال : دخلت يوما على الحجاج فقال لي : يا أبا يحيى ألا أحدثك بحديث حسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : بلى ، فقال : حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كانت له الى الله حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضة (٣).

أنبأنا أبو نصر قال : أخبرنا أبو القاسم قال : أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال : أخبرنا الحسن بن علي اللباد قال : أخبرنا تمام بن محمد قال : أخبرنا أبي قال : أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر القرشي قال : أخبرني أبي قال : حدثنا أبو الحكم قال : حدثني محمد بن ادريس الشافعي قال : سمعت من يذكر أن المغيرة

__________________

(١) مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان. معجم البلدان.

(٢) بلد من أعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي.

معجم البلدان.

(٣) انظره في كنز العمال : ٢ / ٢٣٧٩.

٨

ابن شعبة نظر الى امرأته (٣ ـ و) وهي تتخلل من أول النهار فقال : والله لئن كانت باكرت الغداء انها لرغيبة ، وان كان شيء بقي في فيها من البارحة انها لقذرة فطلقها ، فقالت : والله ما كان شيء مما ذكرت ، ولكني باكرت ما تباكره الحرة من السواك فبقيت شظية في فيّ ، قال : فقال المغيرة بن شعبة ليوسف أبي الحجاج بن يوسف : تزوجها فانها لخليقة أن تأتي بالرجل يسود ، فتزوجها ، قال الشافعي : فأخبرت أن أبا الحجاج لما بني بها واقعها فنام ، فقيل له في النوم : ما أسرع ما ألقحت بالمبير (١)

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر قال : أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال : أخبرنا أبو الغنائم بن الزينبي قال : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال : أخبرنا أحمد بن عبدان قال : أخبرنا محمد بن سهل قال : أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال : حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد (٢).

وقال يزيد بن عبد ربه : حدثنا أصحابنا عن أبي منصور عن عمرو بن قيس أن الحجاج بن يوسف سأله عن مولده فقال سنة الجماعة (٣) سنة أربعين ، فقال الحجاج وهو مولدي.

أنبأنا القاضي أبو القاسم بن محمد الانصاري عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز الكتاني قال : أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال : أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر قال : سنة أربعين فيها ولد الحجاج بن يوسف.

أخبرنا أبو الوحش بن نسيم قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم وأبو الوحش (٣ ـ ظ) سبيع بن المسلم عن أبي الحسن رشاء بن نطيف قال : أخبرنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق قال : أخبرنا أبو بشر الدولابي قال : حدثنا محمد بن

__________________

(١) سيرد بعد قليل ما يوضح مسألة المبير والحديث المروي حوله.

(٢) التاريخ الكبير : ١ / ٣٧٣ (٢٨١٦).

(٣) السنة التي تسلم بها معاوية الخلافة من الحسن بن علي.

٩

حميد قال : حدثنا علي بن مجاهد قال : حدثني عبد الله بن محمد بن مرة قال : سمعت زياد بن عبد الرحمن الكاتب يقول : ولد الحجاج بن يوسف سنة تسع وثلاثين.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال : أخبرنا علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو غالب الماوردي قال : أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال : أخبرنا أحمد بن اسحاق قال : أخبرنا موسى بن زكريا قال : حدثنا خليفة بن خياط قال : وفيها يعني سنة احدى وأربعين ولد الحجاج بن يوسف (١).

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال : أخبرنا أبو نصر الوائلي قال : أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن قال : أخبرني أبي قال : أبو محمد حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي ليس بثقة ولا مأمون.

أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن أبي القاسم بن أبي محمد قال في نسخه ما شافهني به أبو محمد الخلال قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة قال : أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال : أخبرنا علي بن محمد ، ح.

قال ابن مندة : وأخبرنا حمد بن عبد الله اجازة قالا : أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال : حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد ، روى عن أنس ، روى عنه مالك بن دينار (٤ ـ و) وثابت وجراد بن مجاهد سمعت أبي يقول ذلك (٢).

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال : أنبأنا أبو محمد الجوهري قال : أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني في معجم الشعراء ، قال : الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس ، وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط : ١ / ٢٣٦.

(٢) الجرح والتعديل : ٣ / ١٦٨ (٧١٧).

١٠

هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر له شعير قليل (١).

أخبرنا أبو نصر القاضي في كتابه قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال : الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر ابن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن أبو محمد الثقفي ، سمع ابن عباس وروى عن أنس بن مالك وثابت البناني وحميد الطويل ومالك بن دينار وجراد بن مجالد وقتيبة بن مسلم وسعيد بن أبي عروبة ، وكانت له بدمشق آدر منها دار الزاوية التي تقرب قصر ابن أبي الحديد ، ولاه عبد الملك الحجاز فقتل ابن الزبير ، ثم عزله عنها وولاه العراق وقدم وافدا على عبد الملك (٢).

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال وخديجة المرابطة. قال الحبال : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن (٤ ـ ظ) أحمد بن عمر قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار. وقالت خديجة : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال : حدثني أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار. قالا : حدثنا محمود بن محمد الأديب قال : حدثنا النفيلي قال : حدثنا أبو مسهر عن أبي سعيد بن عبد العزيز قال : قال عمر بن عبد العزيز : كانت في الحجاج خلتان وددت أنهما لم تكونا فيه : حبه للقرآن وأهله ، وقوله عند موته : اللهم إنهم يزعمون أنك لا تغفر لي فاغفر لي.

أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي عن أبي الحسن بن قبيس قال : أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال : أخبرنا جدى أبو بكر قال : أخبرنا أبو محمد بن زبر قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور قال : حدثنا الأصمعي قال : حدثني

__________________

(١) ليس في المطبوع من معجم الشعراء.

(٢) تاريخ دمشق : ٤ / ١٠٥ ـ ظ. وقصر ابن أبي الحديد موضع داخل بابي توما والشرقي قام فيه المدرسة المجاهدية القلبجية. انظر الاعلاق الخطيرة ـ قسم دمشق : ٢٤٣.

١١

أبي قال : قال ابن عون : كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ ، عرفت أنه طال مادرس القرآن.

أنبأنا ابن نسيم قال : أخبرنا علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو بكر بن المزرقي قال : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان قال : حدثنا هرون بن سليمان ويحيى بن حكيم قالا : حدثنا عبد الرحمن بن بكر السهمي قال : حدثنا عمرو بن منخل السدوسي قال : قال مطهر بن خالد الربعي عن أبي محمد الحماني قال : عملناه ـ يعني تجزئه القرآن ـ في أربعة أشهر وكان الحجاج يقرأه في كل ليلة.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي بالمسجد الاقصى قال : أخبرنا (٥ ـ و) أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الرحبي بفسطاط مصر قال : أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال : أخبرنا أبو القاسم علي ابن محمد بن علي بن أحمد الفارسي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال : حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد الوكيعي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي قال أخبرنا قبيصة عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : عجبا لاخواننا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا.

وقال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ابراهيم أنه كان اذا ذكر الحجاج قال : ألا لعنة الله على الظالمين.

وقال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن الاجلح عن الشعبي قال : أشهد أنه مؤمن بالطاغوت كافر بالله ـ يعني الحجاج.

وقال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ابراهيم قال : كفى بمن يشك في أمر الحجاج لحاه الله.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ـ قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق ـ قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ قال : حدثنا أبو منصور محمد بن محمد ابن أحمد بن الحسين قال : أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، ح.

قال أبو منصور : وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب قال :

١٢

أخبرنا أبو بكر بن الجراح الخزاز قال أخبرنا أبو بكر بن دريد ـ واللفظ للقاضي ـ قال : أخبرنا الحسن ـ يعني ـ ابن الخضر قال : أخبرنا ابن عائشة قال : أتي الوليد بن عبد الملك برجل من الخوارج فقال له : ما تقول في أبي بكر؟ قال : خيرا ، قال : فعمر؟ قال : خيرا ، قال فعثمان؟ قال خيرا ، قال فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال : الآن جاءت المسألة : ما أقول في رجل الحجاج خطيئة من خطاياه.

أخبرنا أبو بكر عيسى بن أبي الفضل السماني ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا علي بن الحسن بن أبي الحسين ، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال : أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال : أخبرنا أحمد بن مروان المالكي ، قال : أخبرنا محمد بن يونس قالا : أخبرنا أبو أحمد عن القاسم ابن حبيب عن العيزار بن جرول قال : خرجت مع زاذان إلى الجبان (١) يوم العيد فصلى وستور الحجاج ترفعها الرياح ، فقال : هذا والله المفلس ، فقلت له : تقول مثل هذا وله مثل هذا؟ فقال : هذا المفلس من دينه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة ، قال أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قالا : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي. قال الارتاحي : إجازة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب ، ح.

وأخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل بن سلامة قال أخبرنا علي بن الحسن ، ح.

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر بن علي قال : أنبأنا أبو المعالي بن عبد الرحمن قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال أخبرنا رشاء بن نظيف قال : أخبرنا (٦ ـ و) أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال : أخبرنا أبو بكر أحمد ابن مروان المالكي قال : حدثنا ابن أبي الدنيا وابراهيم الحربي عن سليمان بن أبي شيخ قال : حدثنا صالح بن سليمان قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو تخابثت الأمم

__________________

(١) ناحية من أعمال الاهواز. معجم البلدان.

١٣

وجئنا بالحجاج لغلبناهم وما كان يصلح لدينا ولا لآخرة ، لقد ولي العراق ، وهو أوفر ما يكون للعمارة ، فأخسّ به حتى صيّره إلى أربعين ألف ألف دينار ، ولقد أدي إليّ في عامي هذا ثمانون ألف ألف ، وإن بقيت إلى قابل رجوت أن يؤدّي إليّ ما ودّي إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، مائة ألف ألف وعشرة ألف ألف.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا أبو عبد الله بن البناء ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو الغنائم بن الدجاجي قال : أخبرنا.

اسماعيل بن سعيد بن سويد قال : حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدثنا محمد زياد بن الاعرابي قال : قال الهيثم بن عدي : مات الحجاج بن يوسف وفي سجنه ثمانون ألف محبوس ، منهم ثلاثون ألف امرأة ، فوجد في قصّة رجل بال في الرحبة ، وخري في المسجد ، فقال أعرابي :

إذا نحن جاوزنا مدينة واسط

خرينا وصلينا بغير حساب

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ـ إجازة ان لم يكن سماعا ـ قال أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو منصور عبد الباقي ابن محمد قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلص قال : حدثنا عبيد الله السكري قال (٦ ـ ظ) زكريا بن يحيى المنقري : قال : حدثنا الأصمعي قال : حدثنا أبو عاصم عن عباد بن كثير عن قحذم قال : أطلق سليمان بن عبد الملك في غداة : إحدى وثمانين ألف أسير ، وأمرهم أن يمشوا ويلحقوا بأهلهم ، وعرضت السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفا ، لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب ، وكان فيمن حبس أعرابي أخذ يبول في أصل ربض مدينة واسط ، فكان فيمن أطلق فأنشأ يقول :

إذا نحن جاوزنا مدينة واسط

خرينا وصلينا بغير حساب

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو الفتح الكروجي قال أخبرنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو بكر الغورجي قالوا أخبرنا أبو محمد الجراحي قال أخبرنا أبو العباس المحسوبي قال : أخبرنا أبو عيسى الترمذي قال : حدثنا أبو

١٤

داوود سليمان بن سلم البلخي قال : أخبرنا النضر بن شميل عن هشام بن حسان قال : أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني بدمشق ـ قراءة عليه وأنا اسمع ـ قال أخبرنا علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال أخبرنا رشاء نظيف قال : أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال : حدثنا أحمد بن مروان قال : حدثنا يوسف بن عبد الله قال حدثنا أبو زيد قال حدثنا حلبس قال : قيل لأعرابي ـ وأراد الحجاج قتله : إشهد على نفسك بالجنون ، قال :

لا أكذب على ربي وقد

عافاني وأقول قد أبلاني

قال : وحدثنا أحمد قال : حدثنا اسماعيل (٧ ـ و) بن يونس قال : حدثنا الرياشي عن الأصمعي عن مبشر بن بشر أن رجلا هرب من الحجاج فمر بساباط فيه كلب بين حبين يقطر عليه ماؤهما فقال : يا ليتني كنت مثل هذا الكلب ، فما لبث أن مرّ بالكلب في عنقه حبل ، فسأل عنه ، فقالوا : جاء كتاب الحجاج يأمر بقتل الكلاب.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال : أخبرنا أبو قاسم بن السمرقندي ـ اجازه ان لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا عمر بن عبيد الله قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال : أخبرنا عثمان بن أحمد قال : حدثنا حنبل بن اسحاق قال : حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال : كانوا يرمون بالمنجنيق من أبي قبيس (١) وهم يرتجزون ويقولون :

خطارة مثل الفنيق (٢) المزبد

أرمي بها عراز (٣) هذا المسجد

قال : فجاءت صاعقة فأحرقتهم ، فامتنع الناس من الرمي ، فخطبهم الحجاج فقال ألم تعلموا أن بني اسرائيل كانوا اذا قربوا قربانا فجاءت نار فأكلتها ، علموا

__________________

(١) أثناء حصار الحجاج لمكة التي اعتصم بها ابن الزبير.

(٢) الفنيق : الفحل من الابل المكرم ، لا يؤذى لكرامته على أهله ، ولا يركب.

القاموس.

(٣) العرز : شجر من أصاغر الثمام وأدقه. القاموس.

١٥

أنه قد تقبل منهم ، وإن لم تأكلها ، قالوا : لم تقبل؟! قال : فلم يزل يخدعهم حتى عادوا فرموا.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال أخبرنا علي بن الحسن ، ح.

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال : أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن السّلمي قالا : أخبرنا أبو القاسم بن ابراهيم قال : أخبرنا رشاء بن نظيف : قال أخبرنا الحسن ابن اسماعيل الغساني قال : أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال حدثنا زيد بن اسماعيل قال : حدثنا برد قال : أخبرنا يمان بن المغيرة (٧ ـ ظ) عن عطاء بن أبي رباح قال : كنت مع ابن الزبير في البيت ، فكان الحجاج اذا رمى ابن الزبير بحجر وقع الحجر على البيت ، فسمعت للبيت أنينا كأنين الانسان : أوه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الانصاري ـ قراءة عليه بدمشق ـ قال : أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد الاسفرايني قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله المصري قال : أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن الوليد بن عرق الحمصي قال : حدثنا أبو معاوية عثمان بن خالد بن عمرو السلفي قال : حدثنا أبي قال حدثنا عكرمة بن يزيد الالهاني قال : حدثني الابيض ابن الاغر بن الصباح التميمي عن سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال : كنت عند اسماء بنت أبي بكر ، إذ دخل عليها الحجاج. قال : فقالت له : إنك قاتل عبد الله بن الزبير؟ قال : فقال : نعم ، قالت : أما انك قد قتلت صواما قواما ، إني سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج من ثقيف ثلاثة كذاب ومبير وذيال (١) فأما الكذاب فقد مضى وهو مختار (٢) ، وأما المبير فهو أنت ، فقال : أبير المنافقين ، فقالت بل تبر المؤمنين ، وأما الذيال فلم نره وسوف يرى (٣).

__________________

(١) الذيال : المهين المستخف النهاية لابن الاثير ، ويروى دجال بدلا من ذيال.

أنظر كنز العمال ١٤٠ / ٣٨٣٩٠.

(٢) المختار بن أبي عبيد الثقفي. انظر خبر ثورته في كتابي «تاريخ العرب والاسلام» ص ١٤٨ ـ ١٥٣.

(٣) يروى أن الحجاج دخل عليها ليخطبها لنفسه فرفضته.

١٦

قال أبو الحسن الحلبي. غريب من حديث سفيان عن سهيل وهو غريب من حديث الابيض بن الأغر عن سفيان الثوري ، تفرد به عكرمة بن يزيد (٨ ـ و).

أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي قال : أخبرنا أبو الوقت عبد الاول ابن عيسى السجزي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمويه قال : حدثنا ابراهيم بن خريم قال : حدثنا عبد ابن حميد قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا العوام بن حوشب قال : حدثني من سمع أسماء ـ يعني بنت أبي بكر الصديق تقول للحجاج حين دخل عليها يعزيها بابنها ابن الزبير ، فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «يخرج من ثقيف رجلان مبير وكذاب (١)» ، فأما الكذاب فابن أبي عبيد تعني المختار ، وأما المبير فأنت.

أخبرنا أبو القاسم بن سليمان المصري قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال ، وخديجة المرابطة. قال الحبال : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسي قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار. وقالت خديجة : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال : حدثني جدي علي قالا : حدثنا محمود بن محمد ، قال : حدثنا الحنفي ـ يعني ـ أحمد بن الاسود قال : حدثني ابن عائشة عن أبيه عن ابن أبي شميلة قال : كان الديماس (٢) في زمن الحجاج حائطا لا سقف عليه ، وكان الأحراس يجلسون على الحائط ، فإذا تنحى المسجنون الى الظل رماهم الأحراس بالحجارة حتى يرجعوا الى الشمس وكان يطعمهم خبز الشعير قد خلط فيه الرماد والملح بالزيت (٨ ـ ظ) ، فلا يلبث الرجل أن يتغير ، فجاءت امرأة تسأل عن ابنها فنودي به فخرج اليها فلما رأته قالت : ليس هذا ابني ، ابني أشقر أحمر وهذا زنجي ، فقال : بلى يا أمه أنا ابنك واختي فلانة وأخي فلان ، ومنزلنا بموضع كذا وكذا ، فلما علمت أنه ابنها شهقت فوقعت ميتة ، فأعلم الحجاج

__________________

(١) انظره في كنز العمال : ١٤ / ٣٨٣٩١.

(٢) الديماس : السرب المظلم. النهاية لابن الاثير.

١٧

بذلك فأمر باطلاق من في الديماس فما منهم أحد حل قيده إلا في منزله مخافة أن يبدو له.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي بن صابر قالا : أخبرنا علي بن ابراهيم قال : أخبرنا رشاء بن نظيف قال : أخبرنا أبو محمد المصري قال : حدثنا أحمد بن مروان الدينوري قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا الهيثم ابن جميل عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة قال : كان حطيط (١) صواما قواما يختم في كل يوم وليلة ختمة ، ويخرج من البصرة ماشيا حافيا الى مكة في كل سنة ، فوجه الحجاج في طلبه فأخذ ، فأتي به الحجاج فقال له : إيها ، قال : قل فإني قد عاهدت الله لئن سئلت لاصدقن ، ولئن ابتليت لأصبرن ، ولئن عوفيت لأشكرن ، ولأحمدن الله على ذلك ، قال : ما تقول في؟ قال : أنت عدو الله تقتل على الظنة ، قال : فما قولك في أمير المؤمنين؟ قال : أنت شررة من شرره ، وهو أعظم جرما ، قال : خذوا ففظعوا عليه العذاب ، ففعلوا فلم يقل حسا ولا بسا ، فأتوه فأخبروه فأمر بالقصب فشقق ، ثم شد عليه وصب (٩ ـ و) عليه الخل والملح وجعل يستل قصبة قصبة ، فلم يقل حسا ولابسا ، فأتوه فأخبروه ، فقال : أخرجوه الى السوق فاضربوا عنقه ، قال جعفر : فأنا رأيته حين أخرج ، فأتاه صاحب له فقال : لك حاجة؟ قال شربة من ماء ، فأتاه بماء فشرب ثم ضربت عنقه ، وكان ابن ثماني عشرة سنة.

انبأنا الكندي ، أنبأنا أبو عبد الله بن البناء عن أبي الحسين بن الآبنوسي قال : أخبرنا أحمد بن عبيد عن محمد بن مخلد قال : أخبرنا علي بن محمد بن خزفة ، قالا : أخبرنا محمد بن الحسين قال : أخبرنا ابن أبي خيثمة قال : حدثنا عبد الوهاب ابن نجدة قال : حدثنا عتاب بن بشير عن سالم الافطس قال : أتي الحجاج بسعيد بن جبير (٢) وقد وضع رجله في الركاب ، فقال : لا أستوي على دابتي حتى تبوأ مقعدك

__________________

(١) لم أقف على ذكره ـ لاعرفه ـ في مصدر آخر.

(٢) كان من أعظم شخصيات الاسلام في وقته شهر بتقواه واستقامته ، وكان مقتله بداية النهاية بالنسبة لحياة الحجاج ، وذلك سنة خمس وتسعين. انظر تاريخ خليفة : ١ / ٤١٠.

١٨

من النار ، فأمر به فضربت عنقه ، قال : فما برح حتى خولط (١) قال : قيودنا قيودنا ، فأمر برجليه فقطعتا ثم انتزعت القيود منه. قال عتاب : وقال علي بن بذيمة : ختم الدنيا بقتل سعيد بن جبير ، وافتتح الآخرة بقتل ماهان (٢). وأخبرني غير علي : أن الحجاج كان يفزع بسعيد.

قال : وحدثنا ابن أبي خيثمة قال : حدثنا ابن ظفر قال : حدثنا جعفر بن سليمان عن بسطام بن مسلم عن قتادة قال : قيل لسعيد بن جبير : خرجت على الحجاج؟ قال : أي والله ، ما خرجت عليه حتى كفر.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بدمشق قال : أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، ح.

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر القرطبي عن عبد الله بن عبد الرحمن قالا : أخبرنا أبو القاسم (٩ ـ ظ) علي بن ابراهيم العلوي قال : أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة قال : أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله الأرتاحي قالا : أخبرنا علي بن الحسين. قال الارتاحي : إجازة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب ، قالا : أخبرنا أبو محمد بن اسماعيل قال : أخبرنا أبو بكر الدينوري قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز قال : حدثنا أبو الخطاب قال : حدثنا أبو داوود عن عمارة ابن زاذان قال : حدثنا أبو الصهباء قال : قال الحجاج بن يوسف لسعيد بن جبير : اختر أي قتلة شئت؟ فقال له سعيد بن جبير : بل أنت فاختر لنفسك فإن القصاص أمامك.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله بحلب قال : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال : أخبرنا أبو العز بن كادش قال : أخبرنا أبو علي

__________________

(١) أي الحجاج.

(٢) لم أقف على ذكره في مصدر آخر لاعرفه.

١٩

الجازري قال : أخبرنا المعافى بن زكريا القاضي قال : حدثنا ابن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة.

وذكره أبو حاتم عن العتبي أيضا قال : كانت امرأة من الخوارج من الأزد يقال لها فراشة ، وكانت ذات نية في رأي الخوارج تجهز أصحاب البصائر منهم ، وكان الحجاج يطلبها طلبا شديدا فأعجزته ، فلم يظفر بها ، وكان يدعو الله أن يمكنه من فراشه ، أو بعض من جهزته (١) فمكث ما شاء الله ثم جيء برجل ، فقيل هذا ممن جهزته فراشه ، فخر ساجدا ثم رفع رأسه فقال له : يا عدو الله ، قال : أنت أولى بها يا حجاج ، قال أين فراشه؟ قال مرت تطير منذ ثلاث ، قال : أين تطير؟ قال : تطير ما بين السماء والارض (١٠ ـ و) قال : أعن تلك سألتك عليك لعنة الله ، قال ، عن تلك أخبرتك عليك غضب الله ، قال سألتك عن المرأة التي جهزتك وأصحابك ، قال : وما تصنع بها؟ قال : دلنا عليها ، قال : تصنع بها ما ذا؟ قال أضرب عنقها ، قال : ويلك يا حجاج ما أجهلك ، تريد أن أدلك وأنت عدو الله على من هو ولي الله «قد ضللت اذا وما أنا من المهتدين» (٢)! قال : فما رأيك في أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال : على ذاك الفاسق لعنة الله ولعنة اللاعنين. قال : ولم لا أم لك؟ قال : انه أخطأ خطية طبقت ما بين السماء والأرض ، قال : وما هي؟ قال : استعماله اياك على رقاب المسلمين ، فقال الحجاج : ما رأيكم فيه؟ قالوا : نرى أن تقتله قتلة لم تقتل مثلها أحدا ، قال : ويلك يا حجاج جلساء أخيك كانوا أحسن مجالسة من جلسائك ، قال : وأي أخوتي تريد؟ قال فرعون حين شاور في موسى ، فقالوا : «أرجئة وأخاه» (٣) ، وأشار عليك هؤلاء بقتلي. قال فهل حفظت القرآن؟ قال وهل خشيت فراره فاحفظه! قال : هل جمعت القرآن؟ قال : ما كان متفرقا فأجمعه قال : أقرأته ظاهرا؟ قال معاذ الله بل قرأته وأنا اليه (٤). قال : فكيف تراك تلقى الله ان قتلتك؟ قال : ألقاه بعملي وتلقاه بدمي. قال : اذا أعجلك الى النار ، قال

__________________

(١) في الجليس الصالح : ١ / ٤٣٤ «أو من بعض من جهزته».

(٢) سورة الانعام. الآية : ٥٩.

(٣) سورة الاعراف ـ الآية : ١١١.

(٤) في الجليس الصالح : ١ / ٤٣٥ «وانا انظر اليه» وهو أقوم.

٢٠