بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٤

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٤

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: الدكتور سهيل زكار
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

١
٢

ذكر من اسمه أسد

أسد بن ابراهيم بن كليب بن ابراهيم بن علي ،

أبو الحسن القاضي الحرّاني ، قدم حلب وسمع بها نظيف بن عبد الله المقرئ مولى بني كسرى الحلبي ، وأبا بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي ، وسمع بمكة أحمد بن موسى الأصبهاني ، وحدث عنهم وعن أحمد بن ابراهيم الكندي ، وابراهيم بن محمد الدّيبلي.

روى عنه : أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال ، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري وأبو نصر عبد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي الحافظ ، وأحمد بن الحسين.

أسد بن جهور الكاتب ،

وكان يتولى بحلب عملا ، ومدحه البحتري ، وله ذكر وكان ينسب الى الغفلة.

قرأت في كتاب الصيد لأبي طالب محمد الخيمي البغدادي قال : وخبرني من حضر أسد بن جهور (٢٣ ـ و) الكاتب يتصيد ، وكان من شدة الغفلة على ما لم ير مثله.

وقال : رأيته وقد أطلق بين يديه باز على درّاجة ، ودخلته الأريحية فركض في إثره حتى إذا كسرها استخرج سكينا من خفّه وأهوى بها نحو البازي فأمرها على حلقه ليذبحه ، فصاح به البازيار فكف عن البازي وأخذ الدراجة وقال : كدنا نظلمه الشقي.

قال : وكان معنا فتى ينادمه ظريف شاعر ، وكان لا يزال يبلى من غفلته عنه واستخفافه به على جهة السهو بكل عظيمة فأنشأ ينشدني :

أتيت بها مقبوحة الذكر سبّة

تبثّ على مرّ الليالي وتربع

فإن كان عمدا ما أتيت فإنه

لعمرك لؤم واجب ليس يدفع

وإن كان عن سهو وإفراط غفلة

فأحضر منك الهالكون وأنفع

٣

أنبأنا أبو محمد بن يوسف النحوي عن أبي الفتح بن السبطي قال أنبأنا أبو عبد الله الحميدي عن غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن بن المحسن بن الصابئ قال : وحدث أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن البهلول التنوخي قال : حدثني أبي قال : حضرت أسد بن جهور ، وكان شديد النسيان ، عند عبيد الله بن سليمان الوزير ، وهو يخاطبه في أمر من الأمور فيقول له : السمع والطاعة لأمر القاضي أعزه الله ، وقد أنسي أنه الوزير ، وكان الى جنب أبي العباس ابن الفرات ، فغمزه أبو العباس وقال له : قال الوزير أعزه الله ، فقال لابن الفرات : نعم أعز الله القاضي ، فضحك ابن الفرات وقال : لست القاضي ، فارجع الى صاحبك فقضّه.

قال : وكنت يوما عند أسد بن جهور وهو يكتب ، فجفت دواته ، فقال : يا غلام كوز ماء للدواة ، فجاء الغلام بكوز ماء ، فأخذه وشربه ، ومضى الغلام بالكوز ، وأخذ يكتب فلم تنكتب له ، فقال : ويلك هات الماء للدواة ، فجاء بشربة ثانية ، فأخذها وشربها ، ولم يطرح في الدواة منها ، ثم كتب فلم تنكتب له ، فقال : ويلك كم أطلب للدواة ماء ولا تحضره ، فجاءه الغلام بشربة ثالثة ، فأخذ يشربها فقال له : يا سيدي اطرح منها أولا في الدواة ، ثم اشرب الباقي فقال : نعم نعم ، وطرح في الدواة وكتب (١).

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الغساني قال : حدثنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرني علي بن أبي علي قال : أخبرنا محمد بن عمران المرزباني أن محمد بن يحيى أخبره قال : كان أبو مسلم الكجي وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام فقال البحتري يمدحهما :

هل تبدينّ لي الأيام عارفة

لدى أبي مسلم الكجي أو أسد

كلاهما آخذ للمجد أهبته

وباعث بعد وعد اليوم نجح غد

لله دركما من سيدي زمن

أجريتما من معاليه الى أمد (٢٣ ـ ظ)

وجدت عندكما الجدوى ميسّرة

أوان لا أحد يجدي على أحد

__________________

(١) انظر كتاب الهفوات النادرة لغرس النعمة ـ ط. دمشق ١٩٦٧ : ١٥٨ ـ ١٦٠

٤

وقد تطلبّت جهدي ثالثا لكما

عند الليالي فلم تفعل ولم تكد

لن يبعد الله مني حاجة أمما

وأنتما غايتي فيها ومعتمدي

إن تقرضا فقضاء لا تريث وإن

وهبتما فقبول الرفد والصفد (١)

وفي القوافي إذا سوفتها بدع

يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد

فيها جزاء لما يأتي الرسول به

من عاجل سلس أو آجل نكد (٢)

أسد بن الفرات القاضي ،

قاضي إفريقية (٣) ، ولد بحرّان وكان أبوه حمل أمه معه في صحبة محمد بن الأشعث حيث توجه الى إفريقية واليا ، فاجتاز به أبوه في صحبته بحلب.

قرأت في كتاب قضاة إفريقية تأليف أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد قال : وذكر عن أسد أنه قال : أول مدينة بنيت على الأرض بعد العراق حرّان ، وكان يقال لها العجوز ذات الاصنام ، وبها ولدت ، وإنما كان أبوه أتى بأمه مع محمد بن الأشعث حين ولي إفريقية في سنة أربع وأربعين ومائة ، فلما صاروا بحرّان ولد أسد.

وقال البجلي ـ يعني محمد بن علي البجلي ـ : كان مولده سنة خمس وأربعين ومائة (٤). (٢٤ ـ و).

أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم المقرئ ،

أبو الليث العبسي الحلبي ، من أهل حلب ، ونزل دمشق ، روى عن خاله عبد الله بن صالح الحلبي ، وأبي القاسم الفضل بن جعفر ، وأحمد بن محمد بن صالح بن النضر الأنطاكي الفقير ، وأبي بكر الميانجي.

__________________

(١) الصفد : العطاء والوثاق ـ القاموس.

(٢) ليس في ديوانه المطبوع ولا في معجم الشعراء للمرزباني.

(٣) افريقية هي تونس الحالية. وأسد بن الفرات أشهر من أن يعرف لدوره في الفقه والقضاء ولقيادته الجيوش لفتح صقلية أيام حكم دولة الاغالبة.

(٤) انظر طبقات علماء افريقية وتونس لابي العرب محمد بن أحمد ـ ط. تونس ١٩٦٨ : ١٦٣ ـ ١٦٤. رياض النفوس لابي بكر عبد الله بن محمد المالكي ـ ط.

بيروت ١٩٨٣ : ٢٥٤ ـ ٢٧٣.

٥

روى عنه : أبو سعد اسماعيل بن علي السمان الرازي ، وأبو محمد الكتاني ، وأبو الحسن علي بن محمد الحنائي ، وأبو الحسن علي بن محمد بن شجاع.

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال : أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال : حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال : حدثنا أبو الليث أسد بن القاسم بن العباس الحلبي قراءة عليه قال : حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر قال : حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا عقبة بن مكرم قال : حدثنا عبد الله بن عيسى الخزار قال : حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس ابن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الصدقة تطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء» (١).

قال الحافظ أبو القاسم : كذا قال وهو محمد بن عبيد الله بن الفضيل ، نسبه الى جده ولم يصغره.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي ـ إذنا ـ قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال : أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم ، أبو الليث المقرئ العبسي الحلبي ، سكن دمشق ، وكان إمام مسجد سوق النحاسين (٢) ، وحدث عن أبي القاسم الفضل بن جعفر ، وأبي بكر الميانجي ، وأحمد بن محمد بن صالح بن النضر الأنطاكي الفقير. (٢٤ ـ ظ)

روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع ، وعلي بن محمد الحنائي ، وأبو سعد اسماعيل بن علي السمان الرازي ، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني.

قال لنا أبو محمد الأكفاني : توفي أبو الليث أسد بن القاسم الحلبي الذي كان يصلي في مسجد النحاسين ـ وقد حدث عن الفضل بن جعفر وغيره ـ في شوال سنة خمس عشرة وأربعمائة (٣).

__________________

(١) انظره في كنز العمال : ٦ / ١٥٩٩٥ ، ١٦١١٤.

(٢) انظر الاعلاق الخطيرة ـ قسم دمشق ـ ط. دمشق ١٩٥٦ : ١٢٨.

(٣) تاريخ ابن عساكر : ٢ / ٤٠٢ ظ ـ ٤٠٣ و.

٦

أسد بن محمد الحلبي ،

حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي ، روى عنه تمام بن محمد الرازي الحافظ.

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد الامين قال : أخبرنا علي بن أبي محمد بن هبة الله قال : أنبأنا أبوا محمد بن عبد الله بن السمرقندي ، وهبة الله بن الأكفاني قالا : أخبرنا أبو الحسن بن صصرى قال : أخبرنا تمام بن محمد قال : أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن علي البرذعي ، وأسد بن محمد الحلبي قالا : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو جنادة عمرو بن قيس عن بهز بن حكيم القشيري عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول ما يشهد على أحدكم فخذه» (١).

أسد بن محمد المصيصي الخشاب ،

حدث بالمصيصة عن أبي عثمان سعيد بن المغيرة الصياد المصيصي ، وأبي حاجب الحاجبي.

روى عنه : حفيده أبو بكر محمد بن عبد الله بن أسد (٢٥ ـ و) وعبد الله ابن بشر بن عميرة البكري ، وأبو طالب أحمد بن داود قاضي أذنه ، وكان له شعر.

أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي في كتابه منها قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو سعيد الجنزرودي قال : أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن ابراهيم الفقيه الجوزي قال : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الوراق قال : حدثنا عبد الله بن بشر البكري قال : حدثنا أسد بن محمد المصيصي قال : حدثنا أبو حاجب الحاجبي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا عقل كالتدبير» (٢).

__________________

(١) انظره في كنز العمال : ١٤ / ٣٨٩٩٦. تاريخ ابن عساكر : ٢ / ٤٠٣ و.

(٢) انظره في كنز العمال : ٣ / ٥٤٣٦ ، ١٦ / ٤٤١٣٧.

٧

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر القرشي ـ فيما أذن لنا في روايته عنه ـ قال : أخبرنا الشيخ أبو المكارم المبارك بن المعمر البادرائي قال : أخبرنا أبو غالب الباقلاني محمد بن الحسن بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم الزاهد قال : أخبرنا محمد بن الحسين قال : وحدثنا أبو الفضل الشكلي قال : حدثني الحسين بن أحمد الأزدي قال : قدم المصيصة فتى من المتعبدين فنزل في مسجد أسد الخشاب ، وكان يسمع من الناس الحديث ، وكانت عليه أطمار ، وكان ناحل الجسم ذابل ، فأشرف أسد على بعض اجتهاده ، فقربه وأدناه وخصه بالحديث فلما رأى ذلك من فعله هرب منه فافتقده فحزن عليه حزنا شديدا ، وأنشأ يقول : (٢٥ ـ ظ)

يا من رأى لي غر

يبا ثيابه أطمار

الجسم منه نحيل

والوجه فيه اصفرار

عليه آثار حزن

بوجهه واغبرار

يقوم في جوف ليل

يناجي الجبار

يقول : يا سول قلبي

يا ماجدا غفار

فالدمع يجري بحزن

فدمعه مدرار

يبغي جنان نعيم

يا حسن دار القرار

فيها جوار حسان

يا حسن تلك الجوار

عرائس في خيام

من اللآلئ الكبار

كواعب غنجات

نواهد أبكار

لباسهن حرير

تحير الأبصار

وفي الذراع سوار

يا حسنه من سوار

شرابهن رحيق

يفجر الآبار

وسلسبيل وخمر

تبارك الجبار

يا من رأى لي غر

يبا ثيابه أطمار

٨

ذكر من اسمه اسرائيل

اسرائيل بن سهلون ،

أبو الحسن الطبيب الحلبي ، أظنه من نصارى حلب ، ظفرت له ببيت من الشعر قرأته بخط بعض كتاب حلب في مختار اختاره من شعر صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب النصراني الحلبي ، قال : وعمل صديقه أبو الحسن إسرائيل بن سهلون الطبيب بيتا وهو :

أيا طيف من أهوى تسربلت عفة

وأشبهت في الأحلام فعلك يقظانا

فأجابه ـ يعني صاعد بن عيسى بن سمان :

ولكننا متنا من الوجد قبل أن

يلمّ وحيا بالسلام فأحيانا

على مثل هذا الفعل كانت أمامة

تواصلنا حينا وتهجر أحيانا (٢٦ ـ و)

إذا كنت لا ألقاك في الدهر يقظة

فياليت أني عشت ما عشت وسنانا

اسرائيل بن عبد الله بن عيسى بن يونس بن عمرو بن عبد الله الهمداني :

أبو أحمد السّبيعي ، من ولد أبي اسحاق السّبيعي ، وسبيع الذي نسب اليه هو ابن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن حنتم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.

حدث بحصن منصور من الثغور الجزرية ، وكان عيسى جده قد انتقل الى الحدث ومات بها وبقي أولاده بالثغر.

روى عن علي بن اسرائيل ، روى عنه أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال : أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحمن بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ـ قالت : إجازة ، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي ، وأبو الفتح منصور بن الحسين ـ قالا : أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال : حدثنا أبو أحمد اسرائيل بن عبد الله بن عيسى بن يونس بن

٩

عمرو ـ هو ابن أبي اسحاق السّبيعي ـ بحصن منصور قال : حدثني عمي علي بن اسرائيل قال : حدثنا خالي أحمد بن عمرو عن أبيه عمرو عن أبيه عيسى عن الأعمش عن سفيان بن سلمة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ، وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار ، وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله (٢٦ ـ ظ) كذابا» (١).

اسرائيل بن مقدار بن اسرائيل بن مقدار بن نصر بن أبي الحسن :

المنبجي المولد ، الإربلي المنشأ ، كان جنديا وله شعر حسن وقع إلي منه :

لا تحسبوا مرضي عن علّة عرضت

لكنه حب من في طرفه حور

إن ماس غصن أراك أو بدا قمر

فما الدواء ودائي الغصن والقمر

ومن شعره :

مولاي إن النصر أصبح طائعا

لك والسعادة حيث سرت تسير

إنهض الى الطاغي وبدد جمعه

فالامر سهل والعدو حقير

واعلم بأن العبد ليس لصحبه

زاد ولا للصافنات شعير

***

__________________

(١) انظره في كنز العمال : ٣ / ٦٨٦٢.

١٠

ذكر من اسمه أسعد

أسعد بن ابراهيم الاربلي :

المعروف بالمجد بن النشّابي ، شاعر حسن الشعر ، قدم إلينا الى حلب ، واتصل بخدمة الوزير شمس الدين محمد بن عبد الباقي بن أبي يعلى ، في أيام الملك الظاهر غازي ، ومدح بها الملك الظاهر ، ثم خرج من حلب وعاد الى بلده إربل ، وخدم بها مظفر الدين كوكبوري بن علي وكتب له الانشاء ، وكان حسن الكتابة والانشاء ، وكان يطالع ديوان الخلافة بالمتجددات له ، فاطلع عليه كوكبوري فقبضه وسجنه وبقي في السجن الى أن مات كوكبوري واستولى نواب الديوان المستنصيري على إربل ، فكتب المستنصر بالله بإحضاره الى بغداد فحضر وأنعم عليه ، وأجرى له معلوم ، وقلّد أعمالا بنواحي بغداد ، وحضرت دار الوزير أبي طالب بن العلقمي في سنة خمسين وستمائة ، وكنت قد توجهت رسولا عن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد ، في أيام المستعصم بالله ، الى دار الخلافة ، فسمعته ينشد بين يدي الوزير قصيدة في مدح المستعصم في الحادي عشر من ذي الحجة أولها :

هل عند عطفك عطف ممسك رمقي

أم هل ترق لما ألقاه من أرقي

كأن حسنك دنيانا فنحن به

ما بين وصل سعيد أو صدود شقي

(٢٧ ـ و)

وعند شعرك تتلى آية الغسق

ومن محياك تبدو سورة الفلق

كأن أرواح أهل العشق سائرة

الى جمالك بالتقريب والعنق

تأم كعبة حسن خالها حجر

في الخد أسوده في أبيض يقق (١)

نادت مكبرة لمّا جليت لها :

سبحان من خلق الانسان من علق

أرائد أنت يا طرفي لتخبرني

أي الطريق اليه أسهل الطرق

وأنت يا أضلعي شبي الضرام لكي

يهدى بنارك ضيف الطيف في الغسق

فما سرقت بنومي قط طيفهم

إلا غدا النوم مقطوعا على السرق

ويا دموعي اسكبي لا تسكبي حذرا

عليه ان زارني من موجك الغرق

__________________

(١) أي شديد البياض ـ القاموس.

١١

يا ساحرا فيه جفني ساهر قلق

وبالفراق فراق النفس من فرق

أخذت قلبي بظلم الصد فاهد له

ظلما عسى الظلم من ظلم الصدود يقي

وانهض الى روضة أبدت أزاهرها

مثل المجرّة من زاه ومتّسق

أريضه كحلا الطاووس باكرها

مر النسيم روى عن نشرها العبق

تخال في كل قطر من جوانبها وجها

يريك صفات الشادن اللبق

فالاقحوان ثغور والشقيق بها

مثل الخدود ومنها نرجس الحدق

والعندليب ينادي في جوانبها :

هبوا فكم سنة أدت الى أرق

كأن أغصانه أضحت منابره

وشدوه كخطيب مسقع ذلق

لو كان يفصح عن قول أبان لنا

مدح الخليفة مكتوبا على الورق

(٢٧ ـ ظ)

فقال له الوزير : أنت العندليب ، وقد أبنت لنا مدح الخليفة مكتوبا على الورق وسيرت اليه أطلب منه القصيدة فكتبها لي وسيرها وكتب معها مقاطيع من شعره منها قوله :

لي حبيب ذادني (١) عن وصله

أهله ظلما وأغروه بهجري

قلت من وجدي به اذ أطنبوا

اعملوا ما شئتم يا أهل بدر (٢)

أسعد بن الحسين بن أسعد بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي :

أبو المعالي بن أبي عبد الله بن أبي طالب بن أبي علي ، ويسمى أيضا محمد ، وكان أبوه سماه أسعد ، فاختار هو لنفسه محمد ، وسنذكر ترجمته في المحمدين ان شاء الله تعالى ، وسماعه في الاجزاء مكتوب أسعد.

أسعد بن الحسين بن أبي الرضا بن الخصيب :

أبو اليمن المعري العطار الخصيبي ، من أهل معرة النعمان منسوب الى جد أبيه الخصيب.

__________________

(١) أي دفعني.

(٢) هنا تورية استخدم بها الحديث القدسي المتعلق بأهل معركة بدر. انظر كنز العمال : ١٠ / ٣٠١٩٣.

١٢

حدث عن أبي الحسن علي بن المسلّم السلمي ، روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن صصري التغلبي الدمشقي ، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

قرأت بخط أبي المواهب في معجم شيوخه ما أنبأنا به أبو الوحش عبد الرحمن ابن نسيم قال : أخبرنا أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى قال : أخبرنا (٢٨ ـ و) الشيخ أبو اليمن الخصيبي وجماعة بقراءتي قالوا : حدثنا أبو الحسن علي ابن المسلم السلمي الإمام قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد السلمي قال : أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المؤمل بن اهاب قال : حدثنا مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أقال أخاه أقال الله عثرته يوم القيامة» (١).

قال أبو المواهب : توفي رحمه الله في يوم الاثنين رابع عشر شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، ودفن بجبانة باب الصغير (٢) وقد قارب الستين.

أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا أبي المليح بن مماتي :

أبو المكارم المصري ، الكاتب المعروف بالقاضي الأسعد من قبط مصر ، كان آباؤه نصارى ، وجد أبيه أبو المليح مماتي أحد أعيان الكتاب ، كان كاتبا لبدر الجمالي ينوب عنه بمصر ، وأسلم القاضي الخطير ونشأ ابنه الأسعد على الاشتغال بالأدب والكتابة ، وسمع بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر السلفي ، وبالقاهرة الفقيه محمد بن يوسف الغزنوي وغيرهما.

وكان رجلا فاضلا أديبا لبيبا كيسا حسن الانشاء ، مطبوع النظم ، وله تصانيف عدة في فنون شتى.

وخدم في الديار المصرية وخاف من الوزير صفي الدين عبد الله بن شكر فانفصل

__________________

(١) انظر كنز العمال : ٣ / ٧٠٢٠.

(٢) في دمشق ما تزال معروفة تحمل هذا الاسم في أول الميدان.

١٣

منها ، وقدم حلب وافدا على الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب وخدمه ، فأقبل عليه وقبله ورتب له معلوما بحلب أجراه عليه ، وأحسن بذلك اليه (٢٨ ـ ظ).

واجتمعت به بحلب مرارا وجرى بيني وبينه محادثات ، وذكر لي أنه اختصر اللمع في النحو لابن جنّي في ورقة واحدة مخذولة ولم أرها ولا سمعت منه شيئا من نظمه.

روى عنه العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ، ونصر بن أبي الفنون النحوي ، وروى لنا عنه شيئا من شعره الأوحد محمد بن عبد الله الزبيري الدمشقي ، وعلي بن محمد التلمساني القاضي ، ومن شعره ما وجدته في بعض مجموعاتي :

يا بدر تم هيجت شو

قي لرؤية المنازل

وغدت أدلته على

ما قلت فيه من الدّلائل

ظن الشمول بريقه

تخفى فأسكر بالشمائل

رشأ تفقه في الخلاف

فصار يلقيه مسائل

لا تقبلن من الوشاة

وتقبلن على العواذل

فالعين قد جنّت ببعد

ك والدموع لها سلاسل

قرأت في كتاب نصر بن أبي الفنون النحوي قال : للأسعد أبي المكارم أسعد بن الخطير ابن مماتي مما أنشدني :

خليج كالحسام له صقال

ولكن فيه للرائي مسرة

رأيت به الملاح تجيد عوما

كأنهم نجوم في مجرّة

قال ابن أبي الفنون : ولابن مماتي في صبي مليح نحوي مما أنشدني : (٢٩ ـ و)

وأهيف أحدث لي نحوه

تعجّبا يعرب عن ظرفه

علامة التأنيث في لفظه

وأحرف العلة في طرفه

قال : ومما أنشدني له في خياط مليح :

١٤

وخيّاط نظرت إلي

ه مفتونا بنظرته

أسيل الخدّ أحمره

بقلبي ما بو جنته

به أمسيت ذا سقم

كأني خيط إبرته

وأحسد فيه خيطا فا

ز منه بخمر ريقته

أنشدني أوحد الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزبيري الفقيه الحنفي بدمشق قال : أنشدني القاضي الأسعد بن مماتي لنفسه بحلب وقد سقط بها ثلج عظيم سدّ مسالكها وطرقها ، قالها في الملك الظاهر غازي :

ما بيض الله وجه الأرض في حلب

إلّا لأنّ غياث الدين مالكها (١)

أنشدني القاضي عماد الدين علي بن عبد الله التلمساني قال : أنشدني أسعد ابن مماتي لنفسه :

مرضت فهلّا كنت أول عائدي

وغبت فهلا كنت أول عائد

فيا بين قد أغريت بي كل كاشح (٢)

ويا بعد قد أشمت بي كل حاسد

ولي واحد فرقت بيني وبينه

فهل تجمع الأيام شملي بواحدي (٢٩ ـ ظ)

كتب إلي ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المصري يذكر لي أن عماد الدين أبا عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني أخبره في كتاب خريدة القصر في شعراء العصر قال : الأسعد أبو المكارم ، أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا بن مماتي ، أحد الكتاب بالديوان الفاضلي ، ذو الفضل الجلي ، والشعر العلي ، والنظم السوي ، والخاطر القوي ، والسحر المانوي ، والرّوي الروي ، والقافية القافية أثر الحسن ، والقريحة المقترحة صور اليمن ، والفكرة المستقيمة على جدد البراعة ، والفطنة المستمدة من مدد الصناعة ، شاب للأدب رابّ ، وعن الفضل ذابّ ، وهو ممن شملته العناية الفاضلية ، حسنت منه البديهة والروّية ، اجتمعت به في القاهرة ، وسايرني في العسكر الناصري وأنشدني من نظمه المعنوي ما ثنيت به خنصر الاستحسان ، وآذنت لجواده في الإجراء في هذا

__________________

(١) كتب ابن العديم فوقها : مسالكها.

(٢) كشح له بالعداوة : عاداه. القاموس.

١٥

الميدان ، وأثبت منه كلما حلي وحلا وأشرف في منار الاحسان وعلا وراج في سوق القبول وغلا ، فمن ذلك قوله يصف الخليج يوم فتحه بالقاهرة :

خليج كالحسام له صقال

ولكن فيه للرائي مسره

رأيت به الصغار تجيد عوما

كأنهم نجوم في المجره

وقوله في غلام نحوي : (٣٠ ـ و)

وأهيف أحدث لي نحوه

تعجبا يعرب عن ظرفه

علامة التأنيث في لفظه

وأحرف العلّة في طرفه (١)

قلت : وكان لابن مماتي نكت مطبوعة ، ونوادر مستحسنة ، ومهاترات مستملحة ، فمن ذلك أن السلطان الملك الظاهر رحمه الله لما حرر قناة حلب وأجرى المياه في أزقتها وشوارعها وقف عليها وقفا ، واستخدم السديد محمد بن المنذر اليابري على مصالح القناة ، فسئل الأسعد بن مماتي يوما عن السديد بن المنذر ما هو فقال مجيبا في الحال للسائل : مستخدم على القناة.

أنبأنا عبد العظيم بن عبد القوي قال : وفي سلخ جمادى الأولى ـ يعني من سنة ست وستمائة ـ توفي القاضي الأجل أبو المكارم أسعد بن مهذب بن زكريا بن أبي مليح مماتي الكاتب المنعوت بالأسعد بحلب وهو ابن اثنتين وستين سنة ، سمع بالاسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني ، وبالقاهرة من الفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وغيرهما ، وحدث وجمع مجاميع وله شعر حسن ، وتقلب في الخدم الديوانية مدة ، رأيته فلم يتفق لي السماع منه ، وأنشدت عنه (٢).

توفي أسعد بن مماتي بحلب في سلخ جمادى الأول من سنة ست وستمائة ، ودفن بالقرب من تربة أبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي قبليها بين الطريقين ،

__________________

(١) الخريده (قسم مصر) : ١ / ١٠.

(٢) التكمله لوفيات النقله : ٣ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠.

١٦

وكان ابن الهروي هو المتولي تجهيزه ودفنه ، وكان أول شروعه في بناء تربته رحمهما الله (١).

أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث ابن عمرو :

وهو بحزج بن حنش ويقال جلاس بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة بن عمرو بن عامر ، أبو أمامة الأنصاري الأوسي ، وأمة حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسماه باسم جده لأمه أسعد وكناه بكنيته ، وحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلا ، وروى عن عمر بن الخطاب ، وعثمان ، وأبيه سهل بن حنيف ، وعبد الله بن عباس ، (٣٠ ـ ظ) وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وسعيد بن سعد بن عبادة.

روى عنه ابناه محمد وسهل ، ومحمد بن شهاب الزهري ، وعثمان بن حكيم ، وحكيم بن حكيم ، وأبو بلج بن عثمان بن حنيف ، وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن ، وصدقة بن يسار ، وسليمان بن عبد الرحمن بن خباب ، وأميه بن هند ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج.

وغزا الروم مع أهل الشام ، واجتاز بحلب أو ببعض عملها في غزاته.

أخبرنا أحمد بن عبد الله العطار قال : أخبرنا أبو الوقت السجزي قال : أخبرنا أبو الحسن الداوودي قال : أخبرنا أبو محمد الحموي قال : أخبرنا أبو عمران السمرقندي قال : أخبرنا أبو محمد الدارمي قال : أخبرنا عبد الله بن صالح قال : حدثني الليث قال : حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال : أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له : سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهي خالته وخالة ابن عباس ـ فوجد عندها

__________________

(١) انظر حول هذه التربة كتاب الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب : ١٨١ ـ ١٨٢.

١٧

ضبئا محنوذا (١) قدمت به أختها حفيدة ابنة الحارث من نجد ، فقدمت الضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قلّ ما يقدم يده لطعام حتى يحدّث به ويسمى له ، فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الضبّ فقالت امرأة من نسوة (٣١ ـ و) الحضور : أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدمتن له ، قلن : هذا الضبّ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال خالد بن الوليد : المحرم الضبّ يا رسول الله؟ قال : «لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه» ، قال خالد : فاجتررته فأكلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر فلم ينهني.

أنبأنا أبو البركات بن محمد قال : أخبرنا علي بن أبي محمد قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي قال : أخبرنا أبو علي نصر الله بن أحمد ابن حشنام قال : أخبرنا أبو بكر الحيري قال : حدثنا أبو العباس الأصم قال : حدثنا بحر بن نصر قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني حيوة بن شريح عن أبي الأسود أنه كان في غزوة مع أهل الشام قال : ومعنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ، فطلع علينا جيش من أهل الشام على خيلهم ، عليهم أقبية السيجان (٢) فقيل : يا أبا أمامة ألا ترى إلى هؤلاء وهيئتهم؟! فقال أبو أمامة : لا يزالون بخير ما كانوا هكذا ، فإذا لبسوا الأقبية المدلكة والأقمصة المدلكة فلا حير فيهم.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي المظفر القشيري قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو بكر ابن المؤمل قال : حدثنا الفضل بن محمد قال : حدثنا أحمد بن حنبل قال : أبو أمامة ابن سهل ، اسمه أسعد ، وأمه ابنة أسعد بن زرارة ، وعثمان وسعد وعبد الله أخوة أبي أمامة. (٣١ ـ ظ)

قال : وأنبأنا أبو المظفر بن القشيري قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين

__________________

(١) اي مشويا. القاموس.

(٢) اما من أنواع الاقمسة أو بالاصل نسبة الى سيج من بلدان اليمن. معجم البلدان.

١٨

قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال : أخبرنا عثمان بن أحمد قال : حدثنا حنبل ابن اسحاق قال : حدثني أبو عبد الله قال : اسم أبي أمامة بن سهل أسعد بن سهل ، وأمه ابنة أسعد بن زرارة.

قال أبو القاسم : وأنبأنا أبو مسعود الأصبهاني وأبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي ـ قال أبو مسعود : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا أبو زرعة ، ح.

وقال أبو بكر : أخبرنا أبو حامد الأزهري قال : أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال : أخبرنا أبو حامد بن الشرقي قال : حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قالا : حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني ، وفي حديث الطبراني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، وكان من كبراء الأنصار وعلمائهم ومن أبناء الذين شهدوا بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم (١).

أنبأنا أبو نصر القاضي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال : أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : أخبرنا محمد بن سعد قال : في الطبقة الاولى من تابعي أهل المدينة أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ، أحد بني عمرو بن عوف.

قال الواقدي : ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه أسعد وكناه أبا أمامه باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة.

لم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا ، وقد روى عن عثمان.

قال الحافظ : قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال : أخبرنا أبو عمرو بن حيوية قال : أخبرنا أحمد بن معروف قال : أخبرنا الحسين بن الفهم قال : حدثنا محمد بن سعد (٣٢ ـ و) قال : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة ممن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو أمامة بن سهل بن

__________________

(١) انظر المعجم الكبير للطبراني ـ ط. بغداد ١٣٩٧ : ١ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤.

١٩

حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو ـ وهو بحزج ابن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف ، من الأوس.

وأمه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، وكانت حبيبة من المبايعات ، وسمي أبو أمامة أسعد باسم جده أبي أمه ، وكني بكنيته ، وكان جده أسعد بن زرارة نقيب بني النجار.

قال محمد بن عمر : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سماه أسعد وكناه أبا أمامة باسم جده أبي أمه وكنيته.

قال : ولم يبلغنا روى عن عمر شيئا ، وقد روى عن عثمان وعن زيد بن ثابت وعن معاوية ، وعن أبيه سهل بن حنيف ، وكان ثقة كثير الحديث (١).

أخبرنا عمر بن طبرزد ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ـ إذنا إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا محمد بن هبة الله ومحمد بن علي قالا : أخبرنا محمد بن الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يعقوب بن سفيان قال : أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن ثعلبة بن الحارث بن عمرو ابن عوف بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس بن حارثة.

أخبرنا ابن المقير فيما أذن لنا في روايته عنه عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال : أخبرنا أبو الحسن بن الطيوري ، وأبو الفضل بن خيرون ، وأبو الغنائم بن النرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون وأبو الحسن الأصبهاني ـ (٣٢ ـ ظ) قالا : أخبرنا أحمد بن عبدان قال : أخبرنا محمد بن سهل قال : أخبرنا محمد بن اسماعيل قال : أسعد أبو أمامة بن سهل ابن حنيف بن واهب الأنصاري ، سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله لي إبراهيم ابن المنذر ، يروي عن أبيه وعمر ؛ روى عنه الزهري وابناه محمد وسهل وعثمان ابن حكيم.

أنبأنا أبو البركات بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال :

__________________

(١) طبقات ابن سعد ـ ط. بيروت ١٩٥٧ : ٥ / ٨٢ ـ ٨٣.

٢٠