أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤١٠

١
٢

٣
٤

ذكر

الترغيب في نكاح نساء أهل مكة ،

ولغتهن وما قيل فيهن من الشعر وتفسير ذلك

١٦٩٣ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : انكحوا نساء أهل مكة.

١٦٩٤ ـ حدّثنا الزبير ، قال : ثنا رجل أظنه اسماعيل بن يعقوب التيمي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : قدمت امرأة من أهل مكة من هذيل المدينة ، فقال فيها عبيد الله بن عبد الله (١) شعرا :

أحبّك حبّا لا يحبّك مثله

قريب ولا في العاشقين بعيد

أحبّك حبّا لو شعرت ببعضه

لجدت ولم يصعب عليك شديد

وحبّك يا أمّ الصّبيّ مدلّهي

شهيدي أبو بكر فنعم الشهيد

ويعلم وجدي قاسم بن محمّد

وعروة ما ألقى بكم وسعيد

ويعلم ما أخفي سليمان علمه

وخارجة يبدي بها ويعيد

فإن تسألي عمّا أقول فتحتري

وللحبّ عندي طارف وتليد

__________________

١٦٩٣ ـ إسناده صحيح.

١٦٩٤ ـ إسناده ضعيف.

رواه أبو الفرج في الأغاني ٩ / ١٤٨ من طريق : الزبير به ، بنحوه على اختلاف في بعض الأبيات ، ولم يورد البيت الأول.

(١) هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي ، الفقيه المشهور ، المتوفى سنة (١٠٢).

٥

يعني : أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وسعيد بن المسيب ، وعروة ابن الزبير ، وسليمان بن يسار مولى ميمونة ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وعبيد الله بن عبد الله ، والقاسم بن محمد ، هؤلاء فقهاء أهل المدينة ، الذين يؤخذ عنهم العلم. قال : فقال سعيد : ما أمنت أن تسألنا ، ولو سألتنا لرجونا أن لا نشهد لك بزور.

١٦٩٥ ـ حدّثنا أبو الطاهر الدمشقي ، عن ابراهيم بن المنذر الحزامي ، قال : ثنا محمد بن معن الغفاري ، عن ابن عيينة / قال : كنت جالسا أنا ومسعر عند اسماعيل بن أمية ، فأقبلت عجوز ، حتى سلمت على اسماعيل بن أمية ، فلما ولّت ، قال لنا اسماعيل : هذه بغوم عمر بن أبي ربيعة ، التي يقول فيها :

حبّذا يا بغوم أنت واسماء

وعيش يكفّنا وخلاء

ولقد قلت ليلة الجزل لمّا

اخضلت ريطتي عليّ السّماء

قال : فقال مسعر : وربّ هذه البنيّة ما كان عند هذا الوجه خير قط.

١٦٩٦ ـ حدّثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، قال : ثنا

__________________

١٦٩٥ ـ اسناده حسن.

أبو الطاهر ، هو : الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل.

رواه أبو الفرج في الأغاني ١ / ١٦٣ من طريق : عبد الله بن أبي سعد ، عن ابراهيم بن المنذر به بنحوه. وقد تصرّف محققه فجعل لفظة (عيش يكفّنا) (عيص يكننا) باعتماده على ديوان عمر بن أبي ربيعة ، مع أن جميع نسخ الأغاني الخطيّة روته كما رواه الفاكهي.

والجزل : موضع قرب مكة ، هكذا قال ياقوت في معجم البلدان ٢ / ١٣٤.

وذكر هذا البيت ، وانظر ديوان عمر بن أبي ربيعة. وبغوم هذه يذكر عنها أنّها كانت من أجمل نساء أهل مكة ، وأنظر تفاصيل قصتها في الأغاني.

١٦٩٦ ـ إسناده ضعيف.

أبو هشام الرفاعي ، هو : محمد بن يزيد بن كثير العجلي ، ليس بالقوي. التقريب ٢ / ٢١٩. وصالح بن حيّان ، هو : القرشي ، وهو ضعيف ، كما في التقريب ١ / ٣٥٨.

٦

ابراهيم بن الزبرقان ، عن صالح بن حيّان ، عن [ابن](١) بريدة في قوله (عُرُباً)(٢) قال : الشيكلة بلغة مكة ، والمغنوجة بلغة المدينة.

١٦٩٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : [وفي](٣) وليدة بنت سعيد بن الأسود بن أبي البختري يقول عبد الرحمن بن عبد الله بن الأسود :

هي الرّكن ركن النّساء الّتي

إذا خرجت مشهدا تستلم

يطفن إذا خرجت حولها

كطوف الحجيج ببيت الحرم

ذكر

التكبير بمكة في أيام العشر وما جاء فيه

والتكبير ليلة الفطر وتفسير ذلك

١٦٩٨ ـ حدّثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ

__________________

١٦٩٧ ـ وليدة بنت سعيد ، وعبد الرحمن بن عبد الله لم أقف عليهما.

١٦٩٨ ـ إسناده ضعيف.

أبو هشام الرفاعي ، هو : محمد بن يزيد بن كثير العجلي : ليس بالقوي. وابن فضيل ، هو : محمد بن فضيل. ويزيد بن أبي زياد ، هو : الهاشمي ، مولاهم الكوفي : ضعيف ، كبر فتغيّر ، صار يتلقن ، وكان شيعيا. التقريب ٣٦٥.

رواه أحمد ٢ / ١٦١ من طريق : أبي عبد الله ، مولى عبد الله بن عمرو ، عن ابن عمرو ، به. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧١٥ وعزاه للطبراني في المعجم الكبير.

(١) في الأصل (أبي) وهو خطأ والصواب ما أثبتّ وهو ابن عبد الله بن بريدة ، كما في الطبري.

(٢) سورة الواقعة : (٣٧).

(٣) ليست في الأصل وزدناها ليتّسق المعنى.

٧

قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : ما من أيام العمل فيهن أفضل من عشر ذي الحجة.

١٦٩٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم ، بنحوه ، وزاد فيه : فاكثروا فيه التحميد والتهليل والتكبير.

١٧٠٠ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا محمد بن خازم ـ أبو معاوية ـ عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله ـ تعالى ـ منه في هذه الأيام ـ يعني : أيام العشر ـ قيل : يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال صلّى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.

١٧٠١ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا ابن أبي حازم ، عن ابراهيم

__________________

١٦٩٩ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد ، ضعيف.

رواه أحمد ٢ / ٧٥ ، ١٣١ من طريق : أبي عوانه ، عن يزيد به.

١٧٠٠ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٢٢٤ ، والبخاري ٢ / ٤٥٧ ، وأبو داود ٢ / ٤٣٧ ، والترمذي ٣ / ٢٨٩ ، وابن ماجه ١ / ٥٥٠ ، وعبد الرزاق ٤ / ٣٧٦ ، والبيهقي ٤ / ٢٨٤ كلّهم من طريق : الأعمش به.

وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٤١٧ ، ٧١٥ وعزاه للبخاري وأحمد وابن حبّان.

١٧٠١ ـ إسناده ضعيف.

أبو حازم ، هو : عبد العزيز بن أبي حازم ، صدوق فقيه. التقريب ١ / ٥٠٨. وشيخه ابراهيم بن اسماعيل : أنصاري مدني ضعيف. التقريب ١ / ٣٢.

رواه ابن عدي في الكامل ١ / ٢٣٣ من طريق : الدراوردي ، عن ابراهيم بن اسماعيل ، به. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٧١٤ وعزاه لأبي يعلى وأبي عوانة وابن حبّان والضياء المقدسي في المختارة.

٨

ابن اسماعيل بن مجمّع ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ما من أيام أفضل من أيام العشر ، قال : قلنا : يا رسول الله ، ولا المجاهد في سبيل الله ـ تعالى ـ؟ قال صلّى الله عليه وسلم : الا معفّر بالتراب.

١٧٠٢ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : العشر التي أقسم الله ـ تعالى ـ بها في كتابه : عشر ذي الحجة ، والوتر : يوم عرفة ، والشفع : يوم النحر.

١٧٠٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان في قوله ـ تعالى ـ (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ)(١) قال : نرجو أن يكون التكبير ليلة الفطر.

* وزعم المكيون أنهم رأوا مشايخهم يكبرون ليلة / الفطر إلى خروج الإمام يوم العيد ، ويظهرون التكبير ويرونه سنّة ، وهم على ذلك اليوم.

١٧٠٤ ـ حدّثني ابراهيم بن يعقوب ، عن عفان بن مسلم ، قال : ثنا سلام

__________________

١٧٠٢ ـ إسناده صحيح.

رواه الطبري ٣٠ / ١٦٩ من طريق : جبير بن نعيم ، عن أبي الزبير به ، مختصرا.

١٧٠٣ ـ إسناده صحيح.

رواه الطبري ٢ / ١٥٧ من طريق : ابن المبارك ، عن سفيان به.

١٧٠٤ ـ إسناده حسن.

حميد الأعرج ، هو : ابن قيس المكي. وسلام بن سليمان : صدوق يهم. التقريب ١ / ٣٤٢.

رواه البخاري ٢ / ٤٥٧ تعليقا. قال الحافظ في الفتح : ولم أره موصولا عنهما.

(١) سورة البقرة (١٨٥).

٩

ابن [سليمان](١) أبو المنذر القارئ ، قال : ثنا حميد الأعرج ، عن مجاهد ، قال : كان أبو هريرة وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يخرجان أيام العشر إلى السوق ، فيكبّران ، فيكبر الناس معهما ، لا يأتيان السوق إلا لذلك.

١٧٠٥ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا بشر بن عمر ، عن شعبة ، قال : سألت الحكم وحمادا عن التكبير أيام العشر ، فلم يعرفاه.

١٧٠٦ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا بشر بن عمر ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج.

والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر.

ذكر

سنة صلاة الكسوف بمكة والأستسقاء

١٧٠٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : كسفت الشمس بعد العصر هاهنا ، وسليمان بن هشام ها هنا ـ يعني : بمكة ـ ومعه ابن شهاب ، فقاموا يدعون بغير صلاة.

١٧٠٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن سليمان

__________________

١٧٠٥ ـ إسناده صحيح.

١٧٠٦ ـ إسناده صحيح.

١٧٠٧ ـ إسناده حسن.

١٧٠٨ ـ إسناده صحيح.

سليمان الأحول ، هو : ابن أبي مسلم المكي. ـ

(١) في الأصل (سليم) وهو خطأ.

١٠

الأحول ، عن طاوس ، قال : كسفت الشمس ، فصلّى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في صفّة زمزم ست ركعات في أربع سجدات.

١٧٠٩ ـ حدّثنا محمد بن يحيى الزّمّاني البصري ، قال : ثنا أبو بكر الحنفي ، قال : ثنا عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : انكسف القمر وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بالحصبة ، فدخل حين انكسف ، فصلى عند الكعبة حتى تجلّى.

١٧١٠ ـ حدّثنا يحيى بن الربيع ، قال : ثنا سفيان ، قال : رأيت هشام بن عبد الملك استسقى ، فاستقبل القبلة ، وقلب رداءه ، واستقبل البيت ودعا.

١٧١١ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : كسفت الشمس بمكة ، ومحمد بن

__________________

رواه الشافعي في الأم ١ / ٢٤٦ من طريق : صفوان بن عبد الله بن صفوان ، عن ابن عباس. ورواه ابن أبي شيبة ٢ / ٤٦٨ من طريق : ابن جريج ، عن سليمان الأحول ، به.

ورواه البيهقي ٣ / ٣٢٨ ، ٣٣٢ من طريق : الشافعي ، وابن حزم في المحلى ٥ / ١٠٠ من طريق : ابن جريج ، عن سليمان الأحول ، به.

قال الشافعي ـ رحمه الله ـ : ولا أحسب ابن عبّاس صلّى صلاة الكسوف ، إلّا أنّ الوالي تركها ، لعلّ الشمس تكون كاسفة بعد العصر ، فلم يصلّ فصلّى ابن عباس ، أو لعلّ الوالي كان غائبا ، أو امتنع من الصلاة. أه.

١٧٠٩ ـ إسناده ضعيف.

أبو بكر الحنفي ، هو : عبد الكبير بن عبد المجيد. وعبد الله بن نافع المدني : ضعيف.

التقريب ١ / ٤٥٦.

١٧١٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

١٧١١ ـ السفياني هذا : ولي قضاء مكة زمن الهادي والرشيد ، وبقي قاضيا عليها إلى زمن المأمون ، ثم صرفه عن القضاء سنة (١٩٨) فكانت مدة قضائه بمكة (٢٨) سنة أو أكثر. أنظر العقد الثمين ٢ / ١٠٠.

١١

عبد الرحمن المخزومي السفياني على مكة يومئذ على إمارتها وقضائها ، فصلى بالناس صلاة الكسوف.

ذكر

قول أهل مكة في المتعة

١٧١٢ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا محمد بن خازم ، عن الحجاج ابن أرطأة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، أنه قال : قيل لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : لقد رجعت في المتعة حتى لقد قال فيها الشاعر :

أقول يوما وقد طال الثّواء بنا

يا صاح هل لك في فتوى ابن عبّاس

هل لك في رخصة الأطراف آنسة

تكون مثواك حتى مصدر النّاس

فقام ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عشية عرفة ، فقال : إنّما كانت المتعة لمن اضطر إليها ، كالميتة والدم ولحم الخنزير.

__________________

١٧١٢ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

حجاج بن أرطأة : صدوق كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن هنا ، لكن تابعه الحسن ابن عمارة عند البيهقي ٧ / ٢٠٥ إذ روى هذا الحديث من طريقه ـ أعني الحسن بن عمارة ـ عن المنهال بن عمرو ، به.

والخبر ذكره ابن حجر في الفتح ٩ / ١٧١ وعزاه للفاكهي والخطابي ، ولمحمد بن خلف المعروف ب (وكيع) في كتابه : «الغرر من الأخبار» ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٢٦٥ ، ونسبه للطبراني. وأشار إليه عبد الرزاق ٧ / ٥٠٣ من طريق : الزهري ـ وذكر الشطر الثاني من البيت الأول ـ. وذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار ٤ / ٩٥.

والثواء : طول المقام. ثوى يثوي ثواء. اللسان ١٤ / ١٢٥. ورخصة الأطراف : ناعمتها.

اللسان ٧ / ٤٠.

١٢

١٧١٣ ـ وحدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا أنس بن عياض ، عن عبد العزيز بن عمر ، عن ابراهيم بن ميسرة ، عن من لا يتّهم ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وعن ليث بن أبي سليم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ انه قيل له في شأن المتعة : لقد اتخذ الناس في حديثك رخصة حتى قيل فيها السعة. فقال : ما لهم قاتلهم الله ، فو الله ما حدّثتهم أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم رخّص فيها / إلا في أيام كانوا في الضرورة على مثل من حلت له الميتة والدم ولحم الخنزير.

١٧١٤ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن جابر الجعفي ، قال : رجع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن قوله في المتعة والصرف ، وعن كلمة أخرى.

١٧١٥ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا حماد بن أسامة ، عن عبد الله

__________________

١٧١٣ ـ في إسناده من لا يعرف. وعبد العزيز بن عمر ، هو : ابن عبد العزيز بن مروان الأموي.

وابراهيم بن ميسرة ، هو : الطائفي ، نزيل مكة ، ثبت حافظ. التقريب ١ / ٤٤.

١٧١٤ ـ إسناده ضعيف.

جابر الجعفي : ضعيف رافضي. التقريب ١ / ١٢٣ ، لكن الأثر روي بأسانيد أخرى صحيحة.

فقد رواه عبد الرزاق ٨ / ١١٨ بإسناده صحيح ، ومسلم ١١ / ٢٣ من طريق : أبي نضرة بنحوه. والبيهقي ٥ / ٢٨١ ، والحاكم ٣ / ٥٤٢ من طريق : عبد الله بن مليل عن ابن عباس ، فذكر رجوعه عن الصرف فقط.

والصرف : دفع ذهب وأخذ فضة بدله ، أو عكسه. وله شرطان : منع النسيئة مع اتفاق النوع واختلافه ، وهو مجمع عليه. والشرط الثاني : منع التفاضل في النوع الواحد منهما وهو قول الجمهور. أنظر فتح الباري ٤ / ٣٨٢.

١٧١٥ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٢٩٣ من طريق : محمد بن بشر ، عن عبد الله بن الوليد ، به.

١٣

ابن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرّن ، قال : حدّثني محمد بن عبد الرحمن ابن أبي [ذئب](١) القرشي ، انه سمع عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يقول : إلّا إنّ الذئب يكنى أبا جعدة ، ألا وإنّ المتعة هي الزنا.

١٧١٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : أنبأنا أبو هارون ـ يعني العبدي ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : يرحم الله ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ والله لوددت أنه لم يكن ذكر للناس في شأن المتعة متعة النساء شيئا. وقال : إلّا إن يتخذوه رجال (٢) في آخر الزمان سفاحا.

١٧١٧ ـ حدّثني أبو عبيدة محمد بن محمد المخزومي ، قال : ثنا زكريا بن المبارك مولى ابن المشمعل ، قال : حدّثني داود بن شبل ، قال : كنت عند ابن جريج جالسا وهو قائم يصلي وأنا بين يديه ، فإذا امرأة قد مرت ، فقال : أدركها فسلها من هي؟ أو لها زوج؟ قال : فأدركتها فكلمتها ، فقالت لي : من بعثك؟ الشيخ المفتول (٣)؟ تقول لك : أنا فارعة.

١٧١٨ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا عبد الله بن الحارث

__________________

١٧١٦ ـ إسناده متروك.

أبو هارون ، هو : عمارة بن جوين : متروك ، ومنهم من كذّبه ، وكان شيعيا. التقريب ٢ / ٤٩.

١٧١٧ ـ لم أقف على تراجم الثلاثة الأول من هذا الإسناد ، ولم أعرف من هي الفارعة هذه.

١٧١٨ ـ في إسناده من لم يسمّ. ـ

(١) في الأصل (ذؤيب) وهو تصحيف.

(٢) كذا في الأصل.

(٣) كذا ، ولعلّها (المفتون).

١٤

المخزومي ، قال : حدّثني غير واحد ، أنّ محمد بن هشام سأل عطاء بن أبي رباح عن متعة النساء ، فحدّثه فيها ولم ير بها بأسا. قال : [فقدم](١) القاسم ابن محمد. قال : فأرسل إليه محمد بن هشام ، فسأله ، فقال : لا ينبغي ، هي حرام.

قال ابن هشام (٢) : عطاء حدّثني فيها ، وزعم ان لا بأس بها! فقال القاسم : سبحان الله ، ما أرى عطاء يقول هذا. قال : فأرسل إليه ابن هشام ، فلما جاءه ، قال : يا أبا محمد حدّث القاسم الذي حدّثتني في المتعة. فقال : ما حدّثتك فيها شيئا. قال ابن هشام : بلى قد حدّثتني. فقال : ما فعلت ، فلما خرج القاسم قال له عطاء : صدقت أخبرتك ، ولكن كرهت أن أقولها بين يدي القاسم ، فيلعنني ، ويلعنني أهل المدينة.

١٧١٩ ـ حدّثني حسين بن حسن أبو سعيد الأزدى ، قال : حدّثني محمد بن الحكم ، ومحمد بن أبي السري ، قال : إنّ صدقة بن أبي صدقة حدّثهما عن

__________________

ـ ومحمد بن هشام بن اسماعيل المخزومي أمير مكة والمدينة والطائف أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٣٨٢.

١٧١٩ ـ رجاله مجهولون لا يعرفون ، ولا لهم ذكر في كتب الرجال ، إلّا شيخ المصنّف.

ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد ٨ / ٨٨ ـ ٩١ : عن إسحاق بن ابراهيم ، قال : قال لي ابن وهب الشاعر : والله لأحدثنك حديثا ما سمعه مني أحد قط ، وهو بأمانة أن يسمعه أحد منك ما دمت حيّا ، قلت : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) قال : يا أبا محمد ، إنه حديث ما طنّ في أذنك أعجب منه! قلت : كم هذا التعقيد بالأمانة؟ آخذه على ما أحببت ، ثم ذكر القصة التي جرت لأبي وهب الشاعر ، وليس لأبي صدقه كما عند الفاكهي. وهذه القصة سندها تالف ، ويشم منها رائحة الوضع.

(١) في الأصل (قد).

(٢) في الأصل هنا (قال ابن هشام : قال عطاء حدّثني فيها) فحذفت (قال) الثانية ليتسق السياق.

١٥

أبيه ، قال : بينا أنا في سوق الليل (١) بمكة بعد أيام الموسم ، إذا أنا بامرأة من نساء أهل مكة معها صبي يبكي ، وهي تسكته ، فيأبى ان يسكت ، فسفرت ، وإذا في فيها عشرة دراهم (٢) فدفعتها إلى الصبي ، فسكت ، وإذا وجه رقيق دريّ ، وإذا شكل رطب ، ولسان (٣) طويل فلما رأتني أحدّ النظر إليها ، قالت : إتبعني. قلت : إنّ شريطتي الحلال من كل شيء ، قالت : في حر (٤) أمك من أرادك على الحرام؟ فخجلت وغلبتني نفسي على رأيي فاتبعتها ، فدخلت زقاق العطّارين ، ثم صعدت درجة ، وقالت : اصعد ، فصعدت ، فقالت : إني مشغولة وزوجي رجل من بني (٥) فلان ، وأنا امرأة من بني (٥) فلان ولكن عندي هن ضيّق ، يعلوه وجه أحسن من العافية ، بخلق ابن سريج ، وترنّم معبد ، وتيه ابن عائشة ، وتخنث (٦) طويس ، اجتمع هذا كله في بدن واحد ، باصفر سليم. قلت : وما أصفر سليم؟ قالت : دينار يومك وليلتك ، فإذا أقمت فعليك الدينار / وظيفة ، وتزوجها تزويجا صحيحا. قلت : فداك أبي وأمي ، إن اجتمع لي ما ذكرت فليست في الدنيا ، فهذه شرائط الجنة. [قالت](٧) : هذه شريطتك. قلت : وأين هذه الصفة؟ فصفقت بيدها إلى جارة (٨) لها ، فأجابتها ، فقالت : قولي لفلانة إلبسي عليك ثيابك ،

__________________

(١) في العقد الفريد (بسوق الكيل) ولعلّه تصحيف ، فسوق الليل لا زال معروفا بمكة.

(٢) في العقد الفريد (كسرة درهم) وهي أقرب.

(٣) في العقد (ولسان فصيح) ، وكيف عرف فصاحة لسانها أو طوله ولم يسمع منها شيئا بعد؟.

(٤) في العقد (ارجع في حر أمّك) والحر : الفرج.

(٥) في العقد سمّى القومين ، وأدب الفاكهي منعه من التصريح بهما.

(٥) في العقد سمّى القومين ، وأدب الفاكهي منعه من التصريح بهما.

(٦) ابن سريج ، ومعبد وابن عائشة وطويس أسماء مغنين.

(٧) في الأصل (قال).

(٨) في العقد (جاريتها).

١٦

وعجّلي ، وبحياتي عليك لا تمسي طيبا ولا غمرا (١) فتحتسينا (٢) بدلالك وعطرك. قال : فإذا جارية قد أقبلت ما أحسب وقعت عليها الشمس قطّ ، كأنها صورة ، فسلّمت وقعدت كالخجلة. فقالت الأولى : هذا الذي ذكرتك (٣) له ، وهو في هذه الهيئة التي ترين. قالت : حيّاه الله وقرّب داره.

قالت : وقد بذل لك من الصداق دينارا. قالت : أي أمّ ، أخبرتيه بشريطتي؟ قالت : لا والله أى بنيّة أنسيتها. ثم نظرت إليّ فغمزتني ، فقالت : تدري ما شريطتها؟ قلت : لا. قالت : أقول لك بحضرتها ما إخالها تكرهه ، هي أفتك من عمرو بن معدى (٤) ، وأشجع من ربيعة (٥) بن مكدّم ، وليس توصل إليها حتى تسكر ، ويغلب على عقلها ، فإذا بلغت تلك الحال ففيها المطمع. قلت : ما أهون هذا وأسهله. فقالت الجارية : تركت شيئا أيضا. قالت : نعم والله ، أعلم إنك لا تقدر عليها إلا أن تتجرّد فتراك مجرّدا مقبلا ومدبرا. قلت : وهذا أيضا أفعله. قالت : هلم دينارك ، فأخرجت دينارا ، فنبذته إليها ، فصفقت تصفيقة أخرى ، فأجابتها امرأة ، فقالت : قولي لأبي الحسن [وأبي](٦) الحسين هلما الساعة قلت يا نفسي أبو الحسن والحسين علي بن أبي طالب! فإذا شيخان خصيان (٧) قد أقبلا ، فقعدا فقصت عليهما المرأة القصة ، فخطب أحدهما ،

__________________

(١) الغمر ، ويقال : الغمرة : قيل : الزعفران ، وقيل : الورس ، وقيل : شيء يصنع من تمر ولبن تطلى به العروس لترق بشرتها. اللسان ٥ / ٣٢.

(٢) كذا في الأصل ، وفي العقد الفريد (فحسبك). ولعلّها (فبحسبنا دلالك).

(٣) في العقد (هذا الذي ذكرته لك).

(٤) هو : الزبيدي : فارس اليمن المشهور ، صحابي ، شارك في حروب الشام والقادسية ، وأبلى البلاء الحسن. مات سنة (٢١). الاصابة ٣ / ١٨.

(٥) هو : الكناني ، أحد فرسان مضر المشهورين. قتله أهبان بن غادية الخزاعي ، وقيل : نبيشة بن حبيب السلمي. وذلك في الجاهلية. أنظر الكامل للمبرد ٣ / ١٢٥١.

(٦) سقطت من الأصل ، وأثبتّها من العقد الفريد.

(٧) في العقد (شيخان غاضبان نبيلان).

١٧

وأجاب الآخر ، واقررت بالتزويج ، وأقرّت المرأة ، ودعوا بالبركة ، ثم نهضا ، فاستحييت أن أحمّل الجارية مؤونة من الدنيا ، فدفعت إليها دينارا آخر ، فقلت : هذا لطيبك. قالت : يا فتى (١) لست ممن يمس طيبا لرجل ، إنما أتطيب لنفسي إذا خلوت ، فقلت : اجعلي هذا لغدائنا اليوم ، قالت : أما هذا فنعم.

ونهضت الجارية ، وأمرت بصلاح ما نحتاج إليه ، ثم عادت ، وتغدّينا ، وجاءت بدواة وقضيب ، وقعدت تجاهي ، ودعت بنبيذ قد أعدّته ، واندفعت تغنينا بصوت لم أسمع قط بمثله ، وما سمعت بمثل ترنمها لأحد ، فكدت أن أجنّ سرورا وطربا ، وجعلت أريغ ان تدنو مني فتأبى ، إلى أن تغنّت بشعر لا أعرفه :

راحوا يصيدون الظّباء وإنّني

لأرى تصيّدها عليّ حراما

أعزز عليّ بأن أروّع شبهها

أو ان يذقن على يديّ حماما

[فقلت](٢) : جعلني الله فداك ، من تغنّى بهذا الشعر؟ قالت : جماعة اشتركوا فيه ، هو لمعبد وتغنّى به ابن سريج ، وابن عائشة ، فلما غلب عليها النبيذ [وجاء](٣) المغرب تغنّت ببيت لم أفهم معناه للشقاء الذي كتب على رأسي ، والهوان الذي أعدّ لي :

كأنّي بالمجرّد قد علته

نعال القوم أو خشب السّواري

/ فقلت : جعلت فداك ، ما أفهم هذا الشعر؟ ولا أحسبه مما يتغنّى به.

فقالت : أنا أوّل من تغنّى فيه. قلت : إنما هو بيت عائر (٤)! قالت : معه

__________________

(١) في العقد (يا أخي).

(٢) في الأصل (فقالت).

(٣) في الأصل (وجاءت).

(٤) عائر : لا يعرف من قائله. يقال للسهم : عائر ، إذ لم يدر راميه. وكذا الحجارة. وجمعها : عوائر.

تاج العروس ٣ / ٤٢٨. وجاءت هذه اللفظة في العقد (عابر) بالباء.

١٨

آخر. قلت : فترين أن تغنيه لعلي أفهمه؟ قالت : ليس هذا وقته وهو من آخر ما أتغنى به. وجعلت لا أنازعها في شيء إجلالا لها وإعظاما ، فلما أمسينا ، وصلّينا المغرب ، وجاءت العشاء الآخرة وضعت القضيب ، وقمت فصليت العشاء ، ولا أدري كم صليت عجلة وتشوّقا ، فلما سلمت ، قلت : تأذنين جعلت فداك في الدنو منك؟ قالت : تجرّد ، وذهبت كأنها تريد أن تخلع ثيابها ، فكدت أن أشق ثيابي عجلة للخروج منها ، فتجردت وقمت بين يديها ، فقالت : إمش إلى زوايا البيت ، وأقبل حتى أراك مقبلا ومدبرا ، وإذا في الغرفة حصير عليها طريق ، وإذا تحته خرق إلى السوق ، فإذا أنا في السوق قائما مجرّدا ، وإذا الشيخان الشاهدان قد أعدّا نعالهما ، وكمنا لي في ناحية ، فلما هبطت عليهما بادراني ، فقطعا نعالهما على قفاي ، واستعانا بأهل السوق ، فضربت والله حتى أنسيت اسمي ، فبينا أنا أخبط بنعال مخصوفة ، وأيد ثقال ، وخشب دقاق وغلاظ ، إذا صوتها من فوق البيت :

ولو علم المجرّد ما أردنا

لبادرنا المجرّد في الصّحاري

قلت في نفسي : هذا والله وقت غناء هذا البيت ، وهو من آخر ما قالت إنها تغني ، فلما كادت نفسي تطفأ جاءني بخلق إزار فألقاه علي ، وقال : بادر ثكلتك أمك قبل أن ينذر بك السلطان ، فتفتضح ، فكان آخر العهد بها ، فإذا والله أنا المجرّد ، وأنا لا أدري ، فانصرفت إلى رحلي مصحونا (١) مرضوضا ، فلما أردت الخروج عن مكة جعلت زقاق العطّارين طريقي ، فدنوت من تابع وأنا متنكر ، وبدني مرضوض ، فقلت : لمن هذه الدار؟ قالوا : لفلانة جارية من آل فلان (٢).

__________________

(١) أي مضروبا. صحنه ، أي : ضربه.

(٢) في العقد (من آل أبي لهب). وتقدّم أنه دخل دار المرأة المخزومية مما يفيد اضطراب القصة ، وأنّ ـ ـ

١٩

١٧٢٠ ـ حدّثنا حسن بن حسين الأزدي ، قال : ثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا هشام ـ يعني : ابن الكلبي ـ عن أبيه ، عن أبي صالح ، قال : قام عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ على المنبر ، وابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أسفل منه ، فقال : إنّ ها هنا رجلا قد أعمى الله بصره ، وهو معمى قلبه ، يحلّ المتعة اليوم واليومين بالدرهم والدرهمين ، والشهر والشهرين بالدينار والدينارين ، فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : يا أبا صالح ، وجّهني قبل وجهه ، ففعلت ، فقال : إنّ الذي أعمى الله بصره وهو معمي قلبه أنت ، بيني وبينك أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ فلقد كانت مجامرها

__________________

١٧٢٠ ـ إسناده موضوع.

وقد أطلق العلماء على مثل هذا السند من هشام فما فوقه إلى أبي صالح : سلسلة الكذب. فهشام بن محمد بن السائب الكلبي ، متروك. كما قال الدار قطني. وقال ابن عساكر : رافضي ، ليس بثقة. (لسان الميزان ٦ / ١٩٦). وأبوه : متهم بالكذب ، ورمي بالرفض. كما في التقريب ٢ / ١٦٣. وأبو صالح ، هو : باذام ، أو : باذان. ضعيف مدلس. التقريب ١ / ٩٣.

والخبر رواه المسعودي في مروج الذهب ٣ / ٨٩ ـ ٩٠ ، بإسناد تالف لا يعتمد عليه ، لانقطاعه ، ولجهالة رواته. ثم إن المسعودي رافضي لا يعوّل عليه في نقل مثل هذه الأخبار.

وقد روى هذا الخبر يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٣ من طريق : محمد بن اسحاق ، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم ـ وهو ثقة ـ قال : فذكر القصة ، وليس فيها ذكر أسماء بنت أبي بكر ، وإنّما فيها ذكر امرأة يقال لها : عمّة الجعيد. فتأمل كيف تقلب الأخبار. وروى البيهقي في السنن ٧ / ٢٠٥ بسند صحيح إلى عروة بن الزبير ، قال : إن عبد الله بن الزبير قام بمكة ، فقال : ان ناسا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة ـ ويعرّض بالرجل ـ يعني : ابن عباس ـ فناداه ، فقال : إنك جلف جاف ، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل في عهد إمام المتّقين (يريد : رسول الله صلّى الله عليه وسلم) فقال ابن الزبير : فجرّب بنفسك ، فو الله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك. أه.

واضعها أراد النيل من بيوتات أهل مكة. ولو نزّه الفاكهي كتابه عن مثل هذه القصة ، والتي بعدها لكان أجمل وأحسن.

(١) في الأصل (كنت).

٢٠