أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

١
٢

٣
٤

ذكر

إخراج جبريل عليه الصلاة والسلام زمزم

لاسماعيل بن ابراهيم وأمه

عليهم الصلاة والسلام وتفسير ذلك

١٠٤٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن بن حرب بن هانئ السلمي ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن حرملة ، قال : سمعت سعيد بن المسيّب ، يقول : قدم ابراهيم واسماعيل وأمّ اسماعيل إلى مكة ، فقال ابراهيم : كلا من الشجر واشربا من الشعاب ، فلما ضاقت الأرض وتقطعت المياه عطشا ، فقالت امه : اصعد وانصبّ في هذا الوادي حتى لا أرى موتك ولا ترى موتي ، ففعلت ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ على أم اسماعيل ملكا من السماء ، فأمرها فصرخت به ، فاستجاب لها ، فطار الملك ، وضرب بجناحه مكان زمزم ، وقال : اشربا ، فكان سيحا ، لو تركته ما زال كذلك ، ولكنها فرقت من العطش فقرت في السقاء ، وحفرت له في البطحاء ، فنضب الماء ، فطفقا كلما نضب الماء طوياه ، ثم هلك ودفنته السيول.

__________________

١٠٤٨ ـ إسناده حسن.

ابن حرملة ، هو : عبد الرحمن ، صدوق ربما أخطأ ، كما في التقريب ١ / ٤٧٧.

رواه الحربي في المناسك ص : ٤٨٤ عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، عن جدّه به. وذكره ابن رستة في الأعلاق النفيسة ص : ٤٠.

٥

١٠٤٩ ـ حدّثني محمد بن أبي عمر ، وسلمة بن شبيب ، قالا : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن أيوب وكثير بن كثير ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : قال النبى صلّى الله عليه وسلم : يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم ، أو قال : لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا.

١٠٥٠ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : حدّثني محمد بن يونس ، قال : ثنا جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن ابن سعيد بن جبير ، عن أبيه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : حدّثني أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : رحمة الله على هاجر لو تركت زمزم لكانت عينا معينا.

١٠٥١ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : قال عثمان : وأخبرني علي بن عبيد الله بن الوازع ، عن أيوب ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فذكر نحو الحديث الأول ، وزاد فيه : قال : وقال لها الملك : لا تخافي على أهل هذا الوادي ظمأ فإنها عين يشرب بها ضيفان الله.

__________________

١٠٤٩ ـ إسناده صحيح.

١٠٥٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.

محمد بن يونس ، لعلّه الكديمي ، وأيوب : هو السختياني. وابن سعيد بن جبير ، هو : عبد الله.

رواه ابن حبّان (ص : ٢٥٤ موارد الظمآن) من طريق : وهب بن جرير بن حازم ، عن أبيه ، به.

١٠٥١ ـ إسناده ضعيف.

علي بن عبيد الله بن الوازع ، مجهول.

ذكره الحافظ في الفتح ٦ / ٤٠٢ ، وعزاه للفاكهي.

٦

١٠٥٢ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني محمد بن أبان ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : استأذن ابراهيم ـ عليه السلام ـ امرأته سارة في جاريتها هاجر ، فقالت : نعم على أن لا تسوءني ، قال : نعم ، فأطاف عليها ، فولدت اسماعيل ، فبينما هو يوما من الأيام جالس ، استبق اسماعيل وإسحاق إليه فسبق اسماعيل ، فأخذه أبوه ، فأجلسه في حجره ، فلما جاء إسحاق أخذه فأجلسه على يمينه وعن يساره اسماعيل ، وسارة تطلع من فوق البيت قد رأت ما صنع ابراهيم ، فلما دخل ابراهيم قالت : قد ساءني فاخرجهما عني ، فانطلق بهما حتى نزل بهما مكة ، وترك عندها شيئا / من طعام وشراب قليل ، قال : أرجع فآتيكما بطعام وشراب أيضا ، قال : فأخذت هاجر بثوبه ، فقالت : يا ابراهيم إلى من تكلنا هاهنا؟ قال : أكلكم إلى الله ـ تعالى ـ فانطلق وتركها. فنفد طعامهم وشرابهم ، وقالت : يا بني توار عني حتى تموت ، فتوارى كل واحد منهما عن صاحبه ، وقد أيقن كل واحد منهما بالموت إذ نزل جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صورة رجل ، فقال لهاجر : من أنت؟ قالت : أنا أم ولد ابراهيم. قال : من هذا معك؟ قالت : ابنه اسماعيل. قال لها جبريل ـ عليه السلام ـ : إلى من وكلكم ابراهيم حين ذهب؟ قالت : أما والله لقد أخذت بثوبه ، فقلت : إلى من تكلنا؟ قال : اوكلكما إلى الله. قال : وكلكما إلى كاف. قال : ثم خط باصبعه في الأرض ثم طولها فإذا الماء ينبع وهي زمزم. ثم

__________________

١٠٥٢ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن أبان ، هو : ابن صالح القرشي الكوفي ، ضعّفه ابن معين. وقال أبو حاتم : ليس بقوي الحديث ، يكتب حديثه على المجاز. الجرح والتعديل ٧ / ١٩٩.

رواه الطبري في تاريخه ١ / ١٢٩ بإسناده إلى مؤمّل ، عن سفيان ، عن أبي اسحاق.

٧

قال : ادعي ابنك. قال : فجعلت تدعوه بالعبرانية ، فجاء وهو ينجه (١) وقد كاد أن يموت ، وأخذت قوتة (٢) عندها يابسة فجعلت ترش عليها الماء تبلها.

قال لها جبريل ـ عليه السلام ـ : إنّها ريّ ، ثم صعد جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ وجاء ابراهيم ، فقال : جاءكم أحد بعدي؟ قالت : نعم جاءنا خير رجل في الناس ، فحدثته ، فقال : إن ذلك جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ.

١٠٥٣ ـ حدّثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ـ ببغداد ـ قال : ثنا يونس ابن بكير ، عن سعيد بن ميسرة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : لما طردت هاجر أمّ اسماعيل سارة وضعها ابراهيم ـ عليه السلام ـ بمكة ، عطشت هاجر ، فنزل عليها جبريل ـ عليه السلام ـ فقال : من أنت؟ قالت : هذا ولد ابراهيم ، قال : أعطشى أنت؟ قالت : نعم ، فبحث الأرض بجناحه ، فخرج الماء ، فاكبت عليه هاجر تشربه ، فلولا ذاك كانت عينا جارية.

١٠٥٤ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : قال عثمان : أخبرت أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ سأل كعبا عن أشياء ،

__________________

١٠٥٣ ـ إسناده ضعيف.

سعيد بن ميسرة ، هو : البكري. قال عنه أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، يروى عن أنس مناكير. الجرح والتعديل ٤ / ٦٣.

ذكره في مغازي ابن اسحاق ص : ٢٦ ، من طريق : أحمد بن عبد الجبار به.

١٠٥٤ ـ إسناده منقطع.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّها (ينجو) اي : يسرع ، من النّجاء ، وهو : السرعة. أنظر النهاية ٥ / ٢٥.

(٢) أي : كسرة خبز.

٨

فقال : حدّثني عن زمزم ، قال : وطأة جبريل ـ عليه السلام ـ ، خفقة من جناحه ، حين خشيت هاجر على ابنها العطش.

١٠٥٥ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : بلغنا في الحديث المأثور عن وهب بن منبّه ، قال : كان بطن مكة ليس فيه ماء ، وليس لأحد فيه قرار حتى أنبط الله ـ تعالى ـ لاسماعيل ـ عليه السلام ـ زمزم ، فعمرت مكة يومئذ وسكنها من أجل الماء قبيلة من اليمن يقال لهم : جرهم ، وليست من عاد كما يقال ، ولو لا الماء الذي أنبطه الله ـ تعالى ـ لاسماعيل ـ عليه السلام ـ لما أراد من عمارة بيته ، لم يكن لأحد بها يومئذ مقام. قال عثمان وذكر غيره : أن زمزم تدعى سابق ، وكانت وطأة من جبريل وكان سقياها لاسماعيل يوم فرج له عنها جبريل ـ عليه السلام ـ وهو يومئذ وأمه عطشانان ، فحفر ابراهيم ـ عليه السلام ـ بعد ذلك البئر ثم غلبه عليها ذو القرنين [وأظن أن ذا القرنين كان سأل ابراهيم أن يدعو الله له ، فقال : كيف وقد أفسدتم بئري ، فقال ذو القرنين](١) : ليس عن أمري كان ، ولم يخبرني أحد أن البئر بئر ابراهيم ، فوضع السلاح ، وأهدى ابراهيم إلى ذي القرنين بقرا وغنما فأخذ ابراهيم ـ عليه السلام ـ سبعة أكبش فأقرنهم وحدهم ، فقال ذو القرنين : ما شأن / هذه الأكبش يا ابراهيم؟ فقال ابراهيم : هؤلاء يشهدون لي يوم القيامة أن البئر بئر ابراهيم ـ عليه السلام ـ (٢).

__________________

١٠٥٥ ـ إسناده منقطع.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقناها من شفاء الغرام.

(٢) ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤٧ ، نقلا عن الفاكهي.

٩

١٠٥٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته تريد شفاء شفاك الله ، وان شربته لظمأ أرواك الله ، وربما قال : ان شربته يقطع عنك الظمأ قطعه الله ، وان شربته لجوع أشبعك الله. قال : وهي برة ، وهي هزمة جبريل ـ عليه السلام ـ بعقبه ، وسقيا الله اسماعيل ، وإنما سميت زمزم لأنها مشتقة من الهزمة ، والهزمة : الغمزة بالعقب في الأرض.

١٠٥٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني حمزة بن عتبة اللهي ، قال : قال سعيد مولى أبي لهب في زمزم وهو يذكر هذه الخصال :

زمزم بئر لكم مباركة

تمثالها في الكتاب ذى العلم

طعام طعم لمن اراد وإن

تبغي شفا أشفته من سقم

١٠٥٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : حدّثني

__________________

١٠٥٦ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٨ ، والأزرقي ٢ / ٥٠ ، كلاهما من طريق : ابن عيينة به.

وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٩٣ ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٠ مختصرا ، وعزاه للفاكهي وقال : سنده صحيح.

١٠٥٧ ـ إسناده ضعيف.

حمزة بن عتبة اللهبي ، هو : ابن ابراهيم بن أبي خداش بن عتبة بن أبي لهب.

ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٣٦٠ ، وقال : لا يعرف.

١٠٥٨ ـ إسناده ليّن.

عثمان بن ساج ، فيه ضعف.

رواه ابن اسحاق في المغازي ص : ٢٦ ، عن ابن أبي نجيح به.

١٠

عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) أبي الحجاج انه قال : لم نزل نسمع ان زمزم هزمة جبريل بعقبه وسقيا الله اسماعيل.

١٠٥٩ ـ وحدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، عن عثمان ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : وقد قالت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنها ـ :

نحن حفرنا للحجيج زمزما

شفاء سقم وطعام مطعما

ركضة جبريل ولمّا تعظما

سقيا نبيّ الله في المحرما

ابن خليل ربّنا المكرّما

ذكر

حفر عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف زمزم

وتفسير أمره

١٠٦٠ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا حسان بن عباد ، عن عبد الأعلى بن أبي المساور ، قال : حدثنا عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله

__________________

١٠٥٩ ـ إسناده منقطع.

١٠٦٠ ـ إسناده متروك.

حسان بن عباد ، قال ابن حجر في اللسان ٢ / ١٩٠ : يروى عن عبد الأعلى ، وهو مجهول. وعبد الأعلى بن أبي المساور الكوفي ، متروك ، وكذّبه ابن معين. التقريب ١ / ٤٦٥.

(١) في الأصل (عن مجاهد ، قال : أبي الحجاج) ولفظة (قال) زائدة ، لأن أبا الحجاج هو : مجاهد نفسه.

١١

عنهما ـ قال : أتي عبد المطلب في المنام ، فقيل له : احتفر؟ قال : ما احتفر؟ قال : برّة. قال : وما برّة؟ قال : مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قال : وأتاه بنو عمه ، فقال : إني رأيت في المنام ، قيل لي : احتفر ، قلت : ما احتفر؟ قال : برّة. قلت : وما برّة؟ قال : مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قالوا : أولا سألته؟ قال : فنام فأتي في المنام ، فقيل : احتفر. فقال : وما احتفر؟ قال احتفر زمزم. قال : وما زمزم؟ قال : لا تنزف (١) ولا تذم (٢) ، تسقي الحجيج الأعظم. قال : فانتبه فأخبرهم برؤياه.

قالوا : أفلا سألته أين موضعها؟ قال : فنام فأتي في المنام فقيل له : احتفر.

قال : وأين؟ قال : مسلك الذرّ (٣) ، وموضع الغراب ، بين الفرث والدم.

قال : فاستيقظ فأخبرهم. قالوا : هذا موضع خزاعة ولا يدعونكم تحتفرون في موضع نصبهم. قال : وقد قالوا له في المنام : إنّ قومك يكونون عليك أول النهار ويكونون معك آخر النهار ، قال : ولم يكن من ولده إلا الحارث بن عبد المطلب. قال : فأقبل هو والحارث يحفران ، فحفرا ، فاستخرجا غزالا من ذهب في أذنيه قرطان ، ثم حفرا فاستخرجا / حلية ذهب وفضة. فقال بنو عمه : يا عبد المطلب أحد (٤) قومك. قال : ثم حفرا فاستخرجا سيوفا ملفوفة في عباءة ثم حفرا فاستخرجا الماء ، فقالوا لعبد المطلب : [إن لنا معك من هذا شركا وحقا](٥) قال : نعم ، ائتوني بثلاثة قداح أسود وأبيض وأحمر ، فأتوه

__________________

(١) أي : لا يفنى ماؤها.

(٢) أي : لا تعاب. قال ابن الأثير في النهاية ٢ / ١٦٩ : أي ، لا تعاب ، أو لا تلفى مذمومة ... وقيل : لا يوجد ماؤها قليلا ، من قولهم : بئر ذمّة ، إذا كانت قليلة الماء.

(٣) أي : النمل.

(٤) كذا في الأصل.

(٥) سقطت من الأصل ، وألحقناها من مغازي ابن اسحاق ص : ٢٧ ، وتهذيب السيرة لابن هشام ١ / ١٥٥.

١٢

بثلاثة قداح فجعل لهم الأسود ، وجعل الأحمر للبيت ، والأبيض له ، ثم اقرع بينهم ، فأصاب الحلية البيت ، وأصابته السيوف ، وأصاب قومه الغزال ، فنذر يومئذ نذرا : لئن ولد لي عشرة لانحرن أحدهم ، فولد له عشرة فاقرع بينهم ، فوقع على عبد الله أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ثم اقرع ثانية ، فوقع على عبد الله ، ثم اقرع الثالثة ، فوقع على عبد الله ، فأراد أن ينحره ، فأتاه بنو محزوم ـ أخواله ـ فقالوا : تعمد إلى ابن اختنا فتنحره من بين ولدك؟ فقال : قد اقرعت بينه وبين اخوته فوقع السهم عليه ثلاث مرات ، قالوا : فافده.

قال : ففداه بمائة من الإبل. قال عكرمة : فمن ثم دية الناس اليوم مائة من الإبل.

١٠٦١ ـ حدّثنا ابن أبي سلمة ، قال : ثنا يعقوب بن إبراهيم ، وعبد العزيز ، عن ابراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه ، ففداه بمائة من الإبل.

١٠٦٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن حرملة ، عن سعيد بن المسيّب قال : ثم ان عبد المطلب أرى في المنام احفر زمزم لا تنزف ولا تذم تروى الحجيج الأعظم ، ثم أرى مرّة : احفر الروا ، اعطيتها على رغم أنف العدا. ثم أرى مرة أخرى : احفر المضنونة ضنّ بها عن

__________________

١٠٦١ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

وعبد العزيز ، هو : ابن أبي سلمة بن عبيد الله العمري.

١٠٦٢ ـ إسناده حسن إلى سعيد بن المسيّب.

أورده الحربي في المناسك ص : ٤٨٥ بألفاظ مقاربة.

١٣

الناس إلا عنك ، ثم أرى مرة أخرى : احفر تكتم (١) ، بين فرث ودم ، عند الأنصاب الحمر ، في قرية النمل. قال : فاصبح فحفر حيث أرى فاستهترت به قريش ، فلما نزل عن الطي جاءت قريش ليحفروا معه ، فمنعهم فلما أنبط وجد غزالا من ذهب ، وسيفا وحلية ، فضرب عليها بالسهام ألي أم للبيت؟ فخرج سهم البيت ، فكان أول حلي حليته الكعبة ، فجعل حوضا للشراب ، وحوضا للوضوء ، وقال : اللهم اني لا أحلها لمغتسل ، وهي لشاربها حل وبل (٢) ، فروى الناس ، فحسدته قريش ، فطفقوا يحفرون الحوض ويغتسلون فيها ، فما يغتسل منه أحد إلا حصب أو جدر ، ولا يكسر حوضه أحد إلا ألقى في يده أو رجله حتى تركوه فرقا.

١٠٦٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عمرو بن عثمان الكلابي ، قال : ثنا زهير أبو خيثمة ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ عبد المطلب رأى في المنام أن أحفر برة ، فأصبح مهموما برؤياه ، حتى إذا كانت الليلة الثانية قيل له : احفر برة ، شراب الأبرار ، فأصبح مهموما بما رأى ، فلما كانت الليلة الثالثة أتى فقيل له : احفر زمزم لا تنزف ولا تذّم ، بين الفرث والدم ، اغد بكرة فسترى على الآلهة ـ يعني أصنام كفار قريش ـ فرثا يبحثه غراب. قال : فغدا فإذا هو بغراب يبحث فرثا / فحفر فإذا هو بالحسى ، فنثلها ، فوجد فيها أسيافا

__________________

١٠٦٣ ـ إسناده ضعيف.

عمر بن عثمان الكلابي : ضعيف. كما في التقريب ٢ / ٧٤. وزهير ، هو : ابن معاوية الجعفي.

(١) تكتم ـ بضم أوله ـ قال الزبيدي في التاج ٩ / ١٣٩ : سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جرهم ، فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب.

(٢) حلّ ، أي : حلال ، وبلّ ، أي : مباح ، وقيل : شفاء من قولهم : بلّ من مرضه ، وأبلّ. أنظر النهاية ١ / ١٥٤.

١٤

وغزالا من ذهب ، فأما الأسياف ، فضربت على باب الكعبة ، وعلق الغزال في بطنها.

١٠٦٤ ـ حدّثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا أحمد بن القاسم ، قال : ثنا محمد بن عيسى القطان ، قال : حدّثني أبو محمد الأنصاري ، قال : لما احتفر عبد المطلب زمزم أصاب فيها أحجارا في حجر منها (ويل للعرب من شر قد اقترب). وعلى الآخر :

لم تبق مكرمة يعتدّها أحد

إلّا التّكاثر أذهاب وأوراق

وفي الثالث :

بالدّهر قد خلا عجبه

دهر يحوّل رأسه ذنبه

دهر تداوله الإماء فأصبحت

ترضى بملء بطونها عربه

قال : فرّقه ابن الزبعرى فقدّم قافية وأخرّ أخرى فقال :

لم تبق مكرمة يعتّدها أحد

إلا التكاثر أوراق واذهاب

١٠٦٥ ـ حدّثني عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم القدّاح ، قال : قال عثمان ـ يعني ابن ساج ـ : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : إنّ عبد المطلب بن هاشم بينما هو نائم في الحجر أتي فأمر بحفر زمزم وهي دفن بين صنمي قريش إساف ونائلة عند منحر قريش ، وكانت جرهم دفنتها حين ظعنوا من مكة ، وهي بئر اسماعيل التي سقاه الله حين ظمئ وهو صغير ،

__________________

١٠٦٤ ـ شيخ المصنّف ثقة ، ترجمه الخطيب في تاريخه ١٠ / ٢٥ ، وبقية رجال السند لم أعرفهم.

١٠٦٥ ـ في إسناده لين.

عثمان بن ساج فيه ضعف. أنظر التقريب ٢ / ١٣.

ذكره ابن هشام في السيرة ١ / ١٥٨ بمعناه مختصرا.

١٥

فلما حفرها عبد المطلب دلّه الإله عليها وخصّه بها ، زاده الله بها شرفا وحظّا في قومه ، وعطّلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت ، فأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها بمكانها من البيت وانها سقيا الله ـ عزّ وجلّ ـ لاسماعيل ابن خليله ابراهيم ـ عليهما الصلاة والسلام ـ.

وكان أول ما ابتدئ به عبد المطلب من أمرها وهو نائم في الحجر كما حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري ، عن [مرثد](١) بن عبد الله اليزني ، عن عبد الله بن زرير الغافقي ، قال : إنّه سمع علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يحدّث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها ، قال : قال عبد المطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت ، فقال : احفر طيبة. فقلت : وما طيبة؟ ثم ذهب عني ، فرجعت إلى مضجعي ، فنمت الغد ، فجاءني ، فقال : احفر برّة. قلت : وما برّة؟ ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي ، فنمت ، فجاءني ، فقال : احفر زمزم. قال : قلت : وما زمزم؟ قال : لا تنزف ولا تذمّ ، تسقي الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم (٢) ، عند قرية النّمل. قال : فلما تبيّن له شأنها ودلّ على موضعها ، وعرف أنه صدق ، غدا بمعوله ، ومعه الحارث بن عبد المطلب ، ليس معه ولد غيره ، فلما بدا لعبد المطلب الطّوي كبّر ، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته قاموا ، وقالوا : يا عبد المطلب ميراثنا من أبينا اسماعيل ، وإنّ لنا فيها شركا فأشركنا معك فيها. قال [ما أنا بفاعل](٣) إنّ هذا أمر خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم. قالوا : فأنصفنا فانّا غير تاركيك حتى نحاكمك

__________________

(١) في الأصل (يزيد) وهو تصحيف.

(٢) الأعصم من الغربان : الذي في جناحيه بياض ، وقيل : غير ذلك أنظر الروض الأنف ٢ / ١١٤.

(٣) في الأصل (قالوا : فأما نعالج) ، والتصويب من سيرة ابن هشام ، وغيره. وفي مغازي ابن اسحاق (فقال : ما هي لكم).

١٦

فيها ، قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم ، اخاصمكم إلى كاهنة بني سعد ابن هذيم؟ قالوا : نعم / وكانت بأشراف الشام ، فركب عبد المطلب في نفر من بني أبيه من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة نفر. قال : والأرض إذ ذاك مفاوز ، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه وظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم ، وقالوا : إنا بمفاوز ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم تخوّف على نفسه وأصحابه ، وقال : ماذا ترون؟ قالوا : ما رأينا الا تبع لرأيك ، فمرنا بما شئت ، قال : فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرة لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته وواروه حتى يكون آخركم رجلا ، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا. قالوا : نعم ما أمرتنا به. فقام كلّ رجل منهم فحفر حفرة له ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا. ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إنّ إلقاءنا بأيدينا هلكا (١) للموت لا نضرب في الأرض ونستبق أنفسنا لعجز ، فعسى الله ـ تعالى ـ أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلوا ، فارتحلوا حتى فرغوا ، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجر من تحت خفها عين من ماء عذب ، فكبّر عبد المطلب ، وكبّر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه ، واستقوا حتى ملأوا أسقيتهم ، ثم دعا القبائل من قريش ، فقال : هلم إلى الماء ، فقد سقانا الله فاشربوا واسقوا ، فشربوا ، ثم قالوا : والله لقد قضي لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا ، إنّ الذي أسقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك. وإنه بداله ، فرجع ورجعوا ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلّوا بينه وبينها.

__________________

(١) كذا في الأصل ، وعند ابن هشام (هكذا).

١٧

فهذا بلغني عن حديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في زمزم (١).

قال عثمان في حديثه هذا : وسمعته من أبي القاسم ، يقول : أخبرنا سعيد ابن سالم ، عن عثمان بن ساج ، قال : وسمعت من يحدّث عن عبد المطلب انه قيل له حين أمر بحفر زمزم :

ادع بالماء الرّوا غير الكدر

سقيا الحجيج في كلّ مبّر

ليس يخاف فيه شيء ما عمر

وخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش ، فقال : تعلمون أنّي قد أمرت أن أحفر زمزم؟ قالوا : هل بيّن لك أين هي؟ قال : لا. قالوا : ارجع إلى مضجعك الذي رأيت فيه ما رأيت فإن يك حقا من الله بيّن لك ، وإن يكن من الشيطان فلن يعود (٢) لك ، فرجع عبد المطلب إلى مضجعه ، فنام فيه ، فأتى فقيل له : احفر زمزم ، إن حفرتها لم تندم ، وهي تراث أبيك الأعظم ، لا تنزف أبدا ولا تذمّ ، تروى الحجيج الأعظم ، مثل نعام جافل (٣) لم يقسم ، ينذر فيها ناذر ليغنم ، تكون ميراثا وعقدا محكم ، ليس كبعض ما قد تعلم ، وهي بين الفرث والدم. زعموا لأنه حين قيل له ذلك ، قال : وأين هي؟ قيل : عند قرية النمل ، حيث ينقر الغراب غدا. فالله أعلم أيّ ذلك كان. وغدا عبد المطلب ومعه الحارث ، وليس له يومئذ ولد غيره ، فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها / بين الوثنين إساف ونائلة اللذين

__________________

(١) مغازي ابن اسحاق ص : ٢٤ ـ ٢٥ ، وتهذيبها لابن هشام ١ / ١٥٠ ـ ١٥٤ ، والأزرقي ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ ، والبيهقي في الدلائل ١ / ٩٣ ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٨ ، والهندي في كنز العمال ١٤ / ١٢٣.

(٢) في الأصل (يعد).

(٣) الجافل : الكثير.

١٨

كانت قريش تنحر عندهما ، فجاء بالمعول ، وقام ليحفر حيث أمر ، فقالت قريش حين رأوه وحده (١) : والله لا ندعك تحفر بين وثنينا اللذين ننحر عندهما.

فقال لابنه الحارث : دعني (٢) حتى أحفر ، فو الله لامضين لما أمرت. فلما عرفوا انه غير نازع خلّوا بينه وبين الحفر وكفّوا عنه ، فلم يحفر إلا يسيرا حتى بدا له الطيّ ، فكبّر ، وعرف ان قد صدق (٣).

فلما فرغ وبلغ ما أراد ، أقام سقاية زمزم للحاج ، وعفت على الآبار التي كانت قبلها يستقي عليها الحاج ، وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام ولفضلها على ما سواها من المياه ، ولأنها بئر اسماعيل بن ابراهيم ـ عليهما الصلاة والسلام ـ ففخرت بها يومئذ بنو عبد مناف على قريش لما ولوا عليهم من السقاية والرّفادة ، وما أقاموا عليه للناس من ذلك ، وبزمزم حين ظهرت ، وإنما كانوا بني عبد مناف أهل بيت واحد شرف بعضهم لبعض شرف ، وفضل بعضهم لبعض فضل (٤).

ولما انتشرت قريش وكثر ساكن مكة قبل حفر عبد المطلب زمزم قلّت على الناس المياه ، واشتدت عليهم فيه المؤنة.

١٠٦٦ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، عن ابن اسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد اليزني ، ثم الحميري ، عن عبد الله بن

__________________

١٠٦٦ ـ في إسناده ابن اسحاق ، وهو ثقة مدلّس ، وقد عنعن.

رواه ابن اسحاق في المغازي ص : ٢٧ ـ ٢٨ ، وذكره ابن هشام في تهذيبه ١ / ١٥٥ ، والأزرقي ٢ / ٤٦ ـ ٤٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٢٤٦.

(١) في المراجع (رأوا جدّه).

(٢) كذا في الأصل ، ومغازي ابن اسحاق في إحدى الروايتين والأزرقي.

وعند ابن هشام وإحدى روايتي المغازي (ذد عنّي) وهي أقرب.

(٣) تهذيب ابن هشام ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩.

(٤) تهذيب ابن هشام ١ / ١٥٣ ـ ١٥٤ ، والأزرقي ٢ / ٤٥ ـ ٤٦.

١٩

[أبي](١) رزين ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بنحو خبرعلي الأول. وعن ابن إسحاق من قوله نحو ذلك ، قال ابن إسحاق : ويقال فيما يتحدث عن زمزم وزاد فيه : وجد فيها غزالين من ذهب ، وهما الغزالان اللذان كانت جُرهم دفنتهما حين أخرجت من مكة ، ووجدوا أيضاً أسيافاً مع الغزالين ، فقالت قريش : لنا معك يا عبد المطلب في هذا شرك وحق.! قال : لا ولكن هلم إلى النصف بيني وبينكم ، اضرب عليها القداح. قالوا : وكيف تصنع؟ قال اجعل للكعبة قدحين ، ولي قدحين ، ولكم قدحين ، ثم اضرب فمن خرج له شيء كان له. فقالوا : انصفت قد رضينا ، فجعل قدحين أصفرين للكعبة ، وقدحين أسودين لعبد المطلب ، وقدحين أبيضين لقريش ، ثم أعطوهما رجلاً يضرب بها ، فقام عبد المطلب يدعو ويقول :

الّلهم انت الملك المحمود

وأنت ربي المبدي المعيد

وممسك الراسية الجلمود

من عندك الطارف والتليد

ان شئت ألهمت لما تريد (٢)

بموضع الحلية والحديد

إني نذرت عاهد العهود

فاجعله يا رب فلا أعود

قال : وضرب صاحب القداح ، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة فضربهما عبد المطلب في باب الكعبة ، فكان أوّل ذهب حلّيته الكعبة ، وخرج الأسودان على السيوف لعبد المطلب فأخذها ، وكانت قريش ومن سواهم إذا اجتهدوا في الدعاء [سجعوا وألّفوا](٣) الكلام ، وكانت فيما يزعمون لا يردها

__________________

(١) سقطت من الأصل. أنظر التقريب ١ / ٤١٥.

(٢) كذا في الأصل ، وفي المغازي : ما تريد ، وعند ابن كثير : كما تريد.

(٣) في الأصل (سمعوا ولقوا) وهو تصحيف ، والتصويب من مغازي ابن اسحاق.

٢٠