أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٩١

١
٢

المحتوى

٥..................................................................... تقديم

٩................................................ المحبث الأول : حياة الفاكهي

٣٣........................................ المبحث الثاني : اهية كتاب الفاكهي

٤٤.................................... المبحث الثالث : منهج الفاكهي في كتابه

٥٩...................................... المبحث الرابع : موارده في هذا الكتاب

٧٩.......................................... اخبار مكة في قديم الدهر وحديثه

٤٨٥............................... فهرس موضوعات المجلد الأول من القيم الثاني

٣
٤

بسم الله الرحمن الرّحيم

مقدمة الطبعة الرابعة

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. وبعد :

فقد منّ الله عليّ بأن وفقني إلى تحقيق وإخراج كتاب من أجلّ الكتب في فنّه ألا وهو كتاب «أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه» لمؤلفه الإمام العلامة أبي عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي المكي ، الذي يعتبر من أهم وأوسع كتب التاريخ المكي ، ويعتبر مع أخبار مكة للأزرقي من أهم المصادر التي نهلت منها كتب تواريخ مكة وفضلها وأخبارها على مر الأزمان ، ومختلف العصور في ستة أجزاء.

وقد سار الفاكهي فيه على منهج موسوعي ، أكثر من ذكر الروايات ، ونوّع مصادره ، واتبع فيه طريقة المحدثين في تسلسل السند ، واختيار الرواة ، وضبطه للنصوص ، وكان ـ رحمه الله ـ يتسم بالأمانة في عزو الأخبار وذكر المصادر.

وقد اشتهر كتاب «أخبار مكة للفاكهي» عند العلماء المتقدمين والمتأخرين ومدح كثيرا.

٥

قال الفاسي عنه : «وكتابه في أخبار مكة حسن جدا لكثرة ما فيه من الفوائد النفيسة ، وفيه غنية عن كتاب الأزرقي ، وكتاب الأزرقي لا يغني عنه».

وقال ابن حجر العسقلاني : «هو كتاب نفيس».

وهذه هي طبعته الرابعة بعد نفاذ طبعاته الأولى : التي كانت في عام ١٤٠٧ ه‍ ، والثانية : التي كانت في عام ١٤١٤ ه‍ ، والثالثة التي كانت في عام ١٤١٩ ه‍.

وقد رأيت طباعته للمرة الرابعة بعد ما كثر الطلب عليه من طلاب العلم ومن الباحثين ومن مريدي مكة للحج والعمرة.

وتمتاز هذه الطبعة باستدراك ما في الطبعات المذكورة من أخطاء الطبع ، وبتوثيق بعض النصوص التي رأينا ايضاحها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

كتبه

أ. د / عبد الملك بن عبد الله بن دهيش

مكة المكرمة ـ غرة رجب ١٤٢٤ ه

٦

بسم الله الرّحمن الرّحيم

صلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم

ربّ يسّر وأعن يا كريم

٧
٨

المبحث الأول

حياة الفاكهي

أهملت المراجع الترجمة لهذا الإمام الجليل إهمالا يكاد يكون تاما ، فلم نقف له على شيء يبيّن لنا متى ولد ولا متى توفي ، ولا عن نشأته ، وحالته الاجتماعية ، ولا غير ذلك.

وعند ما ذكره الفاسي في «العقد الثمين» (١) قال عنه : (مؤلف «أخبار مكة» روى فيه عن : ابن أبي عمر ، وبكر بن خلف ، وحسين بن حسن المروزي ، وجماعة) ثم امتدح كتابه ، وفضّله على كتاب الأزرقي ثم قال : (وما عرفت متى مات ، إلّا أنه كان حيّا في سنة اثنتين وسبعين ومائتين ، لأنه ذكر فيها قضية تتعلق بالمسجد الحرام ، وما عرفت من حاله سوى هذا ، واني لأعجب من إهمال الفضلاء لترجمته ، فإنّ كتابه يدل على أنه من أهل الفضل ، فاستحقّ الذكر ، وأن يوصف بما يليق به من الفضل والعدالة ، أو الجرح ، وحاشاه من ذلك ، وشابهه في إهمال الترجمة الأزرقي صاحب «أخبار مكة» الآتي ذكره.

وهذا عجب أيضا ، فإنه بمثابة الفاكهي في الفضل ، وما هما فيما أحسب بدون الجندي صاحب «فضائل مكة» فإن له ترجمة في كتب العلماء ، والله أعلم بحقيقة ذلك) أه.

هذا كل ما قاله الفاسي عن الفاكهي.

أما ابن حجر فقد عقد في آخر كتابه «تغليق التعليق» بابا طويلا ترجم فيه للبخاري ، وعقد فيه فصلا قال فيه (٢) (فصل في ذكر الرواة عن البخاري) فذكر جماعة ممّن روى عنه كتبه ، ثم قال : ومن الحفّاظ (أي : الرواة عنه) من أقرانه فمن بعدهم ، أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابراهيم بن اسحاق الحربي ...) ثم ذكر جملة من الحفّاظ إلى أن قال (ومحمد بن اسحاق الفاكهي ـ صاحب : أخبار مكة ـ) أه.

__________________

(١) ١ / ٤١٠ ـ ٤١١

(٢) ٥ / ٤٣٧ ـ ٤٣٩.

٩

فقد عدّه ابن حجر من الحفّاظ الرواة عن البخاري.

هذا كل ما وجدناه من ذكر للفاكهي في المراجع.

لذلك فسوف نحاول أن نصوغ سيرة الإمام الفاكهي ، وبناء شخصيته من خلال كتابه «أخبار مكة» والله المستعان.

أولا : اسمه ونسبه :

هو : محمد بن اسحاق بن العبّاس الفاكهي ، أبو عبد الله المكي. والفاكهي : هذه النسبة إلى : الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. نصّ على هذه النسبة الزبيدي في تاج العروس (١) ، حيث قال : (وفي كنانة : الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة ، منهم : محمد بن اسحاق المكي ، روى عنه محمد بن صالح بن سهل العماني). أه. وقد جاءت نسبة (محمد بن اسحاق المكي) الذي أشار إليه الزبيدي واضحة إلى الفاكهي عند ابن ماكولا في «الإكمال» (٢) حيث قال في ترجمة محمد بن صالح بن سهل العماني : (حدّث عن محمد بن اسحاق الفاكهي المكّي ، روى عنه أبو بكر الاسماعيلي) أه. وبيّنها أيضا السمعاني في «الأنساب» (٣). إذ قال في نفس الترجمة : حدّث عن محمد بن اسحاق الفاكهي المكّي. أه.

وعلى هذا فالفاكهي هذا يلتقي بالنبي صلّى الله عليه وسلم ، ب (كنانة بن خزيمة) (٤).

ثم إنّ هذه النسبة (الفاكهي) قد تكون لمن يتعاطى بيع الفاكهة ، أو إلى الفاكه ابن سعد بن جبير الأنصاري ، السلمي ، الصحابي (٥). لكن الفاكهي صاحبنا لم ينسب إلى واحد منهما.

__________________

(١) ٩ / ٤٠٤ ، مادة (فكه).

(٢) ٦ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠.

(٣) ٩ / ٣٦٦.

(٤) أنظر التفاصيل عن بطون (مالك بن كنانة) في جمهرة النسب لابن حزم ص : ١٨٨ حيث ذكر جملة من الأعلام ، والمشهورين من هذه البطون.

(٥) أنظر التمييز والفصل بين المتفق في الخط والنقط والشكل ، لابن باطيش ١ / ٢٣١ ، والأنساب ١٠ / ١٤٠ وتاج العروس ٩ / ٤٠٤.

١٠

ثانيا : ولادته ، ونشأته :

كما تقدّم لم تسعفنا المصادر عن سنة ولادته ، ولا عن كثير من أحواله ولهذا فإننا نستطيع أن نحوّم حول سنة ميلاده دون الجزم بها ، وذلك بالوقوف على سنوات وفيات بعض مشايخه ، في كتابه «أخبار مكة». فقد روى الفاكهي عن (سعيد بن منصور) صاحب «السنن» ، وهو أقدم شيوخه وفاة ، حيث توفى سنة ٢٢٧.

وشيخه : (اسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقّي) ، توفي سنة ٢٢٩.

وشيخه : (أحمد بن جميل الأنصاري المروزي) توفي سنة ٢٣٠. وغالب شيوخه توفوا بين سنة ٢٤٠ ـ ٢٦٠.

وإذا افترضنا أنه عند ما سمع من (سعيد بن منصور) كان عمره ١٠ سنوات على أقل تقدير عند علماء المصطلح ، فتكون ولادته في حدود ٢١٧ ، وعليه نستطيع أن نقول : إن سنة ولادته تكون بين ٢١٥ ـ ٢٢٠.

أما عن نشأته ، فلم نقف لها على خبر ، سوى أننا عرفنا أنه لم ينشأ يتيما ، لأنه روى عن والده في كتابه هذا (١) نصّا واحدا فيه ذكر سيل من سيول مكّة حدث في سنة ٢٠٢ ولم نعثز لأبيه على ترجمة. لكن من البديهي أنّ الفاكهي قد نشأ في مكة ، والتقى بعلمائها وبالوافدين إليها من علماء الأمة في ذلك الزمن.

ثالثا : طلبه للعلم ، ورحلاته :

نستفيد من سنوات وفيات أقدم شيوخ الفاكهي أنه كان مبكّرا في طلبه للعلم وإلتقائه بالشيوخ والأخذ عنهم ، وقد نصّ في كتابه على أنه التقى ببعض مشايخه في مكة ، ولم يكونوا من أهلها (٢).

__________________

(١) أنظر الأثر ١٨٦٦.

(٢) قال في الأثر ٥٧٦ : حدّثني أحمد بن الحارث الأشعري الكوفي ، وحفظته منه بمكة. وفي الأثر ٥٨٥ قال : حدّثنا علي بن حرب الموصلي بمكة. وفي الأثر ١٨٠٦ ، قال : حدّثنا عمران بن موسى الطائي ـ سمعته منه في المسجد الحرام ـ.

١١

ولم يقنع الفاكهي بمن أخذ عنهم بمكة ، سواء مشايخها ، أو الوافدين عليها ، فرحل في طلب العلم إلى مراكز ثقافية ، كانت لها شهرة واسعة في ذلك الزمن.

فقد عرفنا من كتابه هذا أنه رحل إلى بغداد ، وسمع فيها من أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، ت ٢٧٢ (١).

ورحل إلى الكوفة ، وسمع فيها من اسماعيل بن محمد الأحمسي (٢).

ورحل إلى صنعاء ، فسمع فيها من محمد بن علي النجّار (٣) ، وابراهيم بن أحمد اليماني (٤).

وكذلك رحل إلى (حرض) باليمن ، وسمع فيها من أحمد بن صالح (٥) ، وعلي بن المنذر الطريقي الكوفي (٦) ت ٢٥٦.

هذا ما عرفناه من رحلاته ، من خلال كتابه ، ولعلّه قد رحل إلى غير هذه المراكز الثقافية والله أعلم.

رابعا : مكانته الاجتماعية :

يظهر من خلال ما سطره الفاكهي في كتابه أنه من رجالات مكة الذين يوضعون في الاعتبار ، ودلّت بعض الأخبار على أنه علم من أعلام البلد الحرام ، خاصة بعد نضوجه العلمي ، فقد وصف في كتابه هذا أماكن ومواضع قد لا يتيسر لطالب علم عادي أن يصلها أو يراها ، وروى حوادث ومراسلات بين الأمراء قد لا يطّلع عليها إلّا الخاصة. وحادثة واحدة رواها الفاكهي في كتابه ، في سنة ٢٥٦ تعطينا مدلولات عن مكانته الاجتماعية والعلمية ، وعلاقته بأمراء مكة.

__________________

(١) أنظر الأثر ١٠٥٣.

(٢) الأثر ١٩٠٤.

(٣) الأثر ١٣٠٦.

(٤) الأثران ٢٦٢٧ ، ٢٦٦٧.

(٥) روى عنه ٢٣ نصا ، أنظر مثلا : ٧٤٦ ، ٧٤٨ ، ٧٥٠.

(٦) الأثر ٧٧٥.

١٢

قال (١) : (ثم ولي مكة علي بن الحسن ... إذ دخل عليه قوم من الحجبة وأنا عنده فكلّموه في المقام وقالوا : إنه قد وهى ، وتسلّلت أحجاره ، ونحن نخاف عليه ، فإن رأيت أن تجدّد عمله وتضبيبه حتى يشتدّ ، فأجابهم إلى ما طلبوا من ذلك) ثم ذكر صفة قلع المقام ، وصفة تضبيبه بالذهب ، والفضة ، وقدر ما وضع فيه من الذهب والفضة ، وصفة الأطواق التي طوّق بها المقام ، وكيف سمّرت هذه الأطواق ، وكم استغرق ذلك من الوقت ، ومتابعة والي مكة لذلك كلّه ، بأدق وصف وأبين عبارة ممّا لا يوجد في كتاب غيره ، خلص إلى القول (حتى إذا كان يوم الاثنين ، وذلك أول يوم من شهر ربيع الأول ، أرسل علي بن الحسن ـ يعني والي مكة ـ إلى الحجبة يأمرهم بحمل المقام إلى دار الإمارة ، ليركّبوا عليه الطوقين اللذين عملا له على ما وصفنا ، ليكون أقل لزحام الناس ، فأتوا به إلى دار الامارة ، وأنا عنده ، وعنده جماعة من الناس من حملة العلم ، وغيرهم ، في ثوب يحملونه حتى وضعوه بين يديه ، فجاء بشر الخادم ـ مولى أمير المؤمنين (وقد قدم في هذه السنة على عمارة المسجد الحرام ، ومسجد النبي صلّى الله عليه وسلم واصلاحهما) فأمر علي بن الحسن الفعلة أن يذيبوا العقاقير ، فأذابوها بالزئبق ، ثم أخرج المقام ، وما سقط منه من الحجارة ، فألصقها بشر بيده بذلك العلك. حتى التأمت ، وأخذ بعضها بعضها ..) ثم وصف المقام بعد ذلك وصفا دقيقا ، وما عليه من الخطوط ، والكتابة ، وصفا لا تجده في غير كتاب الفاكهي ، ثم قال : (فأخذت ذلك الكتاب من المقام بأمر علي بن الحسن بيدي).

فمثل هذه الحادثة تدلنا على مكانة الفاكهي عند أمراء البلد الحرام وأنه لم يدخل في مشاكل سياسية مع الحكّام ، بل نرى في كتابه إشارات إلى استبشاع الفتن التي يحدثها الخارجون على السلطة الشرعية في البلد.

ثم تدلنا هذه الحادثة على أنه كان محترما عند علماء مكة ، وأنه لم يدخل معهم في منافسة أو عداء ، ممّا يحدث بين الأقران. وقد ذكر الفاكهي في كتابه علماء مكة ، وقضاتها من قريش ومن غيرهم ، والمفتين بها ، منذ زمن الصحابة إلى زمانه هو ، وآخر المفتين بها هو : عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة (٢).

__________________

(١) بعد الأثر ١٠٤٥ في أواخر هذا المجلد.

(٢) توفي سنة ٢٧٩ ، وقد روى عنه الفاكهي ١٠٧ نصوص.

١٣

وكان هذا الأخير من الشيوخ الذين روى عنهم في كتابه هذا.

هذا ولم نقف في المصادر التي اطلعنا عليها على المناصب العلمية أو الإدارية التي تسلمها الفاكهي.

خامسا : مشايخه :

روى الإمام الفاكهي في كتابه «أخبار مكة» في المجلد الثاني عن ٢٣١ شيخا.

وتتفاوت روايته عنهم قلة وكثرة.

وقد روى عن أئمة أعلام مشهورين بالحفظ والاتقان وبالعناية بالحديث ، مثل محمد بن اسماعيل البخاري ، ومسلم بن الحجاج ، وأبي حاتم الرازي ، وأبي زرعة الجرجاني : أحمد بن حميد الصيدلاني ، وابراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، واسحاق بن منصور الكوسج ، والحسن بن عرفة العبدي ، وعبّاس بن محمد الدّوري ، وعمرو بن علي الفلّاس ، والزبير بن بكّار وغيرهم.

وممّا يجدر ذكره أن أقدم شيخ روى عنه الفاكهي هو : سعيد بن منصور المتوفى سنة ٢٢٧.

واسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقّي المتوفى سنة ٢٢٩ ، وأحمد بن جميل الأنصاري المروزي المتوفى سنة ٢٣٠.

وآخر شيوخه وفاة : الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل الأزدي المتوفّى سنة ٣١٠.

ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي المتوفى سنة ٢٩١ ، ومحمد بن موسى بن أبي موسى المتوفى سنة ٢٨٩.

ومحمد بن يونس الكديمي المتوفى سنة ٢٨٦ ، وعلي بن عبد العزيز البغوي المتوفى سنة ٢٨٦.

وجنيد بن الحكم بن جنيد الأزدي المتوفى سنة ٢٨٣ ، وعبد الله بن محمد أبو بكر ابن أبي الدنيا المتوفى سنة ٢٨١ وغيرهم.

١٤

وفيما يلي عرض موجز لمشايخه الذين أكثر من الرواية عنهم في كتابه مع ذكر ترجمة مختصرة لكل واحد منهم ، وعدد مروياته عنهم ، ثم نتبعها بقائمة بأسماء شيوخه مرتبين على حروف المعجم.

١ ـ محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني أبو عبد الله الحافظ نزيل مكة ومحدّثها ، وقد ينسب إلى جدّه :

روى عن سفيان بن عيينة ، وفضيل بن عياض ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وعبد المجيد بن أبي روّاد ، ومروان بن معاوية الفزاري ، وبشر بن السري ، ويزيد بن هارون وغيرهم.

وروى عنه مسلم بن الحجاج ، والترمذي ، وابن ماجه ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازي ، وأبو زرعة الدمشقي ، وبقّي بن مخلد الأندلسي ، والمفضّل بن محمد الجندي ، وآخرون.

قال أبو حاتم : كان رجلا صالحا ، وكان صدوقا ، وكان به غفلة. مات بمكة سنة ٢٤٣ ، وكان من أبناء التسعين (١). روى عنه الفاكهي ٥٢٦ نصّا.

٢ ـ بكر بن خلف البصري أبو بشر المقرئ :

روى عن غندر محمد بن جعفر ، وسفيان بن عيينة ، وأبي عاصم النبيل : الضحّاك ابن مخلد ويزيد بن زريع وجماعة.

وروى عنه البخاري ، تعليقا ، وأبو داود ، وابن ماجه وغيرهم.

قال أبو حاتم : ثقة. وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين : ما به بأس. وقال أبو داود أمرني أحمد بن حنبل أن أكتب عنه.

توفي سنة ٢٤٠ (٢). روى عنه الفاكهي ١٦٥ نصّا.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ٢٦٥ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٢٤ وسير أعلام النبلاء للذهبي ١٢ / ٩٦ ، والعقد الثمين للفاسي ٢ / ٣٨٧ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٩ / ٥١٨ ـ ٥١٩.

(٢) أنظر ترجمته في الجرح والتعديل ٢ / ٣٨٥ ، والعقد الثمين ٣ / ٣٧٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٨٠ ـ ٤٨١.

١٥

٣ ـ سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان المخزومي :

روى عن سفيان بن عيينة ، وهشام بن سليمان المخزومي ، وحسين بن زيد بن علي ، وغيرهم.

وروى عنه الترمذي ، والنسائي ، وإمام الأئمة محمد بن اسحاق بن خزيمة ، وزكريا الساجي ، والمفضّل بن محمد الجندي ، وأبو محمد بن صاعد وغيرهم.

قال النسائي : ثقة. وذكره ابن حبّان في كتاب «الثقات». مات بمكة سنة ٢٤٩ (١).

روى عنه الفاكهي ١٥٢ نصّا.

٤ ـ الزبير بن بكّار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام الأسدي المدني قاضي مكة :

روى عن سفيان بن عيينة ، وعبد المجيد بن أبي روّاد ، وعمّه مصعب الزبيري ، وجماعة.

وروى عنه ابن ماجه ، وأبو محمد بن صاعد ، وأبو حاتم الرازي ، والبغوي وغيرهم.

قال ابن أبي حاتم : كتب عنه أبي بمكة. وقال الدارقطني : ثقة : وقال الخطيب البغدادي : كان ثقة ثبتا عالما بالنسب عارفا بأخبار المتقدمين ومآثر الماضين. وقال البغوي : كان ثبتا عالما ثقة. ألّف مصنّفات كثيرة تربو على ثلاثين مصنفا ، منها : جمهرة نسب قريش ، وأخبار المدينة وغير ذلك. مات سنة ٢٥٦ ، وبلغ ٨٤ سنة ، ودفن بمكة (٢).

روى عنه الفاكهي ١٤٣ نصّا.

٥ ـ عبد الجبّار بن العلاء بن عبد الجبّار العطّار أبو بكر البصري نزيل مكة :

روى عن أبيه ، وابن عيينة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ومروان بن معاوية الفزاري ، ووكيع ، وبشر بن السّريّ ، وغيرهم.

__________________

(١) أنظر ترجمته في : العقد الثمين ٤ / ٥٨٤ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٥٥.

(٢) أنظر ترجمته في : الجرح والتعديل ٣ / ٥٨٥ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٤٦٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣١١ ، والعقد الثمين ٤ / ٢٧ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٢ ـ ٣١٣.

١٦

وروى عنه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، والحسن بن محمد الزّعفراني ، وأبو حاتم ، ومحمد بن اسحاق بن خزيمة ، وجماعة.

قال النسائي والعجلي : ثقة ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، وقال مرة : شيخ.

وذكره ابن حبّان في كتاب «الثقات» ، وقال : كان متقنا مات بمكة سنة ٢٤٨ وكان من أبناء الثمانين (١).

روى له الفاكهي ١٣٦ نصّا.

٦ ـ حسين بن حسن بن حرب السلمي المروزي نزيل مكة :

روى عن عبد الله بن المبارك ، وهشيم بن بشير ، ويزيد بن زريع ، واسماعيل بن ابراهيم بن عليّة ، وسفيان بن عيينة ، وأبي معاوية الضرير محمد بن خازم وغيرهم.

روى عنه الترمذي ، وابن ماجه ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، وابن أبي عاصم النبيل ، وجماعة.

قال ابن أبي حاتم : سمع منه أبي بمكة ، وسئل عنه ، فقال : صدوق. وذكره ابن حبّان في كتاب «الثقات». مات سنة ٢٤٦ وهو في عشر التسعين (٢).

روى له الفاكهي ١١٥ نصّا.

٧ ـ عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث أبو يحيى بن أبي مسرّة المكّي :

روى عن أبي عبد الرحمن المقرىء ، وخلّاد بن يحيى ، وبدل بن المحبّر ، وغيرهم.

روى عنه مؤلفنا الفاكهي ، وابنه عبد الله بن محمد الفاكهي.

ذكره ابن حبّان في «الثقات».

__________________

(١) أنظر ترجمته في : التاريخ الكبير ٦ / ١٠٩ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٢ ـ ٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٠١ ، والعقد الثمين ٥ / ٣٢٥ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٥.

(٢) أنظر : الجرح والتعديل ٣ / ٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١٩٠ ، والعقد الثمين ٤ / ١٨٩ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٣٤.

١٧

وذكره تلميذه الفاكهي في «أخبار مكة» في فصل : فقهاء مكة ، وفي فصل : الأوليات بمكة ، فقال : وأول من أفتى الناس من أهل مكة وهو ابن أربع وعشرين سنة أو نحوها : أبو يحيى بن أبي مسرّة ، وهو : فقيه أهل مكة إلى يومنا هذا. انتهى.

وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه بمكة ومحلّه الصدق. مات بمكة سنة ٢٧٩ (١).

روى له الفاكهي ١٠٧ نصوص.

٨ ـ سلمة بن شبيب النيسابوري ، نزيل مكّة :

روى عن عبد الرزاق ، وأبي أسامة حمّاد بن أسامة ، ويزيد بن هارون ، وأبي عبد الرحمن المقرئ ، وأبي داود الطيالسي : سليمان بن داود ، وجماعة.

وروى عنه مسلم ، وأصحاب السنن الأربعة ، وأحمد بن حنبل ، وهو من شيوخه ، وبقيّ بن مخلد الأندلسي ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ومحمد بن هارون الرويّاني ، وغيرهم.

قال أبو حاتم ، وصالح بن محمد البغدادي : صدوق. وقال النسائي : ما علمت به بأسا. وقال الحاكم النيسابوري : هو محدّث أهل مكة والمتفّق على إتقانه وصدقه. مات سنة ٢٤٧ ، وقيل غير ذلك (٢).

روى له الفاكهي ٦٩ نصّا.

٩ ـ عبد الله بن عمران بن رزين المخزومي المكّي :

روى عن ابن عيينة ، وفضيل بن عياض ، وابراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وغيرهم.

وروى عنه الترمذي ، وابن أبي الدنيا ، وابن خراش ، والمفضّل بن محمد الجندي ، وأبو محمد ابن صاعد ، وجماعة.

__________________

(١) أنظر ترجمته في : الجرح والتعديل ٥ / ٦ ، والعقد الثمين ٥ / ٩٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٧٤.

(٢) أنظر ترجمته في الجرح والتعديل ٤ / ١٦٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٥٦ ، والعقد الثمين ٤ / ٥٩٧ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٤٦.

١٨

قال أبو حاتم : صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال : يخطئ ويخالف.

مات سنة ٢٤٥ ، وله أكثر من ١٠٠ سنة (١).

روى له الفاكهي ٥٨ نصّا.

مشايخه وعدد مروياتهم في هذا الكتاب مرتبون على حروف المعجم مع بيان سنة وفاة من وقفنا عليها

ملاحظة : من وضع على اسمه هذه العلامة (*) لم نقف على ترجمته.

م اسم الشخ

عدد رواياته

حرف الهمزة

١ ابراهيم بن أحمد اليماني (*)

٢

٢ ابراهيم بن حفص اليماني (*)

١

٣ ابراهيم بن عبد الله بن الجنيد البغدادي

٣

٤ ابراهيم بن عبد الرحيم المكي (*)

٦

٥ ابراهيم بن محمد بن جبير بن محمد بن عدي بن الخيار بن نوفل النوفلي (*)

٣

٦ ابراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي

٢

٧ ابراهيم بن مرزوق بن دينار البصري نزيل مصر ، ت ٢٧٥

١

٨ ابراهيم بن يعقوب بن اسحاق الجوزجاني ، ت ٢٥٩

١١

٩ ابراهيم بن يعقوب بن أبي عبادة (*)

١

١٠ ابراهيم بن أبي يوسف المكي (*)

٥٠

١١ أحمد بن جعفر المعقري المكي ، ت ٢٥٥

٢

١٢ أحمد بن جميل الأنصاري المروزي أبو يوسف ، ت ٢٣٠

١

__________________

(١) أنظر ترجمته في العقد الثمين ٥ / ٢٢٩ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣.

١٩

 م اسم الشيخ

عدد رواياته

١٣ أحمد بن الحارث الأشعري الكوفي (*)

١

١٤ أحمد بن حسين بن جنيدب الترمذي أبو الحسن ، ت

٢٥٠ / ٤

١٥ أحمد بن حفص اليماني (*)

١

١٦ أحمد بن حميد الصيدلاني الجرجاني (أبو زرعة)

١٢

١٧ أحمد بن حميد الأنصاري (*)

٢٥

١٨ أحمد بن خليل البغدادي

٢

١٩ أحمد بن زكريا بن الحارث أبو مسرّة المكي

٤

٢٠ أحمد بن سليمان الصفّار الصنعاني (*)

١٣

٢١ أحمد بن صالح بن سعيد بن عبد الرحمن الحنظلي (*)

٢٣

٢٢ أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، ت ٢٧٢

٢

٢٣ أحمد بن أبي عمر (*)

٢

٢٤ أحمد بن عمرو بن جعفر ، أبو الحسن الربعي (*)

٤

٢٥ أحمد بن محمد بن ابراهيم المليكي

١

٢٦ أحمد بن محمد بن أبي بزّة البزي أبو الحسن المكي ، ت ٢٥٠

١٥

٢٧ أحمد بن محمد بن حمزة بن واصل ، أبو الحسن (*)

٤

٢٨ أحمد بن محمد بن سعيد بن أبان القرشي ، المعروف ب (التبعي)

٨

٢٩ أحمد بن محمد بن موسى ، أبو العباس السمسار ، ت ٢٣٥

٦٩

٣٠ أحمد بن محمد النوفلي (*)

٣

٣١ أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي الأودي ، أبو جعفر الكوفي ، ت ٢٦٤

٢

٣٢ أزهر بن سعيد بن نافع (*)

٢

٣٣ اسحاق بن ابراهيم بن سويد ، ت ٢٥٤

١

٣٤ اسحاق بن ابراهيم الطبري

٧

٣٥ اسحاق بن العباس الفاكهي (والده) (*)

١

٣٦ اسحاق بن محمد (*)

١

٣٧ اسحاق بن منصور الكوسج ، ت ٢٥١

١

٢٠