بحوث في الملل والنّحل - ج ٦

الشيخ جعفر السبحاني

بحوث في الملل والنّحل - ج ٦

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٧٠٤

والكميت الاسدي (١).

متكلّموا الشيعة في القرن الثالث :

١ ـ الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمّد الأزدي النيشابوري : كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل الرضا عليهما‌السلام وكان ثقة ، أحد اصحابنا الفقهاء ، والمتكلمين ، وله جلالة في هذه الطائفة وهو في قدره أشهر من أن نصفه وذكر الكنجي انّه صنّف مائة وثمانين كتابا.

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الهادي والعسكري ، وقد توفّي عام ٢٦٠ فهو من متكلّمي القرن الثالث. وقد ذكر النجاشي فهرس كتبه نقتبس منه ما يلي :

كتاب النقض على الاسكافي في تقوية الجسم ، كتاب الوعيد ، كتاب الرد على أهل التعطيل ، كتاب الاستطاعة ، كتاب مسائل في العلم ، كتاب الاعراض والجواهر ، كتاب العلل ، كتاب الايمان ، كتاب الرد على الثنوية ، كتاب اثبات الرجعة ، كتاب الرد على الغالية المحمدية ، كتاب تبيان اصل الضلالة ، كتاب الرد على محمّد بن كرام ، كتاب التوحيد في كتب اللّه ، كتاب الرد على أحمد بن الحسين ، كتاب الرد على الأصم ، كتاب في الوعد والوعيد آخر ، كتاب الرد على بيان ايمان ابن رباب ( الخارجي ) ، كتاب الرد على الفلاسفة ، كتاب محنة الإسلام ، كتاب الأربع مسائل في الامامة ، كتاب الرد على المنّانية ، كتاب الرد على المرجئة ، كتاب الرد على القرامطة ، كتاب الرد على البائسة ، كتاب اللطيف ، كتاب القائم عليه‌السلام ، كتاب الإمامة الكبير ، كتاب حذو النعل بالنعل ، كتاب فضل أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، كتاب معرفة الهدى

____________

١ ـ لاحظ أعيان الشيعة ١ / ١٣٤ ـ ١٣٥.

٥٨١

والضلالة ، كتاب التعري والحاصل ، كتاب الخصال في الإمامة ، كتاب المعيار والموازنة ، كتاب الرد على الحشوية ، كتاب الرد على الحسن البصري في التفضيل ، كتاب النسبة بين الجبرية والبترية (١).

٢ ـ حكم بن هشام بن الحكم : أبو محمّد ، مولى كندة ، سكن البصرة ، وكان مشهوراً بالكلام ، كلّم الناس ، وحكي عنه مجالس كثيرة ، ذكر بعض أصحابنا أنّه راى له كتاباً في الامامة (٢) وقد توفّي والده ٢٠٠ أو ١٩٩ ، فهو من متكلمي أواخر القرن الثاني ، وأوائل القرن الثالث.

٣ ـ داود بن أسد بن أعفر : أبو الأحوص البصري رحمه‌الله شيخ جليل ، فقيه متكلّم من أصحاب الحديث ثقة ثقة ، وأبوه من شيوخ أصحاب الحديث الثقات ، له كتب منها ، كتاب في الإمامة على سائر من خالفه من الاُمم ، والآخر مجرد الدلائل والبراهين (٣). وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست في باب الكنى وقال : انّه من جملة متكلّمي الإمامية ، لقيه الحسن بن موسى النوبختي ، وأخذ عنه ، واجتمع معه في الحائر على ساكنه السلام ، وكان ورد للزيارة (٤). فبما أنّه من مشايخ الحسن بن موسى النوبختي المعاصر للجبّائي ( ت ٣٠٣ ) فهو من متكلّمي القرن الثالث المعاصر.

٤ ـ محمّد بن عبداللّه بن مملك الاصبهاني : أصله جرجان ، وسكن اصبهان ، جليل في أصحابنا ، عظيم القدر والمنزلة كان معتزلياً ورجع على يد عبدالرحمان بن أحمد بن جبرويه رحمه‌الله. له كتب منها ، كتاب الجامع في سائر أبواب الكلام كبير ، وكتاب المسائل والجوابات في الإمامة ، كتاب مواليد الأئمة

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ١٦٨ برقم ٨٣٨ ، والطوسي : الرجال برقم ١ و ٢ في أصحاب الهادي والعسكري عليهما‌السلام ، والكشي : الرجال برقم ٤١٦.

٢ ـ النجاشي : الرجال ١ / ٣٢٨ برقم ٣٤٩.

٣ ـ النجاشي : الرجال ١ / ٣٦٤ برقم ٤١٢.

٤ ـ الطوسي : الفهرست ٢٢١ برقم ٨٧٥.

٥٨٢

عليهم‌السلام ، كتاب مجالسه مع أبي علي الجبّائي ( ٢٣٥ ـ ٣٠٣ ) (١).

٥ ـ ثبيت بن محمّد ، أبو محمّد العسكري : صاحب أبي عيسى الوراق ( محمّد بن هارون ) متكلّم حاذق ، من أصحابنا العسكريين ، وكان أيضاً له اطّلاع بالحديث والرواية ، والفقه. له كتب ، منها :

١ ـ كتاب توليدات بني اُمية في الحديث وذكر الأحاديث الموضوعة.

٢ ـ الكتاب الذي يعزى إلى أبي عيسى الوراق في نقض العثمانية له.

٣ ـ كتاب الأسفار.

٤ ـ دلائل الأئمة عليهم‌السلام (٢).

وبما أنّه من أصحاب أبي عيسى الوراق ، وقد توفّي هو في ٢٤٧ ، فالرجل من متكلّمي القرن الثالث.

٦ ـ إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن هلال المخزومي : أبو محمّد ، أحد أصحابنا ، ثقة فيما يرويه ، قدم العراق ، وسمع أصحابنا منه ، مثل أيوب بن نوح ، والحسن بن معاوية ، ومحمّد بن الحسين ، وعلي بن الحسن بن فضال ، له كتاب التوحيد ، كتاب المعرفة ، كتاب الإمامة.

وبما أنّ الراوي عنه كعلي بن الحسن بن فضال من أصحاب الهادي والعسكري عليهما‌السلام وقد توفّي الامام العسكري عام ٢٦٠ ، فهو في رتبة الحسن بن علي بن فضال ، الذي هو من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام فيكون من متكلّمي القرن الثالث (٣).

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٢٩٧ برقم ١٠٣٤.

٢ ـ النجاشي : الرجال ١ / ٢٩٣ برقم ٢٩٨ ، وثبيت على وزان زبير.

٣ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٢٠ برقم ٦٦.

٥٨٣

٧ ـ محمّد بن هارون : أبو عيسى الوراق : له كتاب الإمامة ، وكتاب السقيفة ، وكتاب الحكم على سورة لم تكن وكتاب اختلاف الشيعة والمقالات. قال ابن حجر : له تصانيف على مذهب المعتزلة ، وقال المسعودي له مصنّفات حسان في الإمامة وغيرها وكانت وفاته سنة ٢٤٧ (١).

٨ ـ إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني : مولى آل طلحة بن عبيداللّه ، « أبو إسحاق » ، وكان وجه أصحابنا البصريين في الفقه والكلام والأدب والشعر. والجاحظ يحكي عنه ، وقال الجاحظ : « حدثني إبراهيم ابن داحة ، عن محمّد بن أبي عمير » (٢).

وبما أنّ اُستاذه ابن أبي عمير توفّي عام ٢١٧ ، والجاحظ ، الراوي عنه توفّي عام ٢٥٥ ، فهو من متكلّمي القرن الثالث يروي عنه الجاحظ في البيان والتبيين (٣).

٩ ـ الشكّال : قال ابن النديم : صاحب هشام بن الحكم وخالفه في اشياء إلاّ في اصل الإمامة وله من الكتب كتاب المعرفة ، كتاب في الاستطاعة ، كتاب الامامة ، كتاب على من أبى وجوب الإمامة بالنص (٤) وبما أنّ هشاماً توفّي عام ١٩٩ ، فالرجل من متكلّمي أوائل القرن الثالث.

١٠ ـ الحسين بن اشكيب : شيخ لنا ، ثقة مقدم ، ذكره أبو عمرو في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن ، صاحب العسكر عليه‌السلام ووصفه بأنّه عالم متكلّم مؤلّف للكتب ، المقيم بسمرقند وكش. له من الكتب ، كتاب الرد على من

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٢٨٠ برقم ١٠١٧ ، ابن حجر : لسان الميزان ج ٥ برقم ١٣٦٠ ، المحقق الداماد : الرواشح السماوية ٥٥ ومر ذكره في ترجمة تثبيت وما في كلام ابن حجر من عده من المعتزلة ، ناشئ عن الخلط بين المعتزلة والامامية.

٢ ـ النجاشي : الرجال ١ / ٨٧ برقم ١٣ ، و ٢ / ٢٠٥ برقم ٨٨٨.

٣ ـ البيان والتبيين ١ / ٦١.

٤ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٤.

٥٨٤

زعم أنّ النبيّ كان على دين قومه ، والرد على الزيدية ، وبما أنّه من أصحاب أبي الحسن المتوفى عام ٢٦٠ ، فهو من متكلمي القرن الثالث (١).

وعده الشيخ في رجاله من أصحابه الامام الهادي عليه‌السلام (٢).

١١ ـ عبدالرحمان بن أحمد بن جبرويه ، أبو محمّد العسكري : متكلّم من أصحابنا ، حسن التصنيف ، جيّد الكلام ، وعلى يده رجع محمّد بن عبداللّه بن مملك الاصبهاني عن مذهب المعتزلة إلى القول بالإمامة ، وقد كلّم عباد بن سليمان ، ومن كان في طبقته ، وقع إلينا من كتبه : كتاب الكامل في الإمامة ، كتاب حسن (٣).

وبما أنّ محمّد بن عبداللّه معاصر للجبّائي ( ٢٣٥ ـ ٣٠٣ ) وله مجالس معه (٤) فالرجل من متكلّمي القرن الثالث ، ولعلّه أدرك أوائل القرن الرابع.

١٢ ـ علي بن منصور ، أبو الحسن : كوفي سكن بغداد ، متكلّم ، من أصحاب هشام ، له كتب ، منها كتاب التدبير في التوحيد والإمامة (٥). وقال النجاشي في ترجمة هشام بن الحكم : كتاب التدبير في الإمامة ، وهو جمع علي بن منصور من كلامه (٦) وبما أنّ هشام توفّي عام ١٩٩ ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني ، وأوائل القرن الثالث.

١٣ ـ علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التمّار : أبو الحسن مولى بني أسد ، كوفي ، سكن البصرة ، وكان من وجوه المتكلّمين من أصحابنا ،

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٤٦ برقم ٨٧.

٢ ـ الشيخ الطوسي : الرجال برقم ١٨.

٣ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٤٧ برقم ٦٢٣.

٤ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٢٩٧ برقم ١٠٣٤.

٥ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٧١ برقم ٦٥٦.

٦ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٣٩٧ برقم ١١٦٥.

٥٨٥

كلّم أبا الهذيل ( ١٣٥ ـ ٢٣٥ ) والنظام ( ١٦٠ ـ ٢٣١ ) له مجالس وكتب منها كتاب الإمامة ، كتاب مجالس هشام بن الحكم وكتاب المتعة (١). وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا برقم ٥٢ فهو من متكلّمي القرن الثاني. وقال ابن النديم : أوّل من تكلّم في مذهب الإمامة علي بن إسماعيل بن ميثم التمّار ، وميثم ( جده ) من أجلّة أصحاب علي ـ رضي اللّه عنه ـ ولعلي من الكتب كتاب الإمامة ، كتاب الاستحقاق (٢).

متكلّموا الشيعة في القرن الرابع :

١ ـ الحسن بن علي بن أبي عقيل : أبو محمّد العماني الحذّاء ، فقيه متكلّم ثقة ، له كتب في الفقه والكلام ، منها كتاب المتمسّك بحبل الرسول. قال النجاشي : وقرأت كتابه المسمّى : الكرّ والفرّ ، على شيخنا أبي عبداللّه المفيد رحمه‌الله وهو كتاب في الإمامة ، مليح الوضع.

وذكره الشيخ في الفهرست والرجال (٣) ، وبما أنّه من مشايخ أبي القاسم جعفر ابن محمّد المتوفّي عام ٣٦٨ فالرجل من أعيان القرن الرابع ، المعاصر للكليني ، المتوفّي عام ٣٢٩.

٢ ـ إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت : كان شيخ المتكلّمين من أصحابنا وغيرهم ، له جلالة في الدنيا والدين ، يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب ، صنف كتباً كثيرة ، منها كتاب الاستيفاء في الإمامة ، التنبيه في الإمامة. قال النجاشي : قرأته على شيخنا أبي عبداللّه ( المفيد ) رحمه‌الله ،

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٧٢ برقم ٦٥٩.

٢ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٣.

٣ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٥٣ برقم ٩٩ ولاحظ فهرست الشيخ رقم ٢٠٤ ، ورجاله في باب من لم يرو عنهم برقم ٥٣.

٥٨٦

كتاب الجمل في الإمامة ، كتاب الرد على محمّد بن الأزهر في الإمامة ، كتاب الرد على اليهود ، كتاب في الصفات للرد على أبي العتاهية ( ١٣٠ ـ ٢١١ ) في التوحيد في شعره ، كتاب الخصوص والعموم والأسماء والأحكام ، كتاب الإنسان والرد على ابن الراوندي ، كتاب التوحيد ، كتاب الارجاء ، كتاب النفي والاثبات ، مجالسه مع أبي علي الجبّائي ( ٢٣٥ ـ ٣٠٣ ) بالأهواز ، كتاب في استحالة رؤية القديم ، كتاب الرد على المجبرة في المخلوق ، مجالس ثابت بن أبي قرة ( ٢٢١ ـ ٢٨٨ ) ، كتاب النقض على عيسى بن أبان في الاجتهاد ، نقض مسألة أبي عيسى الوراق في قدم الاجسام ، كتاب الإحتجاج لنبوّة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كتاب حدوث العالم (١).

وقال ابن النديم أبو سهل : إسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار الشيعة وكان أبو الحسن الناشي يقول إنّه اُستاذه وكان فاضلاً ، عالماً ، متكلماً ، وله مجالس بحضرة جماعة من المتكلمين ... وذكر فهرس كتبه (٢).

٣ ـ الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ( أخو الصدوق ) القمي أبو عبداللّه ، ثقة روى عن أبيه اجازة ، وله كتب منها :

١ ـ كتاب التوحيد ونفي التشبيه.

٢ ـ كتاب عمله للصاحب أبي القاسم بن عباد ( ٣٢٦ ـ ٣٨٥ ) وقد توفّي أخوه عام ٣٨١ فهو من أعيان القرن الرابع ، وهو وأخوه ولدا بدعوة صاحب الأمر عليه‌السلام ، ترجمه ابن حجر في لسان الميزان (٣).

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٢١ برقم ٦٧ ( وهو خال الحسن بن موسى مؤلّف فرق الشيعة ).

٢ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٥.

٣ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٨٩ برقم ١٦١ ، ابن حجر : لسان الميزان ٢ / ٣٠٦ برقم ١٢٦٠.

٥٨٧

٤ ـ محمّد بن بشر الحمدوني « أبو الحسين السوسنجردي » : متكلم جيد الكلام ، صحيح الاعتقاد ، كان يقول بالوعيد ، له كتب ، منها كتاب المقنع في الإمامة ، كتاب المنقذ في الإمامة (١) وقال ابن النديم : السوسنجردي من غلمان أبي سهل النوبختي. ويكنّى أبا الحسن ، ويعرف بالحمدوني منسوباً إلى آل حمدون ، وله من الكتب كتاب الانقاذ في الامامة (٢) وقال ابن حجر : كان زاهداً ورعاً متكلماً ، على مذهب الإمامية وله مصنّفات في نصرة مذهبه (٣).

٥ ـ يحيى أبو محمّد العلوي من بني زبارة : علوي ، سيد ، متكلّم ، فقيه ، من أهل نيشابور. قال الشيخ الطوسي : جليل القدر ، عظيم الرياسة ، متكلّم ، حاذق ، زاهد ، ورع ، لقيت جماعة ممّن لقوه وقرأوا عليه ، له كتاب ابطال القياس ، وكتاب في التوحيد (٤) ، وعلى هذا فالرجل في درجة شيخ مشايخ الطوسي ، فهو من متكلّمي القرن الرابع.

٦ ـ محمّد بن القاسم ، أبوبكر ، بغدادي : متكلم عاصر بن همام ، له كتاب في الغيبة ، كلام (٥). وابن همام هو محمّد بن أبي بكر بن سهيل الكاتب الاسكافي الذي ترجم له النجاشي في رجاله برقم ١٠٣٣ وذكره الخطيب في تاريخه ٣ / ٣٦٥ وقال أحد شيوخ الشيعة ، ولد عام ٢٥٨ وتوفّي عام ٣٣٨ وعلى هذا فالمترجم من متكلّمي أوائل القرن الرابع.

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٢٩٨ برقم ١٠٣٧.

٢ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٦.

٣ ـ ابن حجر : لسان الميزان ٥ / ٩٣ برقم ٣٠٤.

٤ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٤١٣ برقم ١١٩٢ ، وقد جاءت ترجمته أيضاً برقم ١١٩٥ ، الشيخ الطوسي : الفهرست برقم ٨٠٣.

٥ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٢٩٨ برقم ١٠٣٦.

٥٨٨

٧ ـ محمّد بن عبدالملك بن محمّد التبان : يكنّى أبا عبداللّه ، كان معتزلياً ، ثمّ أظهر الانتقال ، ولم يكن ساكنا ، له كتاب في تكليف من علم اللّه انّه يكفر ، وله كتاب في المعدوم ، ومات لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ٤١٩ (١).

٨ ـ محمّد بن عبدالرحمان بن قبة الرازي أبو جعفر : متكلّم ، عظيم القدر حسن العقيدة ، قوي في الكلام ، كان قديماً من المعتزلة ، وتبصّر وانتقل ، له كتب في الكلام ، وقد سمع الحديث ، وأخذ عنه ابن بطة وذكره في فهرسته الذي يذكر فيه من سمع منه فقال : وسمعت من محمّد بن عبدالرحمان بن قبة.

له كتاب الانصاف في الامامة ، وكتاب المستثبت نقض كتاب أبي القاسم البلخي ( ت ٣١٩ ) ، وكتاب الرد على الزيدية ، وكتاب الرد على ابي علي الجبائي ، المسالة المفردة في الامامة.

قال النجاشي : سمعت أبا الحسين السوسنجردي رحمه‌الله وكان من عيون أصحابنا وصالحيهم المتكلّمين ، وله كتاب في الإمامة معروف به ، وقد كان حج على قدميه خمسين حجة يقول : مضيت إلى أبي القاسم البلخي إلى بلخ بعد زيارتي الرضا عليه‌السلام بطوس فسلمت عليه وكان عارفاً بي ومعي كتاب أبي جعفر بن قبة في الإمامة المعروف بالانصاف ، فوقف عليه ، ونقضه بالمسترشد في الإمامة فعدت إلى الري ، فدفعت الكتاب إلى ابن قبة فنقضه بالمستثبت في الامامة ، فحملته إلى أبي القاسم فنقضه بنقض المستثبت ، فعدت إلى الري فوجدت أبا جعفر قدمات رحمه‌الله (٢).

وقال ابن النديم : أبو جعفر بن محمّد بن قبة من متكلّمي الشيعة وحذّاقهم

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٣٣٣ برقم ١٠٧٠.

٢ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٢٨٨ برقم ١٠٢٤.

٥٨٩

وله من الكتب : كتاب الانصاف في الإمامة ، كتاب الإمامة (١).

وقال العلاّمة : وكان حاذقاً شيخ الإمامية في عصره (٢).

٩ ـ علي بن وصيف ، أبوالحسن الناشي : ( ٢٧١ ـ ٣٦٥ ) الشاعر المتكلّم ، ذكر شيخنا ـ رضي اللّه عنه ـ انّ له كتاباً في الإمامة (٣). قال الطوسي : وكان شاعراً مجوداً في أهل البيت عليهم‌السلام ومتكلّماً بارعاً وله كتب (٤). قال ابن خلكان : من الشعراء المحبين وله في أهل البيت قصائد كثيرة ، وكان متكلماً بارعاً ، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم ، وكان من كبار الشيعة ، وله تصانيف كثيرة ، وقال ابن كثير : إنّه كان متكلماً ، بارعاً من كبار الشيعة (٥) ، فهو من متكلمي القرن الرابع.

١٠ ـ الحسن بن موسى ، أبو محمّد النوبختي : شيخنا المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها ، له على الأوائل كتب كثيرة ، منها :

١ ـ كتاب الآراء والديانات ، يقول النجاشي : كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبداللّه ( المفيد ) رحمه‌الله.

٢ ـ كتاب فرق الشيعة.

٣ ـ كتاب الرد على فرق الشيعة ما خلا الإمامية.

٤ ـ كتاب الجامع في الإمامة.

٥ ـ كتاب الموضع في حروب أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

__________________

١ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٢.

٢ ـ العلامة : الخلاصة ـ القسم الأول ـ ١٤٣.

٣ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ١٠٥ برقم ٧٠٧.

٤ ـ الطوسي : الفهرست ٢٣٣ طبع ليدن.

٥ ـ المامقاني : تنقيح المقال ٢ / ٣١٣ برقم ٨٥٤٩.

٥٩٠

٦ ـ كتاب التوحيد الكبير.

٧ ـ كتاب التوحيد الصغير.

٨ ـ كتاب الخصوص والعموم.

٩ ـ كتاب الأرزاق والآجال والأسعار.

١٠ ـ كتاب كبير في الجزء.

١١ ـ مختصر الكلام في الجزء.

١٢ ـ كتاب الرد على المنجّمين.

١٣ ـ كتاب الرد على أبي علي الجبّائي في ردّه على المنجّمين.

١٤ ـ كتاب النكت على ابن الراوندي.

١٥ ـ كتاب الرد على من أكثر المنازلة.

١٦ ـ كتاب الرد على أبي الهذيل العلاف في أنّ نعيم أهل الجنة منقطع.

١٧ ـ كتاب الإنسان غير هذه الجملة.

١٨ ـ كتاب الرد على الواقفة.

١٩ ـ كتاب الرد على أهل المنطق.

٢٠ ـ كتاب الرد على ثابت بن قرة.

٢١ ـ الرد على يحيى بن أصفح.

٢٢ ـ جواباته لأبي جعفر بن قبة.

٢٣ ـ جوابات اُخر لأبي جعفر.

٢٤ ـ شرح مجالسه مع أبي عبداللّه بن مملك.

٢٥ ـ حجج طبيعية مستخرجة من كتاب أرسطاطاليس في الرد على من زعم أنّ الفلك حي ناطق.

٢٦ ـ كتاب في المرايا وجهة الرؤية فيها.

٥٩١

٢٧ ـ كتاب في خبر الواحد والعمل به.

٢٨ ـ كتاب في الاستطاعة على مذهب هشام وكان يقول به.

٢٩ ـ كتاب في الرد على من قال بالرؤية للباري عزّوجلّ.

٣٠ ـ كتاب الاعتبار والتمييز والانتصار.

٣١ ـ كتاب النقض على أبي الهذيل في المعرفة.

٣٢ ـ كتاب الرد على أهل التعجيز ، وهو نقض كتاب أبي عيسى الوراق.

٣٣ ـ كتاب الحجج في الإمامة.

٣٤ ـ كتاب النقض على جعفر بن حرب ( ١٧٧ ـ ٢٣٦ ) في الإمامة.

٣٥ ـ مجالسه مع أبي القاسم البلخي ( ت ٣١٩ ).

٣٦ ـ كتاب التنزيه وذكر متشابه القرآن.

٣٧ ـ الرد على أصحاب المنزلة بين المنزلتين في الوعيد.

٣٨ ـ الرد على أصحاب التناسخ.

٣٩ ـ الرد على المجسّمة.

٤٠ ـ الرد على الغلاة.

٤١ ـ مسائله للجبّائي في مسائل شتّى (١).

والرجل من أكابر متكلّمي الشيعة ، عاصر الجبّائي ( ت ٣٠٣ ) والبلخي ( ت ٣١٩ ) وأبو جعفر بن قبة المتوفّى قبل البلخي فهو من أعيان متكلّمي الشيعة في أواخر القرن الثالث ، وأوائل القرن الرابع.

وقال ابن النديم : أبو محمّد الحسن بن موسى بن اُخت أبي سهل بن نوبخت ،

__________________

١ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٧٩ برقم ١٤٦ ترجمه ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٢٥٨ برقم ١٠٧٥ وترجمه هبة الدين الشهرستاني في مقدمة فرق الشيعة.

٥٩٢

متكلّم ، فيلسوف كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة ، مثل أبي عثمان الدمشقي ، وإسحاق وثابت وغيرهم وكانت المعتزلة تدّعيه ، والشيعة تدّعيه ولكنّه إلى حيّز الشيعة ما هو ( كذا ) لأنّ آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده عليهم‌السلام في الظاهر ، فلذلك ذكرناه في هذا الموضع ... وله مصنفات وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها ثمّ ذكر فهرس كتبه ولم يذكر إلاّ القليل من الكثير (١).

إنّ بيت نوبخت من أرفع البيوتات الشيعية خرج منه فلاسفة كبار ، متكلّمون عظام ، وقد آثرنا الاقتصار ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الكتب المؤلّفة حول هذا البيت.

هؤلاء أعلام الشيعة ومتكلّموهم في القرون الأربعة فهم الذين ذادوا عن حياض الإسلام والتشيّع ببيانهم وبنانهم أتينا بأسمائهم في المقام ليكونوا كنموذج لما لم نذكره أو لم يحتفل بذكرهم التاريخ فإنّ الإستقصاء يخرجنا إلى تأليف منفرد.

ونختم هذا الفصل بمتكلّم فحل وبارع لا يسمع الدهر بمثله إلاّ في فترات يسيرة أعني اُستاذ الشيعة وشيخ الاُمة الشيخ المفيد ( ٣٣٦ ـ ٤١٤ ) الذي أنطق علمه وفضله وورعه وتقاه ، لسان كل موافق ومخالف وإليك نموذج ممّا ذكره أصحاب التذكرة وعلماء الرجال في كتبهم على وجه الإيجاز ونركّز على كلمات أهل السنّة ونذكر القليل من كلمات الشيعة في حقه.

١ ـ هذا هو ابن النديم ( ت ٣٨٨ ) معاصره ويعرّفه في الفهرست بقوله :

« ابن المعلم ، أبو عبداللّه ، في عصرنا انتهت رياسة متكلّمي الشيعة إليه ، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطرة ، شاهدته

__________________

١ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٥ ـ ٢٦٦ الفن الثاني من المقالة الخامسة.

٥٩٣

فرأيته بارعا ... (١)

والمعروف انّه ألّف الفهرست عام ٣٧٧ ، وتوفّي حوالي ٣٨٨ ، وعلى ضوء هذا فالمفيد انتهت إليه رياسة متكلّمي الشيعة وله من العمر ما لا يجاوز الخمسين.

٢ ـ وقال الحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت ٤٦٣ ) :

أبو عبداللّه المعروف بابن المعلم ، شيخ الرافضة ، والمتعلم على مذهبهم ، صنّف كتباً كثيرة في ضلالاتهم والذب عن اعتقاداتهم (٢).

٣ ـ وقال عبدالرحمان ابن الجوزي ( ت ٥٩٧ ) :

شيخ الإمامية وعالمها ، صنّف على مذهبه ، ومن أصحابه المرتضى ، كان لابن المعلم مجلس نظر بداره ، بدرب رياح ، يحضره كافة العلماء ، له منزلة عند اُمراء الأطراف ، لميلهم إلى مذهبه (٣).

٤ ـ وقال أبو السعادات عبداللّه بن أسعد اليافعي ( ت ٧٦٨ ) :

وفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة توفّي عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة شيخهم المعروف بالمفيد ، وابن المعلم أيضاً ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية. قال ابن أبي طي : وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس ، وقال غيره : كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد ، وكان شيخاً ربعة نحيفاً أسمر ، عاش ستاً وسبعين سنة ، وله أكثر من مائتي مصنّف ، وكانت جنازته مشهورة وشيّعه ثمانون الفاً من الرافضة والشيعة (٤).

__________________

١ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٦ في فصل أخبار متكلّمي الشيعة.

٢ ـ الخطيب البغدادي : ٣ / ٣٣١ برقم ١٧٩٩.

٣ ـ ابن الجوزي : المنتظم ١٥ / ١٥٧.

٤ ـ اليافعي : مرآة الجنان ٣ / ٢٨ طبع الهند.

٥٩٤

٥ ـ ووصفه أبوالفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي ( ت ٧٧٤ ) بقوله :

شيخ الإمامية الروافض ، والمصنّف لهم ، والمحامي عن حوزتهم ، وكان يحضر ملجسه خلق كثير من العلماء وسائر الطوائف (١).

٦ ـ وقال الذهبي ( ت ٧٤٨ ) :

محمّد بن محمّد بن النعمان ، الشيخ المفيد ، عالم الرافضة ، أبو عبداللّه ابن المعلم ، صاحب التصانيف البدعية ، وهي مائتا مصنف (٢).

عالم الشيعة ، وإمام الرافضة وصاحب التصانيف الكثيرة ، قال ابن ابي طي في تاريخه ـ تاريخ الإمامية ـ : هو شيخ مشايخ الطائفة ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية (٣).

٧ ـ قال ابن حجر ( ت ٨٥٢ ) بعد نقل ما ذكره الذهبي :

وكان كثير التعقيب والتخشّع والاكباب على العلم ، تخرج به جماعة ، وبرع في المقالة الإمامية حتّى يقال : له على كل إمام منّة ، وكان أبوه معلماً بواسط وما كان المفيد ينام من الليل إلاّ هجعة ثمّ يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن (٤).

٨ ـ وقال ابن العماد الحنبلي : ( ت ١٠٨٩ ) :

« وفيها توفّي المفيد ، ابن المعلم ، عالم الشيعة ، إمام الرافضة ، وصاحب التصانيف الكثيرة ، قال ابن أبي طي في تاريخ الإمامية : هو شيخ مشايخ الطائفة ولسان

__________________

١ ـ ابن كثير : البداية والنهاية ١١ / ١٥.

٢ ـ الذهبي : ميزان الاعتدال ٤ / ٣٠.

٣ ـ الذهبي : العبر ٢ / ٢٢٥.

٤ ـ ابن حجر : لسان الميزان ٥ / ٣٦٨ برقم ١١٩٦.

٥٩٥

الإمامية ، رئيس الكلام ، والفقه والجدل وكان يناظر اهل كل عقيدة مع الجلاله والعظمة في الدولة البويهية » (١).

هذا بالنسبة للسنّة ، وأمّا الشيعة فنقتصر على كلام تلميذيه : الطوسي والنجاشي ونترك الباقي لمترجمي حياته.

١ ـ يقول الشيخ الطوسي ( ٣٨٥ ـ ٤٦٠ ) في الفهرست :

المفيد يكنّى أبا عبداللّه المعروف بابن المعلم ، من جملة متكلّمي الإمامية ، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته ، وكان مقدّماً في العلم ، وصناعة الكلام ، وكان فقيهاً متقدماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار وفهرست كتبه معروف ، ولد سنة ٣٣٨ وتوفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ٤١٣ ، وكان يوم وفاته يوماً لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق (٢).

٢ ـ ويقول تلميذه الآخر ، النجاشي ( ٣٧٢ ـ ٤٥٠ ) :

شيخنا واُستاذنا ـ رضي اللّه عنه ـ فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والوثاقة والعلم ثمّ ذكر تصانيفه (٣).

وهذه الكلم تعرّفنا منزلته الرفيعة وانّه لم يكن يومذاك للشيعة متكلّم أكبر منه ، وكفى في ذلك انّه تخرّج على يديه لفيف من متكلّمي الشيعة نظير : السيد المرتضى ( ٣٥٥ ـ ٤٣٦ ) والشيخ الطوسي ( ٣٨٥ ـ ٤٦٠ ) وهما كوكبان في سماء الكلام ، وحاميان عظيمان عن حياض التشيع ، ببيانهم وبنانهم.

__________________

١ ـ ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب ٣ / ١٩٩ وفيه مكان الطائفة : الصوفية. وهو لحن.

٢ ـ الشيخ الطوسي : الفهرست برقم ٧١٠.

٣ ـ النجاشي : الرجال ٢ / ٣٢٧ برقم ١٠٦٨.

٥٩٦

ولنكتف في سرد أسماء أئمة الكلام بهذا المقدار ولنترك الباقي من القرن الخامس إلى عصرنا هذا غير انّه يطيب لي أن اشير إلى بعض أساتذة الفلسفة منهم.

مشاهير أئمّة الفلسفة بعد القرن الرابع :

١ ـ إذا كان الشيخ المفيد أكبر متكلّم للشيعة ظهر في العراق ، فإنّ الشيخ الرئيس ابن سينا ( ٣٨٠ ـ ٤٢٤ ) أكبر فيلسوف اسلامي شيعي ظهر في المشرق ، وهو من الذين دفعوا عجلة الفكر والعلم إلى الأمام في خطوات كثيرة وقد طار صيته شرقاً وغرباً ، وكتبت عنه دراسات ضافية من المسلمين والمستشرقين ونحن في غنى عن افاضة القول في ترجمة حياته ، وآثاره التي خلّفها ، والتلاميذ الذين تربّوا في مدرسته ولكن نشير إلى كتابين من كتبه لأنّهما كوكبان.

الف ـ الشفاء وهو يشتمل على المنطق ، والطبيعيات والإلهيات والرياضيات وقد طبع أخيراً في مصر في أجزاء ، وبالامعان فيما ذكره في مبحث النبوّة يعلم مذهبه قال : والاستخلاف بالنص أصوب فانّ ذلك لا يؤدّي إلى التشعّب والتشاغب والاختلاف (١).

باء ـ الاشارات وهو يشتمل على المنطق والطبيعات والإلهيات وهو من أحسن مؤلّفاته وفيه آراءه النهائية وقد وقع موقع العناية لمن بعده ، فشرحه الامام الرازي ( ٥٤٣ ـ ٦٠٦ ) والمحقق الطوسي ( ٥٩٧ ـ ٦٧٢ ) والشرح الثاني ، كان محور الدراسة في الحوزات العلمية.

٢ ـ نصير الدين الطوسي : الخواجه نصير الدين الطوسي ، سلطان المحققين واُستاذ الحكماء والمتكلمين ( ٥٩٧ ـ ٦٧٢ ) وهو أشهر من أن يذكر ، شارك في

__________________

١ ـ الشفاء قسم الإلهيات ٢ / ٥٦٤ طبع ايران.

٥٩٧

جميع العلوم النظرية فاصبح اُستاذاً محقّقاً مؤسّساً أثنى عليه الموافق والمخالف.

٣ ـ الشيخ كمال الدين : الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ( ٦٣٦ ـ ٦٩٩ ) الفيلسوف المحقّق ، والحكيم المدقّق ، قدوة المتكلمين ، تظهر جلالة شأنه وسطوع برهانه من الامعان في شرحه لنهج البلاغة في أربعة أجزاء وله « قواعد المرام في الكلام » وكلاهما مطبوعان.

٤ ـ العلاّمة الحلّي : شيخ الشيعة جمال الدين المعروف بالعلاّمة الحلّي ( ٦٤٨ ـ ٧٢٨ ) له الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد ، وكشف المراد في الكلام ، وكتبه في المنطق والكلام والفلسفة تنوف على العشرين.

٥ ـ الرازي : قطب الدين الرازي ( ت ٧٦٦ ) ، تلميذ العلاّمة الحلّي واُستاذ الشهيد الأوّل ، له شرح المطالع في المنطق والمحاكمات بين العلمين : الرازي ونصير الدين الطوسي.

إلى غير ذلك من أدمغة كبيرة ظهرت في الحوزات الشيعيّة ، كالفاضل المقداد ( ت ٨٠٨ ) مؤلّف نهج المسترشدين في الكلام ، والشيخ بهاء الدين العاملي ( ٩٥٣ ـ ١٠٣٠ ) ، والسيد محمّد باقر المعروف بالداماد ( ت ١٠٤٠ ) ، وتلميذه المعروف بصدر المتألّهين مؤلّف الأسفار الأربعة ( ٩٧١ ـ ١٠٥٠ ) وغيرهم ممّن يتعسّر علينا احصاء أسمائهم فضلاً عن تحرير تراجمهم.

هذه لمحة عابرة عن مشاركة الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية في مجال العلوم العقلية واقتصر نا على المشاهير منهم إلى أواسط القرن الحادي عشر ، وتركنا أسماء الكثيرين. هذا وقد قام المتتبّع المتضلّع الشيخ عبداللّه نعمة بتأليف كتاب حول فلاسفة الشيعة ومتكلّميهم أسماه « فلاسفة الشيعة » وسدّ بذلك بعض الفراع حيّاه اللّه وبيّاه.

ومن حسن الحظ أنّ ركب التفكير والبرهنة والاستدلال لم يقف ، بل توالت

٥٩٨

إلى عصرنا ، فترى في حقول الكلام والفلسفة شخصيات بارزة ومؤلّفات لا تحصى في الكلام والفلسفة والمنطق ، وقد عاش كثير من هؤلاء في الظروف السياسية الصارخة بالدم والرعب ، وقد صار ذلك سبباً في اختفاء آثارهم وضياعها ، بل وتراكم الأساطير حولها.

وبذلك تقف على قيمة ما ذكره المستشرق آدم متز في حق كلام الشيعة :

« أمّا من حيث العقيدة والمذهب ، فانّ الشيعة هم ورثة المعتزلة ، ولابدّ أن يكون قلّة اعتداد المعتزلة بالأخبار المأثورة ممّا لاءم أغراض الشيعة ولم يكن للشيعة في القرن الرابع مذهب كلامي خاص به » (١).

إنّ الشيعة منذ بكرة أبيهم ، كانوا مقتفين أثر أئمتهم ، ولم يكونوا ورثة المعتزلة ، وانّما أخذت المعتزلة اُصول مذهبهم عن أئمة أهل البيت ، كما أوضحنا حاله في الجزء الثالث من هذه الموسوعة ، والعجب أنّ الشيعة كانت تناظر المعتزلة من عصر الامام الصادق عليه‌السلام إلى عصر المفيد وبعدهم حتّى أنّ الشيخ المفيد وضع كتباً في نقد المعتزلة ، كما وضع قبلهم بعض أئمة المتكلمين من الشيعة ردوداً على المعتزلة ، فكيف يكون الشيعة ورثة للمعتزلة ، نعم وأنّ القائل خلط مسألة الاتّفاق في بعض المسائل بالتبعية والاقتفاء ، فالشيعة والمعتزلة تتفقان في بعض الاُصول ، لا أنّ أحدهما عيال على الآخر.

١٣ ـ قدماء الشيعة والعلوم الكونية :

لم يكن اتّجاه الشيعة مختصّاً بالعلوم العقلية كالكلام والفلسفة والمنطق ،

__________________

١ ـ الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، تعريب محمّد عبدالهادي أبو ريدة ١ / ١٠٦ الطبعة الثالثة.

٥٩٩

بل امتدّ نشاطهم وحركتهم الفكرية إلى العلوم الرياضية ، والكونية ، فتجد هذا النشاط بارزاً في مؤلّفاتهم طيلة القرون ، ونحن نأتي هنا بذكر موجز عن مشاهير علمائهم ومؤلّفاتهم في القرون الاُولى تاركين غيرهم للمعاجم :

١ ـ هشام بن الحكم ( ت ١٩٩ ) له آراء في الاعراض كاللون والطعم والرائحة ، وقد أخذ منه إبراهيم بن سيار النظام ، وحاصل هذا الرأي أنّ الرائحة جزئيات متبخّرة من الأجسام تتأثّر بها الغدد الأنفية وأنّ الأطعمة جزئيات صغيرة تتأثّر بها الحليمات اللسانية (١).

٢ ـ إنّ بيت بني نوبخت بيت شيعي عريق ، فقد قاموا بترجمة الكتب الفارسية إلى العربية وقد خدموا بذلك العلوم الكونية.

قال ابن النديم : آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده ، وقال الأفندي في رياض العلماء : بنو نوبخت طائفة من متكلّمي الإمامية منهم.

الف ـ أبو الفضل بن نوبخت قال ابن النديم : كان في خزانة الحكمة لهارون الرشيد ، وقال ابن القطفي في تاريخ الحكماء : إنّه مذكور مشهور من أئمة المتكلمين وذكر في كتب المتكلمين وكان في زمن هارون الرشيد وولاّه القيام بخزانة كتب الحكمة ، وهو من متكلّمي أواخر القرن الثاني.

ب ـ ولده إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت من متكلمي القرن الثالث.

ج ـ يعقوب بن اسحاق بن أبي سهل بن نوبخت متقدم في الحكمة والكلام والنجوم (٢).

٣ ـ أبو علي أحمد بن محمّد بن يعقوب بن مسكويه ، من أعيان الشيعة

__________________

١ ـ عبداللّه نعمة : فلاسفة الشيعة ٥٦.

٢ ـ العاملي : أعيان الشيعة ١ / ١٣٥.

٦٠٠