ولقد استشهد يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة ٦١ من الهجرة وقيل يوم السبت. أدرك من حياة النبيّ الأكرم ٥ أو ٦ سنوات وعاش مع أبيه ٣٦ سنة. ومع أخيه ٤٦ سنة.
إنّ حياة الامام الحسين من ولادته إلى شهادته حافلة بالحوادث ، والاشارة فضلا عن الاحاطة إلى كل ما يرجع إليه يحتاج إلى تأليف مفرد ، فقد أغنانا في ذلك ما كتبه المؤلّفون حول النصوص الواردة من جدّه وأبيه في حقّه ، وحول علمه ومناظراته ، حول خطبه وكتبه وقصار كلمه ، حول فصاحته وبلاغته ، حول مكارم أخلاقه وكرمه وجوده ، وزهده وعبادته ، ورأفته بالفقراء والمساكين ، حول أصحابه والرواة عنه ، والجيل الذي تربّى على يديه. كل ذلك ألّف حوله رسائل ومؤلّفات وموسوعات.
غير أنّ للحسين عليهالسلام وراء ذلك ، خصيصة اُخرى ، وهي كفاحه وجهاده الرسالي والسياسي الذي عُرِفَ به ، وصار شعاراً له بل مدرسة سياسية دينية ، واُسوة وقدوة مدى أجيال وقرون ، ولم يزل منهجه يُؤثر في ضمير الاُمة ووعيها ويحرّك العقول المتفتّحة ، والقلوب المستنيرة إلى التحرّك والثورة ومواجهة طواغيت الزمان بالعنف والشدّة.
وها نحن نقدم إليك نموذجاً من غرر كلماته في ذلك المجال حتّى تقف على كفاحه وجهاده أمام التيارات الالحادية والانهيار الخلقي.
لمّا توفّي أخوه الحسن في العام الخمسين من الهجرة أوصى إليه بالإمامة فاجتمعت الشيعة حوله ، يرجعون إليه في حلّهم وترحالهم وكان لمعاوية عيون في المدينة يكتبون إليه ما يكون لاُمور الناس مع الحسين عليهالسلام ولقد كتب مروان