قائمة الکتاب
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
البداء في مقام الاثبات
٣٢٧الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
إعدادات
بحوث في الملل والنّحل [ ج ٦ ]
بحوث في الملل والنّحل [ ج ٦ ]
تحمیل
وعلى ضوء هذا البيان نتمكن من فهم ما جاء في فضيلة البداء وأهميته في الروايات مثل ما روى زرارة عن أحدهما ( الباقر أو الصادق عليهماالسلام ) : « ما عبداللّه عزّوجلّ بشيء مثل البداء » (١).
وما عن هشام بن سالم عن أبي عبداللّه : « ما عظّم اللّه عزّوجلّ بمثل البداء » (٢).
إذ لولا الاقرار بالبداء بهذا المعنى ما عرف اللّه حق المعرفة ، ويتجلّى سبحانه في نظر العبد ( بناء على عقيدة بطلان البداء ) أنّه مكتوف الأيدي ، لا يقدر على تغيير ما قدره ، ولا محو ما أثبته.
ومن الروايات في هذا المعنى ما روي عن الصادق أنّه قال :
« لو يعلم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا من الكلام فيه » (٣).
وذلك لأنّ الاعتقاد بالبداء مثل الاعتقاد بتأثير التوبة والشفاعة يوجب رجوع العبد عن التمادي في الغي والضلالة ، والانابة إلى الصلاح والهداية.
البداء في مقام الاثبات :
إذا عرفت ما ذكرنا فاعلم أنّ المراد من البداء في مقام الاثبات هو ، وقوع التغير في بعض مظاهر علمه سبحانه فإنّ لعلمه سبحانه مظاهر ، منها : ما لا يقبل التغيير ومنها ما يقبل ذلك.
أمّا الأوّل : فهو المعبّر عنه بـ « اللوح المحفوظ » تارة وبـ « اُمّ الكتاب » اُخرى قال سبحانه : ( بَلْ هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ * فِى لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) (٤) وقوله تعالى :
__________________
١ ـ البحار ٤ / ١٠٧ باب البداء ، الحديث ١٩ ـ ٢٠.
٢ ـ التوحيد للصدوق باب البداء ، الحديث ٢.
٣ ـ الكافي ١ / ١١٥ ، والتوحيد للصدوق ، باب البداء ، الحديث ٧.
٤ ـ البروج ٢١ ـ ٢٢.