فإذا حكمتم بكفر من يسبّ أحد الصحابة ، فيلزم أن تحكموا بكفر أبي بكر وبنته عائشة ، وكذلك معاوية وأنصاره وتابعيهم ، وإذا لم تحكموا بكفر هؤلاء لسبهم ولعنهم عليّا عليهالسلام فيلزم أن تعمّموا الحكم ولا تكفّروا الشيعة الموالين للعترة الهادية عليهمالسلام لسبّهم بعض الصحابة.
كما أفتى وحكم كثير من فقهائكم وعلمائكم بأنّ السّاب للصحابة غير كافر ولا يجوز قتله وذلك باستناد الخبر الذي رواه أحمد ابن حنبل في مسنده ج ٣ ، والقاضي عياض في كتاب الشفاء ج ٤ الباب الأول ، وابن سعد في كتاب الطبقات ج ٥ / ٢٧٩ أخرج بسنده عن سهيل بن أبي صالح أن عمر بن عبد العزيز قال : لا يقتل أحد في سبّ أحد إلاّ في سبّ نبي.
واستنادا على ما مرّ من الخبر الذي نقلناه عن الحاكم النيسابوري في مستدركه ج ٤ / ٣٥٥ ، وأخرجه أحمد في مسنده ج ١ / ٩ كلاهما عن أبي برزة الأسلمي قال : أغلظ رجل لأبي بكر ، فقال أبو برزة : ألا أضرب عنقه؟ فانتهره ـ أبو بكر ـ وقال : ما هي لأحد بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
احترام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه
وأما قول الحافظ : بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحترم أصحابه ويكرمهم.
فلا ننكر ذلك .. ولكن العلماء أجمعوا على أنّ احترام النبي للناس كان بسبب أعمالهم حتى انه كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يقدّر ويحترم عدل كسرى