قال الشاعر :
بناةُ مكارم وأساة جُرح |
|
دِماؤُهُمْ من الكَلبِ الشفاءُ |
وقال آخر :
أحلامُكُمْ لسِقامِ الجهل شافيةٌ |
|
كَما دِماؤكُمُ تشفي من الكَلَب |
ومن أوهامهم وتخيلاتهم أنهم كانوا يزعمون أن الرجل إذا احب إمرأة واحبّته فشق برقعها وشقّت رداءه صلح حبُهما ودام ، فان لم يفعلا ذلك فَسَد حبُهما ، قال في ذلك احدهم :
وكم شَقَقْنا مِن رداء محبِّرٍ |
|
وَمِنْ بُرقُع عَنْ طَفلة غير عانس |
إذا شُق بُردٌ شُق بالبرد بُرقعٌ |
|
دواليك حتّى كلُّنا غير لابسِ |
نروم بهذا الفعل بُقياً على الهوى |
|
والف الهوى يُغوى بهذي الوساوس |
ومن مذاهبهم الخرافية في معالجة المرضى إذا بثرت شفة الصبي حمل منخلا على رأسه ونادى بين بيوت الحيّ : الحلأ الحلأ ، الطعام الطعام ، فَتُلقي له النساءُ كِسَرَ الخبز ، واقطاع التمر واللحم في المنخل ثم يُلقي ذلك للكلاب فتأكله ، فيبرأ مِنَ المرض فان أكل صبيّ من الصبيان من ذلك الّذي ألقاهُ للكلابِ تمرة أو لقمة أو لحمة بثرت شفته.
فقد رويت عن إمرأة أنها انشدت :
ألا حلأ في شفة مشقوقَه |
|
فقد قضى منخلُنا حقوقَه |
ومن أعاجيبهم أنهم كانوا إذا طالت علة الواحد منهم ، وظنُّوا أنَّ به مسّاً من الجن لانه قَتَلَ حية ، أو يربوعاً ، أو قنفذاً ، عملوا جِمالا من طين وجعلوا عليها جوالق وملاؤها حنطة وشعيراً وتمراً ، وجعلوا تلك الجمال في باب جحر إلى جهة المغرب وقت غروب الشمس وباتوا ليلتهم تلك ، فاذا اصبحوا نظروا إلى تلك