قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله [ ج ١ ]

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله [ ج ١ ]

تحمیل

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله [ ج ١ ]

439/697
*

٢ ـ معارضة الدعوة الإسلامية لشهواتهم :

وكان لهذا العامل الأثر الاكبر في عتو قريش ومعارضتها لدعوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنهم كانوا أصحاب لهو ولعب ، وفسق ومجون ، ومثل هؤلاء الذين أمضوا سنوات عديدة على هذا النحو ، دون ان يقيّدهم شيء من الحدود والقيود ، وجَدوا دعوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تخالف عاداتهم القديمة ، وكان ترك مثل تلك العادة الّتي تتفق معه أهوائهم ورغباتهم النفسيّة أمراً يلازم النصب والعناء والجهد.

٣ ـ الخَوفُ مِن عُقُوبات اليوم الآخر :

إن سماع آيات العذاب الّتي تنذر الفَسقة والظالمين وتوعدهم بالعقوبات الثقيلة ارعب قلوبهم ، وأقلق نفوسهم بشدة.

فعند ما كان رسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتلو الآيات المتعلّقة بيوم القيامة وأوضاعه ، وقضاياه في الاجتماعات والاماكن العامة ، كان يحدث بذلك ضجةً كبرى في أوساطِهِم ، فيهدم مجالس لهوهم ، واُنسهم.

إنّ العربي الّذي كان يسلِّحُ نفسه بكل ما استطاع من سلاح ليدفع عن نفسه أيَ خطر محتمل ، ويعمد إلى ممارسة القرعة ويتعاطى الانصاب والازلام ليحصل على لقمة عيشه ، ويتفأل بالاحجار ، ويتطيّر ويتشاءم بالطيور ويستدلُّ بحالاتها على حوادث وقَعت أو تقعُ ، لم يكن على استعداد لأن يهدأ من دون ان يحصل على ضمان بعدم التعرض لما يخبر عنه « محمَّد » من عذاب وعقاب!!

من هنا كانوا يحاربون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويخالفونه حتّى لا يسمعوا وعده ووعيد.

واليك بعض الآيات الّتي كانت تقلق بشدة نفوس المترفين من قريش : « فَإذَا جَاءت الصّاخَّةُ. يَومَ يفرُّ المرْءُ مِن أخيه. وَاُمِّه وأبيهِ. وَصاحبِتِه وَبَنيِه لِكُلِّ أمرئ مِنْهُمْ يَوْمَئذ شَأَنٌ يُغْنِيه » (١).

__________________

١ ـ عبس : ٣٣ ـ ٣٧.