تفسير القرآن العظيم - ج ١٠

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ١٠

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٢

القرآن وعلومه تفسير القرآن

١
٢

وأعرف به بعد النكرة وأكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة وأجمع به بعد الفرقة وأؤلف به بين امم متفرقة ، وقلوب مختلفة ، وأهواء متشتتة ، وسأنقذ به فئاما من الناس عظيمة من الهلكة ، وأجعل أمته (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) يأمرون بالمعروف وينهون ، عن المنكر موحدين مؤمنين مخلصين مصدقين لما جاءت به رسلي ، ألهمهم التسبيح والتحميد والثناء والتكبير والتوحيد في مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم يصلون لي قياما وقعودا ويقاتلون في سبيل الله صفوفا وزحوفا ، ويخرجون من ديارهم ابتغاء مرضاتي ألوفا يطهرون الوجوه والأطراف ويشدون الثياب في الأنصاف قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم رهبان بالليل ليوث بالنهار ، وأجعل في أهل بيته وذريته السابقين (وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) ، أمته من بعده (يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) أعز من نصرهم وأؤيد من دعا لهم ، وأجعل دائرة السوء على من خالفهم أو بغى عليهم ، أو أراد ان ينتزع شيئا مما في أيديهم أجعلهم ورثة لنبيهم والداعية إلى ربهم (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ ، عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) ويوفون بعهدهم ، أختم بهم الخير الذي بدأته بأولهم ، ذلك فضلي أوتيه من أشاء ، وأنا ذو الفضل العظيم (١).

[١٧٧١٥] حدثنا أبى حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثني عبد الله بن محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن شيبان النحوي أخبرنى قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وقد كان أمر عليا ومعاذا أن يسيرا إلى اليمن فقال : انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا» إنه قد أنزل علي (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٢).

قوله تعالى : (وَدَعْ أَذاهُمْ) آية ٤٨

[١٧٧١٦] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (وَدَعْ أَذاهُمْ) قال : أعرض ، عنهم (٣).

قوله تعالى : (إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) .. آية ٤٩

[١٧٧١٧] عن ابن عباس في قوله : (إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) الآية. قال : هذا في

__________________

(١) ـ (٢) ابن كثير ٦ /. ٤٣.

(٣) الدر ٦ / ٦٢٥.

٣

الرجل. يتزوج المرأة ثم يطلقها من قبل أن يمسها فإذا طلقها واحدة بانت منه لا عدة عليها تتزوج من شاءت ثم قال : (فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) يقول : [أن كان سمى لها صداقا فليس لها إلا النصف ، وإن لم يكن سمى لها صداقا متعها على قدر عسره ويسره وهو السراح الجميل (١).

[١٧٧١٨] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما أنه تلا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) قال : فلا يكون طالق حتى يكون نكاح (٢).

[١٧٧١٩] من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله ، عنهما أنه قال : إذا قال : كل امرأة أزوجها فهي طالق ، أو إن تزوجت فلانة فهي طالق فليس بشيء ، إنما الطلاق لمن يملك من أجل أن الله يقول (إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَ) (٣).

[١٧٧٢٠] حدثنا أحمد بن منصور المروزي حدثنا النضر بن شميل حدثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق سمعت آدم مولى خالد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إذا قال : كل امرأة أتزوجها فهي طالق» قال : ليس بشيء من أجل أن الله تعالي يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَ) الآية (٤).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) آية ٥٠

[١٧٧٢١] عن أم هانئ بنت أبى طالب رضي الله ، عنها قالت : خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرني ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) إلى قوله : (هاجَرْنَ مَعَكَ) قالت : فلم أكن أحل له ، لأني لم أهاجر معه كنت من الطلقاء (٥).

[١٧٧٢٢] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) قال : أزواجه الأول الاتي كن قبل أن تنزل هذه الآية في قوله : (اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) قال : صدقاتهن. (وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) قال : هي الإماء التي أفاء الله عليه (٦).

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٦ / ٦٢٥.

(٤) ـ (٦) الدر ٦ / ٦٢٧ ـ ٦٢٨.

٤

قوله تعالى : (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)

[١٧٧٢٣] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) قال : بغير صداق أحل له ذلك ، ولم يكن ذلك أحل له إلا (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) قال : خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم (١).

[١٧٧٢٤] عن عائشة رضي الله ، عنها قال : التي (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم (٢).

[١٧٧٢٥] عن عروة رضي الله ، عنه : إن خولة بنت حكيم بن الأقوص كانت من اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم (٣).

[١٧٧٢٦] عن محمد بن كعب وعمر بن الحكم وعبد الله بن عبيدة قالوا : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة امرأة. ست من قريش خديجة وعائشة وحفصة وأم حبيبة وسورة ، وأم سلمة ، وثلاث من بني عامر بن صعصعة وامرأتين من بني هلال ، ميمونة بن الحرث ، وهي التي (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) صلى الله عليه وسلم وزينب أم المساكين ، وهي التي اختارت الدنيا وامرأة من بن الحارث وهي التي استعاذت منه ، وزينب بنت جحش والسبيتين صفية بنت حي وجويرية بنت الحارث الخزاعية (٤).

[١٧٧٢٧] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدثني وكيع حدثني موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب وعمر بن الحكم وعبد الله بن عبيدة ، قالوا : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة امرأة ، ست من قريش خديجة وعائشة وحفصة ، وأم حبيبة وسودة ، وأم سلمة وثلاث من بني عامر بن صعصعة وامرأتان من بني هلال بن عامر ميمونة بنت الحارث وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وزينب أم المساكين امرأة من بني أبى بكر بن كلاب من القرطاء وهي التي اختارت الدنيا وامرأة من بني الجون وهي التي استعاذت منه وزينب بنت جحش الأسدية السبيتان صفية بنت حي بن أخطب وجويرية بنت الحارث بن عمرو بن المصطلق الخزاعية (٥).

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٦ / ٦٢٧ ـ ٦٢٨.

(٤) الدر ٦ / ٦٢٩.

(٥) ابن كثير ٦ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦.

٥

[١٧٧٢٨] حدثنا أبي حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدثني ابن أبي الوضاح يعني محمد بن مسلم ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : التي (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم (١).

[١٧٧٢٩] حدثنا علي بن الحسين حدثني محمد بن منصور الجعفي ، ثنا يونس بن بكير ، عن ، عنبسة بن الأزهر ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لم يكن ، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له (٢).

[١٧٧٣٠] عن الزهري وإبراهيم النخعي رضي الله ، عنهما في قوله : (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) قالا : لا تحل الهبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (٣).

[١٧٧٣١] عن عروة رضي الله ، عنه قال : كنا نتحدث أن أم شريك رضي الله ، عنها كانت ممن (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة صالحة (٤).

[١٧٧٣٢] عن عكرمة رضي الله ، عنه في قوله : (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) قال : لا تحل الموهوبة لغيرك : ولو ان امرأة وهبت نفسها لرجل لم تحل له حتى يعطيها شيئا.

[١٧٧٣٣] عن قتادة رضي الله ، عنه في قوله : (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) يقول : ليس لامرأة أن تهب نفسها لرجل بغير ولي ، ولا مهر إلا للنبي صلى الله عليه وسلم كانت خالصة له صلى الله عليه وسلم من دون الناس ، يزعمون انها نزلت في ميمونة بنت الحارث. هي التي (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) صلى الله عليه وسلم (٥).

قوله تعالى (قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ)

[١٧٧٣٤] عن قتادة رضي الله ، عنه في قوله : (قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ) قال : فرض الله ان لا تنكح امرأة إلا بولي وصداق وشهداء ، ولا ينكح الرجل إلا أربعا (٦).

[١٧٧٣٥] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ) قال : لا يجاوز الرجل أربع نسوة (٧).

__________________

(١) ـ (٢) ابن كثير ٦ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦.

(٣) ـ (٤) الدر ٦ / ٦٣٠.

(٥) ـ (٧) الدر ٦ / ٦٣١ ـ ٦٣٤.

٦

قوله تعالى : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) إذا علمن ان ذلك من الله (١).

قوله تعالى : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) ... الآية ٥١

[١٧٧٣٦] عن عائشة قالت : كنت أغار من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول : كيف تهب نفسها؟ فلما أنزل الله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ) قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك (٢).

[١٧٧٣٧] حدثنا أبو زرعة حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة حدثني عمر بن أبي بكر حدثني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، عن أم سلمة أنها قالت : لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم ، وذلك قول الله عز وجل (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) (٣).

[١٧٧٣٨] عن الشعبي رضي الله ، عنه قال : كن نساء وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ببعضهن وأرجأ بعضهن فلم يقربن حتى توفى ولم ينكحن بعده منهن أم شريك فذلك قوله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ) (٤).

[١٧٧٣٩] عن أبي زيد رضي الله ، عنه قال : هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق من نسائه ، فلما رأين ذلك أتينه فقلن : لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك ، افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت فأنزل الله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) نسوة يقول : تعزل من تشاء فأرجأ منهن وآوى نسوة وكان ممن أرجئ ميمونة. وجويرية ، وأم حبيبة وصفية وسودة. وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء ، وكان ممن آوى عائشة وحفصة. وأم سلمة وزينب. فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء (٥).

__________________

(١) ـ (٢) الدر ٦ / ٦٣١ ـ ٦٣٤.

(٣) ابن كثير ٦ / ٤٣٨.

(٤) ـ (٥) الدر ٦ / ٦٣٥.

٧

[١٧٧٤٠] عن ابن شهاب رضي الله ، عنه في قوله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ) قال : هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه لكي يكون ذلك أقر لأعينهن وأرضى في عيشتهن ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ منهن شيئا ولا عزله بعد ان خيرهن فاخترنه (١).

[١٧٧٤١] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) قال : تعتزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق (وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) قال : رده إليك (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ) أن تؤويه إليك إن شئت (٢).

[١٧٧٤٢] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما (تُرْجِي) قال : تؤخر.

[١٧٧٤٣] عن مجاهد رضي الله ، عنه قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلق ، كان يعتزل (٣).

[١٧٧٤٤] عن عائشة رضي الله ، عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) فقلت لها : ما كنت تقولين؟ قال : كنت أقول له : إن كان ذاك إلي فإني لا أريد أن أوثر عليك أحدا.

قوله تعالى : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) آية ٥٢

[١٧٧٤٥] عن زياد رضي الله ، عنه قال : قلت لأبي رضي الله ، عنه : أرأيت لو أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متن أما يحل له ان يتزوج؟ قال : وما يمنعه من ذلك! قلت : قوله : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) فقال : إنما أحل له ضربا من النساء ووصف له صفة فقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) إلى قوله : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً) ثم قال : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) هذه الصفة (٤).

[١٧٧٤٦] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما قال : «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أصناف النساء ، إلا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ)

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٦ / ٦٣٥.

(٤) الدر / ٦٣٨ ـ ٦٣٩.

٨

فأحل له الفتيات المؤمنات (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) وحرم كل ذات دين إلا الإسلام وقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) إلى قوله : (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) وحرم ما سوى ذلك من أصناف الناس (١).

[١٧٧٤٧] عن مجاهد رضي الله ، عنه (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) يهوديات ولا نصرانيات لا ينبغي أن يكن أمهات المؤمنين (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) قال : هي اليهوديات والنصرانيات لا بأس أن يشتريها (٢).

[١٧٧٤٨] عن أم سلمة رضي الله ، عنها قالت : لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم ، وذلك قول الله : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) (٣).

[١٧٧٤٩] عن أبي ذر رضي الله ، عنه (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) قال : من المشركات إلا ما سبيت فملكته يمينك (٤).

[١٧٧٥٠] عن أبي ذر رضي الله ، عنه (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) قال : من المشركات إلا ما سبيت فملكته يمينك (٥).

قوله تعالى : (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ)

[١٧٧٥١] عن عبد الله بن شداد رضي الله ، عنه في قوله : (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) قال : ذلك لو طلقهن لم يحل له أن يتبدل وقد كان ينكح بعد ما نزلت هذه الآية ما شاء ، قال : ونزلت وتحته تسع نسوة ثم تزوج بعد أم حبيبة رضي الله ، عنها بنت أبى سفيان ، وجويرية بنت الحارث (٦).

[١٧٧٥٢] عن الحسن رضي الله ، عنه في قوله : (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) قال : قصره الله على نسائه التسع اللاتي مات ، عنهن قال علي : فأخبرت علي بن الحسين رضي الله ، عنه ، فقال : لو شاء تزوج غيرهن ولفظ عبد بن حميد فقال : بل كان له أيضا أن يتزوج غيرهن (٧).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ) ... آية ٥٣

[١٧٧٥٣] عن أنس رضي الله ، عنه قال : لما تزوج رسول الله صلى الله عليه

__________________

(١) ـ (٧) الدر ٦ / ٦٣٨ ـ ٦٣٩.

٩

وسلم زينب بنت جحش رضي اله ، عنها دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون ، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقولوا فلما رأى ذلك قام ، فلما قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل ، فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد انطلقوا ، فجاء حتى دخل ، فذهبت ادخل ، فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ) .... (١).

[١٧٧٥٤] عن أنس رضي الله ، عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها ، فإذا ، عندها قوم ، فانطلق فقضى حاجته فرجع وقد خرجوا فدخل وقد أرخى بيني وبينه سترا فذكرته لأبي طلحة فقال : لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شيء فنزلت آية الحجاب (٢).

[١٧٧٥٥] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما قال : «دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس فقام النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كي يتبعه ويقوم ، فلم يفعل ، فدخل عمر رضي الله ، عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى الرجل المقعد فقال : لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ففطن الرجل فقام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قمت مرارا كي يتبعني فلم يفعل ، فقال عمر رضي الله ، عنه : لو اتخذت حجابا ، فإن نساءك لسن كسائر النساء ، وهو أطهر لقلوبهن. فأنزل الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ) ... فأرسل إلى عمر رضي الله عنه فأخبره بذلك» (٣).

[١٧٧٥٦] حدثنا ابى ، حدثني ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن مسعر ، ، عن موسى بن أبي كثير ، عن مجاهد ، عن عائشة قالت : كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حسيا في قعب فمر عمر فدعاه فأصابت إصبعه إصبعي فقال : حس أو : أوه لو أطاع فيكن ما رأتك عين فنزل الحجاب (٤).

قوله تعالى : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) و (لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ)

[١٧٧٥٧] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) قال : غير متحينين نضجه (وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) بعد أن تأكلوا (٥).

[١٧٧٥٨] عن الضحاك رضي الله ، عنه في قوله : (إِناهُ) قال : نضجه (٦).

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٦ / ٦٤٢.

(٤) ابن كثير ٦ / ٤٤٥.

(٥) ـ (٦) الدر ٦ / ٦٤٢.

١٠

[١٧٧٥٩] حدثنا أبى ، ثنا أبو المظفر حدثنا جعفر بن سليمان ، عن الجعد أبى عثمان اليشكري ، عن أنس بن مالك قال : أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض نسائه فصنعت أم سليم حيسا ثم وضعته في تور فقالت : اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقرئه مني السلام ، وأخبره أن هذا منا له قليل قال أنس : والناس يومئذ في جهد فجئت به فقلت : يا رسول الله ، بعث بهذا أم سليم إليك وهي تقرئك السلام وتقول : «أخبره أن هذا منا له قليل» فنظر إليه ثم قال : ضعه فوضعته في ناحية البيت ، ثم قال : اذهب فادع لي فلانا وفلانا فسمى رجالا كثيرا ، وقال : ومن لقيت من المسلمين. فدعوت من قال لي ، ومن لقيت من المسلمين ، فجئت والبت والصفة والحجرة ملأى من الناس فقلت : يا أبا عثمان كم ، كانوا؟ فقال كانوا زهاء ثلاثمائة قال أنس فقال لي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : جئ به. فجئت به إليه فوضع يده عليه ، ودعا وقال : ما شاء الله ثم قال : ليتحلق عشرة عشرة وليسموا وليأكل كل إنسان مما يليه فجعلوا يسمون ويأكلون حتى أكلوا كلهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفعه قال : فأخذت التور فما أدري أهو حين وضعت أكثر أم حين أخذت؟ قال : وتخلف رجال يتحدثون في بيت رسول الله وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دخل بها معهم موليه وجهها إلى الحائط فأطالوا الحديث فشقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أشد الناس حياء ولو أعلموا كان ذلك عليهم عزيزا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فسلم على حجره وعلى نسائه ، فلما رأوه قد جاء ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ، ابتدروا بالباب فخرجوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل البيت وانا في الحجرة فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته يسيرا وأنزل الله عليه القرآن فخرج وهو يقرأ هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ ، وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا ، فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا) إلى قوله : (بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) قال أنس : فقرأهن على قبل الناس ، فأنا أحدث الناس بهن عهدا (١).

[١٧٧٦٠] عن سليمان بن أرقم رضي الله ، عنه في قوله : (وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) قال : نزلت في الثقلاء (٢).

__________________

(١) ابن كثير ٦ / ٤٤٥.

(٢) الدر ٦ / ٦٤٢.

١١

قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً)

[١٧٧٦١] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً) قال : أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عليهن الحجاب.

[١٧٧٦٢] عن السدى رضي الله ، عنه في قوله : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً) قال : حاجة (١).

قوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) ...

[١٧٧٦٣] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما في قوله : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) ... قال : نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده ، قال سفيان : ذكروا أنها عائشة رضي الله ، عنها (٢).

[١٧٧٦٤] عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال : بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول : إن توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده ، فكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) ... (٣).

[١٧٧٦٥] عن السدى رضي الله ، عنه قال : بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال : أيحجبنا محمد ، عن بنات عمنا ، ويتزوج نساءنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده. فنزلت هذه الآية (٤).

[١٧٧٦٦] حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن أبي حماد حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) قال : نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، قال رجل لسفيان : أهي عائشة؟ قال : قد ذكروا ذاك (٥).

قوله تعالى : (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَ) آية ٥٥

[١٧٧٦٧] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَ) ومن ذكر معهن أن يروهن يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (٦).

__________________

(١) ـ (٤) الدر ٦ / ٦٥٦.

(٥) ابن كثير ٦ / ٤٤٥.

(٦) الدر ٦ / ٦٥٦.

١٢

[١٧٧٦٨] عن ابى العالية رضي الله ، عنه قال : صلاة الله عليه : ، ثناؤه عليه ، عند الملائكة ، وصلاة الملائكة عليه : الدعاء له (١).

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) آية ٥٦

[١٧٧٦٩] عن كعب بن عجرة رضي الله ، عنه قال : لما نزلت (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال : «قولوا : اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد» (٢).

[١٧٧٧٠] حدثنا عمرو الأودي حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة قال الأعمش ، عن عطاء بن أبي رباح : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) قال : صلاته تبارك وتعالى سبوح قدوس ، سبقت رحمتي غضبي (٣).

[١٧٧٧١] حدثنا علي بن الحسين حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثني أبى عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر يعني ابن المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن بنى إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام : هل يصلي ربك؟ فناداه ربه : يا موسى ، سألوك «هل يصلي ربك؟ فقل : نعم ، إنما أصلي أنا وملائكتي على أنبيائى ورسلي. فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٤).

[١٧٧٧٢] حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا هشيم بن هشيم بن بشير ، عن يزيد بن أبي زياد حدثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) قال : قلنا : يا رسول الله قد علمنا السلام فكيف الصلاة عليك ، قال : «قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت

__________________

(١) الدر ٦ / ٦٥٦

(٢) الدر ٦ / ٦٥٧.

(٣) ـ (٤) ابن كثير ٦ / ٤٤٧.

١٣

على إبراهيم وعلى إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول : وعلينا معهم (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)

[١٧٧٧٣] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) الآية قال : نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حي رضي الله ، عنها (٢).

[١٧٧٧٤] عن قتادة رضي الله ، عنه في الآية قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما يروي ، عن ربه عز وجل : «شتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني فأما شتمه إياي فقوله : (اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) وأنا الأحد الصمد وأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، قال قتادة : ان كعبا رضي الله ، عنه كان يقول : يخرج يوم القيامة ، عنق من النار ، فيقول : يا أيها الناس إني وكلت منكم بثلاث ، بكل عزيز كريم وبكل جبار ، عنيد ، وبمن دعا (مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فتدخل النار فتخرج ، عنق أخرى فتقول : يا أيها الناس إني وكلت منكم بثلاثة بمن كذب الله ، وكذب على الله وآذى الله ، فأما من كذب الله ، فمن زعم أن الله لا يبعثه بعد الموت وأما من كذب على الله ، فمن زعم أن الله يتخذ ولدا ، وأما من أذى الله : فالذين يصورون ولاي يحيون فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فتدخل النار» (٣).

[١٧٧٧٥] عن عكرمة رضي الله ، عنه في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) قال : اصحاب التصاوير (٤).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) آية ٥٨

[١٧٧٧٦] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) قال : يقعون (بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) يقول : بغير ما علموا (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً) قال : إثما (٥).

__________________

(١) ابن كثير ٦ / ٤٤٩.

(٢) ـ (٥) الدر ٦ / ٦٥٧.

١٤

[١٧٧٧٧] عن مجاهد رضي الله ، عنه في الآية قال : يلقى الجرب على أهل النار فيحكون حتى تبدو العظام فيقولون : ربنا بم أصابنا هذا؟ فيقال : بأذاكم المسلمين (١).

[١٧٧٧٨] حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام ، عن عمار بن أنس ، عن ابن أبى مليكة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أي الربا أربى عند الله؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : اربى الربا ، عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ، ثم قرأ (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (٢).

[١٧٧٧٩] عن قتادة رضي الله ، عنه في الآية قال : إياكم وأذى المؤمنين فإن الله يحوطهم ويغضب لهم وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم فأفزعه ذلك حتى ذهب إلى أبى بن كعب رضي الله ، عنه فدخل عليه فقال : يا أبا المنذر ، إني قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت مني كل موقع (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) والله إني لأعاقبهم وأضربهم فقال له : إنك لست منهم ، إنما أنت معلم (٣).

[١٧٧٨٠] عن عائشة رضي الله ، عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «أي الربا أربى ، عند الله؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : أربى الربا ، عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ، ثم قرأ (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) (٤).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) آية ٥٩

[١٧٧٨١] عن عائشة رضي الله ، عنها قالت : خرجت سودة رضي الله ، عنها بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفي على من يعرفها ، فرآها عمر رضي الله ، عنه قال : يا سودة ، إنك والله ما تخفين علينا ، فانظري كيف تخرجين فانكفأت راجعة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، وإنه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت وقالت : يا رسول الله ، إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر رضي

__________________

(١) الدر ٦ / ٦٦٤.

(٢) ابن كثير ٦ /. ٤٧.

(٣) ـ (٤) الدر ٦ / ٦٦٤.

١٥

الله ، عنه : كذا ... وكذا فأوحى إليه ثم رفع ، عنه وإن العرق في يده فقال : انه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن.

[١٧٧٨٢] عن أبي مالك قال : كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن ، وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا : انما نفعله بالإماء فنزلت هذه الآية (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) فأمر بذلك حتى عرفوا من الإماء (١).

[١٧٧٨٣] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما في هذه الآية قال : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، يبدين عينا واحدة (٢).

[١٧٧٨٤] عن أم سلمة رضي الله ، عنها قالت : لما نزلت هذه الآية (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها (٣).

[١٧٧٨٥] أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر ، عن ابن خثيم ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن اكسية سود يلبسنها (٤).

[١٧٧٨٦] حدثنا أبى حدثنا أبو صالح حدثني الليث ، حدثنا يونس بن يزيد قال : وسألناه يعني الزهري هل على الوليدة خمار متزوجة أو غير متزوجة؟ قال : عليها الخمار إن كانت متزوجة ، وتنهى عن الجلباب ، لأنه يكره لهن أن يتشبهن بالحرائر إلا محصنات : وقد قال الله تعالى (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) (٥).

[١٧٧٨٧] عن محمد بن سيرين رضي الله ، عنه قال : سألت عبيدة رضي الله ،

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٦ /. ٦٦.

(٤) ـ (٥) ابن كثير ٦ / ٤٧١.

١٦

عنه ، عن هذه الآية (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها ، وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه والأيسر مما يلي العين.

[١٧٧٨٨] عن السدى رضي الله ، عنه في الآية قال : كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام ، يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء ، وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق ، فيقضين حاجتهن ، فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن ، فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا : هذه حرة فكفوا ، عنها ، وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا : هذه أمة فوثبوا عليها (١).

[١٧٧٨٩] عن سعيد بن جبير رضي الله ، عنه في قوله : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) قال : يسدلن عليهن من جلابيبهن وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا أن يكون عليها القناع فوق الخمار ، وقد شدت به رأسها ونحرها (٢).

[١٧٧٩٠] عن عكرمة رضي الله ، عنه في الآية : تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها (٣).

[١٧٧٩١] عن محمد بن سيرين رضي الله ، عنه قال : سألت عبيدا السماني رضي الله ، عنه ، عن قول الله : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه وأخرج احدى عينيه (٤).

قوله تعالى : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ... الآية ٦٠

[١٧٧٩٢] عن قتادة رضي الله ، عنه في الآية قال «الإرجاف» الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق ويقولون : قد أتاكم عدد وعدة وذكر لنا : إن المنافقين أرادوا أن يظهروا ما في قلوبهم من النفاق فأوعدهم الله بهذه الآية (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ... إلى قوله : (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) أي لنحملنك عليهم ، ولنحرشنك بهم ، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه (ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلاً) أي بالمدينة (مَلْعُونِينَ) قال : على كل حال (أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً)

__________________

(١) ـ (٤) الدر ٦ / ٦٦٢.

١٧

قال : إذا هم أظهروا النفاق (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) يقول : هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق (١).

[١٧٧٩٣] عن مالك بن دينار رضي الله ، عنه قال : سألت عكرمة رضي الله ، عنه ، عن قول الله : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قال : أصحاب الفواحش.

[١٧٧٩٤] عن عطاء رضي الله ، عنه في قوله : (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قال : أصحاب الفواحش (٢).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)

[١٧٧٩٥] عطاء رضي الله ، عنه في قوله : (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قال : كانوا مؤمنين ، وكان في أنفسهم أن يزنوا (٣).

[١٧٧٩٦] عن السدى رضي الله ، عنه في قوله : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ) قال : كان النفاق على ثلاثة وجوه. نفاق مثل نفاق عبد الله بن نبتل ، ومالك بن داعس ، فكان هؤلاء وجوها من وجوه الأنصار ، فكانوا يستحبون أن يأتوا الزنا يصونون بذلك أنفسهم (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قال : الزنا إن وجدوه عملوه ، وإن لم يجدوه لم يبتغوه. ونفاق يكابرون النساء مكابرة ، وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) يقول : لنعلمنك بهم ، ثم قال : (مَلْعُونِينَ) ثم فصله في الآية (أَيْنَما ثُقِفُوا) يعملون هذا العمل مكابرة النساء (أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) قال السدى رضي الله ، عنه ، هذا حكم في القرآن ليس يعمل به. لو أن رجلا أو أكثر من ذلك اقتصوا أثر امرأة فغلبوها على نفسها ، ففجروا بها كان الحكم فيهم غير الجلد والرجم أن يؤخذوا فتضرب أعناقهم (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) كذلك كان يفعل بمن مضى من الأمم (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) قال : فمن كابر امرأة على نفسها فغلبها فقتل ، فليس على قاتله دية ، لأنه مكابر (٤).

[١٧٧٩٧] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما في قوله : (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) قال : لنسلطنك عليهم (٥).

__________________

(١) ـ (٥) الدر ٦ / ٦٦٢ ـ ٦٦٣.

١٨

قوله تعالى : (وَما يُدْرِيكَ) آية ٦٣

[١٧٧٩٨] عن سفيان بن عيينة رضي الله ، عنه قال : كل شيء في القرآن (وَما يُدْرِيكَ) فلم يخبره به ، وما كان «(ما أَدْراكَ) فقد أخبره (١).

قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا) آية ٦٧

[١٧٧٩٩] عن قتادة رضي الله ، عنه في قوله : (رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا) اي رؤسنا في الشر والشرك (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ) يعني بذلك جهنم (٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ) آية ٦٩

[١٧٨٠٠] عن أبى هريرة رضي الله ، عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من أذاه من بني إسرائيل وقالوا ما يستتر هذا الستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما ادرة وإما آفة وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا وإن موسى عليه السلام خلا يوما وحده فوضع ثيابه على حجر ، ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عليه السلام عصاه وطلب الحجر فجعل يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر! حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون ، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فو الله ان بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا) (٣).

[١٧٨٠١] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما ، عن علي بن أبي طالب رضي الله ، عنه في قوله : (لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) قال : صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون عليه السلام ، فقالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام : أنت قتلته كان أشد حبا لنا منك وألين فآذوه من ذلك ، فأمر الله الملائكة عليهم السلام فحملته فمروا به على مجالس بني إسرائيل وتكلمت الملائكة عليهم السلام بموته فبرأه الله من ذلك ، فانطلقوا به فدفنوه ، ولم يعرف قبره إلا الرخم وإن الله جعله أصم أبكم.

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٦ / ٦٦٤ ـ ٦٦٥.

١٩

[١٧٨٠٢] حدثنا أبي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد بن العوام ، عن سفيان بن حسين حدثنا الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن علي بن أبي طالب رضي الله ، عنهم في قوله : (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا) قال : صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون عليه السلام فقال بنوا إسرائيل لموسى عليه السلام : أنت قتلته ، كان ألين لنا منك وأشد حياء فآذوه من ذلك ، فأمر الله الملائكة فحملته فمروا به على مجالس بني إسرائيل فتكلمت بموته فما عرف موضع قبره إلا الرخم وإن الله جعله أصم أبكم (١).

[١٧٨٠٣] عن ابن مسعود رضي الله ، عنه قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقال رجل : إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فاحمر وجهه ، ثم قال : «رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (٢).

قوله تعالى : (وَكانَ ، عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً)

[١٧٨٠٤] عن الحسن رضي الله ، عنه في قوله : (وَكانَ ، عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) قال : مستجاب الدعوة (٣).

[١٧٨٠٥] عن سنان عمن حدثه في قوله : (وَكانَ ، عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) قال : ما سأل موسى عليه السلام ربه شيئا قط إلا أعطاه إياه إلا النظر (٤).

[١٧٨٠٦] عن أبى موسى الأشعري رضي الله ، عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ، ثم قال «على مكانكم اثبتوا ، ثم أتى الرجال فقال : أن الله أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وان تقولوا (قَوْلاً سَدِيداً) ثم أتى النساء فقال : إن الله امرني ان آمركن ان تتقين الله وان تقلن (قَوْلاً سَدِيداً)» (٥).

[١٧٨٠٧] عن قتادة رضي الله ، عنه في قوله : (قَوْلاً سَدِيداً) قال : عدلا (٦).

[١٧٨٠٨] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (قَوْلاً سَدِيداً) قال : سدادا (٧).

[١٧٨٠٩] عن عكرمة رضي الله ، عنه في قوله : (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) قال : قولوا : لا إله إلا الله (٨).

__________________

(١) ابن كثير ٦ / ٤٧٤.

(٢) ـ (٥) الدر ٦ / ٦٦٧.

(٦) ـ (٨) الدر ٦ / ٦٦٩.

٢٠