حديث الدار

السيّد علي الحسيني الميلاني

حديث الدار

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-251-2
الصفحات: ٣٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١

٢

دليل الكتاب :

مقدّمة المركز .................................................................. ٥

تمهيد ......................................................................... ٧

نصّ حديث الدار .............................................................. ٩

رواة حديث الدار ............................................................ ١٣

دلالة حديث الدار على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ................................. ٢٣

الخصوصية الأولى ............................................................. ٢٣

الخصوصية الثانية ............................................................. ٢٤

الخصوصية الثالثة ............................................................. ٢٤

مع علماء أهل السنة في حديث الدار ........................................... ٢٧

مع الفضل ابن روزبهان ........................................................ ٢٧

مع ابن تيمية ................................................................. ٢٩

تحريف الحديث .............................................................. ٣٠

مع الندوي ................................................................... ٣٢

٣

مع هيكل .................................................................... ٣٣

مع البوطي ................................................................... ٣٤

خاتمة المطاف ................................................................. ٣٥

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز :

لا يخفى أنّنا لا زلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والافهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمنا الرفيعة ، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطوّر التقني الحديث.

وانطلاقاً من ذلك ، فقد بادر مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ إلى اتّخاذ منهج ينتظم على عدّة محاور بهدف طرح الفكر الإسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن.

ومن هذه المحاور : عقد الندوات العقائديّة المختصّة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين ، التي تقوم نوعاً على الموضوعات الهامّة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد

٥

والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول على أفضل النتائج.

ولأجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الإنترنت العالمية صوتاً وكتابةً.

كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم.

وأخيراً ، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان « سلسلة الندوات العقائدية » بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنيّة اللازمة عليها.

وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها.

سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله.

مركز الأبحاث العقائدية

فارس الحسّون

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

تعرضنا في البحوث السابقة إلى بعض آيات من القرآن الكريم يستدلّ بها على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكانت الآيات المذكورة دالة على عصمته ، أو على ولايته ، أو على أفضليّته عليه‌السلام من غيره ، فكانت دالة على إمامة أمير المؤمنين بالوجوه المختلفة.

ننتقل الآن إلى الحديث والبحث عن عدّة من الأحاديث المستدل بها على إمامة أمير المؤمنين ، فإنّ الأحاديث الواردة في كتب أهل السنّة الدالّة على إمامة أمير المؤمنين كثيرة لا تحصى ، وهي أيضاً تنقسم إلى أقسام :

٧

منها : ما هو نصّ في إمامته وخلافته.

ومنها : ما يدلّ على أفضليّته بعد رسول الله.

ومنها : ما يدلّ على أولويّته وولايته.

ومنها : ما يدلّ على العصمة.

٨

نصّ حديث الدار

موضوع بحثنا في هذه الليلة حديث الإنذار أو حديث الدار.

لمّا نزل قوله تعالى ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (١) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجال عشيرته ، ودعاهم إلى الإسلام ، وهذا الخبر وارد في كتب التاريخ ، في كتب السيرة ، في كتب التفسير ، وفي الحديث أيضاً.

قبل كلّ شيء ، أقرأ لكم نصّ الحديث عن تفسير البغوي المتوفى سنة ٥١٠ ه‍ ، يقول البغوي :

روى محمّد بن إسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن عبد الله بن عباس ، عن علي بن أبي طالب قال :

__________________

(١) سورة الشعراء : ٢١٤.

٩

لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا علي ، إنّ الله يأمرني أن أُنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أنّي متى أُباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمتُّ عليها ، حتّى جاءني جبرئيل فقال لي : يا محمّد إلاّ تفعل ما تؤمر يعذّبك ربّك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رِجل شاة ، واملا لنا عسّاً من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطّلب حتّى أُبلّغهم ما أُمرت به.

ففعلت ما أمرني به ، ثمّ دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلاً ، يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب.

فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته ، فجئتهم به ، فلمّا وضعته ، تناول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جذبة من اللحم ، فشقّها بأسنانه ، ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة ، ثمّ قال : خذوا باسم الله ، فأكل القوم حتّى ما لهم بشيء حاجة ، وأيم الله أنْ كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم.

ثمّ قال : إسقِ القوم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا جميعاً ، وأيم الله أنْ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.

فلمّا أراد رسول الله أن يكلّمهم بدره أبو لهب فقال : سحركم

١٠

صاحبكم ، فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فقال في الغد : يا علي ، إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرّق القوم قبل أنْ أُكلّمهم ، فأعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثمّ اجمعهم ، ففعلت ثمّ جمعت ، فدعاني بالطعام فقرّبته ، ففعل كما فعل بالامس ، فأكلوا وشربوا ، ثمّ تكلّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :

يا بني عبد المطّلب ، إنّي قد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أنْ أدعوكم إليه ، فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟

فأحجم القوم عنها جميعاً.

فقلت وأنا أحدثهم سنّاً : يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه.

قال : فأخذ برقبتي وقال : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا.

فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أنْ تسمع لعلي وتطيع (١).

__________________

(١) معالم التنزيل ٤ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ـ طبعة دار الفكر ـ بيروت ـ ١٤٠٥ ه‍.

١١
١٢

رواة حديث الدار

هذا الخبر يرويه محمّد بن إسحاق مسنداً عن ابن عباس ، وهو موجود في كتاب كنز العمال مع فرق سأذكره فيما بعد.

يرويه صاحب كنز العمال عن :

١ ـ ابن إسحاق.

٢ ـ ابن جرير الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ.

٣ ـ ابن أبي حاتم الرازي ، صاحب التفسير المعروف.

٤ ـ ابن مردويه.

٥ ـ أبي نعيم الإصفهاني الحافظ.

٦ ـ البيهقي (١).

__________________

(١) كنز العمال ١٣ / ١٣١ رقم ٣٦٤١٩ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤٠٥ ه‍ ، تفسير الطبري ١٩ / ٧٤ ـ دار المعرفة ـ بيروت ، السنن الكبرى ٩ / ٧ ـ دار المعرفة ـ بيروت ،

١٣

فرواة هذا الحديث أئمّةٌ أعلام من أهل السنّة ، منهم :

محمّد بن إسحاق صاحب السيرة ، المتوفى سنة ١٥٢ ه‍ (١).

محمّد بن إسحاق يروي هذا الخبر عن عبد الغفار بن القاسم ، وهو أبو مريم الأنصاري ، وهو شيخ من شيوخ شعبة بن الحجاج الذي يلقّبونه بأمير المؤمنين في الحديث ، ويقولون بترجمته إنّه لا يروي إلاّ عن ثقة ، وشعبة بن الحجاج كان يثني على عبد الغفار بن القاسم الذي هو شيخه ، لكن المتأخرين من الرجاليين يقدحون في عبد الغفار ، لأنّه كان يذكر بلايا عثمان ، أي كان يتكلّم في عثمان ، أو يروي بعض مطاعنه ، ولذا نرى في ميزان الإعتدال عندما يذكره الذهبي يقول : رافضي.

فإذا عرفنا وجه تضعيف هذا الرجل وهو التشيع ، أو نقل بعض قضايا عثمان ، إذا عرفنا هذا السبب للجرح ، فقد نصّ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري في شرح البخاري على أنّ التشيع بل الرفض لا يضر بالوثاقة ، هذا نص عبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة شرح البخاري.

__________________

تفسير ابن أبي حاتم ٩ / ٢٨٢٦ رقم ١٦٠١٥ باختلاف ـ مكتبة نزار الباز ـ مكة المكرمة ـ ١٤١٧ ه‍.

(١) من رجال البخاري ـ في المتابعات ـ ومسلم والأربعة. تقريب التهذيب ٢ / ١٤٤.

١٤

فإذن ، هذا الرجل لا مطعن فيه ولا مورد للجرح ، إلاّ أنّه يروي بعض مطاعن عثمان ، لكن شعبة تلميذه يروي عنه ويثني عليه ، وشعبة أمير المؤمنين عندهم في الحديث. فهذا عبد الغفار بن القاسم.

والمنهال بن عمرو ، من رجال صحيح البخاري ، والصحاح الأربعة الاُخرى فهو من رجال الصحاح ما عدا صحيح مسلم (١).

وأمّا عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، فهذا من رجال الصحاح الستّة كلّها (٢).

عن عبد الله بن العباس.

عن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.

فالسند في نظرنا معتبر ، وعلى ضوء كلمات علمائهم في الجرح والتعديل ، إلاّ عبد الغفار بن القاسم ، الذي ذكرنا وجه الطعن فيه والسبب في جرح هذا الرجل ، وهذا السبب ليس بمضر بوثاقته ، استناداً إلى تصريح الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري (٣).

__________________

(١) من رجال البخاري والأربعة ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٧٨.

(٢) تقريب التهذيب ١ / ٤٠٨.

(٣) مقدمة فتح الباري : ٣٨٢ ، ٣٩٨ ، ٤١٠.

١٥

فهذا نص الخبر ، وفيه كما سمعتم أنّ النبي يقول : « فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فقال أمير المؤمنين : يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ رسول الله برقبة علي وقال : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع ».

وليست الإمامة والخلافة إلاّ : وجوب الإطاعة ، وجوب الإقتداء ، وجوب الأخذ ، وجوب التمسّك بالشخص ، وأيّ نصّ أصرح من هذا في إمامة علي أو غير علي ؟

يعني لو كان هذا اللفظ وارداً في حقّ غير علي بسند معتبر متفق عليه لوافقنا نحن على إمامة ذلك الشخص.

فهذا هو الخبر ، وهو خبر متفق عليه بين الطرفين ، إذ ورد هذا الخبر بأسانيد علمائنا وأصحابنا في كتبنا المعتبرة المشهورة.

فمن رواة هذا الخبر :

١ ـ ابن إسحاق ، صاحب السيرة.

٢ ـ أحمد بن حنبل ، يروي هذا الخبر في مسنده (١).

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ١١١ رقم ٨٨٥ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ ١٤١٤ ه‍.

١٦

٣ ـ النسائي ، صاحب الصحيح (١).

٤ ـ الحافظ أبو بكر البزار ، صاحب المسند.

٥ ـ الحافظ سعيد بن منصور ، في مسنده.

٦ ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني ، في المعجم الأوسط.

٧ ـ الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، في مستدركه على الصحيحين.

٨ ـ عرفتم أنّ من رواته أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري.

٩ ـ الحافظ أبو جعفر الطحاوي ، صاحب كتاب مشكل الآثار.

١٠ ـ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، صاحب التفسير.

١١ ـ أبو بكر بن مردويه.

١٢ ـ الحافظ أبو نعيم الاصفهاني ، صاحب دلائل النبوة وكتاب حلية الأولياء.

١٣ ـ الحافظ البغوي ، صاحب التفسير.

١٤ ـ الضياء المقدسي ، في كتابه المختارة ، وهذا الكتاب الذي التزم فيه الضياء المقدسي بالصحة ، فلا يروي في كتابه هذا إلاّ الروايات الصحيحة المعتبرة ، ولذا قدّم بعض علمائهم هذا الكتاب

__________________

(١) سنن النسائي ٦ / ٢٤٨ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

١٧

على مثل المستدرك للحاكم ، ومن جملة من ينصّ على ذلك هو ابن تيميّة صاحب منهاج السنّة ، ينصّ على أنّ كتاب المختارة أفضل وأتقن من المستدرك للحاكم.

١٥ ـ الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق.

١٦ ـ أبو بكر البيهقي ، صاحب دلائل النبوة.

١٧ ـ الحافظ ابن الأثير ، صاحب الكامل في التاريخ.

١٨ ـ الحافظ أبو بكر الهيثمي ، في كتابه مجمع الزوائد يروي هذا الحديث (١).

١٩ ـ الحافظ الذهبي ، في تلخيص المستدرك ينصّ على صحّة هذا الحديث.

٢٠ ـ الحافظ جلال الدين السيوطي ، في كتابه الدر المنثور.

٢١ ـ الشيخ علي المتقي الهندي ، صاحب كنز العمال ، يرويه صاحب كنز العمال عن : أحمد ، والطحاوي ، وابن إسحاق ، ومحمّد بن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبي نعيم الاصفهاني ، والضياء المقدسي.

هذا بالنسبة إلى متن الحديث ، وعدّة من كبار علماء القوم

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ١١٣ ، وفيه : وإسناده جيّد ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

١٨

الرواة لهذا الحديث في كتبهم.

وأمّا بالنسبة إلى سنده ، فسنده في كتاب محمّد بن إسحاق قد قرأته لكم وصحّحت السند.

ويقول الحافظ الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد بعد أن يرويه عن أحمد بن حنبل يقول : رواه أحمد ورجاله ثقات (١).

ويقول بعد أن يرويه بسند آخر عن بعض كبار علمائهم من أحمد وغير أحمد يقول : رجال أحمد وأحد إسنادي البزّار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة (٢).

إذن ، حصلنا على أسانيد عديدة ينصّون على صحّتها.

مضافاً : إلى سند الحافظ المقدسي في كتابه المختارة الملتزم في هذا الكتاب بالصحّة.

كما ذكر المتقي الهندي صاحب كنز العمال : أنّ الطبري محمّد بن جرير قد صحّح هذا الحديث.

وأيضاً ، صحّحه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس في حديث طويل ، ووافقه على التصحيح الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك.

__________________

(١) مجمع الزوائد ٨ / ٣٠٢ ـ باب معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الطعام.

(٢) مجمع الزوائد ٨ / ٣٠٣.

١٩

وأيضاً نصّ على صحّة هذا الحديث الشهاب الخفاجي في شرحه على الشفاء للقاضي عياض ، حيث يذكر هناك معاجز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن جملة معاجزه هذه القضية ، حيث أنّ الطعام كان صاعاً واحداً وعليه رِجل شاة فقط ، فأكلوا وكلّهم شبعوا ، وهذا من جملة معاجز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويقول الشهاب الخفاجي : إنّ سند هذا الخبر صحيح (١).

وعندما نراجع نصوص الحديث في الكتب المختلفة ، نجد في بعضها هذا اللفظ : « فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟ قال علي : أنا يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي فقال : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي ».

وهذا لفظ ، وقد قرأناه عن عدّة من المصادر.

لفظ آخر : « من يضمن عنّي ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنّة ويكون خليفتي في أهلي ؟ فقيل له : أنت كنت بحراً ، من يقوم بهذا ، فعرض ذلك على أهل بيته واحداً واحداً ، فقال علي : أنا ،

__________________

(١) نسيم الرياض ـ شرح الشفاء للقاضي عياض ٣ / ٣٥.

٢٠