رسالة في آل أعين

أبي غالب الرازي

رسالة في آل أعين

المؤلف:

أبي غالب الرازي


المحقق: السيّد محمّد علي الموحّد الأبطحي
الموضوع : التراجم
الطبعة: ٠
الصفحات: ١١٦

بسم الله الرحمن الرحيم

حدثنا ابو عبد الله الحسين بن عبيدالله بن ابراهيم الواسطي قال حدثنا أبو غالب احمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين الشيباني منه إلى ابن ابنه محمد بن عبيدالله بن احمد.

سلام عليك فانى احمد الله اليك الذى لا اله الا هو الا له الحق مبدع الخلق الموفق للخير (وـ خ) المعين عليه وأساله ان يصلى على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى ألهمنا معرفته والتصديق بنبيه واتباع اوليائه الائمة المعصومين من عترته بعد ان جعلنا من ذريته ثم وفقنا للتفقه في دينه واتباع سبيله والصلوة والسلام على سيد انبيائه ورسله محمد وعلى اوصيائه من عترته واللعن على اعدائهم إلى يوم لقائه.

اما بعد فقد رأيت ان الرسالة هذه مع عظم مؤلفها قدرا وتفردها موضوعا مما بقى من مؤلفاته حيث ضاع اكثرها ـ قد اشتملت على فوائد جمة فانها في آل اعين وهم اكثر اهل بيت الشيعة حديثا وفقها وأرفعهم في رجال الحديث مكانا.

فلذلك أحببت ان أشرحها اتماما لفائدتها قاصدا في ذلك مرضات الله تعالى واسئله ان يتقبله بفضله واحسانه ويجعله ذخرا لى في يوم معاده.

١

اما بعد فانا اهل بيت اكرمنا الله عزوجل بمنه علينا بدينه واختصنا بصحبة اوليائه وحججه على خلقه من أول نشئتنا (١) إلى وقت الفتنة التى امتحنت بها الشيعة (٢) ـ فلقى عمنا حمران (٣) سيدنا وسيد العابدين على بن الحسين صلوات الله عليهما (٤) وكان حمران من اكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم (٥) فكان (من ـ خ)

__________________

(١) كانت نشئة آل اعين من أيام قصد أعين بن سنسن أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه كما يظهر مما ذكره ابن الغضائري.

(٢) يأتي في كلامه عند ذكر ضيعتهم قوله : فلم تزل في أيدينا إلى ان امتحنت في سنة أربع عشرة وثلاثمأته وما بعدها.

(٣) هو حمران بن اعين الشيباني مولى بنى شيبان ابو الحسن وقيل : ابو حمزة وهو اخو زرارة ـ قال الشيخ : تابعي.

(٤) قال الشيخ في الفهرست في ترجمة زرارة (ص ٧٤) عند ذكر آل اعين : ولهم ايضا روايات عن على بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام ...

قلت لم احضر له رواية عنه عليه السلام وذكرناه في طبقات اصحابه استنادا بما ذكره وقوله هو الحجة.

(٥) فلم يطعن بشيئى في دينه وطريقته وحديثه ومشيخته.

وكان حمران من المتكلمين واصحاب المناظرة وقد اذن له في المناظرة والكلام ابو عبد الله عليه السلام كما اورده الصدوق في كتابه (معاني الاخبار ص ٢١٣) في حديث طويل يدل على جلالته ومنزلتة اوردناه في كتابنا في اخبار الرواة وكذلك غيره مما ورد في مدحه.

٢

احد حملة القرآن ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القرآن وروى أنه قرأ على ابى جعفر محمد بن على عليهما السلام وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة (١) ولقى حمران عمنا (٢) وجدنا زرارة (٣) وبكير أبا جعفر محمد بن على عليه السلام (٤)

__________________

(١) وقال الشيخ في الفهرست في اخوة زرارة : منهم حمران ، وكان نحويا.

(٢) ذكره البرقى والشيخ في اصحاب الباقر عليه السلام وقد روى الكشى باسناده عن اسباط بن سالم عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليهم السلام انه من حوارى محمد بن على وأبى عبدالله جعفر بن محمد عليهم السلام ، وذكره الشيخ في كتاب الغيبة ص ٢٠٩ في وكلاء الائمة عليهم السلام الممدوحين ممن كان حسن الطريقة ولم يتغير ولا بدل وخان ، وروى باسناد قوى عن زرارة قال قال ابو جعفر عليه السلام ، وذكرنا حمران بن أعين ، فقال : لا يرتد والله ابدا ثم أطرق هنيئة ثم قال : أج لا يرتد والله ابدا.

قلت قدورد في مدحه روايات كثيرة عن ابى جعفر الباقر عليه السلام يطول بذكرها قد اوردناها باستقصائها في كتابنا (أخبار الرواة) وقد روى جماعة كثيرة من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام عن حمران عنه أحصيناهم في طبقات اصحابه من الطبقات الكبرى.

(٣) وقد ذكره المشايخ في اصحاب ابى جعفر عليه السلام وقد روى عنه عنه جماعة كثيرة احصيناهم في طبقات اصحابه (ع) كما ان زرارة قد عد من اصحاب السجاد عليه السلام ايضا وقد ذكرناه في طبقات اصحابه وقد عده الشيخ في كتابه العدة من الحفاظ الضابطين ص ٦٢.

(٤) ذكره المشايخ في اصحابه (ع) وقد روى عنه كثيرا روى عنه عنه جيماعة كثيرة ذكرناهم في الطبقات.

٣

وأبا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام (١)

ولقى بعض اخوتهم (٢) وجماعة من أولادهم مثل حمزة بن حمران (٣) وعبيد بن زرارة (٤).

__________________

(١) وكان حمران وبكير بن أجلة اصحاب الصادق عليه السلام ومن اعيانهم وقد ورد عنه (ع) فيهما روايات مادحة اوردناها في اخبار الرواة ، وذكرهما المشايخ في اصحابه ورويا عنه كثيرا وروى جماعة كثيرة عنهما عنه عليه السلام ذكرناهم في طبقات أصحابه (ع). وقد ماتا في حياة ابى عبدالله عليه السلام ولكن بقى زرارة إلى ايام ابى الحسن موسى عليه السلام ٢ ـ مثل عبدالملك بن اعين فقد ادرك الباقر والصادق وروى عنهما ومات في ايام الصادق (ع) وزار قبره بالمدينة مع اصحابه ذكرناه في اصحابهما.

(٢) وكان حمزة بن حمران من اصحاب ابى جعفر الباقر عليه السلام وذكره الشيخ في اصحابه ايضا وروى المشايخ باسنادهم عن عبد العزيز العبدى وغيره عنه عن ابى جعفر عليه السلام وذكرناه في طبقات اصحابه (ع).

وذكره البرقى والشيخ والكشى والنجاشى في اصحاب الصادق عليه السلام ومن روى عنه ، وقد روى عنه عنه عليه السلام جماعة كثيرة ذكرناهم في طبقات اصحابه عليه السلام وقد سافر إلى اليمن ورجع كما في الكشى ترجمة زرارة ، وقد تزوج بنت بكير بن أعين كما في الكافي والتهذيب ذكرناه في طبقات اصحابه ع بروايات في ذلك ، وكان من مصنفي الشيعة ذكره النجاشي في رجاله.

(٤) روى عبيد بن زرارة عن أبى جعفر ع كما في اصول الكافي ج ١ ـ ٢٧٠ وذكرناه في اصحابه ، وذكره المشايخ في اصحاب الصادق ع وروى عنه كثيرا روى عنه عنه عليه السلام جماعة كثيرة ذكرناهم في طبقات اصحابه عليه السلام.

وكان من مصنفي الشيعة ذكره الشيخ والنجاشى وقال النجاشي في مدحه ،

٤

ومحمد بن حمران (١) وغيرهم (٢) ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام ورووا عنه. وكان عبيد وافدا للشيعة بالكوفة إلى المدينة عند وقوع الشبهة في أمر عبدالله بن جعفر (٣)

__________________

ثقة ، ثقة ، عين لا لبس فيه ولا شك. وذكره المفيد من الرؤساء الاعلام المأخوذ منهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم. وقد اوردنا ما ورد في مدحه في كتابنا (اخبار الرواة) (١) وذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام.

(٢) أحصينا من روى منهم عن أبى عبدالله عليه السلام في رسالتنا المفردة في آل أعين.

(٣) وهذه منقبة عظيمة لعبيد تدل على فهمه وذكائه وعلمه ومكانته عند الشيعة وعند زرارة بن أعين وانه المرجع عند اختلافهم رواها الاصحاب بطرقهم واخرجناها في كتابنا (اخبار الرواة) واورد بعضها ابو عمرو الكشى في رجاله ص ١٠٢ ـ ٤٤ في ترجمة زرارة ، فباسناده عن على بن يقطين قال : لما كانت وفاة ابى عبدالله عليه السلام قال الناس بعبدالله بن جعفر ، واختلفوا فقائل قال به ، وقال قال بأبى الحسن عليه السلام ، فدعا زرارة ابنه عبيدا فقال : يا بنى الناس مختلفون في هذا الامر فمن قال بعبدالله فانما ذهب إلى الخبر الذى جاء : (ان الامامة في الكبير من ولد الامام) فشد راحلتك وامض إلى المدينة حتى تأتيني بصحة الامر فشد راحلته ومضى إلى المدينة واعتل زرارة الحديث.

وباسناد آخر عن جميل بن دراج قال ما رأيت رجلا مثل زرارة بن اعين انا كنا نختلف إليه فما كنا حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم ، فلما مضى ابو عبد الله عليه السلام وجلس عبدالله مجلسه بعث زرارة عبيدا ابنه زايرا عنه ليتعرف الخبر الحديث.

وروى الصدوق في كتابه (عيون اخبار الرضا عليه السلام باب ٢٧ ما جاء

٥

وله في ذلك احاديث كثيرة قد ذكرت في الكتب.

(١) وآل أعين اكثر اهل بيت في الشيعة وأكثرهم حديثا وفقها (٢) وذلك موجود في كتب الحديث (٣) ومعروف عند رواته.

(٤) وكان عبدالله بن بكير فقيها (٥)

__________________

عن الرضا عليه السلام ٧٥ حديثا فيه مدح زرارة ومكانته عند الامام وعند الشيعة وقال عبدالله بن بكير في حقه : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادق الحديث.

(١) قد اوردنا ما وفقنا عليه مما دل على ذلك وما دل على فضائله في (اخبار الرواة).

(٢) فيه مدح آل اعين. وسيأتى منه مدح آخر لهم فانتظر.

(٣) يدل على ان كتب الحديث من اهم مصادر تراجم رواته كما حققنا ذلك في كتابنا (مصادر تراجم الرواة)

(٤) يدل على ان من طرق معرفة احول الرواة الرجوع إلى رواة الحديث ومشايخ الاجازة فانهم يعرفونهم خلفا عن سلف وتتبعا في كتب الحديث وبهذين الطريقين وغيرهما يثبت الاتصال بين اصحاب الجرح والتعديل من اصحابنا وبين الرواة ومن عاصرهم فلا تكون اخبارهم عنها اجتهادات غير مستنده إلى شهادة أو رواية كما توهمه بعض من عاصرناه من الاعاظم.

(٥) ذكره المفيد ره من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم.

وقد عده أبو عمرو الكشى في رجاله ص ٢٢١ من اجلة العلماء الفقهاء ، ومن فقهاء اصحابنا من الفطحية ، كما انه ره قد عده في ص ٢٣٩ في تسمية الفقهاء من اصحاب ابى عبدالله عليه السلام من الستة من احداث اصحاب عليه السلام وممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هولاء وتصديقهم لما يقولون ، وأقروا لهم بالفقه.

وقد دلت روايات على فقاهة عبدالله بن بكير وعلى ذكر آرائه في الفقه

٦

كثير الحديث (١) وله (بياض في الاصل)

__________________

وما قيل فيه ذكرناها في (اخبار الرواة).

(١) روى كثيرا عن ابى عبدالله عليه السلام ، روى عنه عنه عليه السلام سماعة كثيرة مثل محمد بن أبى عمير وصفوان يحيى ، والحسن بن محبوب ، والعباس بن عامر ، والحسن بن فضال وغيرهم ذكرناهم في طبقات أصحابه (ع)

كما انه روى بواسطة الرجال عن ابى عبدالله عليه السلام وهولاء : زرارة وبكير بن اعين ، وحمزة بن حمران ، ومحمد بن مسلم وغيرهم.

وروى في الكافي ج ٢ ص ١٢٥ والتهذيب ج ٧ ص ٤٧٩ ، والاستبصار ج ٣ ص ١٩٠ باسنادهما عن محمد بن خالد الاصم عن عبدالله بن بكير عن أبى جعفر عليه السلام قلت : لا دليل على انه ابن بكير بن اعين ولعله الهجرى ، أو الجرجاني الذين قد عدا في اصحابه.

كما لا يدل ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص ٣٧ على انه روى عن الامام ابى الحسن موسى عليه السلام وتحقيقه في غير المقام.

ثم انه لا اشكال في وثاقة عبدالله بن بكير في الرواية والحديث ، وكونه مامونا فيه ، صرح به المفيد ، والشيخ في الفهرست وغير موضع من كتابه (عدة الاصول) فذكره الشيخ فيمن كان متمسكا بالدين متحرزا من الكذب ووضع الاحاديث ، موثوقا في امانته.

ومع ذلك صرح الكشى والشيخ بانه كان فطحيا يقول بامامة عبدالله الافطح.

٧

ولقى عبدالله بن زرارة (عبيد الله بن زرارة ـ خ) ، وغيره من بنى أعين ابا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام (١).

وكان جدنا الادنى : الحسن بن الجهم من خواص سيدنا (ومولانا ـ خ) ابى الحسن الرضا عليه السلام (٢) وله كتاب معروف (٣) وقد رويته عن أبى عبدالله احمد بن محمد العاصمى ، لانه كان ابن اخت على بن عاصم رحمه الله.

__________________

(١) ذكرناه في اصحاب موسى بن جعفر عليه السلام. وما في النسخة : عبيد الله بن زرارة هو افق لما في رجال البرقى في اصحاب الصادق عليه السلام : عبيدالله بن زرارة بن اعين ، وكان عبيد أحول.

ثم انه ذكرنا في طبقات اصحاب من روى عنه من آل اعين كما احصيناهم في رسالتنا المفردة في آل اعين.

(٢) هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو أحمد الشيباني ، وذكره البرقى ، والنجاشى والشيخ في اصحاب الكاظم عليه السلام ومن روى عنه كما ان الشيخ والنجاشى ذكراه في اصحاب الرضا عليه السلام ومن روى عنه.

وقد وثقه الشيخ والنجاشى ، وقد دلت على جلالته ومكانته عند الائمة عليهم السلام اخبار اوردناها في كتابنا (اخبار الرواة) وحققنا القول في ترجمته في شرحنا على رجال النجاشي (تهذيب المقال ج ٢ ص ٩٥)

(٣) وقال النجاشي : له كتاب تختلف الروايات فيه. ثم ذكر بعضها وقال الشيخ في الفهرست : له مسائل. وقد حققنا القول في الطرق إلى كتابه في الشرح على الفهرست ، واشرنا إليه في تهذيب المقال ، وسيأتى من الماتن توصيفه فانتظر.

٨

وكان على بن عاصم شيخ الشيعة في وقته. (١) ومات في حبس المعتضد ، وكان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه ، فحبس من بينهم في المطامير (٢) فمات على سبيل ماء ، واطلق الباقون وكان يسعى به رجل يعرف بابن أبى الدواب (الدواهي. خ) وله قصة طويلة.

__________________

(١) روى الصدوق في (عيون اخبار الرضا عليه السلام ص ٥٩ باب ٦ خبر ٢٩) باسناده عن على بن عاصم عن محمد بن على بن موسى عليه السلام عن ابيه عن آبائه الحديث ، وروى في كتابه (الاكمال باب ٤٥ التوقيعات ص ٤٨١) باسناده عن على بن عاصم الكوفى توقيعا عن صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف. وذكرناه في من حدث بأخبار الناحية المقدسة من طبقات أصحابه ، وأيضا فيمن تشرف بزيارته عليه السلام من وكلائه وقد ذكرنا مدحه في (اخبار الرواة).

(٢) بويع للمعتضد العباسي يوم موت عمه المعتمد في رجب ٢٧٩ ومات في ربيع الآخر سنة ٢٨٩ كان شحيحا بخيلا ، قليل الرحمة ، سفاكا ، شديد الرغبة في المثلة بمن يقتله ، شديد التعذيب ، واتخذ المطامير ، وجعل فيها صنوف العذاب وجعل عليها الحرمى المتولي لعذاب الناس ، لم يكن له رغبة الا في النساء ، والبناء ذكره المسعودي في أحواله في مروج الذهب ج ٢ ص ٤٦٢

وذكر الطبري في تاريخ ج ١٠ ص ٦٤ في حوادث ٢٨٤ في ايام المعتضد ما لفظه : وفي يوم السبت لثمان بقين من شعبان من هذه السنة وجه كرامة بن مر من الكوفة بقوم مقيدين .. إلى ذكر حديث اخذ رئيسهم ابى هاشم بن صدقة الكاتب وحبسه في المطامير.

٩

وكان للحسن بن الجهم (١) جدنا أبناء : سليمان ، ومحمد ، والحسن ولا أدرى ايهم أسن. ولم يبق لمحمد والحسين ولد.

وقد روى محمد بن الحسن بن الجهم الحديث (٢) روى عنه على بن الحسن بن فضال عن عبدالله بن ميمون القداح (٣) وغيره.

__________________

(١) كان الجهم بن بكير بن أعين من اصحاب أبى عبدالله عليه السلام ، ذكرناه في طبقات اصحابه وذكره النجاشي في ترجمة اخيه عبدالله قائلا : روى عن أبى عبدالله عليه السلام ، وأخوته عبدالحميد ، والجهم ...

(٢) ربما يظهر مما رواه أبو عمرو الكشى في ترجمة ابن فضال ص ٣٤٩ ، وايضا النجاشي في ترجمة الحسن بن على بن فضال ص ٢٨ انه كان فطحيا حيث أمر الحسن بن فضال عند موته بالتشهد فلم يذكر عبدالله في الائمة فقال له : محمد بن الحسن بن الجهم : وأين عبدالله فسكت ، ثم هاد ، فقال له : تشهد ، فتشهد ، وصار إلى أبى الحسن عليه السلام ، فقال له : وأين عبدالله؟ يرد ذلك ثلاث مرات. فقال الحسنن : قد نظرنا في الكتب فما رأينا لعبد الله شيئا ..

(٣) كما في التهذيب ج ٨ ص ١٢٥ وخبر ٤٣٢ ، والاستبصار ج ٣ ص ٣٢٩ في عدد النساء.

١٠

وكانت ام الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ، ونحن من ولد بكير ، وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم. (١) ولنا درب في حطة بنى أسعد بين محلتهم ، وهو في ظهر دار من دورنا ، وقف ، لم يبق لبنى أعين في تلك المحلة دار غيرها ، وأنا أذكر حالها بعد ان شاء الله تعالى ، وبين خطة بنى تميم ، وكان تعرف بدرب الجهم إلى ان فنى بنى أعين ، فنسب إلى بقال على بابه ، فهو يعرف به إلى هذا الوقت. وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان (٢) نسبه إليه سيدنا أبو الحسن على بن محمد صاحب العسكر عليهما السلام ، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال : (الزرارى) تورية عنه وسترا له ، ثم اتسع ذلك وسمينا به ، وكان عليه السلام يكاتبه في امور له بالكوفة ، وبغداد.

__________________

(١) قيل : الزرارى لقب جماعة من أقارب زرارة بن اعين منهم احمد بن محمد ، وسليمان بن الجهم ، وعلى بن سليمان ، وعلى بن احمد بن محمد بن سليمان ، ومحمد بن عبدالله بن أحمد. وفيما ذكره دلالة على انه ليس انتسابهم إلى زرارة : محلة بالكوفة سميت بزرارة بن يزيد الذى كان على شرطة سعيد بن العاص وإلى هذه المحلة قد أشير كما في الحديث : نظر على بن ابي طالب عليه السلام إلى زرارة فقال : ما هذه القرية؟ قالوا : قرية تدعى زرارة يلحم فيها ويباع فيها الخمر فقال على بالنيران اضرموا فيها فان الخبيث يأكل بعضه بعضا .. ذكره في معجم البلدان.

(٢) لم أقف عاجلا على ترجمة ولا رواية له غير ما في المتن وما قيل فيه فهو عول على ما في المتن.

١١

وامه ام ولد يقال لها : (رومية) ، وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلبا ومعها ابنة لها صغيرة ، فرباها ، فخرجت بارعة الجمال ، وأدبها فحسن أدبها ، فاشتريت لعبدالله بن طاهر (١) فأولدها عبيدالله بن عبدالله (٢) ، وكان سليمان خال عبيد (عبد ـ خ) الله ، وانتقل إليه من الكوفة ، وباع عقاره بها في محلة بنى أعين وخرج معه إلى خراسان عنه خروجه إليها ، فتزوج بنيشابور امرأة من وجوه أهلها وأرباب النعم ، (فولدت له بنيشابور أبنا سماه أحمد مات في حياة أبيه ـ خ) وولدت (فولدت ـ خ) له جدى محمد بن سليمان ، وعم ابى على بن سليمان ، وأختا لهم (لهما ـ خ) تزوجها عند عود سليمان (إلى) الكوفة محمد بن يحيى المعادي (المغازى. خ.) فأولدها محمد بن (محمد بن خ) يحيى ، وأخته فاطمة بنت محمد.

__________________

(١) كان طاهر بن الحسين من رجال الدولة العباسية في عصر الرشيد وظهر امره من بدو اختلاف الامين مع اخيه المأمون سنة ١٩٤ وما بعده ، ذكره الطبري في تاريخه ج ٨ ص ٣٨٤ وما بعده واستوثق الامور للمأمون حتى سماه المأمون (ذا اليمينين) ولما عهد طاهر إلى ابنه عبدالله أقره المأمون على ذلك وكان ذلك في سنة ٢٠٦ وتوفى طاهر في ٢٠٧ داستولى ابنه عبدالله الامور من قبل المأمون وكان من ولاتهم في بغداد ومصر وخراسان وبقى في خراسان إلى بعد موته إلى ان مات بنيشابور في ايام الواثق يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الاول سنة ٢٣٠ واليه الحرب والشرطة والسواد وخراسان واعمالها والرى وطبرستان ووما يتصل بها ، وكرمان ذكره. الطبري في تاريخ ج ٩ ص ١٣١

(٢) وجه المعتز العباسي ولاية بغداد إلى عبيد الله بن عبدالله بن موت محمد بن عبدالله بن طاهر كما في الطبري ج ٩ ص ٣٧٦ وصار صاحب شرطة بغداد في

١٢

وقد روى محمد بن يحيى طرفا من الحديث (١) وروى محمد بن محمد بن يحيى ابن عمة أبى أيضا صدرا صالحا من الحديث ولم يطل أعمارهما فيكثر النقل عنهما. فلما (انصرف آل طاهر) (صرف الطاهر ـ خ) عن خراسان اراد سليمان (ان ـ خ ـ) ينقل عياله بها وولده إلى العراق ، فامتنعت زوجته ووطنت بعمتها وأهلها ، فاحتال عليها بالحج ، ووعدها الرجوع بها إلى خراسان ، فرغبت في الحج ، فأجابته إلى ذلك ، فخرج بها وبولده منها ، فحج بها ثم عاد إلى الكوفة ، وليس له بها دارا فنزل دور اهله ومحلتهم إذ ذاك بقية ، فنزل بالقرب من المسجد الجامع رغبة فيه على قوم من التجار يعرفون ببنى عباد ، خرازين في (حطة ـ خ) بنى زهره ، ثم ابتاع في موضعه دورا واسعة بقيت في أيدى ولده. وقد خلف من الولد بعد ابنه الذى مات في حياته جدى محمد بن سليمان

__________________

سنة ٢٧٦ في خلافة المعتمد العباسي ذكره الطبري في تاريخ ج ١٠ ص ١٦. وكان عبدالله بن طاهر ، وعبيدالله بن عبدالله ومحمد بن عبدالله بن طاهر وسليمان بن عبدالله من رجال الدولة العباسية وولاتها.

(١) ذكره الشيخ في اصحاب أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام ص ٤٣٦ ، وذكره في الفهرست وكذا النجاشي في رجاله فيمن استثناه ابن الوليد ممن روى عنه محمد بن احمد بن يحيى الاشعري ، وهذا مشعر بضعفه بل ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ص ٤٩٣ من رجاله مع جماعة ممن روى عنهم محمد بن احمد بن يحيى وقال : ضعفاء. وروى في التهذيب ج ٩ ص ٣٢٧ وايضا ٣٩٢ مكاتبة عن محمد بن يحيى الخراساني. وذكرناه في طبقات أصحاب العسكري عليه السلام.

١٣

وكان أسن ولده ، وعليا أخاه ، من أمه ، وحسنا ، وحسنا ، وجعفرا ، وأربع بنات ، احديهن زوجة المعادي (المغازى ـ خ) من المرأة النيشابورية ، وباقى البنين والبنات من أمهات الاولاد (أولاد ـ خ). وخلف ضيعة في بساتين الكوفة (هنا بياض في النسخة) المعروفة بالحراسة واسعة ، وقرية في الفلوجة (١) تعرف بقرية : (منير) ، وأرضها واسعة ، جميعها في النجف مما يلى الحيرة (٢) لا أعرف (من ـ خ) أي قرية هي. وكان قد استخرج لها عينا يجر بها إليها في بئر عملها من حديقته بالحيرة (وـ خ) تعرف ب‍ : (قبة الشفيق) وقد رأيت أنا أثر القناة ، وادركت شيخا كان قد قام له عليها.

__________________

(١) في القاموس : الفلوجة كسفورة : القرية بالسواد والارض المصلحة للزرع ج : فلا ليج و (ع) بالعراق.

(٢) في معجم البلدان : مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له : النجف ، زعموا ان بحر فارس كان يتصل به ، وبالحيرة الخورنق بقرب منها مما يلى الشرق على نحو ميل ، والسدير في وسط البرية التى بينها وبين الشام كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نصر ، ثم من لخم النعمان وآبائه .. وقال : في لغة : النجف : بالتحريك. قال السهيلي : بالفرع عينان يقال لاحداهما المربض وللاخرى : النجف تسقيان عشرين ألف نخلة ، وهو بظهر الكوفة كالمسناة تمنع مسيل الماء ان يعلو الكوفة ومقابرها والنجف : قشور الصليان ، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام ، وقد ذكرته الشعراء في اشعارها فأكثرت ..

١٤

وكان سبب استخراجه العين ان بعض اهل زوجته من خراسان ورد حاجا ، فاشتهى ان يرى الحيرة فخرج معه إليها ، وكان قبة الشفيق أحد الاشياء التى يقصدها الناس للنزهة (المنزهة ـ خ) ، وكانت مما تلى النجف ، وقبة عضين ، مما تلى الكوفة ، وهى باقية إلى هذا الوقت ، ولا أعرف خبر قبة الشفيق هل هي باقية ام لا فلما جلسوا للطعام قال الخراساني : ها هنا ماء ان استنبط ظهر ثم ساروا ، فرأوا النجف وعلوه على الارض إلى ما يسفله (التى اسفله ـ خ) فقال : يوشك ان يسيح ذلك الماء على هذه الارض. فاتباع سليمان ذلك (تلك ـ خ) الارض وجمع منها ما امكن ، ثم عمل على استنباط العين فأنفق عليها (عليه ـ خ) مالا ، فظهر له من الماء ما ساقه في القناة (القنى ـ خ) إلى تلك الارض ، وكان له حديث حدثت به فذهب عنى في أمر العين الا ان الذى رزق من المال كان يسيرا. فلم تزل تلك الضياع في يده إلى أن مات ، ثم خرج ولده كلهم عن قرية منير ، وعن هذه الارض التى في النجف ، وجمع جدى رحمه الله مع ما خصمه من الضيعة في الحواشية بعض اموال اخوته ، وكانت تأتيه (تنافته ـ خ) في ذلك إلى ان مات ، وخلفه لى ، ولاختي ، فلم تزل في ايدينا إلى ان امتحنت في سنة اربع عشرة وثلثمائة ، وما بعدها ، فخرج ذلك عن يدى في المحق ، وخراب الكوفة بالفتن. وكانت دارنا بالكوفة من حدود بنى عباد في دار الخزازين في زقاق عمرو بن حريث الشارع من جانبيه بقية من بناء سليمان ، ودار بناها جدى محمد بن سليمان ودار بنيتها أنا ، ودار اصطبل ، ودور للسكان ، ليس في الشارع : وجانبيه (جانبه ـ خ) دار لغيرنا الا دار لعمى على بن سليمان ، ودار لعمات أبى الثلاث ، وكن مقيمات ببغداد في دار عبيدالله بن عبدالله بن طاهر (عبيدالله بن طاهر ـ خ) ، وربما

١٥

وردن الكوفة للزيارة فنزلن بدارهن (في دارهن.) إلى ان مات عبدالله ، ومتن قبله ، وبعده بيسير ، فأقام عبدالله (سليمان ـ خ) في دوره بالكوفة ، وعبيدالله بن عبدالله ابن اخته إذ ذاك ببغداد يتقلدها ، وله المنزلة الرفيعة من السلطان (١)

وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان ، وسيدنا ابو الحسن عليه السلام يكاتبه (٢) وكان يحمل إليه من غلة زوجته بخراسان في كل سنة مع الحاج ما تحمل ومات سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومأتين بمدة ، وليس (لست ـ ظ) احصيها. وكانت الكتب ترد بعد ذلك على جدى محمد بن سليمان إلى ان مات رحمه الله في اول سنة ثلثمأته ويحمل إليه ما لم اكن احصيه لصغر سنى ، وكان آخر ما وردت عليه من الكتب ، في ذكرى ـ في سنة تسع وتسعين. (٣) وحملت إليه هدايا من هدايا خراسان ، فكاتبه ابن خاله ، وكان يعرف بعلى بن محمد بن شجاع حفظت ذلك ، لان جدى رحمه الله كان يطالبني بقرائة كتبه ، وكانت ترد بالفاظ غريبة ، وكلان متعسف (عربية وكلام معف ـ خ) فوردت الكتب عليه ، وعاد الحاج.]

__________________

(١) تقدم ذكر ولايته على بغداد في ايام المعتز العباس سنه ٢٥٣ وصيرورته صاحب شرطة بغداد في خلافة المعتمد سنة ٢٧٦ ، وتولى ولاية بغداد من بعده سليمان بن عبدالله بن طاهر سنة ٢٥٥.

(٢) وكانت وفاة أبى الحسن بن محمد الهادى عليه السلام سنة ٢٥٤ وقبض ولده أبو محمد الحسن بن على عليه السلام سنة ٢٦٠ فكانت الكتب منهما ومن الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

(٣) أي : بعد المأتين.

١٦

ـ وقد مات في المحرم سنة ثلثمأته (١) وسنه ثلث وستون سنة ، وكان مولده بنيسابور سنة سبع وثلاثين ومأتين ، فعرف من عاد من الحاج ممن جائه بالكتب خبر موته ، ولم يكن لى همة استعلم بها حالهم ، واكاتب ابن خاله الذى كان كاتبه ، وانقطعت الكتب عنا ، وما كان يحمل بعد سنة ثلثمأة. وكاتب الصاحب عليه السلام جدى محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى ان وقعت الغيبة. (٢) وقل رجل منا الا وقد روى الحديث (٣)

__________________

(١) وفي نسخة : سنة ثلاثمأته وست وثلاثون.

(٢) كان ابو طاهر محمد بن سليمان الزرارى ممن خرج إليه التوقيع من الناحية المقدسة ولما تشرف ابن ابى سورة أحد علماء الزيدية بزيارة الامام الحجة عليه السلام عند منصرفه من زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة فأرسله إلى باب أبى طاهر الزرارى بعلامة وأمره ان يقول له : يقال لك اعط الرجل الصرة الدنانير التى عند رجل السرير فلما سمع أبو طاهر دخل وأعطاه الصرة ثم سئله : هل صافحته؟ قال ، فقلت : نعم فأخذ يدى فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه .. رواه الشيخ بطرق في كتاب الغيبة ففى ص ١٨١ خبر ١٥ بطريقين وص ١٦٣ بطريق آخر. ذكرناه في طبقات اصحابه عليه السلام.

(٣) وهذه منقبة عظيمة لآل اعين فروى الكشى في الرجال ص ٤ باسنادين عن حذيفة بن منصور ، وعن على بن حنظلة عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اعرفوا منازل الرجال (الناس) منا على قدر رواياتهم عنا.

١٧

وحدثني ابو عبد الله (بن ـ خ) الحجاج رحمه الله ، وكان من رواة الحديث ، انه قد جمع من روى الحديث من آل أعين ، فكانوا ستين رجلا. (١)

وحدثني أبو أحمد جعفر بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشايخه ان بنى أعين بقوا اربعين سنة (اربعين ـ خ) رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد لهم فيهم غلام ، وهم على ذلك يستولون على بنى شيبان في حطة بنى اسعد بن هام (٢) ولهم مسجد الحنطة (الخطة ـ خ) يصلون فيه ، وقد دخله سيدنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، وصلى فيه. (٣)

وفي هذه المحلة دور بنى أعين متقاربة ، وقد بقى منها إلى هذا الوقت دار ، وقفها محمد بن عبد الرحمان بن حمران (٤) على أهله ، ثم على الاقرب (فالاقرب ـ خ) إليه ، وكانت في ايدى بنى عقبة الشيباني ، ولم يتكلم فيها احد من نأهلى ، ولا تعرض لها حتى تكلمت أنا فيها في سنة أربع وستين وثلثمائة وأشهدت على الحسن بن محمد بن (على بن ـ خ) بن محمد بن عقبة الشيباني الذى كانت في يده ، انها وقف في يده على بنى أعين ، وأخذت من اجارتها ما سلمته إلى ولد عم أبى : جعفر بن سليمان ، ولم يكن في (كتاب ـ خ) الوقف

__________________

(١) قد أحصينا آل أعين في رسالة مفردة.

(٢) روى هذا الحديث مع تفاوت سندا ومتنا شيخنا الحسين بن عبيدالله الغضائري رحمه الله في تكملته على هذه الرسالة.

(٣) فهذا المسجد من أحد المساجد الممدوحة بالكوفة ، التى صلى فيها الامام الصادق عليه السلام. ويدل ذلك على منقبة لال أعين.

(٤) لم أحد له ترجمة في الرجال.

١٨

زيادة في النسب على محمد بن عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن أعين. (وكان في الكتاب شهادة على بن الحسن بن فضال (١) ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني (٢) ، ومحمد بن هديم الشيباني ، وأظنه : محمد بن عبد الرحمان بن حمران بن أعين. خ).

وكان اعين غلاما روميا ، اشتراه رجل من بنى شيبان من حلب (الجلب. خ ـ) فرباه ، وتبناه (بناه خ ل ، ثناه خ ل) وأحسن تأديبه ، فحفظ القرآن وعرف الادب ، وخرج بارعا اديبا ، فقال له مولاه : استلحقك؟ فقال : لا ، ولائي منك احب إلى من السنب ، (٣)

__________________

(١) وكان من اعاظم ثقات مشايخ الحديث.

(٢) لم اقف على ترجمة له ، وكذا على ترجمة لابن هديم.

(٣) وقال ابن الغضائري في تكملة رسالة آل أعين : وذكر ان أعين كان رجلا من الفرس فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه ، ويتوالى إليه فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه (بدعوة. خ.) حتى توالى إليهم .. وفي البحار باب جوامع مكارم اخلاق أمير المؤمنين عليه السلام قال : وروى زرارة بن اعين عن أبيه عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام قال : كان على عليه السلام إذا صلى الفجر لم يزل معقبا إلى ان تطلع الشمس ، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرآن الحديث.

١٩

فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم ، وكان راهبا ، اسمه سنسن ، وذكر انه من غسان (١) ممن دخل بلد الروم في اول الاسلام ، وقيل انه كان يدخل بلاد الاسلام بأمان ، فيروز ابنه اعين ثم يعود إلى بلاده. فولد أعين ، على ما حدثنى به أبو طالب الانباري قال حدثنى محمد بن الحسن بن على بن صباح بن سلام المدائني قال حدثنى ابى ، وعمى (محمد ـ خ) قالا : حدثنا احمد بن الحسن بن على بن فضال عن ولد أعين ، قال : ولد أعين : عبدالملك (٢) وحمران ، وزرارة ، وبكير (٣) وعبد الرحمان بن أعين (٤) هولاء كبرائهم

__________________

(١) غسان : اسم ماء نزل عليه بنو مازن بن الازد بن الغوث ، وهم الانصار ، وبنو جفنة ، وخزاعة ، فسموا به ، وايضا : ماء بسد مأرب باليمن ، ماء باليمن بين رمع وزبيد واليه تنسب القبائل المشهورة ، ماء بالمسلل قريب من الجحفة. ذكره في معجم البلدان.

(٢) تأتى ترجمة ملحضا.

(٣) تقدمت ترجمة حمران وزرارة وبكير ، ويأتى ايضا ذكر احوالهم.

(٤) ذكره الشيخ والبرقي في اصحاب الباقر عليه السلام ، وروى عنه عليه السلام كثيرا روى عنه عنه عليه السلام جماعة ذكرناهم في طبقات اصحابه.

وذكره أبو عمرو الكشى في اصحاب ابى جعفر عليه السلام مع اخوته وروى باسناد صحيح مدحا فيهم ، وفيه : كانوا مستقيمين : ومات منهم اربعة في زمان أبى عبدالله عليه السلام ، وكانوا من أصحاب أبى جعفر عليه السلام الحديث.

وذكره الشيخ في اصحاب أبى عبدالله الصادق عليه السلام وقال : يكنى أبا محمد ، بقى بعد أبى عبدالله عليه السلام. قلت : قد روى جماعة عنه عن أبى عبدالله عليه السلام ذكرناهم في طبقات أصحابه.

٢٠