مقتضب الأثر

أحمد بن عبيد الله بن عيّاش الجوهري

مقتضب الأثر

المؤلف:

أحمد بن عبيد الله بن عيّاش الجوهري


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مكتبة الطباطبائي
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٥

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المبتدى خلقه بالنعم ، وايجادهم بعد العدم ، والمصطفى منهم من شاء في الامم ، حججا على سائر الامم ، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ختم ، وبالائمة من بعده النعمة أتم ، مصابيح الظلم ، وينابيع الحكم ، صلى الله عليهم وسلم وكرم ، فجعلهم الله تبارك وتعالى من حججه الماضين أبد الابدين ، وضرب لهم في كتابه أمثلا فقال جل اسمه : ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا وقال : فانفرت منه اثنتا عشرة عينا وقال : بعثنا منهم اثنى عشر نقيبا ثم قرنهم رسول الله بكتاب ربه ، جعلهم قرنائه ، وعليه امناءه ، فقال : انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتى الا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فجعل حكمهما في الطاعة وفى الاقتداء بهما واحدا ، ثم أعلمنا صلى الله عليه وآله وسلم اسماءهم عليهم السلام وانبائهم ووقفنا على اعيانهم وازمانهم ، وجعل ثانى عشرهم قائمهم عليه السلام كما كان هو للانبياء خاتمهم ، فمن حاول انتقاصا من مددهم أو زيادة في عددهم فقد الحد في دين الله ، وباء يغضب من الله ، وهو كالزايد في كتاب الله والمنتقص منه ، إذ كان حكمهم والقرآن واحدا لا منتقصا منه ولا زائدا صلى الله عليهم وسلم.

وقد ذكرت في كتابي هذا من مقتضب الآثار ما ادته الينا رواة الحديث من مخالفينا من النص على ائمتنا عليهم السلام من الروايات الصحيحة والتوقيف على اسمائهم وأعيانهم وأعدادهم موافقا لرواياتنا ، فنقلته

١

عنهم نقل متاولة بالقبول ، لشهادتهم لنا بتصديقنا ووجدنا في روايتهم ذكر ائمتنا عليهم السلام كما كان اسم نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم موجودا عند أهل الكتب في التوراة والانجيل ، فكتبت في ذلك جزءا مفردا وهو هذا.

وتلوته بجزء ثان (١) يشتمل على شواهد الاشعار والاخبار السالفة على الزمان والاعصار في اسماء الائمة عليهم السلام وأعدادهم ، وذلك قبل كمال عددهم ومددهم ، ليكون ذلك دليلا ظاهرا وبرهانا باهرا متواخيا ، ووصلتهما بجزء ثالث متوخيا متضمنا لرواياتنا خاص ، وأوضح عن صحيح الرواية وصريحها ، والكشف عن ادغال من ادغل فيها ، متوخيا في جميع ذلك رضا الله جل اسمه والقربة إليه والزلفه لديه ، وحسبي الله وأتو كل عليه وهو حسبى ونعم الوكيل.

__________________

(١) قد سبقه في جمع ما قيل من الاشعار في الائمة الاثنى عشر شيخنا ثقة الاسلام الكليني المتوفى سنة ٣٢٨ صاحب الكافي فانه افرد في ذلك كتابه المسمى بكتاب ما قيل في الائمة الاثنى عشر من الشعر.

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

ما رواه عامة أصحاب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اعداد الائمة الاثنى عشر عليهم السلام وأسمائهم.

من ذلك ما روى في اعدادهم خاصة عن صلى الله عليه وآله عبد الله بن مسعود الهذلى.

قال : حدثنا عبد الصمد بن على بن محمد بن مكرم ، ومحمد بن عبد الله بن عتاب ، ومحمد بن ثابت الصيلنايى (١) ثلثتهم قالوا : حدثنا اسمعيل بن اسحق القاضى : قال حدثنا سليمان بن حرب الواشجى ، قال : حدثنا حماد بن يزيد عن مجاهد عن الشعبى عن مسروق ، قال : كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرينا القرآن ، فقال له رجل : يا ابا عبد الرحمن هل سئلتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كم يملك امر هذه الامة من خليفة بعده؟ فقال له عبد الله : ما سئلني عنها أحد منذ قدمت العراق سالنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : اثنا عشر عدة نقباء بنى اسرائيل (٢)

قال انس بن مالك الانصاري

حدثنى أبو الحسن على بن ابراهيم بن حماد الازدي ، قال : حدثنى أبى

__________________

(١) يحتمل اتحاده مع ما ياتي في سند رواية جابر ولم أجد صحيحه في كتب الرجال.

(٢) اخرجه في اثبات الهداة ج ص ١٩٦ واخرجه احمد في مسنده ج ١ ص ٣٧٨ وقال في مقاليد الكنوز اسناده صحيح واخرجه الحاكم والطبراني والمتقى والسيوطي وغيرهم.

٣

قال : حدثنى محمد بن مروان ، قال حدثنى عبد الله بن امية مولى بنى مجاشع عن ييد الرقاشى عن انس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لن يزال الدين قائما الى اثنى عشر من قريش ، فإذا هلكوا ماجت الارض باهلها (١).

قال جابر بن سمرة الاحمسي

حدثنا محمد بن عمر بن المفضل بن غالب الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن ابى خيثمة ، قال : حدثنا على بن جعد عن زهير بن معاوية ، عن زياد بن خيثمة عن الاسو بن سعيد الهمداني ، قال : سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : يكون بعدى اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، فقالوا له ثم يكون ماذا؟ قال : ثم يكون الهرج (٢).

قال عبد الله بن ابى اوفى الاسلمي

اخبرنا أبو العباس ، أحمد بن ممد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا عبد الله بن مستورد (٣) قال حدثنا مخول ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، عن

__________________

(١) اخرجه في اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٦ واخرجه ابن بطة في الابانة باسناده عن انس ولفظه هذا لدبن قائما الى اثنا عشر من قريش فإذا مضوا ساخت الارض باهلها وفى نسخة ماجب (كشف الاستار ص ٩٩) وارج في الكفاية ص ٢٩٧ عن ابى عبد الله الجوهرى مصنف هذا الكتاب بسنده عن انس بن مالك قال صلى بنا رسول الله صلوة الفجر ثم اقبل علينا وقال معاشر اصحابي من احب اهل بيتى حشر معنا ومن استمسك بالاوصياء من مدى فقد استمسك بالغروة الوثقى فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال يا رسول الله كم الائمة بعدك قال عدد نقباء بنى اسرائيل فقال كلهم من اهل بيتى تسعة من صلب الحسين والمهدى منهم.

(٢) اخرجه في اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٦ واخرجه بلفظه أو بمعناه عن جابر جماعة من اكابر الجمهور كاحمد وارباب السنن الا النسائي والخطيب والبن الاثير والحاكم والسيوطي وغيرهم.

(٣) مذاهو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل عبد الله بن مسعود والظاهر انه تصحيفه.

٤

زياد بن منذر ، قال حدثنا عبد العزيز بن خضير ، قال : سمعت عبد الله بن أبى أوفى يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون بعدى اثنا عشر خليفة من قريش ، ثم تكون فتنة دو ارة! قال : قلت : انت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال : نعم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وان على عبد الله بن أبى أوفى يومئذ برنس خز (١).

قال عبد الله بن عمرو بن العاص السهمى

حدثنا أبو الحسن بن احمد بن سعيد المالكى الحربى ، قال : حدثنا احمد بن عبد الجبار الصوفى ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعد بن أبى هلال ، عن ربيعة بن سيف ، قال : كنا عند سيف الاصمعي ، فقال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : كون خلفي اثنا عشر خليفة (٢).

قال بعض الرواة : هم مسمون كنينا عن اسمائهم ، وذكر ربيعة بن سيف قوما لم نجدهم في غير روايته ، قال الشيخ أبو عبد الله احمد بن محمد بن عياش : فإذا كانت هذه العدة المنصوصة عليها لم توجد في القائمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا في بنى امية ، لان عدة خلفاء بنى امية تزيد على الاثنى عشر ، ولا في الائمين من بعدهم الا زايده عليهم ، ولم تدع فرقة من رق الامة هذه العدة في ائمتها غير الامامة دل ذلك على ان ائمتهم المعنيون بها

__________________

(١) اخرجه في البحار ج ٩ ص ١٦٠ وفى اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٧ عن هذا الكتاب.

(٢) اخرجه الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن شفى الاصبحي واخرجه ابن شهر آشوب في المناقب والطبرسي في اعلام الورى عن شقيق والظاهر ان الصحيح شفى واخرجه في اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٧ واخرجه في البحار ج ٩ ص ١٦٠ عن هذا الكتاب.

٥

ومن ذلك ما رواه عن رسول الله (ص) من اسمائهم واعدادهم معاسلمان لفارسي رضوان الله عليه (١) حدثنا أبو على أحمد بن محمد بن جعفر الصولى البصري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح بن رعيدة قال : حدثنى الحسين بن حميد بن الربيع ، قال : حدثنا الاعمش ، عن محمد بن خلف الطاطرى ، عن زاذان عن سلمان قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فلما نظر الى قال : يا سلمان ان الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا رسلا الا جعل له اثنى عشر نقيبا ، قال : قلت له : يا رسول الله! لقد عرفت هذا من اهل الكتابين ، قال : يا سلمان فهل عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للامامة من بعدى؟ فقلت : الله ورسوله أعلم! قال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ، ودعانى فاطعته وخلق من نوري نور على عليه السلام فدعاه الى طاعته فاطاعه ، وخلق من نوري ونور على فاطمة فدعاها فاطاعته ، وخلق منى ومن على وفاطمة الحسن والحسين فدعا هما فاطاعاه ، فسمانا الله عز وجل بخمسة اسماء من أسمائه ، فالله محمود وانا محمد ، والله العلى وهذا على ، والله فاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الاحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين ، ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة ائمة فدعاهم فاطاعو قبل أن يخلق الله عز وجل سماءا مبنية ، وأو ارضا مدحية ، أو هواءا وماءا وملكا أو بشرا ، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه

__________________

(١) اخرجه المحدث النوري في نفس الرحمن عن هذا الكتاب مع اختلاف في بعض العبارات وقال وفى الباب التاسع والستين من مصباح الشريعة للصادق روى باسناد صحيح عن سلمان واخرجه على بن محمد بن يونس العاملي الناطى البياضى المتوفى ٨٧٧ في الصراط المسقيم في الباب العاشر في القطب الثاني مختصرا والبحراني في بهجة النظر في اثبات الوصية والامامة للائمة الاثنى عشر بسنده الى سلمان واخرجه حسن بن سليمان الحلى تلميذا الشهيد الاول في المختصر ص ١٩٦ وابن جرير الطبري في دلايل الامامة بسنده عن زاذان واخرجه في اثبات الهداة مختصرا ج ٣ ص ١٩٧ واخرجه في البحار ج ١٣ ص ٢٣٦٦ عن هذا الكتاب وغيره.

٦

ونسمع له ونطيع ، فقال سلمان : قلت : يا رسول الله! بابى انت وامى مالمن عرف هؤلاء؟ فقال : يا سلمان! من عرفهم حق معرفتهم وافتدى بهم ، فوالى وليهم وتبرء من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن ، قال : قلت : يا رسول الله فهن يكون ايمان بهم بغير معرفة باسمائهم وأنسابهم / فقال : لا يا سلمان ، فقلت : يا رسول الله فانى لى لجنابهم قال : قد عرفت الى الحسين ، قال : ثم سيد العابدين : على بن الحسين ، ثم ولده : محمد بن على باقر علم الاولين والاخرين من النبيز والمرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله ، ثم على بن موسى الرضا الامر الله ، ثم الحسين بن على الصامت الامين على دين الله العسكري ، ثم ابنه حجة الله فلان سماه باسمه ابن الحسن المهدى ، والناطق القائم بحق الله.

قال سلمان : فبكيت ، ثم قلت : يا رسول الله فانى لسمان بادرا كهم؟ قال : يا سلمان انك مدر كهم وأمثالك ومن توليهم بحقيقة المعرفة ، قال سلمان : فشكرت الله كثيرا ، ثر قلت : يا رسول الله! انى مؤجل الى عهدهم قال : يا سلمان اقرء فإذا جاء وعد اوليهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نقيرا قال سلمان : فاشتد بكائى وشوقي وقلت : يا رسول الله! بعهد منك؟ فقال : أي والذى ارسل محمدا انه لبعهد منى وبعلى وفاطمة والحسن والحسين وتسعة ائمة ، وكل من هو منا ومظلوم فينا ، أي والله يا سلمان ، ثم ليحضرن ابليس وجنوده وكل من محض الايمان محضا ، ومحض الكفر محضا ، حتى يؤخذ بالقصاص والاوتار والتراث ولا يظلم ربك أحدا ، ويجرى تأويل

٧

هذه الابة ونريد ان نمن على الذين استضععوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال سلمان رضى الل عنه : فقمت من بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وا يبالى سلمان متى لقى الموت أو لقيه.

قال الشيخ : أبو عبد الله بن عياش : سالت ابا بكر محمد بن عمر الجعايى الحافظ عن محمد بن خلف الطاطرى؟ فقال : هو محمد بن خلف بن موهب الطاطرى ثقة مامون ، وطاطر سيف من أسياف البحر تنسج فيها الثياب ، تسمى الطاطرية كانت تنسب إليها.

قال : وما رواه سلمان ايضا من وجه آخر بلفظ غير هذا وان كان المعنى موافقا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا أبو محمد عبد الله بن اسحق بن عبد العزيز الخراساني المعدل ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال : حدثنا ابراهيم بن الحسن بن يزيد الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن آدم ، عن ابيه آدم ، عن شهر بن حوشب ، عن سلمان الفارسى (١) قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسين بن على عليهما السلام على فخذه ، إذ تفرس في وجهه

__________________

(١) واخرجه المحدث النوري في نفس الرمن عن هذا الكتاب واخرج نحوا من هذا الحديث في الدلالة على الائمة الاثنى عشر عليهم السلام الصدوق بسنده عن سليم عن سلمان في كمال الدين واخصال والعيون والخزاز في الكفاية بسنده عن سليم عن عطاء من سائب عن ابيه وابن شاذان القمى في المناقب الماة عن سلمان وابن طاووس في الطرائف والبحراني في مناقب امير المؤمنين وغيرهم ومن العامة اخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين ج ١ ص ٩٤ والفندوزى في ينابيع المودة ص ٢٥٨ عن كتاب مودة القربى في المودة العاشرة وفى ص ٤٩٢ عن مناقب الخوارزمي بسنده عن سليم عن سلمان وقال اخرجه الحموينى والخرجه في اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩ عن هذا الكتاب مختصرا واخرجه في البحار ج ٩ ص ١٦٠ عن هذا الكتاب.

٨

وقال : يا ابا عبد الله أنت سيد من سادة ، وانت امام بن امام ، أخو امام أبو ائمة تسعة تاسعهم قائمهم ، لمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم.

قال : ومما روته العامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما رووه عن جابر بن عبد الله الانصاري عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

حدثنى محمد بن عثمان بن محمد الصيدانى (١) وغيره قال : حدثنا اسمعيل بن اسحق القاضى ، قال : حدثنا سليمان بن حرب الواشجى ، قال : حدثنا حماد بن زيد (٢) عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان الله اختار من الايام يوم الجمعة ، ومن الليالى ليلة القدر ومن الشهور شهر رمضان ، واختارني وعليا ، واختار من على الحسن والحسين ، واختار من الحسين حجد العالمين تاسعهم قائمهم اعلمهم احكمهم (٣).

قال الشيخ : وقد روى أصحابنا هذا الحديث من طريقهم موافقا.

قال : حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار القمى ، قال : حدثنا أبو العباس : عبد الله بن جعفر الحميرى ، قال : حدثنا احمد بن هلال قال : حدثنا محمد بن أبى عمير سنة اربع ومائتين قال : حدثنى سعيد بن غزوان عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام (٤) قال : قال رسول الله

__________________

(١) قال الحموى في صيداء : وذكر السمعاني انه ينسب إليها الصيدانى بالنون كانه لحق بصنعاء وصنعاني وبهراء وبهرانى.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار فانه الذى يروى عن عمرو بن دينار كما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٩ لكن في الاصل «حماد بن يزيد».

(٣) اخرجه في البحار ج ١٦٠ ٩ وفي اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٨ عن هذا الكتاب.

(٤) واخرجه الصدوق في كمال الدين بسنده عن سعيد بن غزوان عن

٩

صلى الله عليه وآله وسلم : ان الله اختار من الايام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالى ليلة القدر ، واختار من الناس الانبياء واختار من الانبياء الرسل ، واختارني من الرسل ، واختار منى عليا ، واختار من على الحسن والحسين ، واختار من الحسين الاوصياء ، ينفون عن التنزيل تحيف الضالين وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين ، تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم ، وهو افضلهم.

قال : وما رووه عن أبى سلمى راعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه من اسماء الائمة وأعدادهم.

حدثنا أبو الحسن على بن سنان الموصلي المعدل ، قال : أخبرني احمد بن محمد الخليلى الاملي ، قال : حدثنا محمد بن صالح الهمداني ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد قال : اخبرني الريان بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : سمعت سلام بن أبى عمرة قال : سمعت أبا سلمى (١)

__________________

ابى بصير والنعماني في غيبته بسنده عن سعيد عن ابى بصير والشيخ في غيبته ايضا بسنده عن ابى بصير ومحمد بن جرير الطبري في دلايل الامامة بسنده ما يقرب منه وحسن بن سليمان في المختصر نحوه واخرجه في البحار عن هذا الكتاب ج ٩ ص ١٦٠ وشيخنا شيخ الطائفة في الغيبة والسيد ابن طاوس المتوفى ٦٦٤ في الطرائف وابى الحسن محمد بن شاذان القمى ابن اخت قولويه في المناقب الماة والمجلسي المتوفى ١١١٠ في البحار عن جماعة مسندا عن ابى سلمى وعن تفسير فرات بن ابراهيم مسندا عن ابى جعفر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله والفندوزى المتوفى ١٢٩٤ في ينابيع المودة ص ٤٨٦ والسيد البحراني المتوفى ١٠٧ في غاية المرام ومناقب امير المؤمنين.

(١) اخرج هذا الحديث جماعة من اعلام الخاصة والعامة منهم الموفق بن احمد الخوارزمي المتوفى ٥٣٨ أو ٥٦٨ في مقتل الحسين عليه السلام ج ١ ص ٩٥ والحموينى في آخر فرايد السمطين ج ٢ واخرجه في البحار ج ٩ ص ١٢٥ وفى اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٨ مختصرا عن هذا الكتاب.

١٠

راعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ليلة اسرى بى الى السماء قال العزيز جل ثناؤه : آمن الرسول بما انزل إليه من ربه قلت : والمؤمنون ، قال : صدقت يا محمد! من خلفت لامتك؟ قلت : خيرها ، قال : على بن أبى طالب؟ قلت : نعم ، قال : يا محمد! انى اطلعت على الارض اطلاعة فاخترتك منها ، فشققت لك اسما من اسمائي ، فلا اذكر في موضع الا وذكرت معى ، فانا المحمود وانت محمد ، ثم اطلعت فاخترت منها عليا ، وشققت له اسما من اسمائي ، فانا الاعلى وهو على ، يا محمد اين خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين من سن نوري ، وعرضت ولايتكم على اهل السموات والارضين ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين ، يا محمد! لو ان عبدا من عبادي عبدنى حتى ينقطع أو بصير كالشن البالى ، ثم اتانى جاحدا لولا يتكم ، ما غفرت له أو يقر بولايتكم يا محمد! تحب ان تراهم؟ قلت : نعم يا رب فقال لى : التفت عن يمين العرض فالتفت وإذا بعلى وفاطمة والحسن والحسين ، وعلى بن الحسين ، ومحمد بن على ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلى بن موسى ، ومحمد بن على ، وعلى بن محمد ، والحسن بن على ، والمهدى في ضحضا من نور (١) قياما يصلون ، وهو في وسطهم ـ يعنى المهدى ـ كانه كوكب درى فقال : يا محمد! هؤلاء الحجج وهو الثائر من عرتك ، وعزتي وجلالى انه الحجة الواجبة لاوليائي ، والمنتقم من اعدائي.

قال : وما رووه من اعدادهم واسمائهم مما وجد في ارض الكعبة في كتاب مكتوبا حدثنا (٢) أبو الحسن محمد بن احمد بن عبيد الله بن

__________________

(١) الضحضاح ـ كما قال الجزرى ـ : ما رق من الماء على وجه الارض واستعير للنور في قوله (ص) في ضحضحاح من نور.

(٢) اخرجه في البحار ج ٩ ص ١٢٥ وفى اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٨ عن هذا الكتاب.

١١

احمد بن عيسى المنصوري الهاشمي بسر من راى ، سنة تسع وثلثين وثلثماة قال : حدثنى عم ابى موسى بن عيسى [بن احمد بن عيسى بن المنصور] (١) قال : حدثنى الزبير بن بكار قال : حدثنى عتيق بن يعقوب قال : حدثنى عبد الله بن ربيعة رجل من اهل مكة ، قال : قال لى ابى انى محدثك الحديث فاحفظه عنى واكتمه على مادمت حيا أو ياذن الله فيه بما يشاء : كنت مع من عمل مع ابن الزبير في الكعبة ، حدثنى ان ابن الزبير ام العمال ان يبلغوا في الارض ، قال : فبفغنا صخرا امثال الابل ، فوجدت على بعض تلك الصخور كتابا موضوعا ، فتناولته وسترت امره ، فلما صرت الى منزلي تأملته فرأيت كتابا لا ادرى من أي شئ هو؟ ولا ادرى الذى كتب به ما هو؟ الا انه ينطوى كما ينطوى الكتب فقرأت فيه باسم الاول لا شئ قبله ، لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلومهم ، ولا تعطوها غير مستحقها تظلموها ، ان الله يصيب بنوره من يشاء والله يهدى من يشاء والله فعال لما يريد ، بسم الاول لا نهاية له ، القائم على كل نفس بما كسبت ، كان عرشه على الماء ثم خلق الخلق بقدرته ، وصورهم بحكمته وميزهم بمشئته كيف شاء وجعلهم شعوبا وقبائل وبيوتا لعلمه السابق فيهم ، ثم جعل من تلك القبائل قبيلة مكرمة سماها قريشا ، وهى اهل الامامة ، ثم جعل من تلك القبيلة بيتا خصه الله بالبناء والرفعة ، وهم ولد عبد المطلب حفظة هذا البيت وعماره وولاته وسكانه ، ثم اختار من ذلك البيت نبيا يقال له محمد ويدعى في السماء احمد ، ويبعثه الله تعالى في آخر الزمان نبيا ولرسالته مبلغا ، وللعباد الى دينه داعيا منعو تافى الكتب تبشر به الانبياء ويرث علمه خير الاوصيا ، ويبعثه الله وهو ابن اربعين عند ظهور الشرك وانقطاع الوحى وظهور الفتن ، ليظهر الله به دين الاسلام

__________________

(١) ما بين المعقتين انما هو في نسخة الاصل دون نسخة البحار.

١٢

ويدحر (١) به الشيطان ، ويعبد به الرحمن ، قوله فصل ، وحكمه عدل ، يعطيه الله النبوة بمكة والسلطان بطيبة ، له مهاجرة من مكة الى طيبة وبها موضع قبره ، ويشهر سيفه ويقاتل من خالفه ، ويقيم الحدود فيمن اتبعه وهو على الامة شهيد ولهم يوم القيمة شفيع ، يؤيده بنصره ، ويعضده باخيه وابن عمه وصهره وزوج ابنته ووصيه في امته من بعده وحجة الله على خلقه ، ينصبه لهم علما عند اقتراب اجله ، هو باب الله فمن اتى الله من غير الباب ضل يقبضه الله وقد خلف في امته عمودا بعدان يبينه لهم ، يقول بقوله فيهم ، ويبينه لهم هو القائم من بعده والامام والخليفة في امته ، فلا يزال مبغوضا محسودا مخذولا ومن حقه ممنوعا لاحقاد في القلوب ، وضغاين في الصدور ، لعلو مرتبته وعظم منزلته وعلمه وحلمه ، وهو وارث العلم ومفسره ، مسؤل غير سائل عالم غير جاهل ، كيرم غير ليئم ، كرار غير فرار ، لا تأخذه في الله لومة لائم يقبضه الله عز وجل شهيدا بالسيف مقتولا وهو يتولى قبض روحه ويفن في الموضع المعروف بالغرى ، يجمع الله بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم القائم من بعده ابه الحسن سيد الشباب وزين الفتيان ، يقتل مسموما يدفن بارض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع ، ثم يكون بعده الحسين عليه السلام امام عدل يضرب بالسيف ويقرى الضيف ، يقتل بالسيف على شاطئ الفرات في الايام الزاكيات ، يقتله بنو الطوامث والبغيات يدفن بكر بلا وقبره للناس نور وضياء وعلم ، ثم يكون القائم من بعده ابنه على سيد العابدين وسراج المؤمنين ، يموت موتا يدفن في ارض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع ، ثم يكون الامام القائم بعده المحمود فعاله محمد باقر العلم ومعدنه وناشره ومفسره ، يموت موتا يدفن بالبقيع من ارض طيبة ، ثم

__________________

(١) دحره : طرده. أبعده.

١٣

يكون بعده الامام جعفر وهو الصادق بالحكمة ناطق مظهر كل معجزة وسراج الامة ، يموت موتا بارض طيبة موضع قبره البقيع ، ثم الامام بعده المختلف في دفنه سمى المناى ربه موسى بن جعفر ، يقتل بالسم في محبسه بدفن في الارض المعرفة بالزوراء ، ثم القائم بعده ابنه الامام على الرضا المرتضى لدين الله امام الحق ، يقتل بالسم في ارض العجم ، ثم الامام بعده ابنه محمد يموت موتا يدفن في الارض المعروفة بالزوراء ، ثم القائم بعده ابنه على لله ناصر ويموت موتا ويدفن في المدينة المحدثة ، ثم القائم بعده ابنه الحسن وارث علم النبوة ومعدن الحكمة يستضاء به من الظلم ، يموت موتا يدفن في المدينة المحدثة ، ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يامر بالعدل ويفعله وينهى عن المنكر ويجتنبه ، يكشف الله به الظلم ويجلوبه الشك والعمى يرعى الذنب في ايامه مع الغنم ، ويرضى عنه ساكن السماء والطير في الجو والحيتان في البحار ، ياله من عبدما أكرمه على الله ، طويى لمن اطاعه وويل لمن عصاه طوبى لمن قاتل بين يديه فقتل أو قتل أو لئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون واولئك هم المفلحون واولئك هم الفائزون.

قال : وما رووه في مسائل اليهودي الوارد الى المدينة في ايام عمر ومسائله لامير المؤمنين (ع) وفيها الاثنى عشر ائمة بعد محمد صلى الله عليه وعليهم.

حدثنى أبو على الحسن بن على السلمى قال : حدثنا احمد بن ايوب بن ممد ، قال : حدثنا محمد بن يحيى الا زدى ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن جعفر بن سليمان عن ابى هارون العبدى عن عمر بن سلمة (١)

__________________

(١) اخرج هذا الحديث من العامة القندوزى في نابيع المودة (ص ٤٣٣) عن عامر بن واثلة وصدر الدين ابراهيم بن محمد الجوينى الحموئى في فرائد

١٤

قال : شهدت مشهدا ما شهدت مثله كان أعجب عندي ، ولا أوقع على قلبى منه ، قال : فقيل : يا ابا جعفر فما ذاك؟ قال : لما مات أبو بكر أقبل الناس يبايعون عمر بن الخطاب إذ إقبل يهودى (١) قد اقر له بالمدينة يهودها انه أعلمهم ، وكذلك كان أبوه من قبل فيهم ، فقال : يا عمر من أعلم هذه الامة بكتاب الله وسنة نبيه؟ فاشار بيده الى على بن أبى طالب عليه السلام ، قال : فاتاه اليهودي فقال : يا على انت كما زعم عمر بن الخطاب؟ فقال له وما زعم؟ فقال له : يزعم انك أعلم هذه الامة بكتاب الله وسنة نبيه ، فقال له : يا يهودى سل عما بدا لك تخبر انشاء الله تعالى ، فقال : انى سائلك عن ثلاث وثلث وواحدة ، فقال على عليه السلام : ولم لا تقول سبعا؟ فقال له : لا إقول سبعا ولكن أسئلك عن ثلث! فان أجبتني فيهن سألتك عما بعدهن ، والاعلمت انه ليس فيكم عالم ومضيت ، فقال له على عليه السلام : فانى سائلك بالهك الذى تعبده ان اجبتك في كل ما سئلتنى عنه لتد عن دينك ولتدخلن في دينى؟ فقال له اليهودي : ما جئت الا للاسلام فقال له على : سل عما شئت! فقال له : أخبرني عن أول قطرة دم قرت على وجه الارض أي شئ هو؟ وأخبرني عن أول عين فاضت على وجه الارض أي عين هي؟ وأول شجر اهتزت على وجه

__________________

السمطبن مع اختلاف في بعض العبارات فراجع العبقات (ص ٢٤٠ ج ٢ ـ ج ١٢) وليس فيهما (لا ازيد يوما واحدا ولا انقص يوما واحدا) وقد روى مثل هذا الديث في الدلالة على الائمة الاثنى عشر وسؤال اليهودي عن امير المؤمنى (ع) بطرق متعددة في كمال الدين وغيبة الشيخ واعلام الورى والبحار وغيرها فراجع واخرجه في البحار ص ١٢٦ ج ٩ وفى اثبات الهداة ج ٣ ص ١٩٩ مختصرا عن هذا الكتاب.

(١) وكان من أولاد هارون بن عمرانكما ذكره الكليني في الكافي وغيره في غيره وسياتى في الرواية ايضا ما يفيد ذلك ، ويحتمل سقطه منهذا الموضع من الرواية.

١٥

الارض أي شجرة هي؟ فقال له على عليه السلام : يا هاروني! اما أنتم فتقولون : أول قطرة دم قطرت على وجه الارض حيث قتل ابن آدم أخاه ، وليس هو كما تقولون ، ولكن أقول : اول قطرة قطرت على جه الارض حيث طمثت حواء وذلك قبل أن تلد ابنها شيثا ، قال : صدت قال له على عليه السلام : اما انتم ففتقولون : ان أول شجرة اهتزت على الارض الشجرة التى كان منها سصفينة نوح وهى الزيتونة ، وليس هو كما تقولون! ولكنها النخلة التى نزلت مع آدم عليه السلام من الجنة وهى العجوة ومنها يتفرق ما ترى من أنواع النخل ، قال : صدقت فقال له على عليه السلام : اما أنتم فتقولون : ان أول عين فاضت على وجه الارض عين اليقور ، وهى العين التى تكون في بيت المقدس وليس هو كما تقولون ، ولكنها عين الحياة التى وق عليها موسى بن عمران وفتاه ، ومعهم النون المالحة فسقطت فيها فحييت ، وكذلك ماء تلك العين لا يصيب شئ منها الاحيى ، وكذلك كان الخضر عليه السلام على مقدمة ذى القرنين في طلب عين الحيوة اصابها الحضر عليه السلام فشرب منها ، وجاء ذو القرنين يطلبها فعدل عنها قال : صدقت والذى لا اله الاهو انى لاجده في كتاب أبى هرون بن عمران كتبه بيده واملاء موسى بن عمران ، قال : فاخبرني عن الثلث الخر ، أخبرني عن محمد كم له من امام؟ وأى جنة يسكن ومن ساكنها معه في جنته؟ وعن أول حجر هبط الى الارض؟ فقال على عليه السلام : يا هاروني ان لمحمد صلى الله عليه وآله اثنى عشر اماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم ، أرسب في الدين من الجبال الراسيات في الارض ، وان مسكن محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جنة عدن التى قال الله عز وجل كن فيها ، فكان وفيها انفجرت انها الجنة وسكان محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جنته اولئك الاثنى عشر امام عدل ، وأول حجر هبط فانتم تقولون هي الصخرة التى

١٦

في بيت المقدس وليس كما تقولون ، ولكنه الذى في بيت الله عزوجل الحرام هبط به جبرئيل الى الارض وهو اشد بياضا من الثل ، فاسود من خطايا بنى ادم فقال له اليهودي : صدقت والذى لا إليه الاهو انى لاجدها في كتاب أبى هرون واملاء موسى ، فقال اليهدى : وبقيت واحدة! وهى أخبرني عن وصى محمد كم يعيش وهل يموت أو يقتل؟ فقال له على : يا يهودى وصى محمد أنا أعيش بعده ثلثين سنة لا أزيد يوما واحدا ولا انقص يوما واحدا ، ثم ينبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود ، فيضربنى ضربة هيهنا في قرنى ، فيخضب لحيتى ، قال : وبكى على عليه السلام بكاءا شديدا ، قال : فصاح اليهودي وأقبل يقول : اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد ان محمد عبده ورسوله ، واشهد يا على انك وصى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وانه ينبغى لك ان تفوق ولاتفاق ولن تعظم ولا تستضعف ، وان تقدم ولا يتقدم عليك ، وان تطاع فلا تعصى وانك لاحق بهذا المجلس من غيرك ، واما أنت يا عمر فلا صليت خلفك أبدا فقال له على : كف يا هرونى من صوتك ، ثم اخرج الهاروني من كمه كتابا مكتوبا بالعبرانية ، فاعطاه عليا عليه السلام فظر فيه على عليه السلام فبكا ، فقال له الهاروني : ما يبكيك؟ قال له على عليه السلام : يا هرون : هذا فيه اسمى مكتوبا ، فقال له : يا على! اقرء اسمك في أي موضع هو مكتوب فانه كتاب بالعبرانية وانت رجل عربي؟! فقال له على عليه السلام : ويحك يا هرونى! هذا اسمى أما في التورية سمى هابيل وفى الانجيل حيدار فقال له اليهودي ، صدقت والذى لا اله الا هو ، انه لخط أبى هرون واملاء موسى بن عمران توارثته الآباء حتى صار الى ، قال : فاقبل على يبكى ويقول : الحمد لله الذى لم يجعلني عنده منسيا الحمد لله الذى أثبتني في صحف الابرار ، ثم أخذ على عليه السلام بيد الرل فمضى الى منزله ، فعلمه معالم الخير وشرايع الاسلام قال وما رويته ام سليم صاحبة الحصاة

١٧

وليست بجابة الوالبية لابام غانم صاحبتي الحصاة هذه ام سليم غيرهما واقدم منهما من طريق العامة.

حدثا أبو صالح سهل بن محمد الطر طوسى القاضى ـ قدم علينا من الشام في سنة اربعين وثلثمائة ـ قال : حدثنا أبو فروة زيد بن محمد الرهاوى قال : حدثنا عمار بن مطر ، قال : حدثنا أبو عوانة عن خالد بن علقمة ، عن عبيدة بن عمرو السلمانى ، قال : سمعت عبد الله بن خباب بن الارت قتيل الخوارج يقول : حدثنى سلمان الفارسى والبراء بن عازب قالا : قالت ام سليم.

ومن طريق أصحابنا حدثنى أبو القاسم علي بن حبشي بن قونى ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن ملك الفزارى ، قال : حدثنى الحسين بن أحمد المنقرى التميمي ، قال : حدثنى الحسن بن محبوب ، قال : حدثنى أبو حمزة الثمالى عن زر بن حبيش الاسدي ، عن عبد الله بن خباب بن الارت قتيل الخوارج عن سلمان الفارسى والبراء بن عازب ، قالا : قالت ام سليم وبين الحديثين خلاف في الالفاظ وليس في عدد الاثنى عشر خلاف الا انى سقت حديث العامة لماشر طناه في هذا الكتاب ، قالت ام سليم : كنت امرأة قد قرأت التوراة والانجيل ، فعرفت اوصياء الانبياء وأحببت ان أعرف وصى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما قدمت ركابنا المدنية أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفت الركاب مع الحى فقلت له : يا رسول الله ما من نبى الا وكان له خليفتان خليفة يموت قبله وخليفة يبقى بعده ، وكان خليفة موسى عليه السلام في حيوته هارون فقبض قبل موسى ، ثم كان وصيه بعد موته يوشع بن نون ، وكان وصى عيسى في حيوته كالب بن يوفنا فتوفى كالب في حيوته يسى ووصيه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ابن عمة مريم ، وقد نظرت في الكتب الاولى فما وجدت لك الاوصيا واحدا في حيوتك

١٨

وبعد وفاتك ، فبين لى بنفس انت يا رسول الله من وصيك؟ فقال رسول الله : ان لى وصيا واحدا في حيوتى وبعد وفاتي ، قلت له : من هو؟ فقال : ايتينى بحصاة ، فرفعت إليه حصاد من الارض فوضعها بين كفية ثم فركها بيده كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوته حمراء ختمها بخاتمه ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثم أعطانيها وقال : يا ام سليم من استطاع مثل هذا فهو وصى ، قالت : ثم قال لى : يا ام سليم وصيى من يستغنى بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن ، فنظرت الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ضرب بيده اليمنى الى السقف وبيده اليسرى الى الارض قائما لا ينحنى في حالة واحدة الى الارض ، ولا يرفع نفسه بطرف قدميه ، قالت : فخرجت فرأيت سلمان يكنف عليا ويلوذ بعقوته دون من سواه من اسرة محمد صلى الله عليه وآله (١) وصحابته على حداثة من سنة ، فقلت في نفسي : هذا سلمان صاحب الكتب الاولى قبلى صاحب الاوصياء وعنده من العلم ما لم يبلغني ، فيوشك أن يكون صاحبي ، فاتيت عليا فقلت : أنت وصى محمد؟ قال : نعم وما تريدين؟ قلت له : وما علامة ذلك؟ فقال : ايتينى بحصاة ، قالت : فرفعت إليه حصاة من الارض فوضعها بين كفيه ، ثم فركها بيده ، فجعلها كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوته حمراء ، ثم ختمها فبد النقش فيها للناظرين ، ثم مشى نحو بيته فاتبعته لاسئله عن الذى صنع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فالتفت الى ففعل مثل الذى فعله فقلت : من وثيك يا ابا الحسن؟ فقال : من يفعل مثل هذا ، قالت ام سليم : فلقيت الحسن بن على عليه السلام فقلت : أنت وصى أبيك؟ هذا وإنا أعجب من صغره وسؤالي إياه ، مع انى كنت عرفت صفته الاثنى عشر اماما وأبوهم سيدهم وأفضلهم ، فوجدت ذلك في الكتب الاولى ، فقال لى : نعم أنا وصى أبى فقلت

__________________

(١) العقوة : الساحة واسرة الرجل : أهله المعروفون بالعائلة.

١٩

وما علام ذلك؟ فقال ايتينى بحصاة قالت : فرفعت إليه حصاة من الارض فوضعها بين كفية ثم سحقها كسحيق الدقيقثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثم ختمها فبد النقش فيها ثم دفعا الى فقلت له : فمن وصيك؟ فقال من يفعل مثل هذا الذى فعلت ، ثم مد يده اليمنى حتى جاوزت سطوح المدينة وهو قائم ، ثم طأطأ يده اليسرى فضرب بها لاراض من غيران ينحنى أو يتصعد ، فقلت في نفسي : من يرى وصيه؟ فخرجت من عنده فلقيت الحسين عليه السلام وكنت عرفت نعته من الكتب السالفة بصفته وتسعة من ولده اوصياء بصفاتهم ، غيرانى أنكرت حليته لصغر سنة ، فدنوت منه وهو على كسرة رحبة المسجد (١) فقل له : من أنت يا سيدى؟ قال : انا طلبتك يا ام سليم انا وصى الاوصياء وأنا أبو التسعة الائمة الهادية ، أنا وصى اخى الحسن وأخى وصى أبى على وعلى وصى جدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعجبت من قوله فقلت : ما علامة ذلك؟ فقال : ايتينى بحصاة ، فرفعت إليه حصاة من الارض قالت ام سليم : لقد نظرت إليه وقد وضعها بين كفيه ، فجعلها كهيئة السحيق من الدقيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ، فحتمها بخاتمه فثبت النقش فيها ثم دفعا الى وقال لى : انظري فيها يا ام سليم ، فهل ترين فيها شيئا؟ قالت ام سليم : فنظرت فإذا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى والحسن والحسين وتسعة ائمة صلوات الله عليهم أوصياء من ولد الحسين عليه السلام ، قد تواطئت أسمائهم الاثنين منهم أحدهما جعفر والاخر موسى ، وهكذا اقرأت في الانجيل فعجبت ثم قلت في نفسي : قر أعطاني الله الدلائل ولم يعطها من كان قبلى ، فقلت يا سيدى أعد على علاة اخرى! قالت : فتبسم وهو قاعد ثم قام فمد يده اليمنى الى السماء فوالله لكانها عمود من نار تخرق الهواء حتى توارى عن عينى وهو قائم لا يعبا بذلك ولا يتحفز ، فاسقطت وصعفت

__________________

(١) الكسر : جانب البيت.

٢٠