مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

عافيَتِكَ وَأَداءِ حَقِّكَ ، وَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ قَلْبا سَلِيماً وَلِسانا صادِقا ، وَأسْتَغْفُرِكَ لِما تَعْلَمُ ، وَأسْألُكَ خَيْرَ ماتَعْلَمُ ، وَأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ماتَعَلمُ فَإنَّكَ تَعْلَمُ وَلانَعْلَمُ وأنْتَ عَلاّمُ الغُيوبِ (١).

الخامس : عن الصادق عليه‌السلام قال من قال هذه الكلمات عند كل صلاة مكتوبة ، حفظ في نفسه وداره وماله وولده : أُجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدِي وَأهْلي وَداري وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِالله الواحِدِ الاحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أحَد ، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ ، إلى اَّخر السورة ، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ ... إلى اَّخر السورة ، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدِي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِالله لا إلهَ إِلاّ هوَ الحَي القَيّومُ لاتَأخُذَهُ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ إلى آخر آية الكرسي (٢).

الفصل الخامس

في أدعية مأثورة للرزق

وهي خمسة

الأول : عن معاوية بن عمار قال : سألت الصادق عليه‌السلام أن يعلّمني دعاءً للرزق فعلّمني دعاءً ما رأيت أجلب منه للرزق قال : قل : اللّهُمَّ ارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ الحَلالِ الطَيّبِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيباً بَلاغاً لِلدُنيا وَالاخِرَةِ صَبَّاً صَبَّاً هَنيئاً مَريئاً مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلامَنٍّ مِنْ أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ إِلاّ سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ الواسِعَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ (إسْأَلوا الله مِنْ فَضْلِهِ) (٣) ؛ فَمِنْ فَضْلِكَ أسْأَلُ وَمِنْ عَطيتُكَ أسْأَلُ وَمِنْ يَدِكَ المَلاى أسْأَلُ (٤).

الثاني : عن الباقر عليه‌السلام أنّه قال لزيد الشحام : أدع للرزق في المكتوبة وأنت ساجد : يا خَيْرَ المَسْؤولينَ وَياخَيْرَ المُعْطينَ ارْزُقْني وارْزُقْ عيالي مِنْ فَضْلِكَ فإنَّكَ ذو الفَضْلِ العَظيمِ (٥).

الثالث : عن أبي بصير قال : شكوت إلى الصادق عليه‌السلام الحاجة ، وسألته أن يعلّمني دعاءً في

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٤٨ ح ٦ مع اضافات في اوّله.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٤٩ ح ٨.

٣ ـ النساء : ٤ / ٣٢.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٥٠ ح ١.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٥١ ح ٤.

٨٢١

طلب الرزق ، فعلّمني دعاءً مااحتجت منذ دعوت به. قال عليه‌السلام : قل في صلاة الليل وأنت ساجد : يا خَيْرَ مَدْعوٍّ وَياخَيْرَ مسؤولٍ ، يا أوسَعَ مَنْ أعْطى وَياخَيْرَ مُرْتَجى ارْزُقْنِي وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ (١) إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٍ (٢).

أقول : ذكر هذا الدعاء الشيخ الطوسي في السجدة الثانية من الركعة الثامنة ، من نافلة الليل في كتاب المصباح (٣).

الرابع : روي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علّم هذا الدعاء لطلب الرزق : يا رازِقَ المُقِلّينَ وياراحِمَ المَساكينَ وَيأوليَّ المؤمِنينَ وَياذا القوَّةِ المَتينِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي وَعافِني وَاكْفِنِي ماأهَمَّني (٤).

الخامس : روى أبو بصير هذا الدعاء عن الصادق عليه‌السلام لطلب الرزق وقال عليه‌السلام : إن هذا الدعاء هو دعاء علي بن الحسين عليه‌السلام : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ المَعيشَةِ مَعيشَةً أتَقَوّى بِها عَلى جَميعِ حَوائِجي وَأتَوَصَّلُ بِها في الحَياةِ إِلى آخِرَتي مِنْ غَيْرِ أنْ تَتْرُفَني فيها فَأطْغى أوْ تَقْتِّرَ بِها عَليَّ فَأشْقى ، وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ ، وَأفْضِلْ عَليّ مِنْ سَبَبِ فَضْلِكَ نِعْمَةً مِنْكَ سابِغَةً وَعَطاءاً غَيْرَ مَمْنونٍ ، ثُمَّ لاتَشْغَِلْني عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ بِإكثارٍ منها تُلْهيني بَهْجَتُهُ وَتُفْتِنُنِي زَهَراتُ زَهْوَتِهِ وَلا بِإقلالٍ عَلَيّ مِنْها يَقْتَصِرُ بِعَمَلي كَدُّهُ وَيَمْلا صَدْري هَمُّهُ. أعْطِني مِنْ ذلك يا ألهي غنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ وَبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضْوانَكَ ، وأعوذُ بِكَ يا ألهي مِنْ شَرِّ الدُّنيا وَشَرِّ ما فيها ، وَلاتَجْعَلْ (٥) عَليّ الدُّنيا سِجْناً وَلا فِراقَها عَليّ حُزناً ، أخْرِجْني مِنْ فِتْنَتِها مَرْضيّاً عَنّي مَقْبولاً فِيها عَمَلي إِلى دارِ الحَيوانِ وَمَساكِنَ الاخْيارِ ، وَأبْدِلْني بِالدُّنيا الفانيةِ نَعيمَ الدارِ الباقيةِ ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ أزَلِها وَزِلْزالِها وَسَطَواتِ شَياطينِها وَسَلاطينِها وَنَكالِها وَمِنْ بَغْي مَنْ بَغى عَليّ فيها ، اللّهُمَّ مَنْ كادَني فَكِدْهُ وَمَنْ أرادَني فَأرِدْهُ ، وَفُلَّ عَنّي حَدَّ مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ ، وأطْفي عَنِّي نارَ مَنْ شَبَّ لي وَقُودَهُ ، وَاكْفِني مَكْرَ المَكَرَةِ وَإفْقَأ عَنّي عُيونَ الكَفَرَةِ وَاكْفِني هَمَّ مَنْ أدْخَلَ عَلَيّ هَمَّهُ وَادْفَعْ عَنّي شَرَّ الحَسَدَةِ وَاعْصِمْني مِنْ ذلك بِالسَكينَةِ وَألْبِسْني دِرْعَكَ الحَصينَةَ وَأحْيني في سِتْرِكَ الوافي وَأصْلِحْ لي حالي وَصَدِّقْ قَوْلي بِفِعالي وَبَارِكْ لي

_________________

١ ـ فضلك ـ خ ـ.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٥٢ ح ٥.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ١٤٧.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٥٢ ح ٧.

٥ ـ في نسخة : لا تجعل.

٨٢٢

في أهْلي (١).

أقول : قد مرّ في الباب الثاني ، عند ذكر الصلوات ، مايصلّى لزيادة الرزق.

الفصل السادس

في ذكر دعاءين للدين

الأول : عن الصادق عليه‌السلام قال : قل : اللّهُمَّ لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ تُيَسِّرُ عَلَيَّ غُرَمائي بِها القَضاء وَتُيَسِّرُ لي بِها الاقْتِضاءَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (٢).

الثاني : هذا الدعاء المروي عن موسى بن جعفر عليه‌السلام : اللّهُمَّ ارْدُدْ إِلى جَميعِ خَلْقك مَظالِمَهُمْ الَّتي قِبَلي صَغيرها وَكَبيرَها في يُسْرٍ مِنْكَ وَعافيةٍ وَمالَمْ تَبْلُغْهُ قوَّتي وَلَمْ تَسَعْهُ ذاتُ يَدي وَلَمْ يقوَ عَلَيْهِ بَدَني ويَقيني وَنَفْسي فَأدِّهِ عَنّي مِنْ جَزيلِ ماعِندَكَ مِنْ فَضْلِكَ ، ثُمَّ لاتَخْلِفْ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْئاً تَقْضيهِ مِنْ حَسَناتي يا أرْحَمْ الرّاحِمينَ. أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأنَّ الدينَ كَما شَرَعَ وَأنَّ الاسْلامَ كَما وَصَفَ وَأنَّ الكتاب كَما أَنْزَلَ وَأنَّ القَوْلَ كَما حَدَّثَ ، وَأنَّ الله هوَ الحَقُّ المُبينُ ذَكَرَ الله مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بِخَيْرٍ وَحَيّا مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بالسَّلامِ (٣).

الفصل السابع

في ذكر بعض ما ورد للهم والغم والخوف وغيرها

ويشتمل على اثني عشر دعاءً :

الأول : روي عن الباقر عليه‌السلام قال : إذا أتى بك أمر تخافه ، استقبل القبلة فصلِّ ركعتين ، ثم قل : يا أبْصَرَ الناظِرينَ وَيا أسْمَعَ السامِعينَ وَيا أسْرَعَ الحاسِبينَ وَيا أرْحَمَ الرّاحِمينَ ، وقل هذه الكلمات سبعين مرة كلما دعوت بهذه الكلمات سألت حاجتك (٤).

الثاني : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصابه همّ أو غمّ أو كرب أو بلاء أو لاْواءٌ (شدة) فليقل : الله رَبّي لاأشْرِكُ بِهِ شَيْئاً تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ الَّذي لايَموتُ (٥).

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٥٣ ح ١٣.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٥٤ ح ١.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٥٥ ح ٤.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٥٦ ح ١ مع اختلاف في بعض الالفاظ.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٥٦ ح ٢.

٨٢٣

الثالث : عن الصادق عليه‌السلام لما طرح إخوة يوسف ، يوسف في الجبّ أتاه جبرائيل عليه‌السلام فقال : يا غلام ما تصنع ههنا فقال : إنّ إخوتي ألقوني في الجبّ ، قال : فتحب أن تخرج منه ، قال : ذاك إلى الله عزَّ وجلَّ ، إن شاء أخرجني فقال له : إنّ اللّه تعالى يقول لك : أدعني بهذا الدعاء ، حتى أخرجك من الجبّ. فقال له وما الدعاء؟ فقال قل : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحَمْدَ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ المَنّانُ بَديعُ السَّماواتِ وَالارْضِ ذُو الجَلالِ وَالاكْرامِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَجْعَلَ لي مِمّا أنا فيه فَرَجاً وَمَخْرَجاً. ثم جاءت السيارة وأخرجته من الجبّ كما ذكره الله في كتابه المجيد (١).

الرابع : عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا خفت أمراً فقل : اللّهُمَّ إنَّكَ لا يَكْفي مِنْكَ أحَدٌ وَأنْتَ تَكْفي مِنْ كُلِّ أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَإكْفِني كَذا وَكَذا. وفي حديث اَّخر قال : تقول : يا كافياً مِنْ كُلِّ شَيٍ وَلايَكْفي مِنْكَ شَيٌ في السَّماواتِ وَالارْضِ اكْفِني ماأهَمَّني مِنَ أمرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (٢).

وقال الصادق عليه‌السلام من دخل على سلطان يهابه فليقل : بِالله أسْتَفْتِحُ وَبِالله أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله أتَوَجَّهُ ، اللّهُمَّ ذَلِّلْ لي صُعُوبَتَهُ وَسَهِّلْ لي حُزُونَتَهُ فَإنَّكَ تَمْحو ماتَشاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ ، وتقول أيضاً : حَسْبي اللّهُ لا إلهَ إِلاّ هوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، وَأمْتَنِعُ بِحَوْلْ الله وَقُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ ، وَأمْتَنِعُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ (٣).

الخامس : وروي أنّ هذا دعاء الباقر عليه‌السلام في الأمر يحدث : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأغْفِرْ لي وارْحَمْني وَزَكِّ عَمَلي ويَسِّرْ مُنْقَلَبي وَاهْدِ قَلْبي وَآمِنْ خَوْفي وَعافِني في عُمْري كُلِّهُ وَثَبِّتْ حُجَّتي وَاغْفِرْ خَطاياي وَبَيّضْ وَجْهي وَاعْصِمْني في ديني وَسَهِّلْ مَطْلَبي وَوَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي فَإنّي ضَعيفٌ ، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِ ماعِنْدي بِحُسْنِ ما عِنْدَكَ وَلا تَفْجَعْني بِنَفْسي وَلا تَفْجَعْ لي حَميما وَهَبْ لي يا ألهي لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ تَكْشِفُ بِها عَنّي جَميعَ مابِهِ ابْتَلَيْتَني وَتَرُدُّ بِها عَلَيَّ ما هوَ أحْسَنُ عادَتِكَ عِنْدي ، فَقَدْ ضَعُفَتْ قوَّتي وَقَلَّتْ حيلَتي وانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجائي وَلَمْ يَبْقَ إِلاّ رَجاؤكَ وَتَوَكُلي عَلَيْكَ ، وَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ يا رَبِّ أنْ تَرْحَمَني وَتُعافيني كَقُدْرَتِكَ عَلَيَّ أنْ

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٥٦ ح ٦.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٥٧ ح ٧.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٥٨ ذيل ٧.

٨٢٤

تُعَذِّبَني وَتَبْتَليني. إلهي ذِكْرُ عَوائِدِكَ يؤنِسُني وَالرَّجاءُ لانعامِكَ يُقَوّيني وَلَمْ أخْلُ مِنْ نِعْمِكَ مِنْذُ خَلَقْتَني ، فَأنْتَ رَبّي وَسَيّدي وَمَفْزَعي وَمَلْجأي وَالحافِظْ لي وَالذّابُّ عَنّي وَالرَّحيمَ بِي والمُتَكَفِّلُ بِرِزْقي وَفي قَضائِكَ وَقُدْرَتِكَ كُلُّ ما أنا فيهِ ، فَلْيَكُنْ يا سَيِّدي وَمَوْلاي (١) فيما قَضَيْتَ وَقَدَّرْتَ وحَتَّمْتَ تَعْجيلُ خَلاصي مِمّا أنا فيهِ جَميعِهُ وَالعافيةُ لي فَإنّي لاأجِدُ لِدَفْعِ ذلكِ أحدا غَيْرَكَ وَلا أعْتَمِدُ فيهِ إِلاّ عَلَيكَ فَكُنْ يا ذا الجَلالِ وَالاكْرامِ عِنْدَ حُسْنَ ظَنّي بِكَ وَرَجائي لَكَ ، وَارْحَمْ تَضَرُّعي وإسْتكانَتي وَضَعْفَ رُكْني ، وَأمْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ داعٍ دَعاكَ يا أرْحَمْ الرّاحمينَ وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (٢).

السادس : عن الصادق عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : ماأبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس والجن : بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وإِلى الله وَفي سَبيلِ الله وَعلى مِلَّةِ رَسولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. اللّهُمَّ إلَيْكَ أسْلَمْتُ نَفْسي وَإلَيْكَ وَجَّهْتُ (٣) وَجْهي وَإلَيْكَ ألْجأتُ ظَهْري وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أمْري ، اللّهُمَّ احْفَظْني بِحِفْظِ الايمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالي وَمِنْ فَوْقي وَمِنْ تَحْتي وما قِبَلي وَادْفَعْ عَنّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإنَّهُ لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِكَ (٤) (٥).

السابع : يدعى لدفع الكربة والخوف من السلطان بدعاء أهل البيت عليهم‌السلام : يا كائِنا قَبْلَ كُلِّ شَيٍ وَيامُكَوّنَ كُلِّ شَيٍ وَياباقياً بَعْدَ كُلِّ شيٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا (٦).

الثامن : عن محمد التقي عليه‌السلام قال : للفرج يواظب على هذا الدعاء : يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيٍ وَلا يُكْفى مِنْهُ شَيٌ إكْفِني ماأهَمَّني (٧).

التاسع : عن زين العابدين عليه‌السلام أنه كان يقول لابنه : يا بني من أصابه منكم مصيبة ، أو نزلت به نازلة فليتوضأ ، وليسبغ الوضؤ ، ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات ، ثم يقول في اَّخرهنّ : يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَياسامِعَ كُلِّ نَجْوى وَياشاهِدَ كُلّ مَلا وَيا عالِمَ كُلِّ خَفيَّةٍ وَيا دافِعَ مايَشاءُ مِنْ بَليّةٍ ، يا خَليلَ إبْراهيمَ يا نَجيّ موسى يا مُصطفيَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله

_________________

١ ـ ومولائي : خ.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٥٨ ح ٨.

٣ ـ نفسي واليك وجّهت : خ.

٤ ـ إلّا بالله ـ خ ـ.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٥٩ ح ١٠.

٦ ـ الكافي ٢ / ٥٦٠ ح ١٣ عن الباقر عليه‌السلام.

٧ ـ الكافي ٢ / ٥٦٠ ح ١٤.

٨٢٥

عَلَيهِ وَآلِهِ أدْعوكَ دُعاءَ مَنْ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ وَقَلَّتْ حيلَتُهُ وَضَعُفَتْ قوَّتُهُ دُعاءَ الغَريبِ الغَريقِ (١) المُضْطَرُّ الَّذي لايَجِدُ لِكَشْفِ ما هو فيهِ إِلاّ أنْتَ يا أرْحَمَ الرّاحمينَ. فإنّه لا يدعو به أحد إِلاّ كشف الله عنه إن شاء الله تعالى (٢).

العاشر : عن الصادق عليه‌السلام لرفع الهم والحزن ، تغتسل فتصلّي ركعتين وتقول : يا فارِجَ الهَمِّ وَياكاشِفَ الغَمِّ يا رَحْمنَ الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَرَحيمَهُما فَرِّجْ هَمّي وَاكْشِفْ غَمّي يا الله الواحِدُ الاحَدُ الصَمَدُ الَّذي لَمْ يَلِدُ وَلَمْ يولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كفوا أحَدْ إعْصِمْني وَطَهِّرْني وَإذْهِبْ بِبَليَّتي. واقرأ اَّية الكرسي والمعوذتين (٣).

الحادي عشر : روي أنك تقول لرفع الهم في السجود مائة مرة : يا حَيُّ يا قَيومُ يا لا إلهَ إِلاّ أنْتَ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغيثُ فَاكْفِني ماأهَمَّني ولاتَكِلْني إِلى نَفْسي (٤).

الثاني عشر : عن موسى بن جعفر عليه‌السلام أنه قال لسماعة إذا كانت لك يا سماعة إلى الله حاجة فقل : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَليّ فَإنَّ لَهُما عِنْدَكَ شَأنا مِنَ الشَأنِ وَقَدْراً مِنَ القَدْرِ ، فَبِحَقِّ ذلكَ الشَأنِ وَبِحَقِّ ذلكَ القَدْرِ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَفْعَلَ كَذا وَكَذا. فإنه إذا كان يوم القيامة ، لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إِلاّ وهو يحتاج إلى محمد وعلي صلوات الله عليهما واَّلهما ، في ذلك اليوم (٥).

أقول : وأنا الفقير روى ابن أبي الحديد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سألت ذات يوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يدعو لي بالمغفرة ، فقال : سأدعو ، ثم قام فصلى ، فرفع يده للدعاء ، فتسمعت إليه فسمعته يقول : اللّهُمَّ بِحَقِّ عَليّ عِنْدَكَ اغْفِرْ لِعَليّ ، فقلت يا رسول الله : ما هذا؟ فقال : أو أحد أكرم منك عليه فأستشفع به اليه (٦).

أقول : أوردنا بعض ما يناسب هذا الفصل من الدعاء في الباب الأول عند ذكر دعوات سجدة الشكر ص ٧٤٤.

الفصل الثامن

في أدعية العلل والأمراض

الأول : عن الصادق عليه‌السلام قال : تقول للاوجاع :

_________________

١ ـ في المصدر الغريق الغريب.

٢ ـ الكافي / ٥٦٠ ح ١٥.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٥٧ ح ٦.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٥٧ ح ٢٠.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٦٢ ح ٢١.

٦ ـ ابن ابي الحديد ٢٠ / ٣١٦ برقم ٦٢٥.

٨٢٦

بِسْمِ الله وَبِالله كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لله في عِرْقٍ ساكِنٍ وَغَيْرِ ساكِنٍ عَلى عَبْدٍ شاكِرٍ وَغَيْرَ شاكِرٍ ، وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلاة مفروضة وتقول ثلاث مرات :

اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنّي كُرْبَتي وَعَجِّلْ عافيَتي وَاكْشِفْ ضُرّي ، واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء (١).

الثاني : عن الصادق عليه‌السلام قال : ضع يدك على موضع الألم فقل : بِسْمِ الله وَبِالله مُحَمَّدٌ رَسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وَلاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله ، اللّهُمَّ إمْسَحْ عَنّي ما أجِدُ ، وتمسح بيدك اليمنى موضع الوجع ثلاث مرات (٢).

الثالث : عن الباقر عليه‌السلام قال : مرض علي عليه‌السلام فأتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له : قل : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَعْجيلَ عافيتِكَ وَصَبْراً عَلى بَليّتِكَ وَخُروجا (٣) إِلى رَحْمَتِكَ (٤).

الرابع : عن الصادق عليه‌السلام قال : تضع يدك على موضع الوجع ، وتقول ثلاث مرات : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ القُرآنِ العَظيمِ الَّذي نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الامينُ وَهوَ عِنْدَكَ في أمِّ الكِتابِ عَلّيٌ حَكيمٌ أنْ تَشْفيني بِشِفائِكَ وَتُداويني بِدَوائِكَ وَتُعافيني مِنْ بَلائِكَ وَتُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام (٥).

الخامس : عن أبي حمزة قال : عرض لي وجع في ركبتي ، فشكوت ذلك إلى الباقر عليه‌السلام فقال : إذا أنت صلّيت فقل :

يا أجْوَدَ مَنْ أعْطى وَيا أرْحَمَ مَنْ إسْتُرْحِمَ ارْحَمْ ضُعْفي وَقِلَّةَ حيلَتي ، إعْفِني (٦) مِنْ وَجَعي. قال ففعلته ، وعوفيت (٧).

أقول : قد أوردنا في الباب الثالث ص ١٠٧١ دعوات يدعى بها للعلل والاسقام ص ٧٩٢.

الفصل التاسع

في بعض الاحراز والعوذ

الأول : روي أنّه شكا رجل إلى الصادق عليه‌السلام الوحشة. فقال عليه‌السلام : ألا أخبركم بشي إذا قلتموه ، لم تستوحشوا بليل أو نهار : بِسْمِ الله وَبِالله وَتَوَكَّلْتُ (٨) عَلى الله ،

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٦٦ ح ٧.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٦٦ ح ١٠.

٣ ـ وصبراً ... وخروجاً : خ.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٦٧ ح ١٦.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٦٨ ح ١٨.

٦ ـ في المصدر : وعافني.

٧ ـ الكافي ٢ / ٥٦٨ ح ١٩.

٨ ـ توكّلت : خ.

٨٢٧

إنَّهُ (١) مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلى الله فَهوَ حَسْبُهُ إنَّ الله بالِغُ أمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيٍ قَدْراً ، اللّهُمَّ اجْعَلْني في كَنَفِكَ وَفي جِوارِكَ وَاجْعَلْني في أمانِكَ وَفي مَنْعِكَ. وروي أن رجلاً قالها ثلاثين سنة وتركها ليلة فلسعته عقرب (٢).

الثاني : روي أنّه من بات في دار أو غرفة وحده ، فليقرأ اَّية الكرسي وليقل : اللّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتي وَآمِنْ رَوْعَتي وَأعِنّي عَلى وَحْدَتي (٣).

الثالث : روي أنّه رقى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حسناً وحسيناً عليهما‌السلام بهذه الكلمات : أعيذُكُما بِكَلِماتِ الله التّامَةِ وَأسْمائِهِ الحُسْنى كُلِّها عامَةً مِن شَرِّ السامَّةِ وَالهامَّةِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ عَينٍ لامّةٍ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ. ثم قال عليه‌السلام هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاق (٤).

الرابع : روي أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بعض مغازيه ، إذا شكوا إليه البراغيث أنها تؤذيهم ، قال إذا أخذ أحدكم مضجعه ، فليقل : أيُّها الاسوَدُ الوثّابُ الَّذي لايُبالي غَلْقا وَلابابا عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِأُمِّ الكِتابِ أنْ لاتُؤذيني وَأصْحابي إِلى أنْ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَيَجيَ الصُّبْحُ بِما جاءَ (٥).

الخامس : روي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إذا رأيت السَّبع فقل : أعوذُ بِرَبِّ دانيالَ وَالجُبِّ مِنْ كُلِّ أسَدٍ مُسْتأسِدٍ (٦) (٧).

وعن الصادق عليه‌السلام أنك إذا لقيت سبعا ، فاقرأ في وجهه اَّية الكرسي ، وقل له : عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِعَزيمَةِ الله وعَزيمَةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَزيمَةِ سُلَيمانَ بِنِ داودَ وَعَزيمَةِ أميرِ المؤمِنينَ عَليِّ بِنْ أبي طالِبٍ عليه‌السلام وَالأَئِمَّةِ الطّاهرينَ عليهم‌السلام مِنْ بَعْدِهِ ، فإنه سينصرف عنك إن شاء الله تعالى (٨).

السادس : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، إذا وقعت في ورطة أو بليّة فقل : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرّحيمِ وَلاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العظيمِ ، فان الله عزَّ وجلَّ يصرف عنك ما يشاء من أنواع البلاء (٩).

_________________

١ ـ في المصدر : وإنّه.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٦٨ ح ١.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٧٣ ح ١٣.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٦٩ ح ٣.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٧١ ح ٨.

٦ ـ وأسد مستأسد : أي قوّة مجتريء.

٧ ـ الكافي ٢ / ٥٧١ ح ٩ وفي هامشه تفسير للحديث.

٨ ـ الكافي ٢ / ٥٧٢ ح ١١.

٩ ـ الكافي ٢ / ٥٧٣ ح ١٤.

٨٢٨

الفصل العاشر

في دعوات موجزات لجميع حوائج الدنيا والآخرة

ويذكر منها هنا ثلاثون دعاءً :

الأول : عن الصادق عليه‌السلام قال : اللّهُمَّ اجْعَلْني أخْشاكَ كأني أراكَ وَأسْعِدْني بِتَقْواكَ ، وَلاتُشْقِني بِنَشْطي لِمَعاصيكَ وَخِرْ لي في قَضائِكَ وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ حَتّى لا أحُبَّ تأخيرَ ما عَجّلْتَ وَلاتَعْجيلَ ماأخّرْتَ ، واجْعَلْ غِناي في نَفْسي وَمَتِعْني في سَمْعي وَبَصَري وَاجْعَلْهُما الوارِثَيْنِ مِنّي ، وَانْصِرْني عَلى مَنْ ظَلَمَني وَأرِني فيهِ قُدْرَتَكَ يا رَبِّ وَأقِرَّ بِفَضْلِكَ عَيْني (١).

الثاني : وعنه عليه‌السلام أيضاً قال : قل : اللّهُمَّ أعِنّي عَلى هَوْلِ يَوْمِ القيامَةِ ، وَأخْرِجْني مِنَ الدُّنْيا سالِما ، وَزَوِّجني مِنَ الحورِ العينِ ، وَاكْفِني مؤُونَتي وَمؤُونَةَ عيالي وَمؤُونَةَ النّاسِ ، وَأدْخِلْني بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصالِحينَ (٢).

الثالث : هذا الدعاء يصرف عن الذنوب وهو جامع لطالب الدنيا والآخرة : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرّحيمِ ، يا مَنْ أظْهَرَ الجَميلَ وَسَتَرَ القَبيحَ وَلَمْ يَهْتِكِ السِتْرَ عَنّي يا كَريمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوِزِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ وَياباسِطَ اليَدَيْنِ بالرَّحْمَةِ يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى يا كَريمَ الصَّفْحِ يا عَظيمَ المَنِّ يا مُبْتَدِيِ كُلِّ نِعْمَةٍ قَبْلَ إسْتِحْقاقِها ، يا رَبّاهُ يا سَيّداهُ يا مَولياهُ (٣) يا غايَتاهُ يا غِياثاهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ أنْ لاتَجْعَلْني في النّارِ (٤).

الرابع : روي عن الصادق صلوات الله عليه أنّه دعا بهذا الدعاء : اللهم أنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كُرْبَةٍ وأنْتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ وَأنْتَ لي في كُلِّ أمْرٍ نَزَلَ بي ثقة وَعِدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفؤادُ وتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ وَيَخْذُلُ عَنْهُ القَريبُ وَالبَعيدُ وَيَشْمَتُ بِهِ العَدُوُ وَتُعْييني فيهِ الامورُ أنْزَلْتُهُ بِكَ وشَكَوْتُهُ إلَيْكَ وَاعيا فيهِ عَمّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَنيهِ ، فَأنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً وَلَكَ المَنُّ فاضِلاً (٥).

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٧٧ ح ١.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٧٨ ح ٢.

٣ ـ مولاه يا غايتاه : خ.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٧٨ ح ٤.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٧٨ ح ٥.

٨٢٩

أقول : هذا الدعاء هو دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم بدر ، ويوم الأحزاب ، وهو أيضاً دعاء دعا به سيد الشهداء صلوات الله عليه يوم عاشوراء بكربلا (١).

ويروى عنه عليه‌السلام سوى هذا الدعاء دعاءان اَّخران أيضاً دعا بهما في ذلك اليوم ، أحدهما ما علّمه الإمام زين العابدين عليه‌السلام إذ ضمّه إلى صدره والدماء تفور من جسده الشريف ، للحاجة ، والمهمّة ، والحزن والبلاء الشديد والأمر العظيم المستصعب : بِحَقِّ يسَّ وَالقُرآنِ الَعَظيمِ يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السّائِلينَ يا مَنْ يَعْلَمُ ما في الضَّميرِ يا مُنَفِّسا عَنْ المَكْروبينَ يا مُفَرَجاً عَنْ المَغْمومينَ ، يا راحِمَ الشَيْخِ الكَبيرِ يا رازِقَ الطِفْلِ الصَغيرِ يا مَنْ لايَحْتاجُ إِلى التَّفْسيرِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَإفْعَلْ بي كَذا وَكَذا (٢).

الخامس : عن الصادق عليه‌السلام أنّه رفع يده إلى السماء وقال : رَبِّ لاتَكِلْني إِلى نَفْسي طُرْفَةَ عَيْنٍ أبَداً لا أقَلَّ مِنْ ذلكَ وَلا أكْثَرَ (٣).

السادس : وعنه أيضاً أنّه كان يقول : إرْحَمْني مَمّا لاطاقَةَ لي بِهِ وَلاصَبْرَ لي عَلَيْهِ.

السابع : عن الصادق عليه‌السلام قال : قل : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ وَجَمالِكَ وَكَرَمِكَ أنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا (٤).

الثامن : عن فضل بن يونس قال : قال لي الكاظم عليه‌السلام أكثر من قول : اللّهُمَّ لاتَجْعَلْني مِنَ المُعارينَ وَلا تُخْرِجْني مِنَ التَقْصيرِ (٥). والمعنى اللهُمَّ لاتجعلني ممن كان الايمان معاراً عندهم ، غير ثابت في قلوبهم أوْ المعنى لاتجعلني ممن وكلته إلى نفسه فكان كالفرس يلقى حبله على عاتقه ليرعى بنفسه ، فيصنع ما يشاء ويذهب حيثما يريد ، ومعنى لاتخرجني من التقصير لاتجعلني بحيث أرى نفسي مقصّرة بل اجعلني ما دمت أعد نفسي مقصّرة في خدمتك.

التاسع : عن الباقر عليه‌السلام قال لقد عفر الله عزَّ وجلَّ لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال : اللّهُمَّ إنْ تُعَذِّبْني فَأهْلٌ لِذلِكَ (٦) أنا وَإنْ تَغْفِرْ لي فأهْلٌ لِذلك أنْتَ (٧).

_________________

١ ـ الارشاد للمفيد ٢ / ٩٦ ، تاريخ الطبري ٥ / ٤٢٣ ، البحار ٤٥ / ٤ مع اختلاف في بعض الالفاظ.

٢ ـ دعوات الراوندي : ٥٤ ، ح ١٣٧ عنه البحار ٩٥ / ١٩٦.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٨١ ح ١٥.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٧٩ ح ٦.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٧٩ ح ٧.

٦ ـ في نسخة : ذلك وكذا مورده بعده.

٧ ـ الكافي ٢ / ٥٧٩ ح ٨.

٨٣٠

العاشر : عن داود الرّقي قال إنّي سمعت الصادق عليه‌السلام أكثر مايلح به في الدعاء ، على الله بحق الخمسة ، يعني رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم (١).

الحادي عشر : عن يزيد (٢) الصائغ قال : قلت للصادق عليه‌السلام : أدع الله لنا فقال : اللّهُمَّ إرْزِقْهُمْ صِدْقَ الحَديثِ وَأداءِ الامانَةِ وَالُمحافَظَةَ عَلى الصلواتِ ، اللّهُمَّ إنَّهُمْ أحَقُّ خَلْقِكَ أنْ تَفْعَلَهُ بِهِمْ ، اللّهُمَّ افْعَلْهُ بِهِمْ (٣).

الثاني عشر : أدع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللّهُمَّ مُنَّ عَليَّ بِالتَّوَكُلِ عَلَيْكَ وَالتَّفْويضِ إلَيْكَ وَالرِّضا بِقَدْرِكَ والتَّسْليمِ لامْرِكَ حَتّى لا أحِبَّ تَعْجيلَ ما أخَّرْتَ وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ يا رَبَّ العالَمينَ (٤).

الثالث عشر : روي أنه أتى جبرائيل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إنّ ربّك يقول لك : إذا أردت أن تعبدني يوما وليلة حقَّ عبادتي فارفع يديك إلى وقل :

اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ ، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لامُنْتَهى لَهُ دونَ عِلْمِك ، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أمَدَ لَهُ دونَ مَشيّتِكَ ، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا جَزاءَ لِقائِلِهِ بِرِضاكَ اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّهُ وَلَكَ المَنُّ كُلُّهُ وَلَكَ الفَخْرُ كُلُّهُ وَلَكَ البَهاءُ كُلُّهُ وَلَكَ النُّورُ كُلُّهُ وَلَكَ العِزَّةُ كُلِّها وَلَكَ الجَبَروتُ كُلِّها وَلَكَ العَظَمَةُ كُلِّها ولَكَ الدُّنيا كُلِّها وَلَكَ الاخِرَةُ كُلِّها وَلَكَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ كُلُّهُ وَلَكَ الخَلْقُ كُلُّهُ وَبيَدِكَ الخَيْرُ كُلُّهُ وَإلَيْكَ يَرْجِعُ الأمْرُ كُلُّهُ عَلانيتُهُ وَسِرُّهُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً أبَداً أنْتَ حَسَنُ البَلاِء جَليلُ الثَّناءِ سابِغُ النَعَماءِ عَدْلُ القَضاء جَزيلُ العَطاءِ حَسَنُ آلالاءِ إلهٌ في الارضِ وَآلهٌ في السَّماء ؛ اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ في السَّبْعِ الشِّدادِ وَلَكَ الحَمْدُ في الارْضِ المِهادِ وَلَكَ الحَمْدُ طاقَةَ العِبادِ وَلَكَ الحَمْدُ سِعَةَ البِلادِ وَلَكَ الحَمْدُ في الجِبالِ الاوْتادِ وَلَكَ الحَمْدُ في اللَّيْلِ إذا يَغْشى وَلَكَ الحَمْدُ في النَّهارِ إذا تَجَلّى وَلَكَ الحَمْدُ في الاخِرَةِ والأولى وَلَكَ الحَمْدُ في المَثاني وَالقُرآنِ العَظيمِ ، وَسُبْحانَ الله وَبِحَمْدِهِ وَالارْضُ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامَةِ وَالسَّماواتِ مَطْوياتٌ بِيَمينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكونَ سُبْحانَ الله وَبِحَمْدِهِ كُلُّ شَيٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ سُبْحانَكَ رَبُّنا وَتَعالَيْتَ وَتَبارَكْتَ وَتَقَدَّسْتَ

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٨٠ ح ١١.

٢ ـ في المصدر وفي نسخة : زيد بن الصائغ.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٨٠ ح ١٣ وفيه اللّهمّ وافعله بهم.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٨٠ ح ١٤.

٨٣١

خَلَقْتَ كُلَّ شَيٍ بِقُدْرَتِكَ وَقَهَرْتَ كُلَّ شَيٍ بَعِزَّتِكَ وَعَلَوْتَ فَوقَ كُلَّ شَيٍ بِارْتِفاعِكَ وَغَلَبْتَ كُلَّ شَيٍ بِقُوَتِكَ وَابْتَدَعْتَ كُلَّ شَيٍ بِحِكْمَتِكَ وَعِلْمِكَ وَبَعَثْتَ الرُّسُلَ بِكُتُبِكَ وَهَدَيْتَ الصّالِحينَ بِإذْنِكَ وَأيَدْتَ المؤمِنينَ بِنَصْرِكَ وَقَهَرْتَ الخَلْقَ بِسُلْطانِكَ ، لا إلهَ إِلاّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ لانَعْبُدُ غَيْرَكَ وَلا نَسْأَلُ إِلاّ إيّاكَ وَلا نَرْغَبُ إِلاّ إلَيْكَ ، أنْتَ مَوْضِعُ شَكْوانا وَمُنْتَهى رَغْبَتِنا وَإلهَنا وَمَليكُنا (١).

الرابع عشر : روي أنّه أتى رجل أمير المؤمنين عليه‌السلام فشكا الابطاء عليه في جواب دعائه ، فقال له أين أنت عن الدعاء السريع الإجابة ، فقال له الرجل : ما هو؟ قال :

اللّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ بِاسْمِكَ العَظيمِ الاعْظَمِ الاجَلِّ الاكْرَمِ الَمخْزونِ المَكْنونِ النورِ الحَقِّ البُرْهانِ المُبينِ الَّذي هوَ نورٌ مع نورٍ وَنورٌ من نورٍ وَنورٌ في نورٍ ونورٌ عَلى كلِّ نورٍ (٢) وَنورٌ فَوْقَ كُلِّ ونورٌ تُضيُ بِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَتُكْسَرُ بِهِ كُلَّ شِدَّةٍ وَكُلَّ شَيْطانٍ مَريدٍ وكُلَّ جَبارٍ عَنيدٍ لاتَقَرُّ بِهِ أرْضٌ وَلا تَقُوُم بِهِ سَّماء وَيأمَنُ بِهِ كُلَّ خائِفٍ وَيَبْطُلُ بِهِ سِحْرُ كُلَّ ساحِرٍ وبَغْيُ كُلَّ باغٍ وَحَسَدُ كُلَّ حاسِدٍ وَيَتَصَدَّعُ (٣) لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ وَيَسْتَقِلُّ بِهِ الفُلْكُ حينَ (٤) يَتَكَلَّمُ بِهِ المَلَكُ فَلا يَكونُ لِلمَوْجِ عَلَيْهِ سَبيلٌ وَهوَ اسْمُكَ الاعْظَمُ الاعْظَمُ الاَجَلُّ الاَجَلُّ النُّورُ الاكْبَرُ الَّذي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَاسْتَوَيْتَ بِهِ عَلى عَرْشِكَ ، وَأتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ وَأَسْأَلُكَ بِكَ وَبِهِمْ أنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَفْعَلْ بي كَذا وَكَذا (٥).

الخامس عشر : عن عمرو بن أبي المقدام قال أملى الصادق عليه‌السلام عليّ هذا الدعاء وهو جامع للدنيا والآخرة. تقول بعد حمد الله والثناء عليه عزَّ وجلَّ : اللّهُمَّ أنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَليمُ الكَريمُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الواحِدُ القَهّارُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ المَلِكُ الجَبّارُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الرَّحيمُ الغَفّارُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الشَديدُ المِحالُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الكَبيرُ المُتَعالُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ السَّميعُ البَصيرُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ المَنيعُ القَديرُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الغَفورُ الشَّكورُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَميدُ الَمجيدُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٨١ ح ١٦.

٢ ـ في نسخة وفي المصدر : ونور على نور.

٣ ـ وتصدّع : خ.

٤ ـ حتّى : خ.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٨٢ ح ١٧.

٨٣٢

أنت الغنيّ الحميد (١) ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الغَفورُ الوَدودُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَنّانُ المَنّانُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَليمُ الدَيّانُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الجَوادُ الماجِدُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الواحِدُ الاحَدُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الغائِبُ الشاهِدُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الظّاهِرُ الباطِنُ ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ بِكُلِّ شَيٍ عَليمٌ. تَمَّ نورُكَ فَهَدَيْتَ وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأعْطَيْتَ ، رَبَّنا وَجْهُكَ أكْرَمُ الوجوهِ وجِهَتُكَ خَيْرُ الجِّهاتِ وَعَطِيَّتُكَ أفْضَلُ العَطايا وَأهْنَؤُها تُطاعُ رَبَّنا فَتَشْكُرُ وَتُعْصى رَبَّنا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ ، تُجيبُ المُضْطَرّينَ وَتَكْشِفُ السُّوءَ وَتَقْبَلُ التَوْبَةَ وَتَعْفو عَنْ الذُّنوبِ لاتُجارى أياديكَ وَلا تُحْصى نِعْمَتُكَ وَلا يَبْلِغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قائِلٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَرَوْحَهُمْ وَراحَتَهُمْ وَسُرورَهُمْ وَارْزُقْني طَعْمَ فَرَجِهُمْ وَإهْلِكْ أعْدائَهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ ، وَآتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ وَاجْعَلْنا مِنَ الَّذينَ لاخَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنونَ وَاجْعَلْني مِنَ الَّذينَ صَبَروا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلونَ وَثَبِّتْني بِالقَوْلِ الثابِتِ في الحَياةِ الدُّنيا وَفي الاخِرَةِ وَبارِكْ لي في الَمحْيا وَالمَماتِ وَالموقِفِ وَالنُشورِ وَالحِسابِ وَالميزانِ وَأهْوالِ يَوْمِ القيامَةِ وَسَلِّمْني عَلى الصِّراطِ وأجْزِني عَلَيْهِ (٢) وَارْزُقْني عِلْما نافِعا وَيَقينا صادِقا أوْ تُقىً وَبِرَّا وَوَرَعا وَخَوْفا مِنْكَ وَفَرَقا يَبْلّغُني مِنْكَ زُلْفى وَلا تُباعِدْني عَنْكَ وَأحْبِبْني وَلا تُبْغِضْني وَتَوَلَّني وَلا تَخْذُلْني وَأعْطِني مِنْ جَميعِ خَيْرِ الدُّنيا والاخِرَةِ ما عِلِمْتُ مِنْهُ وَمالَمْ أعْلَمْ وَأجِرْني مِنَ السوءِ كُلِّهِ بِحَذافيرِهِ ماعَلِمْتُ مِنْهُ وَمالَمْ أعْلَمُ (٣).

السادس عشر : عن معاوية بن عمّار ، قال : قلت للصادق عليه‌السلام ألا تخصني بدعاء؟ قال : بلى ، قل : يا واحِدُ يا ماجِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدْ ، يا عَزيزُ يا كَريمُ يا حَنّانُ (٤) يا سامِعُ لِلدَّعَواتِ يا أجْوَدَ مَنْ سُئِلْ وَيا خَيْرَ مَنْ أعْطى يا الله يا الله يا الله قُلْتَ : (وَلَقَدْ نادانا نُوٌح فَلَنِعْمَ الُمجيبونَ) (٥). ثم قال عليه‌السلام كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : نَعَمْ ، لَنِعْمَ الُمجيبُ أنْتَ وَنِعْمَ المَدْعو وَنِعْمَ المَسْؤُولُ أَسْأَلُكَ بِنورِ وَجْهِكَ وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَجَبَروتِكَ وَأَسْأَلُكَ بِمَلَكوتِكَ وَدِرْعِكَ الحَصينَةَ

_________________

١ ـ من قوله : وأنت الله الى : الحميد : نسخة.

٢ ـ أي امررني : على الصراط.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٨٣ ح ١٨.

٤ ـ في المصدر : يا حنّان يا منّان.

٥ ـ الصافات : ٣٧ / ٧٥.

٨٣٣

وَبِجَمْعِكَ وأرْكانِكَ كُلِّها وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَبِحَقِّ الأَوْصِياء بَعْدَ مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَفْعَلْ بي كَذا وَكَذا (١).

السابع عشر : روي أن رجلاً من أهل الكوفة يعرف بأبي جعفر قال للصادق عليه‌السلام علمني دعاء أدعو به فقال : قل : يا مَنْ أرْجوهُ لِكُلِّ خَيرْ وَيا مَنْ آمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ عُسْرَةٍ (٢) وَيا مَنْ يُعْطي بِالْقَليلَ الكَثيرَ يا مَنْ أعْطى مَنْ سألَهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً يا مَنْ أعْطى مَنْ لَمْ يَسْألُهُ وَلَمْ يَعْرِفْهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٣) وَأعْطِني بِمَسْأَلَتِي مِنْ جَميعِ خَيْرِ الدُّنيا وَجَميعِ خَيْرِ الاخِرَةَ فَإنَّهُ غَيْرُ مَنْقوصٍ ما أعْطَيْتَني وَزِدْني مِنْ سِعَةِ فَضْلِكَ يا كَريمُ (٤).

الثامن عشر : روي أن الباقر عليه‌السلام علّم هذا الدعاء أخاه عبد الله بن علي قال : اللّهُمَّ ارْفَعْ ظَنّي صاعِداً وَلا تُطْمِعْ فِيَّ عَدوّا وَلا حاسِداً وَأحْفَظْنِي قائِما وَقاعِداً وَيَقْظانَ وَراقِداً ، اللّهُمَّ إغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَاهْدِني سَبيلَكَ الاقْوَمُ وَقِني حَرَّ جَهَنَّمَ وَاحْطِطْ عَنّي المَغْرَمَ وَالمَأثَمَ وَاجْعَلْني مِنْ خيارِ العالَمِ (٥).

التاسع عشر : روي أن هذا الدعاء وهو دعاء الالحاح : اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَبْعِ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبَّ العَرْشِ العَظيمِ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمَ النَبيينَ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ بالَّذي تَقُومُ بِهِ السَّماء وَتَقومُ بِهِ الارْضُ وَبِهِ تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمْعِ وَتَجْمَعُ بَيْنَ المُتَفَرِّقِ وَبِهِ تَرْزُقُ الاحْياءَ وَبِهِ أحْصَيْتَ عَدَدَ الرِّمالِ وَوَزْنَ الجِبالِ وَكَيْلَ البُحورِ ، ثم تصلي على محمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم تسأل حاجتك (وألحّ في الطلب) (٦).

العشرون : عن الثقة الجليل ، ابن أبي يعفور قال : كان الصادق عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء : اللّهُمَّ امْلا قَلْبي حُبا لَكَ وَخَشْيَةً مِنْكَ وتَصْديقا وَإيمانا بِكَ وَفَرَقا (٧) مِنْكَ وَشَوقا إلَيْكَ يا ذا الجَلالِ وَالاكْرامِ ، اللّهُمَّ حَبِّبْ إلى لِقأَكَ وَاجْعَلْ في لِقائِكَ خَيْرَ الرَّحْمَةِ وَالبَرَكَةِ وَألْحِقْني بِالصّالِحينَ وَلا تؤخِّرْني مَعَ الاشْرارِ وَألْحِقْني بِصالِحِ مَنْ مَضى واجْعَلْني مَعْ صالِحِ مَنْ بَقى وَخُذْ بي سَبيلَ الصّالِحينَ وَأعِنّي عَلى نَفْسي بِما تُعينُ بِهِ الصّالِحينَ

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٤٨ ح ١٩.

٢ ـ عسرة : خ.

٣ ـ وآله : خ ل.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٤٨ ح ٢٠.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٨٥ ح ٢١.

٦ ـ الكافي ٢ / ٥٨٥ ح ٢٣.

٧ ـ الفرق بالتحريك : الخوف.

٨٣٤

عَلى أنْفُسِهُمْ وَلا تَرُدَّني في سوءٍ إسْتَنْقَذْتَني مِنْهُ يا ربَّ العالَمينَ أَسْأَلُكَ إيمانا لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِكَ تُحْييني وَتُميتُني عَلَيْهِ وَتَبْعَثُني عَلَيْهِ إذا بَعَثْتَني وَأبْرِئ قَلْبي مِنَ الرِّياءِ وَالسُّمْعَةِ وَالشَّكِ في دينِكَ.

اللّهُمَّ أعْطِني نَصْراً في دينِكَ وَقوَّةً في عِبادَتِكَ وَفَهْما في خَلْقِكَ وَكِفْلَينِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبَيّضْ وَجْهي بِنورِكَ وَاجْعَلْ رَغْبَتي فيما عِنْدَكَ وَتَوَفَّني في سَبيلِكَ عَلى مِلَّتِكَ وَمِلَّةَ رَسولِكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ والجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالغَفْلَةِ وَالقَسْوَةِ وَالفَتْرَةِ وَالمَسْكَنَةِ ، وَأعوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ نَفْسٍ لاتَشْبَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ دُعاءٍ لايُسْمَعُ وَمِنْ صَلاةٍ لاتَنْفَعُ ، وَأعيذُ بِكَ نَفْسي وَأهْلي وَذُرِّيَتي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ ، اللّهُمَّ إنَّهُ لايُجيرُني مِنْكَ أحَدٌ وَلا أجِدُ مِنْ دونِكَ مُلْتَحَداً فَلا تَخْذُلْني وَلا تَرُدَّني في هَلَكَةٍ وَلا تَرُدَّني بِعَذابٍ. أَسْأَلُكَ الثَّباتَ عَلى دينِكَ وَالتَّصديقَ بِكِتابِكَ وَإتّباعِ رَسولِكَ ، اللّهُمَّ اذْكُرْني بِرَحْمَتِكَ وَلا تَذْكُرْني بَخَطيئَتي وَتَقَبَّلْ مِنّي وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إلَيْكَ راغِبٌ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ ثَوابَ مَنْطِقي وَثَوابَ مَجْلِسي رِضاكَ عَنّي وإجْعَلْ عَمَلي وَدُعائي خالِصا لَكَ وَاجْعَلْ ثَوابي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَاجْمَعْ لي جَميعَ ما سَأَلْتُكَ وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إلَيْكَ راغِبٌ ، اللّهُمَّ عادَتْ النُّجومُ وَنامَتِ العُيونُ وَأنت الحَيُّ القَيّومُ ، لا يوارى مِنْكَ لَيْلٌ ساجٍ (١) وَلا سَّماء ذاتُ أبْراجٍ وَلا أرْضٌ ذاتُ مِهادٍ وَلا بَحْرٌ لُجيُّ وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ، تُدْلِجُ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الاعْيُنِ وَما تُخْفي الصدورُ ، أشْهَدُ بِما شَهِدْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ وشَهِدَتْ بِهِ مَلائِكَتُكَ وَأُولو العِلْمِ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ وَمَنْ لَمْ يَشْهَدُ عَلى ما أشْهَدْتَ عَلى نَفْسِكَ وَشَهِدَتْ مَلائِكَتُكَ وَأُولو العِلْمِ فَاكْتُبْ شَهادَتي مَكانَ شَهادَتِهِ ، اللّهُمَّ أنْتَ الَّسلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ أَسْأَلُكَ يا ذا الجَلالِ وَالاكْرامِ أنْ تَفُكَّ رَقَبَتي مِن النّار (٢).

أقول : روى الشيخ في (المصباح) هذا الدعاء ليدعى به عقيب الركعة الرابعة من نافلة الليل. وروى المجلسي عن الصادق عليه‌السلام قال : أدع بهذا الدعاء في صلاة الوتر (٣).

الحادي والعشرون : روي أن هذا الدعاء هو دعاء أبي ذر وقد قال فيه جبرائيل عليه‌السلام

_________________

١ ـ ليل ساج : أي ليل راكد ظلامه مستقر قد بلغ غايته.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٨٥ ـ ٥٨٧ ح ٢٤.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ١٤٣ والبحار ٨٧ / ٢٧١.

٨٣٥

للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ هذا الدعاء معروف عند أهل السماء : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الامْنَ وَالايْمانِ وَالتَّصْديقَ بِنَبيّكَ وَالعافيَةَ مِنْ جَميعِ البَلاءِ وَالشُكْرَ عَلى العافيَةِ وَالغِنى عَنْ شِرارِ النّاسِ (١).

الثاني والعشرون : عن أبي حمزة قال : أخذت هذا الدعاء من الباقر عليه‌السلام وكان يسميه الدعاء الجامع : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحَدَهُ لاشَريكَ لَهُ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسولُهُ ، آمَنْتُ بِالله وَبِجَميعِ رُسُلِهِ وَبِجَميعِ ما أُنْزِلَ بِهِ عَلى جَميعِ الرُّسُلِ ، وَأنَّ وَعْدَ الله حقٌ وَلِقأَهُ حَقٌ وَصَدَقَ الله وَبَلَّغَ المُرْسَلونَ وَالحَمْدُ لله ربِّ العالَمينَ وَسُبْحانَ الله كُلَّما سَبَّحَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُسَبِّحُ ، وَالحَمْدُ لله كُلَّما حَمِدَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُحْمَدَ وَلا إلهَ إِلاّ الله كُلَّما هَلّلَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُهَلّلْ ، والله أكْبَرُ كُلَّما كَبّرَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُكَبَّرَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَفاتيحَ الخَيْرِ وَخَواتيمَهُ وَسَوابِغَهُ وفَوائِدَهُ وَبَرَكاتِهُ وَمابَلَغَ عِلْمَهُ عِلْمي وَماقَصُرَ عَنْ إحْصائِهِ حِفْظِي ، اللّهُمَّ انْهَجْ لي أسْبابَ مَعْرِفَتِهِ وافْتَحْ لي أبْوابَهُ وَغَشِّني بَرَكاتِ رَحْمَتِكَ وَمُنَّ عَلَيَّ بِعِصْمَةٍ عَنْ الازالَةِ عَنْ دينِكَ وَطَهُرْ قَلْبي مِنَ الشَّكِ وَلا تَشْغِلْ قَلْبي بِدُنيايَ وَعاجِلِ مَعاشي عَنْ آجِلِ ثَوابِ آخِرَتي ، وَاشْغِلْ قَلْبي بِحِفْظِ مالا تَقْبَلْ مِنّي جَهْلَهُ وَذَلِّلْ لِكُلِّ خَيْرٍ لِساني وَطَهِّرْ قَلْبي مِنَ الرِّياءِ وَلا تُجْرِهِ في مَفاصِلي وَاجْعَلْ عَمَلي خالِصا لَكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَرِّ وَأنْواعِ الفَواحِشِ كُلِّها ظاهِرِها وَباطِنِها وَغَفَلاتِها وَجَميعِ مايُريدَني بِهِ الشَّيطانُ الرجيمُ وَما يُريدُني بِهِ السُّلطانُ العَنيدُ مِمّا أحَطْتَ بِعِلْمِهِ وَأنْتَ القادِرُ عَلى صَرْفِهِ عَنّي ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ طَوارِقِ الجِنِّ وَالانْسِ وَزَوابِعِهِمْ وَبَوائِقِهِم وَمَكايدِهِمْ وَمَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ ، وَأنْ أسْتَزِلَّ عَنْ ديني فَتَفْسُدُ عَلَيَّ آخِرَتي ، وَأنْ يَكونَ ذلكَ مِنْهُمْ ضَرراً عَلَيَّ في مَعاشي أو يَعْرُضَ بَلاءٌ يُصيبُني مِنْهُمْ وَلا قوَّةَ لي بِهِ وَلا صَبْرَ لي عَلى احْتِمالِهِ ، فَلا تَبْتَليني يا ألهي بِمُقاساتِهِ فَيَمْنَعُني ذلكَ عَنْ ذِكْرِكَ وَيَشْغَلُني عَنْ عِبادَتِكَ ؛ أنْتَ العاصِمُ المانِعُ الدافِعُ الواقي مِنْ ذلكَ كُلِّهِ. أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الرَّفاهيَةَ في مَعيشَتي ما أبْقَيْتَني مَعيشَةً أقْوى بها عَلى طاعَتِكَ وَأبْلُغُ بِها رِضْوانَكَ وَأصيرُ بِها إِلى دارِ الحَيوانِ غَداً ، وَلا تَرْزُقْني رِزْقاً يُطْغيني وَلا تَبْتَلِيَني (٢) بِفَقْرٍ أشْقى بِهِ مُضَيَّقا عَلَيَّ ، أعْطِني حَظّا

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٨٧ ح ٢٥.

٢ ـ في المصدر : ولا تبتلني.

٨٣٦

وَافراً في آخِرَتي وَمَعاشاً واسِعاً هَنيئاً مَريئاً في دُنْيايَ وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيا عَلَيَّ سِجْناً وَلا تَجْعَلْ فِراقَها عَلَيَّ حُزْناً ، أجِرْني مِنْ فِتْنَتِها وَاجْعَلْ عَمَلي فيها مَقْبولاً وَسَعْيي فيها مَشْكوراً ، اللّهُمَّ وَمَنْ أرادَني بِسوءٍ فَأَرِدْهُ بِمِثْلِهِ وَمَنْ كادَني فيها فَكِدْهُ وَاصْرِفْ عَنّي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بي فَإنَّكَ خَيْرُ الماكِرينَ وَافْقاء عَنّي عُيونَ الكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ الطُّغاةِ الحَسَدَةِ ، اللّهُمَّ وَأنْزِلْ عَلَيَّ مِنْكَ السَّكينَةَ (١) وألْبِسْني دِرْعَكَ ألحَصينَةَ وَاحْفِظْني بِسِرِّكَ الواقي وَجَلِّلْني عافيَتَكَ النَّافِعَةَ وَصَدِّقْ قَوْلي وَفِعالي وَبارِكْ لي في وَلَدي وَأَهْلي وَمالي ، اللّهُمَّ ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ وَما أغْفَلْتُ وَما تَعَمَّدْتُ وَما تَوانَيْتُ وَما أعلنت وَما اسْرَرْتُ فَإغْفِرْ لي يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ (٢).

الثالث والعشرون : روي عن محمد بن مسلم أنّ الباقر عليه‌السلام قال : قل : اللّهُمَّ وَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي وَأُمْدُدْ لي في عُمُري وَاغْفِرْ لي ذَنْبي وَاجْعَلْني مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري (٣).

الرابع والعشرون : روي أنّ الصادق عليه‌السلام كان يدعو بهذا الدعاء : يا مَنْ يَشْكُرُ اليَسيرَ وَيَعْفو عَنْ الكَثيرَ وَهُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ اغْفِرْ لي الذِّنوبَ الَّتي ذَهَبَتْ لَذَّتُها وَبَقيَتْ تَبِعَتُها (٤).

الخامس والعشرون : وروي أيضاً أنه عليه‌السلام كان يدعو فيقول : يا نُورُ يا قُدُّوسُ يا أوَّلَ الأولينَ وَيا آخِرَ الاخِرينَ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ اغْفِرْ ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُحِلُّ النِّقَمَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ البَلاءِ وَاغْفِرْ لي الذُّنوبَ الَّتي تُديلُ الأعْداءِ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءِ واغْفِرْ ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَقْطَعُ الرَّجاءُ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تُظْلِمُ الهَواءَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تَكْشِفُ الغِطاءَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ وَاغْفِرْ لي الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ غَيْثَ السَّماء (٥).

السادس والعشرون : ورد عنه عليه‌السلام أيضاً هذا الدعاء يا عُدَّتي في كُرْبَتي وَياصاحِبي في شِدَّتي وَيأوليِّيَ في نِعْمَتي وَياغِياثي في رَغْبَتي. وقال عليه‌السلام هذا هو دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللّهُمَّ كَتَبْتَ الاثارَ وَعَلِمْتَ الاخْبارَ إطَّلَعْتَ عَلى الاسْرارِ بَيْنَنا وَبَيْنَ

_________________

١ ـ سكينةً : خ ل.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٨٧ ـ ٥٨٩ ح ٢٦.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٨٩ ح ٢٧.

٤ ـ الكافي ٢ م ٥٨٩ ح ٢٨.

٥ ـ الكافي ٢ / ٥٨٩ ح ٢٩.

٨٣٧

القُلوبِ فَالسِّرُّ عِنْدَكَ عَلانيَّةٌ وَالقُلُوبُ إلَيْكَ مُفْضاةٌ وَإنَّما أمْرُكَ لِشَيٍ إذا أَرَدْتَهُ أنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكونُ ؛ فَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِطاعَتِكَ أنْ تَدْخُلَ في كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أعْضائي وَلا تُفارِقْني حَتّى ألْقاكَ ، وَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِمَعْصِيَتِكَ أنْ تَخْرُجَ مِنْ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أعْضائي فَلا تُقَرِّبَني حَتّى ألْقاكَ ، وارْزِقْني مِنَ الدُّنيا وَزَهّدْني فيها وَلا تَزْوِها عَنّي وَرَغْبَتي فيها (١) يا رَحْمنُ (٢).

السابع والعشرون : عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن علا بن رزين ، عن عبد الرّحمن بن سيابة ، قال : أعطاني الصادق عليه‌السلام هذا الدعاء : الحَمْدُ لله وَليِّ الحَمْدِ وَأهْلِهِ وَمُنْتَهاهُ وَمَحَلِّهِ أخْلَصَ مَنْ وَحَّدَهُ وَاهْتَدى مَنْ عَبَدَهُ وَفازَ مَنْ أطاعَهُ وَآمَنَ مَنْ اعْتَصِمَ بِهِ ، اللّهُمَّ يا ذا الجُودِ وَالَمجْدِ وَالثَّناءِ الجَميلِ وَالحَمْدِ. أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَ لَكَ بِرَقَبَتِهِ وَرَغَمَ لَكَ أنْفَهُ وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ وَذَلَّلَ لَكَ نَفْسَهُ وَفاضَتْ مِنْ (٣) خَوْفِكَ دُمُوعُهُ وتَرَدَّدَتْ عَبْرَتُهُ وَاعْتَرَفَ لَكَ بِذُنُوبِهِ وَفَضَحَتْهُ عِنْدَكَ خَطيئَتُهُ وَشانَتْهُ عِنْدَكَ جَريرَتُهُ ، فَضَعُفَتْ (٤) عِنْدَ ذلِكَ قُوَّتُهُ وَقَلَّتْ حيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ أسْبابُ خَدائِعِهِ وَاضْمَحَلَّ عَنْهُ كُلُّ باطِلٍ وَألْجأتْهُ ذُنوبُهُ إِلى ذُلِّ مَقامِهِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَخُضُوعِهِ لَدَيْكَ وَابْتهالِهِ إلَيْكَ ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ سُؤالَ مَنْ هوَ بِمَنْزِلَتِهِ أرْغَبُ إلَيْكَ كَرَغْبَتِهِ ، وَأتَضَرَّعُ إلَيْكَ كَتَضَرُّعِهِ وَأبْتَهِلُ إلَيْكَ كَأَشَدِّ ابْتِهالِهِ ، اللّهُمَّ فَارْحَمْ إسْتِكانَةَ مَنْطِقي وَذُلِّ مَقامي ومَجْلِسي وَخُضوعي إلَيْكَ بِرَقَبَتي أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الهُدى مِنَ الضَّلالَةِ وَالبَصيرَةَ مِنَ العَمى وَالرُّشْدَ مِنَ الغَوايَةِ ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ أكْثَرَ الحَمْدِ عِنْدَ الرَّخاءِ وَأجْمَلَ الصَبْرِ عِنْدَ المُصيبَةِ وَأفْضَلَ الشُّكْرِ عِنْدَ مَوْضِعِ الشُّكْرِ وَالتَّسْليمِ عِنْدَ الشُّبِهاتِ ، وَأسْأَلُكَ القُوَّةَ في طاعَتِكَ وَالضَّعْفَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَالهَرّبَ إلَيْكَ مِنْكَ والتَّقَرُّبَ إلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى وَالتَّحرّي لِكُلِّ مايُرْضِيكَ عَنّي في إسْخاطِ خَلْقِكَ إلِْتماسا لِرِضاكَ ؛ رَبِّ مَنْ أرْجُوهُ إنْ لَمْ تَرْحَمُني وَمَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إنْ أقْصَيْتَني أوْ مَنْ يَنْفَعُني عَفْوُهُ إنْ عاقَبْتَني أوْ مَنْ آمُلُ عَطاياهُ إنْ حَرَمْتَني أوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرامَتي إنْ أهَنْتَني أوْ مَنْ يَضُرُّني هَوانُهُ إنْ أكْرَمْتَني؟ رَبِّ ما أَسْوَأَ فِعْلي وَأَقْبَحَ عَمَلي وَأَقْسى قَلْبي وَأَطْوَلَ أَمَلي وَأَقْصَرَ أجَلي ،

_________________

١ ـ هذا مقابل الجملة الاولى ، وحاصلها لا تأخذ منّي الدنيا ويكون رغبتي فيها ، بل اعطني الدنيا وخذ عنّي الرغبة اليها فاكون زاهداً فيها. منه رحمه‌الله.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٩٠ ح ٣٠.

٣ ـ عن : خ ل.

٤ ـ في المصدر : وضعفت.

٨٣٨

وَأَجْرَأَني عَلى عِصْيانِ مَنْ خَلَقَني! رَبِّ وَما أحْسَنَ بَلائِكَ عِنْدي وَأَظْهَرَ نَعْمائَكَ عَلَيَّ! كَثُرَتْ عَلَيَّ النِّعَمُ فَما أُحْصيها وَقَلَّ مِنّي الشُّكْرَ فيما أَوْلَيْتَنيهِ فَبَطِرْتُ (١) بِالنِعَمِ وَتَعَرَّضْتُ لِلنِقَمِ وَسَهَوْتُ عَنْ الذِّكْرِ وَرَكَبْتُ الجَهْلِ بَعْدَ العِلْمِ وَجُزْتُ مِنَ العَدْلِ إِلى الظُلْمِ وَجاوَزْتُ البِرَّ إِلى الاثْمِ وَصِرْتُ إِلى اللَّهْوِ (٢) مِنَ الخَوْفِ وَالحُزْنِ فَما أصْغَرَ حَسَناتي وَأقَلَّها في كَثْرَةِ ذُنوبي وَأَعْظَمَها عَلى قَدْرِ صِغَرِ خَلْقي وَضَعْفِ رُكْني! رَبِّ وَما أَطْوَلَ أَمَلي في قِصَرِ أَجَلي وَأَقْصَرَ أَجَلي في بُعْدُ أمَلي وَما أَقْبَحَ سَريرَتي في عَلانيَّتي! رَبِّ لا حُجَّةَ لي إنْ احْتَجَجْتُ وَلا عُذْرَ لي إنْ اعْتَذَرْتُ وَلا شُكْرَ عِنْدي إنْ ابْتَلَيْتُ (٣) وَأَوْلَيْتُ إنْ لَمْ تُعِنّي عَلى شُكْرِ ماأَوْلَيْتَ. رَبِّي (٤) ماأخَفَّ ميزاني غَداً إنْ لَمْ تُرَجِّحْهُ وَأَزَلَّ لِساني إنْ لَمْ تُثَبِّتْهُ وَأسْوَدَ وَجْهي إنْ لَمْ تُبَيِّضْهُ! رَبِّي كَيْفَ لي بِذُنوبي الَّتي سَلَفَتْ مِنِّي وَقَدْ هُدَّتْ لَها أرْكاني؟! رَبِّ كَيْفَ أَطْلُبُ شَهَواتِ الدُّنيا وَأَبْكي عَلى خَيْبَتي فيها وَلا أبْكي وَتَشْتَدُّ حَسَراتي عَلى عِصْياني وَتَفْريطي؟! رَبِّي دَعَتْني دَواعي الدُّنيا فَأجِبْتُها سَريعا وَرَكَنْتُ إلَيْها طائِعا وَدَعَتْني دَواعي الاخِرَةِ فَتَثَبَّطْتُ عَنْها وَأَبْطَأتَ في الاجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَيْها كَما سارَعَتُ إِلى دَواعي الدُّنْيا وَحِطامِها الهامِدِ (٥) وَهَشيمِها البائِدِ وَسَرابِها (٦) الذّاهِبِ. رَبِّ خَوَّفْتَنِي وَشَوَّقْتَنِي وَاحْتَجَجْتَ عَلَيَّ بِرِقِّي وَتَكَلَّفْتَ لي بِرِزْقي فَأمِنْتُ خَوْفَكَ وَتَثَبَّطْتُ عَنْ تَشْويقِكَ ، لَمْ أَتَكِلُ عَلى ضَمانِكَ وَتَهاوَنْتُ بِاحْتِجاجِكَ ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ أمْنِي مِنْكَ في هِذِهِ الدُّنْيا خَوْفا وَحَوِّلْ تَثْبِيطي شَوْقا وَتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقا مِنْكَ ثُمَّ رَضِّنِي بِما قَسَمْتَ لي مِنْ رِزْقِكَ يا كَريمُ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظيمِ رِضاكَ عِنْدَ السُّخَطَةِ وَالفُرْجَةَ عِنْدَ الكُرْبَةِ وَالنُورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَالبَصيرَةَ عِنْدَ تَشَبُّهِ (٧) الفِتْنَةَ. رَبِّ اجْعَلْ جُنَّتي مِنْ خَطايايَ حَصينَةً وَدَرَجاتي في الجِنانِ رَفيعَةً وَأَعْمالي كُلَّها مُتَقَّبَلَةً وَحَسَناتي مُضاعَفَةً زاكيَةً ، أعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ماظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَمِنْ رَفيعِ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَمِنْ شَرِّ ما أَعْلَمُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أَعْلَمُ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أَشْتَري الجَّهْلَ بِالعِلْمِ وَالجَّفا بِالحِلْمِ وَالجَوْرَ بِالعَدْلِ ،

_________________

١ ـ البطر : شدّة الفرح.

٢ ـ في بعض نسخ المصدر : وصرت الى الهرب.

٣ ـ ابليت ـ خ ـ.

٤ ـ في المصدر : ربّ.

٥ ـ الهامد : البالي المتغيّر واليابس من النبات.

٦ ـ وشرابها : خ ل.

٧ ـ تشبيه ـ خ ـ.

٨٣٩

وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ وَالجَزَعَ بِالصَبْرِ وَالهُدى بِالضَّلالَةِ وَالكُفْرَ بِالايمانِ. (وفي المصباح : أو الضلالة بالهدي) (١).

أقول : هذا الدعاء يحتوي على مضامين عالية وراوية وهو عبد الرحمن بن سيابة أوصاه الصادق عليه‌السلام بوصيّة نافعة ، يجدر ذكرها : روى عبد الرحمن بن سيابة ، قال : لما توفي أبي سيابة أتانا بعض أخلاّ ئه فقرع باب الدار ، فخرجت إليه. فعزّاني ، ثم سأل هل أورثكم أبوكم شَيْئاً من المال ، قلت لا ، فناولني كيسا فيه ألف درهم وأوصاني بالمحافظة عليه والاتجار به والارتزاق من ربحه ، فابتهجت ومضيت إلى أمي فحدثتها بذلك ثم توجّهت آخر النهار إلى بعض أصدقاء أبي أناشده أن يعيّن لي عملاً من الاعمال ، فاختار لي الاتجار بالثياب السابرية ، وابتاع لي منها فعينت حانوتا أباشر فيه عملي ، فرزقني الله تعالى من ذلك العمل خيراً كَثِيراً ، فلما آن أوان الحج وددْت أن أحج فأتيت أمي أخبرها عن قصدي فأشارت عليَّ برد الألف درهم إلى صاحبه.

قال عبد الرحمن : فأعددتها ورددتها إليه فابتهج لذلك كأني قد وهبته الدراهم ، وقال لي لعلّها كانت قليلة لم تكفك ، فإن شئت زدتك فأخبرته أني قد رمت الحج ، ولذلك رددت الدراهم فرحلت إلى مكة وأديت الحجّ ، ثم عدت إلى المدينة ، وتوجهت إلى الصادق عليه‌السلام مع عصبة من الناس ، وكان عليه‌السلام في تلك الاوان يأذن للنّاس عامّة ، فجلست في آخر القوم وكنت حينذاك شابا فأخذ الناس في السؤال عنه ، فكان عليه‌السلام يجيب على أسئلتهم فينصرفون فجلست حتى قلّوا فأشار عليه‌السلام إلى فدنوت منه ، فقال : هل لك حاجة؟ قلت : جعلت فداك ، أنا عبد الرحمن بن سيابة فسأل عن والدي ، فقلت قد توفي ، فتوجع وترحّم ، فقال : وهل أورثكم شَيْئاً؟ قلت : لا. قال : فكيف تسنّى لك الحج فأخذت أحدثه عليه‌السلام بأمر الدراهم. قال عبد الرحمن : فلم يدعني أنتهي من حديثي وقاطعني عليه‌السلام قائلاً : إنك قد أتيت حاجا فماذا صنعت بالمال الذي أخذته من الرجل؟ قلت له رددته إليه ، فقال : قد أحسنت ثم قال : ألا أوصيك بوصية؟ قلت : بلى. قال : عليك بالصدق وأداء الأمانة حتى تشارك الناس في أموالهم ، هكذا ، وجمع بين إصبعيه أي إذا لازمت الصدق في قولك ، فاجتنبت الكذب ووفيت بالوعد والدين ، في الموعد المقرر لأدائه ولم تأكل أموال الناس بالباطل ، دفعوا إليك ما طلبت فتكون بذلك شريكا لهم في أموالهم. قال عبد الرحمن : فحفظت الوصية عنه عليه‌السلام أي

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٩٠ ـ ٥٩٢ ح ٣١.

٨٤٠