مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

الباب الأول :

في نزر من أعمال الليل والنهار

ويحتوي على عدّة فصول :

الفصل الأول

فيما يتعلق بالغداة ما بين الفجر وطلوع الشمس

إعلم أن هذه الساعة من الساعات الشريفة ولنا في فضلها وفي الحثّ على الذكر والتسبيح والعبادة فيها روايات كثيرة مأثورة عن أهل البيت عليه‌السلام ، وقد عبّر عنها في بعض الروايات بساعة الغفلة ، كما روي عن الباقر عليه‌السلام قال : إنّ إبليس عليه لعائن الله يبثُّ جنوده من حين تغيب الشمس وتطلع ، فأكثروا ذكر الله عزَّ وجلَّ في هاتين الساعتين وتعوذوا بالله من شر إبليس وجنوده وعوّذوا صغاركم في هاتين السّاعتين فإنهما ساعتا غفلة (١).

واعلم أنّه يكره النوم في هذه الساعة ، وعن الباقر عليه‌السلام أيضاً قال : نومة الغداة مشومة تطرد الرزق وتصفر اللّون وتغيّره وهو نومُ كلّ مشومٍ إن الله تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس ، فإيّاكم وتلك النّومة (٢).

وهذا الدعاء كما قال الطوسي في المصباح يدعى به عند طلوع الفجر الصادق :

اللَّهُمَّ أَنْتَ صاحِبُنا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلهِ ، اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَتْمِمْهَا عَلَيْنا ، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ ، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ ، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ.

ثم تقول : يا فالِقَهُ مِنْ حَيثُ لاأَرى ، وَمُخْرِجَهُ مِنْ حَيْثُ أَرى ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِنا هذا صَلاحا وَأَوْسَطَهُ فَلاحا وَاَّخِرَهُ نَجاحاً (٣).

ثم تقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ ما أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ عافِيَةٍ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيا فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُكْرُ بِها عَلَيَّ حَتّى تَرْضا وَبَعْدَ الرِّضا (٤).

_________________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠١ ـ ٥٠٢ ح ١٤٤٠ مع اضافات.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠٢ ح ١٤٤١ وفيه :وقال الصادق عليه‌السلام.

٣ ـ مصباح المتهجد : ١٩٨.

٤ ـ مفتاح الفلاح : ٦٥.

٧٢١

والأذكار المأثورة في هذه الساعة سوى مامرّ كثير وأفضلها ذكر : سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَاللهُ أَكْبَرُ. الذي عبّر عنه في الحديث (الباقيات الصالحات) (١). وأيضاً أن يقول : لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيي (٢) وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيي وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (٣). وقل إذا سمعت صوت الآذان عند الفجر : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإقْبالِ نَهارِكَ وَإِدْبارِ لَيْلِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأَصْواتِ دُعائِكَ وَتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنَ تَتُوبَ عَليَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَوّابُ الرَّحيمُ (٤).

وإذا شئت أن تصلّي واحتجت إلى التخلي لقضاء الحاجة فابدأ به ، والمأثور من آداب التخلّي كثير نذكر منه ملخصاً : أن تقدّم رجلك اليسرى عند الدخول وتقول : بِسْمِ الله وَبالله ، أَعُوذُ بِالله مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخَبِّثِ الشَيطانِ الرَّجيمِ (٥) ، وتنطق بالتسمية إذا كشفت (٦) ويجب عندئذ بل يجب وفي جميع الأحوال ستر العورة عن الناظر المحترم (٧) ، ويحرم إذا قعد المرء للحاجة أن يستقبل القبلة أو يستدبرها (٨) ، ويستحب أن يقول عند قضاء الحاجة : اللَّهُمَّ أَطْعِمْنِي طَيِّباً فِي عافِيَةٍ وَأَخْرِجْهُ مِنّي خَبيثاً فِي عافِيَةٍ (٩). وقل إذا وقع نظرك على البراز : اللَّهُمَّ ارْزِقْنِي الحَلالَ وَجَنِّبْنِي الحَرامَ (١٠). وإذا أردت أن تستنجي ، فاستبري أولاً ثم اقرأ دعاء رؤية الماء : الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ الماءَ طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً (١١). وتقول عند الاستنجاء : اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَأَعْفِهِ وَاسْتُرْ عَوْرَتي وَحَرِّمنِي عَلى النّارِ. وتمسح بطنك إذا فرغت وقمت بيدك اليمنى وتقول : الحَمْدُ لله الَّذِي أَماطَ عَنِّي الأذى وَهَنّأَني طَعامي وَشَرابي وَعافاني مِنَ البَلوى. ثم تخرح وتقدّم رجلك اليمنى وتقول : الحَمْدُ لله الَّذِي عَرَّفَني لَذَّتَه وَأَبْقى في جَسَدي قُوَّتَه وَأخْرَجَ عَنِّي أَذاهُ ، يا لَها نِعمَةً يا

_________________

١ ـ ثواب الاعمال : ٨ و ١١.

٢ ـ ويميت ويحيي : نسخة.

٣ ـ مفتاح الفلاح للشيخ البهائي : ١٨٤.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ١٩٩.

٥ ـ مصباح المتهجّد : ٦.

٦ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٥ ح ٤٣.

٧ ـ انظر مستدرك الوسائل ١ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦.

٨ ـ مصباح المتهجّد : ٦.

٩ ـ انظر مستدرك الوسائل ١ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦.

١٠ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٣ ح ٣٨.

١١ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٢٤٥ عن الصدوق في الهداية ١٦.

٧٢٢

لَها نِعمَةً يا لَها نِعمَةً لا يَقْدِرُ الْقادِرُونَ قَدْرَها (١). وتبدأ بالإستياك إذا أردت الوضوء فإنّه يطهر الفم ويزيل البلغم ويقوي الذّاكرة ويزيد في الحسنات ويرضي الرب تعالى ، والصلاة مع الإستياك ركعتين أفضل من سبعين ركعة بدونه ، ويجزي الإصبع إذا لم يتيسّر المسواك (٢) ، وينبغي أن يجلس عند الوضوء مستقبلاً القبلة ويضع الإناء على يمينه ويقول إذا نظر إلى الماء : الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ لماء طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً. ثم تغسل يدك قبلما تدخلها في الإناء وتقول إذا أدخلت يدك فيه : بِسْمِ الله وَبِالله اللَّهُمَّ اِجْعَلْني مِنَ التَوّابينَ وَاجْعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ (٣). ثم تمضمض ثلاث مرات بثلاث أكف من الماء وتقول : اللَّهُمَّ لَقّنِي حُجَّتِي يَوْمَ ألْقاكَ وَأطْلِقْ لِساني بِذِكْراكَ. ثم تستنشق ثلاث مرات وتقول : اللَّهُمَّ لاتُحَرِّمْ عَليَّ ريحَ الجَنَةَ وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَشَمُّ ريحَها وَرَوْحَها وَطَيبَها. ثم تبدأ بغسل الوجه وتقول : اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهي يَوْمَ تَسْوَدُّ الوُجُوهُ وَلاتُسوّدْ وَجْهي يَوْمَ تَبْيَضّ الوجُوهُ. ثم تأخذ كفا من الماء لغسل اليد اليمنى وتقول عند الغسل : اللَّهُمَّ أعطِني كِتابِي بِيَمِيني وَالخُلْدَ في الجِنانِ بيَسارِي وَحاسِبْني حِسابا يَسيراً. ثم تغسل اليسرى وتقول : اللَّهُمَّ لاتُعْطِني كِتابي بِشمالي وَلا مِنْ وَراءِ ظَهْري (٤) وَلاتَجْعَلْها مَغْلُولَةً إِلى عُنِقي وَأعُوُذ بِكَ مِنْ مُقَطِّعاتِ النِّيرانِ. ثم تمسح مقدّم رأسك ببلّة يمناك وتقول : اللَّهُمَّ غَشّنِي رَحْمَتَكَ وَبَرَكاتِكَ. ثم امسح برجليك وقل وأنت تمسح : اللَّهُمَّ ثَبّتْنِي عَلى الصِّراطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الاقْدامُ وَاجْعَلْ سَعْيي فِيما يُرْضِيكَ عَنِّي يا ذَا الجَلالِ وَالإكْرامِ. وقل إذا فرغت من الوضوء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمامَ الوُضُؤِ وَتَمامَ الصَّلاةِ وَتَمامَ رِضْوانِكْ وَالجَنَّةَ. وتقول أيضاً : الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ (٥). واقرأ (سورة القدر) ثلاث مرات واستعمل طيباً إذا فرغت من الوضوء (٦).

ثم سر إلى المسجد وعليك السّكينة والوقار وقل عند خروجك من الدار للذهاب إلى المسجد : بِسْمِ الله الَّذِي خَلَقَني فَهْوَ يَهْدِيني وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِيني وَإذا

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٧.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٤ و ٥٥ ح ١١٨ عن الباقر وح ١٢٦ عن الصادق عليه‌السلام.

٣ ـ تهذيب الاحكام ١ / ٧٦ ح ١٩٢ / ٤١.

٤ ـ ولا من وراء ظهري : نسخة.

٥ ـ مصباح المتهجّد : ٨ ـ ٩ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٤١ ـ ٤٣ ، ح ٨٤.

٦ ـ انظر العروة الوثقى في بعض مستحبات الوضوء.

٧٢٣

مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ، وَالَّذِي يُمِيتَني ثُمَّ يُحْيينِ وَالَّذِي أطمَعُ أنْ يَغْفَرَ لِي خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْما وَالحِقْنِي بالصّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الاخَرِينَ وَاجْعَلْ لِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَعِيمِ وَاغْفِرْ لأبِي (١).

وإذا أردت أن تدخل المسجد فلاحظ كعب حذائك واحذر أن تكون نجاسة عالقة به ، ثم قدّم رجلك اليمنى وقل : بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وإِلى الله وَخَيرُ الاسَّماء كُلِّها للّهِ ، تَوَكَلْتُ عَلى الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَةَ إِلاّ بِالله ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ لِي أبوابَ رَحْمَتِكَ وَتَوْبَتِكَ وَاغْلِقْ عَنِي أبْوابَ مَعْصِيَتِكَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ زُوارِكَ وَعُمّارِ مَساجِدِكَ وَمِمَّنْ يُناجِيكَ في اللَّيلِ وَالنَهارِ وَمِنَ الَّذينَ هُمْ فِي صَلَواتِهِمْ خاشِعُونَ ، وَادْحَرْ عَنِّي الشَيْطانَ الرَّجيمَ وَجُنُودَ ابْليسَ أجْمَعينَ (٢).

وقل إذا أردت أن تُصلي : اللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ إِلَيكَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله بَيْنَ يَدَيْ حاجَتي ، وَأتَوَجَهُ بِهِ إِلَيْكَ فَاجْعَلْني بِه وَجيها عِنْدَكَ في الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَبينَ ، واجْعَلْ صَلاتي بِهِ مَقْبولَةً وَذَنْبي بِهِ مَغْفُوراً وَدُعائي بِهِ مُسْتَجابا ، إِنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمَ (٣).

ثم تؤذن للصلاة وتقيم ، وتفصل بينهما بسجدة أو جلسة وتقول : اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَلْبي بارّاً وَعَيْشي قارّاً وَرِزْقي دارّاً ، واجْعَلْ لي عِنْدَ قَبْرِ رَسولِكِ صلى‌الله‌عليه‌وآله مُسْتَقَرّا وَقَراراً. وتدعو بما شئت وتسأل الله عزَّ وجلَّ ما تريد فإنه لا يرد بين الآذان والإقامة دعاء (٤) وتقول بعدما أقمت : اللَّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَهْتُ وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ مَسامِعَ قَلْبي لِذِكْرِكَ وَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَلاتُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَني وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهّابُ. ثم استعدّ للصلاة وأقبل عليها بقلبك واعطف انتباهك إلى ذلة مقامك وإلى عظمة مولاك الذي تناجيه وجلاله ، وكن كأنك تراه واستحي من أن تكلّمه بلسانك وأنت تتجه بقلبك إلى غيره ، ثم قف بوقار وخشوع واضعا يديك على فخذيك قبال ركبتيك وافصل بين قدميك

_________________

١ ـ مفتاح الفلاح للشيخ البهائي : ١٠٥ عن عدّة الداعي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢ ـ مفتاح الفلاح : ١٠٨ عن الكافي عن ابي عبدالله عليه‌السلام.

٣ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٠٢ ح ٩١٦ عن الصادق عليه‌السلام.

٤ ـ مفتاح الفلاح : ١٣٢ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٧٢٤

قدر ثلاث أصابع منفرجات إلى شبر ، وألق نظرك إلى موضع سجودك ، ثم إنو فريضة الفجر قربة إلى الله تعالى وكبّر تكبيرة الإحرام. ويستحبّ أن تضيف إليها ست تكبيرات أُخر ترفع يديك في كل تكبيرة إلى حيال شحمة أذنيك موجّها باطن كفّيك إلى القبلة ولتكن أصابعك متصلة غير منفرجة سوى الابهام وادع بأدعية التكبيرات وهي أن تقول بعد التكبيرة الثالثة : اللَّهُمَّ أنْتَ المَلِكُ الحَقْ المُبينُ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي (١) ، إنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاّ أنْتَ ، وتقول بعد الخامسة : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ في يَدَيْكَ وَالشَّرُ لَيْسَ إلَيْكَ وَالمَهْدِيُّ مِنْ هَدَيْتَ عَبْدُكَ وَإبْنُ عَبْدَيْكَ ذَليلٌ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنْكَ وَبِكَ وَلَكَ وَإليكَ لا مَلْجَأ وَلا مَنْجاً (٢) وَلا مَفَرَّ مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ ، سُبْحانَكَ وَحَنانَيْكَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ سُبْحانَكَ رَبَّ البَيْتِ الحَرام (٣) ، وتقول بعد السابعة : وَجَّهْتُ وَجْهيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأرضِ عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ حَنيفا مُسْلِما وَما أنا مِنَ المُشْركين إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لله رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَه وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأنا مِنَ المُسْلِمينَ (٤).

ثم خافت بالاستعاذة قبل القراءة ثم أقرأ سورة الحمد متأدباً بجميع الآداب مقبلاً بقلبك متدبراً في معانيه واصمت إذا فرغت منها مقدار النَّفَس ثم اقرأ سورة من القرآن الكريم وينبغي أن تكون من أمثال سورة عمّ وهل أتى ولا أقسم ، ثم تسكت أيضاً قدر النفس ، ثم ترفع يديك بالتكبير إلى شحمة أذنيك على ما مضي. ثم تركع وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى ثم تضع اليسرى على اليسرى وتفرج أصابع يديك وتملاهما بركبتيك وتحني ظهرك وتمد عنقك في مستوى ظهرك وتلقي بنظرك إلى ما بين قدميك وقل : سُبْحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ. وينبغي أن تكرر هذا الذكر سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً وأن تقول قبل الذكر : اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ وَأنْتَ رَبِّي خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَري وَشَعْري وَبَشَري وَلَحْمي وَدَمي وَمُخّي وَعَصَبي وَعِظامي وَما أقْلَمَتْهُ قَدَمايَ ، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَحْسِرٍ ، ثم ارفع رأسك من الركوع وقف وقل : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ (٥).

_________________

١ ـ ذنبي : خ.

٢ ـ من قوله : عبدك الى هنا : نسخة.

٣ ـ الحرام : خ.

٤ ـ مفتاح الفلاح : ١٣٣ ـ ١٤٣ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٠٤ ذيل ح ٩١٦.

٥ ـ الكافي ٣ / ٣١٩ ح ١ عن الباقر عليه‌السلام ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٣١١ ح ٩٢٧ ، مفتاح الفلاح : ١٥٠.

٧٢٥

ثم كبّر وأهو إلى السجود وأنت خاضع خاشع غاية الخضوع والخشوع وابسط كفّيك وضعهما على الأرض قبل وضع ركبتيك واسجد على تربة الحسين عليه‌السلام واذكر ذكر السجود والأفضل أن تكرر سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً وقل قبل الذكر : اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ وَأنْتَ رَبّي ، سَجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ تَبارَكَ الله أحْسَنَ الخالِقينَ. ثم أئت بالذّكر وارفع رأسك من السجود واجلس ويستحب التكبير حينئذ والجلوس متوركا وقل : أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وَأتُوبُ إلَيْهِ. وتقول أيضا : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْني وَأجِرْني وَادْفَعْ عَنِّي وَعافِني (١) ، إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إلى مِنْ خْيرٍ فَقيرٌ تَبارَكَ الله رَبُّ العالَمينَ (٢).

ثم كبّر واهو إلى السجدة الثانية واعمل مثل ما عملت في الأولى ، ثم ارفع رأسك واجلس جلسة الاستراحة ، ثم قم وقل وأنت تقوم : بِحَوْلِ الله وَقوَتِهِ أَقُومُ وَأَقْعُدْ. فإذا استقررت قائماً فاقرأ الحمد وسورة غيرها والأفضل اختيار سورة التوحيد ، ويستحب أن تقول بعد التوحيد : كَذلِكَ الله رَبّي ثلاث مرات (٣). ثم تكبّر وترفع يديك للقنوت إلى حيال وجهك وتوجّه باطن راحتيك نحو السماء وتضم أصابعك ولا تفرجها سوى الابهام ، وينبغي أن تختار للقنوت كلمات الفرج (٤) ، وتقول بعد ذلك : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَعافِنا وَأعْفُ عَنّا في الدُّنْيا وَالاخِرَةَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. ثم تقول : اللَّهُمَّ مَنْ كانَ أصْبَحَ وَلَهُ ثِقَةٌ أو رَجاءٌ غَيْرُكَ فَأَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي. يا أجْوَدَ مَنْ سُئِلْ وَيا أرْحَمَ مَنْ اسْتُرْحِمْ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ (٥) ، وَارْحَمْ ضُعْفي وَمَسْكَنَتي وَقِلَّةَ حيلَتي وَامْنُنْ عَليَّ بالْجَنَّةِ طَوْلاً (٦) مِنْكَ وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَعافِني في نَفْسي وَفي جَميعِ أموري بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ. وينبغي إطالة القنوت وأدعية القنوت كثيرة. ثم تكبّر وتركع وتسجد كما مضي ، وإذا فرغت من السّجدتين فتجلس للتشهّد والتسليم ، ويستحب أن تجلس متوركا وأن تقول قبل التشهد (٧) : بِسْمِ الله وَبالله وَالحَمْدُ لله وَخَيْرُ الاَسَّماء لله (٨) أشْهَدُ أنْ لا إلهَ ألا اللّهُ. وإذا فرغت من الصلاة فابدأ في التعقيب فالأمر به في

_________________

١ ـ وعافني : خ.

٢ ـ الكافي ٣ / ٣٢١ ح ١ عن الصادق عليه‌السلام.

٣ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣١٥ ذيل ح ٩٣٢.

٤ ـ أي لا إله إلّا الله الحليم الكريم الخ.

٥ ـ صلّ على محمّد وآل محمّدٍ : نسخة.

٦ ـ طولاً : خ.

٧ ـ مفتاح الفلاح : ١٥٥ ـ ١٦٢.

٨ ـ والاسماء الحسنى كلّها لله ـ خ ـ.

٧٢٦

الأحاديث كثير ومؤكد وقال الله تعالى : (فَاذا فَرَغْتَ فانْصَبْ وإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (١).

وروي في تفسير الآية : إذا فرعت من الصلاة فأتعب نفسك بالدعاء وارغب إلى ربك وسله حاجتك واقطع رجاءك عمّن سواه (٢).

وعن أمير المؤ منين عليه‌السلام قال : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب (٣) في الدعاء (٤).

والمستفاد من الروايات أنّ التعقيب يوجب الزّيادة في الرزق وأنّ المؤمن يعدّ مصلِّيا وكتب له ثواب الصلاة ما كان مشتغلاً بذكر الله بعد الصلاة ، والدعاء بعد الفريضة أفضل مما بعد النافلة (٥).

قال العلامة المجلسي رض : إنّ التعقيب على ما يظهر من لفظه هو القرآن والدّعاء والذكر المتّصلة بالصلاة عرفا والأفضل أن يكون المعقّب على وضؤ مستقبلاً القبلة ، والأحسن أن يجلس على هيئة المتشهد ، وأن لا يتكلم في أثناء التعقيب لاسيّما في تعقيب فريضة العشاء ، وذهب البعض إلى لزوم مراعاة جميع شرائط الصلاة في التعقيب ، ولكن الظاهر أن المر يثاب ثواب التعقيب في الجملة إذا اشتغل بعد الصلاة بالقرآن والذكر والدّعاء ولو ماشياً (٦).

أقول : قد ورد عن الأئمة الأطهار عليهم‌السلام للتعقيب أدعية كثيرة للدنيا والآخرة. والصلاة هي أشرف العبادات الجوارحية ولتعقيباتها المأثورة أثر بالغ في تكميلها وتتميمها ، كما أنها تورث رفع الدرجات والحطّ من السيّئات وحصول المطالب والحاجات ، وهذا ماحملني على أن أورد نبذا منها هنا في هذه الرسالة اقتباسا في الأغلب من كتابي (البحار) و (المقباس) للعلامة المجلسي عطر الله مرقده الشريف.

أقول : إنّ التعقيبات المأثورة نوعان عامّة وخاصّة :

التعقيبات العامة

وهي مايعقب بها عامّة الصلوات فلاتخص صلاة خاصّة ، وهي كثيرة ونكتفي بإيراد جملة منها :

الأول : تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، والأحاديث المأثورة في فضل هذا التسبيح تفوق حد

_________________

١ ـ الانشراح : ٩٤ / ٨.

٢ ـ انظر مجمع البيان ١٠ / ٧٧٢ ذيل الاية.

٣ ـ النصب : هو التعب.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ح ٩٥٥.

٥ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٨ ح ٩٣٦ عن الباقر عليه‌السلام وح ٩٦٦ عن الصادق عليه‌السلام.

٦ ـ البحار ٨٥ / ٣١٤ ـ ٣١٧.

٧٢٧

الاحصاء. وعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة الزهراء عليه‌السلام كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنّه لم يلزمه عبد فشقي (١).

وقد أتى في الروايات المعتبرة أنّ الذكر الكثير المأمور به في الكتاب العزيز هو هذا التسبيح ومن واظب عليه بعد الصلوات فقد ذكر الله ذكراً كَثِيراً وعمل بهذه الآية الكريمة : (واذْكُروا الله ذِكْراً كَثِيراً) (٢) (٣).

وبسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام أنّه قال : من سبّح تسبيح فاطمة سلام الله عليها ثم استغفر الله غفر الله له وهي مئة على اللّسان وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضي الرحمن (٤).

وبأسناد صحاح عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : من سبح بتسبيح فاطمة عليها‌السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ووجبت له الجنة (٥).

وفي معتبر آخر عنه عليه‌السلام أنّه قال : تسبيح الزهراء فاطمة عليها‌السلام في دبر كل فريضة أحب إلى من صلاة ألف ركعة في كل يوم (٦).

وفي رواية معتبرة عن الباقر عليه‌السلام قال : ما عبد الله بشي من التسبيح والتمجيد أفضل من تسبيح فاطمة عليها‌السلام ولو كان شي أفضل منه لاعطاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة عليها‌السلام (٧).

والأحاديث في فضل ذلك أكثر من أن تستوعبها هذه الرسالة.

وفي وصف هذا التسبيح : فقد اختلفت الروايات وهو على الأشهر والأظهر : أربع وثلاثون مرة : الله أكْبَرُ ، وثلاث وثلاثون مرة : الحَمْدُ لله ، وثلاث وثلاثون مرة : سُبْحانَ اللّهِ. وذكر سبحان الله قد أتى في بعض الأحاديث مقدما على الحمد للّه (٨).

وقد جمع بين هذه الرويات بعض العلماء فراي أن يؤتى بالتسبيحات على الطريقة الأولى في أعقاب الصلوات وعلى الطريقة الثانية عند النوم ، والعمل على الطريقة الأولى المشهورة هو

_________________

١ ـ البحار ٨٥ / ٣٢٨ عن امالي الصدوق : م ٨٥ / ح ١٦.

٢ ـ الاحزاب : ٣٣ / ٤١.

٣ ـ انظر البحار ٨٥ / ٣٣١ عن معاني الاخبار ١٩٣ عن الصادق عليه‌السلام.

٤ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٢ عن ثواب الاعمال ١٦٣.

٥ ـ تهنذيب الاحكام ٢ / ١٠٥ ح ١٦٣ وفيه : غفر له ، ويبدأ بالتكبير.

٦ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٢ عن ثواب الاعمال ١٦٣.

٧ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١٠٥ ح ١٦٦.

٨ ـ البحار : ٨٥ / ٣٣٦.

٧٢٨

الأولي على الظاهر سواء عند النوم ، أو عقيب الصلوات (١).

ومن المسنون أن يهلل بعد التسبيحات قائلاً : لا إِلهَ إِلاّ اللّه (٢). فعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : من سبح بعد كل فريضة بتسبيح فاطمة (عليها سلام اللّه) وعقبه بلا اله إِلاّ الله غفر الله له (٣). والأفضل أن يحصي عدد التسبيحات بسبحة مصنوعة من تربة الحسين عليه‌السلام وهو سنّة في جميع الأذكار (٤). ويستحب للمرء أيضاً أن يحمل معه سبحة من تراب الحسين عليه‌السلام وهي حرز من البلايا ومورثة لمثوبات غير متناهية (٥).

وروي أن فاطمة عليها‌السلام كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه ، فكانت تديرها بيدها تكبّر وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب (رضي الله تعالى عنه) فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس ، فلما قتل الحسين سيّد الشهداء عليه‌السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته (٦). وعن الإمام المنتظر عليه‌السلام قال : من نسي الذكر وفي يده سبحة من تربة الحسين عليه‌السلام كتب له أجره (٧).

وعن الصادق عليه‌السلام : السبحة التي من قبر الحسين عليه‌السلام تسبح (٨) بيد الرجل من غير أن يُسبّح. وقال : من أدار الحجر من تربة الحسين عليه‌السلام فاستغفر به مرّة واحدة كتب الله له سبعين مرة ، وإن أمسك السبحة بيده ولم يسبّح بها ففي كلّ حبّة منها سبع مرات (٩). وعلى رواية أخرى : إن أدارها مع الذكر كتب له بكل حبّة أربعون حسنة (١٠).

وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما ، يستهدين منه السبح والترب من طين قبر الحسين عليه‌السلام (١١).

وفي الصحيح عن الإمام موسى عليه‌السلام قال : لا يخلو المؤمن من خمسة : سواك ومشط

_________________

١ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٧ عن الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح.

٢ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٦ عن دعائم الاسلام ١ / ١٦٨.

٣ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٥ عن المحاسن ١ / ٣٦ ح ٣٤.

٤ ـ انظر البحار ٨٥ / ٣٢٧ ح ١ عن الاحتجاج.

٥ ـ انظر البحار ٨٥ / ٣٤٠ ح ٣٠ عن الدروس.

٦ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٣ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٣٠ ح ٢٠٦٥.

٧ ـ البحار ٨٥ / ٣٢٧ ح ١ عن الاحتجاج : ٤٨٩.

٨ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٣ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٣٠ ح ٢٠٦٦.

٩ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٤ عن مصباح الشيخ : ٧٣٥.

١٠ ـ البحار ٨٥ / ٣٤١ عن خط الشيخ محمد بن علي الجبائي عن الشهيد.

١١ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٣ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٣٠ ح ٢٠٦٧.

٧٢٩

وسجّادة ، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبّة وخاتم عقيق (١).

والظاهر أن للسبحة من الخزف أيضاً فضل ، ولكنّها من الطين الذي لايمسّه النار أحسن.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : من سبح بسبحة من طين قبر الحسين عليه‌السلام تسبيحة كتب الله له أربعمائة حسنة ومحا عنه أربعمائة سيئة وقضيت له أربعمائة حاجة ورفعت له أربعمائة درجة. (٢)

وروي (استحباب أن يكون لون خيطها أزرقاً) (٣). ويستفاد من بعض الروايات أن الأفضل للنساء أن يعقدن بالأنامل (٤) ، ولكن الأحاديث الدّاله على استحباب العقد بالتربة مطلقا هي الأكثر والأقوى.

الثاني : يستحب أن يكبر بعد الفريضة ثلاثا يرفع عند كل تكبيرة يديه إلى حيال وجهه ثم ينزلهما إلى ركبتيه أو قريبا منهما.

كما روى علي بن طاووس وابن بابويه بأسناد معتبرة عن المفضّل بن عمر قال : قلت للصادق عليه‌السلام لأي علة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقال عليه‌السلام : لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فتح مكة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود فلما سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثا وقال : لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ (٥) أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَأعَزَّ جُنْدَهُ وَغَلَبَ الاَحزابَ وَحْدَهُ ، فَلَهُ المُلْكَ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. ثم أقبل على أصحابه فقال : لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلاة مكتوبة فإن من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول كان قد أدّى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الاسلام وجنده (٦).

وفي الصحيح عن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) أنه كان إذا فرغ من الصلاة يرفع يديه فوق رأسه ويدعو (٧). وعن الإمام محمّد الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) أنه قال : إذا رفع العبد كفّه إلى الله تعالى استحى الله أن يردّها خالية فإذا دعوتم فلا تضعوا أيديكم إلا وتمسحون بها وجوهه (٨).

الثالث : روى الكليني بسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام أنه قال : من دعا بهذا الدعاء ثلاث مرات بعد الفريضة قبل

_________________

١ ـ البحار ٨٥ / ٣٣٤ عن مصباح الشيخ ٧٣٥.

٢ ـ البحار ٨٥ / ٣٤١ عن الجبائي عن الشهيد.

٣ ـ البحار ٨٥ / ٣٤١ عن الجبائي عن الشهيد.

٤ ـ البحار ٨٥ / ٣٤١ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٧٢ ح ٢١٧٣.

٥ ـ وحده وحده : خ.

٦ ـ فلاح السائل : ٢٩٣ برقم ٨٨ ، ح ١٩ من فصل ١٩.

٧ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ح ٩٥٢.

٨ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ح ٩٥٣.

٧٣٠

أن يثنّي رجليه :

أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيّومُ ذُوالجَلالِ وَالاكْرامِ وَأتُوبُ إلَيْهِ. ثلاث مرّات غفر الله عزّ وجلّ له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (١).

وعلى رواية أخرى أن من استغفر الله في كل يوم بهذا الاستغفار غفر الله له أربعين كبيرة من سيئاته (٢).

الرابع : روى الكليني عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : لا تدع أن تقول بعد كل صلاة : أعيذُ نَفْسي وَما رَزَقَني رَبِّي بِالله الواحِدِ الصَمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أحَدٌ ، وَأعِيذُ نَفْسي وَمارَزَقَني رَبِّي بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ ماخَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَفّاثاتِ في العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدْ ، وَأعِيذُ نَفْسي وَمارَزَقَني رَبِّي بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ إلهِ النّاس مِنْ شَرِّ الوِسْواسِ الخَنّاسَ الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النّاسِ مِنَ الجِنّةِ وَالنّاسِ (٣).

الخامس : روى الكليني في حديث معتبر عن عليّ بن مهزيار قال : كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي الحسن النقي عليه‌السلام : إن رأيت يا سيّدي أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلاتي يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة فكتب عليه‌السلام تقول : أعُوذ بِوَجْهِكَ الكَريمُ وَعِزَّتِكَ الَّتي لاتُرامُ وَقُدْرَتِكَ الَّتي لايَمْتَنِعُ مِنْها شَيٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَمِنْ شَرِّ الاوْجاعِ كُلِّها (٤). وزاد في اَّخره في بعض الروايات : وَلا حَوْلَ وَلاقُوَةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ (٥).

السادس : روى الكليني وابن بابويه بأسناد صحاح وغير صحاح عن الباقر والصادق عليه‌السلام : إن أدنى مايجزي من الدعاء بعد المكتوبة أن تقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أحاطَ بِهِ عِلْمُكْ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عافِيَتِكَ في أُموري كُلِّها وَأعوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الاخِرَةِ (٦).

وعلى رواية ابن بابويه : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ... إلى اَّخر الدعاء (٧).

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٢١.

٢ ـ مكارم الاخلاق ٢ / ٩٣ ح ٢٢٦١.

٣ ـ الكافي ٣ / ٣٤٣ ح ١٨.

٤ ـ الكافي ٣ / ٣٤٦ ح ٢٨.

٥ ـ الجامع العباسي للشيخ البهائي : ٥٤.

٦ ـ الكافي ٣ / ٣٤٣ ح ١٦.

٧ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٣ ح ٩٤٨.

٧٣١

السابع : من المسنون أن يقول إذا فرغ من الصلاة : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأجِرْني مِنَ النّارِ وَأدْخِلْني الجَنَّةَ وَزَوجْني الحُورَ العينَ. كما في الحديث المعتبر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : لايفتل العبد من صلاته حتى يسأل الله الجنة ويستجير به من النار ويسأله أن يزوّجه من الحور العين (١).

الثامن : بسند موثق عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : لما أمر الله عزَّ وجلَّ هذه الآيات أن يهبطن إلى الأرض تعلّقن بالعرش وقلن أي رب إلى أين تهبطنا إلى أهل الخطايا والذنوب؟ فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليهنّ : أن اهبطن ، فوعزتي وجلالي لايتلوكنَّ أحد من آل محمد وشيعتهم إِلاّ نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة أقضي له في كل نظرة سبعين حاجة وقبلته على ما فيه من المعاصي (٢). وقال على رواية أخرى من تلاها عقيب كل صلاة أسكنته حظيرة قدسي على ما فيه من المعاصي ، وإن لم أصنع ذلك نظرت إليه نظرتي الخاصة في كل يوم سبعين نظرة ، وإن لم أصنع قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها غفران الذنوب ، وإن لم أصنع عوّذته من الشيطان ومن كل عدو ونصرته عليهم ولم يمنعه من دخول الجنة مانع سوى الموت (٣).

وهذه الآيات هي : سورة الفاتحة إلى اَّخرها ، وآية الكرسي وقراءتها إلى (هم فيها خالدون) (٤) أحسن ، وآية الشهادة وهي : (شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأولوا العِلْمِ قائِما بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ إنَّ الدّينَ عِنْدَ الله الاسْلامُ وَمااخْتَلَفَ الَّذينَ أُوتوا الكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ماجأَهُمْ العِلْمُ بَغْيا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ الله فِإنَ الله سَريعُ الحِسابِ) (٥). وآية الملك وهي : (قُلْ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ تؤتي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمّنْ تَشاءُ وَتُعِزّ مِنْ تَشاءُ وَتُذِلّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ تُولِجُ اللّيْلَ في النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيّ وَتَرْزِقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٦). وبسند معتبر عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يضره ذو حمة (٧).

_________________

١ ـ الخصال ٢ / ٦٢٩ ح ١٠ من باب ٤٠٠.

٢ ـ الكافي ٢ / ٦٢٠ وحبل المتين للشيخ البهائي : ٢٦٢.

٣ ـ عدّة الداعي : ٣٤١ مع اختلاف قليل لفظي.

٤ ـ البقرة : ٢ / ٢٥٥ ـ ٢٥٧.

٥ ـ آل عمران : ٣ / ١٨ ـ ١٩.

٦ ـ آل عمران : ٣ / ٢٥ ـ ٢٦.

٧ ـ دعوات الراوندي : ٢١٨ ، ح ٥٨٩.

٧٣٢

وقال عليه‌السلام في رواية معتبرة أخرى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي عليك بتلاوة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة فإنّه لايتحافظ عليها إِلاّ نبي أو صدّيق أو شهيد (١).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من تلا آية الكرسي دبر كل صلاة فليس له مانع من دخول الجنّة سوى الموت (٢).

وعلى رواية أخرى : من تلاها بعد كل فريضة قبلت صلاته وكان في أمان الله وصانه الله من البلايا والذنوب (٣).

التاسع : روى الكليني وابن بابويه وغيرهما بأسناد معتبرة عن محمّد الباقر عليه‌السلام قال : أتى رجل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقال له شيبة الهذلي فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني شيخ قد كبرت سنّي وضعفتْ قوتي عن عمل كنت قد عوّدته نفسي من صلاة وصيام وحجّ وجهاد. فعلّمني يا رسول الله كلاما ينفعني الله به وخفّف عليّ يا رسول اللّه. فقال : أعدها فأعادها ثلاث مرات فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حولك شجرة ولامدرة إِلاّ وقد بكت من رحمتك فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات : سُبْحانَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلي العَظيمِ فإن الله عزَّ وجلَّ يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم. فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا للدنيا فما للآخرة. فقال : تقول في دبر كل صلاة : اللَّهُمَّ اهْدِني مِنْ عِنْدِكَ وَأفِضِ عَليّ مِنْ فَضْلِكَ وَأنْشُرْ عَليَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَأنْزِلْ عَليَّ مِنْ بَرَكاتِكَ. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما أنّه إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمداً فتحت له ثمانية أبواب الجنّة يدخلها من أيها شاء (٤). والدعاء يختلف عن هذا الدعاء على رواية أخرى مروية أيضاً بأسناد معتبرة (٥).

العاشر : أن يسبّح بالتسبيحات الأربعة كما روى الطوسي وابن بابويه والحميري بأسناد صحيحة عن الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه ذات يوم : أترون لو جمعتم ما عندكم من الانية والمتاع ، أكنتم ترونه يبلغ السماء قالوا : لا يا رسول الله ، قال : أفلا أدلّكم على شي أصله في الأرض وفرعه في السماء. قالوا : بلى يا رسول اللّه. قال : يقول أحدكم إذا فرغ من الصلاة : سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أكْبَرُ. ثلاثين مرة فإن

_________________

١ ـ قرب الاسناد للحميري : ١١٨ ، ح ٤١٥.

٢ ـ مكارم الاخلاق ٢ / ٤٣ ح ٢٠٩٩.

٣ ـ البحار ٨٦ / ٣٤ ح ٣٩ مع اختلاف في اللفظ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٤ ـ أمالي الصدوق : المجلس ١٣ ، ح ٥ ، التهذيب ٢ / ١٠٦ ، عدّة الداعي : ٣١٥.

٥ ـ انظر في اوّل مفاتيح الجنان في التعقيبات المشتركة.

٧٣٣

أصلهنَّ في الأرض وفرعهن في السماء ، وهنّ يدفعن الحرق والغرق والهدم والتردي في البئر وافتراس السباع وميتة السوء وما ينزل في ذلك اليوم من السماء ، وهنّ الباقيات الصالحات المذكورة في القرآن (١).

وبأسناد أُخر صحيحة عن الصادق عليه‌السلام قال : مَنْ سبّح بهذه التسبيحات عقيب كل فريضة أربعين مرة قبل أن يتحول من مصلاه قضي له ما سأل (٢).

وفي صحيح آخر عن الصادق عليه‌السلام : أنّ من قال دبر الفريضة : سُبْحانَ الله ثلاثين مرة ما بقي عليه ذنب إِلاّ وتساقط (٣).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحيح اَّخر قال : الذكر الكثير الذي مدحه الله تعالى في كلامه المجيد هو أن تقول : سُبْحانَ الله بعد كل فريضة ثلاثين مرة (٤).

روى القطب الراوندي أنه : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للبراء بن عازب : ألا أدلّك على أمر إذا فعلته كنت ولي الله حقا؟ قلت بلى. قال : تسبّح الله في دبر كل صلاة عشراً بالتسبيحات الأربعة. يصرف ذلك عنك ألف بليّة في الدنيا أحدها الردّة عن دينك ، ويدخر لك في الآخرة ألف منزلة أحدها مجاورة نبيّك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥).

الحادي عشر : عن الكليني عن الصادق عليه‌السلام قال : من قال في دبر الفريضة : يا مَنْ يَفْعَلُ مايَشاءُ ولايَفْعَلُ مايَشاءُ أحَدٌ غَيْرَهُ ثلاثا ثم سأل ، أعطي ما سأل (٦).

الثاني عشر : البرقي في الموثق عن الصادق عليه‌السلام قال : من قال بعد فراغه من الصلاة قبل أن يزوّل ركبتيه أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ إِلها وَاحِداً أحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةٍ وَلا وَلَداً عشر مرّات محا الله عنه أربعين ألف ألف سيئة وكتب له أربعين ألف ألف حسنة وكان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة. ثم التفت إلى فقال : أما أنا فلا أزوّل ركبتي حتى أقولها مائة مرة وأما أنتم فقولوها عشر مرات (٧).

_________________

١ ـ معاني الاخبار : ٣٢٤ ، والطوسي في التهذيب ٢ / ١٠٧ ح ٤٠٦ مع اختلاف قليل في الالفاظ.

٢ ـ أمالي الصدوق : المجلس ٣٤ ، ح ١١ مع اختلاف لفظي.

٣ ـ أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، ح ٦ مع اختلاف لفظي.

٤ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١٠٧ ح ٤٠٥ مع اختلاف لفظي.

٥ ـ الدعوات : ٤٩ ، ح ١١٨ مع اختلاف قليل لفظي.

٦ ـ الكافي ٢ / ٥٤٩ ح ٩ من دون انتساب الى المعصوم ورواه البحار ٩٥ / ١٦٢ عن دعوات الراوندي عن الصادق عليه‌السلام.

٧ ـ المحاسن : ٥١ ، باب ٥٦.

٧٣٤

وقد روي لهذا التهليل فضل كثير لاسيّما إذا عقب به صلاة الصبح وصلاة العشاء ، وإذا قري عند طلوع الشمس وغروبها (١).

الثالث عشر : روى الكليني وابن بابويه وغيرهما بأسناد صحيحة عن الصادق عليه‌السلام قال : جاء جبرائيل إلى يوسف عليهما‌السلام في السجن وقال : قل في دبر كل صلاة : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أحْتَسِبُ (٢).

الرابع عشر : في كتاب (البلد الأمين) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أراد أن لايوقفه الله يوم القيامة على قبيح أعماله ولاينشر له ديوان ، فليقرأ هذا الدعاء في دبر كل صلاة وهو :

اللَّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ أرْجى مِنْ عَمَلي وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي ، اللَّهُمَّ إنْ كانَ ذَنْبي عِنْدَكَ عَظِيما فَعَفوُكَ أعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي ، اللَّهُمَّ إنْ لَمْ أكُنْ أهْلاً أنْ تَرْحَمَني فَرَحْمَتُكَ أهْلٌ أنْ تَبْلُغَني وَتَسَعَني لاَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍ بِرَحْمتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ (٣).

الخامس عشر : روى الكفعمي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ رجلاً شكا إليه العلة والفقر فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل في دبر الفرائض : تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيُّ الَّذِي لايَموتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا (٤) وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً. وعلى رواية أخرى قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عرضت لي شده إِلاّ وتمثل لي جبرائيل وقال : قل هذه الكلمات. وعلى روايات معتبرة يكرر هذا الدعاء لوساوس الصدور والدين والفاقة ، وصُدّر الدعاء في بعض الروايات ب‍‍ لا حول ولا قوة إلاّ باللّه (٥).

السادس عشر : أورد المفيد في المقنعة هذا الدعاء لتعقيب كل صلاة : اللَّهُمَّ انْفَعْنا بِالعِلْمِ وَزَيِّنَّا بِالحِلْمِ وجَمِّلْنا بِالعافيةِ وَكَرِّمْنا بِالتَقْوى إنَّ وَليّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الكِتابَ وَهُو يَتَولّى الصّالِحينَ (٦).

السابع عشر : عن الطوسي وابن بابويه وغيرهما بأسناد معتبرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من أحبّ أن يخرج من الدنيا وقد خلص من الذنوب كما يخلص الذهب لا كدر فيه ، وليس

_________________

١ ـ انظر البلد الامين : ١٣.

٢ ـ الكافي ٢ / ٥٤٩ ح ٧ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٤ ح ٩٥٠.

٣ ـ البحار ٨٦ / ٣٧ ح ٤٤ عن البلد الامين وغيره.

٤ ـ صاحبةً ولا : نسخة.

٥ ـ مصباح الكفعمي : ٨٤ ، فصل ٦ ، والاشعثيات لمحمد بن محمد بن الاشعث الكوفي : ٢٢٠ ، كتاب الدعاء ، والكافي ٢ / ٥٥١ ح ٣.

٦ ـ المقنعة : ١١٤.

٧٣٥

أحد يطالبه بمظلمة فليقرأ في دبر الصلوات الخمس نسبة الله عزَّ وجلَّ (قُلْ هُوَ الله أَحَد) اثنتي عشرة مرة ، ثم يبسط يده ويدعو بهذا الدعاء ثم قال عليه‌السلام : هذا من المنجيات مما علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرني أن أعلمه الحسن والحسين عليهما‌السلام وهو هذا الدعاء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزونِ الطّاهِرِ الطُّهْرِ المُبارَكِ وَأسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظيمُ وَسُلْطانِكَ القَديمُ ، يا واهِبَ العَطايا يا مُطْلِقَ الاُسارى يا فَكّاكَ الرِّقابِ مِنَ النّارِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّار وَاخْرِجْني مِنَ الدُّنْيا آمِنا وَأدْخِلْني الجَنَّةَ سالِما ، وَاجْعَلْ دُعائي أوَّلَهُ فَلاحا وَأوسَطَهُ نَجاحا وَآخِرَهُ صَلاحا إنَّكَ أنْتَ عَلاّمُ الغُيوبِ (١) ممّا علّمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرني أن أُعلّمه الحسن والحسين عليهما‌السلام (٢).

والدعاء في بعض النسخ المعتبرة هكذا :

يا فَكّاكَ الرّقابِ مِنَ النّارِ أسأَلُكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَأنْ تُخْرِجَني مِنَ الدُّنيا سالِما وَتُدْخِلَني الجَنَّةَ آمِنا وَأنْ تَجْعَلْ دُعائي أوَّلَهُ فَلاحا وَأوسَطَهُ نَجاحا وَآخِرَهُ صَلاحا إنَّكَ أنْتَ عَلاّ مُ الغُيوبِ (٣).

وروى الكليني بسند معتبر عن الصادق عليه‌السلام أن من اَّمن بالله واليوم الآخر فلايدع تلاوة (قل هو الله أحد) بعد كل فريضة فان من تلاها جمع الله له خير الدنيا والآخرة وغفر الله له ولوالديه ولمن ولدا (٤).

وفي رواية أخرى : من قرأ التوحيد دبر كل فريضة عشراً ، زوّجه الله من الحور العين (٥).

وروى السيد ابن طاووس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن من تلا سورة التوحيد بعد كل صلاة أمطرت عليه الرحمة من السماء وأنزلت عليه السكينة ونظر الله تعالى إليه نظر الرحمة وغفر له ذنوبه وقضى له ما سأل وكان في أمان اللّه (٦).

الثامن عشر : روى الكليني رض وغيره بسند معتبر عن أهل البيت عليهم‌السلام : إنّ من قال بعد كل صلاة وهو آخذ بلحيته بيده اليمنى ويده اليسرى مرفوعة بطنها إلى ما يلي السماء : يا ذا الجَلالِ وَالاكْرامِ ارْحَمْني مِنَ النّار ثلاثا ثم يقول ثلاثا : أجِرْني مِنْ العَذابِ الاليمِ. ثم يؤخر يده عن

_________________

١ ـ في معاني الاخبار : المخبيات ، أخبى النار : أطفأها.

٢ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١٠٨ ح ٤١٠ ، معاني الاخبار : ١٤٠ ، فلاح السائل لابن طاووس : ٣٠٠ برقم ٢٠١.

٣ ـ كما في التهذيب.

٤ ـ الكافي ٢ / ٦٢٢ ح ١١.

٥ ـ البحار ٨٦ / ٣٨ عن كتاب نزهة الخواطر.

٦ ـ المجتنى : ٨٩ ـ ٩٢ مع اختلاف لفظي واضافات كثيرة.

٧٣٦

لحيته ويجعل بطنها مما يلي السماء ثم يقول : يا عَزيزُ يا كَريمُ يا رَحْمنُ يا غَفورُ (١) يا رَحيمُ ، ثلاثا ويقلب يديه ويجعل ظهورهما مما يلي السماء ثم يقول ثلاثا : أجِرْني مِنْ العَذابِ الاليمِ ، ثم يقول : وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآله (٢) وَالمَلائِكَةُ وَالرّوحُ ؛ من فعل ذلك غفر الله له ورضي عنه ، ووصله جميع الخلائق بالاستغفار حتّي يموت إِلاّ الثقلين الجِنَّ والانس (٣).

التاسع عشر : روى المفيد في المجالس عن محمد بن الحنفية قال : بينا أمير المؤمنين عليه‌السلام يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بالاستار وهو يقول : يا مَنْ لايَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ يا مَنْ لايُغَلِّطُهُ السّائِلونَ ويا مَنْ (٤) لايُبْرِمُهُ إلحاحُ المُلحّينَ أذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتَكَ ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام هذا دعاؤك؟ قال له الرجل : وهل سمعته؟ قال : نعم. قال : فادع به في دبر كل صلاة فوالله ما يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إِلاّ غفر الله له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها وحصى الأرض وثراها. فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام إنّ علم ذلك عندي والله واسع كريم. فقال له الرجل وهو الخضر عليه‌السلام : صدقت والله يا أمير المؤمنين (وفوق كل ذي علم عليم) (٥) (٦). ورواه أيضاً الكفعمي في كتاب (البلد الأمين) (٧).

العشرون : روى الديلمي في كتاب (أعلام الدين) عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأ هذه الثلاث آيات ثلاث مرات دبر صلاة المغرب أدرك ما فات في يومه ذلك وقبل صلاته ، فإن قرأها دبر كل صلاة من فريضة أو تطوع كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد تراب الأرض فإذا مات أجرى له بكل حسنة عشر حسنات في قبره ، وهي هذه الآيات :

(فَسُبْحانَ الله حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصبِحُونَ وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالارضِ وَعَشِيَّا وَحينَ تُظْهِرُونَ. يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيي الارضَ بَعْدَ مَوْتِها

_________________

١ ـ يا غفور : خ.

٢ ـ وصلّ الله على محمّدٍ والملائكة : خ.

٣ ـ الكافي ٢ / ٥٤٦ ح ٤ مع تقديم وتأخير في الجمل.

٤ ـ يا من : خ.

٥ ـ يوسف : ١٢ / ٧٦.

٦ ـ أمالي المفيد : المجلس ١٠ ، ح ٨.

٧ ـ مصباح الكفعمي : ٢٠ ، فصل ٥.

٧٣٧

وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١). سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلى المُرسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ) (٢) (٣).

الحادي والعشرون : روى السيد ابن طاووس بسند معتبر عن جميل ابن دارج قال : دخل رجل على الصادق عليه‌السلام فقال له : يا سيدي علت سني ومات أقاربي وأنا خائف أن يدركني الموت وليس لي من اَّنس به وأرجع إليه. فقال له : إن من إخوانك المؤمنين من هو أقرب نسبا أو سببا وأنسك به خير من أنسك بقريب ، وإذا أردت أن يطول عمرك وعمر أقاربك ، فعليك بأن تقول عقب كل صلاة : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ إنَّ رَسُولَكَ (٤) الصّادِقَ المُصَدَّقَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ قالَ : إِنَّكَ قُلْتَ : ماتَرَدَّدْتُ في شَيٍ أنا فاعِلُهُ كَتَردُّدي في قَبْضِ روحِ عَبْديَ المؤمِنِ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأكْرَهُ مُسائَتَهُ ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ لِوَليّكَ الفَرَجَ والعافِيةَ وَالنَصْرَ وَلاتَسؤْني في نَفْسي وَلا في أحَدٍ من أحِبَّتي. وان شئت فسمّ أحبّتك واحداً واحداً فقل : وَلا في فُلانٍ وَلا في فُلانٍ. قال الرجل : والله لقد عشت حتى سئمت الحياة وهذا دعاء في غاية الاعتبار مرويّ في جميع كتب الدّعوات (٥).

التعقيبات الخاصّة بفريضة الصبح

إعلم أنّ ما ورد من الأذكار والدعوات لتعقيب صلاة الصبح أكثر مما ورد لغيرها والأحاديث في فضل هذا التعقيب خاصّة كثيرة. وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن ذكر الله بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض (٦).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من جلس في مصلاه يعقب من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ستره الله من النار (٧).

وعن الباقر عليه‌السلام : إنّ إبليس إنّما يبث جنوده ، جنود النهار ، من حين طلوع الفجر إلى مطلع الشمس ، ويبث جنوده ، جنود الليل ، من حين غروب الشمس إلى ذهاب الحمرة المغربيّة. فاذكروا الله تعالى في هاتين الساعتين ذكراً كَثِيراً فإن إبليس يبذل جهده في هاتين الساعتين حتى يجعل المر غافلاً

_________________

١ ـ الروم : ٣٠ / ١٧ ـ ١٩.

٢ ـ الصافات : ٣٧ / ١٨٠ ـ ١٨٢.

٣ ـ أعلام الدين : ٣٥٢ مع اختلاف لفظي.

٤ ـ رسولك : خ.

٥ ـ فلاح السائل : ٣٠٣ ، ح ٢٠٥.

٦ ـ الخصال : ٦١٦ في حديث الاربعمئة مع اختلاف لفظي.

٧ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١٣٩ ح ٥٤٢.

٧٣٨

عن ذكر اللّه (١).

وروي بسند صحيح عن الرضا عليه‌السلام أنّه كان في خراسان إذا صلّى فريضة الصبح قعد في مصلاه يعقب إلى طلوع الشمس ، ثم يؤتى إليه بخريطة فيها المساويك فيسوك بها واحداً واحداً ثم يمضغ شَيْئاً من الكندر ، ثم يأخذ في تلاوة الكتاب المجيد (٢).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قعد في مصلاه الذي صلّى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له حج بيت اللّه (٣).

وفي الحديث القدسي قال الله تعالى : يا أبن ادم اذكرني بعد الصباح بساعة وبعد العصر بساعة لكي أكفيك جميع ماأهمك (٤).

وأما التعقيبات الخاصة بفريضة الصبح فهي كمايلي :

الأول : روى ابن بابويه بسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام قال : من استغفر الله تعالى بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له ولو عمل ذلك اليوم سبعين ذنب (٥). وعلى رواية أخرى سبعمائة ذنب (٦).

الثاني : روى ابن بابويه أيضاً بسند صحيح وأسناد معتبرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من صلى صلاة الفجر ثم قرأ : (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان (٧).

وفي البلد الأمين عن النبي ص قال : من قرأ التوحيد كل يوم عشر مرات لم يدركه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد الشيطان (٨).

الثالث : روى الكليني بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام : إن من قال بعد فريضة الفجر مائة مرة : ماشاءَ الله كانَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلي العَظيمِ مئة مرة حين يصلي الفجر لم يرَ يومه ذلك شيئاً

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٢٢ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠١ ح ١٤٤٠ مع اختلاف لفظي.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠٤ ح ١٤٥١ مع اختلاف لفظي قليل.

٣ ـ رواه الطوسي في الاستبصار ١ / ٣٥٠ ح ١٣٢١.

٤ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١٣٨ ح ٥٣٦.

٥ ـ ثواب الاعمال : ١٦٥.

٦ ـ الخصال : ٥٨١ ، ح ٤ من ابواب ٧٠.

٧ ـ ثواب الاعمال : ١٢٩.

٨ ـ دعائم الاسلام ١ / ١٦٨ مع اختلاف لفظي ، عن عليّ عليه‌السلام.

٧٣٩

يكرهه (١). ورواها أيضاً الطوسي وغيره في كتب الدّعوات (٢).

الرابع : روى الكفعمي وغيره عن الباقر عليه‌السلام قال : من قرأ القدر بعد الصبح عشراً ، وحين تزول الشمس عشراً ، وبعد العصر عشراً ، أتعب ألفي كاتب ثلاثين سنة (٣).

وعنه أيضاً قال : ماقرأها عبد سبع مرّات بعد طلوع الفجر إِلاّ صلّى عليه صفُّ من الملائكة سبعين صلاة ، وترحموا عليه سبعين رحمة (٤).

وقد روي عن محمد التقي عليه‌السلام ثواب جزيل لمن قرأ سورة القدر في كل يوم وليلة ستا وسبعين مرة يقرؤها بعد طلوع الفجر قبل صلاة الغداة سبعا ، وبعدها عشراً ، وإذا زالت الشمس قبل النافلة عشراً ، وبعد نوافل الزوال إحدى وعشرين ، وبعد صلاة العصر عشراً ، وبعد العشاء الآخرة سبعاً ، وحين يأوي إلى فراشه إحدى عشرة ، ومن ثوابها أنّه يخلق الله تعالى له ألف ملك يكتبون ثوابها ستة وثلاثين ألف عام (٥).

الخامس : روى ابن بابويه وغيره من العلماء رضوان الله عليهم بأسناد معتبرة عن الباقر عليه‌السلام أنّه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صليت الصبح فقل عشر مرات : سُبْحانَ الله العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ فإنّ الله عزَّ وجلَّ يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهدم أو الهرم (٦) (٧).

السادس : في (البلد الأمين) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله عليه‌السلام من أراد أن يؤخر الله تعالى أجله ويظفره بأعدائه ويصونه من ميتة السوء فليتحافظ على هذا الدعاء في كل صباح ومساء يقول ثلاثا : سُبْحانَ الله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغِ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا الحَمْدُ لله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا : لا إِلهَ إِلاّ الله مِلا الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا : الله أكْبَرُ مِلا الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي (٨).

_________________

١ ـ الكافي ٢ / ٥٣٠ ح ٢٤.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٢٠٩.

٣ ـ البحار ٩٢ / ٣٣٠ عن الكفعمي.

٤ ـ البحار ٩٢ / ٣٣٠ مع اختلاف قليل لفظي.

٥ ـ البحار ٩٢ / ٣٢٩ عن الكفعمي مع اضافات.

٦ ـ الخرافة عند الهرم ـ خ ـ.

٧ ـ أمالي الصدوق : المجلس ١٣ ، ح ٥.

٨ ـ البلد الامين : ٥١ ، مصباح الكفعمي : ٨٤ ، فصل ١٦ في المتن والهامش.

٧٤٠