مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

فيه تعدل حجة مقبولة وتعدل ألف صلاة تصلى في غيره (١).

وفي الروايات أنه موضع قد صلى فيه الأنبياء وسيصلي فيه القائم المهدي صلوات الله عليه (٢).

وفي الحديث أنّه قد صلى فيه ألف نبي وألف وصي نبي (٣).

ويستفاد من بعض الروايات فضل مسجد الكوفة على المسجد الأقصى في بيت المقدس (٤).

وروى ابن قولويه عن الباقر عليه‌السلام قال : لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدّوا له الزاد والراحلة من مكان بعيد (٥). وقال عليه‌السلام : الصلاة المكتوبة فيه تعدل حجّة مقبولة ، والنافلة تعدل عمرة مقبولة (٦). وعلى رواية أخرى : الفريضة والنافلة فيه تعدل حجة وعمرة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧).

وروى الكليني وغيره عن المشايخ العظام عن هارون بن خارجه قال قال أبو عبد الله (صَلَوات الله عَلَيهِ) كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلاً؟ قلت : لا. قال : افتصلِّي فيه الصلاة كلها؟ قلت : لا. قال : أما لو كنت حاضراً بحضرته لرجوت أن لاتفوتني فيه الصلاة. أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ مامن نبي ولا عبد صالح إِلاّ وقد صلّى في مسجد الكوفة حتى إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أُسري به إلى السماء قال له جبرائيل : أتدري أين أنت يا محمد ، أنت السّاعة مقابل مسجد كوفان. قال : فاستأذن ربّي حتى آتيه فأصلي فيه ركعتين. فنزل فصلّى فيه. وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة ، وإن وسطه لروضة من رياض الجنة ، وإن مؤخَّره لروضة من رياض الجنة ، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة ، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة. ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبواً (٨). وفي رواية أخرى أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل حجّة والنافلة تعدل عمرة (٩) وقد ألمحنا في ذيل الزيارة السابعة للأمير عليه‌السلام إلى فضل هذا المسجد الشريف. ويستفاد من بعض الروايات ان ميمنة هذا المسجد أفضل من ميسرته (١٠).

_________________

١ ـ كامل الزيارات : ٧٢ و ٧٣ ح ٥ و ٧ مع اختلاف لفظي.

٢ ـ البحار ١٠٠ / ٣٩٠ ذيل ح ١٤ عن امالي الصدوق : م ٤٠ ، ح ٨.

٣ ـ المزار الكبير : ١٢٣ ح ٢ من باب ٤.

٤ ـ البحار ١٠٠ / ٣٩٤ ذيل ح ٢٨.

٥ ـ كامل الزيارات : ٧١ ح ٣ من باب ٨.

٦ ـ كامل الزيارات : ٧١ ح ٤ من باب ٨.

٧ ـ المزار الكبير : ١٢٣ ذيل ج ٢ من باب ٤.

٨ ـ الكافي ٣ / ٤٩٠.

٩ ـ كامل الزيارات : ٧١ ح ٣ من باب ٨ عن الباقر عليه‌السلام.

١٠ ـ انظر البحار ١٠٠ / ٤٠٤ ح ٥٩.

٤٨١

أعمال جامع الكوفة

فهي على ما في (مصباح الزائر) وغيره كما يلي : قل حينما تدخل مدينة الكوفة : بِسْمِ الله وَبالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكا وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزَلِينَ. ثم سر نحو المسجد وأنت تقول : الله أَكْبَرُ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالحَمْدُ للهِ وَسُبْحانَ اللهِ ، حتى تأتي باب المسجد ، فإذا أتيته فقف على الباب وقل :

السَّلامُ عَلى سَيِّدِنا رَسُولِ الله مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الله وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ السَّلامُ عَلى (١) أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، وَعَلى مَجالِسِهِ وَمَشاهِدِهِ وَمَقامِ حِكْمَتِهِ وَآثارِ آبائِهِ آدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَتِبْيانِ (٢) بَيِّناتِهِ ، السَّلامُ عَلى الإمام الحَكِيمِ العَدْلِ الصِّدِّيقِ الاَكْبَرِ الفارُوقِ بِالقِسْطِالَّذِي فَرَّقَ الله بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالكُفْرِ وَالإيمانِ وَالشِّرْكِ وَالتَّوْحِيدِ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْياً مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ. أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَخاصَّةُ نَفْسِ المُنْتَجَبِينَ وَزَيْنُ الصِّدِّيقِينَ وَصابِرُ المُمْتَحَنِينَ ، وَأَنَّكَ حَكَمُ الله فِي أَرْضِهِ وَقاضِي أَمْرِهِ وَبابُ حِكْمَتِهِ وَعاقِدُ عَهْدِهِ وَالنَّاطِقُ بِوَعْدِهِ وَالحَبْلُ المَوْصُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبادِهِ وَكَهْفُ النَّجاةِ وَمِنْهاجُ التقُّى وَالدَّرَجَةُ العُلْيا وَمُهَيْمِنُ القاضِي الاَعْلى ، يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلى الله زُلْفى أَنْتَ وَلِيِّي وَسَيِّدِي وَوسِيلَتِي فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ. ثم تدخل المسجد.

أقول : والأفضل أن تدخل من الباب الواقع خلف المسجد المشهور بباب الفيل ثمّ تقول :

الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ هذا مَقامُ العائِذِ بِالله وَبِمُحَمَّدٍ حَبِيبِ الله (٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَبِوِلايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ الصَّادِقِينَ النَّاطِقِينَ الرَّاشِدِينَ

_________________

١ ـ زاد في المصباح : مولانا.

٢ ـ وبنيان ـ خ ـ.

٣ ـ حبيب الله : خ.

٤٨٢

الَّذِينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً رَضَيْتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَهُداةً وَمَوالِيَ ، سَلَّمْتُ لأمْرِ الله لااُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مَعَ الله وَلِيّاً كَذَبَ العادِلُونَ بِالله وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً ، حَسْبِيَ الله وَأَوْلِياء الله أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَنَّ علياً وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ ، السَّلامُ أَوْلِيائِي وَحُجَّةُ الله عَلى خَلْقِهِ. ثم سر إلى الأسطوانة الرابعة الواقعة إلى جانب باب الأنماط بحذاء الخامسة وهي أسطوانة إبراهيم عليه‌السلام فصل عندها أربع ركعات : ركعتان بالحمد والتوحيد (قُلْ هُوَ الله أَحَد) وركعتان بالحمد والقدر (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) فإذا فرغت منها فسبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام وقل :

السَّلامُ عَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً وَجَعَلَهُمْ أَنْبِياءَ مُرْسَلِينَ وَحُجَّةً عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ ذلِكَ تَقْدِيُر العَزِيزِ العَلِيمِ. وقل سبع مرات : سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي العالَمِينَ. ثم قل : نَحْنُ عَلى وَصِيَّتِكَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ الَّتِي أَوْصَيْتَ بِها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ المُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ (١) ، وَنَحْنُ مِنْ شِيعَتِكَ وَشِيعَةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلَيكَ وَعَلى جَمِيعِ المُرْسَلِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالصَّادِقِينَ (٢) ، وَنَحْنُ عَلى مِلَّةِ إِبْراهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَوِلايَةِ مَوْلانا عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلى البَشِيرِ النَّذِيرِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ وَعَلى وَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ الشَّاهِدِ للهِ مِنْ بَعْدِهِ عَلى خَلْقِهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الصِّدِّيقِ الاَكْبَرِ وَالفارُوقِ المُبِينِ الَّذِي أَخَذْتَ بَيْعَتَهُ (٣) عَلى العالَمِينَ ، رَضَيْتُ بِهِمْ أَوْلِياءً وَمَوالِي وَحُكَّاماً فِي نَفْسِي وَوُلْدِي (٤) وَأَهْلِي وَمالِي وَقِسْمِي وَحِلِّي وَإِحْرامِي وَإِسْلامِي وَدُنْيايَ

_________________

١ ـ والصادقين ـ خ ـ.

٢ ـ والصّديقين ـ خ ـ.

٣ ـ أُخذت بيعته ـ خ ـ.

٤ ـ وولدي ـ خ ـ.

٤٨٣

وَآخِرَتِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي ، أَنْتُمْ الأَئِمَّةِ فِي الكِتابِ وَفَصْلُ المَقامِ وَفَصْلُ الخِطابِ وَأَعْيُنُ الحَيِّ الَّذِي لا يَنامُ ، وَأَنْتُمْ حُكَماءُ الله (١) وَبِكُمْ حَكَمَ الله وَبِكُمْ عُرِفَ حَقُّ الله لا إِلهَ إِلاّ الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، أَنْتُمْ نُورُ الله مِنْ بَيْنِ أَيْدِينا وَمِنْ خَلْفِنا أَنْتُمْ سُنَّةُ الله الَّتِي بِها سَبَقَ القَضاء ، يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَنا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْلِيماً لا أُشْرِكُ بِالله شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانِي بِكُمْ وَما كُنْتُ لاِ هْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانِي الله الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الحَمْدُ للهِ عَلى ماهَدانا (٢).

أعمال دكة القضاء وبيت الطست

واعلم أن دكة القضاء كانت بناءً في جامع الكوفة يشبه الحانوت يجلس عليها أمير المؤمنين عليه‌السلام للقَضاء والحكم وكانت هنالك أسطوانة قصيرة كتب عليها الآية : (إنَّ الله يأْمُرُ بِالعَدْلِ والاحْسانِ) (٣). وبيت الطست هو المكان الذي برزت فيه معجزة لأمير المؤمنين عليه‌السلام في بنت عزباء كانت قد غاصت في ماء فيه العلق فولجت علقة في جوفها فنمت وكبرت ممّا امتصته من الدم فعلا بذلك بطن البنت فحسبها إخوتها حُبلى فراموا قتلها فأتوا أمير المؤمنين عليه‌السلام ليحكم بينهم فأمر عليه‌السلام بستار فضرب في جانب من المسجد وجعلت البنت خلفه وأمر بقابلة الكوفة ففحصتها وأعلنت رأيها فقالت : يا أمير المؤمنين إنها حبلى تحمل جنينا في جوفها فأمر عليه‌السلام بطست من الحمأة فأجلست البنت عليه فأحست العلقة بذفر الحمأة فانسلَّت من جوفها نحو الطست.

وفي بعض الروايات أنه عليه‌السلام مد يده فأتى بقطع من الثلج من جبال الشام وجعله عند الطست فانسلت العلقة (٤).

واعلم أيضاً أن المشهور في ترتيب أعمال جامع الكوفة أن تتلو أعمال وسط المسجد أعمال الأسطوانة الرابعة فتؤخر أعمال دكة القضاء وبيت الطست عن جميع أعمال المسجد وتؤدي عند الفراغ من أعمال دكة الصادق عليه‌السلام ونحن نجاري في الترتيب السيد ابن طاووس في مصباح الزائر والعلامة المجلسي في البحار والشيخ خضر في المزار وأما من تابع المشهور فليؤخر أعمال دكة

_________________

١ ـ زاد في مصباح الزائر : في أرضه.

٢ ـ مصباح الزائر : ٧٧ ـ ٧٩.

٣ ـ النحل : ١٦ / ٩٠.

٤ ـ البحار ٤٠ / ٢٤٢ ح ٢٠ عن الخرائج.

٤٨٤

القضا وبيت الطست عن الكل وليأتها بعد أعمال دكة الصادق عليه‌السلام. وبالجملة نقول : ثم امضِ إلى دكة القضاء فصل عليها ركعتين تقرأ فيها بعد الحمد ما أردت من السور فإذا فرغت منها وسبحت تسبيح الزهراء عليها‌السلام فقل :

يا مالِكِي وَمُمَلِّكِي وَمُتَغَمِّدِي (١) بِالنِّعَمِ الجِسامِ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ وَجْهِي خاضِعٌ لِما تَعْلُوهُ الاَقْدامُ لِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ ، لاتَجْعَلْ هذِهِ الشِّدَّةَ وَلاهذِهِ المِحْنَةَ مُتَّصِلَةً بِاسْتِئْصالِ الشَّأَفَةِ وَامْنَحْنِي مِنْ فَضْلِكَ مالَمْ تَمْنَحْ بِهِ أَحَداً مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ. أَنْتَ القَدِيمُ الأوَّلُ الَّذِي لَمْ تَزَلْ وَلاتَزالُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَزَكِّ عَمَلِي وَبارِكْ لِي فِي أَجَلِي وَاجْعَلْنِي مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢).

أعمال بيت الطست المتصل بدكَّة القضاء : تصلي هناك ركعتين ، فإذا سلمت وسبحت فقل : اللّهُمَّ إِنِّي ذَخَرْتُ تَوْحِيدِي إِيَّاكَ وَمَعْرِفَتِي بِكَ وَإِخْلاصِي لَكَ وَإِقْرارِي بِرُبُوبِيَّتِكَ ، وَذَخَرْتُ وِلايَةَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ لَيَوْمِ فَزَعِي إِلَيْكَ عاجِلاً وَآجِلاً ، وَقَدْ فَزِعْتُ إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ يا مَوْلايَ فِي هذا اليَوْمِ وَفِي مَوْقِفِي هذا وَسَأَلْتُكَ ما زكى (٣) مِنْ نِعْمَتِكَ وَإِزاحَةَ ماأَخْشاهُ مِنْ نِقْمَتِكَ وَالبَرَكَةَ فِيما رَزَقْتَنِي وَتَحْصِينَ صَدْرِي مِنْ كُلِّ هَمِّ وَجائِحَةٍ وَمَعْصِيَةٍ فِي دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٤). وروي أنّ الصادق عليه‌السلام قد صلى ركعتين في بيت الطست (٥).

ذكر الصلاة والدعاء في وسط المسجد : تصلي هناك ركعتين تقرأ في الأولى الحمد والتوحيد : (قُلْ هُوَ الله أَحَد) ، وفي الثانية الحمد والجحد : (قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ). فإذا سلَّمت وسبحت فقل : اللّهُمَّ أَنْتَ ، السَّلامُ وَمِنْكَ ، السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ ، السَّلامُ وَدارُكَ دارُ السَّلامِ حَيِّنا

_________________

١ ـ ومعتمدي ـ خ ـ.

٢ ـ مصباح الزائر : ٧٩.

٣ ـ وسألتك مادّتي ـ خ ـ.

٤ ـ مصباح الزائر : ٨٠.

٥ ـ البحار ١٠٠ / ٤١٢ عن بعض مؤلفات قدماء أصحابنا.

٤٨٥

رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ ، اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَتَعْظِيما لِمْسْجِدِكَ ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْفَعْها فِي عِلِّيِّينَ وَتَقَبَّلْها مِنِّي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

أقول : قد دعي هذا المقام بدكة المعراج ووجه التسمية على ما يظهر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله استأذن الله تعالى ليلة المعراج فهبط إلى الأَرض في هذه البقعة فصلّى ركعتين. والرواية قد أثبتناها في أوَّل الفصل ص ٤٨١.

أعمال الأسطوانة السابعة : وهي مقام وفق الله تعالى آدم فيه للتوبة. ثم امض إلى الأسطوانة السابعة وقف عندها واستقبل القبلة وقل :

بِسْمِ الله وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وَلا إِلهَ إِلاّ الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، السَّلامُ عَلى أَبِينا آدَمَ وَاُمِّنا حَوَّاءَ ، السَّلامُ عَلى هابِيلَ المَقْتُولِ ظُلْما وَعُدْوانا عَلى مَواهِبِ الله وَرِضْوانِهِ ، السَّلامُ عَلى شِيثٍ صَفْوَةِ الله الُمْختارِ الاَمِينِ وَعلى الصَّفْوَةِ الصَّادِقِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبِينَ أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، السَّلامُ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِمُ المُخْتارِينَ ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى عِيْسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ الطَيِّبِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الأوَّلِينَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الآخِرِينَ ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلى الأَئِمَّةِ الهادِينَ شُّهداء الله عَلى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلى الرَّقِيبِ الشَّاهِدِ عَلى الاُمَمِ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. ثم تصلي عندها أربع ركعات تقرأ في الأولى الحمد والقدر (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) ، وفي الثانية الحمد والصمد (قُلْ هُوَ الله أَحَد) ، وفي الثالثة والرابعة مثل ذلك ، فإذا فرغت وسبحت بتسبيح الزهراء عليها‌السلام فقل :

اللّهُمَّ إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي الإيمانِ مِنِّي بِكَ مَنّا مِنْكَ عَلَيَّ لا مَنّا مِنِّي عَلَيكَ (٢) ، وَأَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الاَشْياءِ لَكَ (٣) لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِيكا ،

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٨٠.

٢ ـ لا منّاً به عليك ـ خ ـ.

٤٨٦

وَقَدْ عَصَيْتُكَ فِي أَشْياءَ كَثِيرَةٍ عَلى غَيْرِ وَجْهِ المُكابَرَةِ لَكَ وَلا الخُرُوجِ عَنْ (٤) عُبُودِيَّتِكَ وَلا الجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ وَلَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوايَ وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ بَعْدَ الحُجَّةِ عَلَيَّ وَالبَيانِ ، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرَ ظالِمٍ لِي وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي وَتَرْحَمْنِي فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَرِيمُ.

اللّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي لَمْ يَبْقَ لَها إِلاّ رَجاءُ عَفْوِكَ وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الحِرْمانِ فَأَنا أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مالا أَسْتَوْجِبُهُ وَأَطْلِبُ مِنْكَ مالاأَسْتَحِقُّهُ ، اللّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي شَيْئاً وَإِنْ تَغْفِر لِي فَخَيْرُ راحِمٍ أَنْتَ يا سَيِّدِي ، اللّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَأَنا أَنا أَنْتَ العَوَّادُ بِالمَغْفِرَةِ وَأَنا العَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَأَنْتَ المُتَفَضِّلُ بِالحِلْمِ وَأَنا العَوَّادُ بِالجَهْلِ ، اللّهُمَّ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُمِيت الاَحْياءِ يا مُحْييَ المَوْتى أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الماءِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ وَنُورُ القَمَرِ وَظُلْمَةُ اللَيْلِ وَضَوُْ النَّهارِ وَخَفَقَانُ الطَّيْرِ ، فَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ يا عَظِيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحَسَنِ وَبِحَقِّ الحَسَنِ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحُسَيْنِ وَبِحِقِّ الحُسَيْنِ عَلَيكَ ، فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيكَ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعامِكَ عَلَيْهِمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ صَلِّ عَلَيْهِمْ يا رَبِّ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ ، وَاغْفِرْ لِي بِهِمْ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأَرْضِ عَنِّي خَلْقَكَ وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ كَما أَتْمَمْتَها عَلى آبائِي مِنْ قَبْلُ ، وَلاتَجْعَلْ لاَحَدٍ مِنَ المَخْلُوقِينَ عَلَيَّ فِيها امْتِنانا وَامْنُنْ عَلَيَّ كَما مَنَنْتَ عَلى آبائِي مِنْ قَبْلُ يا كهيعص ، اللّهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فَاسْتَجِبْ لِي دُعائِي فِيما سَأَلْتُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ.

_________________

٣ ـ إليك ـ خ ـ.

٤ ـ من ـ خ ـ.

٤٨٧

ثم اسجد وقل في سجودك : يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِج السَّائِلينَ وَيَعْلَمُ ما فِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ يا مَنْ لايَحْتاجُ إِلى التَّفْسِيرِ يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَعْيُنِ وَماتُخْفِي الصُّدُورُ يا مَنْ أَنْزَلَ العَذابَ عَلى قَوْمِ يُونُسَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ ، فَدَعَوْهُ وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ فَكَشَفَ عَنْهُمْ العَذابَ وَمَتَّعَهُمْ إِلى حِينٍ ، قَدْ تَرى مَكانِي وَتَسْمَعُ دُعائِي وَتَعْلَمُ سِرِّي وَعَلانِيَّتِي وَحالِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي ماأَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي. ثم قل سبعين مرة : يا سَيِّدِي.

ثم ارفع رأسك من السجود وقل : يا رَبِّ أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هذا المَوْضِعِ وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً تَسُوقُهُ إلى بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَأَنا خائِضٌ فِي عافِيَةٍ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

أقول : قد ورد في كتاب (المزار القديم) في الدعاء في هذا المقام بعد كلمة : يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ ، وقبل السجود دعاء : اللّهُمَّ يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ المَكارِهِ ، وهو دعاء من أدعية الصحيفة السجادية (٢) وقد أودعناه الباب الأول. ثم قال صاحب المزار ثم قل : اللّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ وَلاأَعْلَمُ وَتَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَأَنْتَ عَلا مُ الغُيُوبِ صَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنِّي وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم اسجد وقل : يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السَّائِلِينَ ، الخ.

واعلم أيضاً أن ما ورد من الروايات في فضل الأسطوانة السابعة كثير.

وقد روى الكليني بسند معتبر أنه كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يصلي إلى الأسطوانة السابعة بينه وبين السابعة ممرُّ عنزٍ (٣). وفي رواية معتبرة أخرى أنه ينزل في كل ليلة ستون ألف ملك فيصلون عند الأسطوانة السابعة فلا يعود منهم ملك إلى يوم القيامة (٤). وفي حديث معتبر عن الصادق عليه‌السلام أن الأسطوانة السابعة هي مقام إبراهيم عليه‌السلام (٥). وروى الكليني أيضاً في الكافي بسند صحيح عن

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٨٠ ـ ٨٣.

٢ ـ الصحيفة السجادية الجامعة : ٦٧ دعاء ٢٤.

٣ ـ الكافي ٣ / ٤٩٣ ح ٤.

٤ ـ الكافي ٣ / ٤٩٣ ح ٥.

٥ ـ الكافي ٣ / ٤٩٣ ح ٦.

٤٨٨

أبي إسماعيل السراج قال : قال معاوية بن وهب وأخذ بيدي وقال : قال لي أبو حمزة الثمالي وأخذ بيدي ، وقال : قال لي أصبغ بن نباتة وأخذ بيدي فأراني الأسطوانة السابعة فقال : هذا مقام أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : وكان الحسن عليه‌السلام يصلي عند الأسطوانة الخامسة فإذا غاب أمير المؤمنين عليه‌السلام صلّى فيها الحسن عليه‌السلام وهي من باب كندة (١). وبالاجمال فالرِّوايات في فضلها جمّة ونحن نبغي الاختصار.

أعمال الأسطوانة الخامسة : إعلم أنّ من المقامات ذوات المزيّة في جامع الكوفة الأسطوانة الخامسة ينبغي أن تصلى عندها وتطلب المسألات ، ففي رواية معتبرة أنّها بقعة صلى فيها إبراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام (٢) ولا ينافي هذا ما في سائر الروايات فلعله عليه‌السلام كان قد صلى في مختلف هذه المواضع الواردة في مختلف الروايات. وفي رواية معتبرة عن الصادق عليه‌السلام قال : الأسطوانة الخامسة هي مقام جبرائيل عليه‌السلام (٣) ويظهر من الروايات السالفة أنّها مقام الحسن عليه‌السلام وبالاجمال إن ما يظهر من الروايات هو أنّ عند الأسطوانة السابعة والأسطوانة الخامسة أشرف المقامات في الجامع. وقال السيد ابن طاووس : ثم تصلّي عند الأسطوانة الخامسة ركعتين تقرأ فيهما الحمد وماشئت من السور فإذا سلّمت وسبّحت فقل :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّها ماعَلِمْنا مِنْها وَما لانَعْلَمُ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمِ الكَبِيرِ الاَكْبَرِ الَّذِي مَنْ دَعاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ وَمَنْ سَأَلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ وَمَنْ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ وَمَنْ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ وَمَنْ اسْتَعانَكَ بِهِ أَعَنْتَهُ وَمَنْ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ وَمَنْ اسْتَغاثَكَ بِهِ أَغَثْتَهُ وَمَنْ اسْتَرْحَمَكَ بِهِ رَحِمْتَهُ وَمَنْ اسْتَجارَكَ بِهِ أَجَرْتَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ بِهِ كَفَيْتَهُ وَمَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصَمْتَهُ وَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ أَنْقَذْتَهُ وَمَنِ اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ لَهُ وَمَنْ أَمَّلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ ، الَّذِي اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِيّاً وَنُوحاً نَجِيّاً وَإِبْراهِيمَ خَلِيلاً وَمُوسى كَلِيماً وَعِيسى رُوحاً وَمُحَمَّداً حَبِيباً وَعَلِيّاً وَصِيّاً صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ؛ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي

_________________

١ ـ الكافي ٣ / ٤٩٣ ح ٨.

٢ ـ الكافي ٣ / ٤٩٣ ذيل ح ٦.

٣ ـ الكافي ٣ / ٤٩٣ ذيل حديث ٧.

٤٨٩

وَتَعْفُوَ عَمّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالآخِرةِ يا مُفَرِّجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ وَياغِياثَ المَلْهُوفِينَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ (١).

أقول : روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال لبعض أصحابه : صل عند الأسطوانة الخامسة ركعتين فإنه مصلى إبراهيم عليه‌السلام وقل : السَّلامُ عَلى أَبِينا آدَمَ وَاُمِّنا حَوَّاءَ ... الخ بما يقرب ممّا قد قلته عند الأسطوانة السابعة وأنت مستقبل القبلة (٢).

عمل الأسطوانة الثالثة مقام الإمام زين العابدين عليه‌السلام :

ثم امض إلى دكة زين العابدين عليه‌السلام وهي عند الأسطوانة الثالثة مما يلي باب كندة. أقول : يحاذي هذا المقام من ناحية القبلة دكة باب أمير المؤمنين عليه‌السلام ومن الغرب باب كندة ، وهو مسدود الان وقيل ينبغي أن يتأخّر المصلي قدر خمسة أذرع من الأسطوانة لانّ الدّكة إنما كانت هنالك ، وبالجملة فتصلي عليها ركعتين تقرأ فيهما الحمد وما أردت من السور فإذا سلمت وسبّحت فقل :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي قَدْ كَثُرَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَها إِلاّ رَجاءُ عَفْوِكَ وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الحِرْمانِ إِلَيْكَ ، فَأَنا أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مالا اسْتَوْجِبَهُ وَأَطْلُبُ مِنْكَ مالا اسْتَحِقُّهُ ، اللّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي شَيْئاً وَإِنْ تَغْفِرْ لِي فَخَيْرُ راحِمٍ أَنْتَ يا سَيِّدِي ، اللّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَأَنا أَنا ، أَنْتَ العَوَّادُ بِالمَغْفِرَةِ ، وَأَنا العَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَأَنْتَ المُتَفَضِّلُ بِالحِلْمِ وَأَنا العَوَّادُ بِالجَهْلِ ، اللّهُمَّ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُمِيتَ الاَحْياءِ يا مُحْييَ المَوْتى ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَنُورُ القَمَرِ وَظُلْمَةُ اللَيْلِ وَضَوُْ النَّهارِ وَخَفَقَانُ الطَّيْرِ ، فَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ يا عَظِيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٨٣.

٢ ـ المزار الكبير للمشهدي : ١٦٧.

٤٩٠

فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحَسَنِ وَبِحَقِّ الحَسَنِ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحُسَيْنِ وَبِحِقِّ الحُسَيْنِ عَلَيكَ ، فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيكَ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعامِكَ عَلَيْهِمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ صَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِمْ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ ، وَاغْفِرْ لِي بِهِمْ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ كَما أَتْمَمْتَها عَلى آبائِي مِنْ قَبْلُ يا كهيعص ، اللّهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فَاسْتَجِبْ لِي دُعائِي فِيما سَأَلْتُ.

ثم اسجد وضع خدك الأيمن على الأَرض وقل : يا سَيِّدِي يا سَيِّدِي يا سَيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَاغْفِرْ لِي. وأكثر من قولك ذلك باكياً خاشعاً ثم ضع الخد الأيسر وقل مثل ذلك القول ثم ادع بما شئت (١).

أقول : ورد في بعض المجاميع غير المعتبرة أنّ في هذا المقام يؤدى ما علمه الصادق عليه‌السلام بعض أصحابه ، والصحيح أنّ العمل لا يخص هذا المقام. وأمّا صفة العمل فعن الصادق عليه‌السلام أنه قال لبعض أصحابه : ألا تباكر لحاجةٍ فتمر بجامع الكوفة الكبير؟ قال : بلى. قال : فصلّ هنالك أربع ركعات ، وقل :

إِلهِي إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الأشْياءِ إِلَيْكَ لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِيكاً ، وَقَدْ عَصَيْتُكَ فِي أَشْياءَ كَثِيرَةٍ عَلى غَيْرِ وَجْهِ المُكابَرَةِ لَكَ وَلا الاِسْتِكبارِ عَنْ عِبادَتِكَ وَلا الجُحُودِ لِرِبُوبِيَّتِكَ وَلا الخُرُوجِ عَنِ (٢) العُبُودِيَّةِ لَكَ ، وَلكِنِ اتَّبعْتُ هَوايَ وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ بَعْدَ الحُجَّةِ وَالبَيانِ ، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرَ ظالِمٍ أَنْتَ لِي وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي وَتَرْحَمْنِي فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَرِيمُ. وتقول ايضاً : غَدَوْتُ بِحَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ غَدَوْتُ بِغَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاقُوَّةٍ وَلكِنْ بِحَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ ؛ يا رَبِّ أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هذا البَيْتِ وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً تَسوقُهُ إلى بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَأَنا خائِضٌ (٣) فِي عافِيَتِكَ.

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٨٤.

٢ ـ من ـ خ ـ.

٣ ـ خافض ـ خ ـ.

٤٩١

والشيخ الشهيد ومحمد ابن المشهدي قد أورداً هذا العمل لصحن المسجد بعدما ذكراً عمل الأسطوانة الرابعة وقالا : يقرأ في ركعتين منها الحمد والتوحيد وفي الآخِريين الحمد والقدر ويسبّح بعد السَّلامُ تسبيح الزهراء عليها‌السلام (١).

وفي رواية معتبرة عن أبي حمزة الثمالي قال : قد كنت جالساً يوما في جامع الكوفة وإذا أنا برجل يدخل من باب كندة هو أصبح الناس وجهاً وأطيبهم طيباً وأنظفهم ثوباً قد تعمّمَ بعمامته وعليه رداء ودرّاعة يحتذي نعلين عربيّين فخلع نعليه ووقف عند الأسطوانة السادسة فرفع يديه إلى حذاء أذنيه وكبّر تكبيرة قفّ لها كل شعر بدني فصلى أربع ركعات فأحسن ركوعها وسجودها ، ثم دعا بهذا الدعاء : إِلهِي إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ ، حتى إذا بلغ يا كَرِيمُ ، سجد وكرر قوله : يا كَرِيمُ ، بقدر مايفي به النفس ثم قال في سجوده : يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السَّائِلِينَ ... إلى أن أتمّ السبعين مرة : يا سَيِّدِي ، وقد مرّ الدعاء في أعمال الأسطوانة السابعة فلما رفع رأسه من السجود دققت فيه النظر فإذا هو زين العابدين عليه‌السلام فقبّلت يديه وسألته ما أتى به هنا فأجاب ما رأيت أي الصلاة في مسجد الكوفة. وعلى رواية رويناها في ذيل الزيارة السابعة للأمير عليه‌السلام ثم سار عليه‌السلام بأبي حمزة إلى زيارة الأمير عليه‌السلام ص ٤٥٥.

أعمال باب الفرج المعروف بمقام نوح عليه‌السلام : فإذا فرغت من عمل الأسطوانة الثالثة فامض إلى دكة باب أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي الصّفَّة الواقعة مما يلي باب الجامع من دار أمير المؤمنين عليه‌السلام فصل عليها أربع ركعات بالحمد وماشئت من السور فإذا فرغت وسبّحت فقل :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِ حاجَتِي يا الله يا مَنْ لايَخِيبُ سائِلُهُ وَلايَنْفَذُ نائِلُهُ ، يا قاضِيَ الحاجاتِ يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ يا رَبَّ الأَرضِينَ وَالسَّماواتِ يا كاشِفَ الكُرُباتِ يا واسِعَ العَطَّياتِ يا دافِعَ النَّقِماتِ يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسناتٍ ، عُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَفَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ وَاسْتَجِبْ دُعائِي فِيما سَأَلْتُكَ وَطَلَبْتُ مِنْكَ بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَوَصِيِّكَ وَأَوْلِيائِكَ الصَّالِحِينَ (٣).

صفة صلاة أخرى في هذا المقام : وهي ركعتان فإذا فرغت منهما وسبّحت فقل :

_________________

١ ـ المزار الكبير للمشهدي : ١٦٤ ـ ١٦٥ ، المزار للشهيد : ٢٥٣ ـ ٢٥٤.

٢ ـ المزار الكبير للمشهدي : ١٦٨.

٣ ـ مصباح الزائر : ٨٥.

٤٩٢

اللّهُمَّ إِنِّي حَلَلْتُ بِساحَِتكَ لِعِلْمِي بِوِحْدانِيَّتِكَ وَصَمَدانِيَّتِكَ وَأَنَّهُ لاقادِرَ (١) عَلى قَضاء حاجَتِي غَيْرُكَ وَقَدْ عَلِمْتُ يا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّما شاهَدْتُ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ اشْتَدَّتْ فاقَتِي إِلَيْكَ ، وَقدْ طَرَقَنِي يا رَبِّ مِنْ مُهمِّ أَمْرِي ما قَدْ عَرَفْتَهُ لاَنَّكَ عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ ، وَأَسْأَلُكَ بِالاِسْم‌ِالَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى السَّماواتِ فَانْشَقَّتْ وَعَلى الأَرَضِينَ فَانْبَسَطَتْ وَعَلى النُّجُومِ فَانْتَشَرَتْ وَعَلى الجِبالِ فَاسْتَقَرَّتْ ، وَأَسْأَلُكَ بِالاِسْم‌ِالَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَعِنْدَ عَلِيٍّ وَعِنْدَ الحَسَنِ وَعِنْدَ الحُسَيْنِ وَعِنْدَ الأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِي لِي يا رَبِّ حاجَتِي وَتُيَسِّرَ عَسِيرَها وَتَكْفِيَنِي مُهِمَّها وَتَفْتَحَ لِي قُفْلَها ؛ فَإِنْ فَعَلْتَ ذلِكَ فَلَكَ الحَمْدُ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الحَمْدُ غَيْرُ جائِرٍ فِي حُكْمِكَ وَلا خائِفٍ فِي عَدْلِك. ثم تبسط خدّك الأيمن على الأَرض وتقول : اللّهُمَّ إِنَّ يُونُسَ بْنَ مَتّى عليه‌السلام عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ دَعاكَ فِي بَطْنِ الحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَنا أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. وتدعو بما تحب ثم تقلب خدّك الأيسر وتقول : اللّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلْتَ بِالإِجابَةِ وَأَنا أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي يا كَرِيمُ. ثم تعود إلى السجود وتقول : يا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ وَيامُذِلَّ كُلِّ عَزِيزٍ تَعْلَمُ كُرْبَتِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (٢) وَفَرِّجْ عَنِّي يا كَرِيمُ (٣).

صفة صلاة للحاجة في المحل المذكور : تصلي أربع ركعات فإذا فرغت وسبّحت فقل :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا مَنْ لاتَراهُ العُيُونُ وَلاتُحِيطُ بِهِ الظُّنُونُ وَلايَصِفُهُ الواصِفُونَ وَلا تُغَيِّرُهُ الحَوادِثُ وَلاتُفْنِيهِ الدُّهُورُ ، تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الجِبالِ وَمَكايِيلَ البِحارِ وَوَرَقَ الاَشْجارِ وَرَمْلَ القِفارِ وَما أَضائَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَأَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَيْلُ وَوَضَحَ عَلَيْهِ النَّهارُ وَلاتُوارِي مِنْكَ (٤) سَماءٌ سَماءً وَلا أَرْضٌ أَرْضاً وَلاجَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ ،

_________________

١ ـ لا قادراً ـ خ ـ.

٢ ـ وآل محمّدٍ ـ خ ـ.

٣ ـ مصباح الزائر : ٨٥ ـ ٨٦.

٤ ـ ولا تواري منه ـ خ ل ـ.

٤٩٣

وَلا بَحْرٌ مافِي قَعْرِهِ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ أَمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ، اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ وَمَنْ بَغانِي بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ وَاكْفِنِي ماأَهَمَّنِي مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَيَّ ، اللّهُمَّ ادْخِلْنِي فِي دِرْعِكَ الحَصِينَةِ وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الواقِي يا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيٍْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيٌْ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَصَدِّقْ قَوْلِي وَفِعْلِي يا شَفِيقُ يا رَفِيقُ فَرِّجْ عَنِّي المَضِيقَ وَلاتُحَمِّلْنِي ما لا اُطِيقُ ، اللّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ أَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي وَعَلى قَضائِها قَدِيرٌ وَهِي لَدَيْكَ يَسِيرٌ وَأَنا إِلَيْكَ فَقِيرٌ فَمُنَّ بِها عَلَيَّ يا كَرِيمُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ.

ثم تسجد وتقول : إِلهِي قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها يا كَرِيمُ. ثم تقلب خدك الأيمن وتقول : إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ماأَنا أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ. ثم تقلب خدك الأيسر وتقول : اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ. ثم تعود إلى السجود وتقول : إرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ (١).

أقول : هذا الدعاء إلى كلمة : وَاغْفِرْها يا كَرِيمُ ، هو الدعاء الوارد في كتاب (المزاد القديم) في عمل مقام الإمام زين العابدين عليه‌السلام في أعمال صحن مسجد السهلة.

أعمال محراب أمير المؤمنين عليه‌السلام : ثم صلّ في المكان الذي ضرب فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ركعتين كل ركعة بالفاتحة وسورة من السور فإذا سلّمت وسبّحت فقل :

يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ وَسَتَرَ القَبِيحَ يا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٨٦ ـ ٨٧.

٤٩٤

وَالسَّرِيرَةَ يا عَظِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ يا باسِطَ اليَّدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى يا كَرِيمَ الصَّفْحِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا سَيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا كَرِيمُ (١).

مناجاة أمير المؤمنين عليه‌السلام

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الأمانَ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٢) وأَسْأَلُكَ الأمانَ (يَوْمَ يَعضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ : يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (٣) ، وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ (يَوْمَ يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالأقْدامِ) (٤) ، وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ (يَوْمَ لايَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلامَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ الله حَقُّ) (٥) ، وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ (يَوْمَ لايَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار) (٦) وأَسْأَلُكَ الأمانَ (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ) (٧) ، وَأَسْأَلُكَ الأمانَ (يَوْمَ يَفِرُّ المَرءُ مِنْ أَخِيهِ وَاُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِيٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه) (٨) ِ، وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ (يَوْمَ يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَميعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلاًّ إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلْشَّوى) (٩). مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ المَوْلى وَأَنا العَبْدُ وَهَلْ يَرْحَمُ العَبْدُ إِلاّ المَوْلى ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ المالِكُ وَأَنا المَمْلُوكُ وهَلْ يَرْحَمُ المَمْلُوكَ إِلاّ المالِكُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ العَزِيزُ وَأَنا الذَّلِيلَ وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إِلاّ العَزِيزُ ، مَوْلايَ

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٨٧.

٢ ـ الشعراء : ٢٦ / ٨٨ ـ ٨٩.

٣ ـ الفرقان : ٢٥ / ٢٧.

٤ ـ الرحمن : ٥٥ / ٤١.

٥ ـ لقمان : ٣١ / ٣٣.

٦ ـ غافر : ٤٠ / ٥٢.

٧ ـ الانفطار : ٨٢ / ١٩.

٨ ـ عبس : ٨٠ / ٣٤ ـ ٣٧.

٩ ـ المعارج : ٧٠ / ١١ ـ ١٦.

٤٩٥

يا مَوْلايَ أَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَخْلُوقَ إِلاّ الخالِقُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ العَظِيمُ وَأَنا الحَقِيرُ وهَلْ يَرْحَمُ الحَقِيرُ إِلاّ العَظِيمُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ القَوِيُّ وَأَنا الضَّعِيفُ وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّعِيفَ إِلاّ القَوِيُّ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنا الفَقِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الفَقِيرَ إِلاّ الغَنِيُّ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ المُعْطِي وَأَنا السَّائِلُ وَهَلْ يَرْحَمُ السَّائِلُ إِلاّ المُعْطِي ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الحَيُّ وَأَنا المَيِّتُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَيِّتَ إِلاّ الحَيُّ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الباقِي وَأَنا الفانِي وَهَلْ يَرْحَمُ الفانِيَ إِلاّ الباقِي ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الدَّائِمُ وَأَنا الزَّائِلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الزَّائِلَ إِلاّ الدَّائِمُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَأَنا المَرْزُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْزُوقَ إِلاّ الرَّازِقُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الجَوادُ وَأَنا البَخِيلُ وهَلْ يَرْحَمُ البَّخِيلَ إِلاّ الجَوادُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ المُعافِي وَأَنا المُبْتَلى وَهَلْ يَرْحَمُ المُبْتَلى إِلاّ المُعافِي ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الكَبِيرُ وَأَنا الصَّغِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغِيرَ إِلاّ الكَبِيرُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الهادِي وَأَنا الضَّالُّ وهَلْ يَرْحَمُ الضَّالَ إِلاّ الهادِي ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الرَّحْمنُ وَأَنا المَرْحُومُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْحُومَ إِلاّ الرَّحْمنُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ السُّلْطانُ وَأَنا المُمْتَحَنُ وَهَلْ يَرْحَمُ المُمْتَحَنَ إِلاّ السُلْطانُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الدَّلِيلُ وَأَنا المُتَحَيِّرُ وَهَلْ يَرْحَمُ المُتَحَيِّرَ إِلاّ الدَّلِيلُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الغَفُورُ وَأَنا المُذْنِبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المُذْنِبَ إِلاّ الغَفُورُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الغالِبُ وَأَنا المَغْلُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَغْلُوبَ إِلاّ الغالِبُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنا المَرْبُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْبُوبَ إِلاّ الرَّبُّ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ المُتَكَبِّرُ وَأَنا الخاشِعُ وَهَلْ يَرْحَمُ الخاشِعَ إِلاّ المُتَكَبِّرُ ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ وَارْضَ عَنِّي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ يا ذا الجُودِ وَالاِحْسانِ وَالطَّوْلِ وَالامْتِنانِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٨٨ ـ ٩٠.

٤٩٦

أقول : روى السيّد ابن طاووس عنه عليه‌السلام بعد هذه المناجاة دعاءً طويلاً موسوما بدعاء (الأمان) لا يسعه المقام (١). وتدعو أيضاً في هذا المقام بما سنذكره عقيب الصلاة في مسجد زيد بن صوحان إن شاء اللهِ ص ٥٠٤.

واعلم أنا قد ألمحنا في كتاب هدية الزائر إلى الخلاف في تعيين المحراب الذي ضرب فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام هل هو المحراب المعروف ، أم المحراب المتروك؟ وقلنا هناك : إن غاية الاحتياط هي أن تؤدّى الاعمال في كلا الموضعين أو أن تؤدّي في المعروف تارة وفي المتروك أخرى.

أعمال دكة الصادق عليه‌السلام : ثم امض إلى مقام الصادق عليه‌السلام وهو قريب من مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) فصلّ عليها ركعتين فإذا سلمت وسبّحت فقل : ـ يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ وَياجابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ وَياحاضِرَ كُلِّ مَلاً وَياشاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَياشاهِداً غَيْرَ غائِبٍ وَيا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ وَياقَرِيباً (٢) غَيْرَ بَعِيدٍ وَيامُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ وَياحَيّاً حِينَ لا حَيَّ غَيْرُهُ ، يا مُحْيِيَ المَوْتى وَمُمِيتَ الاَحْياءِ القائِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. ثم ادع بما أحببت (٣).

أقول : قد قلنا فيما مضى ونعيد الحديث أن ما في كتاب (المزار القديم) وما هو المشهور بين الناس في ترتيب أعمال هذا الجامع هو أن تؤخر عن عمل هذا المقام أعمال دكة القضاء وبيت الطست ، ونحن قد جارينا كتاب (مصباح الزائر) و (البحار) وغيرهما فأثبتناها بعد أعمال الأسطوانة الرابعة ولك إذا شئت أن توافق المشهور فتؤدي الان بعد فراغك من سائر الأعمال ما أوردناه هناك إن شاء الله تعالى.

ذكر صلاة الحاجة في جامع الكوفة : عن الصادق عليه‌السلام من صلى في جامع الكوفة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد والمعوّذتين والاخلاص والكافرون والنصر والقدر وسبّح اسم ربّك الاعلى فإذا سلّم سبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام ثم سأل الله ما شاء قضى الله حاجته واستجاب دعاءه (٤). أقول : الذي أثبتناه من الترتيب في السور يوافق رواية السيد ابن طاووس في (المصباح) ، وفي رواية الطوسي في الأمالي قد أخّر ذكر سورة القدر عن سورة سبّح اسم ، ومراعاة الترتيب لعلها غير لازمة فيجزي أن يتبع الحمد بهذه السور السبع والله العالم (٥).

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٩١.

٢ ـ يا شاهد ... ويا غالب ... ويا قريب ـ خ ـ.

٣ ـ مصباح الزائر : ٩٨.

٤ ـ مصباح الزائر : ٩٩.

٥ ـ في المصباح المطبوع ١٤١٧ تحقيق مؤسسة آل البيت : ذكر سورة القدر بعد سورة سبّح اسم. ولعلّ نسخة المصباح بيد المؤلّف غير هذه النسخة.

٤٩٧

زيارة مسلم بن عقيل (قدس الله روحه ونور ضريحه)

فإذا فرغت من أعمال جامع الكوفة فامض إلى قبر مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) وقف عنده وقل : الحَمْدُ للهِ المَلِكِ الحَقِّ المُبِينِ المُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطَّاغِينَ المُعْتَرِفِ بِرُبُوبِيَّتِهِ جَمِيعُ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ المُقِرِّ بِتَوْحِيدِهِ سائِرُ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، وَصَلّىْ الله عَلى سَيِّدِ الأنامِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الكِرامِ صَلاةً تَقَرُّ بِها أَعْيُنُهُمْ وَيَرْغَمُ بِها أَنْفُ شانِئِهِمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ أَجْمَعِينَ سَلامُ الله العَلِيِّ العَظِيمِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَأَئِمَّتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهداء وَالصِّدِّيقِينَ وَالزَّاكِياتِ الطَّيِّباتِ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يا مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ ، وَقُتِلْتَ عَلى مِنْهاجِ المُجاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى لَقِيتَ الله عَزَّوَجَلَّ وَهُوَ عَنْكَ راضٍ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي نُصْرَةِ حُجَّةِ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ المُرْسَلِ وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ العالِمِ وَالوَصِيِّ المُبَلِّغِ وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ ، فَجَزاكَ الله عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ ، فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ. وَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ افْتَرى عَلَيْكَ وَلَعَنَ الله مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ بايَعَكَ وَغَشَّكَ وَخَذَلَكَ وَأَسْلَمَكَ وَمَنْ أَلَّبَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُعِنْكَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدِ المَوْرُودُ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَأَنَّ الله مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ. جِئْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسَلِّما لَكُمْ تابِعاً لِسُنَّتِكُمْ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّهٌ حَتّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَالسَّلامُ

٤٩٨

عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، قَتَلَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِي وَالألْسُنِ. وجعل هذه الكلمات في المزار الكبير بمنزلة الاستئذان وقال بعد ذكرها : ثم ادخل وادن من القبر وعلى الرواية السابقة أشر إلى الضريح ثم قل : السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاِ مِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عليهم‌السلام ، الحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ (١) عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ (٢) البَدْرِيُّونَ المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله المُبالِغُونَ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ وَنُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ ؛ فَجِزاكَ الله أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَكْثَرَ الجَزاءِ وَأَوْفَرَ جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ حَتّى بَعَثَكَ الله فِي الشُّهداء وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي العِلِّيِّينَ وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ وَأَنَّكَ قَدْ مَضَيْتَ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ وَمُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ ، فَجَمَعَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِل المُخْبِتِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. ثُمَّ صَلِّ ركعتين فِي جانب الرأس واهدهما إلى جنابه ، ثُمَّ قل : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَدَعْ لِي ذَنْباً .... وهذا هو الدعاء الذي يدعى به في مرقد العباس وسيأتي ذكره ص ٥٣٤ فإذا شئت أن تودعه فودعه بالوداع الذي سيذكر في ذيل زيارة العباس عليه‌السلام ص ٥٣٥.

زيارة هاني بن عروة رحمة الله ورضوانه عليه

تقف عند قبره وتسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

سَلامُ الله العَظِيمِ وَصَلَواتُهُ عَلَيْكَ يا هانِي بْنَ عُرْوَةَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ

_________________

١ ـ وسلامه ـ خ ـ.

٢ ـ به ـ خ ـ.

٤٩٩

النَّاصِحُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأمير المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عليهم‌السلام ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ وَحَشا قُبُورَهُمْ ناراً ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ الله وَهُوَ راضٍ عَنْكَ بِما فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهداء وَجُعِلَ رُوحُكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ بِما نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي ذاتِ الله وَمَرْضاتِهِ ؛ فَرَحِمَكَ الله (١) وَرَضِيَ عَنْكَ وَحَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَجَمَعَنا وَإِيَّاكُمْ (٢) مَعَهُمْ فِي دارِ النَّعِيمِ وَسَلامٌ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم صلّ ركعتين واهدهما إلى هاني وادع لنفسك بما شئت وودّعه بما تودع به مسلم رضي‌الله‌عنه (٣).

الفصل السادس

في فضل مسجد السهلة وأعماله ،

وأعمال مسجد زيد قدس‌سره ومسجد صعصعة

إعلم أنّه ليس في تلك البقاع مسجد يضاهي مسجد السهلة فضلاً وشرفاً بعد مسجد الكوفة ، وهو بيت إدريس عليه‌السلام وإبراهيم عليه‌السلام ومنزل الخضر عليه‌السلام ومسكنه. وعن أبي بصير عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : قال لي : يا أبا محمد كأنّي أرى نزول القائم صلوات الله عليه في مسجد السهلة بأهله وعياله ويكون منزله. وما بعث الله نبياً إِلاّ وقد صلّى فيه. والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومامن مؤمن ولا مؤمنة إِلاّ وقلبه يحن إليه وفيه صخرة فيها صورة كل نبي ، وما صلّى فيه أحد فدعاً الله بنيّة صادقة إِلاّ صرفه الله بقضاء حاجته ، وما من أحد استجاره إِلاّ أجاره الله مما يخاف منه. قلت : هذا لهو الفضل. قال : نزيدك؟ قلت : نعم. قال : هو من البقاع التي أحبّ الله أن يدعى فيها ، وما من يوم ولا ليلة إِلاّ والملائكة تزور هذا المسجد يعبدون الله فيه. أما إنِّي لو كنت بالقرب منكم ماصلّيت صلاة إِلاّ فيه. يا أبا محمد مالم أصف أكثر. قلت : جعلت فداك لا يزال القائم عليه‌السلام فيه أبداً؟ قال : نعم ... الخ (٤).

_________________

١ ـ الله : خ.

٢ ـ وإيّاك ـ خ ـ.

٣ ـ مصباح الزائر : ١٠٤.

٤ ـ المزار الكبير للمشهدي : ١٣٤ ، ح ٧ من باب ٥ مع اختلاف لفظي واضافات.

٥٠٠