مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفِظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ سُبْحانَ الله الَّذِي يُمِيتُ الاَحْياءَ وَيُحْيِيَ المَوْتى وَيَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَيُقِرُّ فِي الاَرْحامِ مايَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمَّى. (٥) سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله مالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ (١) ، تُولِجُ اللَيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَيْلِ تُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ. (٦) سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي عِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ. (٧) سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي لا يُحْصِي مِدْحَتَهُ

_________________

١ ـ يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممّن يشاء ، ويُعزّ من يشاء ، ويُذلّ من يشاء ، بيده الخير ، وهو على كلّ شيء قدير ـ خ ـ.

٢٨١

القائِلُونَ وَلا يَجْزِي بِالائِهِ الشَّاكِرُونَ العابِدُونَ ، وَهُوَ كَما قالَ وَفَوْقَ ما نَقُولُ (١) وَالله سُبْحانَهُ كَما أَثْنى عَلى نَفْسِهِ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيٍْ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حُفْظُهُما وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ. (٨) سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها ، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها عَمَّا يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها ، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيْها عَمَّا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها ، وَلا يَشْغَلُهُ عِلْمِ شَيٍْ عَنْ عِلْمِ شَيٍْ ، وَلا يَشْغَلُهُ خَلْقِ شَيٍْ عَنْ خَلْقِ شَيٍْ وَلا حِفْظُ شَيٍْ عَنْ حِفْظِ شَيٍْ ، وَلا يُساوِيهِ شَيٌْ وَلا يَعْدِلُهُ شَيٌْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. (٩) سُبْحانَ اللهِ بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ جاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً اُوَلِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثَلاثَ وَرُباعَ ، يَزِيدُ فِي الخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ الله ٹَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ، ما يَفْتَحُ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكُ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. (١٠) سُبْحانَ اللهِ بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ

_________________

١ ـ وفوق ما يقول القائلون ـ خ ـ.

٢٨٢

وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ ، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ ، وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيٍْ عَلِيمٌ (١).

الثالث : وقال أيضاً : تصلي في كُل يَوم مِن رَمَضان عَلى النبي ، تقول : إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيّ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً لَبَّيْكَ يا رَبِّ وَسَعْدَيْكَ وَسُبْحانَكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ فِي العالَمِينَ ، اللَّهُمَّ أَمْنُنْ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما مَنَنْتَ عَلى مُوسى وَهارونَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما شَرَّفْتَنا بِهِ (٢) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما هدَيْتَنا بِهِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوّلونَ وَالآخروَنَ. عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَلَعَتْ شَمْسٌ أوْ غَرَبَتْ ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَرَفَتْ عَيْنٌ أوْ بَرَقَتْ ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلام كُلَّما ذُكِرَ السَّلام ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلام كُلَّما سَبَّحَ الله مَلَكٌ أوْ قَدَّسَهُ ، السَّلام عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الأوّلِينَ ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الآخِرِينَ ، وَالسَّلام عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ. اللَّهُمَّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالمَقامِ ورَبَّ الحِلِّ

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٦١٦ ، الاقبال ١ / ٢٠٨ فصل ٦.

٢ ـ من قوله : اللّهم أمنن إلى شرّفتنا به : نسخة.

٢٨٣

وَالحَرامِ أَبْلِغْ مُحَمَّداً نَبِيَّكَ عَنَّا السَّلام (١) ، اللَّهُمَّ وَأَعْطِ مُحَمَّداً مِنَ البَهاءِ وَالنَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ وَالكَرامَةِ وَالغِبْطَةِ وَالوَسِيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ وَالمَقامِ وَالشَّرَفِ وَالرِّفْعَةِ وَالشَّفاعَةِ عِنْدَكَ يَوْمَ القِيامَةِ أَفْضَلَ ما تُعْطِي أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَأَعْطِ مُحَمَّداً فَوْقَ ما تُعْطِي‌الخَلائِقَ مِنَ الخَيْرِ أَضْعافاً كَثِيرَةً (٢) لا يُحْصِيها غَيْرُكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَطْيَبَ وَأَطْهَرَ وَأَزْكى وَأَنْمى وَأَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَعَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ (٣) أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ووآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دَمِهِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلام ، ووال من والاها ، وعاد من عاداها ، وضاعف العذاب على من ظلمها (٤) وَالْعَنْ مَنْ أَذّى نَبِيِّكَ فِيها (٥) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِمامِي المُسْلِمِينَ وَوَآلِ مَنْ والآهُما وَعادِ مَنْ عاداهُما وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دِمائِهِما (٦) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ (٧) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ (٨) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ (٩) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دَمِهِ (١٠) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى

_________________

١ ـ محمّداً نبيّك وأهل بيته عنّا أفضل التحيّة والسلام : نسخة.

٢ ـ أضعافاً مضاعفةً : نسخة.

٣ ـ عليّ : خ.

٤ ـ من قوله : ووال إلى من ظلمها : نسخة.

٥ ـ وآله السّلام والعن من آذى نبيّك فيها ـ خ ـ.

٦ ـ دمها ـ خ ـ.

٧ ـ شرك في دمه ـ خ ـ.

٨ ـ شرك في دمه ـ خ ـ.

٩ ـ شرك في دمه ـ خ ـ.

١٠ ـ من ظلمه ـ خ ـ.

٢٨٤

عَلِيِّ بْنِ مُوسى إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دَمِهِ (١) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ (٢) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلمَهُ (٣) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىْ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَواآل مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ (٤) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى الخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى القاسِمِ وَالطَّاهِرِ ابْنَي نَبِيِّكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى رُقَيَّةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَالعَنْ مَنْ آذى نَبِيِّكَ فِيها ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى أُمِّ كَلْثُومٍ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَالْعَنْ مَنْ آذى نَبِيِّكَ فِيها ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ ، اللَّهُمَّ اخْلُفْ نَبِيَّكَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ، اللّهُمَّ مَكِّنْ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عَدَدِهِمْ وَمَدَدِهِمْ وَأَنْصارِهِمْ عَلى الحَقِّ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ ، اللَّهُمَّ اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ وَوِتْرِهِمْ وَدِمائِهِمْ وَكُفَّ عَنَّا وَعَنْهُمْ وَعَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ بَأْسَ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَكُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (٥).

وقال السيّد ابن طاووس : وتقول : يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَياصاحِبِي فِي شِدَّتِي وَياوَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَياغايَتِي فِي رَغْبَتِي أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي وَالمُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَالمُقِيلُ عَثْرَتِي فَأغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٦).

وتقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ لِهَمٍ لا يُفَرِّجُهُ غَيْرُكَ وَلِرَحْمَةٍ لا تُنالُ إِلاّ بِكَ وَلِكَرْبٍ لا يَكْشِفُهُ إِلاّ أَنْتَ وَلِرَغْبَةٍ لا تُبْلَغُ إِلاّ بِكَ وَلِحاجَةٍ لا يَقْضِيها إِلاّ أَنْتَ. اللَّهُمَّ فَكَما كانَ

_________________

١ ـ من ظلمه ـ خ ـ.

٢ ـ شرك في دمه ـ خ ـ.

٣ ـ شرك في دمه ـ خ ـ.

٤ ـ شرك في دمه ـ خ ـ.

٥ ـ مصباح المتهجّد : ٦٢٠ ، الاقبال ١ / ٢١٢ فصل ٦.

٦ ـ الاقبال ١ / ٢١٥ فصل ٦.

٢٨٥

مِنْ شَأْنِكَ ما أَذِنْتَ لِي بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ وَرَحِمْتَنِي بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ سَيِّدِي الاِجابَةُ لِي فِيما دَعَوْتُكَ وَعوائِدُ الاِفْضالِ فِيما رَجَوْتُكَ وَالنَّجاة مِمّا فَزَعْتُ إِلَيْكَ فِيْهِ ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلا أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي ، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ لِلاِجابَةِ أَهْلا فَأَنْتَ أَهْلُ الفَضْلِ وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍْ ، فَلْتَسَعَنِي رَحْمَتُكَ يا إِلهِي يا كَرِيمُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تُفَرِّجَ هَمِّي وَتَكْشِفَ كَرْبِي وَغَمِّي وَتَرْحَمَنِي بِرَحْمَتِكَ وَتَرْزُقَنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ (١).

الرابع : وقالَ الشَيخ والسيّد أيضاً قُلْ في كُل يوم :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَكُلُّ فَضْلِكَ فاضِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي‌أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عامُّ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عَطائِكَ بِأَهْنَئِه وَكُلُّ عَطائِكَ هَنِيٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَطائِكَ كُلِّهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأَعْجَلِهِ وَكُلُّ خَيْرِكَ عاجِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ إِحْسانِكَ بِأَحْسَنِهِ وَكُلُّ إِحْسانِكَ حَسَنٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِحْسانِكَ كُلِّهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِما تُجِيبُنِي بِهِ حِينَ أَسْأَلُكَ فَأَجِبْنِي يا اللهُ ، وَصَلِّ (٢) عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ المُرْتَضى وَرَسُولِكَ المُصْطَفى وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ دُونَ خَلْقِكَ وَنَجِيِّبكَ مِنْ عِبادِكَ وَنَبِيّكَ بِالصِّدْقِ وَحَبِيبِكَ ، وَصَلِّ عَلى رَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنَ العالَمِينَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسَّراجِ المُنِيرِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الاَبْرارِ الطَّاهِرِينَ ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَحَجَبْتَهُمْ عَنْ خَلْقِكَ ، وَعَلى أَنْبِيائِكَ الَّذِينَ يُنْبِئُونَ عَنْكَ بِالصِّدْقِ ، وَعَلى رُسُلِكَ الَّذِينَ خَصَصْتَهُمْ بِوَحْيِكَ وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى العالَمِينَ بِرِسالاتِكَ ، وَعَلى عِبادِكَ

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٢١٦ فصل ٦.

٢ ـ صلّ : خ.

٢٨٦

الصَّالِحِينَ الَّذينَ أَدْخَلْتَهُمْ فِي رَحْمَتِك الأَئِمَّةِ المُهْتَدِينَ الرَّاشِدِينَ وَأَوْلِيائِكَ المُطَهَّرِينَ ، وَعَلى جَبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَمَلَكِ المَوْتِ وَعَلى رِضْوانَ خازِنِ الجِنانِ وَعَلى مالِكِ خازِنِ النَّارِ وَرُوحِ القُدُسِ وَالرُّوحِ الاَمِينِ وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ المُقَرَّبِينَ وَعَلى المَلَكَيْنِ الحافِظِينَ عَلَيَّ ، بِالصَّلاةِ الَّتِي تُحِبُّ أَنْ يُصَلِّي بِها عَلَيْهِمْ أَهْلُ السَّماواتِ وَأَهْلُ الأَرْضِينَ صَلاةً طَيَّبَةً كَثِيرَةً مُبارَكَةً زاكِيَةً نامِيَةً ظاهِرَةً باطِنَةً شَرِيفَةً فاضِلَةً تُبَيِّنُ (١) بِها فَضْلَهُمْ عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. اللَّهُمَّ أَعْطِ (٢) مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَاجْزِهِ (٣) خَيْرَ ماجَزَيْتَ نَبِيَّا عَنْ أُمَّتِهِ ، اللَّهُمَّ وأعْطِ مُحَمَّداً (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً وَمَعَ كُلِّ وَسِيلَةٍ وَسِيلَةً وَمَعَ كُلِّ فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً وَمَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً تُعْطِي مُحَمَّداً وَآلِهُ يَوْمَ القِيامَةِ أَفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ أَحَداً مِنَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله أَدْنى المُرْسَلِينَ مِنْكَ مَجْلِسا وَأَفْسَحَهُمْ فِي الجَنَّةِ عِنْدَكَ مَنْزِلا وَأَقْرَبَهُمْ إِلَيْكَ وَسِيلَةً وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ شافِعٍ وَأَوَّلَ مُشَفِّعٍ وَأَوَّلَ قائِلٍ وَأَنْجَحَ سائِلٍ وَابْعَثْهُ المَقامَ المَحْمُودَ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَسْمَعَ صَوْتِي وَتُجِيبَ دَعْوَتِي وَتَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي وَتَصْفَحَ عَنْ ظُلْمِي وَتُنْجِحَ طَلِبَتِي وَتَقْضِي حاجَتِي وَتُنْجِزَ لِي ما وَعَدْتَنِي وَتُقِيلَ عَثْرَتِي وَتَغْفِرَ ذُنُوبِي وَتَعْفُو عَنْ جُرْمِي وَتُقْبِلَ عَلَيَّ وَلا تُعْرِضَ عَنِّي وَتَرْحَمَنِي ولا تُعَذِّبَنِي وَتُعافِينِي وَلا تَبْتَلِينِي وَتَرْزُقَنِي مِنَ الرِّزْقِ أَطْيَبَهُ وَأَوْسَعَهُ وَلا تَحْرِمَنِي يا رَبِّ وَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي وَضَعْ عَنِّي وِزْرِي وَلا تُحَمِّلْنِي ما لا طاقَةَ لِي بِهِ يا مَوْلايَ ، وَأَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ

_________________

١ ـ تبين ـ خ ـ.

٢ ـ وأعط ـ خ ـ.

٣ ـ واجزه عنّا ـ خ ـ.

٤ ـ شرفا اللّهم أعط محمّداً : نسخة.

٢٨٧

سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثُمَّ قُلْ ثلاثاً : اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي.

ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلا مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حاجَةٍ بِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٍ وَغِناكَ عَنْهُ قَدِيمٌ وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ ، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ (١).

الخامس : أن يدعو بهذا الدُّعاء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِب لِي كَما وَعَدْتَنِي .... وقَد تركناه لطوله فليطلب مِن كتاب الاقبال أو من زاد المعاد (٢).

السادس : روى المفيد في (المقنعة) عَن الثقة الجليل عَلي بن مهزيار عَن الإمام مُحَمَّد التقي عليه‌السلام : أنَّهُ يُستَحب أن تكثر في شَهر رَمَضان في ليله ونهاره مِن أوله إلى آخره :

يا ذا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ خَلَقَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيٍْ ، يا ذا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِه شَيٌْ ، وَياذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ العُلى وَلا فِي الأَرْضِينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ ، لَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِهِ إِلاّ أَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها إِلاّ أَنْتَ (٣).

السابع : روى الكفعمي في (البلد الأمين) وفي (المصباح) عَن كتاب (اختيار السيّد ابن باقي) أنّ مَن قرأ هذا الدُّعاء في كُل يَوم مِن رَمَضان غفر الله لَهُ ذنوب أربعين سنة :

اللهمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ عَلى عِبادِكَ فِيْهِ الصِّيامَ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي هذا العامِ وَفِي كُلِّ عامٍ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ العِظامَ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٤).

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٦٢٣ والاقبال ١ / ٢١٦ فصل ٦.

٢ ـ الاقبال ١ / ٢١٨ فصل ٦ ، زاد المعاد : ١٦٣.

٣ ـ المقنعة : ٣٢٠ ، باب ما يستحب قوله في كلّ وقت من ليل أو نهار.

٤ ـ البلد الامين : ٢٢٣ وفي المصباح : ٦١٨ في أدعية أيّام شهر رمضان.

٢٨٨

الثامَن : أن يَذكر الله تعالى في كُلِّ يَوم مائةَ مرةٍ بهذه الأذكار الَّتي أوردها المحدث الفيض في كتاب (خلاصة الأذكار) : سُبْحانَ الضَّارِّ النَّافِعِ سُبْحانَ القاضِي بِالحَقِّ سُبْحانَ العَليِّ الاَعْلى ، سُبحانَهُ وَبِحَمْدِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى (١).

التاسع : قالَ المفيد في المقنعة : إنّ مِن سنن شَهر رَمَضان الصلاة عَلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كُلِّ يَوم مائةَ مرةٍ ، والأفضل أن يزيد عَليها (٢).

المطلب الثاني :

في أعمال الليالي والأيام من شَهر رمضان الخاصة

اللّيلة الأولى : وفيها أعمال :

الأول : الاستهلال وقَد أوجبه بعض العلماء (٣).

الثاني : إذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تشر إليه ولكن استقبل القبلة وارفع يديكَ إلى السّماء وخاطب الهلال ، تقول :

رَبِّي وَرَبُّكَ الله رَبُّ العالَمِينَ ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنا بِالاَمْنِ وَالاِيْمانِ وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ وَالمُسارَعَةِ إِلى ما تُحِبُّ وَتَرْضى ، اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا وَارْزُقْنا خَيْرَهُ وَعَوْنَهُ وَاصْرِفْ عَنَّا ضُرَّهُ وَشَرَّهُ وَبَلاَهُ وَفِتْنَتَهُ (٤).

وَروي أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ إذا استهلّ هلال شَهر رَمَضان استقبل القبلة بوجهه وقالَ : اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنا بِالاَمْنِ وَالاِيْمانِ وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ وَالعافِيَةِ المُجَلَّلَةِ وَدِفاعِ الاَسْقامِ وَالعَوْنِ عَلى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ وَالقِيامِ وَتِلاوَةِ القُرْآنِ ، اللَّهُمَّ سَلِّمْنا لِشَهْرِ رَمَضانَ وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا وَسَلِّمْنا فِيْهِ حَتَّى يَنْقَضِي عَنَّا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ عَفَوْتَ عَنَّا

_________________

١ ـ خلاصة الاذكار : ٩٧ ، فصل ١٠.

٢ ـ المقنعة : ٣١٣ في سنن شهر رمضان.

٣ ـ انظر الاقبال ١ / ٦٢ فصل ٣ و ٤.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٠٠ باب القول عند رؤية هلال شهر رمضان.

٥ ـ والرّزق الواسع : نسخة.

٢٨٩

وَغَفَرْتَ لَنا وَرَحِمْتَنا (١).

وعَن الصادق عليه‌السلام قالَ : إذا رأيت الهلال فقل : اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلى صِيامِهِ وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا وَسَلِّمْنا فِيْهِ وَسَلِّمْنا مِنْهُ وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ (٢).

الثالث : أن يدعو إذا شاهد الهلال بالدعاء الثالث والأَرْبعين مِن دعوات الصحيفة الكاملة. روى السيّد ابن طاووس أنّ علي بن الحُسَين عليه‌السلام مّر في طريقه يوما فنظر إلى هلال شَهر رَمَضان فوقف ، فقالَ :

أَيُّها الخَلْقُ المُطِيعُ الدَّائِبُ السَّرِيعُ المُتَرَدِّدُ فِي مَنازِلِ التَّقْدِيرِ المُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ ، آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ وَأَوْضَحَ بِكَ البُهَمَ وَجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آياتِ مُلْكِهِ وَعلامَةً مِنْ علاماتِ سُلْطانِهِ ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ وَامْتَهَنَكَ بِالكَمالِ وَالنُّقْصانِ وَالطُّلُوعِ وَالاُفُولِ وَالاِنارَةِ وَالكُسُوفِ ، فِي كُلِّ ذلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ وَإِلى إِرادَتِهِ سَرِيعٌ سُبْحانَهُ ماأَعْجَبَ مادَبَّرَ مِنْ أَمْرِكَ وَأَلْطَفَ ما صَنَعَ فِي شَأْنِكَ ، جَعَلَكَ مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ لاَمْرٍ حادِثٍ ، فَأَسْأَلُ الله رَبِّي وَرَبَّكَ وَخالِقِي وَخالِقَكَ وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمْحَقُها الاَيَّامُ وَطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُها الاثامُ ، هِلالَ أَمْنٍ مِنَ الافاتِ وَسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ ، هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فِيْهِ وَيُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ ويُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ وخَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌ ، هِلالَ أَمْنٍ وَإِيْمانٍ وَنِعْمَةٍ وَإِحْسانٍ وَسَلامَةٍ وَإِسْلامٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا مِنْ أَرْضى مِنْ طَلَعَ عَلَيْهِ وَأَزْكى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ ، وَوَفِّقْنا اللَّهُمَّ فِيْهِ لِلطَّاعَةِ وَالتَوْبَةِ وَاعْصِمْنا فِيْهِ مَنَ الاثامِ وَالحَوْبَةِ ، وَأَوْزِعْنا فِيْهِ شُكْرَ النِّعْمَةِ ،

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٦٢ فصل ٤ عن امير المؤمنين عليه‌السلام.

٢ ـ الاقبال ١ / ٦٤ فصل ٤.

٢٩٠

وَأَلْبِسْنا فِيْهِ جُنَنَ العافِيَةِ وَأَتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فِيْهِ المِنَّةَ إِنَّكَ أَنْتَ المَنّانُ الحَمِيدُ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِبِينَ ، وَاجْعَلْ لَنا فِيْهِ عَوْنا مِنْكَ عَلى ما نَدَبْتَنا إِلَيْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِكَ وَتَقَبَّلَها إِنَّكَ الاَكْرَمُ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ وَالأَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ آمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ (١).

الرابع : يُستَحب أن يأتي أهله وهذا ممّا خص بهِ هذا الشّهر ويكره ذلِكَ في أوائل سائر الشهور (٢).

الخامس : الغسل ، ففي الحديث إنَّ من اغتسل أول لَيلَة مِنهُ لَمْ يصبه الحكّة إلى شَهر رَمَضان من القابل (٣).

السادس : أن يغتسل في نهر جار ويصب عَلى رأسه ثلاثين كفّا مِن الماء ليكون عَلى طَهر معنوي إلى شَهر رَمَضان القابل (٤).

السابع : أن يزور قبر الحُسَين عليه‌السلام لتذهب عَنهُ ذنوبه ويكون لَهُ ثواب الحجّاج والمعتمرين في تِلكَ السنة (٥).

الثامَن : أن يبدأ في الصلاة ألف ركعة الوارد في هذا الشّهر الَّتي مّرت في أواخر القسم الثاني مِن أعمال هذا الشّهر ص ٢٥٤.

التاسع : أن يصلي ركعتين في هذه اللّيلة ، يقرأ في كُل ركعة الحَمد وسورة الانعام ، ويسأل الله تعالى أن يكفيه ويقيه المخاوف والاسقام (٦).

العاشر : أن يدعو بدعاء : اللَّهُمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ ... ، الَّذي ذَكَرناه في آخر لَيلَة مِن شعبان ص ٢٤٠.

الحادي عَشر : أن يرفع يَدَيهِ إذا فرغ مِن صلاة المغرب ويدعو بهذا الدُّعاء المروي في (الاقبال) عَن الإمام الجواد عليه‌السلام : اللَّهُمَّ يا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبِيرَ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ، يا مَنْ

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٦٣ فصل ٤ عن موسى بن جعفر عن ابيه عن جدّه عليهم‌السلام.

٢ ـ وسائل الشيعة ٧ / ٢٥٥ ح ١ من باب ٣٠ من ابواب احكام شهر رمضان.

٣ ـ الاقبال ١ / ٥٦ فصل ١ عن الصادق عليه‌السلام.

٤ ـ ورواه في الاقبال ١ / ٥٥ فصل ١ عن الصادق عليه‌السلام وفيه : طهر الى شهر رمضان من قبل.

٥ ـ الاقبال ١ / ٤٦ فصل ٥ مع زيادات.

٦ ـ الاقبال ١ / ٧٥ فصل ٩ عن الصادق عليه‌السلام مع اختلاف لفظي.

٢٩١

يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وَتُجِنُّ الضَّمِيرُ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ نَوى فَعَمِلَ وَلا تَجْعَلْنا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ وَلا مِمَّنْ هُوَ عَلى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ ، اللَّهُمَّ صَحِّحْ أَبْدانَنا مِنَ العِلَلِ وَأَعِنَّا عَلى ما أَفْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنَ العَمَلِ حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا شَهْرُكَ هذا وَقَدْ أَدَّيْنا مَفْرُوضَكَ فِيْهِ عَلَيْنا ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلى صِيامِهِ وَوَفِّقْنا لِقِيامِهِ وَنَشِّطْنا فِيْهِ لِلصَّلاةِ وَلا تَحْجُبْنا مِنَ القَرأَةِ وَسَهِّلْ لَنا فِيْهِ إِيْتاءَ الزَّكاةِ ، اللَّهُمَّ لا تُسَلِّطْ عَلَيْنا وَصَباً وَلا تَعَباً وَلا سَقْماً وَلا عَطَباً ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنا الاِفْطارَ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ ، اللَّهُمَّ سَهِّلْ لَنا فِيْهِ ما قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِكَ وَيَسِّرْ ما قَدَّرْتَهُ مِنْ أَمْرِكَ وَاجْعَلْهُ حَلالاً طَيِّباً نَقِيّاً مِنْ الاثامِ خالِصاً مِنَ الاصارِ وَالاَجْرامِ اللَّهُمَّ لا تُطْعِمْنا إِلاّ طَيِّباً غَيْرَ خَبِيثٍ وَلا حَرامٍ وَاجْعَلْ رِزْقَكَ لَنا حَلالاً لايَشُوبُهُ دَنَسٌ وَلا أَسْقامٌ. يا مَنْ عِلْمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلْمِهِ بِالاِعْلانِ يا مُتَفَضِّلا عَلى عِبادِهِ بِالاِحْسانِ يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيٍْ عَلِيمٌ خَبِيرٌ أَلْهِمْنا ذِكْرَكَ وَجَنِّبْنا عُسْرَكَ وَأَنِلْنا يُسْرَكَ وَاهْدِنا لِلرَّشادِ وَوَفِّقْنا لِلسَّدادِ وَاعْصِمْنا مِنَ البَلايا وَصُنّا مِنَ الاَوْزارِ وَالخَطايا ، يا مَنْ لا يَغْفِرُ عَظِيمَ الذُّنُوبِ غَيْرُهُ وَلا يَكْشِفُ السُّوءَ إِلاّ هُوَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمَ الاَكْرَمِينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ وَاجْعَلْ صِيامَنا مَقْبُولا وَبِالبِرِّ وَالتَّقْوى مَوْصُولا وَكذلِكَ فَاجْعَلْ سَعْيَنا مَشْكُوراً وَقِيامَنا مَبْرُوراً وَقُرْآنَنا مَرْفُوعاً (١) وَدُعائَنا مَسْمُوعاً وَاهْدِنا لِلْحُسْنى (٢) وَجَنِّبْنا العُسْرى وَيَسِّرْنا لِلْيُسْرى وَأَعْلِ لَنا الدَّرَجاتِ وَضاعِفْ لَنا الحَسَناتِ وَاقْبَلْ مِنِّا الصَّومَ وَالصَّلاةَ وَاسْمَعْ مِنَّا الدَّعَواتِ وَاغْفِرْ لَنا الخَطِيئاتِ وَتَجاوَزْ عَنَّا السَّيِّئاتِ ، وَاجْعَلْنا مِنَ العامِلِينَ الفائِزِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّآلِّينَ حَتّى يَنْقَضِي شَهْرُ رَمَضانَ عَنَّا وَقَدْ قَبِلْتَ فِيْهِ صِيامَنا وَقِيامَنا وَزَكَّيْتَ فِيْهِ أَعْمالَنا وَغَفْرْتَ

_________________

١ ـ وقراءتنا مرفوعة ـ خ ـ.

٢ ـ الحُسنى ـ خ ـ.

٢٩٢

فِيْهِ ذُنُوبَنا وَأَجْزَلْتَ فِيْهِ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصِيبَنا ، فَإِنَّكَ الاِلهُ المُجِيبُ وَالرَّبُّ القَرِيبُ (١) وَأَنْتَ بِكُلِ شَيٍْ مُحِيطٌ (٢).

الثاني عَشر : أن يدعو بهذا الدُّعاء المأثور عَن الصادق عليه‌السلام المروي في كتاب (الاقبال) :

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ ، مُنَزِّلَ القُرْآنَ ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ وأَنْزَلْتَ فِيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرْقانِ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنا صِيامَهُ ، وَأَعِنّا عَلى قِيامِهِ. اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنا وَسَلِّمْنا فِيهِ ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَمُعافاةٍ ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ لِي فِي عُمرِي ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلالِ (٣).

الثالث عَشر : أن يدعو بالدعاء الرابع والأَرْبعين مِن أدعية الصحيفة الكاملة (٤).

الرابع عَشر : أن يدعو بالدعاء الطويل : اللَّهُمَّ إِنَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ ... الخ ، الَّذي رواه السيّد في الاقبال (٥).

الخامس عَشر : يَقول :

اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ. اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ ، وَجَعَلْتَهُ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ فَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِ رَمَضانَ ، وَأَعِنّا عَلى صِيامِهِ وَصَلَواتِهِ وتَقَبَّلْهُ مِنّا. ففي الحديث أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ إذا دَخَلَ شَهر رَمَضان دعا بهذا الدُّعاء (٦).

السادس عَشر : عَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً انه كانَ يدعو في أول لَيلَة مِن شَهر رَمَضان فيقول :

_________________

١ ـ الرّقيب ـ خ ـ.

٢ ـ الاقبال ١ / ٧٦ فصل ١٠.

٣ ـ الاقبال ١ / ٧٨ فصل ١٠.

٤ ـ الصحيفة السجادية الجامعة : ٢٠٩ برقم ١١٥ ، أوّله : الحمد لله الذي هدانا لحمده.

٥ ـ الاقبال ١ / ١١٨ فصل ١٤.

٦ ـ الاقبال ١ / ١٣٧ فصل ١٤ عن ابي عبدالله عليه‌السلام.

٢٩٣

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْرَمَنا بِكَ أَيُّها الشَّهْرُ المُبارَكُ. اللَّهُمَّ فَقَوِّنا عَلى صِيامِنا وَقِيامِنا ، وَثَبِّتْ أَقْدامَنا ، وَانْصُرْنا عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ. اللَّهُمَّ أَنتَ الواحِدُ فَلا وَلَدَ لَكَ ، وَأَنْتَ الصَّمَدُ فَلا شِبْهَ لَكَ ، وَأَنتَ العَزِيزُ فَلا يُعِزُّكَ شَيٌْ وَأَنْتَ الغَنيُّ وَأَنا الفَقِيرُ ، وَأَنْتَ المَوْلى وَأَنا العَبْدُ ، وَأَنْتَ الغَفُورُ وَأَنا المُذْنِبُ ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ وَأَنا المُخْطِيُ ، وَأَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ ، وَأَنْتَ الحَيُ وَأَنا المَيِّتُ ، أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجاوَزَ (١) عَنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ (٢).

السّابع عَشر : قَد مر في الباب الأوّل مِن الكتاب ، استحباب ان يدعو بدعاء الجوشن الكبير في أول لَيلَة مِن رَمَضان ص ١٤٤.

الثامن عَشر : أن يدعو بدعاء الحج الَّذي مرّ في أوّل الشّهر (٣).

التاسع عَشر : ينبغي الاكثار مِن تلاوة القرآن الكَريم إذا دَخَلَ شَهر رمضان وَروي أنَّ الصادق عليه‌السلام كانَ يَقول قبلما يتلو القرآن :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هذا كِتابُكَ المُنْزَلُ مِنْ عِنْدِكَ عَلى رَسُولِكَ مُحمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وَكَلامُكَ النَّاطِقُ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ جَعَلْتَهُ هادِيا مِنْكَ إِلى خَلْقِكَ ، وَحَبْلاً مُتَّصِلاً فِيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبادِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَكِتابَكَ. اللَّهُمَّ فاجْعَل نَظَرِي فِيْهِ عِبادَةً ، وَقِرأَتِي فِيْهِ فِكْراً ، وَفِكْرِي فِيْهِ اعْتِباراً وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ اتَّعَظَ بِبَيانِ مَواعِظِكَ فِيْهِ ، وَاجْتَنَبَ مَعاصِيَكَ ، وَلا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرأَتِي عَلى سَمْعِي ، وَلا تَجْعَلْ عَلى بَصَرِي غِشاوَةً وَلا تَجْعَلْ قِرأَتِي قِرأَةً لا تَدَبُّرَ فِيها بَلْ اجْعَلْنِي أَتَدَبَّرُ آياتِهِ وَأَحْكامَهُ ، آخِذا بِشَرايِعِ دِينِكَ ، وَلا تَجْعَلَ نَظَرِي فِيْهِ غَفْلَةً ، وَلا قِرأَتِي هَذَراً ، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ. ويَقول بَعد ما فرغ من تلاوته :

اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ ما قَضَيْتَ مِنْ كِتابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ الصَّادِقِ صَلَّى الله

_________________

١ ـ في المصدر : وتتجاوز.

٢ ـ الاقبال ١ / ١٤٦ فصل ١٦.

٣ ـ أوّله : اللّهم إنّي بك ومنك أطلب حاجتي.

٢٩٤

عَلَيْهِ وَآلِهِ فَلَكَ الحَمْدُ رَبَّنا. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِلُّ حَلالَهُ ، وَيُحَرِّمُ حَرامَهُ ، وَيُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشابِهِهِ ، وَاجْعَلْهُ لِي أُنْساً فِي قَبْرِي ، وَأُنْساً فِي حَشْرِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تُرَقِّيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأَها دَرَجَةً فِي أَعْلى عِلِّيِّينَ ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ (٢).

اليَوم الأوّل وفيهِ اعمال :

الأول : أن يغتسل في ماء جار ويصّب عَلى رأسه ثلاثين كفا مِن الماء فإن ذلِكَ يورث الامَن مِن جميع الآلآم والاسقام في تلكَ السنة (٣).

الثاني : أن يغسل وجهه بكف من ماء الورد لينجو مِن المذلة والفقر وأن يصّب شيئاً مِنهُ على رأسه ليأمَن مِن السرسام (٤).

الثالث : أن يؤدي ركعتي صلاة أول الشهور والصدقة بَعدهما (٥).

الرابع : أن يصلي ركعتين يقرأ في الأوّلى الحَمد وسورة انّا فتحنا وفي الثّانية الحمد وما شاء مِن السّور ليدرأ الله عنه كُل سوءٍ ويكون في حفظ الله إلى العام القادم (٦).

الخامس : أن يَقول إذا طلع الفَجر :

اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ ، وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلى صِيامِهِ ، وَتَقَبَّلْهُ مِنّا ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا ، وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ (٧).

السادس : أن يدعو بالدعاء الرابع والأَرْبعين مِن أدعية الصحيفة الكاملة إن لَمْ يدع بهِ ليلاً (٨).

_________________

١ ـ ترقيّه : خ.

٢ ـ مكارم الاخلاق ٢ / ١٤٠ ـ ١٤١ فصل ٥. ورواه المفيد في الاختصاص : ١٤١ ، وابن طاووس في الاقبال ١ / ٢٣١ ـ ٢٣٤ فصل ١٠ و ١٢ مع اختلاف في الالفاظ واضافات.

٣ ـ الاقبال ١ / ١٩٣ فصل ١ من باب ٥ عن أميرالمومنين عليه‌السلام مع اختلاف لفظي.

٤ ـ الاقبال ١ / ١٩٣ فصل ١ من باب ٥ عن الصادق عليه‌السلام مع اختلاف لفظي.

٥ ـ الاقبال ١ / ١٩٧ فصل ٤ من باب ٥ عن الباقر عليه‌السلام وهي ركعتان تقرأ في الاولى الحمد مرّة وقل هو الله أحد ثلاثين مرّة وفي الثانية الحمد مرّة وإنّا أنزلناه ثلاثين مرّة ....

٦ ـ الاقبال ١ / ١٩٨ فصل ٤ من باب ٥ عن العالم صلوات الله عليه.

٧ ـ المقنع للصدوق : ١٨٥ ، الكافي ٤ / ٧٤ ، الاقبال ١ / ١٤٦.

٨ ـ أوّله : الحمد لله الّذي هدانا لحمده (الصحيفة الكاملة : ٣٧٤ ، الدعاء ٤٤).

٢٩٥

السابع : قالَ العلامة المجلسي في كتاب (زاد المعاد) روى الكليني والطوسي وغيرهما بسند صحيح عَن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام قالَ : أدع بهذا الدُّعاء في شَهر رَمَضان في أوّل السنة أي اليَوم الأوّل من الشّهر عَلى ما فهمه العلماء ، وقالَ عليه‌السلام مِن دعا الله تعالى خلوا مِن شوائب الاغراض الفاسدة والرياء لَمْ تصبه في ذلِكَ العام فتنة ولا ضلالة ولا آفة يضّر دينه أو بدنه وصانه الله تعالى مِن شر ما يحدث في ذلِكَ العام مِن البلايا وهُوَ هذا الدُّعاء :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دانَ لَهُ كُلُّ شَيٍْ ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي تَواضَعَ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيٍْ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي خَضَعَ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيٍْ ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ ، يا أوَّلَ قَبْلَ كُلِّ شَيٍْ ، وَيا باقِيا (١) بَعْدَ كُلِّ شَيٍْ ، يا الله يا رَحْمنُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجاءَ ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُدِيلُ (٢) الأَعْداءَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي يُسْتَحَقُّ بِها نُزُولُ البَلاِء وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ غَيْثَ السَّماء ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الغِطاء ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الفَناء ، وَاغْفِر لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ ، وَأَلْبِسْنِي دِرْعَكَ الحَصِينَةَ الَّتِي لا تُرامُ ، وَعافِنِي مِنْ شَرِّ ما اُحاذِرُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ فِي مُسْتَقْبَلِ سَنَتِي هذِه. اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ ، وَرَبَّ الأَرْضِينَ السَّبْعِ وَمافِيهِنَّ وَمابَيْنَهُنَّ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ ، وَرَبَّ السَّبْعِ المَثانِي وَالقُرْآنِ العَظِيمِ ، وَرَبَّ إِسْرافِيلَ وَمِيكائِيلَ وَجَبْرائِيلَ ، ورَبَّ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ ، أَسْأَلُكَ بِكَ وَبِما سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ يا عَظِيمُ أَنتَ الَّذِي تَمُنُّ بِالعَظِيمِ ، وَتَدْفَعُ كُلَّ

_________________

١ ـ في زاد المعاد : وباقي ، وفي الكافي والمصباح : ويا باقي ، وفي نسخة من المصباح : ويا باقياً.

٢ ـ تديل : أي تغلب.

٢٩٦

مَحْذُورٍ ، وَتُعْطِي كُلَّ جَزِيلٍ ، وَتُضاعِفُ الحَسَناتِ (١) بِالقَلِيلِ وَبالكَثِيرِ وَتَفْعَلُ ماتَشاءُ يا قَدِيرُ يا الله يا رَحْمنُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَلْبِسْنِي فِي مُسْتَقْبَلِ سَنَتِي هذِهِ سِتْرَكَ ، وَنَضِّرْ وَجْهِي بِنُورِكَ ، وَأَحِبَّنِي بِمَحَبَّتِكَ ، وَبَلِّغْنِي رِضْوانَكَ ، وَشَرِيفَ كَرامَتكَ ، وَجَسِيمَ عَطِيَّتِكَ ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَيْرِ ما عِنْدَكَ وَمِنْ خَيْرِ ما أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَلْبِسْنِي مَعَ ذلِكَ عافِيَتَكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى ، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى ، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَيادافِعَ ماتَشاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ ، يا كَرِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ ، تَوَفَّنِي عَلى مِلَّةِ إِبْراهِيمَ وَفِطْرَتِهِ ، وَعَلى دِينِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَسُنَّتِهِ ، وَعَلى خَيْرِ الوَفاةِ فَتَوَفَّنِي مُوالِيا لاَوْلِيائِكَ ، وَمُعادِيا (٢) لاَعْدائِكَ. اللَّهُمَّ وَجَنِّبْنِي فِي هذِهِ السَّنَةِ كُلَّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يُباعِدُنِي مِنْكَ ، وَاجْلِبْنِي إِلى كُلِّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يُقَرِّبُنِي مِنْكَ فِي هذِهِ السَّنَةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَامْنَعْنِي مِنْ كُلِّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يَكُونُ مِنِّي أَخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ ، وَأَخافُ مَقْتَكَ إِيَّايَ عَلَيْهِ حِذارَ أَنْ تَصْرِفَ وَجْهَكَ الكَرِيمَ عَنِّي فَأَسْتَوْجِبَ بِهِ نَقْصا مِنْ حَظٍّ لِي عِنْدَكَ ، يا رَؤُوفُ يا رَحِيمُ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مُسْتَقْبَلِ سَنَتِي هذِهِ فِي حِفْظِكَ وَفِي جِوارِكَ وَفِي كَنَفِكَ ، وَجَلِّلْنِي سِتْرَ عافِيَتِكَ ، وَهَبْ لِي كَرامَتَكَ ، عَزَّ جارُكَ ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي تابِعاً لِصالِحِي مَنْ مَضى مِنْ أَوْلِيائِكَ ، وَأَلْحِقْنِي بِهِمْ ، وَاجْعَلْنِي مُسَلِّما لِمَنْ قالَ بِالصِّدْقِ عَلَيْكَ مِنْهُمْ وأَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ (٣) أَنْ تُحِيطَ بِي خَطِيئَتِي وَظُلْمِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَاتِّباعِي لِهَوايَ وَاشْتِغالِي بِشَهَواتِي فَيَحُولُ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ فَأَكُونُ مَنْسِيّا عِنْدَكَ ، مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِكَ وَنِقْمَتِكَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْنِي لِكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ تَرْضى بِهِ عَنِّي ، وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ زُلْفى. اللَّهُمَّ كَما كَفَيْتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى

_________________

١ ـ من الحسنات ـ خ ـ.

٢ ـ معادياً : خ.

٣ ـ يا الهي ـ خ ـ.

٢٩٧

الله عَلَيْهِ وَآلِهِ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، وَفَرَّجْتَ هَمَّهُ ، وَكَشَفْتَ غَمَّهُ (١) ، وَصَدَّقْتَهُ وَعْدَكَ ، وَأَنْجَزْتَ لَهُ عَهْدَكَ. اللَّهُمَّ فَبِذلِكَ فَاكْفِنِي هَوْلَ هذِهِ السَّنَةِ وَآفاتِها وأَسْقامَها وَفِتْنَتَها وَشُرُورِها وَأَحْزانَها وَضَيقَ المَعاشِ فِيها ، وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ كَمالَ العافِيَةِ بِتَمامِ دَوامِ النِّعْمَةِ عِنْدِي إِلى مُنْتَهى أَجَلِي ، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنْ أَساءَ وَظَلَمَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ، وَأَسْأَلُكَ (٢) أَنْ تَغْفِرَ لِي ما مَضى مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي حَصَرْتَها حَفَظَتُكَ وَأَحْصَتْها مَلائِكَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَنْ تَعْصِمَنِي إِلهِي (٣) مِنَ الذُّنُوبِ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي إِلى مُنْتَهى أَجَلِي ، يا الله يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ (٤) صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَآتِنِي كُلَّ ماسَأَلْتُكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيْهِ فَإِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلْتَ (٥) لِي بِالاِجابَةِ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٦).

أقول : قَد أورد السيّد هذا الدُّعاء في اللّيلة الأوّلى من هذا الشّهر (٧).

اليَوم السادس : في مثل هذا اليَوم مِن سنة مائتين وواحدة بويع الإمام الرضا عليه‌السلام وذكر السيّد أنّه يصلي فيها شكراً ركعتين يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد سورة الإخلاص خمساً وعَشرين مّرة (٨).

اللّيلة الثّالِثَة عَشرة : هِيَ أُولى الليالي البيض وفيها ثلاثة أعمال :

الأول : الغسل (٩).

الثاني : الصلاة أربع ركعات في كُلِّ ركعة الحمد مرّة والتوحيد خمساً وعَشرينَ مرّة (١٠).

الثالث : صلاة ركعتين قَد مرّ مثلها في اللّيلة الثّالِثَة عَشرة مِن شَهري رجب وشعبان تقرأ في كُلِّ ركعة منها بَعد الفاتحة سورة يَّس وتبارك والملك ولتّوحيد ص ٢٠٨.

اللّيلة الرّابعة عَشرة : تُصلّي مثل ذلِكَ أربع ركعات بسلامين.

وقَد قَدَّمنا عِندَ ذِكر دعاء المُجير أنَّ من دعا بهِ في الأيام البيض مِن شَهر رَمَضان غفر لَهُ ذنوبَه وإن

_________________

١ ـ كربه ـ خ ـ.

٢ ـ وأسألك : خ.

٣ ـ اللّهم : خ.

٤ ـ يا رحيم : خ.

٥ ـ في زاد المعاد : وتطلّفت لي بالاجابة لي ... وفي الكافي والمصباح والاقبال : وتكلفّلت بالاجابة.

٦ ـ زاد المعاد : ١٠١ ، والكليني في الكافي ٤ / ٧٢ ، والطوسي في مصباح المتهجّد : ٦٠٤.

٧ ـ الاقبال ١ / ١١٥ فصل ١٤ من باب ٤.

٨ ـ الاقبال ١ / ٢٦٣ فصل ١١ من باب ١٠.

٩ ـ الاقبال ١ / ٢٨٥ في اوّل باب ١٧.

١٠ ـ البلد الامين : ١٧٦.

٢٩٨

كانَتْ عدد قطر المطر وورق الشجر ورمل البر (١).

اللّيلة الخامِسَة عَشرة : لَيلَة مباركة وفيها أعمال :

الأول : الغسل (٢).

الثاني : زيارة الحسين عليه‌السلام (٣).

الثالث : الصلاة ستّ ركعات بالفاتحة ويَّس وتبارك والتَوحيد (٤).

الرابع : الصلاة مائة ركعة يقرأ في كُلّ ركعة بَعد الفاتحة التَوحيد عَشر مرات. روى الشَيخ المفيد في (المقنعة) عَن أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنَّ مَن أتى بها ارسل الله تعالى إليهِ عَشرة أملاك يدفعون عنه أعداءه من الجنّ والانس ويرسل ثلاثين ملكا عِندَ الموت يؤمنونه مِن النّار (٥).

الخامس : عَن الصّادق عليه‌السلام أنّه قيل لَهُ ما ترى لمن حضر قبر الحسين عليه‌السلام لَيلَة النصف مِن شَهر رَمَضان فقالَ : بخٍ بخٍ ، مَن صلّى عِندَ قبره لَيلَة النّصف مِن شَهر رَمَضان عَشر ركعات مِن بَعد العشاء مِن غير صلاة اللّيل يقرأ في كُلّ ركعة فاتحة الكتاب و (قُلْ هُوَ الله أَحَدْ) عَشر مرّات واستجار بالله مِن النّار كتبه الله عتيقاً مِن النّار ولَمْ يمت حتّى يرى في منامه ملائكة يبشّرونه بالجنّة وملائكة يؤمِّنونه مِن النّار (٦).

يَوم النّصف مِن شَهر رَمَضان : فيهِ كانَت في السّنة الثّانِيَة من الهجرة ولادة الإمام الحَسَن المجتبى عليه‌السلام. وقالَ المفيد فيهِ أيضاً في سنة مائةَ وخمس وتسعين كانَت ولادة الإمام مُحَمَّد التّقي عليه‌السلام ولكن المشهور خلاف ذلِكَ وعَلى أيّ حال فإنّ هذا اليَوم يَوم شريف جداً وللصدقة والبِّر فيه فضل كثير (٧).

اللّيلة السّابِعَة عَشرة : لَيلَة مباركة جداً وفيها تقابل الجيشان في بدر جيش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجيش كفّار قريش وفي يومها كانَت غزوة بدر ونصر الله جيش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى المشركين وكانَ ذلِكَ أعظم فتوح الاسلام ولذلِكَ قالَ علماؤنا يُستَحب الاكثار مِن الصدقة والشّكر في هذا اليَوم وللغسل والعبادة في ليله أيضاً فضل عظيم (٨).

أقول : في روايات عديدة أنَّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ لاصحابِهِ لَيلَة بدر : مَن مِنكُم يَمضي في هذه

_________________

١ ـ تقدّم في ص ١٣٦.

٢ ـ الاقبال ١ / ٢٩٣ في اوّل باب ٩.

٣ ـ الاقبال ١ / ٢٩٣ في اوّل باب ٩.

٤ ـ الاقبال ١ / ٢٨٧ باب ١٧ قبل فصل ١ وليس فيه : سورة تبارك.

٥ ـ المقنعة : ١٧١ ، باب ١٤.

٦ ـ الاقبال ١ / ٢٩٤ باب ١٩.

٧ ـ رواه المفيد في مسارّ الشيعة : ٢٤.

٨ ـ انظر الاقبال ١ / ٣٠١ ـ ٣٠٤ باب ٢١.

٢٩٩

اللّيلة إلى البئر فيستقي لَنا؟ فصمتوا ولَمْ يقدم منهم احدٌ عَلى ذلِكَ. فأخذ أمير المؤمنين عَليه‌ِالسّلام قربة وانطلق يبغي الماء وكانَت لَيلَة ظلماء باردة ذات رياح حتّى ورد البئر وكانَ عميقا مظلما فَلَمْ يجد دلوا يستقي بهِ فنزل في البئر وملأ القربة فأرتقى وأخذ في الرّجوع فعصفت عَليهِ عاصفة جلس عَلى الأَرْض لشدّتها حتّى سكنت فنهض واستأنف المسير وإذا بعاصفة كالأوّلى تعترض طريقه فتجلسه عَلى الأَرْض فلما هدأت العاصفة قامَ يواصل مسيره ، وإذا بعاصفة ثالثة تعصف عَليهِ فجلس عَلى الأَرْض فلما زالت عنه قامَ وسلَكَ طريقه حتّى بلغ النَّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألهُ النَّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالَ : يا أبا الحَسَن لماذا أبطأت فقالَ : عصفت عَلّيَّ عواصف ثلاث زعزعتني فمكثت لكي تزول فقالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهَل علمت ماهِيَ تِلكَ العواصف يا علي. فقالَ عليه‌السلام : لا. فقالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : كانت العاصفة الأولى : جبرئيل ومعه ألف ملَكَ سلَّم عَلَيكَ وسلَّموا. والثّانِيَة : كانت ميكائيل ومعه ألف ملك سلَّم عَلَيكَ وسلَّموا. والثّالِثَة : قَد كانَت إسرافيل ومعه ألف ملك سلَّم عَلَيكَ وسلَّموا ، وكلّهم قَد هبطوا مدداً لَنا.

أقول : إلى هذا قَد أشار مَن قالَ إنّها كانَت لأمير المؤمنين عليه‌السلام ثلاثة آلاف منقبة في لَيلَة واحدة (١) ويشير إليهِ السيّد الحميري في مدحه لَهُ عليه‌السلام في الشعر :

اُقسِمُ بِالله وَآلائِه‌ِ

والمَرْءُ عَمَّا قالَ مَسْؤُولُ

إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِب

عَلى التُّقى والبِرِّ مَجْبُولُ

كانَ إِذا الحَرْبُ مَرَتْها القَنا

وأَحْجَمَتْ عَنْها البَهالِيلُ

يَمْشِي إِلى القِرْنِ وَفِي كَفِّه

أَبْيَضُ ماضِي الحَدِّ مَصْقُولُ

مَشى العَفَرْنا بَيْنَ أَشْبالِه

أَبْرَزَهُ لِلْقَنَصِ الغِيلُ

ذاكَ الَّذِي سلَّمَ فِي لَيلَة

عَلَيْهِ مِيكالٌ وَجِبْرِيلُ

مِيْكالُ فِي أَلْفٍ وَجِبْريلُ فِي

أَلْفٍ وَيَتْلُوهُمْ سَرافِيلُ

لَيْلَةَ بَدْرٍ مَدَداً اُنْزِلُوا

كَأَنَّهُمْ طَيْرٌ أَبابِيلُ (٢)

اللّيلة التّاسِعَة عَشرة : وهِيَ أوّل لَيلَة مَن ليالي القَدر ، ولَيلَة القَدر هِيَ لَيلَة لايضاهيها في الفضل سواها مِن الّليالي والعَمَل فيها خَير مِن عمل ألف شَهر وفيها يقدر شؤون السنة وفيها تنزَّل الملائكة والرّوح الأَعْظَمِ بإذن الله فتمضي إلى إمام العصر عليه‌السلام وتتشرّف بالحضور لديه

_________________

١ ـ انظر مناقب ابن شهر آشوب ٢ / ٢٦٩ و ٢٧٤ ـ ٢٧٥ في محبّة الملائكة إيّاه.

٢ ـ رواه الطبري في بشارة المصطفى : ٥٣.

٣٠٠