مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلى النَّار (١).

التاسع : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من قال في رجب : أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ وَحَدْهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مائة مرة وختمها بالصدقة. ختم الله له بالرحمة والمغفرة ، ومن قال أربعمائة مرة كتب الله له أجر مائة شهيد (٢).

العاشر : وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قال في رجب : لا إِلهَ إِلاّ الله ألف مرة كتب الله له مائة ألف حسنة ، وبنى الله له مائة مدينة في الجنة (٣).

الحادي عشر : في الحديث : من استغفر الله في رجب سبعين مرة بالغداة وسبعين مرة بالعشيّ يقول : أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، فإذا بلغ تمام سبعين مرة رفع يديه وقال : اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ ، فإن مات في رجب مات مرضيّاً عنه ، ولاتمسه النار ببركة رجب (٤).

الثاني عشر : أن يستغفر في هذا الشهر ألف مرة قائلاً : أَسْتَغْفِرُ الله ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ والآثامِ ، ليغفر له الله الرحيم (٥).

الثالث عشر : روى السيد في (الاقبال) فضلا كَثِيراً لقراءة قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ عشرة آلاف مرة أو ألف مرة أو مائة مرة في شهر رجب (٦).

وروى أيضاً : أنّ من قرأ : (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) مائة مرة في يوم الجمعة من شهر رجب كان له يوم القيامة نور يجذبه إلى الجنة (٧).

الرابع عشر : روى السيد أنّ من صام يوما من رجب وصلّى أربع ركعات يقرأ في الأوّلى آية الكرسي مائة مرة ، وفي الثانية (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) مائتي مرة لم يمت إِلاّ وقد شاهد مكانه في الجنة أو يرى له (٨).

الخامس عشر : روى السيد أيضاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ من صلّى يوم الجمعة من رجب أربع ركعات ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وآية الكرسي سبع مرّات و (قل هو الله

_________________

١ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ٢١١ ، فصل ٢٣.

٢ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ٢١٦ ، فصل ٢٤.

٣ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ٢١٦ ، فصل ٢٤.

٤ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ٢١٧ ، فصل ٢٤ وما بين المعقوفات من المصدر.

٥ ـ المراقبات : لميرزا جواد ملكي في اعمال رجب ، ١٠١.

٦ ـ الاقبال ٣ / ٢١٧ فصل ٢٤.

٧ ـ الاقبال ٣ / ٢٠٠ ، فصل ٢٢.

٨ ـ الاقبال ٣ / ٢٠٠ ، فصل ٢٢.

٢٠١

أحد) خمس مرات ثم يقول عشرا : أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ ، كتب الله له من اليوم الذي صلّى فيه هذه الصلاة إلى اليوم الذي يموت فيه بكل يوم ألف حسنة ، وأعطاه بكل آية تلاها مدينة في الجنة من الياقوت الأحمر ، وبكل حرف قصراً في الجنة من الدرّ الأبيض ، وزوجه حور العين ، ورضي عنه بغير سخط ، وكُتب من العابدين ، وختم له بالسعادة والمغفرة ... الخبر (١).

السادس عشر : أن يصوم ثلاثة أيام من هذا الشهر هي : أيام الخميس والجمعة والسبت ، فقد روي : أنّ من صامها في شهر من الأشهر الحرم كتب الله له عبادة تسعمائة عام (٢).

السابع عشر : يصلّي في هذا الشهر ستين ركعة يصلي منها في كل ليلة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و (قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ) ثلاث مرات و (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) مرة واحدة فإذا سلّم رفع يديه إلى السماء وقال :

لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ وَإِلَيْهِ المَصِيرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الاُمِّيِّ وَآلِهِ ، ويمرّر يديه على وجهه.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ من فعل ذلك استجاب الله دعائَه وأعطاه أجر ستين حجة وعمرة (٣).

الثامن عشر : رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ من قرأ في ليلة من ليالي رجب مائة مرة : (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) في ركعتين فكأنما قد صام مائة سنة في سبيل الله ورزقه الله ، في الجنة مائة قصر كل قصر في جوار نبي من الأنبياء عليهم‌السلام (٤).

التاسع عشر : وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً : أنّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد و (قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ) مرة والتوحيد ثلاث مرات غفر الله له ما اقترفه من الاثم ، الخبر (٥).

العشرون : قال العلامة المجلسي في (زاد المعاد) : روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأ في كل يوم من أيام رجب وشعبان ورمضان في كل ليلة منها كلاً من الحمد

_________________

١ ـ رواه ابن طاوس في الاقبال ٣ / ٢٠٠ ، فصل ٢٢.

٢ ـ الاقبال ٢ / ٢١ ، فصل ٥ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف لفظي قليل.

٣ ـ رواه ابن طاوس في الاقبال ٣ / ١٧٩ ، فصل ٨.

٤ ـ الاقبال ٣ / ١٨٠ ، فصل ٨.

٥ ـ الاقبال ٣ / ١٧٩ ، فصل ٨ مع اضافات.

٢٠٢

وآية الكرسي و (قُلْ يا أيُّها الكاِفُرونَ) و (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوُذ بِرَبِّ النَّاسِ) ثلاث مرات ، وقال : سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيّ العَظِيمِ ، وثلاثاً : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وثلاثاً : اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ ، وقال أربعمائة مرة : أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غفر الله له ذنوبه وإن كانت عدد قطر الأمطار وورق الأشجار وزبد البحار ... الخبر (١).

وقال العلامة المجلسي (رض) أيضاً : من المأثور قول : لا إِلهَ إِلاّ الله في كل ليلة من هذا الشهر ألف مرة (٢).

واعلم أنّ أول ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمى ليلة الرغائب وفيها عمل مأثور عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذو فضل كثير ، ورواه السيد في الاقبال والعلامة المجلسي في إجازة بني زهرة. ومن فضله ان يُغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة ، وأنه إذا كان أول ليلة نزوله إلى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق فيقول : (يا حبيبي ، أبشر فقد نجوت من كل شدة! فيقول : من أنت ، فما رأيت أحسن وجها منك ولا سمعت كلاما أحلى من كلامك ولا شَمَمْتُ رائحة أطيب من رائحتك؟ فيقول : يا حبيبي ، أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا ، جئت الليلة لاقضي حقك وأُؤانس وحدتك وأرفع عنك وحشتك ، فإذا نفخ في الصور ظلّلت في عرصة القيامة على رأسك ، فافرح فإنك لن تعدم الخير أبداً. وصفة هذه الصلاة : ان يصوم أول خميس من رجب ثم يصلي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمه ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و (إنا أنزلناه) ثلاث مرات و (قل هو الله أحد) اثنتي عشرة مرة ، فإذا فرغ من صلاته قال سبعين مرة : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الاُمِّيِّ وَعَلى آلِهِ (٣) ، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة : سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوح ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة : رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيُّ الأعْظَمُ ، ثم يسجد سجدة أُخرى فيقول فيها سبعين مرة : سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوح ، ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله (٤).

_________________

١ ـ زاد المعاد : ١٢.

٢ ـ زاد المعاد : ١٢.

٣ ـ اللّهم صلّ على محمّدٍ وآل محمّد ـ خ ـ.

٤ ـ الاقبال ٣ / ١٨٥ فصل ١٠ ، والبحار ١٠٧ / ١٢٦ ، مع اختلاف في الالفاظ.

٢٠٣

واعلم أيضاً أنّ من المندوب في شهر رجب زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام ، ولها في هذا الشهر مزيّة كما أنّ للعمرة أيضاً في هذا الشهر فضل ، وروي : انها تالية الحج في الثواب (١).

واعتمر علي بن الحسين عليهما‌السلام في رجب ، وكان يصلي عند الكعبة عامّة ليله ونهاره ويسجد عامّة ليله ونهاره وكان يسمع منه وهو في السجود :

عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ. [لا يزيد على هذا مدّة مقامه] (٢).

القسم الثاني : في الأعمال الخاصة بليالي أو أيام خاصة من رجب :

الليلة الأولى : هي ليلة شريفة وقد ورد فيها أعمال :

الأول : ان يقول إذا رأى الهلال : اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلّيْنا بِالاَمْنِ وَالاِيْمانِ وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ رَبِّي وَرَبُّكَ الله عَزَّوَجَلَّ (٣).

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان إذا رأى هلال رجب قال : اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ وَأَعِنَّا عَلى الصِيامِ وَالقِيامِ وَحِفْظِ اللّسانِ وَغَضِّ البَصَرِ وَلا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الجُوعَ وَالعَطَشَ (٤).

الثاني : أن يغتسل ، فعن بعض العلماء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه (٥).

الثالث : أن يزور الحسين عليه‌السلام (٦).

الرابع : أن يصلي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) مرة ويسلم بين ركعتين ، ليُحفظ في أهله وماله وولده ويجار من عذاب القبر ويجوز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب (٧).

الخامس : أن يصلي ركعتين بعد العشاء يقرأ في أول ركعة منهما فاتحة الكتاب و (ألم نشرح) مرة و (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) ثلاث مرات ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب و (ألم نشرح) و (قُلْ هُوَ الله أحَدٌ) والمعوّذتين ، فإذا سلّم قال : لا إلهَ إِلاّ الله ثلاثين مرة وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثين مرة ليغفر الله له ذنوبه ويخرج منها كيوم ولدته أُمه (٨).

_________________

١ ـ انظر مصباح المتهجّد : ٨٢١.

٢ ـ الاقبال ٣ / ٢١٨ فصل ٢٦. وما بين المعقوفين منه.

٣ ـ الاقبال ٣ / ١٧٣ فصل ٣.

٤ ـ الاقبال ٣ / ١٧٣ فصل ٣.

٥ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ١٧٣ فصل ٤.

٦ ـ الاقبال ٣ / ٢١٨ فصل ٢٧.

٧ ـ الاقبال ٣ / ١٧٨ فصل ٨ مع اضافات عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٨ ـ الاقبال ٣ / ١٧٨ فصل ٨ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف في الالفاظ.

٢٠٤

السادس : أن يصلّي ثلاثين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و (قل يا أيها الكافرون) مرة وسورة التوحيد ثلاث مرات (١).

السابع : أن يأتي بما ذكره الشيخ في (المصباح) حيث قال : العمل في أول ليلة من رجب ، روى أبو البختري وهب بن وهب عن الصادق عليه‌السلام عن أبيه عن جده عن عليّ عليه‌السلام قال : كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليالٍ في السنة وهي : (أول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلة الفطر ، وليلة النحر (٢).

وروى عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام أنه قال : يستحب أن يدعو بهذا الدعاء أول ليلة من رجب بعد العشاء الآخرة (٣) :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ مُقْتَدِرٌ وَأَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صلى‌الله‌عليه‌وآله يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ الله إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي ، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَالاَئِمَّةِ مِنْ أَهْل بَيْتِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَنْجِح طَلِبَتِي ، ثم تسأل حاجتك (٤).

وروى علي بن حديد قال كان موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل :

لَكَ المَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَلَكَ الحُجَّةُ إِنْ عَصَيْتُكَ لا صُنْعَ لِي وَلا لِغَيْرِي فِي إِحْسانٍ إِلاّ بِكَ ، يا كائِنُ قَبْلَ كُلِّ شَيٍْ وَيا مُكَنِّوَنَ كُلِّ شَيٍْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَدِيلَةِ عِنْدَ المَوْتِ وَمِنْ شَرِّ المَرْجِعِ فِي القُبُورِ وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الأزِفَةِ ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ عَيْشِتي عيْشَةً نَقِيَّةً وَمِيتَتِي مِيتَةً سويَّةً وَمُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً كَرِيماً غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يَنابِيعِ الحِكْمَةِ وَأُولِي النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ العِصْمَةِ وَاعْصِمْنِي بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ ،

_________________

١ ـ الاقبال ٣ / ١٧٧ فصل ٨.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٧٨٩.

٣ ـ عبارة «بعد العشاء الآخرة» ليس في المصباح. وفي المفاتيح كتب فوقها : نسخة.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٧٨٩.

٢٠٥

وَلا تَأْخُذْنِي عَلى غِرَّةٍ وَلا عَلى (١) غَفْلَةٍ ، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ أَعْمالِي حَسْرَةً وَارْضَ عَنِّي فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظَّالِمِينَ وَأَنا مِنَ الظَّالِمِينَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي مالا يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مالا يَنْقُصُكَ فَإِنَّكَ الوَسِيعُ رَحْمَتُهُ البَدِيعُ حِكْمَتُهُ ، وَأَعْطِنِي السِّعَةَ وَالدِّعَةَ وَالاَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَالبُخُوعَ وَالقُنُوعَ والشُّكْرَ وَالمُعافاةَ وَالتَّقْوى وَالصَّبْرَ وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى أَوْلِيائِكَ وَاليُسْرَ وَالشُّكْرَ ، وَاعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّ أَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِيكَ وَمَنْ أَحْبَبْتُ وَأَحَبَّنِي وَوَلَدْتُ وَوَلَدَنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ.

قال ابن اُشيم : هذا الدعاء يعقب الثماني ركعات صلاة الليل قبل صلاة الوتر ثم تصلي الثلاث ركعات صلاة الوتر ، فإذا سلّمت قلت وأنت جالس :

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لاتَنْفدُ خَزائِنُهُ وَلايَخافُ آمِنُهُ ، رَبِّ إِنْ ارْتَكَبْتُ المَعاصِي فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنِّي بِكَرَمِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ وَتَعْفُو عَنْ سَيِّئاتِهِمْ وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ ، وَإِنَّكَ مُجِيبٌ لِداعِيكَ وَمِنْهُ قَرِيبٌ وَأّنا تائِبٌ إِلَيْكَ مِنَ الخَطايا وَراغِبٌ إِلَيْكَ فِي تَوْفِيرِ حَظِّي مِنَ العَطايا ، يا خالِقَ البَرايا يا مُنْقِذِي مِنْ كُلِّ شَدِيدَةٍ (٢) يا مُجِيرِي مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ وَاكْفِنِي شَرَّ عَواقِبَ الاُمُورِ فَأَنْتَ (٣) الله عَلى نَعَمائِكَ وَجَزِيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَلِكُلِّ خَيْرٍ مَذْخُورٌ (٤).

واعلم أنّ لكل ليلة من ليالي هذا الشهر الشريف صلاة خاصة ذكرها علماؤنا ولايسمح لنا المقام نقلها.

اليوم الأول من رجب

وهو يوم شريف وفيه أعمال :

الأول : الصيام ، وقد روى أنّ نوحا عليه‌السلام كان قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه ان يصوموه. ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسير سنة (٥).

_________________

١ ـ على : خ.

٢ ـ شدّة ـ خ ـ.

٣ ـ فإنّك ـ خ ـ.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٧٩٧ ـ ٨٠٠.

٥ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ١٩٢ فصل ١٧ ضمن حديث.

٢٠٦

الثاني : الغسل (١).

الثالث : زيارة الحسين عليه‌السلام. روى الشيخ عن بشير الدهّان عن الصادق عليه‌السلام قال : من زار الحسين بن علي عليهما‌السلام أول يوم من رجب غفر الله له البتة (٢).

الرابع : أن يدعو بالدعاء الطويل المروي في كتاب الاقبال (٣).

الخامس : أن يبتدي صلاة سلمان (قده) ، وهي ثلاثون ركعة يصلّي منها في هذا اليوم عشر ركعات يسلّم بعد كل ركعتين ، ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ، وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات ، فإذا سلم رفع يديه وقال :

لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكَ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ. ثم يقول : اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ ، ثم يمسح بها وجهه.

ويصلي عشراً بهذه الصفة في يوم النصف من رجب ولكن يقول بعد عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ : إِلها وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً.

ويصلي مثلها في آخر أيام الشهر ويقول بعد عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ : وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّة‌َإِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، ثم يمسح وجهه بيده ويسأل حاجته. وهذه صلاة ذات فوائد جمة لا ينبغي التغاضي عنها (٤).

ولسلمان رض أيضاً صلاة أخرى في هذا اليوم : وهي عشر ركعات يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرة والتوحيد ثلاث مرات ، وهي صلاة ذات فضل عظيم فإنها توجب غفران الذنوب والوقاية من فتنة القبر ومن عذاب يوم القيامة ويصرف عَمَّن صلاها الجذام والبرص وذات الجنب (٥).

وروى السيد في (الاقبال) صلاة أخرى لهذا اليوم أيضا ، فراجعه ان شئت (٦).

وفي مثل هذا اليوم من سنة سبع وخمسين كان على بعض الأقوال ولادة الإمام الباقر عليه‌السلام (٧) ، وأما مختاري فيها فهو اليوم الثالث من شهر صفر (٨).

_________________

١ ـ الاقبال ٣ / ١٧٣ فصل ٤.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٨٠١.

٣ ـ الاقبال ٣ / ٢٠٠ فصل ٢٣ وأوّله : اللّهم إنّي أسألك يا الله يا الله يا الله ...

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٨١٨ ـ ٨١٩ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف في الالفاظ واضافات.

٥ ـ الاقبال ٣ / ١٩٨ فصل ٢٢ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف لفظي.

٦ ـ الاقبال ٣ / ١٩٨ فصل ٢٢ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف لفظي.

٧ ـ رواه الصدوق في مستار السبعة المطبوع ضمن مجموعة نفيسة : ٦٩.

٨ ـ كما في كشف الغمّة ٢ / ٣٢٩.

٢٠٧

وفي اليوم الثاني من هذا الشهر على بعض الروايات كانت ولادة الإمام علي النقي عليه‌السلام ، وكان وفاته في الثالث من هذا الشهر سنة مائتين وأربع وخمسين في سرّ من رأى (١).

اليوم العاشر : كان فيه على قول ابن عياش ولادة الإمام محمد التقي عليه‌السلام (٢).

الليلة الثالثة عشرة : إعلم أنه يستحب أن يصلّى في كل ليلة من الليالي البيض من هذه الأشهر الثلاثة : رجب وشعبان ورمضان الليلة الثالثة عشرة منها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة يَّس وتبارك والملك والتوحيد ، ويصلى مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرابعة عشرة ، ويأتي ستّ ركعات مثلها يسلّم بين كل ركعتين منهما في الليلة الخامسة عشرة. فعن الصادق عليه‌السلام : أنّه من فعل ذلك حاز فضل هذه الأشهر الثلاثة وغفر له كل ذنب سوى الشرك (٣).

اليوم الثالث عشر : هو أول الأيام البيض ، وقد ورد للصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل (٤) ، ومن أراد أن يدعو بدعاء أم داود فليبدأ بصيام هذا اليوم.

وكان في هذا اليوم على المشهور ولادة أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ في الكعبة بعد ثلاثين سنة من عام الفيل (٥).

ليلة النصف من رجب

وهي ليلة شريفة وردت فيها أعمال :

الأول : الغسل (٦).

الثاني : إحياؤها بالعبادة كما قال العلاّ مة المجلسي (٧).

الثالث : زيارة الحسين عليه‌السلام (٨).

الرابع : الصلاة ست ركعات التي قد مرت عند ذكر الليلة الثالثة عشرة.

الخامس : الصلاة ثلاثون ركعة يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرّة والتوحيد عشر مرات. وقد روى السيد هذه الصلاة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وروى لها فضلاً كَثِيراً (٩).

السادس : الصلاة اثنتا عشرة ركعة وتسلّم بين كل ركعتين ، تقرأ في كل ركعة كلاً من سور

_________________

١ ـ كما في البحار ٥٠ / ١١٧ ح ٩ عن الكفعمي.

٢ ـ رواه الطوسي في المصباح : ٨٠٥ عن ابن عيّاش.

٣ ـ الاقبال ٣ / ٢٣٠ فصل ٥٠ مع اضافات واختلاف لفظي.

٤ ـ الاقبال ٣ / ٢٣٣ فصل ٥٦.

٥ ـ رواه الحلي في كشف اليقين : ٣١ ، فصل ٢.

٦ ـ زاد المعاد : ١٩.

٧ ـ زاد المعاد : ١٩.

٨ ـ زاد المعاد : ٢٠.

٩ ـ الاقبال ٣ / ٢٣٤ فصل ٥٨.

٢٠٨

الفاتحة والتوحيد والفلق والناس وآية الكرسي وسورة (إنا أنزلناه) أربع مرات ، ثم تسلّم وتقول بعد الفراغ أربع مرات : الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً ، ثم تدعو بما أحببت. وقد روى السيد هذه الصلاة عن الصادق عليه‌السلام بهذه الصفة (١) ولكن الشيخ قال في (المصباح) : روى داود بن سرحان عن الصادق عليه‌السلام قال تصلي ليلة النصف من رجب اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت من الصلاة قرأت بعد ذلك الحمد والمعوّذتين وسورة الاخلاص وآية الكرسي أربع مرات ، وتقول بعد ذلك : سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ أربع مرات ، ثم تقول : الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، وتقول في ليلة سبع وعشرين مثلها (٢).

يوم النصف من رجب

وهو يوم مبارك وفيه أعمال :

الأول : الغسل (٣).

الثاني : زيارة الحسين عليه‌السلام ، فعن ابن أبي نصر أنه قال : سأَلت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام في : أي شهر نزور الحسين عليه‌السلام؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان (٤).

الثالث : صلاة سلمان على نحو مامرّ في اليوم الأوّل.

الرابع : أن يصلّي أربع ركعات ، فإذا سلّم بسط يده وقال :

اللّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيا وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَمُنْشِيَ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ ، وَ (٥) يا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ ؛ أَسْأَلُكَ بِكَيْنُوِنَّيِتَك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ

_________________

١ ـ الاقبال ٣ / ٢٣٢ فصل ٥٤ مع اختلاف لفظي.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٨٠٦.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٨٠٧.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٨٠٧.

٥ ـ يامن : خ.

٢٠٩

الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ.

وفي الحديث : مادعا بهذا الدعاء مكروب إِلاّ نفّس الله كربته (١).

الخامس : دعاء أمّ داود وهو أهم أعمال هذا اليوم ، ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين ، وصفته على ما أورده الشيخ في (المصباح) : هي أنّ من أراد ذلك فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، فإذا كان عند الزوال من اليوم الخامس عشر اغتسل ، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر يحسن ركوعهما وسجودهما ، وليكن في موضع خالٍ لا يشغله شاغل ولايكلّمه إنسان فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وقرأ الحمد مائة مرة وسورة الاخلاص مائة مرة وآية الكرسي عشر مرات ، ثم يقرأ بعد ذلك سورة الانعام وبني إسرائيل والكهف ولقمان ويَّس والصافات وحَّم السجدة وحَّم عسق وحَّم الدخان والفتح والواقعة والملك ونَّ وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى اخر القرآن ، فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة :

صَدَقَ الله العَظِيمُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ الرَّحْمنُِ الرَّحِيمُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ البَصِيرُ الخَبِيرُ ، شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قائِما بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَبَلَّغَتْ رُسَلُهُ الكِرامُ وَأَنا عَلى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ العِزُّ وَلَكَ الفَخْرُ (٢) وَلَكَ القَهْرُ وَلَكَ النِّعْمَةُ وَلَكَ العَظَمَةُ وَلَكَ الرَّحْمَةُ وَلَكَ المَهابَةُ وَلَكَ السُّلْطانُ وَلَكَ البَهاءُ وَلَكَ الاِمْتِنانُ وَلَكَ التَّسْبِيحُ وَلَكَ التَّقْدِيسُ وَلَكَ التَّهْلِيلُ وَلَكَ التَّكْبِيرُ وَلَكَ مايُرى وَلَكَ مالايُرى وَلَكَ مافَوْقَ السَّماواتِ العُلى وَلَكَ ماتَحْتَ الثَّرى وَلَكَ الأَرْضُونَ السُّفْلى وَلَكَ الآخرةُ وَالأوّلى وَلَكَ ماتَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَئِيلَ أَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ وَالقَوِيِّ

_________________

١ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ٢٣٧ فصل ٦٣ عن امير المومنين عليه‌السلام مع اضافات في فضل هذه الصلاة.

٢ ـ ولك الفخر : خ.

٢١٠

عَلى أَمْرِكَ وَالمُطاعِ فِي سَماواتِكَ وَمَحالِّ كَراماتِكَ المُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ النَّاصِرِ لاَنْبِيائِكَ المُدَمِّرِ لاَعْدائِكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مِيكائِيل مَلَكِ رَحْمَتِكَ وَالمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَالمُسْتَغْفِرِ المُعِينِ لاَهْلِ طاعَتِكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى إِسْرافِيلَ حامِلِ عَرْشِكَ وَصاحِبِ الصُّورِ المُنْتَظِرِ لاَمْرِكَ الوَجِلِ المُشْفِقِ مِنْ خِيْفِتكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ العَرْشِ الطَّاهِرينَ وَعَلى السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَهِ الطَّيِّبِينَ وَعَلى مَلائِكَتِكَ الكِرامِ الكاتِبِينَ وَعَلى (١) مَلائِكَةِ الجِنانِ وَخَزَنَةِ النِّيْرانِ وَمَلَكِ المَوْتِ وَالاَعْوانِ يا ذَا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَبِينا آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَأَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى اُمِّنا حَوَّاءَ المُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ المُصَفَّاةِ مِنَ الدَّنَسِ المُفَضَّلَةِ مِنَ الاِنْسِ المُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ القُدْسِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابِيلَ وَشِيثَ وَإِدْرِيسَ وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصالِحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالاَسْباطِ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَأَيُّوبَ وَمُوسى وَهارُونَ وَيُوشَعَ وَمِيشا وَالخِضْرِ وَذِي القَرْنَيْنِ وَيُونُسَ وَإِلْياسَ وَاليَسَعَ وَذِي الكِفْلِ وَطَالُوتَ وَداودَ وَسُلَيْمانَ وَزَكَريَّا وَشَعْيا وَيَحْيى وَتُورَخَ وَمَتّى وَإِرْمِيا وَحَيْقُوقَ وَدانيالَ وَعُزَيْرٍ وَعَيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجِيسَ وَالحَوارِيِّينَ وَالاَتْباعِ وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ (٢) ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ (٣) وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَوْصِياء وَالسُّعَداءِ وَالشُّهداء وَأَئِمَّةِ الهُدى ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىالاَبْدالِ وَالاَوْتادِ وَالسُّيّاحِ وَالعُبّادِ وَالمُخْلِصِينَ وَالزُّهّادِ وَأَهْلِ الجِدِّ وَالاجْتِهادِ ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَأَجْزَلِ كَراماتِكَ وَبَلِّغْ

_________________

١ ـ على : خ.

٢ ـ ولقمان : خ.

٣ ـ وترحّمت ـ خ ـ.

٢١١

رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاما وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفا وَكَرَما حَتّى تُبَلِّغَهُ أَعْلى دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَالاَفاضِلِ المُقَرَّبِينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اُسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَإِلى أَرْواحِهِمْ وَاجْعَلْهُمْ إِخْوانِي فِيكَ وَأَعْوانِي عَلى دُعائِكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَيْكَ وَبِكَرَمِكَ إِلى كَرَمِكَ وَبِجُودِكَ إِلى جُودِكَ وَبِرَحْمَتِكَ إِلى رَحْمَتِكَ وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِكُلِّ ماسَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ ؛ يا الله يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا عَظِيمُ يا جَلِيلُ يا مُنِيلُ يا جَمِيلُ يا كَفِيلُ يا وَكِيلُ يا مُقِيلُ يا مُجِيرُ يا خَبِيرُ يا مُنِيرُ يا مُبِيرُ يا مَنِيعُ يا مُدِيلُ يا مُحِيلُ يا كَبِيرُ يا قَدِيرُ يا بَصِيرُ يا شَكُورُ يا بَرُّ يا طُهْرُ يا طاهِرُ يا قاهِرُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ يا ساتِرُ يا مُحيطُ يا مُقْتَدِرُ يا حَفِيظُ يا مُتَجَبِّرُ يا قَرِيبُ يا وَدُودُ يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ يا مُبْدِيُ يا مُعِيدُ يا شَهِيدُ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا قابِضُ يا باسِطُ يا هادِي يا مُرْسِلُ يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ يا مُعْطِي يا مانِعُ يا دافِعُ يا رافِعُ يا باقِي يا واقِي يا خَلا قُ يا وَهَّابُ يا تَوَّابُ يا فَتَّاحُ يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ يا نَفَّاعُ يا رَؤُفُ يا عَطُوفُ يا كافِي يا شافِي يا مُعافِي يا مُكافِي يا وَفِيُّ يا مُهَيْمِنُ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا نُورُ يا مُدَبِّرُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ يا مُؤْنِسُ يا باعِثُ يا وارِثُ يا عالِمُ يا حاكِمُ يا بادِي يا مُتَعالِى يا مُصَوِّرُ يا مُسّلِّمُ يا مُتَحَجِّبُ يا قائِمُ يا دائِمُ يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ يا جَوادُ يا بارِيُ يا سارُّ يا عَدْلُ يا فاصِلُ يا دَيَّانُ يا حَنَّاُن يا مَنَّانُ يا سَمِيعُ يا بَدِيعُ يا خَفِيرُ يا مُعِينُ (١) يا ناشِرُ يا غافِرُ يا قَدِيمُ يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ يا مُمِيتُ يا مُحْيِي يا نافِعُ يا رازِقُ يا مُقْتَدِرُ (٢) يا مُسَبِّبُ يا مُغِيثُ يا مُغْنِي يا مُقْنِي يا خالِقُ

_________________

١ ـ يا مغيّر ـ خ ـ.

٢ ـ يا مقدّر ـ خ ـ.

٢١٢

يا راصِدُ يا واحِدُ يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ يا شَديدُ يا غِياثُ يا عائِدُ يا قابِضُ ، يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلى يا مَنْ قَرُبَ فَدَنا وَبَعُدَ فَنائَى وَعَلِمَ السِّرَّ وَأَخْفى يا مَنْ إِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَلَهُ المَقادِيرُ وَيا مَنْ العَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَدِيرٌ يا مُرْسِلَ الرِّياحِ يا فالِقَ الاِصْباحِ يا باعِثَ الأَرْواحِ يا ذا الجُودِ وَالسَّماحِ يا رادَّ ماقَدْ فاتَ يا ناشِرَ الاَمْواتِ يا جامِعَ الشَّتاتِ يا رَازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (١) وَيا (٢) فاعِلَ مايَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ وَياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا حَيَّا حِينَ لاحَيَّ يا مُحْيِيَ المَوْتَى يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالاَرْضِ. يا إِلهِي وَسيِّدِي (٣) صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ (٤) عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَفَقْرِي وَانِفْرادِي وَوَحْدَتِي وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاعْتِمادِي عَلَيْكَ وَتَضَرُّعِي. إِلَيْكَ أَدْعُوكَ دُعاءَ الخاضِعِ الذَّلِيلِ الخاشِعِ الخائِفِ المُشْفِقِ البائِسِ المَهينِ الحَقِيرِ الجائِعِ الفَقِيرِ العائِذِ المُسْتَجِيرِ المُقِرِّ بِذَنْبِهِ المُسْتَغْفِرِ مِنْهُ المُسْتَكِينِ لِرَبِّهِ دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ (٥) وَرَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ وَعظُمَتْ فَجِيعَتُهُ ، دُعاءَ حَرِقٍ حَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ بائِسٍ مَسْكِينٍ بِكَ مُسْتَجِيرٍ ، اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بأَنَّكَ مَلِيكٌ وأَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ وَأَنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الشَّهْرِ الحَرامِ والبَيْتِ الحَرامِ وَالبَلَدِ الحَرامِ وَالرُّكْنِ وَالمَقامِ وَالمَشاعِرِ العِظامِ وَبِحَقِّ نِبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ، يا مَنْ وَهَبَ لادَمَ شِيثاً وَلاِبْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ البَّلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ يا رادَّ مُوسى عَلى اُمِّهِ

_________________

١ ـ بغير حساب : خ.

٢ ـ يا : خ.

٣ ـ وسيّدي : خ.

٤ ـ وترحّمت ـ خ ـ.

٥ ـ ونفسه ـ خ ـ.

٢١٣

وَزائِدَ الخِضْرِ فِي عِلْمِهِ وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ وَلِزَكَرِيَّا يَحْيى وَلِمَرْيَمَ عِيسى يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ وَياكافِلَ وَلَدِ اُمِّ مُوسى (١) ؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ وَتُوجِبَ لِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ وَإِحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلَّ حَلَقَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذِينِي وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ وَتُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ وَتُسَهِّلَ لِي كُلَّ عَسِيرٍ وَتُخْرِسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ وَتَكُفَّ عَنِّي كُلَّ باغٍ وَتَكْبِتَ عَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَحاسِدٍ وَتَمْنَعَ مِنِّي كُلَّ ظالِمٍ وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حاجَتِي وَيُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ وَيُثَبِّطَنِي عَنْ عِبادَتِكَ ، يا مَنْ أَلْجَمَ الجِنَّ المُتَمَرِّدِينَ وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطِينَ وَأَذَلَّ رِقابَ المُتَجَبِّرِينَ وَرَدَّ كَيْدَ المُتَسَلِّطِينَ عَنِ المُسْتَضْعَفِينَ ؛ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ماتَشاءُ وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أَنْ تَجْعَلَ قَضاء حاجَتِي فِيما تَشاءُ. ثم اسجد على الأَرْض وعفّر خدّيك وقل :

اللّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ فارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ يا رَبِّ. واجتهد ان تسح عيناك ولو بقدر رأس الذبابة (٢) دموعا ، فإنّ ذلك من علامة الإجابة (٣).

اليوم الخامس والعشرون : في هذا اليوم من سنة مائة وثلاث وثمانين كانت وفاة الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام في بغداد ، وله من العمر خمس وخمسون سنة ، وهو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمد عليهم‌السلام وشيعتهم (٤).

ليلة المبعث

الليلة السابعة والعشرون : هي ليلة المبعث وهي من الليالي المتبرّكة وفيها أعمال :

_________________

١ ـ يا كافل ولد ام موسى عن والدته ـ خ ـ.

٢ ـ الابرة ـ خ ـ.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٨٠٧.

٤ ـ رواه الطبرسي في اعلام الورى

٢١٤

الأول : قال الشيخ في (المصباح) : روي عن أبي جعفر الجواد عليه‌السلام قال إنّ في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّيَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في صبيحتها ، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة. قيل : وما العمل فيها؟

قال : إذا صليت العشاء ثم أخذت مضجعك ثم استيقظت أيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل منتصفه صلّيت اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة خفيفة من المفصّل ، والمفصّل سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى آخر القرآن ، وتسلم بين كل ركعتين ، فإذا فرغت من الصلوات جلست بعد السلام وقرأت الحمد سبعاً والمعوّذتين سبعاً وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون كلاً منها سبعاً وإنا أنزلناه وآية الكرسي كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كله :

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الاَعْلى الاَعْلى الاَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ. ثم ادع بما شئت. ويستحب الغسل في هذه الليلة (١).

وقد مرّت عند ذكر ليلة النصف من رجب صلاة تصلّى أيضاً في هذه الليلة ص ٢٠٩.

الثاني : زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي أفضل أعمال هذه الليلة وله عليه‌السلام في هذه الليلة زيارات ثلاث سنشير إليها في باب الزيارات إن شاء الله ص ٤٧٥.

واعلم أنّ أبا عبد الله محمد بن بطوطة الذي هو من علماء أهل السنة وقد عاش قبل ستة قرون قد أتى بذكر المرقد الطاهر لمولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام في رحلته المعروفة باسمه (رحلة ابن بطوطة) ، عندما ذكر دخوله مدينة النجف الأشرف في عودته من مكة المعظمة ، فقال : وأهل هذه المدينة كلهم رافضيّة ، وهذه الروضة ظهرت لها كرامات منها أنّ في ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى عندهم ليلة المحيا يؤتى إلى تلك الروضة بكل مُقْعَدٍ من العراقين وخراسان وبلاد فارس والروم فيجتمع منهم الثلاثون والأَرْبعون ونحو ذلك ، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلٍّ وذاكر وتالٍ ومشاهد الروضة ، فإذا

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٨١٣.

٢١٥

مضى من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحّاء من غير سوء ، وهم يقولون : لا إِلهَ إِلاّ اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِيُّ وَلِيُّ الله. وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثقات ، ولم أحضر تلك الليلة لكني رأيت بمدرسة الضيّاف ثلاثة من الرجال : أحدهم من ارض الروم ، والثاني من إصبهان ، والثالث من خراسان وهم مُقعدون ، فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنهم لم يدركوا ليلة المحيا وأنهم منتظرون أوانها من عام آخر ، وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد خلق كثير ويقيمون سوقا عظيمة مدة عشرة أيام (١).

أقول : لاتستبعد هذا الحديث فإنّ ما برز من هذه الروضات الشريفة من الكرامات الثابتة لنا عن طريق التواتر تفوق حد الاحصاء ، وهذا شهر شوال من السنة الماضية سنة ألف وثلاثمائة وأربعين قد شاهد الملأ فيه معجزة باهرة غير قابلة للانكار من المرقد الطاهر لإمامنا ثامن الأئمة الهداة وضامن الاُمة العصاة مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) : فثلاث نسوة مُقعدة مصابة بالفالج أو نظائره قد توسلن بهذا المرقد الشريف والأطباء ودكاترة الطب كانت قد أبدت عجزها عن علاجهنّ فبان ما رزقن من الشفاء للملأ ناصعاً كالشمس في السماء الصاحية وكمعجزة انفتاح باب مدينة النجف على اعراب البادية وقد تجلت هذه الحقيقة للجميع فآمن بها على ماحكوا حتى دكاترة الطب الواقفين على ما كنّ مصاباتٍ به من الأسقام فأبدوا تصديقهم لها مع شدة تبينّهم للامر ودقتهم فيه ، وقد سجل بعضهم كتابا يشهد فيه على ما رزقن من الشفاء ولولا ملاحظة الاختصار ومناسبة المقام لاثبت القصة كاملة ، ولقد أجاد شيخنا الحر العاملي في أرجوزته :

وما بَداً من بَركاتِ مَشهدِه

في كُلِّ يومٍ أَمسُهُ مثلُ غَدِهِ

وكشفا العَمى والمَرضى

به إجابةُ الدعاءِ في أعتابهِ (٢)

الثالث : قال الكفعمي في كتاب (البلد الأمين) ، أدع في ليلة المبعث بهذا الدعاء :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَجَلِّي (٣) الأَعْظَمِ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِ وَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرْ لَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ ، اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتِي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها وَبِكَرامَتِكَ أَجْلَلْتَها ،

_________________

١ ـ رحلة ابن بطوطة : ١٢٠.

٢ ـ الانوار البهيّة للشيخ المؤلّف القمّي : ٢٤٨.

٣ ـ بالنّجل ـ خ ـ.

٢١٦

وَبِالمَحَلِّ الشَّرِيفِ أَحْلَلْتَها اللّهُمَّ فَإَنَّا نَسأَلُكَ بِالمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَالسَيِّدِ اللَّطِيفِ وَالعُنْصُرِ العَفِيفِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَجْعَلْ أَعْمالَنا فِي هذِهِ اللَيْلّةَ وَفِي سائِرِ اللَيالِي مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً وَسيِّئاتِنا مَسْتُورَةً وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ القَوْلِ مَسْرُورَةً وَأَرْزاقَنا مِنْ لَدُنْكَ باليُسْرِ مَدْرُورَةً ، اللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى وَلا تُرى وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلى وَإِنَّ إِلَيْكَ الرُّجْعى وَالمُنْتَهى وَإِنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا وَإِنَّ لَكَ الآخرهَ وَالأوّلى ، اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى وَأَنْ نَأْتِيَ ماعَنْهُ تَنْهى ، اللّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَنَسْتّعِيذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ ، وَنَسْأَلُكَ مِنَ الحُورِ العِينِ فَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ وَاجْعَلْ أَوْسَعَ أَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا وَأَحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِ آجالِنا ، وَأَطِلْ فِي طاعَتِكَ وَما يُقَرِّبُ إِلَيْكَ وَيُحْظى عِنْدَكَ وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا وَأَحْسِنْ فِي جَميعِ أَحْوالِنا وَاُمُورِنا مَعْرِفَتَنا وَلا تَكِلَنا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلّيْنا وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِ حَوائِجِنا لِلْدُنْيا وَالآخرهِ وَابْدأ بآبائِنا وَأَبْنائِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا المُؤْمِنِينَ فِي جَمِيعِ ماسَأَلْناكَ لاِنْفُسِنا يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا الذَّنْبَ العَظِيمَ إِنَّهُ لايَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيمُ ، اللّهُمَّ وَهذا رَجَبٌ المُكَرَّمُ الَّذِي كَرَّمْتَنا بِهِ أَوَّلَ أَشْهُرِ الحَرامِ أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الاُمَمِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يا ذا الجُودِ وَالكَرَمِ ، فَأَسأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِ لِشَفاعَتِكَ ، اللّهُمَّ اهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ وَمُلْكٍ جَزِيلٍ فَإنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، اللّهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحِينَ مُنْجِحِينَ غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْنا وَلا ضالِّينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزائِمِ

٢١٧

مَغْفِرَتِكَ وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ ، اللّهُمَّ دَعاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ وَطَلَبَ إِلَيْكَ الطالِبُونَ وَطَلَبْتُ إِلَيْكَ ، اللّهُمَّ أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ وَإِلَيْكَ مُنْتَهى الرَّغْبَةِ وَالدُّعاءِ ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ اليَقِينَ فِي قَلْبِي وَالنُّورَ فِي بَصَرِي وَالنَّصِيحَةَ فِي صَدْرِي وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي وَرِزْقاً وَاسِعاً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَلا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِي وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي وَاجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي وَرَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم اسجد وقل :

الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِمَعْرِفَتِهِ وَخَصَّنا بِولايَتِهِ وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ شُكْراً شُكْراً ، مائة مرة ، ثم ارفع رأسك من السجود وقل :

اللّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُكَ بِحاجَتِي وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِأَئِمَّتِي وَسادَتِي ، اللّهُمَّ انْفّعْنا بِحُبِّهِمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ وَأَدْخِلْنا الجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهمْ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

وقد ذكر السيد هذا الدعاء ليوم المبعث (٢).

اليوم السابع والعشرون : يوم المبعث هو عيد من الأعياد العظيمة وفيه كان بعثة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهبوط جبرئيل عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالرسالة ، ومن الاعمال الواردة فيه :

الأول : الغسل (٣).

الثاني : الصيام ، وهذا اليوم أحد الأيام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بين أيام السنة ، ويعدل صوم هذا اليوم صيام سبعين سنة (٤).

الثالث : الاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد (٥).

_________________

١ ـ البلد الامين : ١٨٣.

٢ ـ الاقبال ٣ / ٢٧٦ فصل ٩٩.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٨١٤.

٤ ـ رواه السيّد في الاقبال ٣ / ٢٧٠ فصل ٩٧ عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام مع اختلاف في اللفظ.

٥ ـ مصباح المتهجّد : ٨٢٠.

٢١٨

الرابع : زيارة النبي وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام (١).

الخامس : قال الشيخ في (المصباح) : روى الرّيان بن الصَّلت قال : صام الجواد عليه‌السلام لما كان ببغداد يوم النصف من رجب ويوم سبع وعشرين منه وصام جميع حشمه وأمرنا ان نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة ،فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً وقل هو الله أحد أربعاً والمعوّذتين أربعاً وقلت أربعاً :

لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، وأربعا : الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وأربعاً : لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (٢).

السادس : روى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح (رض) قال : تصلي في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السور وتتشهد وتسلم وتجلس وتقول بين كل ركعتين :

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي يا صاحِبي فِي شِدَّتِي يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي يا نَجاحِي فِي حاجَتِي يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي يا كافِيَّ فِي وَحْدَتِي يا أنْسِي فِي وَحْشَتِي ، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي ، فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ. فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد والاخلاص والمعوّذتين و (قل يا أيها الكافرون) و (إنا أنزلناه) وآية الكرسي سبع مرات ، ثم تقول : لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله سبع مرات ، ثم تقول سبع مرات : الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وتدعو بما أحببت (٣).

السابع : في (الاقبال) وفي بعض نسخ (المصباح) : أنه يستحب الدعاء في هذا اليوم بهذا الدعاء :

يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ وَضَمَّنَ نَفْسَهُ العَفْوَ وَالتَّجاوُزَ يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ اعْفُ

_________________

١ ـ الاقبال ٣ / ٢٧٤ فصل ٩٩.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٨١٤.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٨١٦.

٢١٩

عَنِّي وَتَجاوَزْ يا كَرِيمُ ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَكْدى الطَّلَبُ وَأَعْيَتِ الحِيلَةُ وَالمَذْهَبُ وَدَرَسَتِ الامالُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً (١) وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدّيْكَ مُتْرَعَةً وَأبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَهً وَالاِسْتِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مُباحَةٌ ، وَأعْلَمُ أَنَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ وَلِلْصَّارِخِ إِلَيْكَ بِمِرْصَدِ إِغاثَةٍ وَأَنَّ فِي اللَّهَفِ إِلى جُوارِكَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضا مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ ، وَأَنَّكَ لاتَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الاَعْمالُ دُونَكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الاِرادَةِ قَلْبِي ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ أَوْ صارِخٍ إِلَيْكَ أَغَثْتَ صَرْخَتَهُ أَوْ مَلْهُوفٍ مَكْرُوبٍ فَرَّجْتَ كَرْبَهُ أَوْ مُذْنِبٍ خاطِيٍ غَفَرْتَ لَهُ أَوْ مُعافىً أَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ أَوْ فَقِيرٍ أَهْدَيتَ غِناكَ إِلَيْهِ وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقُّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ ؛ إِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَضَيْتَ حَوائِجِي حَوائِجَ الدُّنْيا وَالآخرةِ وَهذا رَجَبٌ المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ الذي أكرمتنا به أول أشهر الحرم أكرمتنا به من بين الأمم ، يا ذا الجود والكرم ، فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَتَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِ بِشَفاعَتِكَ ، اللّهُمَّ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصْطَفِينَ وَصَلَواتُهُ (٢) عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، اللّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ وَبِالمَنْزِلِ العَظِيمِ (٣) الاَعْلى أَنْزَلْتَهُ صَلِّ عَلى مَنْ فِيهِ إِلى عِبادِكَ

_________________

١ ـ مشرعةً : أي مفتوحة.

٢ ـ وصلاته ـ خ ـ.

٣ ـ العظيم : خ.

٢٢٠