مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

والواقِع انّ الجُمعة انَّما عُدّت عيداً من الأعياد الأربعة لما سيتفق فيها مِن ظهور الحجّة عليه‌السلام وتطهيره الاَرض من أدران الشّرك والكفر واقذار المعاصي والذنوب ومن الجبابرة والملحدين والكفّار والمنافقين ، فتقر عيُون الخاصّة مِن المؤمنين وتسرّ أفئدتهم باظهاره كلمة الحق ، واعلاِ الدِّين وشرائع الايمان ، وأَشرَقَت الاَرض بِنورِ رَبِّها.

وينبغي في هذا اليَوم ان يدعى بالصلاة الكبيرة ، ويدعى أيضاً بما أمر الرِّضا عليه‌السلام بان يدعى به لصاحب الامر عليه‌السلام : اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ. الدُّعاء (١). وسيأتي هذا الدُّعاء في باب الزّيارات في نهاية أعمال السرداب. وأن يدعى أيضاً بما أملاه الشَّيخ أبو عمرو والعمروي (قدّس الله رُوحه) على أبي علي بن همام ، وقال : ليُدعى به في غيبة القائم من آل مُحَمَّد عَلَيهِ وعَلَيهم السَّلام ، هو دعاء طويل كتلك الصلاة ، ووجيزتنا هذه لا تسعها (٢) ، فاطلبهما من مصباح المتهجد وجمال الأسبوع (٣).

وينبغي ان لانهمل ذِكر الصلاة المنسوبة إلى أبي الحَسَنِ الضرّاب الأصبهاني وقد رواها الشَّيخ والسّيد في أعمال عصر يَوم الجُمعة. وقالَ السَّيِّد : هذهِ الصلاة مروية عَن مَولانا المهدي صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ، وإن تركت تعقيب العصر يَوم الجُمعة لعُذر من الاعذار فلا تترك هذهِ الصلاة ابداً لامر أطلعنا الله جلَّ جلاله عليه ، ثُمَّ ذكر الصلاة بسندها (٤).

وقالَ الشَّيخ في المصباح هذهِ صلاة مرويّة عَن صاحِب الزّمان عليه‌السلام خرجت إلى أبى الحَسَنِ الضّرّاب الأصبهاني بمكّة ونحن لَمْ نذكر سندها رعاية للاختصار وهي :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ المُصْطَفى فِي الضِّلالِ المُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ ، البَريِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ ، المُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ المُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللهِ.

اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ ، وَأَضِيْ نُورَهُ ،

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٩.

٢ ـ لا يخفى أنّ هذا الدعاء سيأتي في ملحقات الكتاب هذا ص ٦٩٨ وأوّله : اللّهمّ عرّفني نفسك.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٤١١.

٤ ـ جمال الاسبوع للسيد ابن طاووس : ٤٩٤.

١٠١

وَبَيِّضْ وَجْهَهُ ، وَأَعْطِهِ الفَضلَ وَالفَضِيلَةَ ، وَالمَنْزِلَةَ وَالوَسِيلَةَ ، وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأولونَ وَالآخرونَ ، وَصَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ المُرْسَلِينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ ، وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ الحُسَيْنِ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرٍ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى مُوسى بنِ جَعفَرٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُوسى إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ علِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصَلِّ عَلى الخَلَفِ الهادي المهديِّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الاَئِمَّةِ الهادِينَ ، العُلَماءِ الصَّادِقِينَ الاَبْرارِ المُتَّقِينَ ، دَعائِمِ دِينِكَ ، وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ ، وَتراجِمَةِ وَحْيِكَ ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَخُلَفائِكَ فِي أَرْضِكَ ، الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ ، وَرَفَعْتَهُمْ فِي مَلَكُوتِكَ ، وَحَفَفْتَهُمْ بِملائِكَتِكَ ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

١٠٢

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً (١) كَثِيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً ، لايُحِيطُ بِها إِلاّ أَنْتَ وَلايَسَعُها إِلاّ عِلْمُكَ ، وَلا يُحْصِيها أَحَدٌ غَيْرُكَ. اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ المُحْيِي سُنَّتَكَ ، القائِمِ بِأَمْرِكَ ، الدَّاعِي إِلَيْكَ ، الدَّلِيلِ عَلَيْكَ ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ.

اللّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ ، وَزَيِّنِ الاَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الحاسِدِينَ ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الكائِدِينَ ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظّالِمِينَ وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الجَبّارِينَ. اللّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ ، وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ ، وَعَدُوِّهِ وَجَمِيعَ أَهْلِ الدُّنْيا ماتُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ماأَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى (٢) مِنْ دِيْنِكَ وَأَحْيِ بِهِ مابُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ ، وَأَظْهِرْ بِهِ ماغُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاُ جَدِيداً خالِصاُ مُخْلَصاُ ، لاشَكَّ فِيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ ، وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ. اللّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ ضَلالَةٍ ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلَّ جائِرٍ ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ ، وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ. اللّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ ، وأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ ، وَاسْتَأْصِلِّ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ ، وَسَعى فِي إِطْفاءِ نُورِهِ ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصْطَفى وَعَلِيٍّ المُرْتَضى ، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، وَالحَسَنِ الرِّضا ، وَالحُسَيْنِ المُصَفَّى ، وَجَمِيعِ الأَوْصِياء مَصابِيحِ الدُّجى ، وَأَعْلامِ الهُدى ، وَمَنارِ التُّقى ، وَالعُرْوَةِ الوُثْقى ، وَالحَبْلِ المَتِينِ والصِّراطِ المُسْتَقِيمِ ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ

_________________

١ ـ زاكية نامية : نسخة.

٢ ـ محي ـ خ ـ.

١٠٣

عَهْدِكَ ، وَالاَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، وَمُدَّ فِي أَعْمارِهِمْ ، وَزِدْ فِي آجالِهِمْ ، وَبَلِّغْهُمْ أَقْصى آمالِهِمْ دِينا وَدُنْيا وَآخِرَةً ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (١).

واعلم أنّ ليلة السّبت هي كليلة الجمعة على بعض الروايات ، فينبغي أن يُقرأ فيها ما يقرأ في ليلة الجمعة.

الفصل الخامس

في تعيين أسماء النَبِّي والائِمَّة المَعصُومين عليهم‌السلام باَيّام الاسبُوع

والزّيارات لهُم في كُلِّ يَوم

قالَ السَّيِّد ابن طاووس في جمال الاسبُوع : رَوى ابن بابويه مُسنداً عَن الصّقر بن أبي دلف قالَ : لما حمل المتوكّل سَيِّدَنا عليّ بن مُحَمَّد النَّقي إلى سُرّ مَنْ رأى جِئت أسأل عَن خبره ، وكانَ سجينا عِندَ الزراقي حاجب المتوكّل ، فأدخلت عَلَيه فقال : يا صقر ما شأنك؟ فقلت : خَير. فقال : اقعد. قال : فأخذنا فيما تقدّم وماتأخّر إلى أن زجر النّاس عَنْه ، ثُمَّ قالَ لي : ما شأنك وفيمَ جئت؟ قلت : لِخَيرٍ ما ، قالَ : لعلّك جِئت تسأل عَن خَبَر مَولاك؟ فقلت لَهُ : مَولاي أَمير المُؤمِنين. قال : اسكت مَولاكَ هُوَ الحَقّ لاتحتشمني فانِّي على مذهَبِكَ ، فقلت : الحَمد لله. فقال أَتُحِبُّ أَن تراه؟ قُلت : نَعَم. قال : اِجلس حَتَّى يخرج صاحِب البريد من عِندِه ، قالَ : فَجَلَسْت فَلَمّا خَرَج قالَ لغُلام لَهُ : خذ بيد الصَّقر وأَدْخلهُ إلى الحُجرة ، وأومأ إلى بَيْت فَدَخلت فإذا هُوَ جالِس على صَدر حصير وَبحذائِه قَبر مَحفُور. وَقالَ فسلمت عَلَيهِ فَرَدَّ علي ، ثُمَّ أَمَرَني بِالجُلوس ، ثُمَّ قالَ لي : يا صقر ، ما أتى بِكَ؟ قُلْت جِئْتُ أتعرَّف خَبَرك. قالَ : ثُمَّ نَظَرت إلى القَبْر فبَكَيت ، فَنَظَر إلى فقال : يا صقر لا عَلَيكَ لَنْ يَصلُوا إِلينا بِسُوءٍ. فقلت : الحَمد للهُ ، ثُمَّ قلت : يا سَيِّدي حديث يروى عَن النَبِّي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا أَعرف مَعناهُ. قالَ : وَما هُوَ؟ قُلت : قوله لاتعادُوا الاَيَّام فتُعاديكُم ما مَعناهُ؟ فَقال : نَعَم ، الاَيَّام نَحنُ ماقامَتِ السَّماوات وَالاَرض ، فَالسَّبْتُ اسْم رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والاَحَّد أَميرالمُؤمِنينَ عليه‌السلام ، والاثنانُ الحَسَنِ والحُسَين عليهما‌السلام ، والثَّلاثاء عَلِيّ بن الحُسَين ومُحَمَّد بن عَلِي وجَعفَر بن مُحَمَّد عليهم‌السلام ، والاَربِعاء مُوسى بن جَعفَر وعَلِي بن مُوسى ومُحَمَّد بن عَلِي وانا ،

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٦ ـ ٤٠٩.

١٠٤

والخَميس ابني الحَسَنِ عليهم‌السلام ، والجُمعة ابن ابني واليه تجتمع عصابة الحَقّ. فهذا معنى الاَيَّام فلا تُعادوهم في الدُّنيا فيُعادوكُم في الآخرة. ثُمَّ قالَ : وَدِّعْ واخرُج. ثُمَّ رَوى السَّيِّد هذا الحديث بسند آخر عَن القطب الراوندي ، ثُمَّ قالَ (١) :

ذكر زيارةِ النَّبِّي صلى‌الله‌عليه‌وآله

في يومه وَهُوَ يَوم السَّبت

أَشهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُهُ ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحْتَ لاُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِينَ ، وَغَلَظْتَ عَلى الكافِرِينَ ، وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصا حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ ، فَبَلَغ الله بِكَ أَشرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ ، وَأَنْبيائِكَ وَالمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالاَرَضِينَ ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبِّ العالَمِينَ منَ الأولينَ وَالآخِرِينَ ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِك وَرَسُولِكَ ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ ، وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ ، وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وأَعْطِهِ الفَضْلَ وَالفَضِيلَةَ وَالوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخرونَ. اللّهمَّ إِنَّكَ قُلتَ : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنَفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً) (٢) ، إِلهي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها لِي ، يا سَيِّدَنا أَتَوَجَّهُ بِكَ وَبأَهْلِ بَيْتِكَ إِلى

_________________

١ ـ جمال الاسبوع : ٢٥ ، فصل ٣. مع اختلاف قليل من بعض الالفاظ.

٢ ـ النساء : ٤ / ٦٤.

١٠٥

الله تَعالى رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي.

ثُمَّ قُلْ ثلاثاً : إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. ثُمَّ قُلْ : اُصِبْنا بِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِنا ، فَما أعْظَمَ المُصِيبَةَ بِكَ؟! حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الوَحْيُ ، وَحَيْثُ فَقَدْناكَ ، فإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللهِ ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرينَ (١) ، هذا يَومُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ ، وَأَنا فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ ، فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ ، وَمأْمُورٌ بِالاِجارَةِ ، فَأَضِفْنِي وَأَحْسِنْ ضِيافَتِي ، وَأَجِرْنا وَأَحْسِنْ إِجارَتَنا ، بِمَنْزِلَةِ الله عِنْدَك وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ ، وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ ، فَإِنَّه أَكْرَمُ الاَكْرَمِينَ (٢).

يقولُ مؤلّف الكتاب عبّاس القُمِّي عفي عنهُ : إِنِّي كلّما زرته صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الزّيارة بَدَأت بزيارته على نحو ما علّمه الإمام الرِّضا عليه‌السلام البزنطي ، ثُمَّ قرأت هذهِ الزّيارة. فَقَد رُوي بسند صحيح أنَّ ابن أبي بصير سأل الرِّضا عليه‌السلام كَيفَ يصَلِّى علىالنَّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويسلِّم عَلَيهِ بعد الصلاة فاجابَ عليه‌السلام : تقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوُلُ اللهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاُمَّتِكَ ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَعَبَدْتَهُ حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ ، فَجَزاكَ الله يا رَسُولَ الله أَفْضَلَ ماجَزى نَبِيّا عَنْ أُمَّتِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٣).

_________________

١ ـ الطيبين ـ خ ـ.

٢ ـ رواه السيّد ابن طاووس في جمال الاسبوع : ٢٩ ، فصل ٣.

٣ ـ رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ٥٨ ، باب ٣ ، وفيه : قال : قلت : كيف السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند قبره؟ فقال : تقول : السلام على رسول الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا محمّد بن عبدالله ...

١٠٦

زيارة أَميرِ المُؤمِنين عليه‌السلام

بروايةِ مَنْ شاهد صاحِب الزّمان عليه‌السلام وَهُوَ يزُوره بها في اليقظة لا في النّوم ، يَوم الاَحَّد وَهُوَ يَومُه :

السَّلامُ عَلى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ ، وَالدَّوْحَةِ الهاشِمِيَّةِ ، المُضِيئَةِ المُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ المُونِقَةِ (١) بِالإمامةِ ، وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ عليهما‌السلام.

السّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى المَلائِكَةِ المُحْدِقِينَ بِكَ وَالحافِّينَ بِقَبْرِكَ. يا مَوْلايَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ، هذا يَومُ الاَحَّدِ ، وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِإِسْمِكَ ، وَأَنا ضَيْفُكَ فِيهِ وَجارُكَ ، فَأَضِفْنِي يا مَوْلايَ ، وَأَجِرْنِي فإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ ، وَمَأْمُورٌ بِالاِجارَةِ فَافْعَلْ مارَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ ، وَرَجَوْتُهٌ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللهِ ، وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) وسلّم وعَلَيْهِمْ (٣) أَجْمَعِينَ (٤).

زِيارة الزَّهراءِ (سَلامُ الله عَليها) :

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ ، إِمْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً ، أَنا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما أَتَى بِهِ أَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ الله عَلَيْهِما ، وَأَنا أَسْألُكِ إِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إِلاّ أَلْحَقْتِيِني بِتَصْدِيقِي لَهُما ، لِتُسِرَّ نَفْسِي ، فَاشْهَدِي أَنِّي طاهِرٌ (٥) بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ (٦).

_________________

١ ـ المونعة ـ خ ـ.

٢ ـ وآله : خ.

٣ ـ وعليكم ـ خ ـ.

٤ ـ جمال الاسبوع : ٣٠ ، فصل ٣.

٥ ـ ظاهر ـ خ ـ.

٦ ـ جمال الاسبوع : ٣٢ ، فصل ٣.

١٠٧

أيضاً زِيارتُها عليها‌السلام بِرواية اُخرى

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ ، إِمْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ ، وَكُنْتِ لِما امْتَحَنَكِ بِهِ صابِرَةً ، وَنَحْنُ لَكِ أَوْلِياء مُصَدِّقُونَ ، وَلِكُّلِ ما أَتى بِهِ أَبُوكِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَتى بِهِ وَصِيُّهُ عليه‌السلام مُسَلِّمُونَ ، وَنَحْنُ نَسأَلُكَ اللّهُمَّ إِذْ كُنّا مُصَدِّقِينَ لَهُمْ ، أَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْدِيقِنا بِالدَّرَجَةِ العالِيَةِ ، لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِهِمْ عليهم‌السلام (١).

يَوم الاثنَين

وَهُوَ بِاِسِم الحَسَنِ والحُسَين عليهما‌السلام

زِيارة الحَسَنِ عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَليْكَ يا أبْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللهِ ، السَّلامُ عَليْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَرُّ الوَفيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها القائِمُ الاَمِينُ ، السَّلامُ عَليْكَ أَيُّها العالِمُ بِالتَّأْوِيلِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الهادِي المَهديُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطّاهِرُ الزَّكيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها التَّقيُّ النَّقيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحَقُّ الحَقِيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (٢).

_________________

١ ـ جمال الاسبوع : ٣٢ ، فصل ٣.

٢ ـ جمال الاسبوع : ٣٢ ، فصل ٣.

١٠٨

زِيارَة الحُسَين عليه‌السلام

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ رَسُولِ اللهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصا ، وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنِّي مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ ، وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، أَنا يا مَوْلايَ مَوْلىً لَكَ وَلآلِ بَيْتِكَ ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، مُؤْمِنٌ بِسرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ. لَعَنَ الله أَعْدائَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَأَنا أَبْرَأُ إِلى الله تَعالى مِنْهُمْ. يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ ، يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ الله هذا يَوْمُ الاثْنَيْنِ ، وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمِكُما وَأَنا فِيهِ ضَيْفُكُما فَأَضيفانِي وَأَحسِنا ضِيافَتِي ، فَنِعْمَ مَنْ اُسْتُضِيفَ بِهِ أَنْتُما ، وَأَنا فِيهِ مِنْ جِوارِكُما فَأَجِيرانِي ، فَإِنَّكُما مَأمُورانِ بِالضِّيافَةِ وَالاِجارَةِ ، فَصَلَّى الله عَلَيْكُما وَآلِكُما الطَّيِّبِينَ (١).

يَوم الثِّلاثاء

وَهُوَ باسم عَلِي بن الحُسَين ومُحَمَّد بن عَلِيّ الباقِر وجَعفَر

بن مُحَمَّد الصّادق صَلَواتُ الله عَلَيهِم أَجمعين

زيارتهم عليهم‌السلام

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزَّانَ عِلْمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْيِ اللهِ ، السَّلامُ عَليْكُمْ يا أئِمَّةَ الهُدى ، السَّلامُ عَلَيْكُم يا أعْلامَ التُّقى ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أوْلادَ رَسُولِ اللهِ ، أَنا عارِفٌ بِحَقِّكُمْ ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ مُعادٍ لاَعْدائِكُمْ مُوالٍ لاَوْلِيائِكُمْ ، بِأَبِي أَنْتُم وَاُمِّي ،

_________________

١ ـ جمال الاسبوع : ٣٣ ، فصل ٣.

١٠٩

صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ. اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوالى آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرءُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ وَأَكْفُرُ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزَّى ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ يا مَوالِيَّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ العابِدِينَ ، وَسُلالَةَ الوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صادِقا مُصَدَّقا فِي القَوْلِ وَالفِعْلِ ، يا مَوالِيَّ هذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلاثاءِ ، وَأَنا فِيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِمَنْزِلَةِ الله عِنْدَكُمْ ، وَآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

يَوم الاَربِعاء

وَهُوَ باسم موسى بن جعفر وعلي بن موسى الرِّضا

ومُحَمَّد التَّقي وعَلِيّ النَّقي

زيارتهم عليه‌السلام

السَّلامُ عَلَيْكُم يا أوْلِياء اللهِ ، السَّلاُمُ عَلَيْكُم يا حُجَجَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمْ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَاُمِّي ، لَقَدْ عَبَدْتُمْ الله مُخْلِصِينَ ، وَجاهَدْتُمْ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتاكُمْ اليَقِينُ ، فَلَعَنَ الله أَعْدائكُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ أَجْمَعِينَ ، وَأَنا أَبْرَُ إِلى الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ. يا مَوْلايَ يا أبا إِبْراهِيمَ مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ ، يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيّ بْنَ مُوسى ، يا مَولايَ يا أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ، أَنا مَوْلىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَومُ الاَرْبِعاءِ ، وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ. (٢)

_________________

١ ـ جمال الاسبوع : ٣٤ ، فصل ٣.

٢ ـ جمال الاسبوع : ٣٥ ، فصل ٣.

١١٠

يَومُ الخَميس

وَهُوَ يَومُ الحَسَنِ بن عَلِي العسكَري (صَلَواتُ الله عَلَيهِما)

فَقُل في زيارته عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَخالِصَتَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ المُؤْمِنِينَ ، وَوارِثَ المُرْسَلِينَ ، وَحُجَّةَ رَبِّ العالَمِينَ. صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ ، أَنا مَولىً لَكَ وَلالِ بَيْتِكَ ، وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الخَمِيسِ ، وَأَنا ضَيْفُكَ فِيهِ وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فِيهِ ، فَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَإِجارَتِي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ (١).

يَومُ الجُمعة

وَهُوَ يَومُ صاحِب الزَّمان (صَلَواتُ الله عَلَيهِ) وباسمهِ وَهُوَ اليَوم

الذي يظهر فيه عجَّلَ الله فرجَهُ ، فَقُل في زيارته عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الله فِي خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ المُهتَدونَ ويُفَرَّجُ بِهِ عَنِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُهَذَّبُ الخائِفُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَليُّ النّاصِحُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ النَّجاةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الحَياةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ، عَجَّلَ الله لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الاَمْرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ أَنا مَوْلاكَ عَارِفٌ بِاُولاكَ واُخْراكَ. أَتَقَرَّبُ إِلى الله تَعالى بِكَ وَبِآلِ

_________________

١ ـ جمال الاسبوع : ٣٦ ، فصل ٣.

١١١

بَيْتِكَ ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الحَقِّ عَلى يَدَيْكَ ، وَأَسْأَلُ الله أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ المُنْتَظِرِينَ لَكَ وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلى أَعْدائِكَ ، وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي جُمْلَةِ أَوْلِيائِكَ ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ ، هذا يَوْمُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ المُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ ، وَالفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدَيْكَ (١) ، وَقَتْلُ الكافِرِينَ بِسَيْفِكَ ، وَأَنا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ ، وَأَنْتَ يا مَولايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلادِ الكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالاِجارَةِ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ (٢).

قالَ السَّيِّد ابن طاووس : وأَنا اتمثَّل بعد هذهِ الزيارة بهذا الشِعر وأشير اليهِ عليه‌السلام وأقول :

نَزيلُكَ حَيْثُ مااتَّجَهْتُ رِكابي

وَضَيْفُكَ حَيْثُ كُنْتُ مِنَ البِلادِ (٣)

الفَصلُ السَّادِس

في ذِكر نبذ مِنَ الدَّعَواتِ المَشهُورة

مِن تِلكَ الدَّعوات ..

دُعاءُ الصَّباح لأمير المؤمنين عليه‌السلام

وَهُوَ هذا الدُّعاء :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجهِ ، وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ المُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ ، وَأَتْقَنَ صُنْعَ الفَلَكِ الدَّوّارِ فِي مَقادِيرِ تَبَرُّجِهِ ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ ، يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ ، وَجَلَّ عَنْ مُلائَمَةِ

_________________

١ ـ في جمال الاسبوع : «يَدك».

٢ ـ جمال الاسبوع : ٣٧ ، فصل ٣.

٣ ـ جمال الاسبوع : ٣٨ ، فصل ٣.

١١٢

كَيْفِيّاتِهِ. يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ العُيُونِ ، وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ، يا مَنْ أَرْقَدَنِي فِي مِهادِ أَمْنِهِ وَأَمانِهِ ، وَأَيْقَضَنِي إِلى ما مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسانِهِ ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلى الدَّلِيلِ إِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الاَلْيَلِ ، وَالماسِكِ مِنْ أَسْبابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الاَطْوَلِ ، والنَّاصِعِ الحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الكاهِلِ الاَعْبَلِ ، وَالثَّابِتِ القَدَمِ عَلى زَحالِيفِها فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ وَعَلى آلِهِ الاَخْيارِ المُصْطَفِينَ الاَبْرارِ ، وَافْتَحِ اللّهُمَّ لَنا مَصارِيعَ الصَّباحِ بِمَفاتِيحِ الرَّحْمَةِ وَالفَلاحِ ، وَأَلْبِسْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الهِدايَةِ وَالصَّلاحِ ، وَأَغْرِسِ اللّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِي شِرْبِ جَنانِي يَنابِيعَ الخُشُوعِ ، وَأَجْرِ اللّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ آماقِي زَفَراتِ الدُّمُوعِ ، وَأَدِّبِ اللّهُمَّ نَزَقَ الخُرْقِ مِنِّي بِأَزِمَّةِ القُنُوعِ ، إِلهِي إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِيقِ فَمَنِ السَّالِكُ بِي إِلَيْكَ فِي وَاضِحِ الطَّرِيقِ؟ وَإِنْ أَسْلَمَتْنِي أَناتُكَ لِقائِدِ الامَلِ وَالمُنى فَمَنِ المُقِيلُ عَثَراتِي مِنْ كَبَواةِ الهَوى؟ وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ ، فَقَدْ وَكَلَنِي خِذْلانُكَ إِلى حَيْثُ النَّصَبِ وَالحِرْمانِ. إِلهِي أَتَرانِي ماأَتَيْتُكَ إِلاّ مِنْ حَيْثُ الامالِ ، أَمْ عَلِقْتُ بَأَطْرافِ حِبالِكَ إِلاّ حِيْنَ باعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دارِ (١) الوِصالِ ، فَبِئْسَ المَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتُ نَفْسِي مِنْ هَواها ، فَواها لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها! وَتَبَّا لَها لِجُرأَتِها عَلى سَيِّدِها وَمَوْلاها! إِلهِي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائِي ، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوائِي ، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرافِ حِبالِكَ أَنامِلَ وَلائِي ، فَاصْفَحِ اللّهُمَّ عمَّا كُنتُ (٢) أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطائِي ، وَأَقِلْنِي مِنْ صَرْعَةِ رِدائِي (٣) ، فإِنَّكَ سَيِّدِي وَمَوْلاي وَمُعْتَمَدِي وَرَجائِي ، وَأَنْتَ غايَةُ مَطْلُوبِي ، وَمُنايَ فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ. إِلهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِينا إِلْتَجأَ إِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِبا؟ أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلى جَنابِكَ

_________________

١ ـ عن ضربة : نسخة.

٢ ـ كان ـ خ ـ.

٣ ـ في خ وفي البحار : «دآئي».

١١٣

ساعِيا (١)؟ أَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمآنا وَرَدَ إِلى حِياضِكَ شارِبا؟! كَلا ، وَحِياضُكَ مُتْرَعَةٌ فِي ضَنْكِ المُحُولِ ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلْطَّلَبِ وَالوُغُولِ ، وَأَنْتَ غايَةُ المَسؤُولِ (٢) ونِهايَةُ المَأْمُولِ! إِلهِي هذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِكَ ، وَهذِهِ أَعْباء ذُنُوبِي دَرَأْتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَهذِهِ أَهْوائِي المُضِلَّةُ وَكَلْتُها إِلى جَنابِ لُطْفِكَ وَرَأفَتِكَ فَاجْعَلِ اللّهُمَّ صَباحِي هذا نازِلا عَلَيَّ بِضِياءِ الهُدى وَبِالسَّلامَةِ (٣) فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا ، وَمَسائِي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ العِدى (٤) وَوِقايَةً مِنْ مُرْدِياتِ الهَوى ، إِنَّكَ قادِرٌ عَلى ماتَشاءُ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ ، وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ ، بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ ، تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ، وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ، وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، سُبْحانَكَ ، اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، مَنْ ذا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخافُكَ ، وَمَنْ ذا يَعْلَمُ ما أَنْتَ فَلا يَهابُكَ. أَلَّفْتَ بِقُدْرَتِكَ الفِرَقَ ، وَفَلَقْتَ بِلُطْفِكَ الفَلَقَ ، وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَياجيَ الغَسَقِ ، وَأَنْهَرْتَ المِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخِيدِ عَذْباً وَاُجاجاً ، وَأَنْزَلْتَ مِنَ المُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهّاجاً ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تُمارِسَ فِيما ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً ، فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالعِزِّ وَالبَقاءِ ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالمَوْتِ وَالفَناءِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتْقِياءِ ، وَاسْمَعْ نِدائِي ، وَاسْتَجِبْ دُعائِي ، وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجائِي ، يا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الضُّرِ ، وَالمَأْمُولِ لِكُلِ (٥) عُسْرٍ وَيُسْرٍ ، بِكَ أَنْزَلْتُ حاجَتِي فَلا تَرُدَّنِي مِنْ سَنِيِّ (٦) مَواهِبِكَ خائِباً ، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ (٧) ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ ، وَصَلَّى الله عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ. ثُمَّ اسجد وَقُلْ :

_________________

١ ـ في البحار وخ : «صاقباً».

٢ ـ السُّؤل ـ خ ـ.

٣ ـ والسّلامة : خ.

٤ ـ الاعداء : خ.

٥ ـ في كلِّ ـ خ ـ.

٦ ـ باب ـ خ ـ.

٧ ـ في نسخة من البحار : «يا كريم لا حولَ ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم».

١١٤

ِ إلهِي قَلْبِي مَحْجُوبٌ ، وَنَفْسِي مَعْيُوبٌ ، وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ ، وَهُوَائِي غالِبٌ ، وَطاعَتِي قَلِيلٌ ، وَمَعْصِيَتِي كَثِيرٌ ، وَلِسانِي مُقِرُّ بِالذُّنُوبِ ، فَكَيْفَ حِيلَتِي يا سَتَّارَ العُيُوبِ ، وَيا عَلامَ الغُيُوبِ ، وَياكاشِفَ الكُرُوبِ ، إِغْفِر ذُنُوبِي كُلَّها بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، يا غَفّارُ يا غَفّارُ يا غَفّارُ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ (١).

أقول : قد أورد العلامة المجلسي رض هذا الدُّعاء في كتابي الدُّعاء والصلاة من (البحار) وذيله في كتاب الصلاة بشرح وتوضيح ، وقالَ : إنّ هذا الدُّعاء من الأدعية المشهورة ، ولَمْ أَجده في المعتبرة إلّا في المصباح السيد ابن باقي رحمة الله عليه. وقالَ أيضاً : والمشهور قراءته بعد فريضة الفجر ، وابن الباقي رواه بعد النافلة والكلّ حسن.

دُعاء كميل بن زياد (رض)

وَهُوَ من الدّعوات المعروفة. قالَ العلاّمة المجلسي (رض) : إنّه أفضل الأدعية ، وَهُوَ دعاء الخضر عليه‌السلام وقد علّمه أمير المؤمنين عليه‌السلام كميلاً ، وَهُوَ من خواص أصحابه ، ويدعى به في ليلة النصف من شعبان ، وليلة الجُمعة ، ويجدي في كفاية شرّ الأعداء ، وفي فتح باب الرزق ، وفي غفران الذُّنوب. وقد رواه الشَّيخ والسَّيِّد كلاهما ، وانا أرويه عَن كتاب (مصباح المتهجِّد) وَهُوَ هذا الدُّعاء :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْ‏ءٍ وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْ‏ءٍ وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لاَ يَقُومُ لَهَا شَيْ‏ءٌ وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلاَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِوَجْهِكَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ (٢) أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ

_________________

١ ـ رواه البحار ٨٧ / ٣٣٩ ح ١٩ وفي ج ٩٤ / ٢٤٣ ح ١١ ، عن كتاب الاختيار للسيّد ابن الباقي.

٢ ـ غلبت ـ خ ـ.

١١٥

الْعِصَمَ (١).‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاَءَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ‏ وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ‏ أَنْ تُسَامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجْعَلَنِي بِقِسْمِكَ رَاضِياً قَانِعاً وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَوَاضِعاً. اللهم وأسألك سؤال من اشتدّت فاقته ، وأنزل بك عند الشدائد حاجته ، وعظم فيما عندك رغبته. اللهم عظم سلطانك. وعلا مكانك ، وخفي مكرك ، وظهر أمرك ، وغلب

_________________

١ ـ في معاني الاخبار للشيخ الصدوق : ٢٧٠ باب ١٢٧ ح ٢ عن ابي خالد الكابلي يقول : سمعت زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول : الذنوب التي تغيّر النعم : البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير ، واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر قال الله عز وجلّ : (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم) (الرعد : ١٢) والذنوب التي تورّث الندم : قتل النفس التي حرّم الله. قال الله تعالى : (ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله) (المائدة : ٣٤). وقال عزّ وجلّ في قصّة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسوّلت له نفسه قتل أخيه فقتله (فأصبح من النادمين) (الإسراء : ٣٢) وترك صلة القرابة حتّى يستغنوا ، وترك الصلاة حتّى يخرج وقتها ، وترك الوصيّة وردّ المظالم ، ومنع الزكاة حتّى يحضر الموت وينغلق اللّسان. والذنوب التي تنزل النقم : عصيان العارف بالبغي والتطاول على الناس ، والاستهزاء بهم والسخرية منهم. والذنوب التي تدفع القسم : اظهار الافتقار ، والنوم عن العتمة ، وعن صلاة الغداة واستحقار النعم ، وشكوى المعبود عزّ وجلّ ، والذنوب التي تهتك العصم : شرب الخمر والعب بالقمار ، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح ، وذكر عيوب الناس ، ومجالسة أهل الريب. والذنوب التي تنزل البلاء : ترك إغاثة الملهوف ، وترك معاونة المظلوم ، وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والذنوب التي تديل الأعداء : المجاهرة بالظلم ، وإعلان الفجور ، وإباحة المحظور ، وعصيان الأخيار ، والانطباع للأشرار. والذنوب التي تُعجّل الفناء : قطيعة الرحم ، واليمين الفاجرة ، والأقوال الكاذبة ، والزنا ، وسدّ طريق المسلمين ، وادّعاء الإمامة بغير حق. والذنوب التي تقطع الرجاء : اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله ، والتكذيب بوعد الله عزّ وجلّ. والذنوب التي تظلم الهواء : السحر والكهانة ، والإيمان بالنجوم ، والتكذيب بالقدر ، وعقوق الوالدين. والذنوب التي تكشف الغطاء : الاستدانة بغير نيّة الأداء ، والإسراف في النفقة على الباطل ، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام ، وسوء الخلق ، وقلة الصبر ، واستعمال الضجر والكسل ، والاستهانة بأهل الدين. والذنوب التي تردّ الدعاء : سوء النية ، وخُبث السريرة ، والنفاق مع الإخوان ، وترك التصديق بالإجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها ، وترك التقرّب إلى الله عزّ وجلّ بالبرِّ والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول. والذنوب التي تحبس غيث السماء : جور الحكّام في القضاء ، وشهادة الزور ، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون ، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة ، وظلم اليتيم والأرملة ، وانتهار السائل وردّه بالليل.

١١٦

قهرك ، وجرت قدرتك ، ولا يمكن الفرار من حكومتك. اللهم لا أجد لذنوبي غافراًوَ لاَ لِقَبَائِحِي سَاتِراً وَلاَ لِشَيْ‏ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي‏ وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَ‏ اللَّهُمَّ مَوْلاَيَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ‏ وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلاَءِ أَقَلْتَهُ (١) وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ‏ وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ‏ اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلاَئِي وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حَالِي وَقَصُرَتْ (٢) بِي أَعْمَالِي‏ وَقَعَدَتْ بِي أَغْلاَلِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي (٣) وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيَا بِغُرُورِهَا وَنَفْسِي بِجِنَايَتِهَا (٤) وَمِطَالِي‏ يَا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لاَ يَحْجُبَ عَنْكَ دُعَائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعَالِي‏ وَلاَ تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي وَلاَ تُعَاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلَى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَوَاتِي‏ مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإِسَاءَتِي وَدَوَامِ تَفْرِيطِي وَجَهَالَتِي وَكَثْرَةِ شَهَوَاتِي وَغَفْلَتِي‏ وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ (٥) رَءُوفاً وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً إِلَهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي‏ إِلَهِي وَمَوْلاَيَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوَى نَفْسِي‏ وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ (٦) مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوَى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ الْقَضَاءُ فَتَجَاوَزْتُ بِمَا جَرَى عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ بَعْضَ (٧) حُدُودِكَ وَخَالَفْتُ بَعْضَ أَوَامِرِكَ‏ فَلَكَ الْحُجَّةُ (٨) عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَلاَ حُجَّةَ لِي فِيمَا جَرَى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاَؤُكَ‏ وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلَهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي مُعْتَذِراً نَادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لاَ أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلاَ مَفْزَعاً

_________________

١ ـ أملته ـ خ ـ.

٢ ـ وقصّرت : خ.

٣ ـ آمالي ـ خ ـ.

٤ ـ بخيانتها ـ خ ـ.

٥ ـ في الاحوال كلّها ـ خ ـ.

٦ ـ فيه : خ.

٧ ـ من نقض ـ خ ـ.

٨ ـ الحمد ـ خ ـ.

١١٧

أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي‏ غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي وَإِدْخَالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ (١)‏. اللَّهُمَّ (٢) فَاقْبَلْ عُذْرِي وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثَاقِي‏ يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمِي‏ يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي هَبْنِي لاِبْتِدَاءِ كَرَمِكَ وَسَالِفِ بِرِّكَ بِي‏ يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ‏ وَبَعْدَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ‏ وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ‏ وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرَافِي وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ‏ هَيْهَاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ أَوْ تُبْعِدَ (٣) مَنْ أَدْنَيْتَهُ‏ أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاَءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ‏ وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَإِلَهِي وَمَوْلاَيَ أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً وَعَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً وَعَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلَهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً وَعَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً وَعَلَى جَوَارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطَانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً وَأَشَارَتْ بِاسْتِغْفَارِكَ مُذْعِنَةً مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ وَلاَ أُخْبِرْنَا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ يَا رَبِ‏ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاَءِ الدُّنْيَا وَعُقُوبَاتِهَا وَمَا يَجْرِي فِيهَا مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِهَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَلاَءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ يَسِيرٌ بَقَاؤُهُ قَصِيرٌ مُدَّتُهُ‏ فَكَيْفَ احْتِمَالِي لِبَلاَءِ الْآخِرَةِ وَجَلِيلِ (٤) وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيهَا وَهُوَ بَلاَءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقَامُهُ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ‏ لِأَنَّهُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقَامِكَ وَسَخَطِكَ‏ وَهَذَا مَا لاَ تَقُومُ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ‏ يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي (٥) وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ‏ يَا إِلَهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو وَلِمَا مِنْهَا أَضِجُّ وَأَبْكِي‏ لِأَلِيمِ

_________________

١ ـ في سعة رحمتك ـ خ ـ.

٢ ـ الهي ـ خ ـ.

٣ ـ تبعد ـ خ ـ.

٤ ـ وحلول ـ خ ـ.

٥ ـ بي ـ خ ـ.

١١٨

الْعَذَابِ وَشِدَِّهِ أَمْ لِطُولِ الْبَلاَءِ وَمُدَّتِهِ‏ فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدَائِكَ وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلاَئِكَ وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ‏ فَهَبْنِي يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ (١) وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلَى عَذَابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِرَاقِكَ‏ وَهَبْنِي (٢) صَبَرْتُ عَلَى حَرِّ نَارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرَامَتِكَ‏ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجَائِي عَفْوُكَ‏ فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ أُقْسِمُ صَادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِهَا ضَجِيجَ الْآمِلِينَ (٣) وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُرَاخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ‏ وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ وَلَأُنَادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ‏ يَا غَايَةَ آمَالِ الْعَارِفِينَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ‏ يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ وَيَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ‏ أَفَتُرَاكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلَهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ (٤) فِيهَا بِمُخَالَفَتِهِ‏ وَذَاقَ طَعْمَ عَذَابِهَا بِمَعْصِيَتِهِ وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ‏ وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ وَيُنَادِيكَ بِلِسَانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ‏ يَا مَوْلاَيَ فَكَيْفَ يَبْقَى فِي الْعَذَابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ‏ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ‏ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُهَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرَى مَكَانَهُ‏ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ‏ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ‏ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبَانِيَتُهَا وَهُوَ يُنَادِيكَ يَا رَبَّهْ‏ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْهَا فَتَتْرُكُهُ (٥) فِيهَا (٦) هَيْهَاتَ مَا ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ وَلاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ‏ وَلاَ مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسَانِكَ‏ فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ لَوْ لاَ مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلاَدِ مُعَانِدِيكَ‏ لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّهَا بَرْداً وَسَلاَماً وَمَا كَانَ (٧) لِأَحَدٍ فِيهَا

_________________

١ ـ ومولاي : خ.

٢ ـ وهبني يا الهي ـ خ ـ.

٣ ـ الآلمين ـ خـ.

٤ ـ يسبحن ـ خ ـ.

٥ ـ فتتركه : نسخه.

٦ ـ فيها : خ.

٧ ـ كانت ـ خ ـ.

١١٩

مَقَرّاً وَلاَ مُقَاماً (١) لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَهَا مِنَ الْكَافِرِينَ‏ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعَانِدِينَ‏ وَأَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعَامِ مُتَكَرِّماً : اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ اِلهى وَسَيِّدى فَاَسْئَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتى حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها اَنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفى هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ اَجْرَمْتُهُ وَكُلَّ ذَنْبٍ اَذْنَبْتُهُ وَكُلَّ قَبِيحٍ اَسْرَرْتُهُ وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ كَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ وَكُلَّ سَيِّئَةٍ اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّى وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَىَّ مَعَ جَوارِحى وَكُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَىَّ مِنْ وَراَّئِهِمْ وَالشّاهِدَ لِما خَفِىَ عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ وَاَنْ تُوَفِّرَ حَظّى مِنْ كُلِّ خَيْرٍ اَنْزَلْتَهُ (٢) اَوْ اِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ اَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ اَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ اَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ اَوْ خَطَاءٍ تَسْتُرُهُ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ يا اِلهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ وَمالِكَ رِقّى يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتى يا عَليماً بِضُرّى (٣) وَمَسْكَنَتى يا خَبيراً بِفَقْرى وَفاقَتى يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ اَسْئَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَاَعْظَمِ صِفاتِكَ وَاَسْماَّئِكَ اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتى مِنَ (٤) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً وَاَعْمالى عِنْدَكَ مَقْبُولَةً حَتّى تَكُونَ اَعْمالى وَاَوْرادى (٥) كُلُّها وِرْداً واحِداً وَحالى فى خِدْمَتِكَ سَرْمَداً يا سَيِّدى يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلى يا مَنْ اِلَيْهِ شَكَوْتُ اَحْوالى يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحى وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحى وَهَبْ لِىَ الْجِدَّ فى خَشْيَتِكَ وَالدَّوامَ فِى الاِْتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتّى اَسْرَحَ اِلَيْكَ فى مَيادينِ السّابِقينَ ،

_________________

١ ـ مقاماً : نسخة.

٢ ـ من كلّ خير تنزله أو احسان تفضله أو برٍّ تنشره أو رزقٍ تبسطه : ـ خ ـ.

٣ ـ بفقري ـ خ ـ.

٤ ـ في ـ خ ـ.

٥ ـ وارادتي ـ خ ـ.

١٢٠