رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي
المحقق: محمد الحسين الاعلمي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٦
الصفحات: ٤٨٠
تقرأ في كل ركعة الحمد و ( قل هو الله أحد ) خمسين مرة فإذا فرغت من صلاتك شربت الماء على ما وصفته ، فإنه جيد مجرب للحفظ إن شاء الله تعالى.
( صلاة لحفظ القرآن )
صل ليلة الجمعة أو يومها أربع ركعات ، [ تقرأ في ] الاولى فاتحة الكتاب و يس والثانية حم الدخان ، والثالثة حم السجدة ، والرابعة تبارك الملك ، فإذا سلمت فاحمد الله واثن عليه وصل على النبي وآله ـ صلى الله عليهم ـ واستغفر للمؤمنين مائة مرة ، ثم قل : اللهم ازجرني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني وارحمني من أن أتكلف طلب ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السموات والارض يا ذاالجلال والاكرام والعزة التي لا ترام يا الله يا رحمن [ رحيم ] أسألك بجلالك وبنور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك المنزل على رسولك وترزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهم بديع السموات والارض ، ذاالجلال والاكرام والعز الذي لا يرام ، يا الله يا رحمن أسألك بجلالك وبنور وجهك أن تنور بكتابك بصري وتطلق به لساني وتفرح به قلبي وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعين على الخير غيرك ولا يوفق له إلا أنت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
( صلاة الضالة ودعاؤها )
روى جابر الانصاري : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علم عليا وفاطمة عليهماالسلام هذا الدعاء وقال لهما : إن نزلت بكما مصيبة أو خفتما جور سلطان أو ضلت لكما ضالة فاحسنا الوضوء وصليا ركعتين وارفعا أيديكما إلى السماء وقولا : يا عالم الغيب والسرائر يا مطاع يا عليم يا الله يا الله يا الله ، يا هازم الاحزاب لمحمد ، يا كائد فرعون لموسى ، يا منجي عيسى من أيدي الظلمة ، يا مخلص قوم نوح من الغرق ، يا راحم عبده يعقوب ، يا كاشف ضر أيوب ، يا منجي ذي النون من الظلمات ، يا فاعل كل خير ، يا هاديا إلى كل خير ، يا دالا على كل خير ، يا آمر بكل خير ، يا خالق الخير ويا أهل الخير أنت الله رغبث إليك فيما قد علمت وأنت علام الغيوب ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، ثم سلا الحاجة تجابان إن شاء الله تعالى.
( ما يتعبد عند رؤية الهلال )
تكتب على يدك اليسرى بسبابة يمينك ( الله محمد علي فاطمة الحسن الحسين ) إلى آخرهم ، وتكتب ( قل هو الله أحد ) إلى آخرها ، ثم تقول : اللهم إن الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم إلى وجوه بعض ويتبرك بعضهم ببعض وإني نظرت إلى أسمائك واسم نبيك ووليك وأوليائك وإلى كتابك فاعطني كل الذي أحب أن تعطينيه من الخير واصرف عني كل الذي احب أن تصرفه عني من الشر وزدني من فضلك ما أنت أهله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
( نسخة رقعة )
تكتب بقلم لا شيء فيه بين سطور الكتاب أو الرقعة المشتملة على الحاجة حتى لا يخلو سطر منها من حرف من هذه الحروف : محمد وعلي والخضر أبوتراب ، بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين إن الله وعد الصابرين مخرجا مما يكرهون ورزقا من حيث لا يحتسبون إن الله هو السميع العليم ، جعلنا الله وإياكم من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ـ إلى أن تقول ـ والحجة والخلف القائم المنتظر صلوات الله عليهم وسلم تسليما أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تيسر أمري وتسهله لي وتغلبه لي وترزقني خيره وتصرف عني شره برحمتك يا أرحم الراحمين.
( كلمات تقال عند ختم القرآن )
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن : اللهم إني أسألك إخبات المخبتين (١) وإخلاص الموقنين ومرافقة الابرار واستحقاق حقائق الايمان والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك والفوز بالجنة والنجاة من النار.
__________________
١ ـ الاخبات : الخضوع والخشوع. قال الله تعالى : وبشر المخبتين.
الفصل الخامس
( في نوادر من الادعية )
( في الدعاء عند أخذ المصحف )
كان أبو عبد الله عليهالسلام إذا قرأ القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف : اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله وكلامك الناطق على لسان نبيك جعلته هاديا منك إلى خلقك وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك ، اللهم إني نشرت عهدك وكتابك ، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي فيه فكرا وفكري فيه اعتبارا واجعلني ممن أتعظ ببيان مواعظك فيه وأجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي على قلبي ولا على سمعي ولا تجعل على بصري غشاوة ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها ، بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرائع دينك ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرا إنك أنت الرؤف الرحيم.
( في الدعاء عند الفراغ من قراءة القرآن )
اللهم إني قد قرأت ما قضيته من كتابك الذي أنزلت على نبيك الصادق عليهالسلام فلك الحمد ربنا ، اللهم اجعلني ممن يحل حلاله ويحرم حرامه ويؤمن بمحكمه ومتشابهه واجعله لي آنسا في قبري وآنسا في حشري واجعلني ممن ترقيه بكل آية قرأها درجة في أعلى عليين آمين رب العالمين. وإذا سمعت شيئا من عزائم القرآن يجب عليك السجود وتسجد بغير تكبير وتقول : لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا ، لا مستنكفا ولا مستكبرا بل أنا عبد ذليل ضعيف خائف مستجير ، ثم ترفع رأسك وتكبر.
قال الصادق عليهالسلام : من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال سبع مرات : يا الله ، فلو دعا على الصخور فلقها.
( دعاء فيه اسم الله الاكبر )
عن معاذ بن جبل قال : أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم إلى عبد الله بن سلام وعنده جماعة من أصحابه فحضر ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عبد الله أخبرني عن عشر كلمات
علمهن الله عزوجل إبراهيم عليهالسلام يوم قذف به في النار أتجدهن في التوراة مكتوبا؟ فقال عبد الله : يا رسول الله بأبي أنت وأمي هل أنزل عليك فيهن شيء؟ فإني أجد ثوابها في التوراة ولا أجد الكلمات وهي عشر دعوات فيهن اسم الله الاعظم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هل علمهن الله تعالى موسى عليهالسلام؟ فقال : ما علمهن الله تعالى غير إبراهيم الخليل عليهالسلام ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : وما تجد ثوابها في التوراة؟ قال عبد الله : يا رسول الله ومن يستطيع أن يبلغ ثوابها غير أني أجد في التوراة مكتوبا ما من عبد من الله عليه وجعل هؤلاء الكلمات في قلبه إلا جعل النور في بصره واليقين في قلبه وشرح صدره للايمان وجعل له نورا من مجلسه إلى العرش يتلالا ويباهي به ملائكته في كل يوم مرتين ويجعل الحكمة في لسانه ويرزقه حفظ كتابه وإن لم يكن حريصا عليه ويفقهه في الدين ويقذف المحبة له في قلوب عباده ويؤمنه من عذاب القبر وفتنة الدجال ويؤمنه من الفزع الاكبر يوم القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه الله ويعطيه ما يعطي الانبياء بكرامته ولا يخاف إذا خاف الناس ولا يحزن إذا حزن الناس ويكتب عند الله صديقا ويحشر يوم القيامة وقلبه ساكن مطمئن وهو ممن يتسامع مع إبراهيم عليهالسلام يوم القيامة ولا يسأل بتلك الدعوات شيئا إلا أعطاه الله ولو أقسم على الله لابر قسمه ويجاور الرحمن في دار الجلال وله أجر كل شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : وما دار الجلال يابن سلام؟ قال : جنة عدن وهو موضع عرش الرحمن رب العزة وهو في جوار الله ، قال ابن سلام : فعلمنا يا رسول الله ، ومن علينا كما من الله عليك؟ قال النبي صلىاللهعليهوآله : خرو لله سجدا ، قال : فخروا سجدا ، فلما رفعوا رؤوسهم قال النبي صلىاللهعليهوآله : قولوا : يا الله يا الله يا الله أنت المرهوب منك جميع خلقك يا نور النور أنت الذي احتجبت دون خلقك فلا يدرك نورك نور ، يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع الذي ارتفعت فوق عرشك من فوق سمائك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك ، يا نور النور قد استنار بنورك أهل سمائك واستضاء بضوئك أهل أرضك ، يا الله يا الله يا الله أنت الذي لا إله غيرك تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعاظمت عن أن يكون لك ولد وتكرمت عن أن يكون لك شبيه وتجبرت عن أن يكون لك ضد ، فأنت الله المحمود بكل لسان وأنت المعبود في كل مكان وأنت المذكور في كل أوان وزمان ، يا نور النور كل نور خامد لنورك ، يا ملك ، كل ملك يفني غيرك ، يا دائم ، كل
حي يموت غيرك ، يا الله يا الله يا الله الرحمن الرحيم ارحمني رحمة تطفئ بها غضبك وتكف بها عذابك وترزقني بها سعادة من عندك وتحلني بها دارك التي تسكنها خيرتك من خلقك يا أرحم الراحمين ، يا من أظهر الجميل وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة (١) ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المن ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها ، يا رباه يا سيداه ويا أملاه ويا غاية رغبتاه أسألك يا الله يا الله يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار (٢) [ وأن تغفر لي ولوالدي برحمتك وأن تعطيني خير الدنيا والاخرة أنت على كل شيء قدير وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ] قال : يا رسول الله وما ثواب من قال هذه الكلمات؟ قال : هيهات هيهات انقطع العلم لو إجتمع ملائكة سبع سموات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة لما وصفوا من [ كل ] ألف [ ألف ] حزء جزء واحدا.
وذكر صلىاللهعليهوآلهوسلم لهذه الكلمات ثوابا وفضائل كثيرة لا يحتمل ذكرها ههنا اقتصرنا على ذكر المقصود مخافة التطويل.
( في طلب الحاجة )
من أراد الخروج من بيته فليقل عند خروجه : بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله ويقرأ الحمد والمعوذتين و ( قل هو الله أحد ) وآية الكرسي من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره وفوقه وتحته. وإذا أراد الرجوع إلى بيته فليقل حين يدخل : بسم الله وبالله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يسلم على أهله إن كان في البيت أحد ، فإن لم يكن في البيت أحد فليقل بعد الشهادتين : السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين ، السلام على الائمة الهادين المهديين ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وإذا دخل السوق في الحاجة فليقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
__________________
١ ـ الجريرة : الجناية والذنب لانها تجر العقوبة.
٢ ـ شوه الله وجهه بالنار : قبحه بها.
( ومن دعاء أمير المؤمنين عليهالسلام في الحاجة )
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم ، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، يا هو ، يا من هو هو ، يا من ليس هو إلا هو ، يا هو ، يا من لا هو إلا هو.
( أيضا في طلب الحاجة )
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أبي إذا ألمت به حاجة يسجد من غير قراءة ولا ركوع ، ثم يقول : يا أرحم الراحمين سبع مرات. وما قالها مؤمن إلا قال الله جل جلاله : ها أنا ذا أرحم الراحمين سل حاجتك.
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : يا علي : إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرأ آية الكرسي ، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله.
وعن الصادق عليهالسلام قال : من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم تقض حاجته فلا يلومن إلا نفسه.
من كتاب عيون الاخبار ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله : آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وسورة ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وأم الكتاب ، فإن فيها قضاء حوائج الدينا والاخرة.
( في المهمات )
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أصاب الرجل كربة أو شدة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه وليلصقهما بالارض ويلصق جؤجؤه (١) بالارض ثم يدعو.
( آخر )
قال علي عليهالسلام لابنه : إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا فتوضأ وارفع يديك وقل : يا الله سبع مرات ، ثم سل حاجتك ، فإنه يستجاب لك.
( آخر )
عن أبي الحسن الاول عليهالسلام قال : ما من أحد دهمه أمر يغمه أو كربته كربة
__________________
١ ـ الجؤجؤ ـ كهدهد ـ : الصدر.
فرفع رأسه إلى السماء ثم قال ثلاث مرات : « بسم الله الرحمن الرحيم » إلا فرج الله كربته وأذهب غمه إن شاء الله تعالى.
( في الدين )
عن الحسين بن خالد قال : لزمني دين ببغداد ثلاثمائة ألف وكان لي دين عند الناس أربعمائة ألف فلم يدعني غرمائي أخرج لاستقضي مالي على الناس وأعطيهم ، قال : فحضر الموسم فخرجت مستترا وأردت الوصول إلى أبي الحسن عليهالسلام فلم أقدر فكتبت إليه أصف له حالي وما علي وما لي ، فكتب إلي في عرض كتابي قل في دبر كل صلاة : اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترحمني بلا إله إلا أنت ، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترضى عني بلا إله إلا أنت ، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن تغفر لي بلا إله إلا أنت أعد ذلك ثلاث مرات في دبر كل صلاة فريضة ، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله ، قال الحسين : فأدمتها فوالله ما مضت بي إلا أربعة أشهر حتى أقتضيت ديني وقضيت ما علي واستفضلت مائة ألف درهم.
( في الدعاء على الظالم )
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا خفت أمرا فأردت أن تكفي أمره وشره فاعتمد طلبة الهلال في أول الشهر فإذا رأيته فقم قائما على قدميك وقل كأنك تؤمني إليه بالخطاب : ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ) (١) وتؤمي بهذه الكلمة نحو دار الرجل الذي تخافه ثم تقول : فاحترقت فاحترقت فاحترقت ، اللهم طمه بالبلاء طما (٢) وغمه بالغماء غما وارمه بحجارة من سجيل وطيرك الابابيل يا علي يا عظيم ، ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر وفي الليلة الثالثة ، فإن نجح وبلغت ما تريد في الشهر الاول وإلا فعلت [ ذلك ] في الشهر
__________________
١ ـ البقرة : آية ٢٦٨.
٢ ـ طمت البئر وغيرها : ملاتها بالتراب. وطم الشيء : كثر. الامر : عظم وتفاقم. والغماء : الداهية والحزن والكرب. وفي بعض النسخ ( بالعناء ).
الثاني تلتمس الهلال الليلة الاولى وتقول ما تقدم ذكره والثانية والثالثة ، فإن نجح وإلا فمثل ذلك في الشهر الثالث فلن تحتاج بعد ذلك بإذن الله عزوجل.
( آخر )
جاء رجل إلى الصادق عليهالسلام فشكا إليه ظالما يظلمه فقال له : قل : يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلان بن فلان ظلمني وبغى علي فابتله بفقر لا تجبره وبلاء لا تستره ، فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إلا ثلاث مرات حتى أصابه وضح في جبهته ثم افتقر من بعده.
( آخر )
إذا دخلت على سلطان فقل : خيرك بين عينيك وشرك تحت قدميك وأنا أستعين بالله عليك.
( آخر )
عن الرضا عليهالسلام قال : إذا دعا أحدكم على عدوه فليقل : اللهم اطرقه بليلة (١) لا أخت لها وأبح حريمه ، يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء صل على محمد وآل محمد واكفني مؤنته بلا مؤنة.
( آخر )
إذا فزعت من رجل فقل : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
( في طلب الرزق )
عن الرضا عليهالسلام قال : شكا رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام الفقر ، فقال : أذن إذا سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن.
عن الصادق عليهالسلام قال : اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله وإن كان في الارض فأظهره وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فأعطنيه وإن كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه وجنبني عليه المعاصي والردي.
__________________
١ ـ يقال أتانا فلانا طروقا أي ليلا. وأصله : الصك والقرع والدق. وفي بعض النسخ ( ببلية ) والبلية : شدة الهم والحزن وهو الاظهر.
( في الخوف )
قال الصادق عليهالسلام : إذا كنت في سفر أو مفازة (١) فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على أم رأسك واقرأ برفيع صوتك : ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) (٢). وروي في هذه الاية أنها تقرأ للدابة التي تمنع اللجام ، تقرأ في أذنها وتقول : « اللهم سخرها وبارك [ لي ] فيها بحق محمد وآله » ، وتقرأ إنا أنزلناه.
وقال علي عليهالسلام : ما عثرت دابتي قط ، قيل : ولم ذلك؟ قال : لاني لم أطأ [ بها ] زرعا قط.
( في من خاف الاسد على نفسه وغنمه )
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من خاف الاسد على نفسه او على غنمه فليخط عليها بخط وليقل : اللهم رب دانيال والجب (٣) ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ علي غنمي.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لعلي عليهالسلام : يا علي ، إذا رأيت أسدا واشتد بك الامر فكبر ثلاثا وقل : الله أكبر وأجل وأعظم من كل شيء ، الله أكبر وأعز من خلقه وأقدر ، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحذر تكف شره إن شاء الله تعالى.
( في من يخاف من الكلاب والسباع )
فليقل : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ) (٤) ، ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ) (٥) ، ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الاولين) (٦)
__________________
١ ـ المفازة : الفلاة لا ماء فيها ، من فوز ـ بالتشديد ـ : إذا مات لانها مظنة الموت.
٢ ـ آل عمران : آية ٧٧.
٣ ـ الجب ـ بالضم فالتشديد ـ : البئر العميقة. وأيضا بئر لم تطؤها فإذا طويت فهي بئر.
٤ ـ سورة الجاثية : آية ١٣.
٥ ـ سورة بني إسرائيل : آية ٤٨.
٦ ـ سورة الانعام : آية ٢٥.
( في الفأل والطيرة )
في الحديث أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة.
وكان صلىاللهعليهوآله يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن يقول : اللهم لا يؤتي الخير إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك.
( فيمن خاف السارق )
يقرأ على الحلق والقفل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا إلى آخر السورة.
( في الغضب )
عن الصادق عليهالسلام قال : أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس ، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان ، ومن غضب علي ذي رحم ماسة فليمسه يسكن عنه الغضب.
وعنه عليهالسلام قال : قل عند الغضب : اللهم اذهب عني غيظ قلبي واغفر لي ذنبي وأجرني من مضلات الفتن ، أسألك برضاك وأعوذ بك من سخطك ، أسألك جنتك وأعوذ بك من نارك ، أسألك الخير كله وأعوذ بك من الشر كله ، اللهم ثبتني على الهدى والصواب واجعلني راضيا مرضيا غير ضال ولا مضل.
وقال عليهالسلام : قال الله تبارك وتعالى : ياابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق.
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.
( أيضا في الغضب )
يصلي على النبي صلىاللهعليهوآله ويقول يذهب غيظ قلوبهم : اللهم اغفر ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من الشيطان الرجيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
( دعاء آخر )
دعا به الصادق عليهالسلام عند دخوله على المنصور وهو في شدة غضبه فسكن غضبه : يا عدتي عند شدتي ويا غوثي عند كربتي احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام.
( في الوحشة )
روي أن النبي صلىاللهعليهوآله شكا إليه رجل الوحشة ، فقال صلىاللهعليهوآله أكثر من أن تقول
هذه الكلمات ، فإن من قالها يذهب الله عنه الوحشة وهي : سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح ، خالق السموات والارض ، ذي العزة والجبروت.
( في الهم والحزن )
قال النبي صلىاللهعليهوآله : من دعاء بهذا الدعاء : ( اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) اذهب الله همه وابدله مكان حزنه فرحا.
( في البلاء )
من رآى أحدا من أهل البلاء فليقل سرا : « الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به ولو شاء لفعل ».
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه : « الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه ولو شاء فعل » ، قال : من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا. وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله ولا تسمعوهم ، فإن ذلك يحزنهم ».
( في الجنازة )
كان علي بن الحسين عليهماالسلام إذا رأى جنازة قال : « الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم » (١). وقال أيضا : الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر عباده بالموت.
( في الامر المشكل )
روي أن من عرض له مهم وأراد أن يعرف وجه الحيلة فيه فينبغي أن يقرأ حين يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات : والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، فإنه يرى شخصا يأتيه ويعلمه وجه الحيلة فيه والنجاة منه.
( في العافية )
كان من دعاء النبي صلىاللهعليهوآله : اللهم إني أسألك العافية وشكر العافية وتمام العافية في الدنيا والاخرة.
__________________
١ ـ السواد : الشخص والشبح. والمخترم : الهالك والمستأصل.
من الروضة قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من رأى يهوديا أو نصرانيا او مجوسيا او واحدا على غير ملة الاسلام فقال : الحمد لله الذي فضلني عليك بالاسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد ـ صلىاللهعليهوآله ـ نبيا وبالمؤمنين إخوانا وبالكعبة قبلة لم يجمع الله بينه وبينه في النار.
( في عزيمة المسألة )
يستحب للداعي عزيمة المسألة لقول النبي صلىاللهعليهوآله : لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت وليعزم المسألة فإنه لا يكره له. وإذا استجاب الله دعاء الداعي فليقل : الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات. وإذا أبطأ عليه الاجابة فليقل : الحمد لله على كل حال. ويكره للداعي استبطاء الاجابة. وليكن مواظبا على الدعاء والمسألة ولا يسأم منهما ، لقول النبي صلىاللهعليهوآله : يستجاب للعبد ما لم يعجل ، يقول : قد دعوت فلم يستجب لي. وإذا أردت حاجة فقل : اللهم إني أسألك باسمك الاعلى الاكبر الاعز الاجل الاعظم الاكرم أن تفعل بي كذا وكذا ، فإنه لا يرد.
( في الورطة )
روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال لعلي عليهالسلام : إذا وقعت في ورطة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين ، فإن الله تعالى يدفع بها البلاء.
( في اسم الله الاعظم )
روي أن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : كنت أدعو الله سبحانه سنة عقيب كل صلاة أن يعلمني الاسم الاعظم ، فبينا أنا ذات يوم قد صليت الفجر إذ غلبتني عيناي وأنا قاعد وإذا أنا برجل قائم بين يدي يقول لي : سألت الله تعالى أن يعلمك الاسم الاعظم ، قلت : نعم ، قال : قل : اللهم إني أسألك باسم الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، قال : فوالله ما دعوت لها لشيء إلا رأيت نجحه.
( في الرعد والصواعق )
إذا سمعت صوت الرعد ورأيت الصواعق فقل : « اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ».
( في المطر )
وإذا أمطرت السماء فقل : « صيبا هنيئا » (١).
( في الرياح )
عن الصادق عليهالسلام قال : إذا هبت الرياح فأكثر من التكبير وقل : اللهم إني أسألك خير ما هاجت به الرياح وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ، اللهم اجعلها علينا رحمة وعلى الكافرين عذابا وصلى الله على محمد وآل محمد.
( في الزرع )
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إذا أردت أن تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر بيدك ثم استقبل القبلة وقل : ( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) (٢) ثلاث مرات ، ثم قل : اللهم اجعله حرثا مباركا وارزقنا فيه السلامة والتمام واجعله حبا متراكبا ولا تحرمني خير ما أبتغي ولا تفتني بما متعتني بحق محمو وآله الطيبين الطاهرين ، ثم ابذر القبضة التي في يدك إن شاء الله.
( الدعاء في الوحدة )
يا أرض ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ومن شر ما يحاذر عليك. أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب من ساكن البلد ومن شر والد وما ولد ، ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) ، الحمد لله بنعمة وحسن بلائه علينا ، اللهم صاحبنا في السفر وأفضل علينا فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله ثم تقرأ ( ألهاكم التكاثر ) إلى آخرها ، فإنه لا يؤذيك شيء من السباع والهوام والحيات والعقارب إذا قرأت ذلك ولو بت على الحية بإذن الله تعالى.
( في العطاس )
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من سمع عطسة فحمد الله وأثني عليه وصلى على
__________________
١ ـ الصيب ـ كسيد ـ : من صاب يصوب إذا نزل ، ويقال للسحاب الصيب أي ذو الصوب.
٢ ـ سورة الواقعة : آية ٦٤.
( مكارم الاخلاق ـ ٢٣ )
محمد وأهل بيته لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا ، ثم قال : وإن سمعها وبينه وبين العاطس البحر فلا يدع أن يقول ذلك.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : من قال إذا عطس : الحمد لله رب العالمين على كل حال لم يجد وجع الاذنين والاضراس.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إذا عطس الرجل ثلاثا ، فسمته ثم أتركه بعد ذلك.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه.
وقال صلىاللهعليهوآله : إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به ، قالت الملائكة عنه : الحمد لله رب العالمين ، فإن قال : الحمد لله رب العالمين ، قال الملائكة : يغفر الله لك.
عن تسنيم خادم الحسن بن علي عليهماالسلام قال : قال لي صاحب الزمان عليهالسلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست ، فقال : يرحمك الله ، قال تسنيم : ففرحت بذلك ، فقال : ألا أبشرك بالعطاس؟ فقلت : بلى ، فقال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام.
عن أبي مريم (١) قال : عطس عاطس عند أبي جعفر عليهالسلام ، فقال أبوجعفر عليهالسلام : نعم الشيء العطاس ، فيه راحة للبدن ويذكر الله عنده ويصلي على النبي صلىاللهعليهوآله ، فقلت : إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلي على النبي صلىاللهعليهوآله في ثلاث مواضع : عند العطاس وعند الذبيحة وعند الجماع ، فقال عليهالسلام : اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمد صلىاللهعليهوآله .
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من قال إذا سمع عاطسا : الحمد لله على كل حال ما كان من أمر الدنيا والاخرة وصلى الله على محمد وآله لم ير في فمه سوءا.
عنه عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من سبق العاطس بالحمد عوفي من وجع الضرس والخاصرة.
عن الصادق عليهالسلام قال : إذا عطس الانسان فقال : الحمد لله ، قال الملكان
__________________
١ ـ هو عبد الغفار بن القاسم بن قيس ، المكنى بأبي مريم الانصاري ، ثقة من أصحاب الصادقين ( عليهماالسلام ).
الموكلان به : رب العالمين كثيرا لا شريك له ، فإن قالها العبد ، قال الملكان : وصلى الله على محمد ، فإن قالها العبد ، قالا : وعلى آل محمد ، فإن قالها العبد ، قال الملكان : يرحمك الله.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في خبر طويل : إذا عطس أحدكم فسمتوه ، فإن قال : يرحمكم الله فقولوا : يغفر الله لكم ويرحمكم ، فإن الله تعالى قال : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) (١).
وعن عبد الله بن أبي يعفور قال : حضرت مجلس أبي عبد الله عليهالسلام وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد الله عليهالسلام : رحمك الله ، قالوا : آمين. فعطس أبو عبد الله عليهالسلام فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا عليه ، قال : فقولوا : أعلى الله ذكرك.
وفي رواية أخرى عنهم عليهمالسلام : إذا عطس الانسان ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستحسر وإذا عطس غيره فليسمته وليقل : يرحمك الله ـ مرة أو مرتين أو ثلاثا ـ ، فإذا زاد فليقل : شفاك الله.
وإذا أراد أن يسمت المؤمن فليقل : يرحمك الله ، وللمرأة : عافاك الله ، وللصبي : زرعك الله ، وللمريض : شفاك الله ، وللذمي : هداك الله ، وللنبي والامام عليهمالسلام : صلى الله عليك. وإذا سمته غيره فليرد عليه وليقل : يغفر الله لنا ولكم.
روى أبوبصير ، عن أبي عبد الله قال : كثرة العطاس يأمن صاحبها من خمسة أشياء : أولها الجذام ، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه ، والثالث يأمن نزول الماء في العين ، والرابع يأمن من شدة الخياشيم (٢) ، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين. وقال : وإن أحببت أن يقل عطاسك فاستعط بدهن المرز نجوش ، قلت : مقدار كم؟ قال : مقدار دانق (٣) ، قال : ففعلت ذلك خمسة أيام فذهب عني.
__________________
١ ـ سورة النساء : آية ٨٨.
٢ ـ الخيشوم ـ وزان فعلول ـ : أقصى الانف والحاجز بين المنخرين وجمعه خياشم ، والخياشم أيضا : عروق في بطن الانف.
٣ ـ الدانق : سدس الدرهم.
عنه عليهالسلام قال : من عطس في مرضه كان له أمانا من الموت في تلك العلة. وقال : التثاؤب من الشيطان والعطاس من الله عزوجل (١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا كان الرجل يتحدث فعطس عاطس فهو شاهد حق.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : العطاس للمريض دليل على العافية وراحة للبدن.
( في النسيان )
عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل : « اللهم إني أسألك يا مذكر الخير وفاعله والامر به أن تصلي على محمد وآل محمد وتذكرني ما أنسانيه الشيطان الرجيم ».
__________________
١ ـ التثاؤب : فترة يعتري الشخص ففتح فاه واسعا من غير قصد.
الباب الحادي عشر
( في آداب المريض وعلاجه وما يتعلق بهما ، خمسة فصول )
هذا الباب مختار من طب الائمة ومن مجموع دعوات لمولاي أبي طول الله عمره
الفصل الاول
( في آداب المريض والعائد وعلاجه )
( في ثواب المريض )
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الحمى رائد الموت وسجن الله في أرضه ، وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار (١).
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا رأى في جسمه بثرة (٢) عاذ بالله واستكان له وجار إليه ، فيقال له : يا رسول الله أهو بأس؟ فيقول : إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ، وذلك قوله عزوجل في كتابه : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (٣) ، ثم قال : وما يعفو الله اكثر مما ياخذ به.
عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : نعم الوجع الحمى يعطي كل عضو قسطه من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلى.
عن محمد بن أحمد ، عن يوسف بن إسماعيل بإسناده له قال قال : إن المؤمن إذا حم حماة واحدة (٤) تناثرت الذنوب منه كورق الشجر ، فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح
__________________
١ ـ الفور : الغليان والاضطراب. وفار فورا : هاج واضطرب.
٢ ـ البثرة ـ كتمرة ـ خراج صغير.
٣ ـ سورة الشورى : آية ٢٩.
٤ ـ حم الرجل ـ بالتشديد ـ : أصابته الحمى. وحم حمه ـ بالتشديد أيضا ـ : قصد قصده.
وصياحه تهليل وتقلبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله وإن أقبل يعبدالله عزوجل بين أصحابه كان مغفورا له ، فطوبي له إن مات وويله إن عاد. والعافية أحب إلينا.
عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : حمى ليلة كفارة سنة ، وذلك لان ألمها يبقى في الجسد سنة.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها.
عنه عليهالسلام قال : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة ، قال : قلت : وما قبلها بقبولها؟ قال : صبر على ما كان فيها.
عن الباقر عليهالسلام قال : سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة.
عن زرارة ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجرا من عبادة سنة.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة. قال أبوحمزة : قلت : فإن لم يبلغ سبعين سنة؟ قال : فلابيه وأمه ، قال : قلت : فإن لم يبلغا؟ قال : فلقرابته ، قال : قلت : فإن لم تبلغ قرابته؟ قال : فلجيرانه.
عن الرضا عليهالسلام قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة. وللكافر تعذيب ولعنة. وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر.
عن أبي إبراهيم عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : للمريض أربع خصال : يرفع عنه القلم ، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته ، ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه ، فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش مغفورا له.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه. وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث : إما حمى أو وجع عين أو صداع.
عن الكاظم عليهالسلام قال : إن المؤمن إذا مرض أوحى الله عزوجل إلى أصحاب الشمال : لا تكتبوا على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ، وأوحى إلى أصحاب اليمين : أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات.
( في الصبر على العلة )
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يقول الله عزوجل : إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه ، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه.
عن الرضا عليهالسلام قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة ، وللكافر تعذيب ونقمة.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إن العبد ليصيبه [ من ] المصائب حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة.
عن أبي عبد الله عليهالسلام : عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة ، قيل له : ما معنى فقبلها بقبولها؟ قال : لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنما الشكوى أن يقول الرجل : لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، أو يقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا ، وليس الشكوى أن يقول : سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا.
وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه وإنما الاجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل ، وإن الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة.
( في عيادة المريض )
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه ، وإذا مرض أن يعوده ، وإذا مات أن يشيع جنازته.
وعاد صلىاللهعليهوآلهوسلم جارا له يهوديا.
وقال صلىاللهعليهوآله : تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت؟
كيف أصبحت وكيف أمسيت؟ وتمام تحيتكم المصافحة.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه ، فقيل : نعم ، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر فيهم؟ فقال : باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات.
قال عليهالسلام : وينبغي لاولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الاجر ويكسب لميته الاستغفار.
عن أبي الحسن عليهالسلام قال : عاد أمير المؤمنين عليهالسلام صعصعة بن صوحان ثم قال : يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل إليك ولا يلهينك الامل.
من كتاب زهد أمير المؤمنين عليهالسلام ومن كتاب الجنائز ، عن الصادق عليهالسلام قال : لا عيادة في وجع العين. ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام فإذا شئت فيوم ويوم لا ، أو يوم ويومين لا وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله.
عنه عليهالسلام قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إن من اعظم العباد أجرا عند الله لمن إذا عاد اخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك.
وقال عليهالسلام : من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدى المريض أو على جبهته.
عنه عليهالسلام أيضا قال : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل القيام من عنده ، فإن عيادة النوكي (١) أشد على المريض من وجعه.
وروي عنه عليهالسلام أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد ، العبد إلى الله عز وجل ، فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول : يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت؟ فيقول المؤمن : أنت ربي وأنا عبدك ، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ، فيقول عزوجل : من عاد مؤمنا في فقد عادني ، ثم يقول له : أتعرف فلان بن فلان؟
__________________
١ ـ النوكي : جمع أنوك : الاحمق ، العاجز الجاهل ، العيي في كلامه.