مناهج البكاء فى فجائع كربلاء - المقدمة

مناهج البكاء فى فجائع كربلاء - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧

١
٢

٣

«يوم الشهيد المظلوم»

لامثل يومكم بعرصة كربلا

في سالفات الدهر يوم شجون

يوم ابي الضيم صلبر محنة

غضب الإله لوقعها في الدين

لايوم كيومك يا أبا عبد الله

مناهج البكاء

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة :

الحمد لله الذي فضّل المجاهد ين على القاعدين درجات ، والصلاة والسلام على اشف النبيّين محمّد وآله عليه الآف التحيّة والثناء. وبعد فيقول العبد الفقير الى عفوّ ربّه الغني الحسين بن علي الفرطوسي الحويزي ، نزيل الاهواز من بلاد ايران عفا الله عن سيّآته.

ان فكرة وضع هذا الكتاب الذي بين يدي القّراء الكرام منذ زمن تجول في خلدي ولعلّها قبيل الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية من قبل عملاء الطواغيت الكفّار من الشرق والغرب ، نسئل المولى العلي القدير اخمادها بصالح الإسلام والمسليمن انه خير معين.

ولعل بعض العوامل التي حالت بيني وبين انجاز هذه الخدمة اليسيرة هي الحرب وعوامل اخرى وما اكثر الابتلائات في هذه الدنيا كيف والمؤمن مبتلا نسئله حسن العاقبة.

اسميت الكتاب بـ (منهاج البكاء ، في فجائع كربلاء) يخص ذكرى سيدالشهداءالحسين بن علي ابن ابي طالب (عليهم السلام) وما جرى عليه وعلى اهل بيته ايام عشرة المحرّم وهي من أعظم مصائب أهل البيت (علهم السلام) ويحتوي الكتاب على ثلاثين منهجاً مرتبة على الأيام لكل يوم ثلاث مناهج تخصّ ذلك اليوم طبق السيرة المألوفة والمنابر المتعارفة في زماننا للذاكرين وفقهم الله والمحبين لآل الرسولل الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) لأن الدين والعقل يحكمان

٥

باحترام عظماء الرجال احياءً وأمواتاً وتجديد الذكر لهم وسيرة جميع الأمم قديماً وحديثاً في كل زمان على هذا ، خصوصاً الرجال الذين يقدمون حياتهم في أسمى المقاصد وانفع الغايات. وسيد شباب اهل الجنة من أعاظم رجال الكون لأنه قام بما لم يقم به غيره في التاريخ الإسلامي بل التاريخ البشري في سبيل احياء الدين واظهار فضائح المستكبرين والمنافقين الحاقدين على الإسلام والمسلمين واظهر من الشجاعة والبسالة والاباء والصبر والثبات على الحق ما لم يسمع بمثله وقد بذل كل ما في وسعه في سبيل الله من نفس ومال واهل واطفال وكانت شهادته تصوّر تصور افضع ما صدر في العالم وهو ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكن ابن بنت نبي غيره في زمانه ومصيبته احزنت وابكت جدّه المرسل قبل وقوعها. لهذا ترى أهل البيت أئمة الحق اهتمّوا اهتماماً كبيراً لهذا الحدث الجلل زحثّوا شيعتهم ومحبّيهم على تجديد وأحياء تلك الذكرى المؤلمة مدى الزمان لتبقى تتحدّث بها الأجيال المتعاقبة لعلمهم (عليهم السلام) ببقاء الدين ما دامت الأمّة الإسلاميّة تتذاكر تلك الفاجعة العظيمة المبكية وما اكتفوا باظهار الحزن والبكاء حتى ندبوا الى التباكي الذي هو على هيئة الباكي على شهداء كربلاء. ووردت نصوص كثيرة في فضل ذلك وما يترتّب عليه من المثوبة ، كل ذلك يرمز الى هدف سامي وهو التنديد

٦

بالظلم والظالمين وفهمنا هذا من عمل المعصومين نشير لبعضها مثل استيجار نوادب يندبن الإمام الباقر (عليه السلام) أيّام الموسم في منى ومثل بكاء زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) طيلة حياته لا يبعد ان يكون السبب في تحطيم الظلم الاموي. ومن هذا جلوس الأئمة ايام عشرة المحرم واظهار الحزن والكآبة والبكاء ويدعون بعض الشعراء لرثاء شهداء الطف في بيوتهم كل ذلك ان دل على شيء انّما يدل علىمحو الظلم والظالمين وأقامة العدل والصلاح في المجتمع الإنساني هذا هو الدين بعينه ولابدّ من سير ورثة الأئمة واتباعهم على هذه الوتيرة وهذا الذي جعل دنيا الكفر والإلحاد تحقد على الجمهورية الإسلامية وعلى مؤسِسِها اما الأمة وتكيل لها العداء وتهاجم اهلها وتقتل الشيخ الكبير ولا ترحم الطفل الصغير وتخرّب وتدمرّ وتنهب وتسلب بلا رحمة ولا شعور وتشن الغارات على العزّل من ابناء الشعب المسلم اإيراني وتهدم دورهم وتهجّرهم من اوطانهم ، ناهيك ما وقع في خوزستان البطلة الصامدة الرابضة على حدود الوطن الحبيب وقدّمت كل غال ورخيص كل ذلك في سبيل احقاق الحق وابطال الباطل ، التاريخ يعيد نفسه وما النصر الاّ من عند الله والعاقبة للمتَّقين. وفي الختام املي بابي الضيم ومحرِّر الأجيال ان تقبل مساهمتي المتواضعة القليلة والسير في طريقهم وان اوفّق فيما عرضته لخدّام منبركم الشريف (من منهاج البكاء) وان اشهد انّك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة لم تنجسك الجاهليّة بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمّات ثيابها وأشهد أنّك من دعائم الدين وأركان المسلمين.

حسين الفرطوسي

٧