قصص الأنبياء

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: غلامرضا عرفانيان اليزدي الخراساني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

انظر أيّها الملك في أمري ما أصبت كنزاً أنا رجل من أهل هذه المدينة ، فقال الملك : أنت من أهلها ؟ قال : نعم ، قال : فهل تعرف بها أحداً ؟ قال : نعم. قال : ما اسمك ؟ قال اسمي تمليخا قال : وما هذه الأسماء أسماء أهل زماننا.

فقال الملك : هل لك في هذه المدينة دار ؟ قال : نعم اركب أيّها الملك معي ، قال : فركب والنّاس معه فأتى بهم أرفع دار في المدينة قال تمليخا : هذه الدّار لي ، فقرع الباب فخرج إليهم شيخ كبير قد وقع حاجباه على عينيه من الكبر ، فقال : ما شأنكم ؟ فقال الملك : أتانا هذا الغلام بالعجائب يزعم أنّ هذه الدّار داره ، فقال له الشيخ : من أنت ؟ قال : أنا تمليخا بن قسطيكين ، قال : فانكب الشّيخ على رجليه يقبّلها ، ويقول : هو جدّي وربّ الكعبة.

فقال : أيّها الملك هؤلاء السّتة الّذين خرجوا هراباً من دقيوس الملك ، فنزل الملك عن فرسه ، وحمله على عاتقه ، وجعل النّاس يقبّلون يديه ورجليه ، فقال : يا تمليخا ما فعل أصحابك ؟ فأخبر أنّهم في الكهف وكان يومئذ بالمدينة ملك مسلم وملك يهوديّ.

فركبوا في أصحابهم ، فلمّا صاروا قريباً من الكهف قال لهم تمليخا : إنّي أخاف أن تسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول ، فيظنّون أنّ دقيوس الملك قد جاء في طلبهم ، ولكن أمهلوني حتّى أتقدم فأخبرهم ، فوقف النّاس.

فأقبل تمليخا حتّى دخل الكهف ، فلمّا نظروا اليه اعتنقوه وقالوا : الحمد لله الّذي نجّاك من دقيوس ، قال تمليخا : دعوني عنكم وعن دقيوسكم كم لبثتم ؟ قالوا : لبثنا يوماً أو بعض يوم قال تمليخا : بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين ، وقد مات دقيوس وانقرض (١) قرن بعد قرن ، وبعث الله نبيّاً يقال له : المسيح عيسى بن مريم ، ورفعه الله إليه ، وقد أقبل إلينا الملك والنّاس معه.

قالوا : يا تمليخا أتريد أن تجعلنا فتنة للعالمين قال تمليخا : فما تريدون ؟ قالوا : ادع الله جلّ ذكره وندعوه معك حتّى يقبض أرواحنا ، فرفعوا أيديهم ، فأمر الله بقبض أرواحهم ، وطمس الله باب الكهف على النّاس ، فأقبل الملكان يطوفان على باب الكهف سبعة أيّام لا يجدان للكهف باباً.

_________________________________

(١) الزّيادة من البحار.

٢٦١

فقال الملك المسلم : ماتوا على ديننا أبني على باب الكهف مسجداً ، وقال اليهودي : لا بل ماتوا على ديني أبني على باب الكهف كنيسة فاقتتلا ، فغلب المسلم وبنى مسجداً عليه.

يا يهوديّ أيوافق هذا ما في توراتكم قال : ما زدت حرفاً ولا نقصت حرفاً وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله (١).

فصل ـ ٩ ـ

٣٠١ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر بن يزيد ، عن عبد الرّحمن ابن الحارث البرادي ، عن ابن أبي أوفى ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : خرج ثلاثة نفر يسيحون في الأرض ، فبينما هم يعبدون الله في كهف في قلّة جبل حين بدت صخرة من أعلى الجبل حتّى التقيت باب الكهف ، فقال بعضهم : يا عباد الله والله لا ينجيكم ممّا دهيتم فيه إلّا أن تصدقوا عن الله ، فهلمّوا ما عملتم خالصاً لله.

فقال أحدهم : اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي طلبت جيّدة لحسنها وجمالها وأعطيت فيها مالاً ضخماً حتّى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرّجل من المرأة ذكرت النّار ، فقمت عنها فرقاً منك ، فارفع عنّا هذه الصّخرة قال : فانصدعت حتّى نظروا إلى الضّوء.

ثم قال الآخر : اللّهم إن كنت تعلم أنّي استأجرت قوماً كلّ رجل منهم بنصف درهم ، فلمّا فرغوا أعطيتهم أُجورهم ، فقال رجل : لقد عملت عمل رجلين ، والله لا اخذ إلّا درهماً ، ثم ذهب وترك ما له عندي ، فبذرت بذلك النّصف الدّرهم في الأرض ، فأخرج الله به رزقاً وجاء صاحب النّصف الدّرهم ، فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم حقّه ، فان كنت تعلم أنّي إنّما فعلت ذلك مخافةً منك ، فارفع عنّا هذه الصّخرة ، قال : فانفجرت حتّى نظر بعضهم إلى بعض.

ثمّ قال الآخر : اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ أبي وأمّي كانا نائمين ، فأتيتهما بقصعة من

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٤١١ ـ ٤١٩) ، برقم : (١).

٢٦٢

لبن ، فخفت أن أضعه فيقع فيه هامّة وكرهت أن أُنبّههما من نومهما ، فيشقّ ذلك عليهما ، فلم أزل بذلك حتّى استيقظا فشربا ، اللّهم إن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاءً لوجهك ، فارفع عنّا الصّخرة ، فانفرجت حتّى سهّل الله لهم المخرج ، ثمّ قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله : من صدق الله نَجا (١).

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧) ، برقم : (٨). أقول : والسّند فيه هكذا : الصّدوق عن أبيه عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن أبان بن عثمان عن أبي جميلة ... وفيه سهو فانّ أبان بن عثمان لم يرو عن أبي جميلة المراد به المفضّل بن صالح وأخو إبراهيم بن مهزيار المراد به : عليّ بن مهزيار لم يرو عن أبان بن عثمان لبعد الطّبقة. فالصّحيح ما هنا : علي بن مهزيار عن عمرو بن عثمان ... وأمّا عمرو بن عثمان هذا فينصرف إلى الثّقفيّ الخزّاز الأزدي فقد روى عن الاكابر وروى عنه الاصاغر.

٢٦٣

الباب الثّامن عشر

( في نبوةّ عيسى عليه السلام ) ( وما كان في زمانه ومولده ونبوّته )

٣٠٢ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله [ رفعه ] (١) عن الصّادق عليه السلام في قوله تعالى : « وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا » قال : أحصنت فرجها قبل أن تلد عيسى عليه السلام خمسمائة عام قال : فأوّل من سُوهِمَ عليه مريم ابنة عمران نذرت أمّها ما في بطنها محرّراً للكنيسة ، فوضعتها أنثى فشدت (٢) ، فكانت تخدم العبّاد تناولهم حتى بلغت ، وأمر زكريّا أن يتّخذ لها حجاباً دون العبّاد ، فكان زكريّا يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشّتاء في الصّيف وثمرة الصّيف في الشّتاء ، قال يا مريم : أنّى لك هذا ؟ قالت : هو من عند الله ، وقال : عاشت مريم بعد عمران خمسمائة سنة (٣).

٣٠٣ ـ وقال الباقر عليه السلام : أنّها بُشّرت بعيسى عليه السلام فبينا هي في المحراب إذ تمثّل لها الرّوح الأمين بشراً سويّاً : « قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا » (٤).

فتفل في جيبها ، فحملت بعيسى عليه السلام فلم يلبث أن ولدت ، وقال : لم تكن على

_________________________________

(١) الزّيادة من البحار.

(٢) في البحار : فشبت.

(٣) بحار الانوار (١٤ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤) ، برقم : (١٧). قال العلامة المجلسي في ذيله : بيان لا يخفى ما في هذا الخبر من الشذوذ والغرابة والمخالفة لسائر الاخبار والآثار ، أقول : بإضافة ضعف السّند فانّه كما ترى مرفوعة سعد بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام.

(٤) سورة مريم : (١٨ و ١٩).

٢٦٤

وجه الأرض شجرة إلّا ينتفع بها ، ولا ثمرة ولا شوك ما حتّى قالت فجرة بني آدم : كلمة السّوء. فاقشعرّت الأرض وشاكت الشّجرة ، وأتى إبليس تلك اللّيلة ، فقيل له : قد ولد اللّيلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلّا خرّ لوجهه ، وأتى المشرق والمغرب يطلبه ، فوجده في بيت دير قد حفّت به الملائكة ، فذهب يدنو فصاحت الملائكة : تنحّ ، فقال لهم : من أبوه ؟ فقالت : فمثله كمثل آدم. فقال إبليس : لأضلّن به أربعة أخماس النّاس (١).

٣٠٤ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عيينة قال : قال ابوجعفر عليه السلام : لمّا قالت العواتق الفرية ـ وهي سبعون ـ لمريم عليها السلام : لقد جئت شيئاً فريّاً ، أنطق الله تعالى عيسى عليه السلام عند ذلك ، فقال لهنّ : تفترين على أميّ ، أنا عبد الله آتاني الكتاب ، وأقسم بالله لأضربن كلّ امرأة منكنّ حدّاً بافترائكنّ على أميّ ، قال الحكم : فقلت للباقر عليه السلام أفضربهنّ عيسى عليه السلام بعد ذلك ؟ : قال : نعم ، ولله الحمد والمنّة (٢).

فصل ـ ١ ـ

٣٠٥ ـ وباسناده عن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن يحيى بن عبد الله قال : كنّا بالحيرة. فركبت مع أبي عبد الله عليه السلام فلمّا صرنا حيال قرية فوق المآصر (٣) قال : هي هي حين قرب من الشطّ وصار على شفير الفرات ، ثمّ نزل فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : أتدري أين ولد عيسى عليه السلام ؟ قلت : لا ، فقال : في هذا الموضع الّذي أنا جالس فيه ، ثمّ قال : أتدري أين كانت النّخلة ؟ قلت : لا ، فمدّ يده خلفه ، فقال : في هذا المكان ، ثم قال : أتدري ما القرار ؟ وما الماء المعين ؟ فقلت : لا ، قال : هذا هو الفرات. ثمّ قال : أتدري ما الرّبوة ؟ قلت : لا ، فأشار بيده عن يمينه ، فقال : هذا هو الجبل إلى النّجف.

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٢١٥) ، برقم : (١٤).

(٢) بحار الانوار (١٤ / ٢١٥) ، برقم : (١٥).

(٣) جمع المأصِر كالمجالس جمع المجلس ، أي محابس الماء.

٢٦٥

وقال : إنّ مريم عليه السلام ظهر حملها ، وكانت في وادٍ فيه خمسمائة بكر يعبدون ، وقال : حملته سبع ساعات ، فلمّا ضربها الطّلق خرجت من المحراب إلى بيت دير لهم ، فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة ، فوضعته ، فحملته ، فذهبت به الى قومها ، فلمّا رأوها فزعوا ، فاختلف فيه بنو إسرائيل ، فقال بعضهم : هو ابن الله وقال بعضهم : هو عبد الله ونبيُّه ، وقالت اليهود : بل هو ابن الهنة ويقال للنّخلة الّتي أنزلت على مريم : العجوة (١).

٣٠٦ ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن أحمد بن خالد الكرخي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن سليمان الجعفي ، قال : قال ابوالحسن عليه السلام : أتدري بما حملت مريم ؟ قلت : لا ، قال : من تمر صرفان (٢) أتاها به جبرئيل عليه السلام (٣).

٣٠٧ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : كان عيسى حين تكلّم في المهد حجّة الله جلّت عظمته على أهل زمانه ؟.

قال : كان يومئذ نبيّاً حجّةً على زكريّا في تلك الحال وهو في المهد.

وقال : كان في تلك الحال آية للنّاس ورحمة من الله لمريم عليها السلام حين تكلّم وعبّر عنها ونبيّاً وحجّة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فما تكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريّا عليه السلام الحجّة على النّاس بعد صمت عيسى سنتين.

ثمّ مات زكريّا ، فورثه يحيى عليهما السلام الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، فلمّا بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين تكلّم بالنّبوّة حين أوحى الله تعالى إليه ، وكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى النّاس أجمعين.

وليس تبقى الأرض يا أبا خالد (٤) يوماً واحداً بغير حجّة الله على النّاس منذ خلق الله آدم عليه السلام.

قلت : أو كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام حجّة من الله ورسوله إلى هذه الأمّة في

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٢١٦) ، برقم : (١٧).

(٢) الصّرفان جنس من التّمر ويقال : الصّرفانة ، تمرة حمراء نحو البرنية وهي أرزن التّمر كلّه ـ المصباح المنير.

(٣) بحار الانوار (١٤ / ٢١٦ ـ ٢١٧) ، برقم : (١٨).

(٤) كنية ليزيد الكناسي.

٢٦٦

حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟

قال : نعم ، وكانت طاعته واجبة على النّاس في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وبعد وفاته ولكنّه صحت ولم يتكلّم مع النّبيّ صلّى الله عليه وآله وكانت الطّاعة لرسول الله صلّى الله عليه وآله على أمّته وعلى عليّ معهم في حال حياة رسول الله ، وكان عليّ حكيماً عالماً (١).

فصل ـ ٢ ـ

٣٠٨ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ، حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني مولى بن هاشم ، حدّثنا بن عبد الله بن جعفر ، حدّثنا كثير بن عيّاش القطان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن الباقر عليه السلام قال : لمّا ولد عيسى عليه السلام كان ابن يوم كانّه ابن شهرين ، فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذته والدته وأقعدته عند المعلّم ، فقال المؤدّب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم. قال عيسى عليه السلام : بسم الله الرّحمن الرحيم ، فقال المؤدّب : قل أبجد فقال : يا مؤدّب ما أبجد ؟ وان كنت لا تدري فاسألني حتّى أفسّر لك ، قال : فسّره لي.

فقال عيسى عليه السلام : الألف : آلاء الله والباء بهجة الله والجيم جمال الله والدّال دين الله. هوّز : الهاء [ هول ] (٢) جهنّم والواو ويل لأهل النّار والزّاي زفير جهنّم. حطّي : حطّت الخطايا عن المذنبين المستغفرين.

كلمن : كلام الله لا مبدّل لكلماته. سعفص : صاع بصاع والجزاء بالجزاء. قرشت : قرشهم فحشرهم.

فقال المؤدّب : أيتّها المرأة لا حاجة له إلى التّعليم (٣).

٣٠٩ ـ وباسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦) ، برقم : (٥١) عن الكافي ، ثم أحال إليه القصص مثلاً والحال أنّ المماثلة بينهما في هذا الخبر في بعض عباراتهما وذكره في الجزء (٣٨ / ٣١٨) ، برقم : (٢٦) من قوله : ليس تبقى الأرض ... إلى آخره.

(٢) الزّيادة من البحار.

(٣) بحار الانوار (٢ / ٣١٦ ـ ٣١٧) ، برقم : (١) عن المعاني والتّوحيد والآمالي ، و (١٤ / ٢٨٦) ، برقم : (٨).

٢٦٧

أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان بين داوُد وعيسى عليهما السلام أربعمائة سنة وثمانون سنة ، وأُنزل على عيسى في الإِنجيل مواعظ وأمثالٌ وحدودٌ ، وليس فيها قصاصٌ ولا أحكام حدود ولا فرض مواريث ، وأُنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى عليه السلام في التّوراة ، وهو قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام : أنّه قال لبني إسرائيل : « ولاُحلّ لكم بعض الّذي حرّم عليكم » وأمر عيسى عليه السلام من معه ممّن تبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التّوراة وشرايع جميع النّبيين والأنجيل.

قال : ومكث عيسى عليه السلام حتّى بلغ سبع سنين أو ثمانياً ، فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ، فأقام بين أظهرهم يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويعلّمهم التّوراة ، وأنزل الله تعالى عليه الانجيل لمّا أراد أن يتّخذ عليهم حجة.

وكان يبعث إلى الرّوم رجلاً لا يداوي أحداً إلّا برئ من مرضه ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، حتّى ذكر ذلك لملكهم ، فأُدخل عليه ، فقال : أتبرئ الأكمه والأبرص ؟ قال : نعم ، قال : فأتى بغلام منخسف الحدقة لم ير شيئاً قطّ ، فأخذ بندقتين فبندقهما ، ثمّ جعلهما في عينيه ودعا فاذا هو بصير ، فأقعده الملك معه وقال : كن معي ولا تخرج من مصري ، وأنزله معه بأفضل المنازل.

ثمّ إنّ المسيح عليه السلام بعث آخر وعلّمه ما به يحيي الموتى ، فدخل الرّوم وقال : أنا أعلم من طبيب الملك ، فقالوا للملك : ذلك ، قال : اقتلوه ، فقال الطّبيب : لا تقتله ادخله ، فإِن عرفت خطأه قتلته ولك الحجّة ، فأُدخل عليه ، فقال : أنا أحيي الموتى ، فركب الملك والنّاس إلى قبر ابن الملك مات (١) في تلك الأيّام ، فدعا رسول المسيح عليه السلام ، وأمّن طبيب الملك الّذي هو رسول المسيح عليه السلام أيضاً الأوّل ، فانشقّ القبر فخرج ابن الملك ، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه فقال : يا بنيّ من أحياك ؟ قال : فنظر ، فقال : هذا وهذا فقاما وقالا : إنّا رسول (٢) المسيح عليه السلام إليك وانّك كنت لا تسمع من رسله إنّما تأمر بقتلهم إذا أتوك فتابع ، وأعظموا أمر المسيح عليه السلام حتّى قال فيه

_________________________________

(١) في البحار : وكان قد مات.

(٢) في ١ : رسولا.

٢٦٨

أعداء الله ما قالوا ، واليهود يكذّبونه ويريدون قتله (١).

٣١٠ ـ وسألوا عيسى عليه السلام أن يُحيي سام بن نوح عليه السلام فأتى إلى قبره ، فقال : قم يا سام باذن الله ، فانشقّ القبر ، ثمّ أعاد الكلام فتحرّك ، ثمّ أعاد الكلام فخرج سام ، فقال عيسى عليه السلام : أيّهما أحبّ إليك تبقى أو تعود ؟ قال : يا روح الله ، بل أعود إنّي لأجد لذعة الموت في جوفي إلى يوم هذا (٢).

فصل ـ ٣ ـ

٣١١ ـ وباسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة (٣) ، عن يزيد القصرانيّ ، قال : قال لي ابوعبد الله عليه السلام : صعد عيسى عليه السلام على جبل بالشّام يقال له : أريحا ، فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين ، فقال له : يا روح الله أحييت الموتى وأبرأت الأكمه والأبرص ، فاطرح نفسك عن الجبل ، فقال عيسى عليه السلام : إنّ ذلك أذن لي فيه وهذا لم يؤذن لي فيه (٤).

٣١٢ ـ وباسناده عن الصّفار ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصّادق عليه السلام قال : جاء إبليس إلى عيسى عليه السلام ، فقال : أليس تزعم أنّك تحيي الموتى ؟ قال عيسى عليه السلام : بلى ، قال إبليس : فاطرح نفسك من فوق الحائط ، فقال عيسى عليه السلام : ويلك إنّ العبد لا يجرّب ربّه وقال إبليس : يا عيسى هل يقدر ربّك على أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها ؟ فقال : انّ الله عزّ وجلّ لا يوصف بعجز ، والّذي قلت لا يكون.

يعني (٥) : هو مستحيل في نفسه كجمع الضّدين (٦).

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٢٥١ ـ ٢٥٢) ، برقم : (٤٣).

(٢) بحار الانوار (١٤ / ٢٣٣) ، برقم : (٢).

(٣) كذا في مورد من البحار ، وفي آخر : عتبة ، وفي ق ٣ :عيينة وفي غيره غير ذلك والكلّ مصحّف وما في المتن هو الصّحيح.

(٤) بحار الانوار (١٤ / ٢٧١) ، برقم : (٢) و (٦٣ / ٢٥٢) ، برقم : (١١٥).

(٥) التّفسير ظاهراً من كلام الشّيخ الرّاوندي.

(٦) بحار الانوار (١٤ / ٢٧١) ، برقم : (٣) و (٦٣ / ٢٥٢).

٢٦٩

٣١٣ ـ وفي خبر آخر : أنّ إبليس قال لعيسى عليه السلام : أنت بلغ من عظم ربوبيّتك أن تكوّنت من غير أب ؟ قال عيسى عليه السلام : بل العظمة للّذي كوّنني ، وكذلك كوّن آدم وحوّا عليهما السلام ، قال إبليس : أنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تخلق من الطّين كهيئة الطّير ؟ فتنفخ فيه فيكون طيراً ، فقال عيسى عليه السلام : بل العظمة لِلّذي خلقني وخلق ما سخّر لي (١).

٣١٤ ـ وفي رواية : أتت عيسى عليه السلام امرأة من كنعان بابن لها مُزمنٌ (٢) ، فقالت : يا نبيّ الله ابني هذا زمن ادع الله له قال : إنّما أمرت ان أُبرئ زمني بني إسرائيل ، قالت : يا روح الله إنّ الكلاب تنال من فضول موائد أربابها إذا رفعوا موائدهم ، فأنلنا من حكمتك ما ننتفع به ، فاستأذن الله تعالى في الدّعاء فأذن له فأبرأه (٣).

فصل ـ ٤ ـ

٣١٥ ـ وباسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سأل أبي أبا عبد الله عليه السلام هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم ؟ قال : نعم. ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره ، ويصيبه وجع الصّغار في كبره ويصيبه المرض ، وكان إذا مسّه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمّه : ابغي لي عسلاً وشونيزاً وزيتاً فتعجني به ثمّ ائتيني به فأتته به فكرهه فتقول : لم تكرهه وقد طلبته فقال : هٰاتيه ، نعتّه لكِ بعلم النبوّة وأكرهته لجزع الصّبا ويشمّ الدّواء ثم يشربه بعد ذلك (٤).

٣١٦ ـ وفي رواية إسماعيل بن جابر ، قال ابوعبد الله عليه السلام : إنّ عيسى بن مريم عليه السلام كان يبكي بكاءاً شديداً ، فلمّا أعيت مريم عليها السلام كثرة بكائه قال لها : خذي من لحٰا هذه الشّجرة فاجعلي وجورا ثمّ اسقينيه ، فاذا سقي بكى بكاءاً شديداً فتقول مريم عليها السلام : ماذا أمرتني ؟ فيقول : يا أمّاه علم النّبوّة وضعف الصّبا (٥).

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٢٧٠) ، برقم : (١) ، عن أمالي الصّدوق مسنداً ومبسوطاً.

(٢) في ق ١ : مرض.

(٣) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٣) ، برقم : (٤٥).

(٤) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤) ، برقم : (٤٦) و (٦٢ / ١٧٠) ، برقم : (٤).

(٥) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٤) ، برقم : (٤٧).

٢٧٠

٣١٧ ـ وباسناده عن ابن سنان ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبي بصير ، عن الصّادق عليه السلام قال : إنّ عيسى عليه السلام مرّ بقوم مجلبين ، فسأل عنهم ، فقيل : بنت فلان تهدى إلى بيت فلان ، فقال : صاحبتهم ميتة من ليلتهم ، فلمّا كان من الغد قيل : إنّها حيّة يخرج بها النّاس إلى دارها فخرج زوجها ، فقال له : سل زوجتك ما فعلت البارحة من الخير ؟ فقالت : ما فعلت شيئاً إلّا أنّ سائلاً كان يأتيني كلّ ليلة جمعة فيما مضى وأنّه جاءنا ليلتنا فهتف فلم يجب ، فقال : عزّ عليّ أنّها لا تسمع صوتي وعيالي يبقون اللّيلة جياعاً ، فقمت مستنكرة فأنلته مقدار ما كنت أنيله فيما مضى ، قال عيسى عليه السلام : تنحّي من مجلسك فتنحّت ، فاذا تحت ثيابها أفعى عاض على ذنبه ، فقال : بما تصدّقت صرف عنك هذا (١).

فصل ـ ٥ ـ

٣١٨ ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن عيسى بن العبّاس ، عن محمّد بن عبد الكريم التّفليسي ، عن عبد المؤمن بن محمّد رفعه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أوحى الله جلّت عظمته إلى عيسى عليه السلام جدّ في أمري ولا تترك (٢) إنّي خلقتك من غير فحل آيةً للعالمين ، أخبرهم آمنوا بي وبرسولي النّبي الأُمّي نسله من مباركة ، وهي مع أمّك في الجنّة ، طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيّامه.

قال عيسى عليه السلام : يا ربّ وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنّة ، تحتها عين من شرب منها شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، قال عيسى عليه السلام : يا ربّ اسقني منها شربة ، قال : كلّا يا عيسى إنّ تلك العين محرّمة على الأنبياء حتّى يشربها ذلك النبيّ ، وتلك الجنّة محرّمة على الأُمم حتّى تدخلها أمّة ذلك النبيّ (٣).

٣١٩ ـ وباسناده عن ابن سنان ، قال : قال الصّادق عليه السلام : قال عيسى بن مريم عليهما السلام لجبرئيل عليه السلام : متى قيام السّاعة ؟ فانتفض جبرئيل انتفاضة

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٣٢٤) ، برقم : (٣٧).

(٢) في إثبات الهداة : في أمرك ولا تهزل.

(٣) بحار الانوار (١٤ / ٣٢٣) ، برقم : (٣٤) و (١٥ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧). واثبات الهداة (١ / ١٩٧) ، برقم : (١١١).

٢٧١

أُغمي عليه منها ، فلمّا أفاق قال : يا روح الله ما المسؤول أعلم بها من السّائل وله من في السّمٰاوات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة (١).

٣٢٠ ـ وعن ابن سنان قال : قال الصّادق عليه السلام : كان فيها أوحى الله تعالى جلّ ذكره إلى عيسى عليه السلام : هب لي من عينيك الدّموع ، ومن قلبك الخشية ، واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون ، وقم على قبور الأموات ونادهم بالصّوت الرّفيع ، لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل : إنّي لاحق (٢) في اللّاحقين (٣).

٣٢١ ـ وقال الحواريّون لعيسى عليه السلام : يا معلّم الخير علّمنا أيّ الأشياء أشدّ ؟ قال : أشدّ الأشياء غضب الله ، قالوا : فبما يُتّقى غضب الله ؟ قال : بأن لا تغضبوا ، قالوا : وما بدء الغضب ؟ قال : الكبر ، والتّجبر ، ومحقرة النّاس (٤).

٣٢٢ ـ قال ابوجعفر عليه السلام : يقول : ما تدري ما يفجأك ما يمنعك ما تسعد له قبل أن يعيشك (٥).

٣٢٤ ـ قال : وقال الحواريّون لعيسى عليه السلام : علّمنا ، قال : انّ موسى عليه السلام أمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله لا كاذبين ولا صادقين (٦).

٣٢٥ ـ وقال عيسى عليه السلام ليحيى عليه السلام : اذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنّه ذنب ذكرتَهُ فاستغفر الله منه ، وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنّها حسنة كتبت لك لم

_________________________________

(١) بحار الانوار (٦ / ٣١٢) و (٧ / ٦١ ـ ٦٢) ، برقم : (١٤) و (١٤ / ٣٢٣) ، برقم : (٣٥) ، ويأتي ما بعده برقم : (٣٢١).

(٢) في ق ٣ والبحار : لاحق بهم في.

(٣) بحار الانوار (١٤ / ٣٢٠) ، برقم : (٢٤) عن أمالي الشّيخ الطّوسي بسنده عن أبي بصير مثله.

(٤) بحار الانوار (١٤ / ٣٢٣) ، برقم : (٣٥) والمصدر ص (٢٨٧) عن الخصال.

(٥) بحار الانوار (١٤ / ٣٣٠) ، برقم : (٦٨) عن الزّهد وص (٣٢٦) نحوه عن تنبيه الخواطر وراجع الكتاب ص (٨٦) و (٧١ / ٢٦٧) ، برقم : (١٥) من كتاب الزهد للأهوازي ، عن فضالة عن اسماعيل عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال : كان عيسى بن مريم عليه السلام يقول : هول لا تدري متى يلقاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجاك ، والخبر صحف في جميع النّسخ.

(٦) بحار الانوار (١٤ / ٣٣١) ، برقم : (٧١) عن الكافي و (١٠٤ / ٢٨٠) ، برقم : (١٤).

٢٧٢

تتعب فيها (١).

فصل ـ ٦ ـ

٣٢٦ ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن الحسن بن عليّ ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرّضا عليه السلام قال : كان عيسى عليه السلام يبكي ويضحك ، وكان يحيى عليه السلام يبكي ولا يضحك ، وكان الّذي يفعل عيسى عليه السلام أفضل (٢).

٣٢٧ ـ وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة وإذا في أثمارهم (٣) الدّود ، فشكوا إليه ما بهم ، فقال : دواء هذا معكم ، ولستم تعلمون أنتم إذا غرستم الأشجار صببتم التّراب ثمّ الماء ، وليس هكذا انّما ينبغي أن تصبّوا الماء في أصول الشّجر ثمّ التّراب ، فاستأنفوا كما وصف ، فذهب عنهم ذلك (٤).

٣٢٨ ـ وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان ، فقال : ما شأنكما ؟ قال : يا نبيّ الله هذه امرأتي صالحة وليس بها بأس ، ولكنّي أحبّ فراقها ، فهي خلقة الوجه من غير كبر ، قال عيسى عليه السلام : يا امرأة أتحبيّن أن يعود ماء وجهك طريّاً ؟ قالت : نعم ، قال : إذا أكلتِ إيّاك أن تشبعي لأنّ الطّعام إذا تكاثر على الصّدر زاد في البدن (٥) فذهب ماء الوجه ، ففعلت ذلك فعاد وجهها (٦) طريّاً (٧).

٣٢٩ ـ وباسناده عن ابن سنان ، عن الصّادق عليه السلام قال : لا تمزح فيذهب نورك ولا تكذب فيذهب بهاؤك ، وإيّاك وخصلتين : الضّجر والكسل ، فإنّك إن ضجرت

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٢٨٧) في ذيل خبر عن أمالي الصّدوق مسنداً برقم : (١١) راجع الأمالي المجلس (٧٧) برقم : (٨).

(٢) بحار الانوار (١٤ / ١٨٨) ، برقم : (٤١) وص (٢٤٩) ، برقم : (٣٨) و (٧٦ / ٦٠) ، برقم : (١١).

(٣) في البحار : ثمارها.

(٤) بحار الانوار (١٤ / ٣٢١) ، برقم : (٢٧) عن العلل.

(٥) في البحار : فزاد في القدر.

(٦) في ق ٣ : فعاد ماء وجهها.

(٧) بحار الانوار (١٤ / ٣٢٠) ، برقم : (٢٦) و (٦٦ / ٣٣٤) ، برقم : (١٥) ، عن العلل.

٢٧٣

لم تصبر على حقّ ، وإن كسلت لم تؤدّ حقّاً.

قال : وكان المسيح عليه السلام يقول : من كثر همّه سقم بدنه ، ومن ساء خلقه عذّب نفسه ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ، ومن لاحى الرّجال ذهبت مرّوته (١).

٣٣٠ ـ وقال قال النّبي صلّى الله عليه وآله : مرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة ، فاذا وجوههم صفر وعيونهم زرق ، فشكوا إليه ما بهم (٢) من العلل ، فقال : دواؤكم معكم أنتم اذا أكلتم اللّحم طبختموه غير مغسول ، وليس يخرج شيء من الدّنيا إلّا بجنابة ، فغسلوا بعد ذلك لحومهم ، فذهبت أمراضهم (٣).

٣٣١ ـ ومرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة ووجوههم منتفخة ، فشكوا إليه ، فقال : أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم ، فتغلي الرّيح في الصّدر (٤) حتّى تبلغ إلى الفم ولا يكون له مخرج ، فيرجع (٥) إلى أصول الأسنان فيفسد الوجه ، فاذا نمتم فافتحوا شفاهكم ، ففعلوا (٦) فذهب ذلك عنهم (٧).

فصل ـ ٧ ـ

٣٣٢ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن الصّادق عليه السلام قال : إنّ عيسى عليه السلام لمّا أراد وداع أصحابه جمعهم ، وأمرهم بضعفاء الخلق ، ونهاهم عن الجبابرة ، فوجّه اثنين الى أنطاكية ، فدخلا في يوم عيد لهم ، فوجداهم قد كشفوا عن الأصنام وهم يعبدونها ، فعجّلا عليهم بالتّعنيف ، فشدّا بالحديد وطرحا في السّجن ، فلمّا علم شمعون بذلك أتى أنطاكية حتّى

_________________________________

(١) بحار الانوار (٧٨ / ١٩٩ ـ ٢٠٠) ، برقم : (٢٦).

(٢) في البحار : فصاحوا اليه وشكوا ما بهم.

(٣) بحار الانوار (١٤ / ٣٢١) ، برقم : (٢٨).

(٤) في ق ٣ : في صدوركم ، وفي البحار : في الصدور.

(٥) في البحار : فترد.

(٦) في البحار : شفاهكم وصيروه لكم خلقاً ففعلوا.

(٧) بحار الانوار (١٤ / ٣٢١) ، برقم : (٢٩).

٢٧٤

دخل عليهما في السّجن ، وقال : ألم أنهكما عن الجبابرة.

ثمّ خرج من عندهما وجلس مع النّاس مع الضّعفاء ، فأقبل فطرح كلامه الشّيء بعد الشّيء ، فأقبل الضّعيف يدفع كلامه إلى من هو أقوى منه ، وأخفوا كلامه خفاءاً شديداً ، فلم يزل يتراقى الكلام حتّى انتهى إلى الملك ، فقال : منذ متى هذا الرّجال في مملكتي ؟ فقالوا : منذ شهرين ، فقال : عليّ به ، فأتوه ، فلمّا نظر إليه وقعت عليه محبّته ، فقال : لا أجلس إلّا وهو معي.

فرآى في منامه شيئاً أفزعه ، فسأل شمعون عنه ، فأجاب بجواب حسن فرح به ، ثمّ أُلقي عليه في المنام ما أهاله ، فأوَّلها له بما ازداد به سروراً ، فلم يزل يحادثه حتّى استولى عليه.

ثمّ قال : إنّ في حبسك رجلين عابا عليك ؟ قال : نعم ، قال : فعَلَيَّ بهما ، فلمّا أُتي بهما قال : ما إلهكما الّذي تعبدان ؟ قالا : الله ، قال : يسمعكما اذا سألتماه ويجيبكما إذا دعوتماه ؟ قالا : نعم ، قال شمعون : فأنا أريد أن استبرئ ذلك منكما ، قالا : قل : قال : هل يشفي لكما الأبرص ؟ قالا : نعم ، قال : فأُتي بأبرص ، فقال : سلاه أن يشفي هذا ، قال : فمسحاه فبرئ ، قال : وأنا أفعل مثل ما فعلتما ، قال : فأُتي بآخر فمسحه شمعون فبرئ.

قال : بقيت خصلة إن أجبتماني إليها آمنت بالهكما قالا : وما هي ؟ قال : ميّت تحييانه ؟ قالا : نعم ، فأقبل على الملك وقال : ميت يعنيك أمره ؟ قال : نعم ابني قال : اذهب بنا إلى قبره ، فانّهما قد أمكناك من أنفسهما ، فتوجّهوا إلى قبره ، فبسطا أيديهما فبسط شمعون يديه ، فما كان بأسرع من أن صدع القبر وقام الفتى ، فأقبل على أبيه ، فقال أبوه : ما حالك ؟ قال : كنت ميّتاً ففزعت فزعة ، فاذا ثلاثة قيام بين يدي الله باسطوا أيديهم يدعون الله أن يحييني وهما هذان وهذا ، فقال شمعون : أنا لإِلهكما من المؤمنين ، فقال الملك : أنا بالّذي آمنت به يا شمعون من المؤمنين ، وقال وزراء الملك : ونحن بالّذي آمن به سيّدنا من المؤمنين ، فلم يزل الضّعيف يتبع القوى ، فلم يبق بأنطاكية أحد إلّا آمن به (١).

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣) ، برقم : (٤٤).

٢٧٥

فصل ـ ٨ ـ

٣٣٣ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي ، حدّثنا أحمد بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن علي بن يوشع ، حدّثنا عليّ بن محمّد الحريري (١) ، حدّثنا حمزة بن يزيد ، عن عمر ، عن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السلام ليقتلوه بزعمهم ، أتاه جبرئيل عليه السلام فغشاه بجناحه ، وطمح عيسى عليه السلام ببصره ، فاذا هو بكتاب في جناح جبرئيل عليه السلام : « اللّهم إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزّ ، وأدعوك اللّهمّ باسمك الصّمد ، وأدعوك اللّهم باسمك العظيم الوتر ، وأدعوك اللّهم باسمك الكبير المتعال الّذي ثبت أركانك كلّها أن تكشف عنّي ما أصبحت وأمسيت فيه » فلمّا دعا به عيسى عليه السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام ارفعه إلى عندي.

ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا بني عبد المطّلب سلوا ربّكم بهؤلاء الكلمات (٢) ، فوالّذي نفسي بيده ما دعا بهنّ عبدٌ بإِخلاص ونيّةٍ إلّا اهتزّ له العرش ، وإلّا قال الله لملائكته : اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنّ وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ثمّ قال لاصحابه : سلوا بها ولا تستبطئوا الاجابة (٣).

فصل ـ ٩ ـ

٣٣٤ ـ وباسناده عن الصّفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عليّ بن شجرة ، عن عمّه ، عن بشير النّبال ، عن الصّادق عليه السلام قال : بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله جالس إذا امرأة أقبلت تمشي حتّى انتهت إليه ، فقال لها : مرحباً بابنة نبيّ ضيّعه قومه أخي خالد بن سنان العبسي.

_________________________________

(١) في البحار : الجريري.

(٢) في ق ٢ وق ٤ : بهذه الكلمات.

(٣) بحار الانوار (٩٥ / ١٨٩ ـ ١٩٠) ، برقم : (١٧) وص (١٧٥ ـ ١٧٦) عن مهج الدّعوات لابن طاوُس باسناده إلى سعيد بن هبة الله الرّاوندي رحمه الله من كتاب قصص الأنبياء.

٢٧٦

ثمّ قال : إنّ خالداً دعا قومه فأبوا أن يجيبوه ، وكانت نارٌ تخرج في كلّ يوم ، فتأكل ما يليها من مواشيهم وما أدركت لهم ، فقال لقومه : أرايتم إن رددتها عنكم أتؤمنون بي وتصدّقوني ؟ قالوا : نعم ، فاستقبلها فردّها بثوبه حتّى أدخلها غاراً وهم ينظرون ، فدخل معها فمكث حتّى طال ذلك عليهم ، فقالوا : إنّا لنراها قد أكلته فخرج منها ، فقال : أتجيبونني وتؤمنون بي ؟ قالوا : نار خرجت ودخلت لوقتٍ ، فأبوا أن يجيبوه ، فقال لهم : إنّي ميّت بعد كذا ، فاذا أنا متّ فادفنوني ، ثمّ دعوني أيّاماً فانبشوني ، ثمّ سلوني أخبركم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، قال : فلمّا كان الوقت جاء ما قال : فقال بعضهم لم نصدّقه حيّاً نصدّقه ميّتاً فتركوه ، وأنّه كان بين النّبي وعيسى عليهما السلام ، ولم تكن بينهما فترة (١).

٣٣٥ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن [ الرّضا ] (٢) عليه السلام قال : إنما سمّي أولوا العزم [ أولى العزم ] (٣) لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشّرائع ، وذلك أنّ كلّ نبيّ بعد نوح عليه السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه الى زمن إبراهيم عليه السلام ، فكلّ نبي كان في ايّام إبراهيم عليه السلام وبعده كان على شريعة إبراهيم عليه السلام الى زمن موسى عليه السلام فكلّ نبيّ كان في زمن موسى عليه السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه ، إلى أيّام عيسى عليه السلام وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسى عليه السلام وبعده كان على شريعة عيسى عليه السلام ومنهاجه وتابعاً له إلى زمن نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله ، فهؤلاء الخمسة أولوا العزم ، وهم أفضل الأنبياء وشريعة محمّد صلّى الله عليه وآله لا تنسخ إلى يوم القيامة ، ولا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادّعى بعده نبيّاً فدمه مباح (٤).

٣٣٦ ـ وفي رواية سماعة بن مهران : قلت لأبي عبد الله عليه السلام « فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ » (٥) قال : هم أصحاب الكتب إنّ نوحاً جاء بشريعة إلى آخر الخبر (٦).

_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٤٥٠) ، برقم : (٢).

(٢ ـ ٣) الزّيادة في الموضعين من البحار.

(٤) بحار الانوار (١١ / ٣٤) ، برقم : (٢٨) عن العيون مع زيادة بعد مباح وهي : لكل من سمع ذلك منه.

(٥) سورة الاحقاف : (٣٥).

(٦) بحار الانوار (١١ / ٣٥) ، برقم : (٢٩).

٢٧٧

فصل ـ ١٠ ـ

٣٣٧ ـ وباسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن جماعة ، عن علاء ، عن فضيل بن يسار ، عن الصّادق عليه السلام قال : لم يبعث الله [ نبيّاً ] (١) من العرب إلّا هوداً وصالحاً وشعيباً ومحمّداً صلوات الله عليهم (٢).

٣٣٨ ـ وروي أنّهم خمسة وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام منهم وقال : إنّ الوحي ينزل من عند الله عزّ وجلّ بالعربيّة ، فاذا أتى نبيّاً من الأنبياء أتاه بلسان قومه (٣).

٣٣٩ ـ وقال : ما بعث الله تعالى نبيّاً قطّ حتّى يسترعيه الغنم ، يعلّمه بذلك رعاية النّاس وحقوقهم (٤).

٣٣٨ ـ وعن ابن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، علي بن أسباط ، قال : سمعت الرّضا عليه السلام يقول عن آبائه عليهم السلام : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لم يبق من أمثال الأنبياء المتقدّمين إلّا قولهم : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت (٥).

٣٣٩ ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصّادق عليه السلام : إنّ أشدّ النّاس بلاءاً الأنبياء ، ثمّ الّذين يلونهم ، ثمّ الأمثل فالأمثل (٦).

٣٤٠ ـ وباسناده عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن سنان ، عن محمّد بن مروان ، عن الباقر عليه السلام قال : إنّ نبيّاً من الأنبياء

_________________________________

(١) الزّيادة من ق ٢.

(٢) بحار الانوار (١١ / ٤٢) ، برقم : (٤٦).

(٣) بحار الانوار (١١ / ٤٢) ، برقم : (٤٧).

(٤) بحار الانوار (١١ / ٦٤ ـ ٦٥) ، برقم : (٧) عن العلل (١ / ٣٢) الباب (٢٩) برقم : (٢) وليس في آخره : حقوقهم.

(٥) بحار الانوار (٧١ / ٣٣٣) ، برقم : (٨) عن العيون والامالي للصّدوق وأحال القصص إليهما مثلاً. وراجع عيون أخبار الرضا عليه السلام (٢ / ٥٦) ، برقم : (٢٠٧).

(٦) بحار الانوار (٦٧ / ٢٣١) ، برقم : (٤٥).

٢٧٨

عليهم السلام حمد الله بهذه المحامد ، فأوحى الله جلّت عظمته إليه : لقد شغلت الكاتبين قال : اللّهمّ لك الحمد كثيراً طيّباً مباركاً فيه ، كما ينبغي لك أن تحمد ، وكما ينبغي لكرم وجهك وعزّ جلالك (١).

٣٤١ ـ وباسناده عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن عطيّة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنّ الله عزّ وجلّ أحبّ لأنبيائه من الأعمال : الحرث والرّعي لئلّا يكرهوا شيئاً من قطر السّماء. ثمّ قال : صلّى بمكّة تسعمائة نبيّ (٢).

٣٤٢ ـ وعن الصّفار ، عن العباس بن معروف ، عن الحسين بن يزيد النّوفلي ، عن السّكوني ، عن الصّادق عليه السلام قال : أوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبيائه ، قل للمؤمنين : لا تلبسوا لباس أعدائي ، ولا تطعموا مطاعم أعدائي ، ولا تسلكوا مسالك أعدائي ، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي (٣).

فصل ـ ١١ ـ

٣٤٣ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا ابوالحسن أحمد بن محمّد بن عيسى بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، حدّثنا ابوعبد الله محمّد بن إبراهيم بن أسباط ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد القطّان ، حدّثنا ابوالطّيب أحمد بن محمّد بن عبد الله ، حدّثنا عيسى بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام : أنّ النّبي صلّى الله عليه وآله قال : ان نبيّاً من الأنبياء بعث إلى قومه ، فبقي فيهم أربعين سنة ، فلم يؤمنوا به.

وكان لهم عيد في كنيسة لهم ، فأتبعهم النّبي فقال لهم : آمنوا بالله ، قالوا : إن كنت نبيّاً فادع الله عزّ وجلّ أن يجيئنا بطعام على ألوان ثيابنا ، وكانت ثيابهم صفراء ، فجاء بخشبة يابسة ، فدعا الله فاخضرّت وأينعت وجاءت بالمشمش حملاً فأكلوه ، فكلّ من أكل ونوى أن

_________________________________

(١) بحار الانوار (٩٣ / ٢١٢) ، برقم : (١٣).

(٢) بحار الانوار (١١ / ٦٤) ، برقم : (٦) عن العلل (١ / ٣٢) ، برقم : (١) وليس فيه : ثم قال : صلّى إلى آخره.

(٣) وسائل الشّيعة (٣ / ٢٧٩) ، برقم : (٨) ، في الباب (١٩) من أبواب لباس المصلي عن العلل والعيون والفقيه وفي الباب (٦٤) من أبواب جهاد العدوّ من كتاب الجهاد عن التّهذيب ، وفيه : ولا تشاكلوا بما شاكل أعدائي.

٢٧٩

يسلم على يد ذلك النبيّ عليه السلام خرج ما في النّوى من فيه حلواً ، وكلّ من نوى أن لا يؤمن خرج ما في جوف النّوى مرّاً (١).

٣٤٤ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى ، حدّثنا محمّد بن هارون الصّوفيّ ، حدّثنا عبيد الله بن موسى الخبّاز الطّبري ، حدّثنا محمّد بن الحسين الخشاب ، حدّثنا محمّد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال الصّادق عليه السلام : إنّ الله أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل : إن أحببت أن تلقاني غداً في حظيرة القدس ، فكن في الدّنيا وحيداً غريباً مهموماً محزوناً مستوحشاً من النّاس بمنزلة الطّير الواحد ، فاذا كان اللّيل آوى وحده واستوحش من الطّيور واستأنس بربّه (٢).

والله الموفّق إلى سبيل الرّشاد.



_________________________________

(١) بحار الانوار (١٤ / ٤٥٦) ، برقم : (٨). والرّجل الأوّل في السّند هو من مشايخ الصّدوق وحسب ما سجّل في قائمة مشيخته سقط في سلسلة نسب هذا الرجل هنا من ما بعد عيسى بن أحمد : بن عيسى بن عليّ بن الحسين بن.

(٢) بحار الانوار (١٤ / ٤٥٧ ـ ٤٥٨) ، برقم : (١٠) وفي بعض النسخ : مافيه من النوى.

٢٨٠