الغذاء دواء

أحمد الوائلي

الغذاء دواء

المؤلف:

أحمد الوائلي


الموضوع : الطّب
الناشر: محلاتي
الطبعة: ٠
ISBN: 964-7455-26-7
الصفحات: ٤٠٠

ينطبخا ثم اجمع الدهن والعصارة (١).

وصفة أُخرى أهون من الأولى : يؤخذ من ورق الآس وينقع في زيت ويوضع في الشمس.

ومن الناس من يعفص (٢) الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسِعد والأذخر.

( الرأي الثاني : خاصته تقوية الشعر ومنعه من الانتثار (٣) والتساقط وتقوية اُصوله وتكثيف نباته. ( الجامع لمفردات الادوية والاغذية ج ٢ ص ٩٩ ).

قال الانطاكي : ينفع من الحكة (٤) وداء الثعلب (٥) والصداع وكل مرض حار إن عمل بالشيرج (٦) أو دهن اللوز أو الزيت ويسوِّد الشعر ويقويه ويمنع انتثاره. ( تذكرة أُولي الالباب ج ١ ص ١٥٦ ).

__________________

(١) العصارة : ما يتحلب من الشيء إذا عُصِرَ.

(٢) عفصه عفصاً : اثخنه ، اعفص الحبر : جعل فيه العفص ، العفوصة : المرارة والقبض اللذان يعسر معهما الابتلاع.

(٣) انتثار الشعر : هو أَن يتناثر شعر الرأس ، إمّا من نقصان المادة المولدة للشعر ، كما يتناثر الورق في الشتاء ، وإما من تخلخل المسام التي في الرأس والوجه. ( مفتاح الطب ص ١٢٠ ).

(٤) الحكة بكسر الحاء وشد الكاف : علة توجب الحكاك كالجرب.

(٥) داء الثعلب : هو تمرط الشعر من رطوبات غريبة ردية تجتمع في اُصول الشعر فتمنع بحدتها وإحراقها من كون الشعر ، وسمِّي بهذا الاسم لأنه كثيراً ما يعتري الثعالب. ( مفتاح الطب ص ١٢٠ ).

(٦) الشيرج : هو دهن السمسم ويسمى ايضاً : دهن الحل.

٢١

الاُكسيجين

الاُكسيجين : غاز يكون في الهواء ، وهو ضروري للحياة.

نتنفس الاُكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام ( موسوعة جسم الإنسان ص ١٠٤ ).

الاُكسيجين

الاكسيجين : غاز لالون له ولا رائحة ، ضروري للتنفس ولاحتراق الاجسام ، يوجد في الهواء بنسبة ١ من ٥ ، يُعبَّر عنه ب‍ (٥).

٢٢

الإيدز

اختلاط مياه الشرب بمياه المجاري أحد اسباب الإصابة بالإيدز (١) :

أثبتت الدراسات والبحوث العلمية مؤخراً ان مرض الإيدز من ضمن أسباب الإصابة به هو اختلاط مياه الشرب بمياه المجارى ، وذلك بجانب اسبابه الأُخرى المعروفة ، وهي ممارسة الشذوذ الجنسي (٢) ، والعدوى عن طريق سوائل الجسم ، كاللعاب والدم ، والسائل المنوي (٣) ، والعطس ، والتقبيل.

__________________

(١) صحيفة الاهرام الصادرة في ٣ / ٩ / ١٩٨٥ ( بتصرف ).

(٢) تعليق اسباب الانحراف الجنسي : لعل من الصعب إِيجاد سبب واحد لتفسير الحالة الواحدة من الانحراف الجنسي ، فمعظم حالات الانحراف تقوم بنتيجة تفاعل عوامل عدة تتظافر بدرجات متفاوتة من القوة لتكوين حالة الانحراف ، وهذه العوامل تشمل طبيعة شخصية المنحرف وتربيته الحياتية وبيئته الاجتماعية والامكانيات الجنسية المتوافرة له.

(٣) المني : الذي يكوِّن اصل الحياة ، يخرج من الرجل والمرأة ، هو الماء الغليظ الذي يكون منه الولد * ( الاصطلاحات في الرسائل العملية ص ١٣٢ ).

* الولد : يطلق على الذكر والانثى بدليل قوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ).

٢٣

( حرف الباء )

باب البدن

باب البدن ( الشرج ) : الفتحة في آخر الامعاء (١) ، والتي يمر بها البراز (٢).

( مرشد العناية الصحية ص ٣٨٠ ).

البابونج

وفيه آراء :

« الرأي الأول : قال ابن البيطار : هو ثلاثة أصناف والفرق بينها إِنما هو في لون الزهر فقط ، وله أغصان طولها نحو من شبر وفيها شعب وورق صغار دقاق ورؤوس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض وفي بعضها زهر مثل لون الذهب ، وفي الذي ظهر من الزهر على الرؤوس يظهر باستدارة حولها ويكون لونه ابيض واصفر

__________________

(١) معا : هو عبارة عن ظرف المأكول والمشروب وما تحيَّز من الفضلات ، وجمعه امعاء.

( تذكرة أُولي الالباب ج ٢ ص ٢٣ ).

(٢) البراز : هو آخر ما تبقى في الامعاء الغليظة من رواسب ( نفايات ) الغذاء ، وهو مكوَّن من بعض الياف اللحم ، والياف نسيج ليفي غير مهضومة مع بقايا مواد ( خشبية ) تخلفت من الاغذية النباتية ، مع مختلف انواع الاملاح والجراثيم ، وكمية من المياه تكثر اوتقل. ( شباب في الشيخوخة ص ٢٢٥ ).

٢٤

وفرفيري وهو في قدر زهر السذاب وينبت في أماكن خشنة وبالقرب من الطرق ويقلع في الربيع.

وقوة هذا النبات وعروقه وزهره مسخِّنة ملطِّفة ، إِذا شُرِبَ أو طُبِخَت وجلست النساء في مائها : ادرَّت الطمث (١) ; وأحدرت الجنين عند الولادة ; وادرت البول.

وقد يسقى طبيخها أيضاً للنفخ ، ويبرئ وجع الكبد.

وأما الصنف الذي زهره ابيض والنصف الذي زهره أصفر فهما اشد إدراراً للبول.

الرأي الثاني : البابونج النوع الأبيض : الزهر منه هو النبت المعروف بمصر بالكركاس واهل الاندلس : يعرفونه بالمقارجة وهو اسم لطيني وأهل افريقية يسمونه رجل الدجاجة ، وهو الاقحوان عند العرب وليس بمستعمل عند الاطباء وإنما يستعمل نوع آخر وهو الذي يعرف بافريقية بالبابونق.

الرأي الثالث : البابونق بالقاف اسم خاص للنوع العطر من البابونج الدقيق بتونس وهو يتخلق بأرضها من غير أن يزرع [ ب‍ ] ارض مصر والمشرق.

الرأي الرابع : البابونج : قريب من الورد ولطافته ، وأما في حرارته فقوته قوة الزيت ; لأن حرارته مشاكلة لحرارة الحيوان معتدلة ، ولذلك صار البابونج ينفع من الاعياء أكثر من كل دواء ويُسكِّن الوجع ويُرخي الأعضاء المتمددة ويُليِّن الصلبة إذا لم تكن صلابتها كثيرة ويخلخل الأشياء الكثيفة ويُذهب الحميات التي تكون من ورم الأحشاء.

البابونج يسخن في الدرجة الاُولى وجوهره لطيف وبهذه الأسباب صارت قوَّته قوة تحلل وتُرخي وتوسِّع مسام البدن.

__________________

(١) تُعطى الحلبة للفتيات في فترة البلوغ لمفعولها المنشط للطمث. ( الغذاء لا الدواء ص ٣٢٨ ).

٢٥

الرأي الخامس : البابونج مُفتح ملطف ملين لليبس محلل من غير جذب وهذه خاصته من بين سائر الأدوية ، ويقوي الأعضاء العصبية كلها وهو مقو للدماغ أيضاً نافع من الصداع البارد.

الرأي السادس : البابونج [ ينقي ] البدن تنقية جيدة شرباً.

الرأي السابع : البابونج العطر منه الرقيق الزهر الشبيه الرائحة برائحة التفاح : ينفع بخاره من النزلات في أواخرها منفعة قوية. ووضع الآذان على بخاره ينفع من ابتداء الطرش » (١).

قال د. محمد رفعت : « يتكون البابونج من الرؤوس المزهرة المجففة وهذه الزهور لها فوائد جمة فهي مقوية للدم وتساعد على الهضم ، ويمكن استخدام منقوع البابونج المغلي قبل طعام الإفطار ، فهو يساعد على الهضم كما أنه يفيد في تسكين السعال ، بالإضافة إلى أنه يساعد على الشعور بالدفء ، ويعمل على طرد الغازات من المعدة والأمعاء ، غير أنه إذا أُخذ بكميات كبيرة فهو يسبب الغثيان.

ويستعمل البابوج في عمل الكمادات لعلاج الرضوض والتواء المفاصل ; كما يستخدم منقوعه في ايقاف الإِسهال عند الاطفال ، كما انه يساعد على التخلص من الصداع وعلاج الحميات.

ويساعد على التخلص من الفضلات ، وينقي الصدر من الربو (٢) ، ويساعد على التخلص من الاعياء والتعب » (٣).

قال سعيد جرجس كوبلي : « البابونج نبات جميل الشكل ، ينمو في الحقول

__________________

(١) الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج ١ ص ٧٣.

(٢) الربو : اشتغال قصبة الرئة بمواد تعاوق المجرى الطبيعي; وقيل : الربو : تواتر النفس من خلط غليظ لزج يملا قصبة الرئة كالحال في نفس من يَعْدُو عَدْوَاً شديداً ; وقيل : الربو بتشديد الراء وفتحها وسكون الباء : داء نوبي ، تضيق فيه شعيبات الرئة فيعسر النفس.

(٣) قاموس التداوي بالأعشاب : ص ٢٨.

٢٦

والبراري ، زهرة البابونج ذات لون أبيض في قمتها رأس أصفر اللون ، ولها رائحة مميزة.

يُستفاد من البابونج لمعالجة الالتهابات الجلدية ولتهدئة الأعصاب ، ولمعالجة النزلات الصدرية ، والرشوحات الرئوية ولطرد الغازات ، ولشفاء القرحات المعدية ولغسل عيون الاطفال ولتخفيف آلام العادة الشهرية ، ولغسل المهبل وعلاج إِفرازاته يعمل حقنة شرجية في علاج الإمساك.

يُغلى البابونج على النار كالشاي ويُحلّى بالسكر ويؤخذ شراباً ، أما لعمل حقنة فبدون سكر.

يُستنشق بخاره في التهابات التجاويف الانفية (١) كما يجب عدم مزجه بالسكر في غسل عيون الاطفال ، وغسل المهبل وتخفيف آلام العادة الشهرية » (٢).

قال د. عزّ الدين فرّاج : « البابونج : نبات قائم كثير التفريع ، الساق أملس ذو أوراق مركَّبة ريشية والنورات أعلى الفريعات ، وبكل نورة منها ١٠ ـ ٢٠ زهرة بيضاء اللون ، والأزهار قرصية صفراء اللون ، وهو يتبع العائلة المركبة.

ويبدأ النبات في الأزهار بعد ٦ ـ ٨ أسابيع من تاريخ الزراعة إذا كانت الظروف الجوية والخدمة ملائمتين للنمو.

وتجمع النورات عند تمام تفتحها على عدة دفعات ، ويجب عدم تركها ، لأنها سريعة النضج ويتطاير ما بها من بذور صغيرة ، والجزء المستعمل من هذا النبات : هو زهره الجاف ، ذو الرائحة النفاذة القوية التي تشبه مزيج الكافور والتفاح.

ويستعمل مغلي البابونج : لفتح الشهية ولإصلاح المعدة وللمساعدة على

__________________

(١) جربته بعد إصابتي بإلتهاب الجيوب الانفية وكانت التجربة بعد مضي ١٤ يوماً من تلك الإصابة اما الإصابة القديمة فلا ينفعها ذلك البخار.

(٢) أسرار الطب العربي : ص ٤٥.

٢٧

الهضم (١) ويسمي « شاي البابونج » وهو يُقدَّم للضيوف كمشروب شعبي في بعض البلاد التركية تضاف إليه باقي العقاقير المصلحة للمعدة ، ويفيد في منع المغص.

كما يستعمل البابونج في الحقن الشرجية ملطفاً ومليناً ومسكناً لحدة المغص وطارداً لرياح البطن.

المقصود هنا نبات البابونج الالماني : وهو احد نباتات العائلة المركبة.

( التداوي بالاعشاب والنباتات الطبيعية ص ١٥ )

الباسور

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليكم بزيت الزيتون فكلوه وادهنوا به فإنه ينفع من الباسور ( كنز العمال ج ١ ص ٤٧ حديث ٢٨٢٩٥ ).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا به ، فإنه مصحَّة من الباسور. ( المعجم الكبير ج ١٧ ص ٢٨١ حديث ٧٤٤ ، وكنز العمال ج ١ ص ٤٧ حديث ٢٨٢٩٦ ).

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : طول الجلوس على الخلاء يورث الباسور ( من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٢٨ حديث ٥٦ ، وعلل الشرائع ص ٢٧٨ ).

البواسير (٢) : عبارة عن مجسمات صغيرة مؤلمة داخل أو خارج باب

__________________

(١) الهضم : هو العملية التي يتم فيها جعل المواد الغذائية صالحة لأن يمتصها الجسم ، وذلك بحلها إلى عناصرها الأساسية وتكوين مواد جديدة منها يحتاجها الجسم لإدامة الحياة ، وللنشاط ولترميم ما يُبلى أو يضعف من اجزائه. ( شباب الشيخوخة ص ٢٢٠ ).

(٢) سئل الإمام الصادق عليه‌السلام عن الكراث فقال : ( كله فإن فيه اربع خصال : يطيب النكهة ويطرد الرياح ويقطع البواسير وهو أمان من الجذام لمن ادمن عليه ) ( الخصال باب الاربعة رواية ١١٤ ).

٢٨

البدن (١) ، وهي دوال صغيرة منتفخة. ( مرشد العناية الصحية ص ٣٨٠ ).

تحاميل (٢) لمعالجة البواسير (٣) :

وهي عبارة عن حبات على شكل رصاصة توضع في الشرج (٤) ، تساعد التحاميل على تصغير حجم البواسير وتقليل المها.

وتوجد انواع عديدة ، ولكن اكثرها فائدة وكلفة هي تلك التي تحتوي على كورتيزون COrtisoue ، أو كورتيكو ستيرود COrtcosteroid وهناك ايضاً مراهم (٥) خاصة.

استعمل تحميلة واحدة بعد كل تغوُّط ، وواحدة قبل النوم ( مرشد العناية الصحية ص ٣٧٥ ).

البواسير

إِن البواسير نوع من الدوالي في أوردة الشرج تبدو وكأنها كرات أو درن. قد تكون البواسير مؤلمة ، ولكنها ليست خطرة. وتحدث البواسير في كثير من الحالات

__________________

(١) باب البدن ( الشرج ) : الفتحة في آخر الامعاء ، والتي يمر بها البراز.

( مرشد العناية الصحية ص ٣٨٠ ).

(٢) التحميلة : حقنة من الدواء توضع في المهبل أو باب البدن. ( مرشد العناية الصحية ص ٣٨٠ ).

(٣) قال الإمام الرضا عليه‌السلام : الإطالة في الخلاء تورث البواسير.

(٤) الشرج : هو انبوب قصير يمتد في المستقيم إلى خارج الجسم ، وهو مغلق بواسطة حلقة من العضلات ( او العضلة العاصرة ) والاضطراب الاكثر شيوعاً الذي يؤثر في هذه المنطقة هو الانتفاخ أو الانسداد من جراء تجلط الشرايين حول الشرج ( داء البواسير ) وينشأ ذلك عادة من الامساك المؤلم. ( دليل الاسرة الصحي ج ٣ ص ٩٣ ).

(٥) المرهم : مركب دهني علاجي ذو انواع مختلفة يدهن به الجرح ، أو يدلك به الجلد ، أو تكحَّل به العين ، أو تعالج به القروح.

٢٩

اثناء الحمل وقد تزول بعده.

( إن وضع عصير بعض النباتات المرَّة الطعم على البواسير قد يقلصها ، ولذا استعمل تحاميل البواسير.

يفيد الجلوس في مغطس ماء ساخن وغسيل باب البدن بعد كل براز.

قد يكون الامساك سبباً لحدوث البواسير ولذا وجب تناول الكثير من الفواكه. أما في حال التهاب البواسير أو تخثر الدم فيها فيساعد في ذلك وضع ثلج عليها.

قد تكون البواسير الضخمة بحاجة إلى عملية جراحية. استشر الطبيب.

( مرشد العناية الصحية ص ١٧٥ ).

قال ابن النفيس : « البواسير : هي زيادة مثل اللحم تنبت على أفواه (١) العروق التي هي المعقدة من دم سوداوي وغليظ ومادة جميع البواسير سوداوية » (٢).

قال القليوبي : « البواسير : هي عروق تنبت بلحم زائد على أدوار المقعدة لها سري وحكيك كلهيب النار يدب في الجسد برطوبة سمية يكون منها : ضيق النفس ، وسقوط همة وانكسار قلب (٣) واصفرار اللون ورخاوة البدن ويهيج الوجه

__________________

(١) الفُوَّهة : من كل شيء فمه وأَوَّله ( جمعها ) فوهات. ( المعجم الوسيط ).

(٢) شرح الأسباب : ص ٢٧٧.

(٣)

روحٌ وقلبٌ في ودادك ذابا

ومسافة لا ترحم الاحبابا

لمّا اتاني الطيف اثلج خافقي

من غائب عنّي اطال غيابا

فاحتل اجفاني وغال تألمني

وأذاق روحي لوعةً وعذابا

هي لحظة القاك بين اضالعي

أو بين اوصالي هوى غلابا

يا شاغل النظرات انت مسهّدي

وسهاد ليلي في غرامك طابا

ساق النوى روحي إلى احزانها

حتى غدت لأُلي الفجائع بابا

( لأبي رقية الساعدي )

٣٠

وتهيج العينين.

والبواسير منها سيّالة ومنها جامدة وسبب ذلك خلطان رديئان نازلا من فضلات الغذاء الرديء أحدهما الفضلة المائية النازلة من الكبد (١) إلى الكلى بماء لزج أبيض فهذا سبب البواسير السيّالة.

والثانية الفضلة السوداوية النازلة من الكبد إلى الطحال بدم أسود متمكن سوداوي فذا سبب البواسير الجامدة » (٢).

قال ابن هندو : « البواسير : من علل المقعدة ، منها ناتئ صلب يسمى الثلولى ، ومنها ناتئ رخو يسمى التوثة ، ومنها غائِر يسيل منه الدم » (٣).

علاج البواسير :

قال ابن البيطار : « دهن لب نوى المشمش : يحلل اورام السفل وغلظ الشرج ويضمر البواسير الباطنة منها والظاهرة لطوخاً (٤) والباطنة حمولاً » وهو شبيه القوة بدهن اللوز المر (٥).

« اذا دخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير » (٦).

قال الدكتور امين رويحة : لمعالجة نزيف البواسير : يستعمل مغلي لحاء ( قشر ) اشجار البلوط ، كذلك الاثمار المجففة جيداً في الشمس بعد نضجها.

يعمل المغلي من غلي ملعقة صغيرة من اللحاء ( القشر ) المقطع إلى اجزاء

__________________

(١) راجع الكبد في حرف الكاف.

(٢) الرحمة في الطب والحكمة.

(٣) مفتاح الطب : ص ١٢٨ ، ذكر أنواع الأمراض.

(٤) اللطوخ : ما يلطخ به البدن ( مفتاح الطب ).

(٥) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج ٢ ص ١١٢.

(٦) بحار الأنوار : ج ٦٢ ، والجامع لمفردات الادوية والاغذية ج ٤ ص ٦٢.

٣١

صغيرة بمقدار فنجان واحد من الماء ، وتركه لمدة عشر دقائق قبل تصفيته وشربه ساخناً ( التداوي بالاعشاب ص ٨١ ).

قال ابن البيطار : « الكراث ينفع من البواسير اذا أُكل أو اعتصر ماؤه فيجرع منه مع العسل أو السكر ».

والكراث اذا أُستف (١) من بزره مدقوقاً مع السكر كل يوم وزن درهم نفع من البواسير » (٢).

داء البواسير : « هو انفتاح أو انسداد من جراء تجلط (٣) الشرايين حول الشرج ، وينشأ ذلك عادة عن الإمساك المؤلم ( دليل الاسرة الصحي ج ٣ ص ٩٣ ).

البانكرياس

البانكرياس (٤) ( لوزة المعدة ) : العضو القريب من المعدة ، إلى يسارها ويفرز مادة الانسولين (٥). ( مرشد العناية الصحية ص ٣٨٠ ).

__________________

(١) سف الدواء سفاً : تناوله يابساً غير معجون. ( المعجم الوسيط ).

(٢) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج ٦٢ ، ص ٤.

(٣) التجلط : يقال تجلط الدم : تجمد داخل الأوعية الشعرية وخارجها.

(٤) البانكرياس : وراء المعدة في الجزء الخلفي للبطن ، ويفرز الانزيمات التي تساعد على هضم الاكل في الاثني عشري وهرموني الانسولين والغلوكوجين اللذين يلعبان دوران هاماً في تنظيم مستوى اللوكوز ( السكر ) في الدم. ( دليل الاسرة الصحي ج ٣ ص ١٠ ).

(٥) الانسولين : هرمون ينتجه البنكرياس ، يساعد الجسم على إستخدام الغلوكوز ، إنه « المفتاح » الذي يفتح « الأبواب » إلى الخلايا ويسمح للغلوكوز بالدخول وحين يدخل الغلوكوز فإنه يزود الخلايا بالوقود.

( مرض السكر ص ٥٣٩ )

٣٢

البراز

البراز ( الغائط ) : المادة التي تحتوي اوساخ الجسم ، والتي يفرزها إلى الخارج من باب البدن. ( مرشد العناية الصحية ص ٣٨٠ ).

البرتقال

L,orange

يعتبر البرتقال إحدى الفواكه الشهية المفيدة التي عرفها الإنسان منذ أقدم العصور حتى الآن ، ومع ان العلم الحديث وما حققه من اكتشافات حاسمة قلبت كثيراً من مفاهيم التغذية ونظرياتها ، إلا ان البرتقال ظل يحتفظ بكل ما أحاطه به الناس من اهتمام ، وما منحوه من ثقة ، بل ان العلم الحديث جاء ليؤكد كثيراً من الاعتقادات والنظريات القديمة ، وليكتشف في البرتقال فوائد جديدة امتدت حتى إلى الفضلات المتبقية من البرتقالة ، بل وإلى قشرها وبذورها (١).

على ان الأمر الجدير بالتنويه ، أن ما تمخض عنه. العلم الحديث بالنسبة للبرتقال ، قد حدد مركز هذه الثمرة العالمية بكل دقة ، فاعترف بفوائدها وزاد عليها ، ولكنه ـ في الوقت نفسه ـ نبه الناس إلى ما قد يسبب الاسراف في تناولها من أضرار ، وبهذا بات من الضروري لكل إِنسان أحب هذه الثمرة ، أن يعرف حقيقتها بدقة ، ليعرف ـ من ثم ـ كيف يفيد منها ، وكيف يتقي المضاعفات التي قد تسببها.

منذ فجر التاريخ ، وللبرتقال نصيبه الوافر من اهتمام الناس وتقديرهم ، ففي كتابات الحضارات القديمة في الشرق الأقصى والشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض ، نجد كثيراً من الإِشارات إلى تلك الثمرة ، محوطة بغير قليل من الحماسة في الإشادة بفوائدها وخصائصها ، ففي. « كتاب التاريخ » الذي يعتقد بأن مؤلفه هو

__________________

(١) البذر للحنطة والشعير وسائر الحبوب : كالبزر للرياحين والبقول ( فقه اللغة ص ١٤ ).

٣٣

« كونفوشيوس » وردت عبارات عديدة تتحدث عن البرتقال ، الأمر الذي دعا البعض إلى الاعتقاد بأن بلاد الصين هي منشأ الثمرة ، وأن المزارعين الصينيين المهرة استطاعوا تهجين الأنواع المختلفة من هذه الثمرة ، والتفنن في الاستفادة منها.

وفي بحث كتبه أحد الصينيين سنة ١١٧٨ ميلادية ، ذكر من البرتقال سبعة وعشرين نوعاً مختلفة ، بعضها نوع خال من البذور ، كما أن هناك دراسات أقدم من ذلك بكثير ، تمتد إلى سنة ٢٢٠٠ قبل الميلاد ، ومن ذلك كله يتبين أن الصينيين الجنوبيين كانوا يتناولون البرتقال الحلو واليوسف أفندي « المسمى بالعراق لالنكي » منذ أقدم العصور ، بحيث يمكن القول أنه إذا لم تكن الصين هي مهد البرتقال الأول ، فهي ـ على الأقل ـ أول من فطن إلى الفوائد العديدة للبرتقال ، لأن أهلها كانوا يفيدون منه في التغذية كما يفيدون من قشوره وزهوره في الطب ، ويمزجونها ببعض الأطعمة لتعطيرها.

وقبل الميلاد بزمن بعيد ، كان الصينيون يصدرون البرتقال إلى الهند الصينية واليابان ثم امتد مجال تصديرها إلى الهند والملايو وبعض أقطار الشرق الاوسط ، وما أن حل القرن الثاني للميلاد حتى كانت أشجار البرتقال المزهرة تملأ بأريجها وعطرها مناطق واسعة من سهول فلسطين ومصر وسورية ولبنان وغيرها من الأقطار ، ولم يكن انتشار هذا النوع من الفاكهة وقفاً على البرتقال ، بل شاركه في ذلك أكثر الثمار الحمضية وعلى رأسها الليمون الحامض.

وكان طبيعياً ـ بعد هذا ـ أن تغزو ثمرة البرتقال أُوروبة قبل سقوط الدولة الرومانية وتضرب أشجارها جذورها في تربة إيطاليا وبساتينها ، لتمتد بعد ذلك إلى مختلف سهول أُوروبة الجنوبية حتى تصل إلى اسبانيا ، ليبلغ الغزو أُولى مراحله مع حلول القرن السابع. أما الأصناف الحلوة من البرتقال والثمار الحمضية فلم تُتم عملية الغزو إلا قبيل مطلع القرن الخامس عشر.

وكان طبيعياً أن ترافق الثمرة الشهية الحملات الاستكشافية التي تعرض لها

٣٤

العالم الجديد ، فترافق كريستوف كولمبس في رحلته الثانية إلى القارة الأميركية سنة ١٤٩٣ ، لتزرع بذور البرتقال الحامض. في هاييتي إحدى جزر الهند الغربية ، ولتنتقل من ثم إلى المكسيك واميركة الوسطى في أوائل القرن السادس عشر ، ثم الى شاطئ فلوريدا ما بين سنة ١٥١٣ و ١٥٦٥ ، حيث قام الهنود الحمر بنشر بذور البرتقال التي جلبها الاسبان إلى شبه جزيرة فلوريدا ، لتنتشر ببطء في اميركة الشمالية ، قبل ان ينتبه إليها المزارعون في كاليفورنيا فيزرعونها على نطاق تجاري واسع سنة ١٨٠٠ ، ومنذ ذلك الحين ، بات البرتقال شيئاً مألوفاً في حياة سكان الدنيا الجديدة وجنوب افريقيا وأوستراليا ، ولكن أجود أصناف البرتقال ظلت تلك التي كانت تزرع في سهول فلسطين.

أما في انكلترا ، فقد كان للبرتقال تاريخ طويل ، بدأ سنة ١٦٨٥ عندما زرع « وليم تمبل » أول أشجاره ، وكان الاهتمام موجهاً إذ ذاك إلى خاصيته العطرية وليس إلى ثماره الشهية. وقيل ان « الكاردينال ولسي » كان أثناء تردده على البرلمان الانكليزي يحمل « برتقالة بديعة الجمال ». ويروي الأديب الانكليزي « صموئيل بيبس » ان « المخنثين » الانكليز كانوا يحملون زجاجات زيت البرتقال لتعطير قفازاتهم. وذكر الروائي الانكليزي « جيمس شارلي » في القرن السابع عشر انه كان هناك رجال يحملون في جيوبهم ثماراً ناضجة من البرتقال « لتعطير جو الحديث » !..

وكانت للملك شارل الأول حديقة كبيرة للبرتقال في « ومبلدون » تساوي الشجرة الواحدة منها ما بين عشرة جنيهات وعشرين جنيهاً ، وكان أصحاب البساتين في جميع أرجاء انكلترا يخصصون ساحات ضيقة من أراضيهم لزراعة مختلف أنواع البرتقال والليمون.

هكذا ـ اذن ـ ارتبط البرتقال بحياة الناس في مختلف أرجاء الأرض ، فكان طبيعياً ، والحالة هذه ، أن تمتزج بحياتهم امتزاجاً كلياً ، ورسمها الفنانون في الشرق والغرب على السواء في مواضع مختلفة تدور كلها حول ما تشيعه هذه الثمرة من

٣٥

البهجة والبركة. وحتى في أيامنا هذه ، كثيراً ما تستعمل زهور البرتقال تيجاناً للعرائس ، ولعل السبب في ذلك ما عرف من أن شجرة البرتقال الواحدة تنتج من الثمار عدداً وسيطاً يبلغ مائة برتقالة في السنة ، لمدة نصف قرن كامل.

تركيب البرتقال :

هناك قرابة مائتي نوع من البرتقال والثمار الحمضية المشابهة له ، وهو يحتوي على ثلاثة وعشرين عنصراً جوهرياً من العناصر الغذائية ، بما في ذلك سكر الفواكه والحديد والفوسفور والفيتامين ( ب ١ ) والفيتامين ( ب ٢ ) والنياسين ، أما من حيث احتواؤه على الفيتامين ( ث c ) فالبرتقال لا يجارى في هذا السبيل ، تضاف إلى ذلك البروتينات وحامض الليمون والكالسيوم والحديد.

إن تناول برتقالة واحدة عقب كل طعام يساعد كثيراً على الهضم ، لأن الحامض الموجود فيه. يثير الغدد المعدية فتنشط خميرة الهضمين ( الببسين pepsine ) التي تقوم بهضم الطعام. وكذلك يعتبر البرتقال مشهياً ممتازاً إذا تناوله الإِنسان قبل الطعام ، فهو خير ألف مرة من المشهيات الكحولية (١) ، أو الأدوية ، وفي هذا يقول تروسو :

ـ إن مثل الأدوية المقبّلة كمثل آلة تفتح بها قفل باب مغلق ، إنها تفتحه ولكن بعد أن تتلفه ، وخير المشهيات ما كان طبيعياً والبرتقال من خير المشهيات الطبيعية.

إن غنى البرتقال بالفيتامين ( ث c ) يجعله في مقدمة الأغذية الواقية والشافية (٢) على السواء ، فهو يساعد على تثبيت الكلس في العظام ، ويحول دون حدوث داء الحفر « الاسقربوط » وداء « بارلو » في الأطفال ، فيعيد اللثة المنكمشة إلى

__________________

(١) راجع الخمر في حرف الخاء.

(٢) ـ ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) سورة الشعراء : الآية ٨٠.

٣٦

موقعها ويحول ، دون تنخر الأسنان ، كما يوصف في الأمراض الانتانية المترافقة مع ارتفاع الحرارة ، وخاصة الحمى التيفية وذات الرئة والسعال الديكي وفي حالات اضطراب لون الجلد وتبدل لونه. ولعصير البرتقال اثر فعال في حالات النزف مهما كان منشؤه وفي وقف اقياء (١) الحمل.

أما أوراق البرتقال فتستعمل جرعات شافية ( ١٠ أو ٢٠ غراما في ليتر من الماء ) ضد آلام الرأس والفواق (٢) والسعال الصدري ، ولازالة طعم زيت السمك الكريه اثر تجرّعه مباشرة.

وأما الزهر فلنفس الاستعمال ، مضاد للتشنجات والخفقان والزحارات العصبية وضد الأرق والقلق.

وماذا عن عصير البرتقال ؟

لقد اعتاد الناس ، منذ انتشار حوانيت بيع عصير الفاكهة ، على الازدحام أمام تلك الحوانيت ، للعبّ من عصير البرتقال ظناً منهم ان الاكثار منه يزيد في الفائدة المتوخاة منه.

وكثيراً ما استقبلت في عيادتي مرضى يشكون قلة الفائدة التي يجنونها من

__________________

(١) الاقياء : اسم من القيء ، راجع القيء والمقيئ ومضادات التقيؤ في حرف القاف.

(٢) إن الفواق تقلص مفاجئ في عضلة الحجاب الحاجز بين الصدر والبطن ، وهو يتبع في العادة اعنات المعدة ولا سيما بعد اكلة ثقيلة ، أو نهم لم يتوافر فيه حسن المضغ للطعام ، وينشأ من تهيج اعصاب الحجاب وسائر عضلات التنفس ، كما ينشأ من أي التهاب يصيب هذه الاعصاب ربما ادى إليه مرض في الكبد أو المرارة أو المعدة أو اللوزتين أو الاسنان.

بيد أن هذه ليست كل قصة الفواق فقد يكون عرضاً من اعراض القلق النفساني أو الصرع أو الاذى الشديد للمخ.

( المرشد الطبي الحديث ص ٤١٣ ).

٣٧

عصير البرتقال ، رغم انهم يتناولون منه كؤوساً عديدة قد تصل إلى العشرة في اليوم الواحد ، وعبثاً أُحاول إِيضاح الأمر لهم وتبيان الطريقة التي يحققون بها الفائدة من هذا العصير ، فهم لا يستطيعون الاقتناع بأن كأساً واحدة تفيد أكثر مما تفيدهم عشرة كؤوس .. انهم يحسبون الأمر كماً وينسون حقيقته كيفاً.

وأراني الآن ، وأنا أضع هذا الفصل من الكتاب ، أُواجه حرجاً غير ضئيل ، إِذ كيف أستطيع شرح الأمر لقرائي ، وإيضاح الحقيقة لهم من غير أن أصدمهم فيما يعتقدونه عن فاكهتهم المفضلة وعصيرها الذهبي الضارب إلى الوردي.

كيف استطيع أن أُحدد الفارق الدقيق بين مردود « الكثير » ومردود « القليل ».

كيف أستطيع أن اُفسر لماذا تكون فائدة قليل من عصير البرتقال مؤكدة مثلما يكون ضرر كثير منه مؤكداً ؟..

لقد قالت العرب : « قليل من السم ينفع » .. مع أننا نعرف أن السم عقار (١) قاتل .. ومع أنه لا وجه للمقاومة « العلمية » بين السم وبين عصير البرتقال ، إِلأ ان هذا المثل يعتبر خير تفسير لذلك الفارق الذي حرت في كيفية إِيضاحه.. للفارق بين قلة تنفع وكثرة تضر ...

وأَراني قبل ، ان اضع الأمر امام عقل القارئ وعينيه ، مضطراً إلى تنبيهه وجوب التمعن فيما اقول ، وإِلى فهمه على حقيقته ، فلا يبالغ في تقدير الخطر ، لا ولا يستهين به ، وإِنما ينظر إِليه ـ هكذا أتمنى ـ كما يجب أن ينظر من غير زيادة ولا نقصان.

لقد قام كل من الدكتور « يغلي » والدكتور « كاير » بدراسة أثر عصير البرتقال على المصابين بالقرحة الاثني عشرية في احد مستشفيات شمالي كارولينا ، فوقع اختيارهما على واحد وخمسين مصاباً بالقرحة ليكونوا وسيلة للدراسات ..

__________________

(١) العقاقير : اخلاط الدواء ، واحدها العقار ، سُمِّيَ بذلك لأنه كأنه عقَر الجوف. ( معجم مقاييس اللغة ).

٣٨

كان تسعة عشر منهم مصابون بالقرحة الحادة ، وأربعة عشر بلغوا المراحل الأُولى لتكوِّن القرحة ، أما الثمانية الباقون فكانت اصابتهم بالقرحة هاجعة وغير ظاهرة ... وكان الغذاء الرئيسي الذي تناولوه جميعاً هو عصير البرتقال ، وبعد مدة معينة سجل الطبيبان الملاحظة التالية :

ـ الفئة الاُولى : ازداد شعورها بالألم والحرقة والحموضة.

ـ الفئة الثانية والثالثة : لوحظ لديهما ازدياد الأمراض المعدية.

وبعد هذه التجربة كتب الطبيبان يقولان :

ـ إن عصير الفواكه الحمضية يزيد من أعراض القرحة المعدية والاثني عشرية.

وفي مستشفى « مايو » الشهير ، اجرى الطبيبان « ستافي » و « لافدت » دراسات لمعرفة اثر عصير الليمون (١) والمواد الحمضية الاُخرى على الإِنسان ، فاختاروا خمسين شخصاً اعتادوا على تناول عصير البرتقال أو عصير الليمون كل صباح بعد الاستيقاظ مباشرة ( هذه عادة منتشرة بين عامة الناس في الغرب والشرق على السواء ويقصد منها اما مكافحة السمنة أو معالجة الإِمساك ) (٢).

لقد بينت الدراسات التي اجراها الطبيبان ان العصير الحمضي قد حطم مادة الكالسيوم (٣) في الاسنان ، فبعض الذين اُجريت عليهم التجربة فقدوا أسنانهم الأمامية ، اما الآخرون فقد احدث العصير ثغرات ونخوراً في أسنانهم.

وأجرى الدكتور « كاري ميلز » دراسات طريفة على الفئران لمعرفة الفرق بين الذي يحدثه العصير والأثر الذي يحدثه نفس الفاكهة بدون عصير ، فأطعم فريقاً من الفئران فاكهة دون تقشير ، واقتصر في تغذية الفريق الثاني على العصير ، وفي اليوم

__________________

(١) راجع الليمون في حرف اللام.

(٢) راجع الإمساك في حرف الميم.

(٣) راجع ما هو الكالسيوم في حرف الكاف.

٣٩

السادس ماتت الفئران كلها فدرس الدكتور ميلر أسنانها ، ثم كتب في مجلة التغذية : ان أثر العصير في حفر الأسنان أشد من اثر الفاكهة غير المعصورة.

هذه الدراسات الواسعة التي اُجريت لدراسة أثر عصير الفاكهة في الأسنان قد دلت دلالة قاطعة على الأثر الذي يتركه هذا العصير في الأسنان ، فلقد تبين ان العصير الذي يتناوله البعض عادة بين وجبات الطعام يجعل الفم وسطاً مساعداً على نمو الجراثيم ، وذلك لوجود السكر في العصير ، فإن سرعة تفريخ الجراثيم في هذا الوسط تبلغ الملايين بعد ربع ساعة فقط من دخول العصير إلى الفم.

على ان الاذى الذي يحدثه الافراط في تناول العصير لا يقتصر على الاسنان وحدها ، بل انه لا يكاد يقاس بالأذى الذي يسببه لبعض اعضاء الجسم الاُخرى.

فقد تبين أن تناول العصير بكميات كبيرة ، يتطلب أن يمتص الجسم مقادير كبيرة من حامض الليمون الذي يوجد عادة في العصير ، وهذه المقادير تشيع الخلل في نظام توزيع الكالسيوم في انحاء الجسم.

وقد اشار الدكتور « اولمان » في كتابه « الغذاء وأثره في الرشوحات (١) والالتهابات الأنفية » إلى أن ارتباك نظام توزيع الكالسيوم يعرقل العمليات الدفاعية في الجسم ، تلك العمليات التي تنظم مقاومة الأمراض وخاصة الالتهابات. وينصح الدكتور اولمان في كتابه المذكور بضرورة تخفيف استهلاك عصير الفواكه الحمضية لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يفتقرون إلى مادة الكالسيوم.

إِن الفواكه ـ كما هو معلوم ـ تحتوي على السكر بنسبة ١٥% تقريباً ، وبديهي ان نسبة السكر في العصير أكثر منها في الفاكهة قبل عصرها ، وقد اكتشف الدكتور « ملفين بيج » من المؤسسة الكيميائية في فلوريدا ، ان هذا السكر رغم فائدته ، يؤثر في الجسم إذا ما اُستهلك بكثرة ، إِذ يتسبب في اختلال نظام توزيع السكر في الدم ، إذا ازدادت

__________________

(١) راجع الرشح في حرف الراء.

٤٠