الغذاء دواء

أحمد الوائلي

الغذاء دواء

المؤلف:

أحمد الوائلي


الموضوع : الطّب
الناشر: محلاتي
المطبعة: ثامن الحجج
الطبعة: ١
ISBN: 964-7455-26-7
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

مضاعفات المرض كضعف الذاكرة والخدر ، أو فقدان الحس في الأطراف نتيجة لإصابة الأوعية الدموية بأضرار السكر واختلال الدورة الدموية فيها .

ويلاحظ أن أكل أكثر من ٣ ـ ٤ فصوص من الثوم يومياً : يخرش المعدة والأمعاء ويفسد الهضم . ( التداوي بالأعشاب ص ٩٦ و ٩٧ ) .

قال د صبري القباني : أما المحذور الذي يجعل الناس يقللون من استعماله ، ونعني به الرائحة الكريهة التي يبعثها من الفم ، فإن بالإمكان تلافيه بتناول بضع (١) وريقات من نبات اخضر ، أو بحبة من الكوروفيل المركّز تؤخذ مرة كل ثماني ساعات . ( الغذاء لا الدواء ص ١٨٩ ) . ويلاحظ أن رائحته الكريهة في الفم تضعف كثيراً إذا مُضغ معه بقدونس (٢) أو قطعة من التفاح ، وإن طهي الثوم يقلل من فائدته .

٢ ـ البصل : وفيه فيتامين C س ، ومادة الكلوكونين التي تعادل الانسولين بمفعولها في تحديد نسبة السكر في الدم .

وأكل بصلة متوسطة الحجم يومياً يخفض كمية السكر في دم المصابين بالبول السكري كالانسولين ، ويقلل عندهم جفاف الفم والشعور بالعطش ، وبما أن البصل لا يحتوى على النشاء فإن بإمكان المصابين بالسكري تناوله دون محذور .

٣ ـ الكرفس : الذي هو طويل العود أي الكرفس الإيراني ، عصارة عوده فقط تخفض السكر دون ورقه عن تجربة ، ويجب منعه على أصحاب الصرع ويمنع على الحامل لإضراره بالجنين ويمنع على المرضعات لأنه يقلل إِفراز اللبن عندهن ، وكذلك يمنع على مَن يثير الحساسية عنده ، وهذا المنع يشمل الكرفس ذو العود الصغير أيضاً .

٤ ـ شاهي : هو من الخضروات الإيرانية وفيه محذور لحرارته وإنه نافع لمرض

______________________

(١) البضع : عدد لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد على تسعة .

(٢) العراقيون يسمونه معدونس .

٢٤١
 &

سكر الدم لكنه لا يستأصل العلة .

٥ ـ الباذنجان : ينفع اصحاب السكر ، لكن على أصحاب المعد الضعيفة بعدم الإكثار من تناوله لأنه صعب الهضم ، إِذ يستغرق هضمه أربع ساعات ، وهي مدة تعتبر طويلة بالنسبة للأغذية الاُخرى .

٦ ـ البامية .

٧ ـ الكوسا : ويسمى بالعراق شِجَر ، وقد يسميه البعض ملا احمد .

٨ ـ ورق الحلبة وكذلك حب الحلبة : أيضاً نافع ، لكن الحلبة تضر المبتلى بهبوط الضغط أي أن الحلبة تخفض ضغط الدم ، وكذلك تمنع على أصحاب الحمى ، والإكثار منها يصدع الرأس ، ويصلحها الخبز أو السكنجبين .

٩ ـ الملفوف : ومن أسمائه : الكرنب ، وفي الشام : اللخنة ، وفي العراق : لَهانة .

أوراقها ملتفة حول نفسها مكونة على شكل كرة ، قال د صبري القباني : الملفوف خصم غير مستحب للذين يشكون قصوراً كبدياً ، أو قصوراً في الكيس الصفراوي لان الملفوف في هذه الحالة يزيد حالتهم المرضية سوءاً ، نفس القول يوجه الى المصابين بالحصيات البولية والنقرس ، لأن الملفوف قد يحدث لهم « نوبات » حادة مفاجئة ( الغذاء لا الدواء ص ٢١٨ ) . كما يمنع على أصحاب أمراض الغدة الدرقية الرابضة في مقدمة العنق .

١٠ ـ الطماطم : وتسمى البندورة أيضاً .

١١ ـ السبانخ أو الأسفاناخ : ينبغى عدم الجمع بينه وبين الحليب في وجبة واحدة ، كما يمنع عن المصابين بأمراض الكلى والكبد وحصى الكلى وحصى الحالبين ولا يناسب مرضى النقرس .

١٢ ـ الخيار .

١٣ ـ الخس .

١٤ ـ الليمون الحامض : والافراط فيه يسبب مضاعفات خطيرة

٢٤٢
 &

لإضعافه العصب .

١٥ ـ عصير حصرم العنب : وإنه لا يخلو من محذور لشدة حموضته .

١٦ ـ الزيتون .

١٧ ـ زيت الزيتون .

١٨ ـ دهن الجوز .

١٩ ـ السماق .

٢٠ ـ المحلب .

٢١ ـ التوت المجفف : ويسمى في العراق : تكي بتشديد الكاف ، ويمكن تناول المجفف مع الشاي بدل السكر ( الشكر ) .

٢٢ ـ البندق : ومن أسمائه : جلوز بكسر الجيم وتشديد اللام ، لكنه يولد الرياح ويبطئ بالهضم .

٢٣ ـ بزر القطونا : يضاف إِليه ماء مغلي حتى يصير كاللعاب ثم يشرب ، ولا يجوز سحقه بأي حال من الاحوال أي لا يجوز طحنه ففيه خطر شديد .

٢٤ ـ الخل : والإكثار منه يهزل البدن ، ويضر بالحائض .

٢٥ ـ القهوة .

٢٦ ـ الشاي .

٢٧ ـ شير خشت .

إن الأغذية أو الأدوية قد تنفع من جهة ، لكنها قد تضر من نواحى أُخرى ، وأن ما ذكر من الأغذية هو فقط مباح لأصحاب السكر ، وأنها لا تستأصل داء السكر ، ولا تسبب مضاعفات لأصحاب السكر .

الأطعمة الممنوعة على مرضى السكر

١ ـ السكر ( الشكر ) .

٢ ـ الرطب والتمر ودبس التمر .

٢٤٣
 &

٣ ـ العسل التجاري .

٤ ـ كافة الحلويات المصنَّعة التجارية والبيتية .

٥ ـ المعجنات المحلّاة ومنها البسكويت والشكولاتة ويسمى ( الچكليت ) بالعراق ويمنع الكيك والكليچه وما شابه .

٦ ـ العنب .

٧ ـ الزبيب .

٨ ـ القشمش ، ويقال الكشمش بالعراق .

٩ ـ الشوندر ، ويقال الشونذر وهو لفظ محلي عراقي .

١٠ ـ المربيات بأنواعها .

١١ ـ الفواكه المجففة والمعلبة .

١٢ ـ المشروبات السكرية .

١٣ ـ المشروبات الغازية .

١٤ ـ الرقّي ، ويلفظ بوسط وجنوب العراق بالرگي وفي شماله بالدِبشي بكسر الدال وسكون الباء ؛ لكنه في الشام يسمونه البطيخ ، ويقصدون بالبطيخ هو الذي يسمى في العراق الرگي ذو القشر الأخضر ، وإذا أرادوا البطيخ ذو القشر الاصفر قيّدوه بالإضافة فيقولون بطيخ أصفر فبهذه الإضافة يعرف أيهما المقصود ، ويقال له الشمام أو القاوون .

١٥ ـ البطيخ باللهجة العراقية تلك الثمرة ذات القشر الأصفر .

١٦ ـ الموز ويسمى الطلح .

١٧ ـ الجزر .

١٨ ـ البلوط .

١٩ ـ البطاطا ، وقد تسمى بطاطس لكنها تلفظ في العراق بالبتيتة .

٢٠ ـ الأرز أو الرز ، ويسمى التمن في العراق وإذا طُبِخَ يسمى طبيخ .

٢٤٤
 &

٢١ ـ الخبز ، وأشده ضرراً الخبز الأبيض ، المصنوع من الدقيق الخالي من النخالة فهو خال من الفيتامينات .

٢٢ ـ الحنطة ، وتسمى البُر أو القمح .

٢٣ ـ المشمش .

٢٤ ـ الخوخ .

٢٥ ـ البزاليا أو البازلا .

٢٦ ـ الشلجم أو السلجم أو الشلغم أو اللفت .

٢٧ ـ الشعير .

٢٨ ـ الذرة .

٢٩ ـ الحمص .

٣٠ ـ اللوبياء .

٣١ ـ التين .

٣٢ ـ التفاح .

٣٣ ـ البرتقال .

٣٤ ـ قصب السكر .

٣٥ ـ اللبن .

٣٦ ـ العدس .

٣٧ ـ انواع الخمور .

٣٨ ـ الكمثرى ، ويسمى العرموط في العراق .

٣٩ ـ السفرجل .

٤٠ ـ آيس كريم أو بوظة أو موطة .

٢٤٥
 &

السمسم

قال جالينوس : « فيه من الجوهر اللزج الدهني مقدار ليس باليسير ولذلك هو للسحاج متين ويسخن أيضاً إسخاناً معتدلاً وهذه القوة بعينها هي موجودة في دهنه وهو الشيرج (١) .

قال الرازي : إنه أكثر البزور دهناً ولذلك يزنج سريعاً ويتغير ، ويُشبع أكله سريعاً ، وهو يغثي ويبطئ الانهضام ويغذو البدن غذاء دسماً دهنياً ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه بيِّنٌ انه ليس يمكن أن يقوي المعدة وغيرها من الأعضاء التي في البطن ؛ كما لا يمكن ذلك في شيء من الأشياء الدهنية ؛ ولان الخلط المتولد من السمسم خلط غليظ ضار لا ينفك أيضاً من المعدة سريعاً ويهيج العطش .

دهن الحل بالحاء المهملة (٢) ضار للمعدة ، مفسد لها .

قال ديسقوريدوس : هو رديء للمعدة يبخر الفم إذا أُكل وبقيت منه بقايا فيما بين الأسنان .

وإذا خُلط بدهن الورد : سكن وجع الرأس العارض من إسخان الشمس (٣) .

قال ابن ماسويه : حار في وسط الدرجة الاُولى ، رطب في آخرها ، لزج مفسد للمعدة ، مرخي الاعضاء التي في الجوف ، ودهنه أضعف فعلاً من جسمه وإن أُكِل بالعسل : قل ضرره .

وإذا لُطِخ الشعر بماء طبيخ ورقه : لينه ، وأطاله وأذهب الاتربة العارضة في الرأس .

______________________

(١) أي أن دهن السمسم من اسمائه يسمى الشيرج .

(٢) أي دهن السمسم من أسمائه يسمى دهن الحل أيضاً .

(٣) ظاهراً طلاء لعدم ذكره الكيفية التي يستخدم فيها .

٢٤٦
 &

وإن طبخ دهنه بماء الآس وبالزيت الانفاق (١) : كان محموداً في تصلب الشعر ونفى الحكة الكائنة من الدم الحار . والمقلو من السمسم أقل ضرراً .

قال ماسرجويه : نقيع السمسم يدر الحيضة وإذا قُلي السمسم وأُكل مع بزر الكتان زاد في الباه (٢) .

قال المنصوري : إذا قُشر وقلي صلح غذاؤه وهو يسمن إذا هضمته المعدة تسميناً صالحاً .

قال اسحاق بن عمران : نافع من أمراض الصدر والرئة والسعال .

ودهنه يقطر في الآذان للسدة التي تكون فيها .

قال الشريف : إذا مزج دهنه بمثله موم (٣) وعمل منه ضماد على الوجه حلل تقبضه ولينه وصقله وحسن لونه وإذا تضمد به على العصب الملتوي : بسطه وقومه .

قال في التجربتين : دهنه ينفع من التشنج اليابس أكلاً ودهناً .

قال ابن سينا : جيد لضيق النفس والربو ، مسقط للشهوة ويسرع نزوله بقشره ، فإذا قشر : أبطأ نزوله .

قال الغافقي : دهنه ينفع من السعفة (٤) ، وينفع بإدمان أكله بالخبز مَن في

______________________

(١) زيت الانفاق : هو الدهن المعتصر من الزيتون ، فإن اُخذ اول ما خُضِّب بالسواد ودق ناعماً وركب عليه الماء الحار ومرس حتى يخرج فوق الماء فهو المغسول ويسمى زيت إنفاق ، وإن عصر بعد نضج الثمرة وطبخ بالنار بعد طحنه وعصره بمعاصير الزيت فهو الزيت العذب . ( تذكرة أُولي الالباب : ج ١ ، ص ١٨٣ ) .

(٢) الباه : الجماع .

(٣) الموم : شمع العسل .

(٤) السعفة : هي القروح الرطبة والبثور التي تطلع على رؤوس الأطفال ووجوههم ؛ وقيل : ربما كانت قحلة يابسة وربما كانت رطبة يسيل منها صديد وقيل : لها ثُقَب صغار ترشح منها

=

٢٤٧
 &

صدره قرحة ومن قد استولى على يديه اليبس . ( الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج ٣ ، ص ٣٠ ) .

قال الأنطاكي : « السمسم : هو الجلجلان بالحبشية وهو نبت فوق ذراع وقد يتفرع ويكون بزره في ظرف كنصف الأصبع مربع إلى عرض ما ينفتح نصفين ، والبزر في أطرافه على سمت مستقيم ويقلع حطبه كل سنة ويزرع جديداً من بزره وأجوده الحديث البالغ الضارب إلى الصفرة ومتى جاوز السنتين فسد وهو حار رطب في الدرجة الاُولى ، يخصب البدن ويلينه ويفتح السدد ويصلح الصوت (١) ويزيل الخشونة وهو ثقيل عسر الهضم ، يرخى الأعضاء ويورث الصداع ويصلحه العسل وأن يقلى وقدر ما يستعمل منه خمسة دراهم » (٢) . ( تذكرة أُولي الألباب ج ١ ص ١٩٨ ) .

قال د . محمد رفعت : « السمسم : من المحاصيل الزيتية التي تدخل في صناعة الأغذية الشعبية ، ينبت برياً في الهند والحبشة ويزرع في بلاد شرقية كثيرة ، وأوراق السمسم غروية وبذوره زيتية يستخرج منها ( زيت السيرج ) والطحينة والكسب الذي يعطى للماشية مسمناً ومكثراً للألبان .

وحطب السمسم يستعمل وقوداً ، ورماده يحصل منه مقدار حسن من كربونات البوتاسا ويحضر من البذور مطبوخات وحقن شرجية لعلاج الامراض

______________________

=

رطوبة دقيقة ، فإذا كبرت الثقب واتسعت سمّيت شهدية تشبيهاً بشكل العسل وربما سميت عسلية وقيل : تتشقق وتتشعث ، وقيل : مرض جلدي فطري يتميز بلطخ حلقية خضابية مغطاة بحراشف وحويصلات ويشبه القرع .

(١) تنشأ البُحّة أو فقدان الصوت من جراء التهاب الحنجرة ، وهو عبارة عن التهاب وانتفاخ في الأوتار الصوتية يؤثر في قدرتها على التذبذب الطبيعي لإخراج الأصوات .

(٢) الدرهم : نصف مثقال وخمسه ، والدرهم : ستة دوانيق .

٢٤٨
 &

الجلدية والزيت : يؤكل وهو مغذ وملين ويدخل ايضاً في صناعة الصابون ، في تركيب مشمعات اللصق الطبية .

ويستعمل السمسم مدقوقاً لعمل اللبخ والمروخ ، ويكتسب الزيت رائحة غير مقبولة بتعرضه للهواء لأنه يتأكسد ، وتسمى هذه الرائحة ( زنوخة ) .

ولمنع الزيت من التزنخ يخلط ١٠٠ جرام من السكر الناعم مع ٦٠ جراماً من الزيت ، وبعد ذلك تضاف إلى ٢٥ لتراً من الزيت ، وهي تكفي لمنعه من التزنخ ولا تغير طعمه » . ( قاموس التداوي بالأعشاب : ص ١٣١ ) .

السمسم والطحينة والحلاوة الطحينية

السمسم نبات ذو أزهار بيضاء موشحة بالأحمر والأصفر يبلغ طوله ستين سنتيمتراً تقريباً ، تكثر زراعته في الشرق الأوسط وفي آسيا والسودان .

وقد عُرفت زراعته في الأزمان الغابرة للاستفادة من زيت بذوره (١) ، كما كان الأقدمون يزرعونه لاستخدامه في الزينة والتزيين ، وكانت أزهاره تتوسد صدور نساء الأقدمين .

تحتاج زراعته إِلى اراضي خصبة وأَمطار غزيرة ، وتقدر مساحة الاراضي المزروعة بالسمسم في سوريا وحدها بـ ٣٥٧٧٦ هكتاراً .

بذوره صغيرة ، وبشكل مبسط هي بلون بني غامق ، غنية بزيت يسمى ( السيرج (٢) أو زيت السمسم (٣) ) ، وهو زيت لطيف لونه أصفر ذهبي طعمه حلو لا رائحة له ولا يزنخ ( اي لا يفسد بسهولة ) خلافاً لبقية الزيوت .

______________________

(١) البذر للحنطة والشعير وسائر الحبوب : كالبزر للرياحين والبقول . ( فقه اللغة ص ١٤ ) .

(٢) السيرج : ذكره ابن البيطار باسم الشيرج اي بالشين المعجمة وليس بالسين راجع الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج ٣ ، ص ٣٠ .

(٣) لكن الدكتور محمد رفعت قال : يكتسب الزيت رائحة غير مقبولة بتعرضه للهواء لأَنه يتأكسد ، وتسمى هذه الرائحة ( زنوخة ) راجع قاموس التداوي بالاعشاب ص ١٣١ ) .

٢٤٩
 &

يستعمله الشرقيون عامة والعرب خاصة بسبب اثمانه البخسة ولسهولة هضمه .

لا يتجمد بدرجة الصفر ، بل يظل مائعاً حتى درجة ٥ تحت الصفر حموضته قليلة فبالكاد تبلغ ٠.٥٠ في المائة مقدرة بحموضة زيت الزيتون وتبلغ نسبة الزيت حوالي ٤٧ في المائة من السمسم .

تصنع الطحينة : من بذور السمسم الخام النيء بوضعها في الماء مدة بضع ساعات ، ثم يقشر بآلة ويحمص نصف تحميص ويسمى آنئذ : السمسم الأبيض ، وبعد ذلك يقشر السمسم الأبيض بآلة خاصة أو بفركه بين اليدين وتذريته ، ثم يحمص بأفران تشبه أفران الخبز وبطحن هذا السمسم يستحصل على الطحينة البيضاء .

أما بذور السمسم الأحمر المستعملة في صناعة الكعك والحلويات فهي بذور محمصة بعد التقشير دون أن تتعرض إلى ماء الكلس ورائقه .

وتستعمل الطحينة كما هو معروف في كثير من المآكل الشرقية الشعبية مع اللبن (١) ، والسمك كمادة مشهية ومغذية وإذا تركت الطحينة راكدة مدة من الزمن : فإن زيت السمسم يطفو على سطحها .

أما في المعامل : فيستحصل زيت السيرج من تثقيل الطحينة أي وضعها في أواني تدار بالكهرباء دوراناً سريعاً ، فتنتبذ الذرات الثقيلة أسفل الأواني ، ويطفو الزيت على السطح .

وتصنع الحلاوة الطحينية : من مزج وخلط الطحينة بعجينة السكر المعروفة عند العامة باسم ( الناطف ) ويترك المزيج مدة مناسبة ليتشرب زيت الطحينة وهكذا يتم صنع الحلاوة وتغدو صالحة للاستهلاك .

______________________

(١) اللبن : اللبن الخاثر ، الروب .

٢٥٠
 &

فوائد زيت السمسم والحلاوة :

يستعمل زيت السمسم من العصرة الاُولى مليناً بمقدار ملعقة كبيرة إلى ملعقتين كبيرتين .

اما إذا اُخذ بمقدار فنجان قهوة فهو مسهل .

ويستعمل الزيت المستخلص من العصرة الثانية في صناعة الصابون ، وفي غش بعض المواد الدسمة .

وزيت السمسم من خير الزيوت (١) وأفيدها ، فهو من المواد الدهنية التي تمد الإنسان بالوقود وتهبه الحرارة ، وغرام واحد منه يمنح المرء ضعف ما يمنحه له غرام من السكر ، لذلك كان السيرج طعاماً وقودياً يحتاج إليه الجسم ليدفع عنه غائلة البرد ، كما انه قد يدخره ويخزنه ليستعين به على رد غائلة الجوع ايام الصوم والفاقة .

وخير مزية لهذا الزيت هو عدم تجمده وسهولة هضمه ، والحيلولة دون حدوث تصلب الشرايين وبالتالي يمنع حدوث الجلطة القلبية والشلل وخناقات الصدر . . الخ من بعض الامراض التي تفشت بين ابناء هذا العصر ، ولفهم آلية منفعته هذه لا بد لنا من القاء نظرة على المواد الدهنية بعامة والزيوت بخاصة .

تتركب الادهان من مادة الغليسيرين Glycerine متحدة مع عدد من الاحماض تُعرف بالاحماض الدهنية ، فإذا كانت الاحماض غير مشبعة شكلت باتحادها مع الغليسيرين مواد دهنية سائلة كزيت السمسم وزيت القطن وزيت الذرة

______________________

(١) زيت الزيتون أفضل من زيت السمسم وذلك لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كلوا الزيت وادهنوا بالزيت فإنه من شجرة مباركة » ( الكافي : ج ٦ ص ٣٣١ ) .

وقال أيضاً : « من أدهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين ليلة » ( الشفاء في الطب حاشية ص ١٩١ ) .

وقال أيضاً : « عليكم بالزيت فإنه يكشف المرة ويذهب البلغم ويشد العصب ويحسن الخُلُق ويطيب النفس ويذهب بالغم » . ( مستدرك وسائل الشيعة ج ١٦ ص ٣٦٥ ) ، وهناك روايات اُخرى في بطون المصادر .

٢٥١
 &

وزيت عباد الشمس وزيت الزيتون وإن كانت اغلبية الاحماض الدهنية مشبعة كانت المواد الدهنية المتشكلة صلبة القوام نوعاً ما كالشحم والزبد والسمن .

ويتهم الاطباء المواد الاخيرة ( الادهان صلبة القوام ) باحداث تصلب الشرايين ورفع نسبة الكولسترول في الدم (١) ، الامر الذي يؤهل الإنسان للإصابة بتصلب الشرايين وتضيّق لمعات الاوعية بسبب تراكم ذرات الكولسترول داخلها ، كما تتراكم رواسب المياه والوحل داخل انابيب الماء فتجعل قطرها صغيراً وسيلان الماء فيها عسيراً .

ويعتبر العلماء الزيوت النباتية غير المشبعة مغذية اولاً وسهلة الهضم ثانياً ، وحالّة للكولسترول ثالثاً ، لذلك فعلى من يشكو ارتفاع الضغط وتصلب الشرايين وخناق الصدر أو ازدياد نسبة الكولسترول في دمه الاكثار من الزيوت النباتية والاقلال من المواد الدهنية الحيوانية ، إذ انه بذلك يقي نفسه شر كثير من الامراض ويضمن لشرايينه ليونية والستيكية لا تمنحها له علب الادوية المغلفة بالاوراق البراقة ، ولا الحبوب زاهية الالوان .

اما الكبد فتتمثل الزيوت النباتية وتحولها من تراكيبها المعقدة إلى تراكيب مبسطة تهب الجسم الحرارة والدفء والغذاء .

ونظراً لارتفاع اثمان السمن الحيواني والزبد ، ولاقبال الناس على التهام هذه المواد الدهنية وصدوفهم عن الزيوت لجأ الصناعيون إلى ( هدرجة ) الزيوت النباتية اي إضافة الهيدروجين للزيوت ، فحولوا احماضها من غير مشبعة إلى احماض مشبعة اكسبتها قواماً صلباً شبيهاً بالسمن ، اطلقوا عليها اسم السمن النباتي ، ومع

______________________

(١) قال الدكتور تانسي توشيت : يؤدي الإفراط في تناول الدهون ـ خصوصاً المشبعة ـ الى رفع نسبة الكولسترول في الدم مما يزيد من احتمالات امراض القلب والسكتة الدماغية . ( مرض السكر ص ٥٣٧ ) .

٢٥٢
 &

الاسف ليس للسمن النباتي خصائص الزيوت إذ فقدها من إشباع احماضه ، وغدا شبيهاً بالسمن الحيواني في آثاره كما شابهه في قوامه .

وأخيراً فالحلاوة الطحينية غنية ايضاً بالمواد السكرية التي تعين على مكافحة البرد ، وبالمواد الآزوتية المغذية بالاضافة إلى احتوائها على بعض المعادن المفيدة كالحديد المقوي الذي يصفه الأطباء للنازفين وفقيري الدم بالهيموغلوبين وكالفوسفور المغذي لحجيرات الدماغ والحجيرات التناسلية .

لذلك فالحلاوة الطحينية مفيدة للاطفال والطلاب كما تفيد الشيوخ والطاعنين في السن ، وهي غذاء شعبي رخيص الثمن في متناول ايدي الفقراء فضلاً عن الاغنياء . ( الغذاء لا الدواء ص ٣٧٣ ـ ٣٧٦ ) .

السمنة

البدانة ( السمنة )

ليس من الصحة في شيء أن يكون الإنسان بديناً جداً ، فالبدانة تسبب ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية والجلطات الدماغية والبحص والسكري والتهابات المفاصل ومشاكل أُخرى كثيرة .

يجب أن يخفف البدينون أوزانهم بالطرق الآتية :

* تحاشي تناول الدهنيات والأطعمة الزيتية .

* عدم أكل السكر أو الحلويات .

* القيام بالتمارين الرياضية .

* عدم الإكثار من تناول الطعام وخصوصاً الاطعمة النشوية كالذرة والخبز والبطاطا والأُرز وغيرها . وعليهم أن لا يتناولوا إلا قطعة واحدة من الخبز مع كل وجبة طعام ، على أن بإِمكانهم تناول الفواكه والخضار واللحم المشوي .

* يجب ألا يتناولوا أي شيء بين وجبة واُخرى .

٢٥٣
 &

إن شئت أن تخفص وزنك فكل نصف ما تأكله الآن ( مرشد العناية الصحية ص ١٢٧ ) .

كيف تؤدّي الحُرَيْرات إلى السُمنَة ؟

الحُرَيراتُ لا تسبب السمنة ، فهي ليست طعاماً بل هي وحداتُ قياسٍ . وما تقيسُه هو الطاقةُ أو الحرارة . ومن هنا سُمِّيَت « حُريرة » اشتقاقاً من الحرارة .

إنَّ الحُرَيرَةَ الواحدةَ هي مقدار من الحرارة اللازمِة لرفعِ سخونةِ غرامٍ من الماءِ درجة واحدة . وعندما نطبِّقُ هذا الشكل من القياسِ على الطاقة في الغذاءِ ، فإننا نستعملُ وحدة أكبر ، حرورة الكيلوغرام . وتساوي هذه الحرورة ألف حُرَيرةٍ عاديةٍ .

ولكن ماذا عن علاقة الحرورة بالسمنةِ ؟ إن الطعامَ الذي نتناولُهُ يمكن اعتبارهُ « وقوداً » . وفي الحقيقة ، فإنَّ تحلُّلَ الطعامِ في الانسجةِ (١) هو شكلّ من التأكسُدِ أو الاحتراق . ولما كنا نحرصُ على قياسِ هذا الوقود ومعرفة مقدار ما نأخذهُ منه وما يحتاجُ إليه الجسم ، فإننا نستعملُ الحرورةَ أو الحُرَيرات .

يحتاجُ كل شخصٍ إلى مقدار مختلف من الحرورات لكي يعيش . ويمكنُ مع ذلك وضعُ قواعد أو متطلّباتٍ عامة . فمثلاً يحتاجُ البالغُ المتوسط من الفين إلى ثلاثة آلاف حُريرة في اليوم . ولكن لنفرض أنك عامل في مصنعٍ وتستنفذُ طاقة أكثر في الشغلِ ، فإنك ستحتاجُ إلى ثلاثة آلافٍ وأربعمائة حريرة . وماذا عن المصارعين ورافعي الاثقالِ الذين لا ينفعون ولا يضرون ؟ أنهم يحتاجون إلى أربعة آلاف حريرة أو أكثر .

ويحتاجُ الأطفالُ إلى حريرات أكثر من البالغين . ولا يحتاجُ المسنون إلا إلى القليل لأن اجسادهم لا تستطيعُ حرقَ الوقود كأجسادِ اليافعين . وحاجةُ العاملين في

______________________

(١) النسيج : مجموعة من الخلايا من النوع نفسه تعمل معاً ؛ الانسجة المختلفة تشكل عضواً . ( موسوعة جسم الإِنسان ص ١٠٧ ) .

٢٥٤
 &

الأماكنِ المكشوفةِ أكثر من حاجةِ العاملين في الغرف المغلقةِ .

وماذا يحدُثُ لو تناولتَ حُريراتٍ أكثرَ مما تحتاجُ إليه ، أي أكثرَ مما تستهلك في مجرى الدم ؟ (١) أن « الوقودَ » الذي يزوِّدُك بالحريرات يتحول عندئذ إلى دهن (٢) مخزونٍ ! وهذا هو سبب القلق من مسألة الحريرات . والمبدأ العامُ للحدِّ مما زاد منها عن الحاجةِ هو الإقلالُ من السكّريات والدهونِ والنشويّات الطعام . ( غرائب جسم الإنسان وعجائبه ج ٤ ص ٥٤ ) .

* علاقة السمنة بروماتيزم الركبة :

توصل فريق من الأطباء بكلية الطب جامعة الأزهر تحت إشراف د . محمد بسيوني ، اُستاذ الأمراض الروماتيزمية (٣) بالكلية ، إلى نتائج هامة لأول مرة ، حول علاقة السمنة المفرطة بروماتيزم الركبة .

______________________

(١) الدم : هو وسيلة النقل الرئيسية للجسم ، ينقل الاُوكسجين والمغذيات والمواد الحيوية الاُخرى إلى انسجة الجسم ، وينقل الفضلات منها بعيداً . ( دليل الاسرة الصحي : ج ٣ ، ص ٢٢ ) .

(٢) دهن : الدهون مغذيات تستخدم في توفير الطاقة ، وفي بناء الجسم تُختزن الدهون تحت الجلد ، للحفاظ على الدِّفء ؛ من الاطعمة الغنية بالدهون اللبن وسائر المنتجات اللبنية الاُخرى ، واللحم والبيض . ( موسوعة جسم الإِنسان ص ١٠٥ ) .

الدهون : إنها المصدر الاكثر تركيزاً للسعرات الحرارية في الغذاء . وتوجد الدهون المشبعة في المنتجات الحيوانية بالدرجة الاُولى . والدهون غير المشبعة توجد في المصادر النباتية ويمكنها ان تكون احادية عدم التشبّع مثل زيت الزيتون او متعددة عدم التشبّع مثل زيت الذرة ، ويؤدي الإفراط في تناول الادهان ـ خصوصاً المشبعة ـ إلى رفع نسبة الكولسترول في الدم مما يزيد من احتمالات امراض القلب والسكتة الدماغية . ( مرض السكر ص ٥٣٧ ) .

(٣) الروماتيزم : اسم يطلق على امراض متعددة تصيب الجهاز العضلي الصقلي ، وصفته الالم والتيبس في المفاصل . ( دليل البدائل الطبية : ص ٧٢٧ ) .

٢٥٥
 &

ففي دراسة علمية على مائة مريض ومريضة بالروماتيزم (١) تراوحت أعمارهم بين ٣٠ إلى ٦٠ عاماً ، نصفهم من المصابين بالسمنة المفرطة ، والذين تتراوح أوزانهم بين ٩٠ إلى ١٢٥ كجم ، والنصف الآخر من معتدلي الوزن ، والذين تتراوح أوزانهم بين ٥٥ إلى ٦٥ كجم . . . وأكدت نتائج الفحوص الطبية زيادة نسبة الإصابة بروماتيزم الركبة بين أصحاب الأوزان الثقيلة بمقدار الضعف ، بالمقارنة بنسبة إِصابة معتدلي الوزن ، فضلاً عن الإصابة بالضعف الشديد في عضلات البطن ، مما ينعكس بصورة مباشرة على عظام الساقين ، حيث تصاب بالتقوس نتيجة لزيادة الوزن .

وقد تميز نحو ٨٠% من ركب المصابين بالسمنة (٢) المفرطة بالخشونة الزائدة ، في حين انخفضت هذه النسبة إلى ٤٠% في الأوزان الطبيعية . . . كما أظهرت النتائج ضعف عضلات الفخذين بنسبة ٥٢% من أصحاب الأوزان الثقيلة ، في حين انخفضت هذه النسبة إلى ٢٤% بين أصحاب الأوزان الطبيعية . . . وقد أوضحت صورة الأشعة وجود ضيق بين الفقرات القطنية ، خاصة الفقرات الخمسة العجزية الأُولى ، مع وجود انحناء زائد في الفقرات إلى الأمام ، وتقوس عظام الحوض إِلى الخلف ، وانثناء الركبتين إلى الأمام لحفظ التوازن مما يجعل جسم البدين على هيئة حرف إس « S » . ( ثبت علمياً ص ٢٤ ) .

______________________

(١) قال الدكتور امين رويحة : يعتبر التفاح علاجاً ناجحاً في معالجة الروماتيزم ، وذلك بأن يستمر المصاب على اكل كيلو واحد من التفاح كل يوم ، ولمدة اربعة اسابيع متتالية ( التداوي بالاعشاب ص ٩٠ ) .

(٢) يعتبر سمك طبقة الجلد في منطقتي الذراع والبطن من الملامح المميزة لحالات السمنة ، فإذا زاد سمك جلد الذراع عن ١.٥ سم يعتبر الشخص مصاباً بالبدانة ، وقد لوحظ ان هذه الابعاد تصل إلى ٥.٥ سم في حالات الزيادة المفرطة في الوزن ، كما لوحظ انه لا توجد علاقة واضحة بين زيادة الوزن وتقدم الشخص في العمر .

٢٥٦
 &

* السمنة تسبب تآكل الغضاريف (١) :

ثبت علميَّا أن السمنة ـ ولا سيما إذا كانت مفرطة ـ تؤدي إلى تآكل الغضاريف (٢) ، وتؤثر على المفاصل ، نتيجة الاحتكاك والضغط المفصلي اللذين يعملان على تفتيت الغضاريف ، داخل المفصل ، ولا سيما مفاصل الركبة والفقرات القطنية للعمود الفقري .

ومن أهم مضاعفات ذلك أن الغضاريف تختفي نهائياً ، ويتحول المفصل إلى مفصل عظمي تماماً ، ولا يتحمل الثقل أو الحركة ، ويضطر الشخص إلى الخلود للراحة ، ويدخل في دائرة مفرغة من زيادة الراحة وعدم الحركة ، فيزداد الوزن أكثر وأكثر ، وكلما زاد الوزن قلت الحركة ، فضلاً عن الآلام اثناء الحركة أو العجز عنها . ( ثبت علمياً ص ٢٥ ) .

السواك

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في السواك عشر خصال : يطيب الفم ، ويشد اللثة ويذهب البلغم ، ويجلو البصر ، ويذهب بالحفر ، ويصلح المعدة ، ويوافق السنة ، ويفرح الملائكة ، ويرضي الرب ، ويزيد في الحسنات ( كنز العمال ج ٩ ص ٣١٤ حديث ٢٦١٨ ، والاحكام النبوية في الصناعة الطبية : ج ٢ ص ١١٦ ) .

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : السواك يذهب بالبلغم ويزيد في العقل ( ثواب الاعمال ص ٣٤ حديث ٣ ) .

______________________

(١) من بحث منور بصحيفة الاهرام الصادرة في ٢٣ / ٧ / ١٩٨٧ بتصرف .

(٢) الغضروف : مادة متينة مطاطية القوام تدعم اجزاءً من الجسم ، مثل الانف والاُذُنين ، وهي أيضاً تغطي نِهايات العظام حيث تلتقي جوانب المفاصل . ( موسوعة جسم الإِنسان : ص ١٠٦ ) .

٢٥٧
 &

* السواك واكتشاف الأبحاث الكيميائية (١) :

أثبتت الأبحاث الكيميائية التكوين الكيميائي للسواك . . فهو يتكون من ألياف سليولوزية وبعض الزيوت الطيارة والأملاح المعدنية ، وأهمها كلوريد الصوديوم ، وملح الطعام ، وكلوريد البوتاسيوم ، واكسلات الجير ، وبعض المواد العطرية . . ويعتبر السواك من وجهة النظر الطبية أفضل فرشاة أسنان طبيعية ، بل ويفوق الصناعية ، إذ أن تركيبه ـ كما أثبت العلم ـ يضم موادَّ مضادة للجراثيم والميكروبات (٢) تفوق في فاعليتها البنسلين ، وتمنع التهاب الفم وتقرحه ، وبالتالي من تسرب الأمراض من الفم إلى المعدة ، كذلك تمنع تكوين البؤر الصديدية العفنة التي تنتج عنها رائحة الفم الكريهة ، مما تجعل صاحبها موضع نفور وازدراء ، فضلا عن أن السواك يقوم بتدليك اللثة وتنشيط الدورة الدموية فيها ، وهي العملية المسماة بالمساج .

وأثبتت الأبحاث أن السواك (٣) يحتوي على نسبة كبيرة من الفلورايد

______________________

(١) السواك يؤخذ من شجرة تسمى « الأراك » واسمها العلمي « سلفا دورابريسكا » وهي تنمو في مناطق عديدة حول مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وفي اليمن ، وفي مناطق بأفريقيا . . وهي شجرة قصيرة لا يزيد قطر جذعها عن قدم . أطرافها مغزلية ، وأوراقها لامعة ، وجذوعها مجعدة ، ولونها بني فاتح . . والجزء المستعمل هولب الجذور ، حيث تجفف بعيداً عن الرطوبة ، وقبل استعماله يدق بواسطة آلة حادة ثم تسوك به الأسنان ، وكلما تآكلت اطرافه يقطع هذا الجزء ويستعمل جزء آخر ، وهكذا .

(٢) مما هو جدير بالذكر أن مدير معهد الميكروبات والاوبئة في جامعة « روستوك » بألمانيا الشرقية قد نشر بحثاً أثبت فيه أن السواك الذي يستعمله المسلمون من عصر نبيهم من أرقى وسائل تنظيف الأسنان ، لاحتواء السواك على مادة فعالة مضعفة للميكروبات تشابه في مفعولها فعل البنسلين .

(٣) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السواك في الفم يثبت الاضراس . ( الفردوس بمأثور الخطاب ج ٣ حديث ٤٩٣٧ ، كنز العمال ج ٦ حديث ١٧٢٠٨ ) .

=

٢٥٨
 &

الواقي من تسوس الأسنان ، ويعطيها مقاومة عالية ضد ذوبان الأحماض التي تفرزها البكتريا أثناء وجود مقدمات التسوس . كما يعمل الفلورايد على تقليل درجة حموضة الإفرازات البكتيرية في داخل الفم ، مما يقلل من سرعة ذوبان أجزاء الأسنان الخارجية في هذه الاحماض . . ويساعد الفلورايد على إعادة ترسيب المادة المفقودة من الأسطح الخارجية المتأثرة سابقاً بالتسوس ، مما يزيد من مقاومتها مستقبلاً للتسوس من إحباط نمو البكتريا المسببة للتسوس في الفم .

أما المادة الكيميائية الثانية الموجودة في السواك فهي « السليكون » ولأن المادة طبيعية سطحية خشنة ، مما تساعد على إزالة الفضلات والألوان المترسبة على الاسطح الخارجية للأسنان . . . أما القلويات الموجودة في السواك فإنها تعطي نكهة وطعماً لذيذاً للسواك . . وكذلك لها أثر على توقيف نشاط البكتيريا في الفم ، وتهدئة الالتهابات في اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان . وتوجد القلويات أنواع السواك الماخوذة من نباتات « الروتاسيد » . . أما المواد الكيميائية المسكنة لآلام الأسنان فقد وجدت في نباتات « قنارا والكورنية » .

كما أثبتت الأبحاث الطبية احتواء السواك على المضادات الحيوية ، وقلويات ، ومواد مطاطية ، ومواد شمعية ، ومواد صمغية ، وبعض الزيوت الأساسية ، والكلورين ، وفيتامين « ج » .

ويحتوي السواك على مادة « التانين » التي تتفاعل مع المواد الشمعية ، وتعمل على شد الأنسجة المخاطية المرتخية للثة والأنسجة المحيطة بها ، مما يعطي هذه الأنسجة قوة وَشِدَّة تماسك اكثر وتكون المواد الشمعية في السواك طبقة عازلة رفيعة

______________________

=

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السواك يزيد الرَّجُل فصاحة . ( الفردوس بمأثور الخطاب ج ٢ حديث ٣٥٤٩ ، ومكارم الأخلاق ج ١ حديث ٢٥٩ ، وبحار الانوار ج ٧٦ حديث ٤٨ ) .

٢٥٩
 &

السماكة تغلف الأسطح الخارجية للأسنان ، مما يساعد على زيادة مناعتها ضد التسوس (١) .

وفي دراسة علمية أُجريت في الباكستان عام ١٩٨١ على أنواع السواك المشتقة من نباتات (٢) « الدياليوم . جينيز » ونباتات « دايوسبايروس » ، « والقفارازانثواكسلوايد » كانت نتائجها وجود مواد في السواك تقلل أو تمنع الإصابة بسرطان الفم ، لدرجة أن المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية قد أجرى بعض التجارب على بعض أنواع السواك لدراسة مدى فعاليتها ضد أمراض السرطان ، وكانت النتائج تدل على وجود مركبات كيميائية في السواك تمنع نمو بعض أنواع الأمراض السرطانية ، ولذلك فإن الذين يستخدمون السواك باستمرار أقل عرضة للإصابة بسرطان الفم من الذين لا يستخدمون السواك .

كما أثبتت الأبحاث العلمية بجامعة « رستوك » بألمانيا الشرقية وجود مواد مضادة للميكروبات بالسواك ، ولا سيما للميكروبات التي تحتمي في المواد الدهنية ، والتي تبدأ في مهاجمة مينا الأسنان خلال عشرين دقيقة بعد تناول الطعام .

وتوجد مادة في السواك تسمى مادة « الثيم » لها أثر في تقليل التهابات اللثة . . . وقد استخلصت هذه المادة في علاج جروح الجلد الخارجية في الجسم .

وفي قسم الأبحاث بالشركة السويسرية للأدوية في بازل بسويسرا تم إجراء

______________________

(١) السواك أجر وعلاج : د . عبد الله الشمري ـ دراسة منشورة بالمجلة العربية ـ مارس ١٩٨٥ ( بتصرف ) .

(٢) نبَت نبتاً ، والاسم النبات ، وأنبته الله في التعدية ، وأنبت في اللزوم لغة ، وأنكرها الاصمعي وقال لا يكون الرباعي إلا متعدياً ، ثم قيل لما ينبتُ نَبت ونَبات ، وأنبت الغلام إنباتاً : اشعر ، ونبّت الرجل الشجَرَ : غرسه ( مصباح اللغة ) .

النبت : كل ما أنبت الله في الارض ، فهو نَبت والنبات : فعله ويجرى مُجرَى اسمه ، يقال انبتَ اللهُ النباتَ إنباتاً ، إنّ النبات اسم يقوم مقام المصدر . ( لسان العرب ) .

٢٦٠