قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

تحمیل

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

41/233
*

لماذا يكذبون :

ولعل أهمية سلمان ، وعظمته وجلالته في المسلمين ، قد جعلت البعض يرغبون في ان يجعلوا للشخصيات التي يحترمونها ، ويهتمون في حشد الفضائل لها ، نصيباً في هذا الرجل الفذ ، وفضلاً لها عليه .. حتى ولو كان ذلك على حساب كرامات وفضائل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه ، فان الإغرة على بعض فضائله وكراماته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونسبتها إلى غيره ، لا تنقص من شأنه ـ بزعمهم ـ شيئاً ؛ إذ يكفيه شرفاً : أنه النبيّ الهادي لهذه الامة ، وأنه رسول الله.

كما ان ذلك يمكن أن يكون ردة فعل على تلك الرواية التي لا يجدون دليلاً ملموساً على ردها وتكذيبها ، والتي تقول :

إنه أسلم في مكة ، وحسن اسلامه ؛ وأن النبيّ (ص) شاوره ـ امتحاناً له ـ فيمن يبدأ بدعوته في مكة ، فجال سلمان في أهل مكة يَخٍبُرهم ، ويشيرهم ، ويجتمع مع النبيّ (ص) وأبي طالب لهذا الغرض ، ثم أشار بدعوة أبي بكر؛ لاُنه معروف بين العرب بتعبير الاُحلام ، وهم يرون فيه ضرباً من علم الغيب ، مع معرفته بتواريخ العرب ، وانسابها ، بالاضافة إلى أنه معلم للصبيان ، ويطيعه ويجله من أخذ عنه من فتيانهم ، ولكلامه تأثير فيهم ؛ فاذا آمن فلسوف يكون لذلك أثره ، ولسوف تلين قلوب كثيرة .. لا سيما وان معلمي الصبيان راغبون في الرياسة ، فاستصوب النبيّ (ص) ، وأبو طالب ذلك ، وشرح سلمان في دلالة الرجل ، وادخاله في الاسلام (١).

فلعل سلمان ـ كما تدل عليه هذه الرواية ، ويظهر من غيرها ـ كان في بدء

__________________

(١) راجع : نفس الرحمان ص ٤٨ عن بعض الكتب المعتبرة وص ٢٧/٢٨ عن كتاب الكشكول فيما جرى على آل الرسول للعبيدلي.