قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلامالعبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

تحمیل

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

142/238
*

فحمل الأوغاد اللئام على مسلم ، وجعلوا يطعنونه برماحهم ، ويضربونه بسيوفهم ، وقد ضربه الوغد بكير بن حمران الأحمري ضربة منكرة على شفته العليا ، وأسرع السيف إلى السفلى ، وضربه مسلم ضربة أردته إلى الأرض .

أسره عليه‌السلام

وأعيى مسلماً نزيف الدم ، وقد اُثخن بالجراح ، فانهارت قواه ، ولم يتمكّن على المقاومة ، فوقع أسيراً بأيدي أُولئك الأقزام ، وتسابقوا إلى ابن مرجانة يحملون له البشرى بأسرهم للقائد العظيم الذي جاء ليقيم في بلادهم حكم القرآن ، ويحرّرهم من جور الأمويّين وظلمهم ، وطار ابن مرجانة فرحاً ، فقد ظفر بخصمه ، وتمّ له القضاء على الثورة ، وحُمل مسلم أسيراً إلى عبد الأمويّين وعميلهم ، وقد ازدحمت الجماهير التي بايعته وأعطته العهود والمواثيق ببيعته ، إلّا أنّهم خانوا بذلك ، وراحوا يقاتلونه .

وانتهي بمسلم إلى قصر الإمارة ، وقد أخذ العطش منه مأخذاً عظيماً ، فرأى جرّة فيها ماء بارد ، فالتفت إلى من حوله ، فقال لهم : اسقوني من هذا الماء .

فانبرى له اللئيم الدنس عميل الأمويّين مسلم بن عمرو الباهلي ، فقال له : أتراها ما أبردها ، والله لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم .

ودلّت هذه البادرة وغيرها ممّا صدر من هؤلاء الممسوخين على تجرّدهم من جميع القيم الإنسانيّة .

ومن المؤكّد أنّ هذا هو السمت البارز من أخلاق السفلة الساقطين من قتلة الأنبياء والمصلحين ، وبهر مسلم من هذا الإنسان الممسوخ ، فقال له : مَن أنت ؟

فأجابه الباهلي بأنّه من خدّام السلطة وأذنابها قائلاً : أنا من عرف الحقّ إذ تركته ، ونصح الاُمّة والإمام إذ غششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته ، أنا مسلم بن عمرو الباهلي .

left