تعليقة على معالم الاصول - ج ١

السيّد علي الموسوي القزويني

تعليقة على معالم الاصول - ج ١

المؤلف:

السيّد علي الموسوي القزويني


المحقق: السيّد علي الموسوي القزويني
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-313-8
الصفحات: ٤٤٣

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الّذي هدانا إلى معالم دينه بإرشاد رسوله الأمين ونوّر قلوبنا بضياء كتابه المبين وأتمّ نعمته علينا بولاية مولانا عليّ أمير المؤمنين وأولاده المعصومين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ وعصمنا عن متابعة أهل البدع والأهواء المنحرفين الضالّين.

وبعد ، لا يخفى على من ألقى السمع وهو شهيد : أنّ علم الاصول من أشرف العلوم الإسلاميّة وأنفعها حيث يتعرّف به طرق استنباط الأحكام الشرعيّة من أدلّتها التفصيليّة ، على صعوبة مداركها ودقّة مسالكها ، وهو العلم الّذي ازدوج فيه العقل والسمع ، فليست مباحثه عقليّة صرفة بحيث لا يتلقّاها الشرع بالقبول ولا نقليّة محضة لا تؤيّدها ولا تسدّدها العقول ، وهو من العلوم المبتكرة للمسلمين ، لا يساهمهم في إبداعه وتوسّعه غيرهم من الملاحدة الكافرين.

ولقد اعتنى علماؤنا الإماميّة بدراسة هذا العلم أكثر ممّا اعتنى به علماء سائر الفرق ، لشدّة اهتمامهم بالتفقّه ومعرفة الحلال والحرام وتعهّدهم والتزامهم العمل بأحكام الإسلام ، ولهذا اشتدّت عنايتهم عبر القرون والأعصار بالهداية إلى معالمه وإحكام قوانينه وتهذيب اصوله وترتيب فصوله وبيان بدائعه ونقد فرائده ، إلى أن أصبح هذا الفنّ عدّة وافية وزبدة شافية.

وناهيك شاهدا ـ ممّا ألّفوه وصنّفوه ـ هذه الموسوعة المنيفة والجوهرة النفيسة الّتي صنّفها سيّد الفقهاء العظام واستاذ العلماء الأعلام محيي معالم الدين ومشيّد

٣

قوانين سيّد المرسلين ، آية الله في الأرضين « الآقا سيّد عليّ الموسوي القزويني » حشره الله مع أجداده الطيّبين الطاهرين.

ولقد كان هذا الكتاب المتين منذ تأليفه مكنوزا في بلدة قزوين عند أحفاده الكرام ، ما زال الباحثون المحقّقون في غفلة عنه ، ونحن بعد الاطّلاع عليه اقترحنا على خلفه الصالح وحفيده الفاضل سماحة الحجّة « الحاج السيّد عليّ العلويّ القزويني » أن يسمح لنا بنسخة الكتاب الّتي خطّها المؤلّف قدس‌سره بأنامله الشريفة ، وأن يتحمّل أعباء تحقيقها وتنميقها والتعليق عليها ـ علما منّا بأنّه حقيق بذلك ـ وهو حفظه الله أجابنا إلى ما التمسنا منه وأجاد في عمليّة التحقيق إلى أن أخرج هذا السفر الجليل بإخراج فنّي جميل مزدانا بمقدّمة مشتملة على نبذة من حياة جدّه الأمجد والتعريف بسائر تآليفه القيّمة ، شكر الله سعيه وجزاه خير ما جزي خلف صالح عن سلفه الكريم.

ونحن نحمد الله تعالى ونشكره على ما وفّقنا بتقديم هذا السفر الجليل ، ونسأله المزيد من التوفيق والتسديد ، إنّه حكيم مجيد.

مؤسّسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة

٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

نبذة من حياة المؤلّف :

الحمد لله الّذي رفع درجات العلماء ، وجعلهم ورثة الأنبياء ، وفضّل مدادهم على دماء الشهداء ، والصلاة والسلام على الصادع بالشريعة الغرّاء ، ومؤسّس الملّة البيضاء ، شمس فلك الإصطفاء ، محمّد المصطفى وآله الطيّبين الأصفياء.

أمّا بعد ، فهذه نبذة حول حياة أحد الشخصيّات العلميّة الخالدة ، والنوابغ القلائل اللامعة ، ذي النفس الزاكية والآراء الراقية والتصانيف العالية ، الّذي يضنّ بأمثاله الدهر إلاّ في المجالات المتقطّعة والفترات النادرة ، سلالة المصطفين ، المحرز لقصبات السبق في مضمار الفضل ، وحيد عصره وفريد دهره سيّد الفقهاء والمجتهدين ، جدّ جدّنا الأمجد وسميّ مولانا الممجّد فخر الأساطين صاحب الحاشية على القوانين ، السيّد عليّ بن إسماعيل الموسوي القزويني قدّس الله نفسه الزكيّة.

وحيث لم يصل إلينا من تاريخ حياته وتفصيل مجاري أحواله إلاّ ما ذكره بعض أصحاب التراجم والفهرستات ، وما كتبه والدي الماجد ـ دام ظلّه الوارف ـ في مقدمة رسالة العدالة ( المطبوعة بقم المشرّفة سنة ١٤١٠ ه‍ ) لمؤلّفه العلاّمة رحمه‌الله ولم يتيسّر لنا مزيد تتبع وفحص إلاّ اليسير ، فنكتفي بنقل ما ذكروه وما تيسّر لنا من الإضافات ، فنقول ومن الله التوفيق :

مولده واسرته وهجرته :

كان ميلاده الشريف في شهر ربيع المولود سنة ١٢٣٧ ه‍. ق في مدينة

٥

قزوين (١) حسب ما يستفاد من وصيّته الّتي أرّخ فيها زمن بلوغه بقوله : « براى من از قيمت آنها ( ثلث أموال ) از أوّل زمان تكليف من كه ربيع المولود سنة ١٢٥٢ هزار ودويست وپنجاه ودو باشد ، إلى يوم وفاة استيجار صوم وصلاة نمايند ».

وكانت امّه من أرحام السيّد إبراهيم الموسوي القزويني صاحب ضوابط الاصول ( المتوفّى ١٢٦٢ ه‍ ) كما ذكره العلاّمة الطهراني في ذيل ترجمة السيّد رضيّ الدين القزويني خال سيّدنا المترجم له بقوله :

« السيد رضي الدين القزويني : كان من العلماء الأعلام والمراجع في التدريس ونشر الأحكام وكان زاهدا مرتاضا ، وهو خال السيّد عليّ القزويني صاحب حاشية القوانين ، وقد قرأ عليه ابن اخته المذكور في الأوائل قليلا ـ إلى أن قال ـ :

انّ اسم والد المترجم له السيّد علي أكبر وانّه كان ابن عمّ السيّد إبراهيم بن محمّد باقر الموسوي القزويني صاحب « الضوابط » (٢).

ومن أجل ذا كان يعبّر سيّدنا المترجم له عنه كثيرا في مختلف مجالات هذا الكتاب ب « ابن عمّنا السيّد » أو « ابن عمّنا السيّد في ضوابطه » (٣).

وأمّا أبوه السيّد إسماعيل فلم يصل إلينا شيء من أحواله غير ما ذكره والدي ـ دام ظلّه ـ بقوله : « ومن المظنون أنّ مسقط رأس والده كان في قرية خوئين من

__________________

(١) كما صرّح بذلك في ختام المجلد الأوّل من حاشيته على القوانين بقوله : « قد تمّ بيد مؤلّفه الفقير إلى الله الغني عليّ بن إسماعيل الموسوي القزويني مولدا ومسكنا في العشر الأوّل من الربيع الأوّل سنة اثني وتسعين ومائتين بعد الألف ١٢٩٢ من الهجرة النبويّة ».

(٢) الكرام البررة : ج ٢ ص ٥٧٦.

(٣) كما جاء في المجلد الثالث من التعليقة ـ حسب تجزئتنا ـ في مبحث الأوامر بقوله : هل يعتبر كون الأمر مستفادا من القول أو أعمّ منه وممّا يستفاد من الفعل؟ فيه وجهان بل قولان ، اختار أوّلهما العلاّمة في التهذيب والنهاية وصار إلى ثانيهما جمع من متأخّري الأعلام منهم « ابن عمّنا السيّد » قدّس الله روحه وعلّله السيّد في ضوابطه بأنّ المتبادر عند الإطلاق وإن كان هو الأوّل ولكنّه إطلاقي لعدم صحّة السلب عن طلب الأخرس بالإشارة أو الكتابة إلى آخره.

٦

قرى زنجان » (١).

ويؤيّده ما ذكره العلاّمة الطهراني في ترجمة السيّد رضي الدين المتقدّم ذكره بقوله : « ... إنّ أصلهم من خوئين لكن جدّهم سكن قزوين فتعاقبوا من بعده ونسبوا إليها » (٢).

ثمّ مات أبوه وهو لم يبلغ الحلم ، فعاش في كنف خاله العلاّمة السيّد رضي الدين القزويني (٣) ـ المتقدّم ذكره ـ عيشة تعزّز ونعمة. وقد حدب خاله العلاّمة على تربيته تربية علميّة صالحة ، ومهّد له السبيل إلى تحصيل العلم فظهرت معالم النبوغ الفطري على هذا الطفل المؤمّل من أوائل أمره حتّى فرغ من تحصيل مقدّمات العلوم في حداثة سنّه وبداية أمره ، ثمّ هاجر في طلب العلم وتكميل مباني الفقاهة والإجتهاد إلى حائر الحسين عليه‌السلام في شهر شعبان المعظّم سنة مائتين واثنين وستّين بعد الألف من الهجرة النبويّة ( ١٢٦٢ ه‍. ق ) كما سجّل ذلك بخطّ يده الشريفة على ظهر حاشية السيّد الشريف على الرسالة الوضعيّة العضديّة بقوله :

« هو المالك بالاستحقاق ، كيف أقول هذا ملكي وأنا مملوك ربّي ، بل هو من عواري الدهر عندي استعرتها بالمبايعة الشرعيّة تحت قبّة سيّدي الحسين عليه وعلى أولاده المعصومين ألف تحيّة وسلام ، وكان ذلك في شهر رمضان المبارك من شهور مائتين واثنتين وستّين بعد الألف من الهجرة النبويّة ـ على هاجرها ألف تحيّة وسلام ـ ولقد كان الشهر المزبور الثاني من السنة الاولى من ورودي في هذه الأرض الأقدس ، وإنّي أقلّ الخليقة بل ليس موجودا في الحقيقة ، عبده العاصي

__________________

(١) رسالة في العدالة ـ للسيّد عليّ القزويني ـ المطبوعة بقم المشرفة سنة ١٤١٩ ه‍ ص ٤.

(٢) الكرام البررة : ج ٢ ص ٥٧٦.

(٣) قال في المآثر والآثار ( ص ١٥٢ ) في ترجمته : آقا سيّد رضي الدين : مجتهد قزويني ، خال آقا سيّد علي صاحب تعليقه معالم وحاشيه قوانين بود ودر قزوين ومتعلّقاتش رياستى بزرگ ومجلس فقه خارجى بمثابه رؤساى عراق عرب مشحون به گروهى از مستعدّين علماى عجم داشت ، جلالت قدر وعظمت شأن آن بزرگوار در اين گونه اختصارات نمى گنجد قدس‌سره ».

٧

عليّ الموسوي. ( محلّ خاتمه الشريف ) ».

ثمّ هاجر الهجرتين إلى الأرض الأقدس النجف الأشرف لائذا بمنبع العلم والفضيلة مولى الموحّدين أمير المؤمنين ـ عليه آلاف التحيّة والثناء ـ ولكن لم نعثر على تاريخ هجرته الثانية ، ولا يبعد كونها بعد وفاة السيّد إبراهيم القزويني صاحب « ضوابط الاصول » حسبما يساعده الاعتبار. والله العالم.

بعض مشايخه :

كان سيّدنا قدس‌سره قد ترعرع في أحضان أساتذة عظام ، وتتلمذ عند أساطين العلم وعباقرة الفضل في عصره ، منهم :

١ ـ خاله العلاّمة السيّد رضي الدين القزويني ، كما قال العلاّمة الطهراني في ذيل ترجمته :

« وهو خال السيّد عليّ القزويني صاحب حاشية القوانين ، وقد قرأ عليه ابن اخته المذكور في الأوائل قليلا » (١).

٢ ـ الميرزا محمّد التنكابني رحمه‌الله صاحب « قصص العلماء » حيث قال : « اين فقير را تلامذه چنديست كه أرباب كمالند وبعضى از اين فقير اجازه دارند از آن جمله :

« آقا سيّد علي كه مسلّم بلد است واز خويشان استاد آقا إبراهيم است » (٢).

٣ ـ السيّد الجليل والاستاد النبيل السيّد إبراهيم الموسوي القزويني صاحب « ضوابط الاصول » ( المتوفّى ١٢٦٢ ه‍. ق ) كما ذكره في مستدركات أعيان الشيعة بقوله :

« ... ثمّ هاجر إلى العراق قاصدا الحوزة العلميّة الكبرى وسكن كربلاء والتحق بحوزة السيّد إبراهيم الموسوي الّذي كان يرتبط به بصلة القرابة ولكن لم تطل

__________________

(١) الكرام البررة : ج ٢ ص ٥٧٦.

(٢) قصص العلماء : ص ٦٧.

٨

أيّامه وتوفّي السيّد في نفس العام فتوجّه المترجم له إلى النجف الأشرف ... » (١).

هذا وإن ساعد عليه الاعتبار ، ولكنّا لم نقف على ما يدلّ عليه صراحة من خلال كلماته وعباراته ، نعم يؤيّده ما أورده في تقريرات بعض مشايخه بقوله : « كذا ذكره السيّد الاستاذ عن استاذه الشريف » (٢).

٤ـ شيخ المشايخ ، استاذ الفقهاء والمجتهدين الشيخ محمّد حسن النجفي رحمه‌الله ( صاحب الجواهر ) المتوفّى سنة ( ١٢٦٦ ه‍. ق ) ويستفاد ذلك من صريح كلامه في مواضع عديدة من كتابه الكبير في الفقه الموسوم ب « ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام » حيث يعبّر عنه ب « شيخنا في جواهره » أو « شيخنا في الجواهر » منها : ما في مبحث استحباب مسح الرأس بمقدار ثلاث أصابع ، حيث قال : ـ بعد ما نقل مقالة الشهيد قدس‌سره في المسالك عند قول المحقّق : « والمندوب مقدار ثلاث أصابع عرضا » ـ : وقد تبعه على ذلك شيخنا في الجواهر ، حيث قال : والظاهر أنّ المراد من المستحبّ مقدار عرض ثلاث أصابع لأنّه المتبادر من التقدير ... إلى آخره.

٥ـ قدوة المحقّقين وفخر المجتهدين وحيد عصره وفريد دهره الشيخ مرتضى الأنصاري ( المتوفّى ١٢٨١ ه‍. ق ) حيث عبّر عنه ب « شيخنا » أو « شيخنا الاستاذ » وهذا يبدو من مجالات متعدّدة من مؤلّفاته في الفقه والاصول.

منها : ما ذكره في المجلد الخامس من التعليقة على المعالم عند ختام البحث عن حجّية ظواهر الكتاب بقوله : « ثمّ إنّه يبنغي ختم المسألة بذكر امور ، أوّلها : ما حكاه شيخنا قدس‌سره من أنّه ربّما يتوهّم أنّ الخلاف في اعتبار ظواهر الكتاب قليل الجدوى ... إلى آخره ».

__________________

(١) مستدركات أعيان الشيعة : ج ٣ ص ١٣٨.

(٢) والمراد ب « الاستاد الشريف » هو الشيخ محمّد الشريف المعروف بشريف العلماء المازندراني أصلا والحائري مسكنا ومدفنا ( المتوفّى ١٢٤٦ ه‍. ق ) وهو الّذي تتلمذ عنده السيّد إبراهيم القزويني صاحب ضوابط الاصول ( المتوفّى ١٢٦٢ ه‍. ق ).

٩

ومنها : ما في مبحث حرمة العمل بالظنّ ، حيث قال : ـ بعد ما نقل عن المحقّق البهبهاني رحمه‌الله بداهة عدم جواز العمل بالظنّ عند العوام فضلا عن العلماء ـ : « ونقل الضرورة ربّما يكون أقوى من نقل الإجماع كما نبّه عليه شيخنا الاستاذ عند تتلمذنا عنده ».

٦ ـ قد ذكر بعض (١) تتلمذه عند شريف العلماء المازندراني الحائري رحمه‌الله ، وهو خطأ محض لا يساعده الاعتبار ، لأنّ الاستاذ الشريف مات بكربلاء بمرض الطاعون في سنة ( ١٢٤٦ ه‍. ق ) ـ على الأصحّ ـ (٢) وهو آنذاك لم يكمل عشر سنين ومن البعيد جدّا تتلمذه عنده ، هذا مضافا إلى أنّ وروده بكربلاء كان في سنة ١٢٦٢ ه‍. ق كما تقدّم آنفا.

٧ ـ قد عدّ صاحب مستدركات أعيان الشيعة (٣) جملة من العلماء الأعلام القاطنين آنذاك بقزوين في زمرة مشايخه كالشهيد الثالث المولى محمّد تقي البرغاني ، والمولى آغا الحكمي والشيخ ميرزا عبد الوهّاب البرغاني وغيرهم قدّس الله اسرارهم ولكنّا مع شدّة فحصنا في آثاره رحمه‌الله لم نعثر على ما يدلّ عليه صراحة أو ظهورا ، ولا تكفي فيه المعاصرة أيضا كما لا يخفى.

__________________

(١) تاريخ روابط ايران وعراق ـ مرتضى مدرس چهاردهى ـ ص ٢٠٧.

(٢) حكى في « مكارم الآثار » ( ج ٤ ص ١٢٧١ ) عن بعض تلامذة صاحب الفصول ; ـ الذي كان آنذاك قاطنا بكربلاء المعلّى وابتلي أيضا بالطاعون ولكن نجى منها ـ ما هذا لفظه : « اليوم ٢٤ شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٢٤٦ روزى بى دروغ تخمينا در كربلاى معلّى دويست وپنجاه تا سيصد نفر از طاعون مى ميرند ... وجناب شريف العلماء اليوم وفات كرد وزنش ودختر وپسرش ... ».

وقال في موضع آخر :

« اليوم ٢٤ شهر ذى قعدة سنة ١٢٤٦ أحوالم بحمد الله خوب است لكن خلق بسيار مردند ، وجناب شريف العلماء ملا شريف مازندرانى ملقّب به آخوند مطلق اليوم مرد با يك زنش ويك دختر ويك پسرش بچند يوم قبل ... ».

(٣) مستدركات اعيان الشيعة ج ٣ ص ١٣٨.

١٠

هذا مع أنّه لم يصرّح به في كلمات غيره من أصحاب الفهارس والتراجم ، ولا ندري أنّه من أين وقف على ذلك؟

بعض تلامذته :

قد ارتوى من منهل علمه العذب كثير من الأجلّة الأفاضل منهم :

١ ـ العلاّمة الحكيم الحاج مولى محمّد المدعوّ بالهيدجي ابن الحاج معصومعلي (١).

٢ ـ العلاّمة المحقّق والفقيه الاصولي الشيخ عبد الله المازندراني ( ١٢٥٩ ـ ١٣٣١ ) (٢).

٣ ـ العلاّمة الهمام فخر المحقّقين الحاج الشيخ جواد بن مولى محرّمعلى الطارمي ( ١٢٦٣ ـ ١٣٢٥ ) (٣).

٤ ـ العالم الفقيه والفاضل الجليل السيّد حسين الاشكوري ( المتوفّى ١٣٤٩ ه‍. ق ) (٤).

٥ ـ العلاّمة المحقّق الشيخ شعبان الجيلاني النجفي ( ١٢٧٥ ـ ١٣٤٨ ) الّذي كان من الفقهاء الأعلام ومراجع التقليد في عصره (٥).

٦ ـ الفقيه الزاهد السيّد حسين الزرآبادي ( المتوفّى بعد سنة ١٣٠٠ ه‍ ق ) (٦).

٧ ـ العالم الفقيه السيّد مهدي بن حسن بن السيّد أحمد القزويني النجفي الحلّي ( المتوفّى ١٣٠٠ ) (٧).

__________________

(١) فهرست مشاهير علماء زنجان ـ الشيخ موسى الزنجاني ـ : ص ١٣٥.

(٢) ذيل سياحت شرق ـ آقا نجفى قوچاني ـ : ص ٣٦٦.

(٣) نقباء البشر : ج ١ ص ٣٣٩ ، أعيان الشيعة : ج ٤ ص ٢٧٩ ، فهرست مشاهير علماء زنجان :ص ٢٢.

(٤) نقباء البشر : ج ٢ ص ٥٩٠.

(٥) نقباء البشر : ج ٢ ص ٨٣٨.

(٦) نقباء البشر : ج ٢ ص ٥٠١.

(٧) أعيان الشيعة : ج ٢ ص ١٤٥.

١١

٨ ـ العلاّمة الشيخ جعفر بن عبد الله ( المتوفّى سنة ١٣٣٤ ه‍ ق ) (١).

٩ ـ العلاّمة الشيخ فتحعلي بن الحاج ولي بن علي عسكر ( المتوفّى ١٣٣٨ ه‍ ق ) (٢).

١٠ ـ العالم البارع المولى علي أصغر بن غلامعلي ( المتوفّى ١٣٤١ ه‍ ق ) (٣).

١١ ـ العالم الفقيه الميرزا نصر الله شيخ الإسلام والد الميرزا فضل الله المعروف بشيخ الإسلام الزنجاني (٤).

١٢ ـ العالم الفقيه السيّد أبو الحسن بن هادي بن محمّد رضا الحسيني التنكابني ( المتوفّى ١٢٨٦ ه‍. ق ) (٥).

ولعلّ هناك كثيرا ممّن لم نعثر على أساميهم ، الّتي قد اهملت أسمائهم ولم يضبط أحوالهم في كتب التراجم فلم نقف عليها.

تأليفاته :

ترك سيّدنا الجدّ قدس‌سره آثارا جليلة ، أهمّها ما يلي :

١ ـ الحاشية على القوانين : وهو الكتاب الّذي نال به مؤلّفه شهرته الخالدة في علم الاصول حتّى صار يعرّف المؤلّف بالمؤلّف ويوصف ب « صاحب الحاشية على القوانين ». وهذه من أشهر حواشي القوانين وأحسنها تنقيحا وأجودها توضيحا وأمتنها تعبيرا وتحريرا.

وقد حكي في « تاريخ روابط ايران وعراق » عن العلاّمة محمّد صالح المازندراني السمناني في شأن هذا الكتاب ما هذا نصّه :

__________________

(١) فهرست مشاهير علماء زنجان : ص ٣٣.

(٢) فهرست مشاهير علماء زنجان : ص ٩٧.

(٣) المصدر السابق : ص ١٣٥.

(٤) مستدركات أعيان الشيعة : ج ٧ ص ٢١٠.

(٥) المصدر السابق : ج ٣ ص ٧.

١٢

« اين دو كتاب ( حاشيه سيد على بر قوانين وحاشيه ميرزا محمّد على مدرّس رشتى ) از نظر دقت وتحقيق علم اصول از شاهكارهاى علمى در قرون اخير بشمار مى روند » (١).

وقد حدّثني أيضا سيّدنا الاستاذ آية الله المعظّم السيّد موسى الشبيري الزنجاني ـ دام ظلّه العالي ـ عن آية الله الفقيد السيّد مرتضى الفيروزآبادي عن آية الله العظمى السيّد محمود الشاهرودي ـ قدس‌سرهما ـ أنّه كان يقول :

نحن أيّام دراستنا عند المحقّق النائيني رحمه‌الله كان يعجبنا دقائق أفكاره ونفائس آرائه في الاصول ، وكنّا نحسبها من بنات أفكاره وابداعاته ، إلى أن قدّر لي أن أعثر على حاشية السيّد علي القزويني رحمه‌الله على القوانين فرأيت فيها جلّ هذه التحقيقات الأنيقة ، انتهى ما حكيناه عنه.

وهذه القضيّة ترشدنا إلى ما هو من أهمّ مصادر الآراء الاصوليّة لمدرسة المحقّق النائيني رحمه‌الله ومن هنا يجدر على الباحث عن دقائق نظريّات هذه المدرسة الاصوليّة ، الرجوع إلى تلك الحاشية الرشيقة للنيل إلى دقيق طورها وبعيد غورها. وقد طبعت هذه الحاشية المباركة في سنة ١٢٩٩ ه‍. ق في عاصمة طهران وطبعت أيضا بهامش القوانين كرارا.

٢ ـ التعليقة على معالم الاصول : وهذا هو الكتاب الماثل بين يديك ، وهذا السفر الجليل أبسط تعليقة علّقت على المعالم ـ فيما نعلم ـ تبلغ قريبا من أربعة عشر مجلّدا ـ حسب تجزئتنا ـ ومن المؤسّف بقيت هذه التعليقة المباركة حتّى اليوم مخطوطة ، حبيسة في زوايا المكتبات يعلوها التراب ولم يطّلع عليها إلاّ بعض النابهين من الأعلام ممّن يفتّشون عن النفائس دون الزخارف.

واليوم ـ بحمد الله والمنّة ـ قد خرجت في أحسن هيئة وأجمل اسلوب إلى الحوزات العلميّة والملأ العلمي ، ولله الحمد على ما أنعم والشكر على ما ألهم.

__________________

(١) تاريخ روابط ايران وعراق : ص ٢٤٥.

١٣

وأمّا منهجه قدس‌سره في هذا الكتاب ، فهو أنّه يبدأ الموضوع في كل مسألة بشكل مستوعب ويطرح حوله آراء الأعلام الّذين يعتنى بأقوالهم وأفكارهم (١) ثمّ يناقشها بالنقض والإبرام ، ثمّ يشرع في التعليق على بعض عبائر المعالم.

ثمّ إنّه قدس‌سره أورد فيها بعض ما لم يأت بها صاحب المعالم رحمه‌الله من المسائل الاصوليّة كما نبّه عليه في مقدّمة الكتاب بقوله : « غير أنّي أضفت إلى ما احتواه من المسائل ما كان المصنّف قد تركه وكثيرا من مبادئه الّتي قد أهملها ... الخ ».

وبذلك صار هذا السفر الجليل موسوعة كبيرة اصوليّة ، الّتي لم يعمل بمثلها في عالم المصنّفات ، جامعا جهتي التفصيل والتحقيق ، ولذا أحال إليها كثيرا في حاشية القوانين بقوله : « فصّلناه في التعليقة » أو « حقّقناه في التعليقة » وأمثال ذلك من العبارات.

٣ ـ رسالة في تحقيق حقيقة المفرد المحلّى باللام.

٤ ـ رسالة في أقسام الواجب وأحكامها.

٥ ـ رسالة في تداخل الأسباب والمسبّبات.

٦ ـ رسالة في قاعدة نفي الضرر والضرار ، وقد أحال إليها في مبحث البراءة

__________________

(١) ومن أهمّ ما يطرح فيها من الآراء والأقوال هي آراء هؤلاء الفطاحل والأعاظم :

الشيخ محمّد حسين الإصفهاني ( صاحب الفصول ) الّذي يعبّر عنه ب « بعض الفضلاء » وأخيه الشيخ محمّد تقي صاحب ( هداية المسترشدين ) الّذي يعبر عنه ب « بعض الأفاضل » وصاحب القوانين الّذي يعبّر عنه ب « بعض الأعلام » والمحقّق سلطان العلماء المحشّي على المعالم ، الّذي يرمز عنه ب « بعض المحقّقين » والسيد إبراهيم القزويني صاحب ( ضوابط الاصول ) الّذي يعبّر عنه تارة ب « ابن عمّنا السيّد » واخرى ب « بعض الأعاظم » وثالثة ب « بعض أجلّة المعاصرين ». والميرزا محمّد ابراهيم الكلباسي صاحب « اشارات الاصول » الذي يعبّر عنه أيضا ب « بعض الأعاظم ».

والسيّد مهدي بحر العلوم صاحب ( شرح الوافية ) الّذي يعبّر عنه ب « بعض الأجلّة » أو « بعض أجلّة السادة » والشيخ مرتضى الأنصاري رحمه‌الله الّذي يعبّر عنه ب « بعض مشايخنا » والمدقّق الشيرواني والمحقّق النراقي صاحب ( مناهج الاصول ) وغيرهم من أكابر الطائفة وأعاظم الفرقة الناجية.

١٤

من حاشيته على القوانين.

٧ ـ رسالة في الولاية وقد أشار إليها في حاشية القوانين في مبحث الإجتهاد والتقليد.

٨ ـ رسالة في قاعدة ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسده ، طبعت في سنة ١٤١٩ ه‍. ق بقم المشرّفة.

٩ ـ رسالة في العدالة ، وقد فرغ من تأليفها في محرّم الحرام ( سنة ١٢٨٦ ه‍. ق ) طبعت في سنة ١٤١٩ ه‍. ق بقم المشرّفة.

١٠ ـ رسالة في حمل فعل المسلم على الصحّة ، قد فرغ منها في إحدى وعشرين من شهر ذي القعدة الحرام سنة ( ١٢٨٨ ه‍. ق ) طبعت في سنة ١٤١٩ بقم المشرّفة.

١١ ـ رسالة في أنّ الأصل في المعاملات الصحّة أو الفساد.

١٢ ـ رسالة فارسيّة في الاجتهاد والتقليد والطهارة والصلاة والزكاة والخمس والصوم والرضاع طبعت في ( سنة ١٢٩٠ ه‍. ق ).

١٣ ـ رسالة فارسيّة في أنواع التكسّب والبيع والخيارات والقرض.

١٤ ـ رسالة فارسيّة المسمّاة ب « اصول الدين وشرح أفعال الصلاة » طبعت في سنة ١٣٣١ في العاصمة طهران.

١٥ ـ رسالة سؤال وجواب بالفارسية ، المشتملة على أجوبة الاستفتاءات وغيرها من المسائل الفقهيّة وفيها بيان لمعاني بعض الأخبار المشكلة.

ولقد أشار المحقّق الطهراني إلى تلك الرسائل في الذريعة ذيل عنوان « الرسائل الكثيرة » (١).

١٦ ـ ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام (٢) وهذا كتاب كبير في الفقه يشتمل على خمس مجلّدات كبار :

المجلد الأوّل : في المياه.

__________________

(١) الذريعة : ج ١٠ ص ٢٥٦.

(٢) الذريعة : ج ٢٥ ص ٨٨٦.

١٥

المجلد الثاني : في الطهارات الثلاث وتوابعها.

المجلّد الثالث : في الصلاة.

المجلد الرابع : في الزكاة.

المجلد الخامس : في التجارة.

وقد أحال إليه في مبحث اجتماع الأمر والنهي من حاشيته على القوانين.

ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا لطبع هذا الأثر الفقهي الكبير.

١٧ ـ شرح على شرائع الإسلام : من أوّل كتاب التجارة إلى الاجرة على الأذان ومن أوّل الفصل الثاني في عقد البيع إلى بيع السمك في الآجام.

وشرح على كتاب الصيد والذباحة من أوّله إلى مسألة القطعة المبانة من الحيّ.

وعلى كتاب الصوم من أوّله إلى ايصال الغبار والدخان إلى الحلق ويلحق به البحث عن شرائط المتعاقدين في النكاح.

١٨ ـ كتاب البيع من أوّله إلى آخره ، ويشتمل على البحث من جملة من المشتركات بين المسلمين كالمساجد والمدارس والربط والمعادن.

١٩ ـ تعليقة على كتاب الرضاع للشيخ مرتضى الأنصاري رحمه‌الله.

٢٠ ـ كتاب الرضاع بالفارسية : قال في مفتتح هذا الكتاب : « بدان كه چون أقلّ عباد الله سابق بر اين رساله رضاعيّة منسوب به شيخ استاد ـ طاب ثراه ـ را ملاحظه كرده وبر بعض مواضع آن حاشيه نوشته بودم ومقلدين را اذن در رجوع به آن وعمل كردن بر مسائل آن داده بودم ومسائل آن نيز در ميان مردم كثير الحاجة وعام البلوى است خواستم آن را هم جزء اين رساله قرار داده باشم ، حواشى آن را داخل در متن نموده ومجموع را جزء اين رساله قرار دادم كه مردم در مسائل رضاع نيز كه محتاج به آنها ميشوند معطّل نباشند ».

٢١ ـ تعليقة على تفسير البيضاوي.

منزلته العلميّة وزهده ومرجعيّته :

كان قدّس الله نفسه الزكيّة من أحد الشخصيّات النادرة في تاريخ الفقه

١٦

والاصول ، وقد آتاه الله فكرا قويّا ثاقبا وذوقا سليما سويّا في التفكير والاستدلال ، كما يكشف عنه حاشيته المعروفة على القوانين بما فيها من الكنوز الثمينة من الآراء الناضجة والتحقيقات الراقية ، وهذا يجعلنا في غنى وكفاية عن تبيين موقفه العلمي.

كان قدس‌سره دائم التفكير لا يفارقه العمل العلمي تدريسا أو تأليفا إلاّ في أوقات العبادة والراحة كما يوميء إليه ما كتبه في ختام المجلّد الأوّل من ينابيعه بقوله :

« قد فرغ من تسويده مؤلّفه الفقير إلى الله الغني عليّ بن إسماعيل المرحوم الموسوي عند طلوع الفجر من يوم الثلاثاء الاثنى عشر من شهر رجب المرجب من شهور سنة ١٢٧٢ ».

ومع ذلك كان من مراجع عصره قد رجع إليه جمع من المؤمنين وطبعت رسالته العمليّة في ١٢٩٠ ه‍ ق لتنبيه امور المقلّدين الّذين يرجعون إليه في التقليد ، وقد علّق عليه فقيه الطائفة المحقّة السيّد محمّد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى (١).

ومن جانب آخر كان في حياته الشخصيّة زاهدا قانعا معرضا عن الدنيا وأربابها ورياساتها الفانية ، كما أشار إليه كلّ من تصدّى لترجمته من أصحاب التراجم والفهرستات كما يأتي إن شاء الله تعالى.

وممّا ينبغي الإشارة إليه هنا ، ما حكى بعض المعاصرين (٢) عن بعض من عاصره رحمه‌الله في شأنه رحمه‌الله بقوله :

« ... درس اصول ـ خصوص قوانين ـ وپيشنمازى ووثوق قلبى وحتّى تقليد بعضى منحصر به آقا سيّد علي بود ، ولو قضاوت نمى كرد ، مراوده با أعيان واشراف هم نداشت ، خمس وزكاة ومظالم مى گرفت وفورا تقسيم مى كرد ميان

__________________

(١) وهو موجود في مكتبة والدي دام ظلّه بقزوين.

(٢) سيماى تاريخ وفرهنگ قزوين ـ دكتر پرويز ورجاوند : ج ٢ ص ١١٠٢ نقلا عن كيوان نامه ص ٥٣ ـ ٥٦.

١٧

علماء وطلاّب ، واز اين جهت روى دل طلاّب به او بود ...

در مسجد آقا سيّد على هر كه اقتداء مى نمود هيچ مقيّد نبود كه خود را به او نشان دهد زيرا به هر كه چيزى مى داد توقّع اقتداء از او نداشت ...

مسجد آقا سيّد علي چنان پر از مأمومين مى شد كه غالبا جا نبود با آنكه مسجد بزرگى بود جنب خانه اش ، در ماه رمضان مسجد آقا سيّد علي براى نماز جا خريده مى شد وهر واعظى آرزو داشت كه در آنجا منبر رود ... »

نشاطاته الاجتماعيّة :

لم يصل إلينا شيء من حياته السياسيّة والاجتماعيّة سوى كتاب له أرسله إلى الوزير الأعظم الناصري الميرزا محمّد حسين خان سپهسالار ، عند ما استعان الوزير منه قدس‌سره في دفع الفرقة البابيّة الضالّة المضلّة ولكنّه أجاب قدس‌سره بما يظهر منه شدّة فطانته وكياسته في حقن دماء الأبرياء وحفظ حريم المسلمين ، وحيث إنّ لهذا الكتاب ـ الّذي وجدناه بخطّ ولده الفقيه السيّد محمّد باقر القزويني رحمه‌الله ـ قيمة تاريخيّة مضافا إلى اشتماله على بعض الفوائد ، نورده هنا بتمامه :

صورة مكتوبى است كه جناب آقاى والد مرحوم ـ أعلى الله مقامه ـ در جواب مراسلة صدر اعظم مغفور ميرزا محمّد حسين خان مرقوم فرموده اند زمانى كه حكم به اخذ طائفة بابيّه ـ خذلهم الله ـ شده بود.

« هو العالي ، بعرض أعلى حضرت جناب صدارت وعظمت وفّقه الله سبحانه على ما يحبّ ويرضى ويرشده إلى ما يؤمنه عن الشدائد في الوحشة الكبرى مى رساند :

كه از عطف ضمير منير بيضاء تنوير ، وعطف عميم سليم معانى تصميم ، به واسطه پيك مكتوب مرغوب فصاحت اسلوب وبلاغت مصحوب به رحل رنجور اين مهجور كدورت ... انواع فرح وسرور ارزانى فرمود ، وبه انوار خامه نامه سپهر فامه كه چون نامه سليمانى كه آن را باد صبا به شهر سبا آورده بر ديده رمد

١٨

ديده اين داعى صميمى غيبي لا ريب كحل وداروى بينائى عنايت والتفات فرموده بودند ، بحمد الله والمنّة له كه در اين زمان سعادت اقتران مهر سپهر سلطنت در دايره تدبير فلك صدارت آن برگزيده حضرت أحديت روى به سير وحركت وتدوير آمد وسيله رفاه وآسودگى اسلاميان وتبعه ايران ، اگر چه تابش آفتاب وجود مبارك حضرت شاهنشاه جمجاه عالم پناه خلّد الله ملكه است وليكن استقرار ودوام بلكه ظهور وبروز آن مربوط به استقامت وحركت وسير دايره صدارت صانها الله عن الحدثان وعوارض زمان است ، در سنواتى كه آن سامى در نظم وانتظام سفارت اسلامبول مشغول بوديد به واسطه وفور آثار خير كه از آن سامى در مشاهد متبرّكه ظهور وبروز يافته بود چقدر اسباب رفاهيت وآسودگى از مكرمت وشوكت وحسن نيّت آن وجود مسعود حقانيّت نمود براى مسلمانان وشيعيان اثنى عشرى كه در آن أماكن مقدسّه وساير ثغور وجوانب ساكن بودند نشر وانتشار يافته بود ، كه ذكر خير آن سامى بر همه زبانها جارى ودعاى خير آن بزرگوار مكرمت مدار بر لسان عامّة خلايق از علماء وأكابر خاصّه ، خواصّ وعوام ، أعلى وادنى ، سارى بود ، الحال كه بحمد الله زمام ايران مدارى به كف كفايت آن بزرگوار معدلت شعار آمده البته پر واضح وروشن است كه بيشتر از پيشتر خواهند وجود حقانيت نمود خود را در حفظ وحراست ثغور اسلام وتعظيم شعائر الله وتوقير علماء ملت وامهاق أهل ضلالت وأعداد دين مبين ورفع ظلامات مظلومين واحقاق حقوق مسلمانان وجمع اسباب رفاهيت وآسودگى ايشان مصروف خواهد فرمود.

اين ذرّه بى مقدار اگر چه وجودى براى خود قرار نداده وخود را در جرگه علماء اعلام وفقها ذوى العزّ والاحترام كثّر الله امثالهم داخل ننموده ، بلكه اگر قبول فرمايند خود را در عداد زمره طلاّب مى شمارد وبه همين تقريب است كه غالب اوقات شبانه روز را در مصاحبت ومجالست ومذاكره علوم دينيّه با اين طايفه مى گذراند ، ولى چون خطاب عطوفانه از آن قطب دايره ملوكانه به اين

١٩

ذرّه بى مقدار توجّه صدور فرموده بودند ، فلذا قدم جرأت به نگارش اين عريضه كه در حقيقت جسارت نامه است كه از بنده ذليل حقيرى است به آن صوب عظمت وحشمت واقتدار صدور يافت :

أوّلا : اين ذرّه بى مقدار را وساير علماى عظام را ترغيب وتحريص ما لا كلام فرموده بودند بر دعاى بقاء دولت علّيه حقانيّه زادها الله شرفا وسلطانا ، البته چگونه مى شود كه علماء اعلام از اين فقره تجاهل كنند وتغافل ورزند وحال اينكه بأدلّه وبراهين دانسته اند ومى دانند كه اقتدار بر ترويج شرايع دين ونشر احكام دين سيد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله وانتظام معيشت وزندگانى براى ايشان نخواهد بود مگر به دعاى بقاء واقتدار اين دولت.

ثانيا : اين ذرّه بى مقدار را وصيت فرموده بودند به متّحد دانستن دين ودولت ومتّفق بودن ارباب اين دو با يكديگر ، البته اين فقره نيز پرواضح است كه دين ودولت بايد متّحد باشند وارباب دين با اولياء دولت را لازم است كه ظهير يكديگر وعقيب همديگر باشند والاّ براى هيچيك قرار ودوام وبقائى نخواهد بود ، وبحمد الله والمنّة له نيز چنين بوده وهستند زيرا كه معنى اتحاد واتفاق دين ودولت اين است كه در امور راجعه به دين وملّت بايد رجوع اولياء دولت به بزرگان دين وپيشوايان ملّت بوده باشد ، ودر امور راجعه به دولت بايد علماء دين وملّت اطاعت از اولياء دولت وامناى سلطنت كنند وهمديگر را در مهام يكديگر اعانت وحمايت فرمايند وبحمد الله الى يومنا هذا در اين خصوص از علما سلف وخلف قصورى نشده وتقصيرى سر نزده ودر آنچه كه متابعت واطاعت دولت بر ايشان لازم بوده كوتاهى نكرده ومخالفت نورزيده اند.

وثالثا : اين ذرّه بى مقدار را مأمور فرموده بوديد به تفحّص واستعلام وجود ضالّه مضلّه بابيّه خذلهم الله در اين صوب وإعلام وإظهار آن به جناب سامى كه در قلع وقمع آنها كما هو حقّه بكوشند البته وظيفه جناب صدارت همين است كه در اين فقره كمال اهتمام را فرمايند زيرا كه اين طائفه ضالّه مضلّه نه تنها اعداء

٢٠