الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة - المقدمة

الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : الفقه
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٩

١

٢

٣

٤

٥

٦

دليل الكتاب

١ ـ تصدير............................................................................ ١١

٢ ـ مقدمة التحقيق

مع النفلية............................................................................. ١٥

مع الفوائد المليّة........................................................................ ١٩

عملنا في الكتاب...................................................................... ٢٢

شكر وثناء............................................................................ ٢٩

نماذج مصورة من المخطوطات........................................................... ٣١

الفوائد المليّة

٣ ـ الخطبة........................................................................ ٣ ـ ٨

٤ ـ المقدمة.................................................................... ١١ ـ ٣٣

٥ ـ سنن المقدّمات

وظائف الخلوة................................................................. ٣٧ ـ ٥٠

الوضوء....................................................................... ٥٠ ـ ٦٨

الغسل........................................................................ ٦٩ ـ ٨٤

التيمّم......................................................................... ٨٤ ـ ٨٧

الإزالة........................................................................ ٨٨ ـ ٩٢

٧

الستر....................................................................... ٩٢ ـ ١٠٧

المكان..................................................................... ١٠٧ ـ ١٢٠

الوقت..................................................................... ١٢٠ ـ ١٣٠

القبلة...................................................................... ١٣١ ـ ١٣٢

الأذان والإقامة.............................................................. ١٣٢ ـ ١٥٧

٦ ـ سنن المقارنات

التوجّه..................................................................... ١٦١ ـ ١٦٦

النيّة....................................................................... ١٦٦ ـ ١٦٨

التحريمة.................................................................... ١٦٨ ـ ١٧٠

القيام...................................................................... ١٧٠ ـ ١٧٩

القراءة..................................................................... ١٧٩ ـ ٢٠١

الركوع.................................................................... ٢٠١ ـ ٢٠٧

السجود................................................................... ٢٠٨ ـ ٢٢٠

التشهد.................................................................... ٢٢٣ ـ ٢٢٧

التسليم.................................................................... ٢٢٩ ـ ٢٤٠

٧ ـ منافيات الأفضل........................................................ ٢٢٩ ـ ٢٤٠

٨ ـ الخاتمة

التعقيب.................................................................... ٢٤٣ ـ ٢٥٢

خصائص صلاة الجمعة...................................................... ٢٥٣ ـ ٢٦١

خصائص صلاة العيد........................................................ ٢٦٢ ـ ٢٦٧

خصائص صلاة الآيات...................................................... ٢٦٧ ـ ٢٧١

خصائص صلاة الميّت........................................................ ٢٧١ ـ ٢٨٠

خصائص صلاة الملتزم....................................................... ٢٨٠ ـ ٢٨٣

خصائص صلاة الجماعة..................................................... ٢٨٣ ـ ٣١٠

أحكم المساجد.............................................................. ٣١٠ ـ ٣١٧

خصائص النوافل............................................................ ٣١٧ ـ ٣٢٧

٨

٩ ـ فهارس الكتاب

فهرس الموضوعات.......................................................... ٣٣١ ـ ٣٦٢

فهرس الآيات............................................................... ٣٦٣ ـ ٣٦٨

فهرس الأحاديث............................................................ ٣٦٩ ـ ٣٩٢

فهرس أعلام المعصومين عليهم السلام......................................... ٣٩٣ ـ ٣٩٤

فهرس الأعلام.............................................................. ٣٩٥ ـ ٤٠١

فهرس القبائل والأمم والفرق................................................. ٤٠٢ ـ ٤٠٣

فهرس الأماكن والبلدان...................................................... ٤٠٤ ـ ٤٠٥

فهرس الوقائع والأيام والشهور........................................................ ٤٠٦

فهرس الحيوانات والطيور............................................................. ٤٠٧

فهرس الأحجار والمعادن والنقود....................................................... ٤٠٨

فهرس المسميّات............................................................ ٤٠٩ ـ ٤١١

فهرس أسماء الكتب......................................................... ٤١٢ ـ ٤١٣

فهرس مصادر التحقيق....................................................... ٤١٤ – ٤٢٩

٩
١٠

تصدير

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ السلام على سيدنا ونبيّنا المصطفى الأمين المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله الهداة الميامين وصحبه المخلصين.

وبعد ، فإنّ علم الفقه هو من أشرف العلوم التي حثّ عليها الشارع الحكيم ، فيه يعرف الحلال من الحرام والمكروه من المستحبّ ، وبه يميّز المسلم العمل الصحيح من السقيم.

وقد صنّف علماء الإسلام كتبا جمّة منذ إن نشأ هذا العلم يصعب على الباحث عدّها. وكان كلّ فقيه يصنّف ويقصد به سدّ فراغ في المكتبة الإسلامية. وقد كتبت مصنّفات بعضها مطوّلة ، وبعضها اقتصرت على أمّهات المسائل ، وبعضها كتبت بلغة سهلة وبيان واضح قصد به مؤلّفه أن يقرأه أكبر عدد من الناس ، وبعضها كتبت بلغة علمية مختصرة قد لا يتيسّر فهم عباراتها إلّا لأهل الفن والاختصاص.

وقد حمل هؤلاء العلماء أعباء الرسالة الإسلامية وشيّدوا بنيانها ، فهم « حصون الإسلام » و « أمناء الرسل ».

ويعدّ الشهيدان السعيدان : محمد بن مكيّ الجزيني العاملي وزين الدين بن علي العاملي من ألمع الشخصيّات العلميّة في المجالات الفقهيّة والأصوليّة والعقائديّة وغيرها.

وقد قدّر لكلّ واحد منهما أن يثري المكتبة الإسلاميّة بتصانيفه الغزيرة وتآليفه الكثيرة في أكثر من حقل من حقول العلم والمعرفة.

١١

ومن تلك التصانيف عدد من الرسائل المختصرة في علم الفقه ، منها : « الرسالة النفلية » للشهيد الأول التي أراد مؤلّفها بيان حدود صلاة النافلة بشكل موجز ، و « الفوائد المليّة » للشهيد الثاني التي شرح فيها « الرسالة النفلية » وأوضح مبانيها وبيّن مدارك الأحكام فيها باختصار.

ويسرّ مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية أن يصدر هذا السفر القيّم والتراث الخالد الذي اضطلع بمسؤولية تحقيقه الأخ الشيخ محمّد حسين مولوي ، نسأل الله سبحانه أن يكتب له الأجر الجزيل والثواب الجميل ، وعلى الله قصد السبيل.

مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية قسم إحياء التراث الإسلامي

 قم المقدّسة

١٢

مقدّمة التحقيق

وتشتمل على ثلاثة مباحث :

١ ـ المبحث الأول : مع « النفلية ».

٢ ـ المبحث الثاني : مع « الفوائد الملية ».

٣ ـ المبحث الثالث : عملنا في الكتاب.

١٣
١٤

المبحث الأول : مع النفلية

نبذة عن عصر الشهيد الأول

عاش الشهيد السعيد في القرن السابع الهجريّ ، وقد شهدت هذه الفترة إحداثا ومنعطفات خطيرة في كيان الأمّة الإسلاميّة حيث ساد الاضطراب السياسيّ واشتدّت الصراعات المذهبيّة وتدهور الوضع الاجتماعيّ وكثرت الفتن الداخليّة وابتلي الناس بظهور الكوارث الطبيعيّة كالزلازل والوباء ، مضافا إلى تردّي الأوضاع الاقتصاديّة.

فبعد غزو التتار بقيادة هولاكو لبغداد عاصمة الدولة العباسيّة وسقوطها عام ٦٥٦ ، وزحفهم على ( حماة ) و ( دمشق ) وتدميرهما ، بدأ التمزّق والتشتّت واضحا في كيان الأمّة ، واستولى على الحكم ـ بعد الدولة الأيّوبيّة التي وقعت في زمانها الحروب الصليبيّة ـ المماليك واستمرّ سلطانهم ما يقارب (٢٧٥) سنة.

فكان الأمر ـ بادئ ذي بدء ـ بيد المماليك البحريّة ، ثمّ انتقل الى المماليك البرجيّة الذين كان أكثرهم من الجراكسة واتّخذوا من القاهرة عاصمة لهم ، وكان ( برقوق ) أوّل ملوكهم.

وكانت البلاد التي يحكمها ( برقوق ) شبه منفصلة عن عاصمة الخلافة العبّاسيّة. (١)

وفي عهد الجراكسة ساءت الأوضاع الاجتماعيّة في مصر وسوريا ، لضعف الحكومة المركزيّة وكثرة الحروب والفتن الداخليّة ، فالذي يطالع تأريخ هذه الفترة يجد كثرة التغييرات التي تحدث في هيكليّة الجهاز الحاكم ، فما إن ينصب حاكما حتّى يخلع بعد فترة قليلة ، وأدلّ دليل على ذلك أنّ أول ملك للجراكسة ( برقوق ) كان قد نصّب مرّتين وعزل بينهما ، هذا مضافا إلى الأخطار الخارجيّة التي

__________________

(١) لمزيد الاطّلاع عن أحداث القرن السابع الهجري ، انظر : « إنباء الغمر بأبناء العمر » لابن حجر العسقلاني.

١٥

كانت ممثّلة بالصليبين الإفرنج وبالمماليك البحريّة الذين استطاع الجراكسة سحب البساط من تحت اقدامهم ، فظلّوا يتحيّنون الفرص للانقضاض على فريستهم.

وكلّ هذه الأوضاع القت بظلالها السيّئة على الوضع الاجتماعيّ والسياسيّ ، على أنّ للحكام الجراكسة أثرا سيّئا على ذلك الوضع ، إذ أنّ حكّامهم وأمراءهم كانوا يعيشون حالة الانحطاط الخلقيّ والسلوك المشين الذي أدّى إلى الفصام النكد بين القيادة والقاعدة.

ورغم كلّ هذه الظروف السيّئة ، فقد شهدت هذه الفترة نشاطا علميّا ملحوظا ، حيث كانت ( دمشق ) تعدّ من مراكز العلم حيث يؤمّها العلماء وتعقد فيها الندوات وتتلاقح فيها الأفكار المختلفة.

وكان الشهيد قد انتقل من بلدة ( جزّين ) موطنه الأصليّ إلى ( دمشق ) حيث احتلّ فيها موقعا اجتماعيّا وفكريّا وسياسيّا ، فالشهيد كان على صلة بحكّام عصره ، ومن خلال هذه الصلة استطاع أن يقضي على أهل البدع والأهواء ( اليالوش ) ، وفي ( دمشق ) كان بيته لا يخلو من أهل العلم والفضل وكان يفتي الناس بحسب مذاهبهم ، « ومن حرص الشهيد على توحيد الكلمة كان يتجنّب في مجلسه الخوض في مسائل الخلاف بين ( الشيعة والسنة ) وإثارة الخلافات الكلاميّة فيما بينهم على صعيد الجدل ، فكان يخفى ما كان بيده من كتاب حين كان يزوره أعلام السنّة في مجلسه ، حتّى عدّ من كراماته أنه حينما ابتدأ بكتابة ( اللمعة الدمشقية ) لم يمرّ عليه زائر من علماء السنة ووجهاء دمشق إلى أن تمّت كتابة هذه الرسالة في سبعة أيام » (١).

وكان لتألّق الشهيد في سماء العلم والمعرفة ، والثقل السياسيّ والاجتماعيّ الذي كان يتمتّع به أثّرا في أن يقوم الأعداء بتلفيق التهم والأكاذيب عليه ورميه بـ ( الرفض ) ، الأمر الذي أدّى إلى سجنه مرّتين ومن ثمّ استشهاده ولحوقه بالرفيق الأعلى (٢).

الرسالة النفلية :

إنّ جميع كتب التراجم التي ترجمت للشهيد الأول ذكرت أنّ من ضمن مؤلّفات الشهيد الرسالة « النفليّة » تارة على حدة ، وأخرى مع الرسالة « الألفية ».

__________________

(١) « الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية » ١ : ( المقدّمة ) ص ١٣٩ ـ ١٤٠.

(٢) انظر : مقدّمة « الروضة البهيّة » وفيها دراسة موسّعة عن تاريخ تطوّر المدارس الفقهية لدى الشيعة وعن عصر الشهيد لأستاذنا سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي.

١٦

قال المحقّق الطهراني ـ بعد ذكره الرسالة « الألفية » ـ : « وكتب بعدها النفليّة في مستحبّات الصلاة » (١).

وقال الخوانساري : « له ـ أي للشهيد ـ كتب منها : الذكرى خرج منه الطهارة والصلاة.

والنفليّة » (٢).

وقد ورد على لسان الشهيد في إجازته لابن الخازن : « ومن ذلك ـ أي من مصنّفاته ـ رسالتان في الصلاة تشتملان على حصر فرضها ونفلها في أربعة آلاف مسألة » (٣).

زمان تأليفها :

لم يذكر الشهيد في آخر « النفليّة » تاريخ الفراغ من تأليفها ، ولكنّه ذكرها في إجازته لابن الخازن في ١٢ رمضان عام ٧٨٤.

والنفلية ألّفها الشهيد بعد الألفيّة.

موضوع الكتاب وترتيبه

قام الشهيد الأول في هذه الرسالة ببيان المستحبّات المتعلّقة بالصلاة وذكر ما يقارب ثلاثة آلاف نافلة ، مضافا إلى الواجبات الألف التي ذكرها في « الرسالة الألفية » تيمّنا بقول الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ للصلاة أربعة آلاف حدّ » ولقول الإمام الرضا عليه‌السلام : « الصلاة لها أربعة آلاف حدّ ».

وقد قسّم البحث إلى مقدّمة وثلاثة فصول وخاتمة :

المقدّمة : وتشتمل على تعريف النافلة ونبذة من الترغيب فيها والترهيب من تركها.

الفصل الأول : في سنن المقدّمات ، وفيها إحدى عشر سنّة :

الأولى : في وظائف الخلوة.

الثانية : في ما يستحبّ له الوضوء.

الثالثة : في ما يستحبّ له الغسل.

__________________

(١) « الذريعة » ٢ : ٢٩٦.

(٢) « روضات الجنّات » ٧ : ٩.

(٣) « بحار الأنوار » ١٠٧ : ١٨٧.

١٧

الرابعة : في ما يستحبّ له التيمّم.

الخامسة : سنن الإزالة.

السادسة : سنن الستر.

السابعة : المكان وسننه.

الثامنة : الوقت وسننه.

التاسعة : القبلة وسننها.

العاشرة : ما يستحبّ له الأذان والإقامة.

الحادية عشر : سنن القصد الى المصلّى.

الفصل الثاني : سنن المقارنات ، وهي تسع :

الأولى : سنن التوجّه.

الثانية : سنن النيّة.

الثالثة : سنن التحريمة.

الرابعة : سنن القيام.

الخامسة : سنن القراءة.

السادسة : سنن الركوع.

السابعة : سنن السجود.

الثامنة : سنن التشهّد.

التاسعة : سنن التسليم.

الفصل الثالث : منافيات الأفضل

الخاتمة : وفيها بحثان :

البحث الأول : في التعقيب ، وهو الاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أو ذكر أو ما أشبه ذلك.

البحث الثاني : في خصوصيّات باقي الصلوات كالجمعة والعيد وغيرهما.

١٨

المبحث الثاني : مع « الفوائد المليّة »

اسم الكتاب ونسبته للمؤلف :

لم نجد اختلافا يذكر حول هويّة الكتاب وصحّة نسبته إلى الشهيد الثاني ، فقد ذكره الطهراني بقوله : « شرح النفليّة ، مزجا ، الموسوم بـ « الفوائد المليّة » للشيخ السعيد زين الدين بن علي بن أحمد العامليّ » (١).

وكذلك ذكره صاحب البحار (٢) وصاحب الرياض وابن العودي في رسالته وغيرهم من المؤرخين والمترجمين ، الذين يعتبر اتفاقهم وإجماعهم كافيا في صحّة نسبة « الفوائد الملية » للشهيد الثاني.

زمن تأليفه :

وجدنا في آخر المخطوطة « هـ » التي كتبها العلّامة الفقيه الشيخ حسين العاملي الكركي ( قده ) ما صورته : « فرغ مؤلّفه العبد الفقير إلى عفو الله تعالى وكرمه زين الدين بن علي بن أحمد العاملي عامله الله بلطفه وفضله ضحى يوم الخميس خامس عشر شهر صفر ، ختم بالخير والظفر ، عام خمس وخمسين وتسعمائة حامدا مصليا مسلّما ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ».

قيمة الكتاب العلميّة :

من الواضح أنّ الصلاة واحدة من أهمّ العبادات ، وهي ركن من أركان الإسلام ، وقد أمر الله بها

__________________

(١) « الذريعة » ١٤ : ١١٠.

(٢) « بحار الأنوار » ١ : ١٩.

١٩

وحذّر تاركها في مواضع عديدة من القرآن الكريم.

إنّ الصلاة ـ اصطلاحا ـ هي أفعال مخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم تقرّبا إلى الله تعالى (١).

ومن الأسرار التي أودعت فيها :

(١) التذكير الدائم للإنسان بعبوديته لله ، فإنّ الإنسان عند ما يستغرق في مشاغل الدنيا ينسى موقعه من هذا الكون العظيم وينسى أنه عبد مملوك لله. والذي يذكّره بهذه الحقيقة هي الصلاة التي يأتي بها خمس مرّات في اليوم فضلا عن النوافل التي يزداد بها وعيا لهذه الحقيقة ويكون دائم الصلة بالله.

(٢) تعميق الشعور بأنّ الله تعالى هو المنعم الحقيقي ، وغيره واسطة ، والصلاة تذكّر الإنسان بأنّ الله هو المعين والرازق والقادر و.

(٣) الصلاة عبارة عن واحة خضراء يلجأ إليها الإنسان كلّما أعيته مشاكل الحياة ، ليعيش فيها صفاء العلاقة مع الله ، فيحاسب نفسه على التقصير ، فتكون تنزيها لنفسه وتطهيرا لقلبه.

وقد شبّهها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنهر الجاري الذي يغتسل منه خمس مرّات في اليوم فلا يبقى درن على جسم الإنسان ، وكذا الصلاة فهي تطهّر القلب من القذارة المعنوية.

(٤) الصلاة هي الرافد الذي يغذّي العقيدة ويرسّخها في النفس ، فإنّ العقيدة كالشجرة التي إذا لم تسق بين حين وآخر ، فإنّ مآلها إلى الذبول ، والصلاة هي التي تقوّي العقيدة وتساهم في انفلات الإنسان من قبضة الشيطان ومن سلطان الشهوات ورذائل الأخلاق كالكبر والتعالي على الآخرين « ففرض الله. الصلاة تنزيها عن الكبر » (٢).

معنى النافلة :

النفل لغة ـ بالتحريك ـ : الغنيمة والهبة ، قال لبيد :

أنّ تقوى ربّنا خير نفل

وبإذن الله ريثي والعجل

والجمع أنفال ونفال. ونفّلت فلانا تنفيلا : أعطيته نفلا وغنما ، وقد تكرّر ذكر النفل والأنفال في الحديث ، وبه سميت النوافل في العبادات ، لأنّها زائدة على الفرائض ، وفي الحديث القدسي :

__________________

(١) هذا التعريف مستلّ من تعريف الشهيد للصلاة في أوائل الكتاب.

(٢) « كتاب بلاغات النساء » ص ٢٨ ، كلام فاطمة عليها‌السلام.

٢٠