المقتصر - المقدمة

المقتصر - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : الفقه
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الان الى قيام يوم الدين.

٣
٤

حياة المؤلف

اسمه ونسبه :

هو الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الأسدي.

قال في الروضات [ ١ ـ ٧٥ ] : ثم ان هذا الشيخ الكبير غير الشيخ العلامة التحرير شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن إدريس الأحسائي ، وان اتفق توافقهما في العصر والاسم والنسبة إلى فهد الذي هو جد في الأول وأب في الثاني ظاهرا ، وغير ذلك من المشتركات.

حتى أنه نقل من غريب الاتفاق ان بعض أصحابنا (١) قال بعد ذكره لهذا الرجل : انه وابن فهد الأسدي متعاصران ، ولكل منهما شرح على إرشاد العلامة ، وقد يتحد بعض مشايخهما أيضا ، ومن هذا الوجه كثيرا ما يشتبه الأمر فيهما ، ولا سيما في شرحيهما على الإرشاد.

ثم ذكر الناقل أن مجلدا من نكاح شرح الأخير وقع بيده مكتوبة في آخره

__________________

(١) هو المحقق ميرزا عبد الله الأفندي في رياض العلماء ١ ـ ٥٥.

٥

صورة خط المصنف هكذا :

تم الكتاب الموسوم بـ « خلاصة التنقيح في المذهب الحق الصحيح » في أواخر شهر رمضان في اليوم الثالث والعشرين منه أحد شهور سنة ست وثمانمائة هجرية على يد مؤلفه العبد الغريق في بحر المعاصي الخائف يوم يؤخذ بالنواصي أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس حامدا لله مصليا على رسوله رب اختم بالخير وأعن انتهى.

وقال في رجال السيد بحر العلوم في عداد كتبه [ ٢ ـ ١١١ ] : وكتاب شرح الإرشاد وجدت منه نسختين من كتاب النكاح إلى الأخر ، وعلى احدى النسختين خط الشريف الحسين بن حيدر الحسيني الكركي.

وفي آخرها : تم الكتاب الموسوم بـ « خلاصة التنقيح في المذهب الحق الصحيح » في أواخر شهر رمضان في اليوم الثالث والعشرين منه سنة ست وثمانمائة هجرية على يد مؤلفه أحمد بن محمد بن فهد بن حسن بن محمد ابن إدريس.

لكن المعروف انه ابن فهد على أن فهدا أبوه لا جده. وفي بعض المسائل التي سئل عنها ابن فهد قال السائل في نعت ابن فهد ونسبته بعد اطرائه بالصفات والألقاب أبو العباس أحمد بن السعيد المرحوم محمد بن فهد ، وهذا يدل على أن نسبته الى فهد نسبة الى الجد دون الأب انتهى.

أقول : لا يخفى أن كتاب خلاصة التنقيح في المذهب الحق الصحيح انما هو لأحمد بن فهد بن إدريس الأحسائي لا أحمد بن فهد الحلي المترجم له كما توهم في كلامه.

وان الرجلين الحلي والأحسائي وان اشتركا في الاسم والعصر والأستاذ والنسبة إلى فهد ، الا أن الأحسائي لقبه شهاب الدين والحلي لقبه جمال الدين ،

٦

مضافا الى أن الأحسائي لا كنية له ، والحلي كنيته أبو العباس وذاك أحسائي وهذا حلي.

الإطراء عليه :

قال المحقق الأحسائي في عوالي اللئالي [ ٣ ـ ٧ ] : الشيخ الكامل الفاضل خاتمة المجتهدين.

وقال المحدث الحر العاملي في أمل الأمل [ ٢ ـ ٢١ ] : فاضل عالم ثقة صالح زاهد عابد ورع جليل القدر.

وقال العلامة المجلسي في البحار [ ١ ـ ١٧ ] : الشيخ الزاهد العارف. ثم قال وكتب الفاضلين الجليلين العلامة وابن فهد قدس الله روحهما في الاشتهار والاعتبار كمؤلفيها.

وقال المتتبع الأفندي في الرياض [ ١ ـ ٦٤ ] : الفاضل العالم العلامة الفهامة الثقة الجليل الزاهد العابد الورع العظيم القدر.

وقال المحدث البحراني في اللؤلؤة [ ص ١٥٦ ] : فاضل فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقي نقي.

وقال المحقق التستري في مقابس الأنوار [ ص ١٤ ] : الشيخ الأفخر الأجل الأوحد الأكمل الأسعد ضياء المسلمين برهان المؤمنين قدوة الموحدين ، فارس مضمار المناظرة مع المخالفين والمعاندين ، أسوة العابدين ، نادرة العارفين والزاهدين.

وقال المحقق الخوانساري في الروضات [ ١ ـ ٧١ ] : الشيخ العالم العامل العارف الملي ، وكاشف أسرار الفضائل بالفهم الجلي. ثم قال : له من الاشتهار

٧

بالفضل والإتقان ، والذوق والعرفان ، والزهد والأخلاق ، والخوف والإشفاق ، وغير أولئك من جميل السياق ما يكفينا مئونة التعريف ، ويغنينا عن مرارة التوصيف ، وقد جمع بين المعقول والمنقول ، والفروع والأصول ، والقشر واللب ، واللفظ والمعنى ، والظاهر والباطن ، والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع ويكمل.

وقال المحدث النوري في المستدرك [ ٣ ـ ٤٣٤ ] : صاحب المقامات العالية في العلم والعمل والخصال النفسانية التي لا توجد إلا في الأقل.

وقال المحدث القمي في الكنى والألقاب [ ١ ـ ٣٨٠ ] : الشيخ الأجل الثقة الفقيه الزاهد العالم العابد ، الصالح الورع التقي ، صاحب المقامات العالية والمصنفات الفائقة.

ما نسب اليه :

قال في الرياض : وله قدس‌سره ميل الى مذهب الصوفية ، وتفوه به في بعض مؤلفاته. وتبعه في اللؤلؤة قال : الا أن له ميلا الى مذهب الصوفية بل تفوه به في بعض مصنفاته.

أقول : قال أبو علي في المنتهى [ ص ٤٥ ] في الجواب عنه : ونسب السيد ابن طاوس والخواجه نصير الدين وابن فهد والشهيد الثاني وشيخنا البهائي وجدي « مه » وغيرهم من الأجلة إلى التصوف.

وغير خفي أن ضرر التصوف انما هو فساد الاعتقاد من القول بالحلول أو الوحدة في الوجود أو الاتحاد أو فساد الأعمال ، كالأعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير من المتصوفة في مقام الرياضة أو العبادة. وغير خفي على المطلعين على أحوال هؤلاء

٨

الأجلة انهم منزهون عن كلا الفسادين قطعا.

ثم قال : وبالجملة أكثر الأجلة ليس بخالصين عن أمثال ما أشرنا اليه.

ومن هنا يظهر التأمل في ثبوت الغلو وفساد المذهب بمجرد رمي علماء الرجال من دون ظهور الحال.

ونظيره قال العلامة المجلسي في آخر رسالة الاعتقادات : وإياك أن تظن بالوالد العلامة نور الله ضريحه انه كان من الصوفية ويعتقد مسالكهم ومذاهبهم ، حاشاه عن ذلك.

وكيف يكون كذلك؟ وهو كان آنس أهل زمانه بأخبار أهل البيت عليهم‌السلام وأعلمهم وأعملهم بها ، بل كان سالك مسالك الزهد والورع وكان في بدو أمره يتسمى باسم التصوف ليرغب اليه هذه الطائفة ولا يستوحشوا منه ، فيردعهم عن تلك الأقاويل الفاسدة الأعمال المبتدعة ، وقد هدى كثيرا منهم إلى الحق بهذه المجادلة الحسنة.

ولما رأى في آخر عمره أن تلك المصلحة قد ضاعت ورفعت أعلام الضلال والطغيان وغلبت أحزاب الشيطان وعلم أنهم أعداء الله صريحا تبرأ منهم ، وكان يكفرهم في عقائدهم الباطلة وأنا أعرف بطريقته وعندي خطوطه في ذلك.

مشايخه ومن روى عنهم :

١ ـ الشيخ الفقيه علي بن محمد بن مكي ابن الشهيد الأول.

قال في الرياض : وقد رأيت على آخر بعض نسخ الأربعين للشهيد منقولا عن خط ابن فهد المذكور ما صورته هكذا :

حدثني بهذه الأحاديث الشيخ الفقيه ضياء الدين أبو الحسن علي بن الشيخ

٩

الامام الشهيد أبي عبد الله شمس الدين محمد بن مكي جامع هذه الأحاديث قدس الله سره بقرية جزين حرسها الله من النوائب في اليوم الحادي عشر من شهر محرم الحرام افتتاح سنة أربع وعشرين وثمانمائة ، وأجاز لي روايتها بالأسانيد المذكورة وروايته ورواية غيرها من مصنفات والده ، وكتب أحمد بن محمد بن فهد عفى الله عنه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الأكرمين.

٢ ـ السيد المرتضى بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة الحسيني النجفي.

قال المترجم له في بحث النيروز من كتاب المهذب [ ١ ـ ١٩٤ ] : ومما ورد في فضله ويعضد ما قلناه ما حدثني به المولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين علي ابن عبد الحميد النسابة دامت فضائله.

وقال المحقق الأفندي في تعاليق أمل الأمل : الظاهر أنه غير السيد المرتضى علم الدين علي بن عبد الحميد بن فخار بن معد الحسيني الموسوي الاتي ذكره.

٣ ـ الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي الحائري.

وللمترجم له اجازة من شيخه وهي كما في البحار ١٠٧ ـ ٢١٥ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلم كثيرا.

وبعد فقد استخرت الله وأجزت للشيخ الأجل الأوحد العالم العامل الفاضل الكامل الورع المحقق افتخار العلماء مرجع الفضلاء ، بقية الصالحين زين الحاج والمعتمرين ، جمال الملة والحق والدين أحمد بن المرحوم شمس الدين محمد بن فهد أدام الله فضله وكثر في العلماء مثله جميع كتاب شرائع الإسلام في معرفة الحلال والحرام من مصنفات المولى الامام المغفور نجم الدين أبي

١٠

القاسم بن الحسن بن سعيد من أوله الى آخره قراءة تشهد بفضله ، وتدل على ذكائه ونبله ، وأفاد كثيرا بذهنه الوقاد ونظمه النقاد ، وكانت الاستفادة منه أكثر من الإفادة له.

الى أن قال : وكتب الفقير الى الله تعالى علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي تجاوز الله عن سيئاته ، وذلك في عشري جمادى الآخرة سنة احدى وتسعين وسبعمائة إلخ.

وذكر بعض المعاصرين من مشايخه والده الشيخ عبد الحميد النيلي ، ومنشأ اشتباهه كلام المحدث الحر العاملي في أمل الأمل ٢ ـ ١٤٦ قال : الشيخ عبد الحميد النيلي فاضل صالح فقيه ، يروي عنه ابن فهد.

قال في الرياض [ ٤ ـ ٢١٠ ] : وأقول : قد سبق كلام من الشيخ المعاصر ( قده ) في ترجمة والده عبد الحميد النيلي ، وصرح فيه بأن ابن فهد يروي عن عبد الحميد المذكور ، وبينا هناك أن هذا سهو منه ، بل ابن فهد يروي عن ولده علي هذا.

ولعله وقع في هذه الورطة حيث أنه استبعد رواية ابن فهد عن الشيخ فخر الدين بواسطة واحدة ، ولهذا اعتقد أن ابن فهد يروي عن عبد الحميد النيلي ، وأن الشيخ علي بن عبد الحميد يروي عن الشيخ فخر الدين ، مع أنه لم يصرح في ترجمة والده المذكور بأنه والده.

والحق أنه لا استبعاد في ذلك ، إذ صرح الشيخ علي الكركي في إجازته للشيخ علي الميسي بأن للشيخ ابن فهد طريقين الى الشيخ فخر الدين : عال وهو أنه يروي عن الشيخ نظام الدين أبي القاسم علي بن عبد الحميد النيلي عن الشيخ فخر الدين ، وغير عال وهو أنه يروي عن الشيخ زين الدين علي بن الخازن عن الشهيد عن الشيخ فخر الدين ، فلا اشكال.

١١

٤ ـ الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي.

قال في الرياض [ ٤ ـ ٢٩٤ ] : يروي عنه ابن فهد الحلي ، كذا يظهر من أول غوالي اللئالي وراجع ١ ـ ٦٦ من الرياض.

٥ ـ الشيخ زين الدين علي بن خازن الحائري.

وللمترجم له اجازة من شيخه هذا وهي كما في البحار ١٠٧ ـ ٢١٧ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله على سيد المخلوقات محمد وآله خير موال وسادات وسلم تسليما.

وبعد يقول العبد الفقير الى الله سبحانه الملتجئ الى عفوه وتجاوزه والراجي من فضله وكرمه علي بن الحسن بن محمد الخازن بالمشهد المقدس الطاهر الإمامي الحسيني الحائري صلوات الله وسلامه وأشرف تحياته على ساكنه وآله :

انه لما شرفني المولى الشيخ الفقيه العالم الورع المخلص الكامل ، جامع الفضائل مجمع الأفاضل ، الراغب في اقتناء العلوم العقلية والنقلية ، المجتهد في تحصيل الكمالات النفسانية ، الفائز بالسهم العلي أفضل إخوانه ، امام الحاج والمعتمرين جمال الملة ونظام الفرقة مولانا جمال الملة والحق والدين أحمد بن المرحوم شمس الدين محمد بن فهد الحلي لطف الله به وجعلني أهلا لما التمس مني ولم أكن أهلا له بأن أجيز له ما أجاز لي الشيخ الفقيه امام المذهب ، خاتمة الكل مقتدى الطائفة المحقة ورئيس الفرقة الناجية ، السعيد المرحوم والشهيد المظلوم ، والفائز بالدرجات العلى والمحل الأسنى الشيخ أبو عبد الله محمد بن مكي أسكنه بحبوحة جنته وجعله من الفائزين بمحبته ـ إلخ.

٦ ـ الشيخ أحمد بن عبد الله بن المتوج البحراني. كذا في أعيان الشيعة ٣ ـ ١٤٧ وطبقات أعلام الشيعة ص ٩ ـ ١٠. وتبعهما بعض المعاصرين.

١٢

وفيه أن الذي يروى عن ابن المتوج هو ابن فهد الأحسائي لا الحلي ، وان كان لا يبعد رواية الحلي عنه.

قال في الرياض [ ٤ ـ ٤٤ ] في ترجمته بعد أن أثنى عليه قال : وروى عنه الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقري الأحسائي المعروف بابن فهد ، كما يفهم من أول كتاب عوالي اللئالي لابن أبي جمهور ، وقد قال في أول الغوالي المذكور : انه يروي عن أحمد بن فهد المذكور عن شيخه خاتمة المجتهدين المشهورة فتاواه في جميع العالمين فخر الدين أحمد بن متوج بن عبد الله.

٧ ـ الشيخ الفاضل المقداد بن عبد الله السيوري. كذا في أعيان الشيعة ٣ ـ ١٤٧ وطبقات أعلام الشيعة ص ١٠.

٨ ـ الشيخ جلال الدين عبد الله بن شرفشاه. كذا في طبقات أعلام الشيعة ص ١٠.

تلامذته ومن روى عنه :

١ ـ الشيخ رضي الدين حسين الشهير بابن راشد القطيفي. كذا في الرياض ١ ـ ٦٦ قال : كذا يظهر من أول عوالي اللئالي.

قال في العوالي [ ١ ـ ٨ ] : عن شيخه العلام والبحر القمقام رضي الدين حسين الشهير بابن راشد القطيفي عن مشايخ له عدة ، أشهرهم الشيخ العالم العلامة العابد الزاهد جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلي.

٢ ـ الشيخ علي بن هلال الجزائري. راجع أمل الأمل ٢ ـ ٢١٠ واللؤلؤة ص ١٥٧ والروضات ١ ـ ٧٣.

١٣

وقال في الرياض ٤ ـ ٢٨١ : ويروي عن ابن فهد الحلي.

٣ ـ الشيخ علي بن محمد الطائي. كذا في مقابس الأنوار ص ١٤ وأعيان الشيعة ٣ ـ ١٤٨.

وفي الرياض [ ٤ ـ ١٥٨ ] ذكر في ترجمته أنه كان من المعاصرين لابن فهد الحلي ومدح كتابه المهذب وله قصيدة في رثائه ولم يظهر منه انه كان من تلامذته كما توهم.

٤ ـ السيد محمد بن فلاح الموسوي الحويزي.

قال في الروضات ١ ـ ٧٣ : ومنهم السيد محمد بن فلاح بن محمد الموسوي الذي هو من أجداد السيد خلف بن عبد المطلب الحويزي المشعشعي ، وقد ألف ابن فهد المذكور له رسالة ـ كما في الكتاب المتقدم ـ وذكر فيها وصايا له ، ومن جملة ما ذكر فيها أنه سيظهر السلطان شاه إسماعيل الصفوي ، حيث أخبر أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم حرب صفين ـ بعد ما قتل عمار بن ياسر ـ ببعض الملاحم من خروج جنكيزخان وظهور شاه إسماعيل الماضي.

ولذلك قد وصى ابن فهد في تلك الرسالة بلزوم اطاعة ولاة حويزة ممن أدرك زمان الشاه إسماعيل المذكور لذلك السلطان لظهور حقيته وبهور غلبته.

وقد كان هذا السيد محمد الملقب بالمهدي مشتهرا بمعرفة العلوم الغريبة ، وأنه قد أخذ ذلك كله من أستاده ابن فهد الحلي المذكور انتهى.

وقال في أعيان الشيعة [ ٣ ـ ١٤٨ ] : والسيد محمد بن فلاح الموسوي الحويزي الواسطي أول سلاطين بني المشعشع ببلاد خوزستان. والسيد محمد هذا ظهر منه تخليط كثير فطرده ابن فهد من عنده وأمر بقتله.

فيقال : انه وصل الى يد ابن فهد كتاب في العلوم الغريبة أو الكتاب من تصنيفه كما يأتي ، فلما مرض أعطى الكتاب لأحد خواصه وأمره بإلقائه في الفرات

١٤

فلحقه السيد محمد وتوسل الى أخذ الكتاب منه واستعمل ما فيه من السحر ، فطرده ابن فهد وتبرأ منه وأمر بقتله.

وذهب الى خوزستان وظهر منه كفريات واختلال في العقيدة حتى قبل انه ادعى الألوهية كما ذكرناه في ترجمته ، نعوذ بالله من سوء العاقبة انتهى.

٥ ـ السيد محمد نور بخش كذا في المقابس ص ١٤ قال : واليه ينتهي السلسلة العلية الهمدانية وراجع أعيان الشيعة ٣ ـ ١٤٨.

٦ ـ الشيخ حسن بن حسين الجزائري.

قال في العوالي [ ١ ـ ٩ ] عند عده الطريق الخامس قال : عن شيخه العلامة الإمام المحقق المدقق جمال الدين حسن بن الشيخ المرحوم حسين بن مطر ( مطهر خ ) الجزائري عن شيخه العلامة الزاهد التقي أبو العباس أحمد بن فهد الحلي.

٧ ـ السيد رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق القمي. كذا يظهر من العوالي ١ ـ ٩ ـ ١٠ في الطريق السابع.

٨ ـ الشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي. قال في الرياض [ ٣ ـ ١٢١ ] : وكان من أكابر تلامذة ابن فهد الحلي ومثله في الروضات ١ ـ ٧٣ والأعيان ٣ ـ ١٤٨.

٩ ـ الشيخ عز الدين حسن بن علي بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة الكرواني العاملي. كذا في الروضات ١ ـ ٧٣.

قال في اللؤلؤة ص ١٦٩ بعد ما ذكر عن أمل الأمل أنه يروي عن ابن فهد قال أقول : وقد وقفت على اجازة الشيخ أحمد بن فهد الحلي للشيخ حسن المذكور قال فيها بعد الخطبة : وكان المولى الفقيه العالم العلامة محقق الحقائق ومستخرج الدقائق الفاضل الكامل زين الإسلام والمسلمين عز الملة والحق والدين أبو علي

١٥

الحسن بن يوسف المعروف بابن العشرة ممن أخذ من هذا القسم بالحظ الاولى ، وفاز بالسهم المعلى ، التمس من عندنا اجازة ما رويناه من مشايخنا الى آخره.

ثم قال : وعندي هنا اشكال ، وهو أن الشيخ حسن المذكور في السند المتقدم قد ذكر روايته عن الشهيد رحمه‌الله ، وهكذا يأتي في طرق ابن أبي جمهور ، مع أنه يروي عن ابن فهد ، وابن فهد إنما يروي عن الشهيد بواسطة كما لا يخفى على من لاحظ الإجازات ، واحتمال بقائه إلى وقت الشهيد الظاهر بعده فليتأمل ذلك فإنه موضع اشكال.

وقال في الرياض [ ١ ـ ٢٦٥ ] : ثم الذي يظهر من أول غوالي اللئالي لابن جمهور الاحساوي أن الشيخ جمال الدين حسن العلامة المشهور بالشيخ ابن العشرة يروي عن شيخه خاتمة المجتهدين شمس الدين محمد بن مكي الشهيد بلا توسط أحد.

ثم قال : أقول وهذا غريب ، وحمله على تعدد ابن العشرة محتمل ، فلاحظ وقال ابن المؤذن المشار إليه في إجازته للشيخ علي بن عبد العالي الميسي المشهور وبطريق آخر أروي عن شيخي الأفضل عز الدين حسن بن العشرة عن شيخه شمس الدين ابن عبد العالي عن ابن عمي خاتمة المجتهدين محمد بن مكي وعن شيخي الأفضل عز الدين حسن بن العشرة عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد وعن الشيخ زين الدين علي بن الخازن الحائري عن ابن عمي الشهيد ـ انتهى ملخصا.

ثم قال : فظهر بطلان رواية ابن العشرة هذا عن الشهيد بلا وسط بما ذكرنا من اجازتي الصيهوني وابن المؤذن الجزيني المشار إليهما ـ فتأمل.

١٠ ـ الشيخ علي بن فضل بن هيكل. كذا في أعيان الشيعة ٣ ـ ١٤٨.

١١ ـ الشيخ مفلح بن الحسن الصيمري. راجع الروضات ٧ ـ ١٦٩.

١٦

١٢ ـ الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد السبعي. وقد جمع فتاوى شيخه كما سيأتي ، وهو صاحب كتاب سديد الأفهام في شرح القواعد ، والأنوار العلية في شرح الألفية.

تآليفه القيمة :

١ ـ الأدعية والختوم.

قال في الأعيان : توجد نسخته بخط تلميذه الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلي في مكتبة السيد حسن الصدر بالكاظمية. وراجع الذريعة ١ ـ ٣٩٣.

٢ ـ استخراج الحوادث. كذا في الذريعة ٢ ـ ٢١.

وقال في الأعيان : رسالة استخراج الحوادث وبعض الوقائع المستقبلة من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام فيما أنشأه بصفين بعد شهادة عمار ، كخروج جنكيز وسلطنة الصفوية.

وقيل : انه أودع فيها جملة من أسرار العلوم الغريبة ، وأنه كتبها لتلميذه السيد محمد بن فلاح الواسطي المشعشعي أول ولاة الحويزة من المشعشعين.

وانما نال الولاية وتسخير القلوب بأعمال الأسرار التي أودعها شيخه ابن فهد في رسالته التي ظفر بها ، ذكره في دانشوران. ويقال : بل اطلع عليها تلميذه المذكور ، فكانت سبب ضلاله باستعماله ما فيها.

وقيل : بل كان ذلك كتاب سحر وقع بيد ابن فهد ، فأرسله مع من يلقيه في الشط ، فأخذه ابن فلاح واستعمل ما فيه وضل بسبب ذلك.

والذي أظنه أن ابن فهد له رسالة في استخراج بعض الحوادث المستقبلة من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام لا غير ، وهذا ممكن ومعقول.

١٧

أما أن فيها جملة من أسرار العلوم الغريبة ، فهو من التقولات التي تقع في مثل هذا المقام ، وكذلك كون ابن فلاح وقع بيده كتاب السحر الذي أمر ابن فهد بإتلافه المظنون أنه من جملة التقولات.

فابن فلاح قد ظهر منه ضلال وخروج عن حدود الشرع بعد ما كان تلميذ ابن فهد ، وتبرأ منه ابن فهد وأمر بقتله ، فصار هنا مجال للتقول بأن ابن فهد كان صنف له رسالة فيها من أسرار العلوم الغريبة فسخر بها القلوب أو أنه وقع بيده كتاب سحر.

وكل ذلك لا أصل له مع إمكان أن يكون وقع بيده كتاب سحر ، فذلك أقرب من أنه كتب له في رسالته من أسرار العلوم الغريبة ، فإن ذلك ليس عند ابن فهد ولا غيره ، ولكن الناس يسرعون الى القول في حق من اشتهر عنه الزهد والعبادة بأمثال ذلك ويسرع السامع الى تصديقه.

٣ ـ تاريخ الأئمة.

قال في الذريعة ٣ ـ ٢١٤ : مختصر بخط تلميذه الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلي ، وصرح بروايته عنه ، رأيته في خزانة كتب سيدنا الحسن صدر الدين رحمه‌الله.

٤ ـ التحصين في صفات العارفين من العزلة والخمول. الذريعة ٣ ـ ٣٩٨.

أقول : والكتاب قد طبع أخيرا محققا في سلسلة منشورات مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام.

٥ ـ التواريخ الشرعية عن الأئمة المهدية.

قال في الذريعة ٤ ـ ٤٧٥ : يوجد بخط تلميذه علي بن فضل بن هيكل في خزانة كتب سيدنا الحسن صدر الدين في الكاظمية.

٦ ـ جوابات المسائل البحرانية. احدى الرسائل العشر المطبوع بتحقيقنا.

قال في الذريعة ٥ ـ ٢١٥ : يوجد ضمن مجموعة من رسائله في الخزانة الرضوية

١٨

وعده بعض تلاميذ العلامة المجلسي في مكتوبة اليه المسطور في آخر البحار مما ينبغي إدخاله في البحار.

٧ ـ جوابات المسائل الشامية الاولى احدى الرسائل العشر المطبوع بتحقيقنا.قال في الذريعة ٥ ـ ٢٢٣ : سألها بعض فضلاء أهل الشام من الشيخ أبي العباس.فأجاب عنها ، وجمع الجوابات ورتبها على ترتيب كتب الفقه من الطهارة إلى الديات تلميذ ابن فهد بأمره ، وهو الشيخ زين الدين علي بن فضل بن هيكل الحلي وسماه بـ « المسائل الشامية في فقه الإمامية » أوله : الحمد لله الذي أتانا من كل ما سألناه. وفرغ منه في نهار يوم الاثنين ( ٢٠ صفر ـ ٨٣٤ ) توجد نسخة خط ابن هيكل المذكور في خزانة كتب سيد مشايخنا أبي محمد الحسن الصدر بالكاظمية ونسخة أخرى في الخزانة الرضوية كما في فهرسها انتهى.

أقول : وهي (٢٠٤) مسألة من مسائل الفقه.

٨ ـ جوابات المسائل الشامية الثانية.

قال في الذريعة [ ٥ ـ ٢٢٣ ] : جمعها بأمره مرتبة على ترتيب كتب الفقه تلميذه ابن هيكل المذكور ، أوله : اللهم بنعمتك تتم الصالحات. وفرغ منه في نهار السبت ( ١٧ ـ ع ١ ـ ٨٣٧ ) والنسخة بخط ابن هيكل أيضا في خزانة سيدنا الحسن صدر الدين في الكاظمية.

٩ ـ الخلل في الصلاة. قال في الذريعة ٧ ـ ٢٤٧ : ويعبر عنه برسالة السهو في الصلاة أوله : الحمد لله المنزه عن الإباء والأولاد ، المتقدس عن الصحابة والأضداد والأنداد. نسخة منه بخط تلميذه الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلي فرغ من الكتابة آخر نهار الاثنين ( ١٠ ـ ع ١ ـ ٨٣٧ ) في مكتبة الصدر.

١٠ ـ الدر الفريد في التوحيد ، كذا في اللؤلؤة ص ١٥٧ والرياض ١ ـ ٦٥ ولتلميذه كتاب بهذا العنوان ، راجع الذريعة ٨ ـ ٦٨ و ٦٩.

١٩

١١ ـ الدر النضيد في فقه الصلاة. الروضات ١ ـ ٧٣ ، والذريعة ٨ ـ ٨٠.

١٢ ـ رسالة في تعقبيات الصلاة من الأدعية وآدابها. الرياض ١ ـ ٦٦.

١٣ ـ رسالة في معاني أفعال الصلاة وترجمة أذكارها.

قال في الرياض ١ ـ ٦٥ حسنة الفوائد رأيتها بمازندران انتهى ولعله نفس رسالة أسرار الصلاة المذكورة في الروضات وبعض التراجم.

١٤ ـ رسالة وجيزة في واجبات الحج وهي إحدى الرسائل العشر المطبوع بتحقيقنا قال في مقدمة الرسالة : فهذه رسالة وجيزة تشتمل على واجبات الحج ونياته ، والمقصود منها بيان الحج المتمتع ، ثم رتبها على فصلين : الأول في العمرة المتمتع بها ، والثاني في الحج. قال في الذريعة ٢٢ ـ ٢٥٥ : مناسك الحج المختصر. وهو غير مناسكه الكبير الموسوم بكفاية المحتاج. ثم قال : ونسخة في الرضوية أوله بعد البسملة رب زدني علما.

أقول ولعله هي التي أشار إليها في الرياض بقوله : وله رسالة موجزة جدا في نيات الحج.

١٥ ـ رسالة في منافيات نية الحج. الروضات ١ ـ ٧٢.

١٦ ـ رسالة مختصرة في واجبات الصلاة. الرياض ١ ـ ٦٦.

١٧ ـ رسالة الى أهل الجزائر.

قال في الذريعة ١١ ـ ١٠٨ : فيها التحريص على تعجيل الأجير للعبادة في مائة بيت أولها : ان أولى ما سنح به الخاطر وصدرت به الكتب والدفاتر. رأيتها في مكتبة سيدنا الشيرازي بسامراء.

١٨ ـ رسالة في تحمل العبادة عن الغير من الصلاة والصيام وغيرها وبيان آداب العمل وكيفية الاستنابة. كذا في الذريعة ١١ ـ ١٤٠.

١٩ ـ رسالة في السهو في الصلاة.

٢٠