مبادئ الوصول الى علم الاصول

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]

مبادئ الوصول الى علم الاصول

المؤلف:

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]


المحقق: عبد الحسين محمد علي البقال
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٧٧

وأن الصفحة رقم ٤٦ من المصورة ، متروكة فراغا لم يدون فيها أي شيء ، ويظهر أنها سقطت عند التصوير.

الثالث : نسخها وقراءتها

أما الفراغ من تأريخ النسخ : فقد وقع «ظهيرة يوم الحادي والعشرين من شهر الله المبارك رمضان» ، كما هو مذكور في الصفحة الاخيرة من الكتاب.

وأما الناسخ له : فهو «أحمد بن أبي عبد الله بلكو بن أبي طالب الآوي» ، كما جاء ذلك في آخر صفحة من الكتاب.

وأما قراءتها : فقد قرأت على مؤلفها ، العلامة الحلي نفسه ، من قبل ناسخها الآوي ، في «شهر رجب من سنة خمس وسبعمائة» ، كما وقرأت أيضا ، من قبل ناسخها ابن بلكو ، على والد الحسن فخر المحققين «في مجالس آخرها الحادي والعشرون من رجب سنة خمس وسبعمائة» ، وهذا ما جاء ذكره بخط العلامة ذاته ، على الصفحة الاولى من الكتاب ، وبخط فخر المحققين عينه ، على الصفحة الاخيرة من الكتاب نفسه.

الرابع : بلاغاتها وتعليقاتها

تحتوي هذه النسخة على مجموعة من البلاغات ، كما هي مدونة في صفحة ٣ و ٤ و ١٢ و ٢٦ ، وغيرها من بقية الصفحات.

كذلك تضم مجموعة من التعليقات تتفاوت في وجودها ، فهي كثيرة كما في صفحة ٦ و ٢٧ ، وقليلة كما في ١٦ و ٣٠.

الخامس : تجليدها

وأخيرا!! تمتاز هذه المصورة ، بأنها مجلدة تجليدا عصريا مذهبا ،

٤١

بكعب جلده اسود ، وغلاف كتابه أسود ، مزخرف بمكعبات من نفس اللون ، موزعة على مساحة متموجة في أسطحها بضلالها ، علما بأن التجليد حديث عهد ، وهو من أعمال نفس المكتبة المقتنية.

السادس : نموذج من صفحاتها

هذا!! وأخيرا : فأدناه صورتان من هذه الكتاب المحقق ، المصور عن النسخة الاصل ، بقياسه الطبيعي ، تجد الاولى منهما مأخوذة من أوله مدون عليها اسم الكتاب ، وشيء من خط العلامة ، وتأريخ القراءة عليه وبعض التملكات ، بالاضافة إلى اسم المصدر المقتني ، ورقم وتاريخ الاقتناء.

والثانية منهما : مأخوذة عن آخره ، مكتوب عليها اسم الناسخ ، وتاريخ النسخ ، وشيء من خط ولد المؤلف ، وتاريخ القراءة عليه ، بالاضافة إلى المصدر المقتني ، ورقم وتأريخ الاقتناء.

٤٢

٤٣

٤٤

الخطوة الثانية : في التعليق

التعليق لدينا يعني : مواكبة متن الكتاب لدراسته ، على ضوء المصادر المعتمدة قدر الامكان ، من بدايته وحتى آخر كلمة فيه ، سواء أكان ذلك إرجاعا لقائلي آرائه ، أم تعريفا للمصطلح من مفرداته ، أم ...

وهذا ماتم في هامش المتن ـ بعد وضع خط فاصل بينهما ـ على النحو التالي :

أولا : نسبة الاراء

فقد عملنا جاهدين على نسبة كل رأي ورد في الكتاب ، أصوليا كان أو غير اصولي ، إلى صاحبه الشرعي ، كي يسهل علينا بعد ذلك ، التعرف على تلك الآراء في تأريخها ، فعلى طبيعة الوضع الاجتماعي ـ إن أمكن ـ لها في حينها ، وأخيرا الملابسات الخفية التي كانت وراء تعددها في نشوءها.

كما وقد عمدنا حسب المستطاع ، إلى إرجاع بعض النصوص لقائليها ، كما في بعض التعاريف المنقولة عن أبي الحسين البصري ، في العام والتخصيص وغيرهما ، وذلك وفاء منا لاصحابها بذكرهم ، وتأكيدا لاجيالنا المتعاقبة على أن المعرفة حلقات متواصلة ، يسعف حديثها قديمها بفضلهم.

ثانيا : تعريف بالمفردات

كثيرا ما ترد في متن الكتاب مفردات متعددة المشارب ، فنعمد إلى بيانها باختصار كما يلي :

أولا : اللغوية ، كما في لفظة العين ، وغيرها.

٤٥

ثانيا : القرآنية ، كما في لفظة اللسان واللغات.

ثالثا : الاصطلاحية ، كما في لفظة التوقيفية والمحكم والمتشابه وغيرها.

رابعا : العقائدية ، كما في لفظة الاعتزال والحنفية والاشاعرة.

خامسا : المكانية ، كما في لفظة الصفا والمروة.

ثالثا : شرح العبارات

فنعمل على توضيح العبارات المغلقة في المتون ، مع مراعاة الدقة والوضوح والاستيعاب والاختصار عند التعليقة الواحدة ، وأن تكون أية واحدة منها مأخوذة من مصادرها المعنية الموثوقة المعترف بها.

فمثلا!! التعليقة النحوية نرجع بها إلى كتب النحو ، والبلاغية إلى كتب البلاغة ، والاصولية إلى كتب الاصول ، وهكذا ...

رابعا : تخريج الآيات والاحاديث

وذلك بالعمل على تخريج ما موجود : من آيات قرآنية ، وأحاديث نبوية أو صحابية ، ونصوص توراتية ، من مظانها من المصادر المعتمدة في هذا المجال ، مع ذكر اسمائها وأجزائها وأرقام صفحاتها ، بالاضافة إلى ما موجود من إختلافات في ألفاظها وجملها.

خامسا : ضرب الامثلة

بأن تكون مطابقة وواضحة ، وأحيانا متعددة ، لمعظم ما يرد في الكتاب من قواعد أصولية.

كي تكون الفائدة أتم ، وسهلة التناول لدى الغالبية من المعنيين بالدراسات الاصولية ، وكل في حدود استعداداته الذهنية.

٤٦

سادسا : ترجمة الاعلام

وذلك باعطاء صورة مختصرة عن حياة كل منهم ، من حيث أزمانهم ونوع المدارس الفقهية أو الكلامية التي ينتسبون إليها ، مع ذكر أهم أعمالهم والنتاج الثقافي لديهم ، خاصة ما يتعلق منه بعلم الاصول ، الذي نحن بصدد التعليق عليه.

سابعا : توضيح الوقائع التأريخية

وذلك بالعودة إلى تلك التي حدثت في صدر الاسلام منها خاصة ، والتي استدل المؤلف وغيره ، عن طريقها ، على نوعية الاحكام الفقهية.

ثم كيفية الاستفادة منها بعد ذلك ، في إنتزاع الافكار الاصولية ، أو التأكيد على آرائه ، ومدى شرعيتها في بحوث وفصول مبادئه الوصولية.

الخطوة الثالثة : في الاخراج

وهي تتلخص في نقاط ثلاث :

أولا : في توزيع النص

ـ ١ ـ

وهو يعني : ملازمة النص الكتابي ، لتوزيعه بحسب عناوينه ومعنوناته أولا ، ثم إلى فقراته وجمله ثانيا ، مع مراعاة فنية الترقيم والتنقيط خلاله ثالثا.

علما بأن ما يصحب مثل هذا السير من تصرفات ، كالزيادة المحصورة بين قوسين مركنين ، هي تصرفات مشروعة تقتضيها فنية التوزيع ، لكن لمن هو مختص بمثل إجراء هذا النوع من التحقيقات.

٤٧

ـ ٢ ـ

أما العناوين : فقد وزعت إلى :

أولا : الرئيسة منها ، وهي الفصول بالنسبة إلى هذا الكتاب.

ثانيا : الثانوية ، وهي البحوث المتفرعة عن فصولها.

ثالثا : الثالثية ، وهي المدلولات للبحوث وخلاصاتها ، مع مراعاة انتزاع ما لم يوجد منها في بحوثها ، وحصر الواحد منها بين نجمتين ، للاشارة إلى كون ما في الاصل عدم وجودها.

ـ ٣ ـ

وأما موضوعاتها : فقد وزع كل واحد منها ، إلى مجموعة الفقرات التي يتركب عندها ، على إعتبار أن كل واحدة منها تحمل فكرة معينة خاصة بها ، تتحدد هي الاخرى بالجملة أو مجموعة المجل ، التي تنتظم في عقدها.

ـ ٤ ـ

وأما التنقيط : فهو يعني بإختصار ، استعمال الادوات الخاصة به ، على حسب ما يناسبه من مواضع ، من فوارز ونقط وعلامات استفهام وتعجب وأقواس وأرقام وغيرها.

ثانيا : في استعمال الفراغات

إن توفير الفراغات في الكتاب ـ أي كتاب ـ ، ضرورة يمليها نفس تبويب موضوعاته ، باعتبار عناوينها من جهة ، وتوزيع الفقرات بحسب مضامينها من جهة ثانية ، ومبررات الشد الفكري المرجو نتيجة ذلك من جهة ثالثة.

٤٨

لكنها في الوقت نفسه ، لابد أن تكون في حدود المألوف الذي يلم الكتاب ، لا الكثيرة التي تبعث على تفككه ، ولا الهزيلة التي توجب تشوشه.

الامر الذي يتسني معه ، أن يحضى القارئ بفرص من الراحة ، ولحظات من التأمل ، وتطلعات من الشوق ، تمكنه من المتابعة ، فنتمكن بالتالي من إطلاعه على المطلوب من المهام ، على أحسن صورة وعلى خير ما يرام.

وعلى ما مر!! إلتزمنا في فراغاتنا أزاء أقسام الكتاب الثلاثة بما يلي :

الاول : الخاص بأوليات الكتاب!! فقد أقمنا الصفحة الاولى على مجرد ذكر اسم الكتاب الاصل ، متبوعة بثانية تحمل رقم الطبعة واسم المطبعة ومكانها وزمانها ، فثالثة مختصة بفهرست اجمالي عن الكتاب ككل ، مشفوعة بصفحة فراغ تام ، فخامسة متصدية لفهرسة أوليات الكتاب اجمالا ، تعقبها صفحة تحمل اسم قائل الكلمة حول الكتاب ، فسابعة وما بعدها ، هي كلمة المرتضى عنها ، فتاسعة لتعريف مقدم بين يدي الكتاب ، فاهداء مباشر لها ، فحادية عشرة موقوفة لشكر الرجال الذين كانوا معنا على الطريق ، فتالية تأتي بعدها معنية ببيان خلاصة عن الابطال الذين واحدهم المترجم له ، ثم أخيرا تتوالى فقرات الترجمة على وجه التفصيل ، يشد بعضها البعض ، مع تمييز لاحداها عن الاخرى ، بالفراغات الجانبية والبينية ، فالبيضات الاولية والنهائية ، التي يستلزمها توزيع تلك الفقرات.

الثاني : الخاص بأصل الكتاب!! حيث أفردنا صفحة مستقلة تحمل اسم الكتاب ومؤلفه ، متبوعة كذلك بفراغ تام ، ثم ثالثة حاوية للبسملة فرابعة قائمة بالحمدلة ، ثم بعد ذلك إيقاف صفحة واحدة لكل فصل من فصول الكتاب ، مركنة برقمه وموضوعه ، وأخيرا تتوالى بحوث الفصول وفقراتها ، مميزة إحداها عن الاخرى ، بالفراغات الجانبية والبينية

٤٩

فالبياضات الاولية والنهاية ، التي يستلزمها توزيع تلك الفقرات ضمن بحوثها.

الثالث : الخاص بمجموعة الفهارس!! كذلك أوقفنا صفحة على ذكر الفهرست الاجمالي لها ، تليها صفحة بفراغ تام ، ثم تتتابع فهارس الكتاب على وجه التفصيل ، سالكين معها نفس الخط الذي سلكناه في توزيع فراغات الاوليات من جهة ، والفصول من جهة ثانية.

ثالثا : في طباعة الكتاب

وطريقتنا هنا تتلخص بالنقاط التالية :

أولا : أن تكون العناوين الاساسية والثانوية ، مخطوطة بخط جميل يتناسب في تنويعه ويتعدد ، تعدد تشكيلاتها الحروفية ، وقد راعينا في كتابات أهمها ، أن تكون لمعلم الجيل ، الاستاذ الخطاط الشهير هاشم محمد البغدادي.

ثانيا : أن تكون الحروف الطباعية ، من النوع المسبوك سبكا جيدا وبأحجام عديدة ، تتنوع بحسب موقعها من الكتاب ، فالمتن الاصل بحرف ذي حجم ٢٠ عادي ، والهامش بحرف ذي حجم ١٨ عادي ، ومدلولات البحوث بحرف ذي حجم ١٢ أسود.

ثالثا : أن يكون الورق المستعمل في طباعة الكتاب ، من النوع الجيد ، كالمعروف بزنة ٨٠ أو ٧٠ غراما ، ومن القطع المصطلح عليه طباعيا ب‍ «الوزيري» بقياس ١٧ سم × ٢٣ سم تقريبا.

رابعا : أن يجلد الكتاب ، بعد انهائه طباعيا ، تجليدا نظيفا ، يمتاز غلافه بالمتانة والتذهيب واللون المناسب.

٥٠

الخطوة الرابعة : في الفهرسة

لم يعد هناك أدنى شك ، خصوصا يومنا هذا ، أن الفهرسة تعتبر في حياة الباحثين ، شيئا ضروريا ، ذلك لانها تمثل الدليل الذي يستر شدون به إلى ضالتهم المنشودة ، في استكناه ما موجود من أرصدة علمية لموضوعهم المبحوث عنه ، من مصادره الموسوعية ، وعلى الاخص القديم منها ، وبحسب مواضعها من أرقام صفحاتها. فيمكنهم بالتالي الاحاطة بما يرومون دراسته ، بأدق المعلومات ، وأجمع مواردها ، وأخصر طريق ، وأدنى جهد.

هذا فضلا عن أنها كشاف حي ، للتعرف على تأريخ الافكار ، وحدود المنجز وما لم ينجز منها.

ونحن بموجب تلك الضرورة ، إلتزمنا بوضع مجموعة من الفهارس في نهاية الكتاب ، تمثل عرضا موجزا بمعظم الجوانب المهمة من جوانب صفحاته ، على أننا لاحظنا في ترتيب معظمها أن تكون على الطريقة الابتثية.

هذا هو!! قارئي العزيز ، جهدنا الذي حق لنا أن نقضي فراغنا فيه.

وها هو إليك ـ تنقل فيه ـ كما يلي :

٥١
٥٢

القسم الثاني

٥٣
٥٤

بسم الله الرحمن الرحيم

٥٥

الحمد لله المتفرد بالازلية والدوام ، المتوحد بالجلال والاكرام ، المتفضل بسوابغ الانعام ، المتقدس عن مشابهة الاعراض والاجسام.

وصلى الله على سيد الانام ، محمد المصطفى وعترته الاماجد الكرام.

أما بعد.

فهذا : كتاب مبادئ الوصول إلى علم الاصول ، قد اشتمل من علم اصول الفقه على ما لابد منه ، واحتوى على ما لا نستغني عنه.

نرجو بوضعه : التقرب إلى الله تعالى ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ورتبته على فصول :

٥٦

الفصل الاول

في : اللغات

وفيه : مباحث

٥٧

الاول

في : أحكام كلية

ذهب جماعة (١) : إلى أن اللغات توقيفية (٢) :

لقوله تعالى : «وعلم آدم الاسماء كلها» [٢ / ٣٢] ، وقوله تعالى : «واختلاف ألسنتكم» [٣٠ / ٢٣] ، والمراد به اللغات (٣).

وقال أبو هاشم (٤) : إنها إصطلاحية (٥) ، لقوله تعالى :

__________________

١ ـ منهم : أبو الحسن الاشعري ، وابن فورك.

«المزهر : ١ / ١٦ بتصرف».

٢ ـ بمعنى أن الله عزوجل : وقف آدم (ع) على ما شاء أن يعلمه إياه ، مما إحتاج إلى علمه في زمانه ، وانتشر من ذلك ما شاء الله ، ثم علم بعد آدم من الانبياء ـ صلوات الله عليهم ـ نبيا نبيا ، ما شاء أن يعلمه ، حتى انتهى الامر إلى نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فآتاه الله من ذلك ، ما لم يؤته أحدا قبله ، تماما على ما أحسنه من اللغة المتقدمة ، ثم قر الامر قراره فلا نعلم لغة من بعده حدثت.

«المزهر : ١ / ٩»

٣ ـ كما في : المزهر ١ / ١٦ ، وتفسير الطبري : ٢١ / ٣٢ ، وتفسير التبيان : ٨ / ٢٣٩.

٤ ـ هو : عبد السلام بن عبد الوهاب الجبائي (٢٤٧ ـ ٣٢١ ه‍) أحد أعلام معتزلة البصرة ، تبعته فرقة سميت فرقة البهشمية ، نسبة إلى كنيته أبي هاشم. أعلام الزركلي : ٤ / ١٣٠ ـ ١٣١ ، والملل والنحل : ١ / ١٠٣ ـ ١١٢ ، والمعتزلة : ١ / ١٥٣ ـ ١٥٦.

٥ ـ وذلك : بأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدا ، فيحتاجوا

٥٨

«وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه» [١٤ / ٥].

ولا يجب أن يكون لكل معنى لفظ (١) ، وإلا لزم عدم تناهي الالفاظ ، بل الواجب وضع اللفظ لما تكثر الحاجة إلى التعبير عنه.

والعلم باللغة : واجب ، لوجوب معرفة الشرع المتوقف عليها.

والكلام عند المعتزلة (٢) : هو المنتظم من الحروف المسموعة المتميزة ، المتواضع عليها. إذا صدرت عن قادر واحد.

__________________

إلى الابانة عن الاشياء المعلومات ، فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظا ، إذا ذكر عرف به ما مسماه. ليمتاز عن غيره ، وليغني بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين ، فيكون ذلك أقرب وأخف واسهل ، من تكلف احضاره لبلوغ الغرض في إبانة حاله. «المزهر : ١ / ١٢»

١ ـ لعدم تناهي المعاني. «غاية البادي في شرح المبادي : ص ٨»

٢ ـ الاعتزال : مذهب كلامي في اصول الدين ، مؤسسه واصل ابن عطاء ، في مطلع القرن الثاني الهجري ، ومن جملة مبادئه : أن الله تعالى قديم ، وأن الحكيم لا يفعل إلا الصلاح والخير ، وأن العبد قادر ، خالق لافعاله.

وهو ذو مدارس متعددة ، لكل منها عناصر خاصة بها ، وإن كانت جميعها تلتقي في عناصر مشتركة بينها.

هذا!! ومن جملة مدارسه : الهذيلية أصحاب أبي الهذيل محمد بن الهذيل ، والجبائية جماعة أبي علي محمد بن عبد الوهاب وابنه أبي هاشم عبد السلام.

الملل والنحل : ١ / ٥٧ ـ ١١٢ ، والمعتزلة : ١ / ١ ـ ٢٦٧ ، وأمالي المرتضى : ١ / ١٦٣ ـ ١٦٩.

٥٩

ويطلق على الجملة المفيدة (١).

البحث الثاني

في : تقسيم الالفاظ

وهو من وجوه :

أحدها : أن اللفظ إن دل على الزمان المعين بصيغته (٢) فهو الفعل ، وإلا فهو الاسم إن استقل بالدلالة ، وإلا فهو الحرف ،

الثاني : اللفظ إما مفرد وإما مركب ، فالاول ما لا يدل جزوه على جزو معناه حين هو جزؤه كزيد (٣)

__________________

١ ـ اعلم : أن الكلام عند الاصوليين ، أعم من الكلام عند النحويين فإنهم أخذوه بحيث يشمل الكلمة والجملة المفيدة ، فمفهوم الكلام عندهم هو القدر المشترك بينهما ، أي بين تعريف المعتزلة وتعريف النحويين.

«غاية البادي : ص ٩ ، جمعا بين المتن والهامش»

٢ ـ إنما قال بصيغته : لان الكلمة إذا دلت على زمان معين لا بصيغتها لا تكون فعلا بل إسما ، كالمتقدم والمتأخر والماضي والمستقبل ، ما أشبه ذلك من الاسماء التي تدل بموادها على أزمنة بأعيانها.

«غاية البادي : ص ١١».

٣ ـ وعبد الله وعبد الحسين ، وهذان الاخيران ، إذا كانا اسمين لشخصين ، فأنت لا تقصد بجزء اللفظ «عبد» و «الله» و «الحسين» معنى أصلا ، حينما تجعل مجموع الجزئين دالا على ذات الشخص.

وما مثل هذا الجزء إلا كحرف «م‍» من محمد وحرف «ق‍» من قرأ ، وحرف «ي‍» من زيد.

٦٠