بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

أعياني باب طلبته إلّا منك ، يا خير مطلوب إليه الحوائج يا مفرِّج الأهاويل فرِّج همّي وأهاويلي في الّذي لزمني من دين فلان بتيسيركه لي من رزقك ، فاقضه يا قدير ولا تهنّي بتأخّر (١) أدائه ولا بتضييقه عليَّ ، ويسّر لي أداءه فانّي به مسترقٌّ فافكک رقّي (٢) من سعتك التي لا تبيد ولا تغيض أبداً » .

فانّه إذا قال ذلك صرفت عنه صاحب الدين وأدَّيته إليه عنه .

يا محمّد ومن أصابه ترويع فأحبَّ أن اُتمَّ عليه النعمة ، واُهنّئه الكرامة وأجعله وجيهاً عندي ، فليقل :

« يا حاشي العزّ قلوب أهل التّقوى ويا متولّيهم بحسن سرائرهم ، ويا مؤمّنهم بحسن تعبّدهم ، أسئلك بكلِّ ما قد أبرمته إحصاء من كلِّ شيء قد أتقنته علماً أن تستجيب لي بتثبيت قلبي على الطمأنينة والايمان ، وأن تولّيني من قبولك ما تبلّغني به شدَّة الرغبة في طاعتك حتّى لا اُبالي أحداً سواك ، ولا أخاف شيئاً من دونك يا رحيم » .

فانّه إذا قال ذلك آمنته من روايع الحدثان في نفسه ودينه ونعمه .

يا محمّد قل للّذين يريدون التقرُّب إليَّ : اعلموا علم يقين أنَّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرِّبون به إليَّ بعد الفرائض ، وذلك أن تقول :

« اللهُمَّ إنّه لم يُمس أحد من خلقك أنت أحسن إليه صنيعاً منّي ، ولا له أدوم كرامة ، ولا عليه أبين فضلاً ، ولا به أشدُّ ترفّقا ، ولا عليه أشدُّ حياطة (٣) ولا عليه أشدُّ تعطّفاً منك عليَّ ، وإن كان جميع المخلوقين يعدِّدون من ذلك مثل تعديدي فاشهد يا كافي الشهادة بأنّي اُشهدك بنيّة صدق بأنَّ لك الفضل والطول في إنعامك عليّ ، وقلّة شكري لك فيها ، يا فاعل كلِّ إرادته. صلِّ على محمّد وآله و طوّقني أماناً من حلول السخط فيه لقلّة الشكر ، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة (٤)

______________________

(١) بتأخير خ ل .

(٢) رقبتي خ ل وفي بعض النسخ رزقي ، وكانه تصحيف .

(٣) حيطة خ ل .

(٤) زيادة النعمة خ ل .

٣٢١
 &

بسعة المغفرة (١) أنظرني خيرك وصلِّ على محمّد وآله لا تقايسني بسريرتي وامتحن قلبي لرضاك واجعل ما تقرَّبت به إليك في دينك لك خالصاً ولا تجعله للزوم شبهة أو فخرٍ أو رئاء (٢) أو كبرٍ يا كريم » .

فانّه إذا قال ذلك أحبّه أهل سماواتي وسمّوه الشكور .

يا محمّد ومن أراد من اُمّتك ألّا يكون لأحد عليه سلطان بكفايتي إيّاه الشرور فليقل :

« يا قابضاً على الملك لما دونه ومانعاً من دونه نيل شيء من ملكه يا مغني (٣) أهل التقوى باماطته الأذى في جميع الامور عنهم لا تجعل ولايتي في الدين والدُّنيا إلى أحد سواك ، واسفع بنواصي أهل الخير كُلّهم إليَّ حتّى أنال من خيرهم خيره ، وكن لي عليهم في ذلك معيناً ، وخذ لي بنواصي أهل الشرِّ كلّهم (٤) وكن لي منهم في ذلك حافظاً ، وعنّي مدافعاً ولي مانعاً ، حتّى أكون آمناً بأمانك لي بولايتك لي من شرِّ من لا يؤمن [ شرّه ] إلّا بأمانك يا أرحم الراحمين » .

فانّه إذا قال ذلك لم يضرَّه كيد كائد أبداً .

يا محمّد ومن أراد من اُمّتك أن تربح تجارته ، فليقل حين يبتدي بها :

« يا مُربي نفقات أهل التقوى ومضاعفها ، ويا سائق الأرزاق سحّاً إلى المخلوقين ويا مفضّلنا بالارزاق بعضنا على بعض سقني ووجّهني في تجارتي هذه إلى وجه غنىي عاصم شكور آخذه بحسن شكر ، لتنفعني به وتنفع به منّي يا مربح تجارات العالمين بطاعته [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] سق لي في تجارتي هذه رزقاً ترزقني فيه حسن الصّنع فيما ابتليتني به ، وتمنعني فيه (٥) من الطغيان والقنوط ، يا خير ناشرٍ رزقه لا تشمت بي (٦) بردِّك عليَّ دعائي بالخسران عدوّاً لي وأسعدني بطلبتي منك و

______________________

(١) الرحمة خ ل .

(٢) ولا فخر ولا رياء خ ل .

(٣) يا معين خ ل .

(٤) حتى أعافي من شرهم كلهم خ .

(٥) في تجارتي هذه ربحاً وارزقني فيه حسن الصنيع فيما ابتليتني وامنعني فيه .... خ .

(٦) في المصدر : لا تشمت بي عدوي بردك دعائي بالخسران لي .

٣٢٢
 &

بدعائي إيّاك يا أرحم الراحمين » (١) .

فانّه إذا قال ذلك أربحت تجارته ، وأربيتها له .

يا محمّد ومن أراد من اُمّتك الأمان من بليّتي ، والاستجابة لدعوته ، فليقل حين يسمع تأذين المغرب :

« يا مسلّط نقمه على أعدائه بالخذلان لهم في الدُّنيا ، والعذاب لهم في الاٰخرة ويا موسّعاً فضله على أوليائه بعصمته إيّاهم في الدُّنيا وحسن عائدته ، ويا شديد النكال بالانتقام ، ويا حسن المجازاة بالثواب ، ويا بارىء ، خلق الجنّة والنار و ملزم أهلهما عملهما ، والعالم بمن يصير إلى جنّته ، وناره ، يا هادي يا مضلُّ يا كافي يا معافي يا معاقب ، صلِّ على محمّد وآل محمّد واهدني بهداك ، وعافني بمعافاتك من سكنى جهنّم مع الشياطين ، وارحمني فانّك إن لم ترحمني أكن (٢) من الخاسرين وأعذني من الخسران (٣) بدخول النّار وحرمان الجنّة ، بحقِّ لا إله إلّا أنت يا ذا الفضل العظيم » .

فانّه إذا قال ذلك تغمّدته في ذلك المقام الّذي يقول فيه برحمتي .

يا محمّد ومن كان غائباً فأحبَّ أن أؤدِّيه سالماً مع قضائي له الحاجة ، فليقل في غربته :

« يا جامعاً بين أهل الجنّة على تألّف من القلوب ، وشدَّة تواجد في المحبّة ويا جامعاً بين طاعته وبين من خلقه لها ويا مفرِّجاً عن كلِّ محزون ، ويا موئل (٤) كلِّ غريب ، ويا راحمي في غربتي بحسن الحفظ والكلاءة والمعونة لي ويا مفرِّج ما بي من الضيق والحزن بالجمع بيني وبين أحبّتي ، يا مؤلّفاً بين الأحبّاء [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] لا تفجعني بانقطاع أوبة (٥) أهلي وولدي عنّي ، ولا

______________________

(١) وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين الاخيار واسمع دعائي واستجب ندائي انك سميع الدعاء خ .

(٢) كنت خ ل .

(٣) ومن دخول خ ل .

(٤) منهل خ ل .

(٥) رؤية خ ل .

٣٢٣
 &

تفجع أهلي بانقطاع أوبتي (١) عنهم ، بكلِّ مسائلك أدعوك فاستجب لي فذلك دعائي إيّاك فارحمني يا أرحم الرّاحمين » .

فانّه إذا قال ذلك آنسته في غربته ، وحفظته في الأهل ، وأدَّيته سالماً مع قضائي له الحاجة .

« يا محمّد ومن أراد من اُمّتك أن أرفع صلاته مضاعفة ، فليقل خلف كلِّ صلاة افترضت عليه ، وهو رافع يديه آخر كلِّ شيء :

يا مبدىء الأسرار ، ومبيّن الكتمان ، وشارع الأحكام ، وذاريء الأنعام وخالق الأنام ، وفارض الطاعة ، وملزم الدّين ، وموجب التعبّد أسئلك بحقِّ تزكية كُلِّ صلاة زكّيتها ، وبحقِّ من زكّيتها له ، وبحقِّ من زكّيتها به أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبّلة بتقبُّلكها ورفعكها وتصيرك بها ديني زاكياً وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتّى تجعلني من أهلها الّذين ذكرتهم بالخشوع فيها أنت وليُّ الحمد كلّه فلا إله إلا أنت فلك الحمد كلّه بكلِّ حمد أنت له وليٌّ ، وأنت وليٌّ التوحيد كلّه فلا إله إلّا أنت فلك التوحيد ، كلّه بكلِّ توحيد أنت له وليّ وأنت وليُّ التهليل كلّه ، فلا إله إلّا أنت فلك التهليل كلّه بكلِّ تهليل أنت له وليٌّ وأنت وليُّ التسبيح كلّه فلا إله إلّا أنت فلك التسبيح كلّه بكل تسبيح أنت له وليٌّ وأنت وليُّ التكبير كلّه فلا إله إلّا أنت فلك التكبير كلّه بكلِّ تكبير أنت له وليٌّ ، ربِّ عد عليَّ في صلاتي هذه برفعكها زاكيةً متقبَّلةً إنَّك أنت السميع العليم » .

فانّه إذا قال ذلك رفعت له صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ (٢) .

أقول : وجدت في بعض كتب الاجازات إسناداً لأدعية السّرّ ، وهو هذا :

من خطِّ السيد نظام الدين أحمد الشيرازي الفقير إلى الله الغني المغني أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني ، يروي عن عمّه ومخدومه مجد الملّة والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف الاسلام وعزّ المسلمين إبراهيم عن شيخ شيوخ

______________________

(١) رؤيتي خ ل .

(٢) راجع البلد الامين ص ٥٠٤ ـ ٥١٥ .

٣٢٤
 &

المحدِّثين صدر الحقّ والدين ، إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد عن الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلّي ، عن الشيخ الامام مهذَّب الدين أبي عبد الله الحسين ابن الفرج النيلي ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد الطوسيّ ، عن الشيخ الامام أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ .

وعن الشيخ الامام صدر الدين أيضاً عن الامام بدر الدين محمّد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر ، عن القاضي فخر الدين محمّد بن خالد الأبهريّ ، عن السّيد الامام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن عليّ الراونديِّ قال : أخبرنا السيّد الامام أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسني قال : أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد ابن الحسن الطوسي قال : حدَّثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري عن أبي محمّد هارون بن موسى التلّعكبري قال : حدَّثني أبو علي محمّد بن همام ، قال : حدَّثني الحسن بن زكريا البصريّ قال : حدَّثني صهيب بن عباد بن صهيب ، عن أبيه عباد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عن أبيه عن آبائه عن مولانا أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سرٌّ فلمّا عثر عليه .... إلى آخر أدعيه السّرّ .

أقول : وذكر السيّد الأجلّ عليُّ بن طاووس في كتاب فتح الأبواب في الاستخارات عند ذكر دعاء الاستخارة من تلك الأدعية سنداً آخر حيث قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال : حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الاصفهاني في جمادى الاُولى من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة قال حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن عليِّ الاصفهاني صاحب الشاذكوني قال : حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمانيّ قال : حدَّثني محمّد بن إبراهيم بن نوح الأصبحيّ وأبو الخصيب سليمان ابن عمرو بن نوح الأصبحي ، قال : حدَّثنا محمّد بن عليِّ بن الحسين بن عليّ بن أبيطالب عن عليِّ بن الحسين صلوات الله عليهم قال : قال عليٌّ عليه الصلاة والسّلام إنّه كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سرٌّ فلمّا عثر .... إلى آخر ما مرَّ من الرّواية ، ثمَّ ذكر الدّعاء .

٣٢٥
 &

١١٥

* باب *

* « ( ما ينبغي أن يدعى به في زمان الغيبة ) » *

أقول : قد أوردنا أكثر أدعية هذا المعنى في كتاب [ الغيبة ] ولنذكر هنا أيضاً شطراً منها .

١ ـ ك : المظفر العلويّ ، عن ابن العيّاشي ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن العسكريّ بن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ، ولا إمام هدى ، لا ينجو منها إلّا من دعاء بدعاء الغريق ، قلت : وكيف دعاء الغريق ؟ قال : تقول : « يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك » فقلت « يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك » فقال : إنَّ الله عزَّ وجلَّ مقلّب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول : « يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك » (١) .

مهج : لعلَّ معنى قوله « الأبصار » لانَّ تقلّب القلوب والأبصار يكون يوم القيامة من شدَّة أهواله ، وفي الغيبة : إنّما يخاف من تقلّب القلوب دون الأبصار (٢) .

٢ ـ ك : العطّار ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث ذكر فيه غيبة القائم عليه‌السلام قال زرارة : فقلت : جعلت فداك فان أدركت ذلك الزمان فأيَّ شيء أعمل ؟ قال : يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء « اللهمَّ عرِّفني نفسك ، فانّك إن لم تعرِّفني نفسك لم أعرف نبيّك ، اللهمَّ عرِّفني رسولك فانّك إن لم تعرِّفني رسولك لم أعرف حجّتك اللّهمَّ عرِّفني حجّتك فانّك إن لم تعرِّفني حجّتك ضللت عن ديني » (٣) .

______________________

(١) اكمال الدين ج ٢ ص ٢١ .

(٢) مهج الدعوات ص ٤١٥ .

(٣) اكمال الدين ج ٢ ص ١١ و ١٢ .

٣٢٦
 &

أقول : قد مضى تمامه بأسانيد في باب مدح المؤمنين في زمان الغيبة (١) .

٣ ـ ك : أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتّب قال : حدَّثنا أبو علي بن همّام بهذا الدعاء وذكر أنَّ الشيخ (٢) قدَّس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم عليه‌السلام :

« اللهُمَّ عرِّفني نفسك ، فانّك إن لم تعرِّفني نفسك لم أعرف رسولك اللهُمَّ عرِّفني رسولك ، فانّك إن لم تعرِّفني رسولك لم أعرف حجّتك ، اللهمَّ عرِّفني حجّتك فانّك إن لم تعرِّفني حجّتك ضللت عن ديني ، اللهمَّ لا تمتني ميتة الجاهليّة ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني .

اللهُمَّ فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليَّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله ، حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليّاً ومحمّداً وجعفراً وموسى وعليّاً ومحمّداً وعليّاً والحسن والحجّة القائم المهديّ صلواتك عليهم أجمعين اللهمَّ فثبّتني على دينك واستعملني بطاعتك ، وليّن قلبي لوليِّ أمرك وعافني ممّا امتحنت به خلقك ، وثبِّتني على طاعة وليِّ أمرك الّذي سترته عن خلقك ، فباذنك غاب عن بريّتك ، وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلّم بالوقت الّذي فيه صلاح أمر وليِّك في الاذن له باظهار أمره ، وكشف ستره ، وصبّرني على ذلك حتّى لا اُحبَّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت ، ولا أكشف عمّا سترته ، ولا أبحث عمّا كتمته ، ولا اُنازعك في تدبيرك ، ولا أقول لم وكيف وما بال وليّ أمر الله لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور ؟ واُفوّض اُموري كلّها إليك .

اللهمَّ إنّي أسئلك أن تريني وليَّ أمرك ظاهراً نافذاً لأمرك ، مع علمي بأنَّ لك السّلطان ، والقدرة والبرهان والحجّة والمشيّة ، والارادة والحول والقوَّة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتّى ننظر إلى وليّك ظاهر المقالة ، واضح الدلالة هادياً من الضلالة ، شافياً من الجهالة ، أبرز يا ربِّ مشاهده ، وثبّت قواعده و

______________________

(١) راجع ٥٢ ص ١٢٢ ـ ١٥٠ .

(٢) في المصدر : الشيخ العمري .

٣٢٧
 &

اجعلنا ممّن تقرُّ عيننا برؤيته ، وأقمنا بخدمته ، وتوفّنا على ملّته ، واحشرنا في زمرته .

اللهُمَّ أعذه من شرِّ جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصوَّرت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعَن شماله ، ومن فوقه ومن تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصيَّ رسولك ، اللهمَّ ومدَّ في عمره ، وزد في أجله ، وأعنه على ما أوليته واسترعيته وزد في كرامتك له ، فانّه الهادي المهديُّ القائم المهتدي الطاهر التقيُّ النقيُّ الزكيُّ الرضيُّ المرضيُّ الصابر المجتهد الشكور .

اللهمَّ ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته ، وانقطاع خبره عنّا ، ولا تنسنا ذكره وانتظار والايمان به ، وقوَّة اليقين في ظهوره ، والدعاء له والصلاة عليه ، حتّى لا يقنّطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، قوِّ قلوبنا على الايمان به حتّى تسلك بنا لي يده منهاج الهدى والمحجّة العظمى والطريقة الوسطى وقوِّنا على طاعته ، وثبّتنا على مشايعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ، والراغبين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتّى توفّانا ونحن على ذلك ، غير شاكّين ولا ناكثين ، ولا مرتابين ولا مكذِّبين .

اللّهمَّ عجّل فرجه ، وأيّده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذَّب به ، وأظهر به الحقَّ وأمت به الجور ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذلِّ ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة الكفرة ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وذلّل به الجبّارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبحرها وبرِّها وسهلها وجبلها ، حتّى لا تدع منهم ديّاراً ، ولا تبقي لهم آثاراً ، وتطهّر منهم بلادك . واشف منهم صدور عبادك ، وجدِّد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به ما بدِّل من حكمك ، وغيّر من سنتك ، حتّى يعود دينك به وعلى يده غضّاً جديداً صحيحاً لا عوج

٣٢٨
 &

فيه ولا بدعة معه ، حتّى تطفي بعدله نيران الكافرين ، فانّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصرة دينك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، و برأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ، وطهّرته من الرجس ونقّيته من الدَّنس .

اللهمَّ فصلِّ عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين ، وعلى شيعتهم المنتجبين وبلّغهم من آمالهم أفضل من يأملون ، واجعل ذلك منّا خالصاً من كلِّ شكّ وشبهة ورياء وسمعة ، حتّى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك .

اللهمَّ إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا ، وغيبة وليّنا ، وشدَّة الزمان علينا ووقوع الفتن [ بنا ] وتظاهر الأعداء ، وكثرة عدوِّنا وقلّة عددنا ، اللهمَّ فافرج ذلك بفتح منك تعجّله ، وبصبر منك تيسّره ، وإمام عدل تظهره ، إله الحقِّ ربَّ العالمين .

اللهمَّ إنّا نسألك أن تأذن لوليّك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك في بلادك ، حتّى لا تدع للجور دعامة إلّا قصمتها ، ولا بنيَّة إلّا أفنيتها (١) ولا قوَّة إلّا أوهنتها ، ولا ركناً إلّا هددته ، ولا حدّاً إلّا فللته ، ولا سلاحاً إلّا كللته ولا راية إلّا نكستها ، ولا شجاعاً إلّا قتلته ، ولا حبّاً (٢) إلّا خذلته ، ارمهم يا ربِّ بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وببأسك الّذي لا يردُّ عن القوم المجرمين وعذِّب أعداءك وأعداء دينك ، وأعداء رسولك بيد وليّك ، وأيدي عبادك المؤمنين .

اللهمَّ اكف وليّك وحجّتك في أرضك هول عدوِّه ، وكد من كاده ، وامكر بمن مكر به ، واجعل دائرة السّوء على من أراد به ، سوءاً ، واقطع عنه مادَّتهم وارعب به قلوبهم ، وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتةً ، شدِّد عليهم عقابك واخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، واسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشدَّ

______________________

(١) في المصدر : ولا بقية .

(٢) في المصدر : ولا جيشاً .

٣٢٩
 &

عذابك وأصلهم ناراً ، واحش قبور موتاهم ناراً ، وأصلهم حرَّ نارك ، فانّهم أضاعوا الصلاة ، واتّبعوا الشهوات ، وأذلّوا عبادك .

اللهمَّ وأحي بوليّك القرآن وأرنا نوره سرمداً لا ظلمة فيه ، وأحي به القلوب الميّتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء المختلفة على الحقِّ ، وأقم به الحدود المعطّلة والأحكام المهملة حتّى لا يبقى حقٌّ إلّا ظهر ولا عدل إلّا زهر واجعلنا يا ربّ من أعوانه وممّن يقوى بسلطانه والمؤتمرين لأمره و الرّاضين بفعله والمسلمين لأحكامه وممّن لا حاجة به إلى التقيّة من خلقك أنت يا ربّ الذي تكشف السّوء وتجيب المضطرّ إذا دعاك وتنجى من الكرب العظيم فاكشف الضرَّ عن وليّك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهمَّ ولا تجعلنا من خصماء آل محمّد ولا تجعلنا من أعداء آل محمّد ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمّد فانّي أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك فأجرني اللهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والاٰخرة ومن المقرَّبين (١) .

جم : جماعة باسنادهم إلى جدِّي أبي جعفر الطوسيّ ، عن جماعة ، عن التلّعكبري ، عن أبي على محمّد بن همام مثله (٢) .

٤ ـ جم : جماعة باسنادهم إلى جدِّي أبي جعفر الطوسي ، عن ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعليّ بن إبراهيم والصفّار كلّهم عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السنديّ ، عن يونس بن عبد الرحمن ورواه جدِّي أبو جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن عبد الرحمن بعدَّة طرق تركت ذكرها كراهية للاطالة في هذا المكان ، يروي عن يونس بن عبد الرحمن أنَّ الرضا عليه‌السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا :

اللّهمَّ ادفع عن وليّك وخليفتك ، وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك باذنك ، الناطق بحكمك ، وعينك الناظرة على بريّتك ، و شاهدك على عبادك ، الجحجاح (٣) المجاهد ، العائذ بك عندك ، وأعذه

______________________

(١) اكمال الدين ج ٢ ص ١٩٠ .

(٢) جمال الاسبوع : ٥٢١ ـ ٥٢٩ .

(٣) الجحجاح : السيد المسارع في المكارم .

٣٣٠
 &

من شرِّ جميع ما خلقت وبرأت ، وأنشأت وصوَّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمّتك ، ودعائم دينك ، واجعله في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي جوارك الّذي لا يخفر ، وفي منعك وعزّك الّذي لا يقهر ، وآمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه ، وأيّده بنصرك العزيز وأيّده بجندك الغالب ، وقوِّه بقوَّتك واردفه بملائكتك ، ووال من ولاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة ، وحفّه بالملائكة حفّاً .

اللّهمَّ وبلّغه أفضل ما بلّغت القائمين بقسطك من أتباع النبيّين ، اللّهمَّ اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرعب ، وقوِّ ناصريه ، واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له ، ودمّر من غشّه ، واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه واقصم به رؤوس الضلالة ، وشارعة البدع ، ومميتة السنّة ، ومقوِّية الباطل ، وذلّل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين ، وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبرِّها وبحرها ، وسهلها وجبلها حتّى لا تدع منهم ديّاراً ولا تبقي لهم آثاراً .

اللّهمَّ طهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعزَّ به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكمة النبيّين ، وجدِّد به ما امتحى من دينك ، وبدِّل من حكمك حتّى تعيد دينك به وعلى يديه جديداً غضّاً محضاً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه ، وحتّى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفىء به نيران الكفر ، وتوضح به معاقد الحقِّ ، ومجهول العدل ، فانّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك واصطفيته من خلقك ، واصطنعته على عينك ، وائتمنته على غيبك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، وطهّرته من الرجس ، وسلّمته من الدنس .

اللّهمَّ فإنّا نشهد له يوم القيمة ، ويوم حلول الطامّة ، أنّه لم يذنب ذنباً ولا أتى حوباً ، ولم يرتكب معصية ، ولم يضيّع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ، ولم

٣٣١
 &

يبدِّل لك فريضة ، ولم يغيّر لك شريعة ، وإنّه الهادي المهدي الطاهر التقى النقيُّ الرضي الزكي .

اللهمّ أعطه في نفسه وأهله وولده وذرِّيته واُمته وجميع رعيّته ما تقرّبه عينه ، وتسرُّ به نفسه ، وتجمع له ملك المملّكات كلّها ، قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتّى يجرى حكمه على كلِّ حكم ، ويغلب بحقّه كلَّ باطل .

اللهمَّ اسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى الّتي يرجع إليها القالي ، ويلحق بها التالي ، وقوفاً على طاعته ، وثبّتنا على مشايعته وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه القوّامين بأمره ، الصّابرين معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتّى تحشرنا يوم القيمة في أنصاره وأعوانه ومقوِّية سلطانه .

اللّهمَّ واجعل ذلك لنا خالصاً من كلِّ شكّ وشبهة ، ورياء وسمعة ، حتّى لا نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك ، وحتّى تحلّنا محلّه ، وتجعلنا في الجنّة معه ، وأعذنا من السّأمة والكسل والفترة واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك ، وتعزّ به نصر وليّك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فانَّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير ، وهو علينا عسير .

اللّهمَّ صلِّ على ولاة عهده ، والأئمة من بعده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعزَّ نصرهم ، وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم ، وثبّت دعائهم واجعلنا لهم أعوانا ، وعلى دينك أنصاراً ، فانّهم معادن كلماتك ، وأركان توحيدك ودعائم دينك ، وولاة أمرك ، وخالصتك بين عبادك ، وصفوتك من خلقك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد رسلك ، والسّلام عليهم ورحمة الله وبركاته (١) .

٥ ـ قال السيد : ووجدت هذا الدعاء برواية اُخرى ، وهي ما حدَّث به زيد بن جعفر العلويّ ، عن إسحاق بن الحسن ، عن محمّد بن همام بن سهيل ومحمّد بن شعيب بن أحمد معاً ، عن شعيب بن أحمد المالكيّ عن يونس بن عبد الرحمن عن مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام أنّه كان يأمر بالدعاء للحجّة

______________________

(١) جمال الاسبوع : ٥٠٦ ـ ٥١١ .

٣٣٢
 &

صاحب الزمان عليه‌السلام فكان من دعائه له صلوات الله عليهما .

اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وادفع عن وليّك وخليفتك وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك بإذنك ، الناطق بحكمتك ، وعينك الناظرة في بريّتك وشاهداً على عبادك ، الجحجاح المجاهد المجتهد ، عبدك العائذ بك .

اللّهمَّ وأعذه من شرِّ ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصوَّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصيّ رسولك وآباءه أئمّتك ودعائم دينك ، صلواتك عليهم أجمعين واجعله في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي جوارك الّذي لا يخفَر ، وفي منعك وعزّك الّذي لا يقهر .

اللّهمَّ وآمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من أمنته به ، واجعله في كنفك الّذي لا يضام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيّده بجندك الغالب ، وقوِّه بقوَّتك ، واردفه بملائكتك .

اللّهمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة وحفّه بملائكتك حفّا .

اللّهمَّ وبلّغه أفضل ما بلّغت القائمين بقسطك من أتباع النبيّين ، اللّهمَّ اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرُّعب ، وافتح له فتحاً يسيراً ، واجعل له من لدنك على عدوِّك وعدوِّه سلطاناً نصيراً .

اللهمَّ اجعله القائم المنتظر ، والامام الّذي به تنتصر ، وأيّده بنصر عزيز وفتح قريب ، وورّثه مشارق الأرض ومغاربها ، اللاتي باركت فيها ، وأحي به سنّة نبيّك صلواتك عليه وآله ، حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق ، وقوّ ناصره ، واخذل خاذله ، ودمدم على من نصب له ، ودمِّر على من غشّه .

اللّهمَّ واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه ، والقوّام به ، واقصم

٣٣٣
 &

به رؤوس الضلالة ، وشارعة البدعة ، ومميتة السنّة ، ومقوّية الباطل ، وأذلل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها حتّى لا تدع منهم دساراً ، ولا تبقي لهم آثاراً .

اللّهمَّ وطهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعزَّ به المؤمنين ، وأحى به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيّين ، وجدّد به ما محي من دينك ، وبدِّل من حكمك ، حتّى تعيد دينك به وعلى يديه غضّاً جديداً صحيحاً محضاً لا عوج فيه ولا بدعة معه ، حتّى تبين [ تنير ] بعدله ظلم الجور ، وتطفىء به نيران الكفر ، وتطهّر به معاقد الحقّ ، ومجهول العدل ، وتوضح به مشكلات الحكم .

اللّهمَّ وإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك ، واصطفيته من خلقك ، واصطفيته على عبادك ، وائتمنته على غيبك ، وعصمته من الذنوب . وبرأته من العيوب ، و طهّرته من الرجس ، وصرفته عن الدنس ، وسلمته من الريب .

اللّهمَّ فانّا نشهد له يوم القيمة ، ويوم حلول الطامة أنّه لم يذنب ولم يأت حوباً ، ولم يرتكب لك معصية ، ولم يضيّع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ولم يبدِّل لك فريضة ولم يغير لك شريعة وإنّه الامام التقي الهاديُّ المهديُّ الطاهر النقي الوفيُّ الرضيُّ الزكيُّ .

اللهمَّ فصلِّ عليه وعلى آبائه ، وأعطه في نفسه وولده وأهله وذرِّيته و اُمّته وجميع رعيّته ما تقرُّبه عينه ، وتسرُّ به نفسه ، وتجمع له ملك المملّكات كلّها قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتّى يجرى حكمه على كلِّ حكم ويغلب بحقّه على كلِّ باطل .

اللهمَّ واسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ، ويلحق بها التالي ، اللّهمَّ وقوِّنا على طاعته وثبّتنا على مشايعته ، وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه القوّامين بأمره الصّابرين معه ، الطّالبين رضاك بمناصحته ، حتى تحشرنا يوم القيمة في أنصاره و

٣٣٤
 &

أعوانه ومقوِّية سلطانه .

اللهمَّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل ذلك كلّه منّا لك خالصاً من كلّ شكّ وشبهة ، ورياء وسمعة ، حتّى لا نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك وحتّى تحلّنا محلّه ، وتجعلنا في الجنّة معه ، ولا تبتلنا في أمره بالسأمة والكسل والفترة والفشل ، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك ، وتعزّ به نصر وليّك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فانَّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا كبير ، إنّك على كلّ شيء قدير .

اللّهمَّ وصلّ على ولاة عهوده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وانصرهم وتمّم له ما أسندت إليهم من أمر دينك ، واجعلنا لهم أعواناً ، وعلى دينك أنصاراً وصلِّ على آبائه الطاهرين الأئمّة الراشدين .

اللّهمَّ فانَّهم معادن كلماتك ، وخزّان علمك ، وولاة أمرك ، وخالصتك من عبادك ، وخيرتك من خلقك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوتك وأولاد أصفيائك ، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين .

اللّهمَّ وشركاؤه في أمره ، ومعاونوه على طاعتك ، الّذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه ، واُنسه الّذين سلوا عن الأهل والأولاد ، وتجافوا الوطن ، وعطّلوا الوثير من المهاد ، قد رفضوا تجاراتهم ، وأضرُّوا بمعايشهم وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم ، وحالفوا البعيد ممّن عاضدهم على أمرهم ، وخالفوا القريب ممّن صدَّ عن وجهتهم ، وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم ، وقطعوا الأسباب المتّصلة بعاجل حطام من الدنيا ، فاجعلهم اللهمَّ في حرزك ، وفي ظلّ كنفك ، وردّ عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من خلقك وأجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم ، وتأييدك ونصرك إيّاهم ما تعينهم به على طاعتك ، وأزهق بحقّهم باطل من أراد إطفاء نورك ، وصلّ على محمّد وآله واملأ بهم كلَّ اُفق من

٣٣٥
 &

الاٰفاق ، وقطر من الأقطار ، قسطاً وعدلاً ومرحمة وفضلاً ، واشكر لهم على حسب كرمك وجودك وما مننت به على العالمين بالقسط من عبادك ، واذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات ، إنّك تفعل ما تشآء ، وتحكم ما تريد آمين ربَّ العالمين (١) .

٦ ـ مهج : باسنادنا إلى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الجعفيّ المعروف بالصابوني في جملة حديث باسناده ، وذكر فيه غيبة المهديّ صلوات الله عليه ، قلت كيف تصنع شيعتك ؟ قال : عليكم بالدعاء ، وانتظار الفرج وإنّه سيبدو لكم علم ، فاذا بدا لكم فاحمدوا الله ، وتمسّكوا بما بدا لكم ، قلت فما ندعو به ؟ قال : تقول :

« اللّهمَّ أنت عرَّفتني نفسك وعرَّفتني رسولك وعرَّفتني ملائكتك وعرَّفتني ولاة أمرك اللّهمَّ لا آخذ إلّا ما أعطيت ، ولا أقي إلّا ما وقيت اللّهمَّ لا تغيِّبني عن منازل أوليائك ، ولا تُزغ قلبي بعد إذ هديتني ، اللّهمَّ اهدني لولاية من افترضت طاعته » (٢) .

٧ ـ مهج : ورأيت أنا في المنام من يعلّمني دعاء يصلح لأيّام الغيبة وهذه ألفاظه :

يا من فضّل آل إبراهيم ، وآل إسرائيل على العالمين باختياره ، وأظهر في ملكوت السماوات والأرض عزَّة اقتداره ، وأودع محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته غرائب أسراره ، صلّ على محمّد وآله ، واجعلني من أعوان حجَّتك على عبادك وأنصاره (٣) .

وحدَّثني صديقنا الملك مسعود ختم الله جلَّ جلاله له بانجاز الوعود أنّه رأى في منامه شخصاً يكلّمه من وراء حائط ولم ير وجهه ، ويقول : « يا صاحب القدر و الاقدار ، والهمم والمهامّ ، عجّل فرج عبدك ووليّك والحجّة القائم بأمرك في خلقك واجعل لنا في ذلك الخيرة » (٤) .

______________________

(١) جمال الاسبوع : ٥١٢ ـ ٥١٩ .

(٢) مهج الدعوات ص ٤١٤ .

(٣ و ٤) مهج الدعوات ص ٤١٥ و ٤١٦ .

٣٣٦
 &

٨ ـ مهج : حدَّثنا محمّد بن عليّ بن دقاق القمي أبو جعفر قال : حدَّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمي قال : حدَّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القميّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبد السّلام بن سالم قال : حدَّثنا محمّد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : من دعا بهذا الدُّعاء مرَّة واحدة في دهره كتب في رقّ العبوديّة ، ورفع في ديوان القائم عليه‌السلام. فاذا قام قائمنا نادى باسمه واسم أبيه ، ثمَّ يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له : خذ ! هذا كتاب العهد الّذي عاهدتنا في الدنيا ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ « إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا » (١) وادع به وأنت طاهر تقول :

« اللّهمَّ يا إله الاٰلهة ، يا واحد ، يا أحد يا آخر الاٰخرين ، ياقاهر القاهرين يا عليُّ يا عظيم ، أنت العليُّ الأعلى ، علوت فوق كلّ علوّ ، هذا يا سيّدي عهدي وأنت منجز وعدي فصلْ يا مولاي وعدي ، وأنجز وعدي ، آمنت بك ، وأسألك بحجابك العربيّ ، وبحجابك العجمي ، وبحجابك العبراني ، وبحجابك السرياني ، وبحجابك الرومي ، وبحجابك الهندي ، وأثبت معرفتك بالعناية الاُولى فانّك أنت الله لا ترى وأنت بالمنظر الأعلى .

وأتقرَّبُ إليك برسُولك المنذر صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعليّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه الهادي ، وبالحسن السيّد وبالحسين الشهيد سبطي نبيّك ، وبفاطمة البتول وبعليِّ بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات ، ومحمّد بن عليِّ الباقر عن علمك وبجعفر بن محمّد الصادق الّذي صدَّق بميثاقك وبميعادك ، وبموسى بن جعفر الحصور القائم بعهدك ، وبعليِّ بن موسى الرِّضا الرّاضي بحكمك ، وبمحمّد بن عليّ الحبر الفاضل المُرتضى في المؤمنين ، وبعليِّ بن محمّد الأمين المؤتمن هادي المُسترشدين وبالحسن بن عليّ الطاهر الزكي خزانة الوصيّين .

______________________

(١) مريم : ٨٧ .

٣٣٧
 &

وأتقرَّبُ إليك بالامام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا وابن إمامنا صلوات الله عليهم أجمعين .

يا من جلَّ فعظُم و [ هو ] أهل ذلك فعفى ورحم ، يا من قدر فلطف ، أشكو إليك ضعفي ، وما قصر عنه عملي من توحيدك ، وكنه معرفتك ، وأتوجَّه إليك بالتسمية البيضاء ، وبالوحدانيّة الكبرى الّتي قصر عنها من أدبر وتولّى ، وآمنت بحجابك الأعظم ، وبكلماتك التامّة العليا ، الّتي خلقت منها دار البلاء ، وأحللت من أحببت جنّة المأوى ، آمنتُ بالسّابقين والصّدِّيقين أصحاب اليمين من المؤمنين [ و ] الّذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً ألّا تولّيني غيرهم ، ولا تفرِّق بيني وبينهم غداً إذا قدَّمت الرِّضا بفصل القضاء .

آمنت بسرِّهم ، وعلانيتهم وخواتيم أعمالهم فانّك تختم عليها إذا شئت ، يا من أتحفني بالاقرار بالوحدانيّة ، وحباني بمعرفة الربوبيّة ، وخلّصني من الشكّ والعمى ، رضيت بك ربّاً وبالأصفياء حججاً ، وبالمحجوبين أنبياء ، وبالرُّسُل أدلّاء وبالمتّقين اُمراء ، وسامعاً لك مطيعاً » .

هذا آخر العهد المذكور (١) .

١١٦

( * باب * )

* ( ما يسكن الغضب ) *

١ ـ مكا : عن الصادق عليه‌السلام قال : أيّما رجل غضب وهو قائم فليجلس فانّه يذهب عنه رجز الشيطان ، ومن غضب على رحم ماسّة فليمسّه يسكن عنه الغضب (٢) .

وعنه عليه‌السلام قال : قل عند الغضب « اللهُمَّ أذهب عنّي غيظ قلبي ، واغفر لي

______________________

(١) مهج الدعوات ص ٤١٨ ـ ٤٢٠ .

(٢) مكارم الاخلاق ص ٤٠٣ .

٣٣٨
 &

ذنبني ، وأجرني من مضلّات الفتن ، أسألك رضاك ، وأعوذ بك من سخطك أسألك جنّتك ، وأعوذ بك من نارك ، وأسألك الخير كلّه ، وأعوذ بك من الشرِّ كلّه ، اللّهمَّ ثبّتني على الهدى والصواب ، واجعلني راضياً مرضيّاً غير ضالّ ولا مضلّ (١) .

وقال : قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق (٢) .

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : من كفَّ غضبه عن الناس ، كفَّ الله عنه غضبه يوم القيامة (٣) .

أيضاً في الغضب يصلّي على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول « ويذهب غيظ قلوبهم اللهمَّ اغفر ذنوبي ، وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من الشّيطان الرَّجيم ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم » (٤) .

٢ ـ دعوات الراوندي : قال الصادق عليه‌السلام : لو قال أحدكم إذا غضب : « أعوذ بالله من الشّيطان الرجيم » ذهب عنه غضبه .

وقال رجل : يا رسول الله أوصني ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اُوصيك أن لا تغضب ، وقال : إذا غضب أحدكم فليتوضّأ .

١١٧

* باب *

* ( ما يوجب التذكر اذا نسى شيئاً ) *

١ ـ مكا : عن النوفليِّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أنساك الشيطان شيئاً فضع يدك على جبهتك وقل : اللّهمَّ إنّي أسئلك يا مذكّر الخير و فاعله والاٰمر به ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وتذكّرني ما أنسانيه الشّيطان (٥) .

______________________

(١ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ٤٠٣ .

(٥) مكارم الاخلاق ص ٤١٠ .

٣٣٩
 &

١١٨

( باب )

* « ( ما يوجب دفع الوحشة وما يناسب ذلك في الوحشة ) » *

١ ـ مكا : روي أنَّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله شكى إليه رجل الوحشة ، فقال : أكثر من أن تقول هذا ، فقالهنَّ فأذهب الله عنه الوحشة ، وهو « سبحان ربّي الملك القدُّوس ربِّ الملائكة والرُّوح ، خالق السّماوات والأرض ، ذي العزَّة والجبروت » (١) .

١١٩

* ( باب ) *

* ( ما يدفع قلة الحفظ ) *

١ ـ أقول : ورأيت منقولاً من خطّ الشيخ محمّد بن علي الجبعيّ نقلاً من خطّ الشهيد قدِّس سرُّهما ، عن ابن عبّاس قال : علّمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أتقوَّى به على الحفظ حين شكوت إليه قلّة الحفظ ، فقال : ألا اُهدى لك هدية يا ابن عباس علّمني إيّاها جبرئيل عليه‌السلام ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، فقال لي : تكتب في طست بزعفران وماء الورد ، فاتحة الكتاب والتوحيد والمعوَّذتين ويس والحشر والواقعة والملك ، ثمَّ تصبُّ عليه ماء زمزم ، أو ماء السّماء ، وتشرب على الريق وقت السحر ، وذلك مع ثلاث مثاقيل لبان ، وعشر مثاقيل عسل ، وعشر مثاقيل سكّر ثمَّ تصلّي بعد شربه عشر ركعات ، تقرء في كلِّ ركعة بفاتحة الكتاب عشر مرّات وقل هو الله أحد ، ثمَّ تصبح صائماً ذلك اليوم ، فما تأتي عليك أربعون يوماً حتّى تكون حافظاً باذن الله تعالى .

قيل : وكان الزهريُّ يكتبها لأولاده ويسقيهم إيّاها .

قال ابن عاصم : كتبتها كثيراً وكنت ابن اثنتين وخمسين سنة ، فما أتى عليَّ شهر حتّى صرت حافظاً باذن الله تعالى .

______________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٠٤ .

٣٤٠