بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

١١١

( باب )

* « الادعية للدين » *

١ ـ لي : النّقاش ، عن أحمد الهمداني ، عن عبيد بن حمدون ، عن حسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عن عليّ عليهم‌السلام قال : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ديناً كان عليَّ ، فقال : يا عليُّ قل : « اللّهمَّ أغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمّن سواك » ، فلو كان عليك مثل صبير (١) ديناً قضاه الله عنك ، وصبير جبل باليمن ليس باليمن جبل أجلُّ ولا أعظم منه (٢) .

ما : الغضائريّ عن الصدوق مثله (٣) .

٢ ـ مع : القطّان ، عن ابن زكريّا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الفضل الهاشميّ ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنَّ عليَّ دينا كثيراً ولي عيال ، ولا أقدر على الحجّ فعلّمني دعاء أدعو به ، فقال : قل في دبر كلِّ صلاة مكتوبة « اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واقض عنّي دين الدُّنيا ودين الاٰخرة » فقلت له : أمّا دين الدُّنيا فقد عرفته ، فما دين الاٰخرة ؟ فقال : دين الاٰخرة الحجّ (٤) .

٣ ـ ضا : روي أنّه شكا رجل إلى العالم عليه‌السلام ديناً عليه ، فقال له العالم عليه ‌السلام : أكثر من الصلاة .

وإذا كان لك دين على قوم ، وقد تعسّر عليك أخذه فقل « اللّهمَّ لحظة من

______________________

(١) قال الفيروزابادي : الصبير : الجبل ، وقال : الصبر ككتف : جبل مطل على تعز ، وقال : تعز كتقل : قاعدة اليمن .

(٢) أمالي الصدوق ص ٢٣٣ .

(٣) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٤٥ .

(٤) معاني الاخبار ص ١٧٥ .

٣٠١
 &

لحظاتك تيسّر على غرمائي بها القضاء ، وتيسّر لي بها منهم الاقتضاء إنّك على كلِّ شيء قدير » .

وإذا وقع عليك دين فقل « اللّهمَّ أغنني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عن فضل من سواك » فانّه نروي عن رسول الله صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله لو كان عليك مثل صبير (١) ديناً قضاه عنك ، والصبير جبل باليمن يقال : لا يرى جبل أعظم منه .

وروي : أكثر من الاستغفار ، وارطب لسانك بقراءة إنّا أنزلناه في ليلة القدر (٢) .

٤ ـ شى : عن عبد الله بن سنان قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : ألا اُعلّمك شيئاً إذا قلته قضى الله دينك ، وأنعشك وأنعش حالك ؟ فقلت : ما أحوجني إلى ذلك ، فعلّمه هذا الدُّعاء ، قل في دبر صلاة الفجر « توكّلت على الحيِّ الّذي لا يموت والحمد لله الّذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له وليٌّ من الذّلِّ وكبّره تكبيراً اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من البؤس والفقر ، ومن غلبة الدين والسقم ، وأسألك أن تعينني على أداء حقّك إليك وإلى الناس (٣) .

٥ ـ مكا : عن الحسين بن خالد قال : لزمني ببغداد ثلاث مائة ألف ، وكان لي دين أربعمائة ألف فلم يدعني غرمائي أن أقتضى ديني واُعطيهم ، قال : وحضر الموسم ، فخرجت مستتراً وأردت الوصول إلى أبي الحسن عليه‌السلام فلم أقدر ، فكتبت إليه أصف له حالي ، وما عليَّ وما لي ، فكتب إليَّ في عرض كتابي ، قل في دبر كلِّ صلاة :

« اللّهمَّ إنّي أسألك يا لا إله إلّا أنت بحقّ لا إله إلّا أنت أن ترحمني بلا إله

______________________

(١) في النسخ : مثل صيد ، وهكذا فيما يأتي ، وقد عرفت أنه صبير .

(٢) تراه في الكافي ج ٢ ص ٥٥٤ .

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢٠ ، ويقال : أنعشه الله : رفعه وسد فقره وأخصب حاله قيل وانكره ابن السكيت والجوهري ، يعنى من باب الافعال وأن الصحيح من باب الثلاثي والتضعيف .

٣٠٢
 &

إلّا أنت اللّهمَّ إنّي أسئلك يا لا إله إلّا أنت ، بحقِّ لا إله إلّا أنت ، أن ترضي عنّي بلا إله إلّا أنت ، اللّهمَّ إنّي أسئلك يا لا إله إلّا أنت بحقّ لا إله إلّا أنت أن تغفر لي بلا إله إلّا أنت » .

أعد ذلك ثلاث مرّات في دبر كلِّ صلاة فريضة ، فانَّ حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى ، قال الحسين : فأدمتها ، فوالله ما مضت بي إلّا أربعة أشهر حتّى اقتضيت ديني وقضيت ما عليَّ ، وافتضلت مائة ألف درهم (١) .

٦ ـ كا : العدَّة ، عن سهل ، عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل قال : كتبت إلى جعفر عليه‌السلام أنّي قد لزمني دين فادح ، فكتب : أكثر من الاستغفار ، ورطِّب لسانك بقراءة إنّا أنزلناه (٢) .

١١٢

( * باب * )

* « ( أدعية السفر ) » *

أقول : قد أوردنا عمدة الاٰداب والأعمال والأدعية للسفر في عدَّة أبواب من كتاب الحجّ وفي كتاب العشرة ، وكتاب الاٰداب والسنن ، ولنذكر هنا أيضاً نبذاً منها تيمّناً وتبرُّكاً بذلك إنشاء الله تعالى .

١ ـ مهج : دعاء علّمه النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً عليه‌السلام حين وجّهه إلى اليمن :

« اللّهمَّ إنّي أتوجّه إليك بلا ثقة منّي بغيرك ، ولا رجاء يأوي بي إلّا إليك ولا قوَّة أتّكل عليها ، ولا حيلة ألجاُ إليها إلّا طلب فضلك ، والتعرُّض لرحمتك ، والسكون إلى أحسن عادتك (٣) وأنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا ممّا اُحبُّ وأكره فانّما أوقعت عليَّ فيه قدرتك فمحمود فيه بلاؤك ، مُتّضح فيه قضاؤك وأنت تمحو ما تشاء وتُثبت وعندك اُمُّ الكتاب .

______________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٩٩ .

(٢) الكافي ج ٥ ص ٣١٧ .

(٣) عداتك خ ل .

٣٠٣
 &

اللّهمَّ فاصرف عنّى مقادير كلِّ بلاء ، ومقاصر كلِّ لأواء ، وابسط عليَّ كنفاً من رحمتك ، وسعةً من فضلك ، ولطفاً من عفوك ، حتّى لا اُحبّ تعجيل ما أخَّرت ولا تأخير ما عجّلت وذلك معما أسألك أن تخلفني في أهلي وولدي وصروف حزانتي بأحسن ما خلفت به غائباً من المؤمنين في تحصين كلِّ عورة ، وستر كلِّ سيّئة ، وحطِّ كلِّ معصية ، وكفاية كلِّ مكروه وارزقني على ذلك شكرك وذكرك وحسن عبادتك ، والرضا بقضائك ، يا وليّ المؤمنين .

واجعلني وولدي وما خوَّلتني ورزقتني من المؤمنين والمؤمنات في حِماك الّذي لا يستباحُ ، وذمّتك الّتي لا تخفر ، وجوارك الّذي لا يُرام ، وأمانك الّذي لا يُنقض ، وسترك الّذي لا يُهتك ، فانّه من كان في حماك وذمّتك وجوارك وأمانك و سترك كان آمناً محفوظاً ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم .

أقول : قال محمّد بن المشهدي في مزاره : روي عن مولانا أبي عبد الله عليه ‌السلام قال : لمّا أراد أمير المؤمنين عليه‌السلام الخروج إلى اليمن قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ صلِّ ركعتين وأقبل إليّ حتّى اُعلّمك دعاء يجمع الله به لك خير الدُّنيا والاٰخرة قال مولاي صلوات الله عليه : فصلّيت وأقبلت إليه ، فقال لي عليه ‌السلام : قل : « اللّهمَّ إنّى أتوجّه إليك » وساق الدُّعاء كما مرّ وزاد في آخره وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله .

١١٣

* ( باب ) *

* « ( أدعية الخروج من الدار ) » *

أقول : وقد أوردت أكثر تلك الأدعية والاٰداب في كتاب الاٰداب والسنن وكتاب العشرة وغيرهما ، ولنذكر هنا أيضاً نبذاً يسيراً منها .

١ ـ كتاب زيد الزراد : قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام قد خرج من منزله فوقف على عتبة باب داره ، فلمّا نظر إلى السّماء رفع رأسه وحرَّك أصبعه السبّابة

٣٠٤
 &

يديرها ويتكلم بكلام خفيّ لم أسمعه ، فسألته ، فقال : نعم يا زيد ، إذا أنت نظرت إلى السماء فقل :

« يا من جعل السماء سقفاً مرفوعاً ، يا من رفع السماء بغير عمد ، يا من سدَّ الهواء بالسماء ، يا منزل البركات من السّماء إلى الأرض ، يا من في السماء ملكه وعرشه ، وفي الأرض سلطانه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من هو بالاُفق المبين ، يا من زيّن السماء بالمصابيح وجعلها رجوماً للشياطين ، صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد واجعل فكري في خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، ولا تجعلني من الغافلين ، وأنزل عليَّ بركات من السماء ، وافتح لي الباب الّذي إليك يصعد منه صالح عملي حتّى يكون ذلك إليك واصلاً ، وقبيح عملي فاغفره ، واجعله هبآء منثوراً متلاشياً ، وافتح لي باب الروح والفرج والرحمة ، وانشر عليَّ بركاتك وكفلين من رحمتك فآتني ، وأغلق عنّي الباب الّذي تنزل منه نقمتك وسخطك وعذابك الأدنى وعذابك الأكبر ، إنَّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار .... » إلى آخر الاٰية .

ثمَّ تقول : اللّهمَّ عافني من شرِّ ما ينزل من السماء إلى الأرض ، ومن شرِّ ما يعرج فيها ، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ، ومن شرِّ طوارق اللّيل والنهار ، إلّا طارقاً يطرقني بخير ، اُطرقني برحمة منك تعمّني وتعمُّ داري و أهلي وولدي وأهل حزانتي [ ولا تطرقنى ظ ] ببلاء يغصّني بريقي ويشغلني عن رقادي فانَّ رحمتك سبقت غضبك ، وعافيتك سبقت بلاءك » .

وتقرأ حول نفسك وولدك آية الكرسي ، وأنا ضامن لك أن تعافى من كلِّ طارق سوء ، ومن كلِّ أنواع البلاء .

٢ ـ كتاب زيد الزراد : قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدَّق بصدقة ، وليقل « اللّهمَّ أظلّني من تحت كنفك وهب لي السلامة في وجهي هذا ابتغاء السلامة ، والعافية والمغفرة وصرف أنواع البلاء ، اللّهمَّ فاجعله لي أماناً في وجهي هذا ، وحجاباً وستراً ومانعاً وحاجزاً من كلِّ مكروه ومحذور

٣٠٥
 &

وجميع أنواع البلاء ، إنّك وهّاب جواد ماجد كريم » .

فانّك إذا فعلت ذلك وقلته ، لم تزل في ظلِّ صدقتك ، ما نزل بلاء من السماء إلّا ودفعه عنك ، ولا استقبلك بلاء في وجهك إلّا وصدمه عنك ، ولا أرادك من هوامّ الأرض شيء من تحتك ولا عن يمينك ولا عن يسارك إلّا وقمعته الصدقة .

١١٤

* ( باب ) *

* ( في أدعية السر المروية عن النبى صلى الله عليه وآله ) *

* ( عن الله تعالى ، وهي من جملة الاحاديث القدسية ) *

* ( وفيها أدعية لكثير من المطالب أيضاً ) *

١ ـ لد : أدعية السرّ ، روايةً عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سرٌّ لا يعلمه إلّا قليل ، قلّما عثر (١) عليه ، وكان يقول وأنا أقول لعنة الله وملائكته وأنبيائه ورسله ، وصالح خلقه على مُفشي سرِّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى غير ثقة ، فاكتموا سرَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانّي سمعت رسول الله صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله يقول : يا عليُّ إنّي والله ما اُحدِّثك إلّا ما سمعته اُذناي ووعاه قلبي ، ونظره بصري ، إن لم يكن من الله فمن رسوله ، يعني جبرئيل عليه‌السلام فايّاك يا عليُّ أن تضيّع سرِّي هذا فانّي قد دعوت الله تعالى أن يذيق من أضاع سرِّي هذا جراثيم جهنّم .

اعلم أنَّ كثيراً من الناس وإن قلَّ تعبّدهم إذا علموا ما أقول لك ، كانوا في أشدِّ العبادة ، وأفضل الاجتهاد ، ولو لا طغاة هذه الاُمّة ، لبثثت هذا السرَّ ، ولكن قد علمت أنَّ الدّين إذاً يضيع ، وأحببت أن لا ينتهي ذلك إلّا إلى ثقة .

إنّي لمّا اُسري بي إلى السماء ، فانتهيت إلى السماء السابعة ، فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور (٢) القدور .

______________________

(١) فلما عثر عليه كان خ .

(٢) كما يفور القدر خ ل .

٣٠٦
 &

فلمّا أردت الانصراف اُقعدت عند تلك الفرجة ، ثمَّ نوديت يا محمّد إنَّ ربّك يقرأ عليك السلام ، ويقول : أنت أكرم خلقه عليه ، وعنده علم قد زواه عن جميع الأنبياء ، وجميع اُممهم غيرك وغير اُمّتك ، لمن ارتضيت لله منهم أن ينشروه لمن بعدهم ، لمن ارتضوه الله منهم أنّه لا يضرّهم بعد ما أقول لك ذنب كان قبله ، ولا مخافة ما يأتي من بعده ، ولذلك اُمرت بكتمانه ، لئلّا يقول العالمون : حسبنا هذا من الطاعة .

يا محمّد قل لمن عمل كبيرة من اُمّتك فأراد محوها ، والطهارة منها ، فليطهّر لي بدنه وثيابه ، ثمَّ ليخرج إلى بريّة أرضي ، فليستقبل وجهي ، يعني القبلة حيث لا يراه أحد ثمَّ ليرفع يديه إليّ فانّه ليس بيني وبينه حائل ، وليقل :

« يا واسعاً بحسن عائدته ، ويا ملبسنا (١) فضل رحمته ، ويا مُهيباً لشدَّة سلطانه ويا راحماً بكلّ مكان ضريراً أصابهُ الضرُّ فخرج إليك ، مستغيثا بك آئباً إليك هائباً لك ، يقول عملت سوءاً وظلمتُ نفسي ولمغفرتك خرجت إليك أستجير (٢) بك في خروجي من النار ، وبعزِّ جلالك تجاوزت تجاوز (٣) يا كريم .

وباسمك الّذي تسمّيت به ، وجعلته في كلِّ عظمتك ومع كلِّ قدرتك ، وفي كلِّ سلطانك ، وصيرتهُ في قبضتك ، ونوَّرتهُ بكتابك ، وألبستهُ وقاراً منك ، يا الله يا الله أطلب إليك [ أن تصلّي على محمّد وآل محمّد و ] أن تمحو عنّي ما أتيتك به (٤) وانزع بدني عن مثله ، فانّي بك لا إله إلّا أنت أعتصم وباسمك الّذي فيه تفصيل الاُمور كلّها مؤمن ، هذا اعترافي لك فلا تخذلني ، وهب لي عافية وانجني (٥) من الذنب العظيم هلكت (٦) فتلافني بحقِّ حقوقك كلّها يا كريم » .

فانّه إن لم يرد بما أمرتك به غيري خلّصتهُ من كبيرته تلك ، حتّى أغفرها

______________________

(١) يا ملبساً خ ل .

(٢) استجرت بك خ ل .

(٣) فتجاوز خ ل .

(٤) أتيت بيدي خ ل .

(٥) نجني خ ل .

(٦) الذي هلكت فيه خ ل .

٣٠٧
 &

له ، واُطهّره الأبد منها لأنّي قد علّمتك أسماء اُجيب بها الداعي .

يا محمّد ومن كثرت ذنوبهُ من اُمّتك فيها دون الكبائر حتّى يشهر بكثرتها ويمقت على اتباعها ، فليعتمدني عند طلوع الفجر أو قبل اُفول الشفق ، ولينصب وجهه إليَّ وليقل :

« يا ربِّ يا ربِّ فلان بن فلان عبدك شديد حياؤه منك لتعرُّضه (١) لرحمتك لاصراره على ما نهيت عنهُ من الذنب العظيم يا عظيم إنَّ عظيم ما أتيت به لا يعلمهُ غيرك ، قد شمت بي فيه القريب والبعيد ، وأسلمني فيه العدوّ والحبيب ، وألقيت بيدي إليك طمعاً لأمر واحد ، وطمعي ذلك في رحمتك فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة وتلافني بالمغفرة والعصمة من الذنوب (٢) إنّي إليك مُتضرِّع .

أسئلك باسمك الّذي يُرسل (٣) أقدام حملة عرشك ذكره ، وترعدُ لسماعه أركان العرش إلى أسفل التخوم (٤) .

إنّي أسئلك بعزِّ ذلك الاسم الّذي ملأ كلَّ شيء دونك إلّا رحمتني [ يا ربّ ] باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك بكذا وكذا ـ ويسمّي الأمر الّذي أتى به ـ فاغفر لي تبعتهُ ، وعافني من إشاعته (٥) بعد مقامي هذا يا رحيم » .

فانّه إذا قال ذلك بدَّلت ذنوبه إحساناً ، ورفعت دعاءه مستجاباً ، وغلبت له هواه .

يا محمّد ومن كان كافراً وأراد التوبة والايمان فليطهّر لي بدنه وثيابه ، ثمَّ ليستقبل قبلتي ، وليضع حرَّ جبينه لي بالسجود ، فانّه ليس بيني وبينه حائل ، وليقل :

« يا من تغشّى لباس النور الساطع الّذي استضاء به أهل سماواته [ وأرضه ] ويا من خزن رؤيتهُ عن كلِّ من هو دونه وكذلك (٦) ينبغي لوجهه الّذي عنت وجوه

______________________

(١) ومن تعرضه خ ل .

(٢) من الذنب خ ل .

(٣) يزيل خ ل .

(٤) تخوم الارضين خ ل .

(٥) اتباعه خ ل .

(٦) ولذلك خ ل .

٣٠٨
 &

الملائكة المقرَّبين له إنَّ الّذي كنت لك فيه من عظمتك جاحداً أشدّ (١) من كلِّ نفاق ، فاغفر لي جحودي فانّي أتيتك تائباً ، وها أنا ذا أعترف لك على نفسي بالفرية عليك ، فاذ أمهلت (٢) لي في الكفر (٣) ، ثمَّ خلّصتني منه ، فطوِّقني حبّ الايمان الّذي أطلبهُ منك ، بحقّ ما لك من الأسماء الّتي منعت من دونك (٤) علمها لعظم شأنها ، وشدَّة (٥) جلالها ، وبالاسم الواحد الّذي لا يبلغ أحد صفة كنهه ، وبحقّها كلّها أجرني أن أعود إلى الكفر بك (٦) سُبحانك لا إله إلّا أنت غفرانك إنّي من الظالمين » .

فانّه إذا قال ذلك ، لم يرفع رأسه إلّا عن رضىً منّي وهذا له قبول .

يا محمّد ومن كثرت همومه من اُمّتك فليدعني سرّاً ، وليقل :

« يا جالي الأحزان ، ويا موسّع الضيق ، ويا أولى بخلقه من أنفسهم ، ويا فاطر تلك (٧) النفوس ، وملهما فجورها ، وتقويها (٨) نزل بي يا فارج (٩) الهمِّ همٌّ ضقت به ذرعاً وصدراً ، حتّى خشيت أن أكون غرض فتنة يا الله وبذكرك تطمئنُّ القلوب يا مُقلّب القلوب [ والأبصار ] قلّب قلبي من الهموم إلى الرَّوح والدعة ، ولا تشغلني عن ذكرك بتركك ما بي من الهموم ، إنّي إليك متضرِّع .

أسئلك باسمك الّذي لا يوصف إلّا بالمعنى لكتمانك (١٠) هو في غيوبك ذات النور أجل (١١) بحقّه أحزاني ، واشرح صدري بكشوط ما بي من الهمِّ (١٢)

______________________

(١) أشر خ ل .

(٢) أمهلتني خ ل .

(٣) بالكفر خ ل .

(٤) من ـ بالفتح والكسر .

(٥) وشهرة جلالها خ ل .

(٦) الى الكفور والرياء والفجور خ ل .

(٧) تلك الانفس أنفسنا ل خ .

(٨) والتقوى خ ل .

(٩) يا مفرج خ ل .

(١٠) لكتمانه خ ل لكتمانكه خ ل .

(١١) اجلا خ ل .

(١٢) من الهموم خ ل .

٣٠٩
 &

يا كريم » .

فانّه إذا قال ذلك تولّيته ، فجلوت همومه ، فلن تعود إليه أبداً .

يا محمّد ومن نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحبَّ العافية منها فلينزل بي فيها ، وليقل :

« يا محلَّ كنوز أهل الغنى ويا مُغنى أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز بالعائدة إليهم (١) والنظر لهم ، يا الله لا يسمّىٰ غيرك إلهاً إنّما الاٰلهةُ كلّها معبودة دونك بالفرية والكذب لا إله إلّا أنت يا سادَّ الفقر ويا جابر [ الكسر ، ويا كاشف ] الضرّ ويا عالم السرائر [ صلِّ على محمّد وآله و ] ارحم هربي إليك من فقري ، أسئلك باسمك الحالّ في غناك ، الّذي لا يفتقر ذاكره أبداً أن تُعيذني من لزوم فقر أنسى به الدّين أو بسوء (٢) غنىً أفتتن به عن الطاعة ، بحقّ نور أسمائك كلّها أطلب إليك من رزقك كفافاً للدُّنيا تعصم به الدين ؛ لا أجد لي غيرك (٣) مقادير الأرزاق عندك فانفعني من قدرتك فيها بما تنزَعُ به ما نزل بي من الفقر يا غنيّ » [ يا مجيب ] .

فانّه إذا قال ذلك نزعت الفقر من قبله ، وغشّيته الغنى ، وجعلته من أهل القناعة .

يا محمّد ومن نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله فأحبَّ فرجها ، فلينزلها بي ، وليقل :

يا ممتنّا على أهل البصر بتطويقكهم بالدَّعة الّتي أدخلتها عليهم بطاعتك لا حول ولا قوَّة إلّا بك ، فدحتني (٤) مصيبة قد فتنتني ، وأعيتني ، المسالك للخروج (٥) منها ، واضطرَّني إليك الطمع فيها ، مع حسن الرجاء لك فيها ، فهربت إليك بنفسي وانقطعت إليك لضرِّي ، ورجوتك لدعائي ، قد هَلكت فأغثني واجبُر مصيبتي بجلاء كربها ، وإدخالك الصبر عليَّ فيها ، فانّك إن خلّيت بيني وبين

______________________

(١) عليهم خ ل .

(٢) بسوط خ ل بسط خ ل .

(٣) لا أحد لي غيرك خ .

(٤) قدحتني خ ل .

(٥) للروح خ ل .

٣١٠
 &

ما أنا فيه هلكتُ ، فلا صبر لي يا ذا الاسم الجامع [ الّذي ] فيه عظيم الشؤون كلّها بحقّك وأغثني بتفريج مُصيبتي عنّي يا كريم » .

فانّه إذا قال ذلك ألهمته الصبر ، وطوَّقته الشكر ، وفرَّجت عنهُ مُصيبتهُ بجبرانها .

يا محمّد ومن خاف شيئاً دوني من كيد الأعداء واللصوص فليقل في المكان الّذي يخاف فيه :

« يا آخذاً بنواصي خلقه ، والسافع بها إلى قدره ، والمنفذ فيها حكمه ، و خالقها وجاعل قضائه (١) لها غالباً وكلّهم ضعيف عند غلبته ، وثقتُ بك يا سيّدي عند قوَّتهم إنّي مكيود لضعفي (٢) ولقوّتك (٣) على من كادني تعرّضت لك ، فسلّمني منهم اللّهمَّ فان حُلتَ بينهم وبيني فذلك أرجوه منك ، وإن أسلمتني إليهم غيّروا ما بي من نعمك ، يا خير المنعمين ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ولا تجعل تغيير نعمتك على يد أحد سواك ، ولا تغيّرها أنت بي ، فقد ترى الّذي يُرادُ بي ، فحُل بيني وبين شرِّهم بحقّ ما به تستجيبُ الدُّعاء ، يا الله يا ربَّ العالمين » .

فانّه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه وحفظته .

يا محمّد ومن خاف شيئاً ممّا في الأرض من سبع أو هامّة فليقل في المكان الّذي يخاف ذلك فيه :

« يا ذاريء ما في الأرض كلّها بعلمه ، بعلمك يكون ما يكون ممّا ذرأت لك السلطان على ما ذرأت ، ولك السلطان القاهر على كلِّ شيء [ من ] دونك ، يا عزيز يا منيعُ إنّي أعوذ بقدرتك على كلِّ شيء من كلِّ شيء يضرّ من سبع أو هامّة أو عارض من سائر الدوابِّ يا خالقها بفطرته [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] ادرأها عنّي واحجزها ولا تسلّطها عليَّ ، وعافني من شرِّها وبأسها يا الله ذا العلم العظيم احفظني (٤) بحفظك

______________________

(١) قضائها خ ل .

(٢) الى ضعفي خ ل .

(٣) ولقدرتك خ ل .

(٤) حطني خ ل .

٣١١
 &

من مخاوفي يا رحيم » .

فانّه إذا قال ذلك ، لم تضرَّه دوابُّ الأرض الّتي ترى والّتي لا ترى .

يا محمّد ومن خاف ممّا في الأرض جانّا أو شيطاناً فليقل حين يدخله الروع :

« يا الله الإله الأكبر القاهر بقدرته جميع عباده ، والمطاع لعظمته عند كلِّ خليقته ، والممضي مَشيّتهُ لسابق قدره (١) أنت تكلاءُ ما خلقت بالليل والنهار ، ولا يمتنعُ من أردت به سوءاً بشيء دونك من ذلك السوء ، ولا يحول أحدٌ دونك بين أحد وما تريد به من الخير ، كلُّ ما يُرى ولا يرى في قبضتك ، وجعلت قبائل الجنّ والشياطين يروننا ولا نراهم ، وأنا لكيدهم خائف (٢) فآمنّي من شرِّهم وبأسهم بحقّ سلطانك العزيز ، يا عزيز » .

فانّه إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجنّ والشياطين سوء أبداً .

يا محمّد ومن خاف سلطاناً أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه :

« يا ممكّن هذا ممّا في يديه ومُسلّطه على كلِّ من دونه ، ومعرِّضهُ في ذلك لامتحان دينه على كلِّ من دونه ، إنّه يسطوُ بمرحه فيما آتيته من المُلك ويجور فينا ويتجبّرُ بافتخاره (٣) بالّذي ابتليتهُ به من التعظيم عند عبادك ، أسئلك أن تسلُبهُ ما هو فيه أنت بقوَّة لا امتناع لهُ منها عند إرادتك (٤) فيها إنّي أمتنعُ من شرِّ هذا بخيرك ، وأعوذ من قوَّته بقدرتك اللّهمَّ [ صلّ على محمّد وآله و ] ادفعه عنّي وآمنّي من حذاري منهُ بحقّ وجهك وعظمتك يا عظيم » .

[ يا محمّد ] وليقل إذا أراد طلب حاجة إليه :

« يا من هو أولى بهذا من نفسه ، ويا أقرب إليه من قلبه ، ويا أعلم به من غيره ، ويا رازقهُ ممّا هو في يديه ممّا أحتاج إليه ، إليك أطلب ، وبك أتشفّع لنجاح

______________________

(١) قدرته خ ل .

(٢) صل على محمد وآل محمد وآمني خ ل .

(٣) فتجازيه بالذي خ ل .

(٤) عند مرادته منها خ ل .

٣١٢
 &

حاجتي ، فخذ لي حين اُكلّمهُ بقلبه ، فأغلبه لي ، حتّي أبتزَّ منه حوائجي كلّها بلا امتناع منه ولا منّ ولا ردّ ولا فظاظة ، يا حيّاً في غنى لا تموت ولا تبلى أمت قلبهُ عن ردّي بلا قضاء الحاجة ، واقض (١) لي طلبتي في الّذي قبلهُ وخُذه لي في ذلك أخذ عزيز مُقتدر ، بحقّ قدرتك (٢) الّتي غلبت بها العالمين » (٣) .

فانّه إذا قال ذلك قضيتُ حاجته ولو كانت في نفس المطلوب إليه .

يا محمّد ومن همَّ بأمرين فأحبَّ أن أختار أرضاهما إليَّ فاُلزمه إيّاه فليقل حين يريد ذلك :

« اللّهمَّ اختر لي بعلمك ، ووفّقني بعلمك لرضاك ومحبّتك ، اللّهمَّ اختر لي (٤) بقدرتك ، وجنّبني بعزَّتك [ وقدرتك من ] مَقتك ، وسخطك ، اللّهمَّ اختر لي فيما اُريد من هذين الأمرين ـ وتسمّيهما ـ أحبّهما إليك ، وأرضاهما لك ، وأقربهما منك ، اللّهمَّ إنّي أسئلك بالقدرة الّتي زويت بها علم الأشياء عن جميع خلقك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد واغلب (٥) بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي بأخذك ، واسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضى ولي صلاحاً فيما أستخيرك فيه ، حتّى تُلزمني من ذلك أمراً أرضى فيه بحكمك ، وأتّكل فيه على قضائك ، وأكتفى فيه بقُدرتك ولا تقلبني (٦) وهواي لهواك مخالفٌ ، ولا ما اُريد لما تُريد لي مجانب ، اغلب بقُدرتك الّتى تقضى بها ما أحببت بهواك هواي ، ويَسّرني لليسرى التي ترضى بها عن صاحبها ولا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التي وسعت كلَّ شيء اللّهمَّ أوقع خيرتك في قلبي ، وافتح قلبي للزومها يا كريم آمين » .

فانّه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل والاٰجل .

______________________

(١) وامض خ ل .

(٢) وأنجح طلبتي لديه بقدرتك عليه خ ل .

(٣) للغالبين خ ل .

(٤) خر لي خ ل .

(٥) وأن تغلبني خ ل .

(٦) ولا تغلبني خ ل .

٣١٣
 &

يا محمّد ومن أصابه معاريض بلاء من مرض فلينزل بي فيه ، وليقل .

« يا مصحَّ (١) أبدان ملائكته ويا مُفرّغ تلك الأبدان لطاعته ، ويا خالق الاٰدميّين صحيحاً ومُبتلىٰ ، ويا معرِّض أهل السقم وأهل الصحّة للأجر والبليّة ويا مُداوي المرضى وشافيهم [ ويا مصحَّ أهل السقم بالباسهم عافيته ] بطبّه ، ويا مفرِّج عن أهل البلاء بلاياهم بجليل (٢) رحمته ، قد نزل بي من الأمر ما رفضني فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد وما شمت بي فيه أعدائي حتّى صرت مذكوراً ببلائي في أفواه المخلوقين وأعيتني أقاويل أهل الأرض لقلّة علمهم بدواء دائي ، وطبُّ دوائي في علمك عندك مثبتٌ ، صلّ على محمّد وآل محمّد ، وانفعني بطبّك فلا طبيب أرجى عندي منك ولا حميم أشدُّ تعطّفاً منك عليّ ، قد غيّرتْ بليّتك نعمك عليّ ، فحوِّل ذلك عنّي إلى الفرج والرَّخاء ، فانّك إن لم تفعل لم أرجه من غيرك فانفعني بطبّك ، وداوني بدوائك يا رحيم » .

فانّه إذا قال ذلك صرفت عنه ضرَّه وعافيته منه .

يا محمّد ومن نزل به القحط من اُمّتك فانّي إنّما أبتلى بالقحط أهل الذنوب فليجأروا إليَّ جميعاً وليجأر إليَّ جائرهم ، وليقل :

« يا مُعيننا على ديننا باحيائه أنفسنا بالّذي نشر علينا من رزقه ، نزل بنا أمر عظيمٌ لا يقدر على تفريجه عنّا غير مُنزله ، يا منزله عجز العباد عن فرجه ، فقد أشرفت الأبدان على الهلاك وإذا هلكت الأبدان هلك الدّين ، يا ديّان العباد ومُدبّر اُمورهم بتقدير أرزاقهم لا تحولنَّ [ بشىء ] بيننا وبين رزقك ، وهنّئنا ما أصبحنا فيه من كرامتك لك مُتعرّضين ، قد اُصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا (٣) فارحمنا بمن جعلته أهلاً لذلك حين تُسأل به يا رحيم لا تحبس عن أهل الأرض ما في السماء وانشر علينا رحمتك ، وابسط علينا كنفك ، وعد علينا بقبولك ، وعافنا من الفتنة في الدِّين والدُّنيا ، وشماتة القوم الكافرين ، يا ذا النفع والضرّ إنّك إن أنجيتنا فبلا

______________________

(١) يا مصحح خ ل .

(٢) بتحليل خ ل .

(٣) فصل على محمد وآل محمد وارحمنا خ ل .

٣١٤
 &

تقديم منّا لأعمال حسنة ، ولكن لا تمام ما بنا من الرحمة [ والنعمة ] وإن رددتنا فبلا ظُلم [ منك ] لنا ولكن بجنايتنا فاعف عنّا قبل انصرافنا وأقلبنا بانجاح الحاجة يا عظيم » .

فانّه إن لم يُرد ممّا أمرتك أحداً غيري حوَّلت لأهل تلك البلدة بالشدَّة رخاء ، وبالخوف أمناً ، وبالعسر يسراً ، وذلك لأنّي قد علّمتك دعاء عظيماً .

يا محمّد ومن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحبَّ أن اُودّيه سالماً مع قضائي له الحاجة ، فليقل حين يخرج من بيته :

« بسم الله مخرجي ، وباذنه خرجت ، وقد علم قبل أن أخرج خروجي ، وقد أحصى علمه (١) ما في مخرجي ومرجعي (٢) توكّلتُ على الإله الأكبر توكّل مفوِّض إليه أمره ومستعين به على شؤنه ، مستزيد من فضله ، مبرّىء نفسه من كلِّ حول ، ومن كلِّ قوَّة إلّا به ، خروج ضرير (٣) خرج بضرِّه إلى من يكشفه ، وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسدُّه ، وخروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها وخروج من ربُّه أكبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل اُمنيّته ، الله ثقتي في جميع اُموري كلّها به فيها جميعاً أستعين ، ولا شيء إلّا ما شاء الله في علمه أسئل الله خير المخرج والمدخل لا إله إلّا هو إليه المصير » .

فانّه إذا قال ذلك وجّهت له في مدخله ومخرجه السّرور ، وأدَّيته سالماً .

يا محمّد ومن أراد من اُمّتك ألّا يحول بين دعائه وبيني حائل ، وأن اُجيبه لأيّ أمر شاء ، عظيماً كان أو صغيراً في السرِّ والعلانية ، إليَّ أو إلى غيري ، فليقل آخر دعائه :

« يا الله المانع بقدرته خلقه ، والمالك بها سلطانه ، والمتسلّط بما في يديه (٤) كلُّ مرجوّ دونك يخيب رجاء راجيه ، وراجيك مسرور لا يخيب أسئلك بكلّ رضى لك من كلِّ شيء أنت فيه ، وبكلِّ شيء تحبُّ أن تذكر به وبك يا الله فليس يعدلك

______________________

(١) بعلمه خ ل .

(٢) رجعتي خ ل .

(٣) ضعيف خ ل .

(٤) والممسك بها ما في يديه خ ل .

٣١٥
 &

شيء أن تصلّي على محمّد وآله وأن تحوطني ووالديّ وولدي وإخواني وأخواتي ومالي بحفظك وأن تقضى حاجتي في كذا وكذا » .

فإنّه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول من مكانه .

يا محمّد ومن أراد طلب شيء من الخير الّذي يتقرَّب به العباد إليَّ وأن أفتح له كائنا ما كان ، فليقل حين يريد ذلك :

« يا دالّنا على المنافع لأنفسنا من لزوم طاعته ، ويا هادينا لعبادته التي جعلها سبيلا إلى درك رضاه ، إنّما يفتح الخير وليّه يا وليَّ الخير قد أردت منك كذا و كذا ـ ويسمّي ذلك الأمر ـ ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحاً ولا ناهج طريق واضح ولا تهيئة سبب تيسّر (١) أعيتني فيه جميع اُموري كلّها في الموارد والمصادر ، وأنت وليُّ الفتح لي بذلك ، لأنّك دللتني عليه فلا تحظره عنّي ولا تجبهني عنه بردّ ، فليس يقدر عليه أحد غيرك ، وليس عند أحد إلّا عندك ، أسئلك بمفاتح غيوبك كلّها ، وجلال علمك كلّه ، وعظيم شئونك كلّها ، إقرار عيني وإفراح قلبي وتهنيتك إياي [ باسباغ ] نعمك عليّ بتيسير قضاء حوائجي ونسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضيّة ، لا تقلبني بحقّك عن اعتمادي لك إلّا بها ، فانّك أنت الفتّاح بالخيرات (٢) وأنت على كلّ شىءِ قدير ، فيا فتّاح يا مُدبّر [ صلّ على محمّد وآل محمّد و ] هيّىء لي تيسير سببها وسهّل عليَّ باب طريقها وافتح لي من غناك باب مدخلها (٣) ولينفعني جاري (٤) بك فيها يا رحيم » .

فانّه إذا قال ذلك فتحت له باب الخير برضاي عنه وجعلته لي وليّاً .

يا محمّد ومن أراد من اُمّتك أن اُعافيه من الغلّ والحسد والرياء والفجور فليقل حين يسمع تأذين السحر :

« يا مطفىء الأنوار بنوره ، ويا مانع الأبصار من رؤيته ، ويا محيّر القلوب

______________________

(١) يسير خ ل .

(٢) ذو الخيرات خ ل .

(٣) مدخل بابها خ ل .

(٤) استغاثتي خ ل .

٣١٦
 &

في شأنه ، إنّك طاهرٌ مطهّر ، يطهُر بطهرك (١) من طهّرته بها ، وليس من دونك أحد أحوج إلى تطهيرك إيّاه منّي لديني وبدني وقلبي فأيّة حال كنت فيها مجانباً لك في الطاعة والهوى (٢) فالزمني وإن كرهت حبَّ طاعتك ، بحقِّ محلِّ جلالك منك حتّى أنال فضيلة الطهرة منك لجميع شئوني ، ربِّ [ صلِّ على محمّد و آل محمّد ] واجعل ما طهر من طهرتك على بدني طهرة خير حتّى تطهّر به منّي ما اُكنُّ في صدري ، واُخفيه في نفسي ، واجعلني على ذلك أحببت أم كرهت واجعل محبّتي تابعة لمحبّتك ، واشغلني بنفسي عن كلِّ من دونك شغلاً يدوم فيه العمل بطاعتك ، واشغل غيري عنّي للمعافاة من نفسي ومن جميع المخلوقين » .

فانّه إذا قال ذلك ألزمته حبَّ أوليائي ، وبغض أعدائي ، وكفيته كلَّ الّذي أكفي عبادي الصالحين .

يا محمّد ومن كانت له حاجة سرّاً بالغة ما بلغت إليَّ أو إلى غيري ، فليدعني في جوف الليل خالياً ، وليقل وهو على طهر :

« يا الله ما أجد أحداً إلّا وأنت رجاؤه ، ومن أرجى خلقك لك أنا يا الله وليس شيء من خلقك إلّا وهو واثق ، ومن أوثق خلقك بك أنا يا الله ، وليس أحد من خلقك إلّا وهو لك في حاجته معتمد وفي طلبته ، سائل ومن ألحفهم سؤالاً لك أنا ومن أشدِّهم اعتماداً لك أنا لأنّي أمسيت شديداً ثقتي في طلبتي إليك وهي كذا وكذا ـ وسمّها ـ فانّك إن قضيتها قضيت ، وإن لم تقضها لم تقض أبداً (٣) وقد لزمني من الأمر ما لا بدَّ لي منها (٤) فلذلك طلبت إليك منفذ أحكامه بامضائها [ صلِّ على محمّد وآل محمّد و ] امض قضاء حاجتي هذه باثباتكها في غيوب الاجابة حتّى تقلبني بها منجحاً حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك وامنن عليَّ بامضائها وتيسيرها (٥) ونجاحها فيسّرها لي فانّي مضطرٌّ إلى قضائها ، و

______________________

(١) بطهرك تطهر خ ل .

(٢) والهدى خ ل .

(٣) فلا تقضى خ ل .

(٤) منه خ ل .

(٥) واكفني مؤنة تردادها خ ل .

٣١٧
 &

قد عملت ذلك فاكشف ما بي من الضرِّ بحقّك الّذي تقضي به ما تريد » .

فانّه إذا قال ذلك قضيت حاجته ، قبل أن يزول ، فليطب بذلك نفسه .

يا محمّد إنَّ لي علماً أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي ، وأغلب له هواه إلى محبّتي فمن أراد ذلك فليقل :

« يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلى هواه ويا قاصر [ اً ] أفئدة العباد لامضاء القضاء بنفاذ القدر (١) ثبّت قلبي على طاعتك ومعرفتك وربوبيّتك وأثبت في قضائك وقدرك البركة في نفسي وأهلي ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظ الحافظ حفظه احفظني بالحفظ الّذي جعلت (٢) من حفظته به محفوظاً و صيّر شُئوني كلّها بمشيّتك في الطاعة لك منّي مؤاتية ، وحبّب إليَّ حبَّ ما تحبُّ من محبّتك إليَّ في الدّين والدنيا ، وأحيني على ذلك في الدُّنيا وتوفّني عليه ، و اجعلني من أهله على كلِّ حال أحببت أم كرهت يا رحيم » .

فانّه إذا قال ذلك لم اُره في دينه فتنهً ولم اُكره إليه طاعتي ومرضاتي أبداً .

يا محمّد ومن أحبَّ من اُمّتك وبركاتي ورضواني وتعطّفي وقبولي وولايتي وإجابتي فليقل حين تزول الشمس أو يزول الليل :

« اللهمَّ ربّنا لك الحمد ، كُلّه جملته وتفصيله كما استحمدت به إلى أهله الّذين خلقتهم له ، اللهُمَّ ربّنا لك الحمد حمداً كما يحمدك (٣) من بالحمد رضيت عنه لشكر ما به من نعمك ، اللهمّ ربّنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك وقضيت به على عبادك ، حمداً مرغوباً فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك ، ومرهوباً عند أهل العزَّة بك لسطواتك ، ومشهوداً (٤) عند أهل الانعام منك لانعامك ، سبحانك متكبّراً في منزلة تذبذبت أبصار الناظرين ، وتحيّرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها

______________________

(١) اثبت لي من قضائك وقدرك وازالتك وقصرك عملي وبدني واهلي خ ل .

(٢) حفظت خ ل .

(٣) حمدك خ ل .

(٤) مشكوراً خ ل .

٣١٨
 &

تباركت في منازلك العلى كلّها ، وتقدَّست في الاٰلاء الّتي أنت فيها أهل الكبرياء لا إله إلّا أنت الكبير الأكبر ، للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء ، فلا تفنى ولا نبقى وأنت العالم بنا ونحن أهل العزّة بك والغفلة عن شأنك ، وأنت الّذي لا تغفل بسنة ولا نوم ، بحقّك يا سيّدي أجرني من تحويل ما أنعمت عليَّ به في الدّين والدُّنيا في أيّام الدُّنيا يا كريم » .

فانّه إذا قال ذلك كفيته كلَّ الّذي أكفي عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين .

يا محمّد ومن أراد من اُمّتك حفظي وكلائتي ومعونتي فليقل عند صباحه و مسائه ونومه .

« آمنت بربِّي ، وهو الله الّذي لا إله إلّا هو (١) إله كُلِّ شيء ومنتهى كلِّ علم ووارثه ، وربُّ كُلِّ ربّ ، واُشهد الله على نفسي بالعبوديّة والذُّلِّ والصّغار وأعترف بحسن صنائع الله إليَّ وأبوء على نفسي بقلّة الشكر ، وأسئل الله في يومي هذا [ أ ] وفي ليلتي هذه بحقِّ ما يراه له حقّاً على ما يراه منّي له رضى (٢) وإيماناً وإخلاصاً ورزقاً واسعاً ويقيناً خالصاً بلا شكّ ولا ارتياب ، حسبي إلهي من كلِّ من هو دونه ، والله وكيلي من كلِّ من سواه ، آمنت بسرِّ علم الله كلّه وعلانيته ، وأعوذ بما في علم الله كلّه من كلِّ سوء ومن كلِّ شرّ ، سبحان العالم بما خلق اللطيف فيه ، المحصى له ، القادر عليه ، ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله أستغفر الله وإليه المصير » .

فانّه إذا قال ذلك جعلت له في خلقي جهة ، وعطفت عليه قلوبهم ، وجعلته في دينه محفوظاً .

يا محمّد إنَّ السحر لم يزل قديماً وليس يضرُّ شيئاً إلّا باذني ، فمن أحبَّ أن يكون من أهل عافيتي من السحر فليقل :

اللهمَّ ربَّ موسى وخاصّه بكلامه ، وهازم من كاده بسحره بعصاه ، و

______________________

(١) اله كل اله واله كل شيء خ ل .

(٢) رضا ايمان واخلاص واتقان وايقان بلا شك خ ل .

٣١٩
 &

معيدها بعد العود ثعباناً ، وملقفها إفك أهل الافك ، ومفسد عمل الساحرين ومبطل كيد أهل الفساد ، من كادني بسحر أو بضرّ (١) عامداً أو غير عامد ، أعلمه أو لا أعلمه وأخافه أو لا أخافه فاقطع من أسباب السّماوات علمه حتّى ترجعه عنّي غير نافذ ولا ضارّ (٢) لي ، ولا شامت بي إنّي أدرء بعظمتك في نحور الأعداء ، فكن لي منهم مدافعاً أحسن مدافعة وأتمّها يا كريم » .

فانّه إذا قال ذلك لم يضرَّه سحر ساحر جنّي ولا إنسيّ أبداً .

يا محمّد ومن أراد من اُمّتك تقبّل الفرائض والنوافل منه ، فليقل خلف كلِّ فريضة أو تطوُّع :

« يا شارعاً لملائكته الدين القيّم (٣) ديناً راضياً به منهم لنفسه ، ويا خالقاً من سوى الملائكة من خلقه للابتلاء بدينه ، ويا مستخصّاً من خلقه لدينه رسلاً إلى من دونهم ، ويا مجازى أهل الدين بما عملوا في الدين ، اجعلني بحقّ اسمك الّذي كلّ شيء من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك المؤثّر به بالزامكهم حقّه (٤) وتفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقّك فيه إليك لا تجعل بحقِّ اسمك الّذي فيه تفصيل الاُمور كلّها شيئاً سوى دينك عندي أبين فضلاً ولا إليَّ أشدُّ تحبّباً ولا بي لاصقاً ولا أنا إليه منقطعاً واغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي ، واسفع بناصيتي إلى كلِّ ما تراه لك منّي رضىً من طاعتك في الدّين » .

فانّه إذا قال ذلك تقبّلت منه النوافل والفرائض ، وعصمته فيها من العجب وحبّبت إليه طاعتي وذكري .

يا محمّد من ملاه همَّ دين من اُمتك فلينزل بي وليقل :

« يا مبتلي الفريقين أهل الفقر وأهل الغنى ، وجازيهم بالصبر في الّذي ابتليتهم به ، ويا مزيّن حبِّ المال عند عباده ، وملهم الأنفس الشحَّ والسخاء ، ويا فاطر الخلق على الفظاظة واللين ، غمّني دين فلان بن فلان ، وفضحني بمنّه عليَّ به ، و

______________________

(١) بضير خ ل .

(٢) ضائر خ ل .

(٣) دين القيمة خ ل .

(٤) حبه خ ل .

٣٢٠