بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

ما كشفت كربي ، ونفّست همّي ، وفرَّجت عنّي ، وأصلحت حالي » .

وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك ، ثمَّ تضع خدَّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرَّة في سجودك « يا محمّدُ يا عليّ ، يا عليُّ يا محمّد ، اكفياني فانّكما كافياي ، وانصراني فانّكما ناصراي » وتضع خدَّك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرّة « أدركني » وتكرِّرها كثيراً ، وتقول الغوث الغوث حتّى ينقطع نفسك ، و ترفع رأسك ، فانَّ الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى .

فلمّا شغلت بالصّلاة والدُّعاء خرج فلمّا فرغت خرج لابن جعفر لأسأله عن الرَّجل وكيف دخل ؟ فرأيت الأبواب على حالها مغلقة . مقفّلة ، فعجبت من ذلك ، وقلت : لعلّه باب ههنا ولم أعلم ، فأنبهت ابن جعفر القيّم فخرج إلى عندي من بيت الزيت ، فسألته عن الرجل ودخوله فقال : الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها ، فحدَّثته بالحديث ، فقال : هذا مولانا صاحب الزَّمان صلوات الله عليه وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوِّها من النّاس .

فتأسّفت على ما فاتني منه ، وخرجت عند قرب الفجر ، وقصدت الكرخ إلى الموضع الّذي كنت مستتراً فيه فما أضحى النهار إلّا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ، ويسألون عنّي أصدقائي ، ومعهم أمان من الوزير ، ورقعة بخطّه فيها كلٌّ جميل ، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده ، فقام والتزمني ، وعاملني بما لم أعهده منه ، وقال : انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ؟ فقلت : قد كان منّي دعاء ومسئلة ، فقال : ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان في النوم يعني ليلة الجمعة وهو يأمرني بكلِّ جميل ، ويجفو عليّ في ذلك جفوة خفتها ، فقلت : لا إله إلّا الله أشهد أنّهم الحقُّ ومنتهى الحقّ ، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي : كذا وكذا ، وشرحت ما رأيته في المشهد ، فعجب من ذلك ، وجرت منه اُمور عظام حسان في هذا المعنى ، وبلغت منه غاية مّا لم أظنّه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه (١) .

______________________

(١) دلائل الامامة ص ٣٠٤ ـ ٣٠٦ .

٢٠١
 &

٣٤٩ ـ اختيار ابن الباقي : عن الريّان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يدعو بكلمات فحفظتها عنه ، فما دعوت بها في شدَّة إلّا فرَّج الله عنّي ، وهي هذه :

« اللهمَّ أنت ثقتي في كلّ كربة ، وأنت رجائي في كلِّ شدَّة ، وأنت لي في كلِّ أمر نزل بي ثقةٌ وعدَّة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقلُّ فيه الحيلة وتعييني فيه الاُمور ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق ، ويشمت فيه العدوّ أنزلته بك وشكوته إليك ، راغباً إليك فيه عمّن سواك ، ففَرَّجته وكشَفته وكفيتنيه .

فأنت وليُّ كلِّ نعمة ، وصاحب كلِّ حاجة ، ومنتهى كلِّ رغبةٍ ، فلك الحمد كثيراً ولك المنُّ فاضلاً ، وبنعمتك تتمُّ الصالحات . يا معروفاً بالمعروف ، يا من هو بالمعروف موصوف ، آتني من معروفك معروفاً تُغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين .

٣٥ ـ مهج : دعاء المأسور بأرض الروم ، قيل اُسر رجل بأرض الرُّوم ، فقام في آخر اللّيل فصلّى ركعتين ، ثمَّ دعا بهذا الدُّعاء ، فبعث الله عزَّ وجلَّ له ملكاً حتّى صيّره في خبائه مع رفقائه ، فسألوه عن حاله ، فأخبرهم أنّه دعا بهذا الدعاء وهو :

أين إله الدّاهرين ؟ أين إله بني إسرائيل ؟ أين مغرقُ فرعون وجنوده ؟ أين مُهلك الجبابرة ؟ أين الّذي من ابتغاه وجده ؟ أين الّذي من دعاهُ أجابه ؟ أين الّذي لا يسلم أولياءه ؟ أين الّذي كان ولم يكن شيءٌ قَبله ؟ أين الّذي يبقى ويفنى كلّ شيء بأمره ؟ أين الّذي أرسى الجبال بقدرته ؟ أين الّذي زخر البَحر فانفلق فكان كلُّ فرق كالطود العظيم ؟ أين مُفَرّج الغموم والهُموم ، أين خالق الخلائق ؟ أين عظيم العظماء ؟ أنت هو يا ربّ ، أنت هو يا ربّ أنت هو يا ربّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد وأعط محمّداً الوسيلة ، واستجب دعائي بلا إله إلّا أنت ، افككني من كلّ بلاء ، وارحمني يا أرحم الراحمين .

يا كهيعص آمين آمين ، يا قُدُّوس يا قُدُّوس ، يا أوَّل الأوَّلين ، يا آخر الاٰخرين ، يا الله يا الله يا الله ، يا رحمان يا رحمان يا رحمان ، يا رحيم يا رحيم

٢٠٢
 &

يا رحيم ، افعل بي كذا وكذا .... (١) .

٣٦ ـ مهج : روي أنَّ رجلاً كان محبوساً بالشام ، مدَّة طويلة ، مضيّقاً عليه ، فرآى في منامه كأنَّ الزهراء صلوات الله عليها أتته فقالت له : ادع بهذا الدُّعاء فتعلّمه ودعا به ، فتخلّص ورجع إلى منزله ، وهو :

« اللّهمَّ بحقِّ العرش ومن علاه ، وبحقّ الوحي ومن أوحاه ، وبحقّ النبيِّ ومن نبّأه ، يا سامع كلّ صوتٍ ، يا جامع كلّ فوت ، يا بارىء النُفوس بعد الموت ، صلِّ على محمّد وأهل بيته ، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاً ، بشهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمّداً عبدك و رسولك صلّى الله عليه وعلى ذرّيّته الطيّبين الطاهرين وسلّم تسليماً » (٢) .

٣٧ ـ جنة الامان : رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخّصه أنَّ رجلاً جاء إلى النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا رسول الله إنّي كنت غنيّاً فافتقرت ، وصحيحاً فمرضت ، وكنت مقبولاً عند الناس ، فصرت مبغوضاً ، وخفيفاً على قلوبهم فصرت ثقيلاً ، وكنت فرحانا فاجتمعت عليَّ الهموم ، وقد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت ، وأجول طول نهاري في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوَّت به ، كأنَّ اسمي قد محي من ديوان الأرزاق .

فقال له النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا هذا لعلّك تستعمل ميراث الهموم ، فقال : وما ميراث الهموم ؟ قال : لعلّك تتعمّم من قعود ، أو تتسرول من قيام ، أو تقلم أظفارك بسنّك أو تمسح وجهك بذيلك ، أو تبول في ماء راكد ، أو تنام منبطحاً على وجهك ؟ فقال : لم أفعل من ذلك شيئاً ، فقال له النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتّق الله وأخلص ضميرك ، وادع بهذا الدُّعاء ، وهو دعاء الفرج :

« بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، إلهي طُموح الاٰمال قد خابت إلّا لَديك ، و معاكفُ الهمَم قد تقطّعت إلّا عليك ، ومذاهب العقول قد سَمَتْ إلّا إليك ، فاليك الرجاء ، وإليك الملتجا ، يا أكرم مقصود ، ويا أجود مسؤول ، هَربت إليك نفسي

______________________

(١) مهج الدعوات ص ٣٩٣ .

(٢) مهج الدعوات ص ١٧٦ .

٢٠٣
 &

يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب ، أحملها على ظهري ، ولا أجد لي شافعاً ، سوى معرفتي بأنّك أقرب من رجاه الطالبون ، ولجأ إليه المضطرُّون ، وأمّل ما لديه الراغبون .

يا من فتق العقول بمعرفته ، وأطلق الألسن بحمده ، وجعل ما امتَنَّ به على عباده كفاءً لتأدية حقّه ، صلِّ على محمّد وآله ، ولا تجعل للهوم على عقلي سبيلاً ، ولا للباطل على عملي دليلاً ، وافتح لي بخير الدُّنيا والاٰخرة يا وليَّ الخير » فلمّا دعا به الرجل وأخلص نيّته عاد إلى أحسن حالاته .

٣٨ ـ ق : دعاء التحرُّز من الاٰفات ، والتعوُّذ من الهلكات (١) قال أبو محمّد عبد الله ابن محمّد المروزي : حدَّثني عمارة بن زيد ، قال : حدَّثني عبد الله بن العلاء ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام يقول : قال : كنت مع أبي محمّد بن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام وبيننا قوم من الأنصار إذ أتاه آت فقال له : الحق فقد احترقت دارك ، فقال : يا بنيَّ ما احترقت فذهب ثمَّ لم يلبث أن عاد فقال : قد والله احترقت دارك ، فقال : يا بنيَّ والله ما احترقت ، فذهب ، ثمَّ لم يلبث أن عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا يبكون ويقولون : بأبي قد احترقت دارك ، فقال : كلّا والله ما احترقت ولا كذبت ، وأنا أوثق بما في يدي منكم وممّا أبصرت أعينكم .

وقام أبي وقمت معه حتّى انتهو إلى منازلنا ، والنار مشتعلة عن أيمان منازلنا عن شمالها ، ومن كلِّ جانب منها ، ثمَّ عدل إلى المسجد فخرَّ ساجداً وقال في سجوده : « وعزَّتك وجلالك ، لا رفعت رأسي من سجودي أو تطفئها » قال : فو الله ما رفع رأسه حتّى طفئت ، وصارت إلى جاره واحترق ما حولها ، وسلمت منازلنا .

قال : فقلت : يا أبه جعلت فداك أيُّ شيء هذا ؟ قال : يا بُنيَّ إنّا نتوارث من علم رسول الله عليه‌السلام كنزاً هو خير من الدُّنيا وما فيها ، ومن المال والجواهر ، وأعزّ [ من ] الجمهور والسلاح والخيل والعدد .

فقلت : يا أبه جعلت فداك وما هو ؟ قال : سرٌّ من سرِّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى جبرئيل محمداً عليه‌السلام وعلّمه محمّد عليّاً أخاه ، وفاطمة عليهما‌السلام ، وتوارثناه عن آبائنا

______________________

(١) في هامش الاصل : أوردته بسند آخر في تعقيب صلاة الفجر باختلاف ولذا أوردته ههنا أيضاً .

٢٠٤
 &

وهو الدُّعاء الكامل الّذي من قدَّمه أمامه في كلِّ يوم وكل الله عزَّ وجلَّ به مائة ألف ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته ، من الغرق والحرق والسرق والهدم والخسف والقذف ، وزجر عنه الشيطان ولا يحلُّ به سحر ساحر ، ولا كيد كائد ، ولا حسد حاسد ، وكان في أمان الله جلَّ وعزَّ وأعطاه الله ثواب ألف صدِّيق فان مات من يومه دخل الجنّة إنشاء الله تعالى .

قلت : يا أبه جعلني الله فداك علّمنيه ، قال : نعم ، احتفظ به ولا تعلّمه إلّا لمن تثق به ، فانّه دعاء لا يسئل الله عزَّ وجلَّ شيئاً إلّا أعطاه قائله ، يا بنيَّ إذا أصبحت قل :

« اللّهمَّ إنّي أصبحت اُشهدك وكفى بك شهيداً ، واُشهد ملائكتك وحَمَلة عرشك وسُكّان سمواتك وأرضيك وأنبياءك ورسُلك والصالحين من عبادك وجميع خلقك ، بأنّك أنت اللهُ لا إله إلّا أنت وحدك لا شرك لك ، وأنَّ كلَّ معبود من دون عرشك إلى قرار الأرضين السابعة السفلى باطل ما خلا وجهك الكريم ، فانّه أعزّ وأكرم وأجلّ من أن يصف الواصفون كُنه جلاله ، أو تهتدي القلوب لكلِّ عظمته ، يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه ، وعدا وصف الواصفين مآثر حمده وجلَّ عن مقالة الناطقين تعظيم شأنه .

تقول ذلك ثلاثاً ثمَّ تقول : « لا إله إلّا الله وحده لا شريك لهُ له الملك وله الحمد يحيي ويُميت ، وهو حيٌّ لا يموت ، بيده الخير وهو على كلِّ شيء قدير » .

وتقول ذلك أحد عشر مرَّة ثمَّ تقول « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا اللهُ والله أكبر ، ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله الحليم الكريم ، العليّ العظيم ، الرَّحمن الرَّحيم ، الملك الحقّ المبين ، عدد خلق الله ، وزنة عرشه ، وملء سمواته وأرضه ، وعدد ما جرى به قلمه ، وأحصاه كتابه ، ورضا نفسه .

[ تقول ] ذلك أحد عشر مرَّة ثمَّ تقول : اللّهمَّ صلِّ على محمّد وأهل بيته المباركين وصلِّ على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك ، والملائكة المقرَّبين ، صلِّ اللّهمَّ عليهم حتّى تبلّغهم الرضا ، وتزيدهم بعد الرضا ، ممّا أنت أهله ، يا أرحم الراحمين .

[ اللّهمَّ صلِّ على ملك الموت وأعوانه ورضوان وخزنة الجنان وصلِّ على مالك وخزنة النيران ، اللّهمَّ صلِّ عليهم حتّى تبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ما أنت أهله

٢٠٥
 &

يا أرحم الراحمين ] (١) .

اللّهمَّ وصلِّ على الكرام الكاتبين ، والسفرة الكرام البررة ، والحفظة لبني آدم ، وصلِّ على ملائكة السموات العلى ، والملائكة الأرضين السابعة السُفلى ، و ملائكة اللّيل والنهار ، والأرضين والأقطار والبحار والأنهار والبراري والقفار ، و صلِّ على ملائكتك الّذين أغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك اللّهمَّ صلِّ عليهم حتّى تبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ممّا أنت أهله يا أرحم الراحمين .

اللّهمَّ وصلِّ على أبي آدم واُمّي حوّا ، وما ولدا من النبيّين والصدِّيقين والشُهداء والصالحين ، صلِّ اللّهمَّ عليهم حتّى تُبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ممّا أنت أهلهُ يا أرحم الراحمين .

اللّهمَّ صلِّ على محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين ، وعلى أصحابه المنتجبين ، و أزواجه المطهّرين ، وعلى ذرِّيّة محمّد ، وعلى كلِّ نبيَّ بشَّر بمحمَّد وعلى كلِّ نبيِّ ولد محمّداً ، وعلى كلِّ مرأة صالحة كفلت محمّداً ، وعلى كلِّ مَن صلاتك عليه رضاً لك ورضاً لنبيّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله صلِّ اللّهمَّ عليهم حتّى تُبلّغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ممّا أنت أهلهُ يا أرحم الراحمين .

اللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد ، وبارك على محمّد وآل محمّد ، وارحم محمّداً وآل محمّد كما صلّيت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد اللّهمَّ أعط محمّداً الوسيلة والفضل والفضيلة والدّرجة الرفيعة ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد كما أمرتنا أن نُصلّي عليه .

اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد من صلّى عليه اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد كلِّ صلاة صلّيت عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد كلِّ حرف في صلاة صلّيت عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد شَعر من صلّى عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّدٍ بعدد شَعر من لم يُصلِّ عليه .

اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد نفس من صلّى عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد بعدد نفس من لم يصلِّ عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد سُكون من صلّى عليه ، اللّهمَّ

______________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من نسخة الكمباني ، أضفناه من نسخة خطية .

٢٠٦
 &

صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد سكون من لم يُصلّ عليه ، اللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ بعدد حركة من صلّى عليه اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد بعدد حركاتهم وصفاتهم ودقائقهم وساعاتهم وعدد زنة ذرِّ ما عملوا أو لم يعملوا أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة .

اللّهمَّ لك الحمد والشكر ، والمنُّ والفضل ، والطول والنعمة ، والعظمة والجبروت ، والملك والملكوت ، والقهر والفخر ، والسؤدد والسلطان والامتنان والكرم ، والجلال والجبر ، والتوحيدُ والتمجيد ، والتهليلُ والتكبير ، والتقديس والعظمة والرحمة والمغفرة والكبرياء .

ولك ما زكىٰ وطاب من الثناء الطيّب ، والمدح الفاخر ، والقول الحسن الجميل ، الّذي ترضى به عن قائله ، وترضى به ممّن قالهُ ، وهو رضاً لك .

فتقبّل حمدي بحمد أوَّل الحامدين ، وثنائي بثناء أوَّل المثنين ، وتهليلي بتهليل أوَّل المهلّلين ، وتكبيري بتكبير أوَّل المكبّرين ، وقولي الحسن الجميل بقول أوَّل القائلين المجملين المُثنين على ربّ العالمين مُتّصلاً ذلك كذلك من أوَّل الدّهر إلى يوم القيامة .

وبعدد زنة ذرّ الرّمال والتلال والجبال ، وعدد جُرع ماء البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وورق الأشجار ، وعدد النجوم ، وعدد زنة ذلك ، وعدد الثرى والنّوا والحصا ، وعدد زنة ذرّ السموات والأرض وما فيهنَّ وما بينهنَّ وما تحتهنَّ وما بين ذلك وما فوق ذلك من لدُن العرش إلى قرار الأرض السابعة السُّفلى .

وعدد حروف ألفاظ أهلهنَّ وعدد أزمانهم ودقائقهم وسُكونهم وحركاتهم وأشعارهم وأبشارهم وعدد زنَة ما عملوا أو لم يعملوا أو كان منهم أو يكون إلى [ يوم ] القيامة .

اُعيذُ أهل بيت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ونفسي ومالي وذُرّيّتي وأهلي وولدي وقراباتي وأهل بيتي وكلّ ذي رحم لي دخل في الإسلام وجيراني وإخواني ومن قلّدني دعاء أو أسدى ظ إليَّ برَّاً أو اتّخذ عندي يداً من المؤمنين والمؤمنات بالله وبأسمائه التامّة الشاملة الكاملة الفاضلة المباركة المتعالية الزَّكيّة الشريفة المنيعة الكريمة

٢٠٧
 &

العظيمة المكنونة المخزونة الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، وباُمّ الكتاب وخاتمته وما بينهما من سورة شريفة وآية مُحكمةٍ وشفاء ورحمة ، وعوذة وبركة ، وبالتوراة والانجيل والزَّبور ، وبصحُف إبراهيم وموسى ، وبكلِّ كتاب أنزل الله ، وبكلِّ رسول أرسل الله ، وبكلِّ حجّة أقامها الله ، وبكلِّ بُرهان أظهره الله ، وبكلِّ نور أنارهُ الله ، وبكلِّ آلاء الله وعظمته .

اُعيذُ وأستعيذُ بالله من شرِّ كلِّ ذي شرِّ ، ومن شرّ ما أخاف وأحذر ، ومن شرِّ ما ربّي تبارك وتعالى منه أكبر ، ومن شرِّ فسقة الجنِّ والإنس ، والشياطين والسلاطين ، وإبليس وجنوده وأشياعه وأتباعه ، ومن شرّ ما في النور والظلمة ومن شرّ ما دهم أو هجم ومن شرِّ كلِّ همّ وغمّ وآفة وندم ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شرِّ ما يلج في الأرض وما يخرج منها ، ومن شرِّ كلِّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم ، فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم .

٣٩ ـ عدة الداعي ، روى ابن مسكان عن أبي حمزة قال : قال محمّد بن عليّ عليهما‌السلام يا با حمزة ما لك إذا نابك أمر تخافه أن لا تتوجّه إلى بعض زوايا بيتك يعني القبلة فتصلّي ركعتين ثمَّ تقول : « يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السّامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين » سبعين مرَّة كلّما دعوت الله مرَّة بهذه الكلمات سألت حاجتك .

وعن عاصم بن حميد ، عن أسمآء قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصابه همٌّ أو غمٌّ أو كرب أو بلاء أو لأواء فليقل : « الله ربّي لا اُشرك به شيئاً توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت » .

وعن عليّ بن مهزيار قال : كتب محمّد بن حمزة العلويّ إليَّ يسألني أن أكتب إلى أبي جعفرعليه‌السلام في دعاء يعلّمه يرجو به الفرج ، فكتب إليَّ : أمّا ما سأل محمّد بن حمزة العلويّ من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له يلزم « يا من يكفي من كلِّ شيء ولا يكفي منه شيء اكفني ما أهمّني » فانّي أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغمّ

٢٠٨
 &

إنشاء الله .

وقال الصادق عليه‌السلام : ألا اُعلّمك كلمات ؟ إذا وقعت في ورطة فقل « بسم الله الرَّحمن الرحيم لا حول ولا قوَّة إلّا بالله » فانَّ الله يصرف بها عنك ما يشاء من أنواع البلاء .

١٠٧

« ( باب ) »

* ( الادعية والاحراز لدفع كيد الاعداء ) *

* « زائداً على ما سبق وما يناسب هذا المعنى » *

* « وفيه دعاء الحرز اليمانى المعروف بالدعاء السيفي » *

* « ( أيضاً ودعاء العلوي المصري ونحوهما ) » *

١ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن أخيه الحسين ، عن أبيه قال : وقع الخبر إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره ، فقال لأهل بيته : بما تشيرون ؟ قالوا : نرى أن تتباعد عن هذا الرجل ، وأن تغيب شخصك منه ، فانّه لا يؤمن شرُّه فتبسّم أبو الحسن عليه‌السلام ثمَّ قال :

زعمت سخينة أن ستغلب ربّها

وليغلبنَّ مُغَلِّبُ الغُلّاب

ثمَّ رفع عليه‌السلام يده إلى السماء فقال :

« إلهي كم من عدوٍّ شحذ لي ظبة مُديته ، وأرهف لي سِنانَ (١) حَدّه وداف لي ، قواتل سمومه ، ولم تنم عنّي عين حراسته ، فلمّا رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن ملمّات الجوائح ، صرفت ذلك عنّي بحولك وقوَّتك ، لا بحولي ولا بقوَّتي ، فألقيته في الحفير الّذي احتفره لي خائباً ممّا أمّله في دنياه مُتباعداً ممّا رجاه في آخرته ، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيّدي ، اللّهمَّ

______________________

(١) شباحده خ ل في سائر السنخ .

٢٠٩
 &

فخذه بعزَّتك ، وافلل حدَّه عنّي بقدرتك ، واجعل له شغلاً فيما يليه ، وعجزاً عمّن (١) يناويه ، اللّهمَّ وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء ، ومن حقّي (٢) عليه وفاء ، وصل اللّهمَّ دعائي بالاجابة ، وانظم شكاتي بالتغيير ، وعرِّفه عمّا قليل ما وعدت الظالمين ، وعرِّفني ما وعدت في إجابة المضطرّين ، إنّك ذو الفضل العظيم ، والمنِّ الكريم » .

قال : ثمَّ تفرَّق القوم فما اجتمعوا إلّا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى ابن المهديّ (٣) .

ما : الغضائريّ ، عن الصّدوق مثله (٤) .

ن : المكتّب عن أحمد بن محمّد الورّاق ، عن عليِّ بن هارون الحميريّ ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن عليِّ بن يقطين مثله وقد أوردناه في باب أحواله عليه‌السلام (٥) .

٢ ـ ن (٦) لي : ماجيلويه ، عن عليِّ بن إبراهيم قال : سمعت رجلاً من أصحابنا يقول : لمّا حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر عليه‌السلام جنَّ عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله ، فجدَّد موسى عليه‌السلام طهوره ، واستقبل بوجهه القبلة ، وصلّى الله عزَّ وجلَّ أربع ركعات ، ثمَّ دعا بهذه الدعوات ، فقال :

يا سيّدي نجّني من حبس هارون ، وخلّصني من يده ، يا مخلّص الشجر من

______________________

(١) عما خ ل .

(٢) حتفي خ ل وفى بعض النسخ حنقي وهو الظاهر .

(٣) أمالي الصدوق : ٢٢٦ وقد مر في ج ٩٤ ص ٣١٧ ـ ٣٢٧ نقلا عن كتاب مهج الدعوات ص ٢٦٨ ، برواية طويلة ، وهكذا في ج ٩٤ ص ٣٣٧ نقلا عن المهج ص ٣٦ برواية اخرى مثل ما في المتن ، ومر شرح بعض لغاتها فراجع ان شئت ، وتراه في المناقب ج ٤ ص ٣٠٦ .

(٤) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣٥ .

(٥) عيون الاخبار ج ١ ص ٧٦ وتراه في ج ٤٨ ص ١٥١ و ٢١٧ من تاريخ الامام موسى بن جعفر عليه‌ السلام .

(٦) عيون الاخبار ج ١ ص ٩٣ .

٢١٠
 &

بين رمل وطين وماء ، ويا مخلّص اللبن من بين فرث ودم ، ويا مخلّص الولد من بين مشيمة ورحم ، ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر ، ويا مخلّص الروح من بين الأحشاء والأمعاء ، خلّصني من يدي هارون » .

قال : فلمّا دعا موسى عليه‌السلام بهذه الدعوات رأى هارون رجلاً أسود في منامه وبيده سيف قد سلّه واقفاً على رأس هارون ، وهو يقول : يا هارون أطلق عن موسى ابن جعفر ، وإلّا ضربت علاوتك بسيفي هذا ، فخاف هارون من هيبته ، ثمَّ دعا الحاجب فجاء الحاجب فقال له : اذهب إلى السجن ، وأطلق عن موسى بن جعفر قال : فخرج الحاجب فقرع باب السّجن ، فأجابه صاحب السّجن ، فقال : من ذا ؟ قال : إنَّ الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك وأطلق عنه ، فصاح السجّان : يا موسى إنَّ الخليفة يدعوك .

فقام موسى بن جعفر مذعوراً فزعاً وهو يقول : لا يدعوني في جوف هذه اللّيلة إلّا لشرّ يريد بي ، فقام باكياً حزيناً مغموماً آيساً من حياته فجاء إلى عند هارون وهو يرتعد فرائصه ، فقال : سلام على هارون ، فردَّ عليه ‌السلام ثمَّ قال له هارون : ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات ؟ فقال : نعم ، قال : وما هنَّ ؟ قال : جدَّدت طهوراً ، وصلّيتُ لله عزَّ وجلَّ أربع ركعات ، ورفعت طرفي إلى السّماء وقلت يا سيّدي خلّصني من يدي هارون وشرِّه ، وذكر له ما كان من دعائه .

فقال هارون : قد استجاب الله دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا ، ثمَّ دعا بخلع فخلع عليه ثلاثاً ، وحمله على فرسه ، وأكرمه وصيّره نديماً لنفسه ، ثمَّ قال : هات الكلمات حتّى اُثبتها ، ثمَّ دعا بدوات وقرطاس وكتب هذه الكلمات ، قال : فأطلق عنه وسلّمه إلى حاجبه ليسلّمه إلى الدار ، فصار موسى بن جعفر عليه‌السلام كريماً عند هارون وكان يدخل عليه في كلِّ خميس (١) .

٣ ـ أقول : قد أوردنا في احتجاج الحسن بن عليّ صلوات الله عليهما على

______________________

(١) أمالي الصدوق ص ٢٢٧ . وتراه في أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣٦ ، وهكذا في المناقب ج ٤ ص ٣٠٥ .

٢١١
 &

معاوية وأصحابه لعنهم الله أنّهم لمّا دعوه عليه‌السلام قال : « اللّهمَّ إنّي أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم ، وأستعين بك عليهم ، فاكفنيهم بما شئت ، وأنّى شئت من حولك وقوَّتك ، يا أرحم الرّاحمين » ثمَّ قال للرسول : هذا كلام الفرج (١) .

٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصّادق عليه‌السلام قال : قال عليُّ بن الحسين صلّى الله عليه : ما اُبالي إذا أنا قلت : هذه الكلمات لو اجتمع عليَّ الجنُّ والانس مع القضاء بالنصرة تقول : « بسم الله وبالله ولله ، وفي سبيل الله ، بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله ، وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللّهمَّ إنّي أسلمت نفسي إليك ، وفوَّضت أمري إليك ، ووجّهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، اللّهمَّ احفظني بحفظ الايمان من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ، فادفع عنّي بحولك وقوَّتك ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم » (٢) .

٥ ـ ن : الهمدانيّ ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن الحسين بن المدنيّ ، عن عبد الله بن الفضل ، عن أبيه قال : كنت أحجب الرشيد ، فأقبل عليَّ يوماً غضباناً وبيده سيف يقلبه ، فقال لي : يا فضل بقرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لئن لم تأتني بابن عمّي لاٰخذنَّ الّذي فيه عيناك ، فقلت : بمن أجيئك ؟ فقال : بهذا الحجازيّ ، قلت : وأيُّ الحجازيّين ؟ قال : موسى بن جعفر بن محمّد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب .

قال الفضل : : فخفت من الله عزَّ وجلَّ إن جئت به إليه ثمَّ فكّرت في النعمة فقلت له : أفعل ، فقال : ائتني بسوطين (٣) وهبنا زين (٤) وجلّادين ، قال : فأتيته بذلك ، ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام فأتيت إلى خربة فيها

______________________

(١) راجع ج ٤٤ ص ٧١ من تاريخه عليه السلام نقلا عن كتاب الاحتجاج : ١٣٧ .

(٢) قرب الاسناد ص ٣ .

(٣) بسواطين خ ، بشرطين خ .

(٤) كذا في الاصل ، وهكذا وقع في ج ٤٨ ص ٢١٥ من تاريخ الامام موسى بن جعفر عليه السلام ، وفي المصدر ، هسارين وفي هامش نسخة الكمباني هصارين ، والهصار : القصاف ، وفي هامش المصدر عن بعض النسخ : هبارين ، والهبار : البتاك القطاع ، فتحرر .

٢١٢
 &

كوخ (١) من جرائد النخل ، فاذا أنا بغلام أسود ، فقلت له : استأذن لي على مولاك يرحمك الله ، فقال لي : لج ليس له حاجب ولا بوّاب ، فولجت إليه فاذا أنا بغلام أسود بيده مقصّ يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه ، من كثرة سجوده .

فقلت له : السلام عليك يا ابن رسول الله أجب الرشيد ! فقال : ما للرَّشيد وما لي ؟ أما تشغله نعمته عنّي ؟ ثمَّ قام مسرعاً وهو يقول : لولا أنّي سمعت في خبر عن جدِّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّ طاعة السلطان للتقيّة واجبة إذا ما جئت فقلت له : استعدَّ للعقوبة يا با إبراهيم رحمك الله ، فقال عليه‌السلام : أليس معي من يملك الدُّنيا والاٰخرة ، ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله ، قال الفضل بن الربيع فرأيته وقد أدار يده يلوّح بها على رأسه ، ثلاث مرات .

فدخلت إلى الرشيد فإذا هو كأنّه امرأة ثكلى قائم حيران فلمّا رآني قال لي : يا فضل ! فقلت : لبّيك ، فقال : جئتني بابن عمّي ؟ قلت ، نعم ، قال : لا تكون أزعجته ، فقلت : لا ، قال : لا تكون أعلمته أنّي عليه غضبان فانّي قد هيّجت عليَّ نفسي ما لم اُرده ، ائذن له بالدُّخول ، فأذنت له ، فلمّا رآه وثب إليه قائماً وعانقه وقال له : مرحباً بابن عمّي وأخي ووارث نعمتي .

ثمَّ أجسله على فخذه ، وقال له : ما الّذي قطعك عن زيارتنا ؟ فقال : سعة ملكك وحبّك للدنيا فقال : ائتوني بحقّة الغالية فاُتي بها فغلّفه بيده (٢) ثمَّ أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان دنانير ، فقال موسى بن جعفر عليه‌السلام : والله لولا أنّي أرى من اُزوّجه بها من عزّاب بني أبي طالب ، لئلّا ينقطع نسله ابداً ما قبلتها ثمَّ تولّى عليه‌السلام وهو يقول : الحمد لله ربِّ العالمين .

فقال الفضل : يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ؟ فقال لي : يا فضل إنّك لمّا مضيت لتجيئني به ، رأيت أقواماً قد أحدقوا بداري ، بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون : إن آذى ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خسفنا به

______________________

(١) الكوخ : البيت من قصد بلا كوة .

(٢) يقال غلف لحيته بالغالية : ضمخها بها ، وعن ابن دريد أنها عامية ، والصواب غللها وغلاها تغلية .

٢١٣
 &

وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه .

فتبعتُه عليه‌السلام فقلت له : ما الّذي قلت حتّى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال : دعاء جدِّي عليِّ بن أبيطالب عليه‌السلام كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلّا هزمه ، ولا إلى فارس إلّا قهره ، وهو دعاء كفاية البلاء ، قلت : وما هو ؟ قال : قلت :

« اللّهم بك اُساورُ وبك اُحاول وبك اُحاورُ وبك أصول وبك أموت وبك أحيا أسلمت نفسي إليك ، وفوّضت أمري إليك لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم اللّهمَّ إنّك خلقتني ورزقتني وسترتني ، وعن العباد بلطف ما خوَّلتني أغنيتني ، إذا هويت رددتني ، وإذا عثرت قوَّيتني ، وإذا مرضت شفيتني ، وإذا دعوت أجبتني يا سيّدي ارض عنّي فقد أرضيتني » (١) .

٦ ـ ن : أحمد بن محمّد بن الصّقر وعليّ بن محمّد بن مهرويه معاً ، عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الفضل ، عن الرضا ، عن أبيه صلوات الله عليهما قال : أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ليقتله ، وطرح له سيفاً ونطعاً وقال : يا ربيع إذا أنا كلّمته ثمَّ ضربت باحدى يديَّ على الاُخرى فاضرب عنقه .

فلمّا دخل جعفر بن محمّد عليه‌السلام ونظر إليه من بعيد تحرَّك أبو جعفر على فراشه وقال : مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلّا رجاء أن نقضي دينك ، ونقضي ذمامك (٢) ثمَّ ساءله مساءلة لطيفة عن أهل بيته ، وقال : قد قضى الله حاجتك ودينك وأخرج جائزتك ، يا ربيع لا تمضينَّ ثالثة حتّى يرجع جعفر إلى أهله .

فلمّا خرج قال له الرَّبيع : يا با عبد الله رأيت السيف ؟ إنّما كان وضع لك والنطع ، فأيُّ شيء رأيتك تحرِّك به شفتيك ؟ قال جعفر بن محمّد عليه‌السلام : نعم يا ربيع لمّا رأيت الشرَّ في وجهه قلت : « حسبي الرَّبّ من المربوبين ، وحسبي الخالق من

______________________

(١) عيون اخبار الرضا عليه السلام ج ١ ص ٧٦ .

(٢) الذمام : الحق والحرمة ، وأصل الذمام : ما يذم الرجل على اضاعته ونقضه كالعهد وحق الجوار وغير ذلك .

٢١٤
 &

المخلوقين ، وحسبي الرّازق من المرزوقين ، وحسبي الله ربُّ العالمين ، حسبي من هو حسبي ، حسبي من لم يزل حسبي ، حسبي الله لا إله إلّا هو ، عليه توكّلت وهو العرش العظيم (١) .

٧ ـ ما : المفيد ، عن الجعابيّ ، عن ابن عقدة ، عن محمّد بن أحمد بن خاقان عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان عليُّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول : ما اُبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع عليَّ الانس والجنُّ : « بسم الله وبالله ، ومن الله ، وإلى الله ، وفي سبيل الله ، اللّهمَّ إليك أسلمت نفسي وإليك وجّهت وجهي ، وإليك فوَّضت أمري ، فاحفظني بحفظ الايمان من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، ومن تحتي ، وادفع عنّي بحولك وقوَّتك ، وإنّه لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم » (٢) .

٨ ـ ما : الفحّام ، عن المنصوريّ ، عن عمِّ أبيه ، عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عليهم‌السلام قال : جاء رجل إلى سيّدنا الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام فشكى إليه رجلاً يظلمه ، قال له : أين أنت عن دعوة المظلوم الّتي علّمها النبيُّ عليه السلام لأمير المؤمنين عليه‌السلام ما دعا بها مظلوم على ظالمه إلّا نصره الله تعالى عليه ، وكفاه إيّاه ، وهو :

« اللّهمَّ طمّه بالبلاء طمّاً ، وعمّه بالبلاء عمّاً ، وقمّه بالأذي قمّاً (٣) وارمه بيوم لا معاد له ، وساعة لا مردَّ لها ، وأبح حريمه ، وصلِّ على محمّد وأهل بيته عليه وعليهم‌ السّلام ، واكفني أمره ، وقني شرَّه ، واصرف عنّي كيده ، وأحرج قلبه ، وسدّ فاه عنّي ، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلّا همساً ، وعنت الوجوه للحيِّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلماً ، اخسؤوا فيها ولا تكلّمون ، صه صه

______________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٣٠٤ .

(٢) أمالي الطوسي ج ١ ص ٢١٢ .

(٣) يقال : طمه بالبلاء اذا غطاه وغمره ، والطامة : الداهية تغلب ما سواها لانها تطم كل شيء وتغطيه ، وقمه بالاذى : أي تتبعه بها بحيث كلما رآه ونظر اليه لم يتركه الا وقد آذاه .

٢١٥
 &

سبع مرّات (١) .

أقول : يناسب الباب الخبر الّذي أوردنا في باب الدُّعاء لشروع عمل في الأيّام المنحوسة (٢) وفي باب الاسم الأعظم (٣) .

٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى العرّاد ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن الحسن بن الفضل بن الربيع ، عن أبيه ، عن جدِّه الربيع قال : دعاني المنصور يوماً فقال : يا ربيع احضر جعفر بن محمّد ، والله لأقتلنّه فوجّهت إليه ، فمّا وافى قلت : يا ابن رسول الله إن كان لك وصيّة أو عهد تعهده فافعل ، فقال : استأذن لي عليه ، فدخلت إلى المنصور فأعلمته موضعه ، فقال : أدخله فلمّا وقعت عين جعفرعليه‌السلام على المنصور رأيته يحرِّك شفتيه بشيء لم أفهمه ومضى فلمّا سلّم على المنصور ، نهض إليه فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال له : ارفع حوائجك ، فأخرج رقاعاً لأقوام وسأل في آخرين ، فقضيت حوائجه ، فقال المنصور : ارفع حوائجك في نفسك ، فقال له جعفر : لا تدعُني حتّى أجيئك ، فقال له المنصور : ما لي إلى ذلك سبيل ، وأنت تزعم للناس ـ يا با عبد الله ـ أنّك تعلم الغيب .

فقال جعفر عليه‌السلام : من أخبرك بهذا ؟ فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين يديه ، فقال جعفر عليه‌السلام للشيخ : أنت سمعتني أقول هذا ؟ قال الشيخ : نعم ، قال جعفر عليه‌السلام للمنصور : أيحلف يا أمير المؤمنين ؟ فقال له المنصور : احلف ، فلمّا بدأ الشيخ في اليمين ، قال جعفر عليه‌السلام للمنصور : حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن أمير المؤمنين أنَّ العبد إذا حلف باليمين الّتي يبرّه الله عزَّ وجلَّ فيها وهو كاذب امتنع الله عزَّ وجلَّ من عقوبته عليها في عاجلته لما برّ الله عزَّ وجلَّ ، ولكنّي أنا أستحلفه ، فقال المنصور : ذلك لك .

فقال جعفر عليه‌السلام للشيخ : قل أبرأ إلى الله من حوله وقوَّته ، وألجاُ إلى حولي وقوَّتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول ، فتلكّأ الشيخ ، فرفع المنصور

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨١ ، وصه كلمة زجر بمعنى اسكت .

(٢) راجع ص ١ ـ ٣ من هذا المجلد .

(٣) راجع ج ٩٣ ص ٢٣٣ ـ ٢٣٥ .

٢١٦
 &

عموداً كان في يده فقال : والله لئن لم تحلف لأعلونّك بهذا العمود (١) فحلف الشيخ فما أتمَّ اليمين حتّى دلع لسانه كما يدلع الكلب ، ومات لوقته ، ونهض جعفر عليه‌السلام .

قال الربيع : فقال لي المنصور : ويلك اكتمها الناس لا يفتتنون ، قال الربيع : فحلّفت جعفراً عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله إنَّ منصورا كان قد همَّ بأمر عظيم فلمّا وقعت عينك عليه وعينه عليك ، زال ذلك ، فقال : يا ربيع إنّي رأيت البارحة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم ، فقال لي : يا جعفر خفته ؟ فقلت : نعم يا رسول الله ، فقال لي : إذا وقعت عينك عليه فقل :

« ببسم الله أستفتح ، وببسم الله أستنجح ، وبمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أتوجّه ، اللّهمَّ ذلّل لي صعوبة أمري ، وكلَّ صعوبة ، وسهّل لي حزونة أمري ، وكلَّ حزونة واكفني مؤنة أمري وكلَّ مؤنة » .

قال أبو المفضّل : حدَّثني إبراهيم بن عبد الصمد الهاشميّ بسرَّ من رأى باسناد عن أهله لا أحفظه ، فذكر هذا الحديث وذكر أنَّ المنصور قام إليه فاعتنقه فقال لي : المنصور خليفة ، ولا ينبغي للخليفة أن يقوم إلى أحد ، ولا إلى عمومته وما قام المنصور إلّا إلى أبي عبد الله عليه‌السلام (٢) .

١٠ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليِّ ، عن الحسن ابن جهم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن رجل سمع أبا الحسن عليه‌السلام يقول : من قدَّم قل هو الله أحد بينه وبين جبّار منعه الله منه ، يقرأها بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، فاذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شرَّه .

وقال : إذا خفت أمراً فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ، ثمَّ قل : اللّهمَّ اكشف عنّي البلاء ، ثلاث مرّات (٣) .

١١ ـ ص : بالاسناد إلى الصّدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن

______________________

(١) أي لاضربن علاوتك : أي رأسك .

(٢) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٧٦ ـ ٧٧ .

(٣) ثواب الاعمال ص ١١٦ .

٢١٧
 &

عيسى ، عن الوشّاء ، عن أبي جميلة ، عن محمّد بن مروان ، عن العبد الصّالح صلوات الله عليه قال : كان من قول موسى عليه‌السلام حين دخل على فرعون : « اللّهمَّ إنّي أدرء إليك (١) في نحره ، وأستجير بك من شرِّه ، وأستعين بك » فحوَّل الله ما كان في قلب فرعون من الأمن خوفاً .

١٢ ـ يج : روي أنَّ عبد الله بن أبي ليلى قال : كنت بالرَّبذة مع أبي الدوانيق وكان قد وجّه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، وكان يقول : عليَّ به سقا الله الأرض دمي إن لم اُسقها دمه ، عجّلوا عجّلوا ، قال : فلمّا دخل جعفر قال له : مرحباً مرحباً يا ابن رسول الله ، فما زال يرفعه حتّى أجلسه على وسادته ، ثمَّ دعا بالطعام وقضى حوائجه ، وأمره بالانصراف ، قلت له : أرأيت أن تعلّمني فقد رأيتك تحرِّك شفتيك إذا دخلت ؟ قال : قلت : « ما شاء الله ، لا يأتي بالخير إلّا الله ، ما شاء الله لا يصرف السُّوء إلّا الله ، ما شاء الله كلُّ نعمة من الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله » (٢) .

١٣ ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميريّ ، عن عبد الله بن أبي ليلى مثله وفيه « ما شاء الله ما شاء الله ، لا يأتي بالخير إلّا الله ، ما شاء الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلّا الله ، ما شاء الله ما شاء الله كلُّ نعمة فمن الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله » (٣) .

١٤ ـ يج : روي أنَّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلّي مقابل الحجر الأسود ، ويستقبل الكعبة ، ويستقبل بيت المقدس ، فلا يرى حتّى يفرغ من صلاته ، وكان يستتر بقوله : « وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا » وبقوله : « أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ » وبقوله : « وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا » وبقوله : « أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً » (٤) .

______________________

(١) أدرأ بك ظ وقصص الانبياء مخطوط .

(٢) لم نجده في مختار الخرائج والجرائح المطبوع .

(٣) كشف الغمة ج ٢ ص ٤٢٨ .

(٤) لم نجده في الخرائج المطبوع .

٢١٨
 &

١٥ ـ ضا : إذا فرغت من سلطان أو غيره فقل : « حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم ، أمتنع بحول الله وقوَّته من حولهم وقوَّتهم ، أمتنع بربِّ الفلق من شرِّ ما خلق ، وأقول ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله » .

وإذا دخلت على سلطان تخاف شرَّه ، فقل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك خير فلان وأعوذ بك من شرِّه ، وأسئلك بركته ، وأعوذ بك من فتنته ، اللّهمَّ اجعل حاجتي أوَّلها صلاحاً ، وأوسطها فلاحاً ، وآخرها نجاحاً .

١٦ ـ طب : الأشعث بن عبد الله ، بن محمّد بن عيسى ، عن أبي الحسن الرضا عليه ‌السّلام عن موسى بن جعفر قال : لمّا طلب أبو الدوانيق أبا عبد الله عليه‌السلام وهمَّ بقتله ، فأخذه صاحب المدينة ، ووجّه به إليه ، وكان أبو الدوانيق واستعجله واستبطأ قدومه ، حرصاً منه على قتله ، فلمّا مثل بين يديه ضحك في وجهه ثمَّ رحّب به وأجلسه عنده ، وقال : يا ابن رسول الله والله لقد وجّهت إليك وأنا عازم على قتلك ولقد نظرت فاُلقي إليَّ محبّة لك ، فو الله ما أجد أحداً من أهل بيتي أعزُّ منك ولا آثر عندي ، ولكن يا أبا عبد الله ما كلام يبلغني عنك ، تهجّننا فيه ، وتذكرنا بسوء .

فقال : يا أمير المؤمنين ما ذكرتك قطُّ بسوء ، فتبسّم أيضاً وقال : والله أنت أصدق عندي من جميع من سعى بك إليَّ ، هذا مجلسي بين يديك ، وخاتمي فانبسط ولا تخشني (١) في جليل أمرك وصغيره ، فلست أردُّك عن شيء ، ثمَّ أمره بالانصراف ، وحباه وأعطاه فأبى أن يقبل شيئاً وقال : يا أمير المؤمنين أنا في غناء وكفاية وخير كثير ، فاذا هممت ببرِّي فعليك بالمتخلّفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل .

قال : قد قبلت يا أبا عبد الله ، وقد أمرت بمائة ألف درهم ، ففرِّق بينهم ! فقال : وصلت الرحم يا أمير المؤمنين .

فلمّا خرج من عنده مشى بين يديه مشايخ قريش وشبّانهم ومن كلِّ

______________________

(١) لا تحتشمني خ ل .

٢١٩
 &

قبيلة ، ومعه عين أبي الدوانيق فقال له : يا ابن رسول الله لقد نظرت نظراً شافياً حين دخلت على أمير المؤمنين ، فما أنكرت منك شيئاً غير أنّي نظرت إلى شفتيك وقد حرَّكتهما بشيء فما كان ذلك ؟

قال : إنّي لما نظرت إليه قلت : « يا من لا يضام ولا يرام ، وبه يواصل الأرحام صلّ على محمّدٍ وآله ، واكفني شرَّه بحولك ، وقوَّتك » والله ما زدت على ما سمعت قال : فرجع العين إلى أبي الدوانيق فأخبره بقوله فقال : والله ما استتمَّ ما قال حتّى ذهب ما كان في صدري من غائلة وشرّ (١) .

١٧ ـ طب : عبد الله بن يحيى البزّاز ، عن عليِّ بن مسكين ، عن عبد الله بن الفضل النوفليّ ، عن أبيه ، عن الحسين بن عليّ قال : كلمات إذا قلتهنَّ ما اُبالي عمّن اجتمع عليَّ من الجنِّ والانس : « بسم الله ، وبالله ، وإلى الله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهمَّ اكفني بقوَّتك وحولك وقدرتك من شرِّ كلِّ مغتال وكيد الفجّار ، فانّي اُحبُّ الأبرار ، واُوالي الأخيار ، وصلّى الله على محمّد النبيِّ وآله وسلّم (٢) .

١٨ ـ طب : سعيد بن محمّد بن سعيد ، عن موسى بن عيسى الحنّاط ، عن محمّد ابن سعيد وهو والد سعيد بن محمّد الشعيريّ ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراده إنسان بسوء فأراد أن يحجز الله بينه وبينه ، فليقل حين يراه « أعوذ بحول الله وقوَّته ، من حول خلقه وقوَّتهم ، وأعوذ بربِّ الفلق من شرِّ ما خلق ، ثمَّ يقول ما قال الله عزَّ وجلَّ لنبيّه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله « فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ » إلّا صرف الله عنه كيد كلّ كائد ، ومكر كلِّ ماكر ، وحسد كلِّ حاسد ، ولا يقولنَّ هذه الكلمات إلّا في وجهه ، فانَّ الله يكفيه بحوله (٣) .

______________________

(١) طب الائمة ص ١١٦ .

(٢) طب الائمة ص ١١٦ .

(٣) طب الائمة ص ٢٢٢ .

٢٢٠