بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وقد فررت إليك من نفسي وإليك يفرُّ المسيء ، أنت مفزع المضيّع حظَّ نفسه .

فلك الحمد إلهي فكم من عدوّ انتضى عليَّ سيف عداوته (١) وشحذ لي ظُبة مُديته ، وأرهف لي شباحدِّه ، وداف لي قواتل سمومه ، وسدَّد نحوي صوائب سهامه ولم تنم عنّي عين حراسته ، وأظهر أن يسيمني المكروه ، ويجرِّعني ذعاف مرارته (٢) فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن الانتصار ممّن قصدني بمحاربته ، ووحدتي في كثير عدد من ناواني وأرصد لي البلاء فيما لم أعمل فيه فكري فابتدأتني بنصرتك ، وشددت أزري بقوَّتك ، ثمَّ فللت حدَّه وصيّرته من بعد جمعه وحده ، وأعليت كعبي ، وجعلت ما سدَّده مردوداً عليه ، فرددته لم يشف غليله ، ولم يبرد حرارة غيظه ، قد عضَّ على شواه ، وأدبر مولّياً قد أخلف سراياه .

وكم من باغ بغاني بمكائده ، ونصب لي أشراك مصائده ، ووكل بي تفقّد رعايته ، وأظبأ (٣) إليَّ إظباء السبع لمصائده ، وانتظار الانتهاز لفريسته ، فناديتك يا إلهي مستغيثاً بك ، واثقاً بسرعة إجابتك ، عالماً أنّه لن يضطَهَدَ من أوى إلى ظلِّ كنفك ، ولن يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك ، فحصّنتني من بأسه بقدرتك .

وكم من سحائب مكروه جلّيتها ، وغواشي كربات كشفتها ، لا تسئل عما تفعل وقد سئلت فأعطيت ، ولم تسأل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت ، أبيت إلّا إحساناً وأبيتُ إلّا تَقحُّم حرماتك ، وتعدِّي حدودك ، والغفلة عن وعيدك ، فلك الحمد إلهي من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، هذا مقام من اعترف لك بالتقصير

______________________

(١) يقال : انتضى سيفه : استله من غمده ، والشحذ كالتشحيذ : التحديد ، وبمعناه الارهاف ، والمدية : الشفرة ، والظبة كالشباحد السيف والسكين ونحوهما ، والدوف : خلط الدواء ومزجها ، والصوائب جمح الصائب وهو من السهام : الذي لا يخطئ في الاصابة .

(٢) يقال سامه خسفاً : اولاه اياه واراده عليه ، وفلاناً الامر : كلفه اياه واكثر ما يستعمل في العذاب والشر ، والذعاف : السم القاتل : يقتل من ساعته ، والفادح : الثقيل من البلاء .

(٣) اظبأ الصائد : استتر واختبا ليختل صيده .

١٨١
 &

وشهد على نفسه بالتضييع .

اللّهمَّ إنّي أتقرَّب إليك بالمحمديّة الرفيعة ، وأتوجّه إليك بالعلويّة البيضاء فأعذني من شرِّ ما خلقت ، وشرِّ من يريد بي سوءاً فانَّ ذلك لا يضيق عليك في وجدك ، ولا يتكأَّدك في قدرتك ، وأنت على كلِّ شيء قدير .

اللّهمَّ ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني ، وارحمني بترك تكلّف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي ، وألزم قلبي ، حفظ كتابك كما علّمتني ، واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنّي ، ونوِّر به بصري ، وأوعه سمعي واشرح به صدري ، وفرِّج به قلبي ، وأطلق به لساني ، واستعمل به بدني ، واجعل فيَّ من الحول والقوَّة ما يسهل ذلك عليَّ ، فانّه لا حول ولا قوَّة إلّا بك .

اللّهمَّ اجعل ليلي ونهاري ودنياي وآخرتي ، ومنقلبي ومثواي ، عافية منك ومعافاة وبركة منك ، اللّهمَّ أنت ربّي ومولاي وسيّدي وأملي وإلهي وغياثي وسندي وخالقي وناصري وثقتي ورجائي ، لك محياي ومماتي ، ولك سمعي وبصري وبيدك رزقي وإليك أمري ، في الدُّنيا والاٰخرة ، ملكتني بقدرتك ، وقدرت عليَّ بسلطانك ، لك القدرة في أمري ، وناصيتي بيدك لا يحول أحد دون رضاك ، برأفتك أرجو رحمتك ، وبرحمتك أرجو رضوانك ، لا أرجو ذلك بعملي ، فقد عجزت عن عملي ، فيكف أرجو ما قد عجز عنّي أشكو إليك فاقتي ، وضعف قوَّتي ، وإفراطي في أمري ، وكلُّ ذلك من عندي ، وما أنت أعلم به منّي ، فاكفني ذلك كلّه .

اللّهمَّ اجعلني من رفقاء محمّد حبيبك ، وإبراهيم خليلك ، ويوم الفزع الأكبر من الاٰمنين ، فآمنّي ، وبيسارك فيسّرني ، وباظلالك فأظلّني ، ومفازة من النار فنجّني ، ولا تسمني السوء ، ولا تحزني ، ومن الدُّنيا فسلّمني ، وحجّتي يوم القيامة فلقّني ، وبذكرك فذكّرني ، ولليسرى فيسّرني ، وللعسرى فجنّبني ، والصلاة والزكاة ما دمت حيّاً فألهمني ، ولعبادتك فوفّقني ، وفي الفقه ومرضاتك فاستعملني ومن فضلك فارزقني ، ويوم القيامة فبيّض وجهي ، وحساباً يسيراً فحاسبني ، وبقبيح

١٨٢
 &

عملي فلا تفضحني ، وبُهداك فاهدني ، وبالقول الثابت في الحياة الدُّنيا وفي الاٰخرة فثبّتني .

وما أحببت فحبّبه إليَّ ، وما كرهت فبغّضه إليَّ ، وما أهمّني من الدُّنيا والاٰخرة فاكفني ، وفي صلاتي وصيامي ودعائي ونسكي ودنياي وآخرتي فبارك لي والمقام المحمود فابعثني ، وسلطاناً نصيراً فاجعل لي ، وظلمي وجهلي وإسرافي في أمري فتجاوز عنّي ، ومن فتنة المحيا والممات فخلّصني ، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فنجّني ، ومن أوليائك يوم القيامة فاجعلني ، وأدم صالح الّذي آتيتني ، وبالحلال عن الحرام فأغنني ، وبالطيّب عن الخبيث فاكفني .

أقبل بوجهك الكريم إليَّ ولا تصرفه عنّي ، وإلى صراط المستقيم فاهدني ، ولما تحبُّ وترضى فوفّقني .

اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من الرياء والسمعة ، والكبرياء والتعظّم والخيلاء والفخر والبذخ (١) والأشر والبطر والاعجاب بنفسي ، والجبريّة ، ربِّ وأعوذ بك من الفجر والبخل والشحِّ والحسد والحرص والمنافسة والغشّ وأعوذ بك من الطمع والطبَع (٢) والهلع والجزع والزَّيغ والقمع وأعوذ بك من البغي والظلم والاعتداء والفساد والفجور والفسوق وأعوذ بك من الخيانة والعدوان والطغيان .

ربِّ وأعوذ بك من المعصية والقطيعة والسيّئة والفواحش والذُّنوب ، وأعوذ بك من الاثم والمأثم والحرام [ و ] المحرَّم ، والخبث وكلّ ما لا تحبُّ .

ربِّ وأعوذ بك من الشيطان ومكره وبغيه وظلمه وعدوانه وشركه وزبانيته وجنده وأعوذ بك من شرِّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وأعوذ بك من شرِّ ما خلقت من دابّةٍ وهامّةٍ أو جنّ أو إنس ممّا يتحرَّك ، وأعوذ بك من شرِّ ما ينزل من السّماء وما يعرج فيها ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ، وأعوذ بك من

______________________

(١) البذخ : التكبر ، وهو من المجاز ، أصله بمعنى الطول والرفعة .

(٢) الطبع : الدنس والدناءة ، وفى الحديث أعوذ من طمع يهدى إلى طبع . والهلع : الحرص ، والجزع : عدم التصبر ، والزيغ ، الميل والاعوجاج ، والقمع : الذلة والتحير .

١٨٣
 &

شرِّ كلِّ كاهن وساحر وزاكن (١) ونافث وراق (٢) وأعوذ بك من شرِّ كلِّ حاسد وطاغ وباغ ونافس وظالم ومعاند وجائر ، وأعوذ بك من العمى والصمم والبكم والبرص والجذام والشكّ والريب ، وأعوذ بك من الكسل والفشل والعجز والتفريط والعجلة والتضييع والابطاء ، وأعوذ بك من شرِّ ما خلقت في السّموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .

وأعوذ بك من القلّة والذلّة ، وأعوذ بك من الضيق والشدَّة والقيد والحبس والوثاق والسجون والبلاء وكلِّ مصيبة لا صبر لي عليها آمين ربَّ العالمين .

اللّهمَّ أعطنا كلَّ الّذي سألناك ، وزدنا من فضلك على قدر جلالك وعظمتك بحقِّ لا إله إلّا أنت العزيز الحكيم (٣) .

جا : أحمد بن الوليد مثله (٥) .

٢ ـ لي : العطّار ، عن سعد ، عن ابن عبد الجبّار ، عن ابن البطائني ، عن أبيه عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما كان دعاء يوسف عليه‌السلام في الجبِّ فانّا قد اختلفنا فيه ؟ فقال : إنَّ يوسف عليه‌السلام لمّا صار في الجبِّ وأيس من الحياة ، قال : « اللّهمَّ إن كانت الخطايا والذُّنوب قد أخلقت وجهي عندك ، فلن ترفع لي إليك صوتاً ، ولن تستجيب لي دعوة ، فانّي أسئلك بحقِّ الشيخ يعقوب ، فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه ، فقد علمت رقّته عليَّ وشوقي إليه » .

قال : ثمَّ بكى أبو عبد الله الصّادق عليه‌السلام ثمَّ قال : وأنا أقول : اللّهمَّ إن كانت الخطايا والذُّنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتاً فانّي أسئلك بك فليس كمثلك شيء ، وأتوجّه إليك بمحمّد نبيّك نبيِّ الرحمة ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله. قال : ثمَّ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قولوا : هذا وأكثروا منه ، فانّي كثيراً مّا

______________________

(١) الزاكن : المتفرس الفطن الذي يطلع على الاسرار فيؤذى الناس .

(٢) الراقي : النفاث في العقد .

(٣) أمالي الطوسي ج ١ ص ١٤ ـ ١٥ .

(٤) مجالس المفيد : ١٤٩ ـ ١٥٢ .

١٨٤
 &

أقوله عند الكرب العظام (١) .

٣ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمّن سمع أبا سيّار يقول : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : جاء جبرئيل عليه‌السلام إلى يوسف عليه ‌السّلام وهو في السجن فقال : قل في دبر كلِّ صلاة مفروضة : « اللّهمَّ اجعل لي [ من أمري ] فرجاً ومخرجاً ، وارزقني من حيث أحتسب ، ومن حيث لا أحتسب » ثلاث مرّات (٢) .

٤ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لمّا طرحوا يوسف في الجبِّ قال : يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، ارحم ضعفي ، وقلّة حيلتي وصغري (٣) .

٥ ـ فس : الحسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن عمرو ، عن شعيب العقرقوفيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا أذن ليوسف عليه‌السلام في دعاء الفرج ، وضع خدَّه على الأرض ثمَّ قال : « اللّهمَّ إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ، فانّي أتوجّه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب » ففرَّج الله عنه ، قلت : جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدُّعاء ؟ فقال : ادع بمثله ، اللّهمَّ إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيِّ الرّحمة صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم‌السلام (٤) .

٦ ـ فس : قال : لمّا ولّى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب رفع يعقوب يده إلى السّماء فقال : « يا حسن الصحبة ، يا كريم المعونة ، يا خير إله ائتني بروح منك وفرج من عندك » فهبط عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال له : يا يعقوب ألا اُعلّمك دعوات يردُّ الله عليك بصرك ، وابنيك ؟ قال : نعم . قال : قل : « يا من لا يعلم أحد كيف هو

______________________

(١) أمالي الصدوق ص ٢٤٣ .

(٢) أمالي الصدوق ص ٢٤٤ .

(٣) تفسير القمي ص ٣١٧ .

(٤) تفسير القمي ص ٣٢٢ وتراه في تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٨ .

١٨٥
 &

إلّا هو ، يا من سدَّ السّماء بالهواء ، وكبس الأرض على الماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، ائتني بروح منك ، وفرج من عندك » قال : فما انفجر عمود الصبح حتّى اُتي بالقميص فطرح عليه ، وردَّ الله عليه بصره وولده (١) .

شى : عن مقرِّن ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله وفيه : « يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلّا هو » (٢) .

٧ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبي سيّار عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا طرح إخوة يوسف يوسف في الجبِّ ، دخل عليه جبرئيل وهو في الجبّ فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبِّ ؟ قال له يوسف : إخوتي ، لمنزلتي من أبي حسدوني ، ولذلك في الجبّ طرحوني ، قال : فتحبُّ أن تخرج منها ؟ فقال له يوسف : ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال : فانّ إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب يقول لك : قل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك فانَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت الحنّان المنّان ، بديع السّموات والأرض ذو الجلال والاكرام ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب » فدعا ربّه فجعل الله له من الجبِّ فرجاً ومن كيد المرأة مخرجاً ، وآتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب (٣) .

٨ ـ فس : قال جبرئيل عليه‌السلام ليوسف عليه‌السلام : قل : « أسئلك بمنّك العظيم وإحسانك القديم ، ولطفك العميم ، يا رحمن يا رحيم » فقالها : فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيها (٤) .

أقول : قد مضى بعض الأخبار في باب الحولقة (٥) .

٩ ـ جا (٦) ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن

______________________

(١) تفسير القمي ص ٣٢٩ .

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٩٥ .

(٣ ـ ٤) تفسير القمي ص ٣٣٠ .

(٥) راجع ج ٩٣ ص ٢٧٤ .

(٦) مجالس المفيد ص ١٦٨ .

١٨٦
 &

ابن عيسى ، عن الريّان قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يدعو بكلمات فحفظتها عنه ، فما دعوت بها في شدَّة إلّا فرَّج الله عنّي وهي « اللّهمَّ أنت ثقتي في كلِّ كرب ، وأنت رجائي في كلِّ شدَّة ، وأنت لي في كلِّ أمر نزل بي ثقة وعدَّة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقلُّ فيه الحيلة ، وتعيى فيه الاُمور ، ويخذل فيه البعيد والقريب والصديق ، ويشمت فيه العدوُّ وأنزلته بك وشكوته إليك ، راغباً إليك فيه عمّن سواك ، ففرَّجته ، وكشفته وكفيتنيه ، فأنت وليُّ كلِّ نعمة ، وصاحب كلِّ حاجة ومنتهى كلِّ رغبة ، فلك الحمد كثيراً ، ولك المنُّ فاضلاً ، بنعمتك تتمُّ الصّالحات يا معروفاً بالمعروف معروف ويا من هو بالمعروف موصوف ، أنلني من معروفك معروفاً تغنيني به عن معروف ، من سواك ، برحمتك يا أرحم الرّاحمين (١) .

١٠ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن دعاء يوسف عليه‌السلام ما كان ؟ فقال : إنَّ دعاء يوسف عليه‌السلام كان كثيراً لكنّه لما اشتدَّ عليه الحبس خرَّ الله ساجداً وقال : « اللّهمَّ إن كانت الذُّنوب قد أخلقت وجهي عندك ، فلن ترفع لي إليك صوتاً ، فأنا أتوجّه إليك بوجه الشيخ يعقوب » قال : ثمَّ بكيَ أبو عبد الله عليه‌السلام وقال : صلّى الله على يعقوب : وعلى يوسف وأنا أقول : اللّهمَّ بالله وبرسوله عليه‌السلام (٢) .

أقول : قد مضى بعض الأخبار في باب الأدعية لقضاء الحوائج .

١١ ـ ما : الفحّام ، عن محمّد بن عيسى بن هارون ، عن إبراهيم بن عبد الصمد ، عن أبيه ، عن جدِّه قال : قال سيّدنا الصادق عليه‌السلام : من اهتمَّ لرزقه كتب عليه خطيئة إنَّ دانيال كان في زمن ملك جبّار عات أخذه فطرحه في جبّ وطرح معه السّباع فلم تدنو منه ولم يخرجه ، فأوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه أن ائت دانيال بطعام ، قال : يا ربِّ وأين دانيال ؟ قال : تخرج من القرية ، فيستقبلك ضبع فاتّبعه فانّه يدلّك إليه

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٣ ـ ٣٤ .

(٢) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨ .

١٨٧
 &

فأتت به الضبع إلى ذلك الجبِّ فاذا فيه دانيال ، فأدلى إليه الطعام ، فقال دانيال :

« الحمد لله الّذي لا ينسى من ذكره ، والحمد لله الّذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الّذي من توكّل عليه كفاه ، الحمد لله الّذي من وثق به لم يكله إلى غيره الحمد لله الّذي يجزي بالاحسان إحساناً ، وبالصبر نجاة » ثمَّ قال الصادق عليه‌السلام : إنَّ الله أبى إلّا أن يجعل أرزاق المتّقين من حيث لا يحتسبون ، وأن لا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين (١) .

ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن القاشانيّ ، عن الاصبهانيّ عن المنقريّ ، عن حفص ، عنه عليه‌السلام مثله.

١٢ ـ فس : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبيّ ، عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في خبر طويل ذكر فيه قصّة بخت نّصر ، ودانيال ، قال : كان دعاؤه عليه‌السلام : الحمد لله الّذي لا ينسى ـ إلى قوله : بالاحسان إحساناً ، وزاد فيه : الحمد لله الّذي يجزي بالصبر نجاة ، والحمد لله الّذي يكشف ضرَّنا عند كربتنا ، والحمد لله الّذي هو ثقتنا حين ينقطع الحيل منّا ، والحمد لله الّذي هو رجاؤنا حين ساء ظنّنا بأعمالنا (٢) .

أقول : تمامه في كتاب النبوّات (٣) .

١٣ ـ ثو : أبي ، عن محمّد العطّار ، عن الأشعريّ ، عن محمّد بن حسان ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائنيّ ، عن صندل ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : من أصابه مرض أو شدَّة فلم يقرأ في مرضه أو في تلك الشدَّة الّتي نزلت به قل هو الله أحد ، فهو من أهل النار (٤) .

١٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٠٦ .

(٣) تفسير القمي ص ٧٩ .

(٣) راجع ج ١٤ ص ٣٥٦ .

(٤) ثواب الاعمال ص ١١٥ .

١٨٨
 &

ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : أخبرني أبي عن جدِّي ، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عليه‌السلام قال : لمّا أخذ نمرود إبراهيم عليه‌السلام ليلقيه في النّار ، قلت : يا ربِّ عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره ، قال الله تعالى : هو عبدي آخذه إذا شئت ، ولمّا اُلقي إبراهيم عليه‌السلام في النار تلقّاه جبرئيل عليه‌السلام في الهواء ، وهو يهوي إلى النار ، فقال : يا إبراهيم لك حاجة ؟ فقال : أمّا إليك فلا ، وقال : يا الله يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد نجّني من النار برحمتك ، فأوحى الله تعالى إلى النّار « كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ » .

١٥ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمّه ، عن البرقيّ ، عن البزنطيّ ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان دعاء إبراهيم عليه‌السلام يومئذ : يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، ثمَّ توكّلت على الله . فقال : كفيت .

١٦ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق باسناده إلى ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبي سيّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف عليه‌السلام في الجبِّ ، نزل عليه جبرئيل فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبِّ ؟ فقال : إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني ، قال : أتحبُّ أن تخرج من هذا الجبِّ ؟ قال : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قال : فانَّ الله يقول لك : قل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك بأنَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت ، بديع السّموات والأرض ، يا ذا الجلال والاكرام ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل من أمري فرجاً ومخرجاً ، وترزقني من حيث أحتسب ، ومن حيث لا أحتسب .

أقول : قد أوردنا بعض الأخبار في باب الكلمات الأربع .

١٧ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن حمزة العلويّ ، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن يوشع ، عن عليّ بن محمّد الجريريّ ، عن حمزة بن يزيد عن عمر ، عن جعفر ، عن آبائه ، عن النبيِّ صلّى الله عليه وعليهم قال : لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه‌السلام ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل عليه‌السلام فغشّاه بجناحه ، وطمح

١٨٩
 &

عيسى ببصره فاذا هو بكتاب في جناح جبرئيل « اللّهمَّ إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزِّ وأدعوك اللهمَّ باسمك الصمد وأدعوك اللّهمَّ باسمك العظيم الوتر ، وأدعوك اللهمَّ باسمك الكبير المتعال الّذي ثبّت أركانك كلّها ، أن تكشف عنّي ما أصبحت وأمسيت فيه فلمّا دعا به عيسى عليه‌السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل : ارفعه إلي عندي .

ثمَّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بني عبد المطلّب سلوا ربّكم بهؤلاء الكلمات فو الّذي نفسي بيده ، ما دعا بهنَّ عبد باخلاص ونيّة إلّا اهتزَّ له العرش ، وإلّا قال الله لملائكته اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنَّ ، وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ثمَّ قال لأصحابه سلوا بها ولا تستبطؤا الاجابة .

١٨ ـ ص : الصدوق ، عن أبي حامد ، عن ابن سعدان ، عن أبي الخير بن بندار ابن يعقوب ، عن جعفر بن درستويه ، عن اليمان بن سعيد ، عن يحيى بن عبد الله ، عن عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن الزهريّ ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر قال : كنّا جلوساً عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل أعرابيٌّ على ناقة حمراء فسلّم ثمَّ قعد فقال بعضهم : إنَّ الناقة الّتي تحت الأعرابيّ سرقها ، قال : أقم بيّنة فقالت الناقة الّتي تحت الأعرابيّ : والّذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إنَّ هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه .

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أعرابيُّ ما الّذي قلت حتّى أنطقها الله بعذرك ؟ قال : قلت : اللّهمَّ إنّك لست باله استحدثناك ، ولا معك إله أعانك على خلقنا ، ولا معك ربٌّ فيشركك في ربوبيّتك ، أنت ربّنا كما تقول ، وفوق ما يقول القائلون أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تبرأني ببراءتي ، فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : والّذي بعثني بالكرامة يا أعرابيُّ لقد رأيت الملائكة يكتبون مقالتك ، ألا ومن نزل به مثل ما نزل بك ، فليقل مثل مقالتك ، وليكثر الصلاة عليَّ .

١٩ ـ ضا : وإذا حزنك أمر فقل سبع مرّات « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، فان كفيت وإلّا أتممت سبعين مرَّة ، وإذا

١٩٠
 &

ابتليت ببلوى أو أصابتك محنة أو خفت أمراً أو أصابك غمٌّ فاستعن ببعض إخوانك ، و ادع بهذا الدُّعاء ، ويؤمّن الأخ عليه ، فانّه نروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه دعا وأمّن عليه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في المهمّات ، وقال : ما دعا بهذا الدُّعاء أحد قطُّ ثلاث مرّات إلّا اُعطي ما سأل ، إلّا أن يسأل ماثماً أو قطيعة رحم ، وهو أن يقول : « يا حيُّ يا قيّوم ، يا حيُّ لا يموت ، يا حيُّ لا إله إلّا أنت ، أسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت المنّان ، بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والاكرام » .

وإذا كنت مجهوداً فاسجد ثمَّ اجعل خدَّك الأيمن على الأرض ، ثمَّ خدَّك الأيسر ، وقل في كلِّ واحد « يا مذلَّ كلِّ جبّار عنيد ، يا معزَّ كلِّ ذليل ، قد وحقّك بلغ مجهودي ، فصلِّ على محمّد وآل محمّد ، وفرِّج عنّي » .

وإذا كرهت أمراً فقل : « حسبي الله ونعم الوكيل » .

٢٠ ـ يج : ذكر الرضيُّ (١) في كتاب خصائص الائمة باسناده ، عن ابن عباس قال : كان رجل على عهد عمر وله إبل بناحية أذربيجان ، قد استصعبت عليه فشكا إليه ما ناله ، وأنَّ معاشه كان منها ، فقال له : اذهب فاستغث بالله تعالى فقال الرجل : ما زلت أدعو الله وأتوسّل إليه ، وكلّما قربت منها حملت عليَّ ، فكتب له عمر رقعة فيها : من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجنّ والشياطين أن يذلّلوا هذه المواشي له . فأخذ الرجل الرقعة ومضى .

فقال عبد الله بن عبّاس : فاغتممت شديداً فلقيت عليّاً فأخبرته بما كان ، فقال عليه‌ السلام : والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، ليعودنَّ بالخيبة ، فهدأ ما بي وطالت عليَّ شقّتي ، وجعلت أرقب كلَّ من جاء من أهل الجبال ، فاذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجّة تكاد اليد تدخل فيها .

فلمّا رأيته بادرت إليه فقلت : ما وراك ؟ فقال : إنّي صرت إلى الموضع ورميت بالرقعة ، فحمل عليَّ عداد منها فهالني أمرها ، ولم يكن لي قوَّة ، فجلست فرمحتني أحدها في وجهي فقلت : « اللّهمَّ اكفنيها » وكلّها تشدُّ عليَّ وتريد قتلي

______________________

(١) في المصدر : ومنها ما ذكر المرتضى في خصائص الائمة الخ .

١٩١
 &

فانصرفت عنّى فسقطت فجاء أخي فحملني ، ولست أعقل ، فلم أزل أتعالج حتّى صلحت ، وهذا الأثر في وجهي فقلت له : صر إلى عمر وأعلمه ، فصار إليه وعنده نفر فأخبره بما كان فزبره فقال له : كذبت لم تذهب بكتابي ، فحلف الرجل لقد فعل فأخرجه عنه .

قال ابن عبّاس : فمضيت به إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فتبسّم ثمَّ قال : ألم أقل لك ، ثمَّ أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت إلى الموضع الذي هي فيه ، فقل : اللّهمَّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيِّ الرحمة ، وأهل بيته الّذين اخترتهم على علم على العالمين ، اللّهمَّ ذلّل لي صعوبتها ، واكفني شرَّها ، فإنّك الكافي المعافي ، والغالب القاهر » قال : فانصرف الرجل راجعاً فلمّا كان من قابل قدم الرجل معه جملة من المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين ، وصار إليه وأنا معه .

فقال عليه‌السلام : تخبّرني أو اُخبّرك ؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين بل تخبّرني قال : كأنّي بك وقد صرت إليها ، فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة ، فأخذت بنواصيها ، واحدة واحدة ، فقال الرَّجل : صدقت يا أمير المؤمنين كأنّك كنت معي هكذا كان ، فتفضّل بقبول ما جئتك به ، فقال : امض راشداً بارك الله لك ، وبلغ الخبر عمر ، فغمّه ذلك وانصرف الرجل وكان يحجُّ كلَّ سنة ، وقد أنمى الله ماله .

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كلُّ من استصعب عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدُّعاء ، فانّه يكفي مما يخاف إن شاء الله (١) .

٢١ ـ شى : عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : الكلمات الّتي تلقّاهنَّ آدم عليه‌السلام من ربّه فتاب عليه وهدى ، قال : « سبحانك اللّهمَّ وبحمدك إنّي عملتُ سوءً وظلمتُ نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرَّحيم ، اللّهمَّ إنّه لا إله إلّا أنت ، سبحانك وبحمدك ، إنّي عملتُ سوء وظلمتُ نفسي فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين ، اللّهمَّ إنّه لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي عملتُ سوءً

______________________

(١) مختار الخرائج والجرائح : ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، وذكر القصة في المناقب ج ٢ ص ٣١٠ ـ ٣١١ ، عن ابى العزيز كادش العكبري .

١٩٢
 &

وظلمتُ نفسي فاغفرلي إنّك أنت الغفور الرَّحيم (١) .

٢٢ ـ سر : محمّد بن عليِّ بن محبوب ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن عليّ ابن فضّال ، عن أبي اسحاق ثعلبة ، عن عبد الله بن هلال قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنَّ حالنا قد تغيّرت ، قال : فادع في صلاتك الفريضة ، قلت : أيجوز في الفريضة فاُسمّي حاجتي للدِّين والدُّنيا ؟ قال : نعم ، فانَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم ، وفعله عليٌّ عليه‌السلام من بعده (٢) .

٢٣ ـ شى : عن إسحاق بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : إنَّ الله بعث إلى يوسف عليه‌السلام وهو في السجن : يا ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطّائين ؟ قال : جرمي قال : فاعترف بجرمه واُخرج ، فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله ، فقال له : ادع بهذا الدُّعاء : يا كبير كلِّ كبير ، يا من لا شريك له ولا وزير ، يا خالق الشمس والقمر المنير ، يا عصمة المضطرّ الضرير ، يا قاصم كلِّ جبّار عنيد ، يا مغني البائس الفقير ، يا جابر العظم الكسير ، يا مطلق المكبَّل الأسير ، أسألك بحقِّ محمّد وآل محمّد أن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ، وترزقني من حيث أحتسب ، ومن حيث لا أحتسب .

قال : فلمّا أصبح دعا به الملك فخلّى سبيله ، وذلك قوله : « وقد أحسن بي إذا أخرجني من السجن » (٣) .

٢٤ ـ مكا : قال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : من دعا بهذا الدُّعاء : « اللّهمَّ إنّي عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكلِّ اسم هو لك سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجَلاء حُزني ، وَذهابَ همّي » أذهب الله همّه ، وأبدله مكان حزنه

______________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٤١ والاية في يوسف : ١٠٠ .

(٢) السرائر ص ٤٧٦ .

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٩٨ .

١٩٣
 &

فرحاً (١) .

وروي عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليّ عليه‌السلام : إذا وقعت في ورطة فقل : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، اللّهمّ إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين » فانَّ الله سبحانه يدفع بها البلاء (٢) .

٢٥ ـ تم : باسنادي إلى جدِّي أبي جعفر الطوسيّ من كتاب الربيع بن محمّد المسليّ باسناده إلى ابن خارجة زيادة في دعاء يوسف عليه‌السلام ، فقال : شكوت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام تغيّر حالي ، فقال لي : فأين أنت عن دعاء يوسف ؟ فقلت : وما دعاء يوسف ؟ فقال : كان يقول : « سكن جسمي من البلوى ، وسبقني لساني بالخطيئة ، فان يكن وجهي خلق عندك ، وحجبت الذُّنوب صوتي عنك ، فانّي أتوجّه إليك بوجه الشيخ يعقوب » قال : قلت : فانَّ يوسف يقول : بوجه الشيخ يعقوب ، فما أقول أنا ؟ قال : تقول : بوجه محمّد صلّى الله عليه وعلى أهل بيته .

أقول : وقد رويت في لفظ دعاء يوسف عليه‌السلام في الحبس غير ذلك ، وأمّا قوله في الدُّعاء : « سكن جسمي من البلوى » فلعلّها « شكى جسمي من البلوى » لكنّني وجدت اللّفظ كما نقلته (٣) .

٢٦ ـ نوادر الراوندي : باسناده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تظاهرت نعم الله عليه ، فليكثر الشكر ، ومن اُلهم الشكر لم يحرم المزيد ، ومن كثر همومه فليكثر من الاستغفار ، ومن ألحَّ عليه الفقر فليكثر من قول : لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم .

٢٧ ـ نقل من خط ا لشهيد رحمه الله عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عبد يخاف زوال نعمة أو فجاءة نقمة أو تغيّر عافية ويقول : « يا حَيُّ يا قَيُّوم يا واحد يا مجيد يا بَرُّ يا كريم يا رحيم يا غنيُّ تمّم عَلَينا نعمتك ، وهب لنا (٤) كرامتك وألبسنا عافيتك » إلّا أعطاه الله تعالى خير الدُّنيا والاٰخرة .

______________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٠٤ .

(٢) مكارم الاخلاق ص ٤٠٦ .

(٣) فلاح السائل ص ١٩٤ .

(٤) هنئنا خ ل .

١٩٤
 &

٢٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن عبد الله بن محمّد عبد العزيز ، عن محمّد بن عبّاد المكّي ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن محمّد بن عجلان ، عن محمّد بن كعب عن عبد الله بن شدّاد ، عن عبد الله بن جعفر قال : لقّنني عليُّ بن أبي طالب كلمات الفرج وأخبرني أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لقّنهنَّ إيّاه وأمره إذا نزل به كرب أو شدَّة أن يقولهنَّ : « لا إله إلّا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العليُّ العظيم ، سبحان الله وتبارك الله ، ربُّ السّموات السّبع ، وربُّ العرش العظيم ، والحمد لله ربِّ العالمين » (١) .

٢٩ ـ دعوات الراوندي : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أصابه همٌّ أو كرب أو بلاء أو حزن ، فليقل : « الله الله ربّي لا اُشرك به شيئاً ، توكّلت على الحيِّ الّذي لا يموت » .

ومن دعاء الفرج « يا من يكفي من كلِّ شيء ، ولا يكفي منه شيء ، اكفني ما أهمّني » .

وعن الصّادق عليه‌السلام أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا وقعت في ورطة فقل : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله » فانَّ الله يصرف بها ما يشاء من أنواع البلاء .

وفي رواية أحمد : يكرِّرها سبع مرّات ، فان انكشف ذلك البلاء وإلّا يتمّها سبعين مرَّة ، وقال : اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة ، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية .

وعن أبي جعفر عليه‌السلام أنَّ يعقوب عليه‌السلام كان اشتدَّ به الحزن ، ورفع يده إلى السّماء وقال : « يا حسن الصحبة ، يا كثير المعونة ، يا خيراً كلّه ائتني بروح منك وفرج من عندك » فهبط جبرئيل عليه‌السلام قال : يا يعقوب ألا اُعلّمك دعوات يردُّ الله عليها بها بصرك وولديك ؟ قال : نعم ، قال : قل يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلّا هو ، يا من سدَّ الهواء بالسّماء وكبس الأرض على الماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، ائتني بروح منك وفرج من عندك » قال : فما انفجر عمود الصبح حتّى اُتي بالقميص يطرح عليه ، وردَّ الله عليه بصره وولده .

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٣٥ .

١٩٥
 &

وعن زين العابدين عليه‌السلام قال : ضمَّني والدي عليه‌السلام إلى صدره يوم قتل والدِّماء تغلى وهو يقول : يا بنيّ احفظ عنّي دعاء علّمتنيه فاطمة عليها‌السلام ، وعلّمها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلّمه جبرئيل عليه‌السلام في الحاجة والمهمّ والغمّ والنازلة إذا نزلت والأمر العظيم الفادح ، قال ادع : « بحقِّ يس والقرآن الحكيم ، وبحقِّ طه والقرآن العظيم ، يا من يقدر على حوائج السائلين ، يا من يعلم ما في الضمير يا منفّس عن المكروبين ، يا مفرِّج عن المغمومين ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق الطفل الصغير ، يا من لا يحتاج إلى التفسير ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وافعل بي كذا وكذا .

وقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال لي جبرئيل : ألا اُعلّمك الكلمات الّتي قالهنَّ موسى عليه‌السلام حين انفلق له البحر ؟ قال : قلت : بلى ، قال : قل : « اللّهمَّ لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث ، وأنت المستعان ، ولا حول ولاقوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم » .

٣٠ ـ البلد الامين : ذكر صاحب كتاب دفع الهموم والأحزان وقمع الغموم يقول المحبوس ثلاثا : « أسأل الله العفو والعافية ، والمعافاة في الدُّنيا والاٰخرة » .

وقال نوبة العنبريُّ : أكرهني السّلطان على القتال فأبيت فحبسني حتّى لم يبق في رأسي شعرة ، فأتاني آت في منامي عليه ثياب بيض ، وقال : يا نوبة ، قد أطالوا حبسك ، قلت : نعم ، قال : قل : « أسأل الله العفو والعافية ، والمعافاة في الدُّنيا والاٰخرة » فاستيقظت فكتبت ما قاله ، ثمَّ توضّأت وصلّيت ما شاء الله ، وقلت ذلك حتّى صلّيت صلاة الصبح ، فجاء حرسي ، وقال : أين نوبة ؟ فقلت : نعم ، فحملني وأدخلني عليه ، وأنا أتكلّم بهنَّ ، فلمّا رآني أمر باطلاقي ، قال نوبة : فعلّمته رجلا في البصرة قال : لم أقلهنَّ في عذاب إلّا خلّي عنّي ، وعذّبت يوما ولم أذكرهنَّ حتّى جلدت مائة سوط فذكرتهنَّ حينئذ فدعوت بهنَّ فخلّي عنّي (١) .

٣١ ـ من كتاب الروضة : بحذف الاسناد عن الربيع صاحب المنصور قال : لمّا استويت الخلافة له ، قال : يا ربيع ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتيني به ، ثمَّ قال

______________________

(١) راجع البلد الامين ص ٥٢٣ .

١٩٦
 &

بعد ساعة : ألم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمّد ؟ فو الله لتأتينّي به ، وإلّا قتلتك فلم أجد بدّاً فذهبت إليه فقلت : يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين ، فقام معي فلمّا دنونا من الباب رأيته يحرِّك شفتيه ، ثمَّ دخل فسلّم عليه ، فلم يردَّ عليه فوقف فلم يجسله ثمَّ رفع إليه رأسه فقال : يا جعفر أنت الّذي ألّبت عليَّ وكثّرت ، فقد حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ينصب لكلِّ غادر لواء يوم القيامة يعرف به ، فقال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : وحدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه أنّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم كلُّ من أجره عليَّ ، فلا يقوم إلّا من عفا عن أخيه ، فما زال يقول حتّى سكن ما به ، ولان له فقال : اجلس أبا عبد الله ثمَّ دعا بمِدهن من غالية فجعل يغلّفه بيده ، والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ، ثمَّ قال : انصرف أبا عبد الله في حفظ الله وقال لي : يا ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته ، وأضعفها له .

قال : فخرجت فقلت أبا عبد الله : أتعلم محبّتي لك ؟ قال : نعم ، يا ربيع ، أنت منّا ، حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مولى القوم من أنفسهم ، فأنت منّا ، قلت : يا أبا عبد الله شهدت ما لم نشهد ، وسمعت ما لم نسمع ، وقد دخلت عليه ورأيتك تحرِّك شفتيك عند الدخول عليه ، قال : نعم ، دعاء كنت أدعو به ، فقلت : أدعاء كنت تلقّيته عند الدخول ، أو شيء تأثره عن آبائك الطيّبين ؟ فقال : بل حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه أنَّ النّبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء ، وكان يقال له : دعاء الفرج وهُو :

« اللّهمَّ احرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكنفني بركنك الّذي لا يرام ، وارحمني بقُدرتك عليَّ ، ولا أهلك وأنت رجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها عليَّ قلَّ لك بها شكري ، وكم من بليّة ابتليتني قلَّ لك بها صبري ، فيا من قلَّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قلَّ عند بليّته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد .

اللّهمَّ أعنّي على ديني بالدُّنيا ، وعلى الاٰخرة بالتقوى ، واحفظني فيما غبت

١٩٧
 &

عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضرُّه الذُّنوب ، ولا تنقصه المغفرة هب لي ما لا ينقصك ، واغفر لي ما لا يضرُّك ، إنّك ربٌّ وهّاب ، أسئلك فرجاً قريباً وصبراً جميلاً ورزقاً واسعاً والعافية من جميع البلاء ، وشكر العافية .

وفي رواية : « وأسئلك تمام العافية ، وأسئلك دوام العافية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسئلك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم .

قال الربيع : فكتبته من جعفر بن محمّد عليهما‌السلام في رقعة ، فها هو ذا في جيبي وقال موسى بن سهل : كتبته من الربيع وها هو في جيبي ، وقال محمّد بن هارون : كتبته من العبسيّ وها هو في جيبي ، وقال عليُّ بن أحمد المحتسب : كتبته من محمّد ابن هارون وها هو في جيبي ، وقال عليُّ بن الحسن : كتبت من المحتسب وها هو في جيبي ، وقال السُّلمي مثله ، وقال أبو صالح مثله ، وقال الحافظ أبو منصور مثله وأنا أقول مثله (١) .

٣٢ ـ عدة الداعي : عمر بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّ جبرئيل عليه‌السلام نزل عليه بهذا الدُّعاء من السّماء ، ونزل عليه ضاحكاً مستبشراً فقال : السّلام عليك يا محمّد ، قال : وعليك السّلام يا جبرئيل ، فقال : إنَّ الله عزَّ وجلَّ بعث إليك بهديّة ، قال : وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ قال : كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها ، قال : وما هنَّ يا جبرئيل ؟ قال : قل : « يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كلِّ نجوى ، ومنتهى كلِّ شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المنِّ ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربّنا ويا سيَّدنا ويا مولانا ، ويا غاية رغبتنا ، أسألك يا الله أن لا تشوِّه خلقي بالنّار » .

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل : ما ثواب هذه الكلمات ؟ قال : هيهات هيهات انقطع العمل ، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين ، على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من كلِّ جزء جزءاً واحداً .

______________________

(١) مر مثله بأسانيد كثيرة ، راجع ج ٩٤ ص ٣١٦ .

١٩٨
 &

فاذا قال العبد : « يا من أظهر الجميل وستر القبيح » ستره الله ورحمه في الدُّنيا وجمله في الاٰخرة ، وستر الله عليه ألف ستر في الدُّنيا والاٰخرة وإذا قال : « يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك السّتر » لم يحاسبه الله تعالى يوم القيامة ، ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال : « يا عظيم العفو » غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر ، وإذا قال : « يا حسن التجاوز » تجاوز الله عنه حتّى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدُّنيا وغير ذلك من الكبائر ، وإذا قال : « يا واسع المغفرة » فتح الله تعالى له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة الله تعالى حتّى يخرج من الدُّنيا وإذا قال : « يا باسط اليدين بالرحمة » بسط الله يده عليه له بالرحمة .

وإذا قال : « يا صاحب كلِّ نجوى ومنتهى كلِّ شكوى » أعطاه الله من الأجر ثواب كلِّ مصاب ، وكلِّ سالم ، وكلِّ مريض ، وكلّ ضرير ، وكلّ مسكين وكلّ فقير ، وكلّ صاحب مصيبة إلى يوم القيامة ، وإذا قال : « يا كريم الصفح » أكرمه الله كرامة الأنبياء ، وإذا قال : « يا عظيم المنِّ » أعطاه الله يوم القيامة منيته ومنية الخلائق ، وإذا قال : « يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها » أعطاه الله من الأجر بعدد من شكر نعماءه .

وإذا قال : « يا ربّنا ويا سيّدنا » قال الله تعالى : اشهدوا ملائكتي أنّي قد غفرت له ، وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنّة ، والنار والسموات السبع والأرضين السبع ، والشمس والقمر والنجوم ، وقطر الأقطار ، وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى ، وغير ذلك ، والعرش والكرسيّ .

وإذا قال : « يا مولانا » ملأ الله قلبه من الايمان ، وإذا قال : « يا غاية رغبتنا » أعطاه الله تعالى يوم القيامة رغبته ، ومثل رغبة الخلائق ، وإذا قال : « أسألك يا الله أن لا تشوِّه خلقي بالنار » قال الجبّار : استعتقني عبدي من النار ، اشهدوا ملائكتي أنّي قد أعتقته من النار ، وأعتقت أبويه وإخوته وأهله وولده وجيرانه ، وشفّعته في ألف رجل ممّن وجبت له النار ، وآجرته من النار ، فعلّمهنَّ يا محمّد المتّقين ، ولا تعلّمهنَّ المنافقين ، فإنّها دعوة مستجابة لقائلهنَّ إنشاء الله ، وهو دعاء أهل البيت

١٩٩
 &

المعمور حوله ، إذا كانوا يطوفون به .

٣٣ ـ كتاب الامامة للطبري : أبو جعفر محمّد بن هارون بن موسى التلّعكبريّ قال : حدَّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال : تقلّدت عملاً من أبي منصور بن الصالحان ، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري ، فطلبني وأخافني فمكثت مستتراً خائفاً ثمَّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة ، واعتمدت المبيت هناك للدُّعاء والمسئلة وكانت ليلة ريح ومطر ، فسألت ابن جعفر القيّم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما اُريده من الدُّعاء والمسئلة ، وآمن من دخول إنسان ممّا لم آمنه ، وخفت من لقائي له ، ففعل وقفل الأبواب وانتصف اللّيل ، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ، ومكثت أدعوا وأزور واُصلّي .

فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطية عند مولانا موسى عليه‌السلام وإذا رجل يزور فسلّم على آدم واُولي العزم عليهم‌السلام ، ثمَّ الأئمّة واحداً واحداً إلى انتهى إلى صاحب الزمان عليه‌السلام فلم يذكره ، فعجبت من ذلك وقلت : لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل .

فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفرعليه‌السلام فزار مثل الزيارة ، وذلك السلام ، وصلّى ركعتين ، وأنا خائف منه ، إذا لم أعرفه ورأيته شابّا تامّاً من الرجال ، عليه ثياب بياض ، وعمامة محنّك بها بذؤابة ورديّ على كتفه مسبل ، فقال لي : يا با الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج ؟ فقلت : وما هو يا سيّدي ؟ فقال : تصلّي ركعتين وتقول :

« يا من أظهَر الجميل ، وستَر القَبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم المنِّ ، يا كريم الصفح ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليَدين بالرحمة ، يا مُنتهى كلِّ نجوى ، يا غاية كلِّ شكوى ، يا عون كلِّ مُستعين ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربّاه ، ـ عشر مرّات ـ يا سيّداه ـ عشر مرّات ـ يا مولياه ـ عشر مرّات ـ يا غايتاهُ ـ عشر مرّات ـ يا منتهى رغبتاه ـ عشر مرّات ـ أسئلك بحقّ هذه الأسماء ، وبحق محمّدٍ وآله الطاهرين عليهم‌السلام إلّا

٢٠٠