بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

خصع لها كلُّ جبّار عنيد ، وانتكس كلُّ شيطان مريد ، من شرِّ السمّ والسحر واللمم بسم العليّ الملك الفرد الّذي لا إله إلّا هو ، وننزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلّا خساراً . » .

فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ، وأمر أصحابه فتكلّموابه ثمَّ قال : كلوا ثمَّ أمرهم أن يحتجموا (١) .

٢ ـ مع : أبي ، عن محمّد العطّار ، عن الأشعريّ ، عن موسى بن جعفر ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه سئل عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعوذ بك من شرِّ السامّة والهامّة والعامّة واللامّة » فقال : السامّة القرابة ، والهامّة هوامُّ الأرض ، واللامّة لمم الشياطين ، والعامّة عامة الناس (٢) .

٣ ـ ل : الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من خاف منكم الأسد على نفسه وغنمه ، فليخطَّ عليها خطّة وليقل : « اللّهمَّ ربَّ دانيال والجبِّ ، ربَّ كلّ أسد مستأسد ، احفظني واحفظ غنمي » .

ومن خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الاٰيات « سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ » (٣) .

٤ ـ ص : الصدوق ، عن أحمد بن الحسين ، عن جعفر بن شاذان ، عن جعفر بن عليِّ بن نجيح ، عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، عن مصعب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أراد حاجة أبعد في المشي فأتى يوماً وادياً لحاجة فنزع خفّه وقضى حاجته ، ثمَّ توضّأ وأراد لبس خفّه ، فجاء طائر أخضر فحمل الخفَّ فارتفع به ، ثمَّ طرحه فخرج منه أسود ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه كرامة أكرمني الله بها اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من شرِّ من يمشي على بطنه ، ومن شرِّ من يشمي على رجلين ، ومن

______________________

(١) أمالي الصدوق : ١٣٥ ، وتراه في المناقب ج ١ ص ٩١ في ط وص ٨١ في ط .

(٢) معاني الاخبار : ١٧٣ ، وقد مر معنى السامة والهامة والعامة لغة .

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٦٠ .

١٤١
 &

شرِّ من يمشي على أربع ، ومن شرِّ كلِّ ذي شرّ ، كلِّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم .

٥ ـ يج : روي عن عبد الله بن يحيى الكاهليّ قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا رأيت السبع ما تقول له ؟ قلت : لا أدري قال : إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسيّ ، وقل : « عزمت عليك بعزيمة الله ، وعزيمة رسول الله وعزيمة سليمان ابن داود ، وعزيمة أمير المؤمنين ، الأئمّة من بعده ، إلّا تنحّيت عن طريقنا ، ولم تؤذنا ، فانّا لا نؤذيك » قال : فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه ، وأدخل ذنبه بين رجليه وركب الطريق راجعاً من حيث جاء (١) .

طا : من كتاب الدلائل للنعمانيّ عنه عليه‌السلام مثله .

٦ ـ سن : موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عطيّة ، عن عمر ابن يزيد ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من نزل منزلاً يتخوَّف عليه السبع فقال : « أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير ، وعلى كلِّ شيء قدير ، من شرِّ كلّ سبع » أمن من شرِّ ذلك السبع ، حتّى يرحل من ذلك المنزل ، باذن الله ، إن شاء الله (٢) .

٧ ـ سن : ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيه قال كان جعدة بن أبي هبيرة يبعثني إلى سورا فذكرت ذلك لأبي الحسن عليه‌السلام فقال : ساُعلّمك ما إذا قلته لم يضرَّك الأسد قل : « أعوذ بربِّ دانيال والجبِّ من شرِّ هذا الأسد » ثلاث مرّات ، قال : فخرجت فاذا هو باسط ذراعيه عند الجسر ، فلم يعرض لي ومرَّت بقرات فعرض لهنَّ وضرب بقرة . وقد سمعت أنا من يقول : اللّهمَّ ربِّ دانيال والجبِّ اصرفه عنّي (٣) .

______________________

(١) الخرائج والجرائح ص ٢٣١ ، وتراه في المناقب ج ٣ ص ٣٥٠ ، ونقله فى كشف الغمة ج ٢ ص ٤١٧ ، وللحديث ذيل راجعه .

(٢) المحاسن : ٣٦٧ .

(٣) المحاسن : ٣٦٨ ، وسورى كطوبى : موضع بالعراق وهو من بلد السريانيين =

١٤٢
 &

٨ ـ سن : بكر بن صالح ، عن الجعفريّ قال : قال لأبي الحسن عليه‌السلام رجلٌ : إنّي صاحب صيد سبع وأبيت بالليل في الخرابات والمكان الوحش ، فقال : إذا دخلت فقل : « بسم الله » وأدخل رجلك اليمنى ، وإذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى ، وقل : « بسم الله » فانّك لا ترى مكروهاً إنشاء الله (١) .

٩ ـ ضا : فاذا رأيت الأسد فكبّر في وجهه ثلاث تكبيرات ، وقل : « الله أعزُّ وأكبر وأجلُّ من كلِّ شيء ، وأعوذ بالله ممّا أخاف وأحذر » فاذا نبحك الكلب فاقرء « يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ » (٢) إلى آخرها ، وإذا نزلت منزلاً تخاف فيه السبع فقل : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت بيده الخير كلّه ، وهو على كلِّ شيء قدير ، أعوذ بالله من شرِّ كلِّ سبع » وإن خفت عقرباً فقل : « أعوذ بكلمات الله التامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، من شرِّ كلّ ذي شرّ بشرّه ، ومن شرِّ ما ذرأ وبرأ ، ومن شرّ كلّ دابّة هو آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم .

١٠ ـ طب : عليُّ بن عروة الأهوازيُّ ، عن الديلميّ ، عن داود الرَّقيّ عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : من كان في سفر وخاف اللّصوص والسبع فليكتب على عرف دابّته « لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ » فانّه يأمن باذن الله عزَّ وجلَّ ، قال داود الرَّقيّ : فحججت فلمّا كنّا بالبادية جاء قوم من الأعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم ، فكتبت على عرف جملي « لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ » فو الّذي بعث محمّداً صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله بالنبوَّة وخصّه بالرسالة وشرَّف أمير المؤمنين بالامامة ، ما نازعني أحد منهم ، أعماهم الله عنّي (٣) .

١١ ـ طب : عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : عوِّذ نفسك

______________________

= وموضع من اعمال بغداد ، وقديمد ، قاله الفيروزآبادي .

(١) المحاسن ص ٣٧٠ .

(٢) الرحمن : ٣٣ .

(٣) طب الائمة : ٣٦ ـ ٣٧ .

١٤٣
 &

من الهوامّ بهذه الكلمات « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أعوذ بعزَّة الله ، أعوذ بقدرة الله على ما يشاء من شرِّ كلِّ هامّة تدبُّ بالليل والنهار ، إنَّ ربّي على صراط مستقيم (١) .

١٢ ـ طب : محمّد بن الأسود العطّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن فضالة ، عن إبراهيم ابن الحسين ، عن أبيه الحسين بن يحيى قال : لدغتني قملة النسر (٢) ودخلت في جلدي فأصابني وجع شديد ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : ضع يدك على الموضع الّذي يوجعك فامسحه ، ثمَّ ضع يدك على موضع سجودك إذا فرغت من صلاة الفجر وقل : « بسم لله وبالله ، محمّد رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وآله » ثمَّ ترفع يدك فتضعها على موضع الداء وتقول : « اشف يا شافي لا شفاء إلّا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً » تقول ذلك سبع مرّات (٣) .

١٣ ـ طب : للنمل : تدقُّ الكراويا ، وتلقي في جُحر النمل ، وتكتب في شيء وتعلّق في زوايا الدار « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاٰخر وبالنبيّين وما اُنزل إليهم ، فأسألكم بحقِّ الله وبحقِّ نبيّكم ونبيّنا وما اُنزل عليهما إلّا تحوَّلتم عن مسكننا » (٤) .

١٤ ـ أقول : أوردنا في باب جوامع معجزات الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله عن تفسير الامام عليه‌ السّلام أنَّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وضع يده على الذراع المسمومة ، ونفث فيه ، وقال : « بسم الله الشافي ، بسم الله الكافي ، بسم الله المعافي ، بسم الله الّذي لا يضرُّ مع اسمه شيء ولا داء في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع العليم » ثمَّ قال : كلوا على اسم الله ، فأكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأكلوا حتّى شبعوا ولم يضرَّهم شيئاً (٥) .

١٥ ـ مكا : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن

______________________

(١) طب الائمة : ١١٩ .

(٢) دويبة لا تكاد ترى لصغرها غير أن لسعها يقتل .

(٣) طب الائمة ص ١٢٠ .

(٤) طب الائمة ص ١٤٠ .

(٥) راجع ج ١٧ ص ٣١٩ و ٣٢٩ .

١٤٤
 &

لا يصيبه عقرب ولا هامّة حتّى يصبح « أعوذ بكلمات الله التامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، من شرِّ ما ذرأ ، ومن شرِّ ما برأ ، ومن شرِّ كلِّ دابّة هو آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم » (١) .

كان أبو الحسن الرضا عليه‌السلام إذا نظر إلى هذه الكوكب الّذي يقال لها : السُّهي في بنات نعش قال : « اللّهمَّ ربَّ هود بن اُسيّة آمنّي شرَّ كلِّ عقرب وحيّة » قال : وكان يقول : من تعوَّذ بها ثلاث مرّات حين ينظر إليها باللّيل لم يصبه عقرب ولا حيّة (٢) .

آخر لأبي عبد الله عليه‌السلام : قال له إسحاق بن عمّار : إنّي خفت العقارب ، فقال له : انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة الأوسط منها بجنبه كوكب صغير قريب منه ، تسمّيه العرب السُّهي ، ونسمّيه نحن أسلم ، تحدُّ النظر إليه كلَّ ليلة ، وقل ثلاث مرّات « اللّهمَّ ربَّ أسلم صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وعجّل فرجهم وسلّمنا من شرِّ كلِّ ذي شرّ » قال إسحاق : فما تركته في دهري إلّا مرَّة فضربني العقرب (٣) .

دعوات الراوندي : مثله وفيه أحدَّ النظر إليه ثلاثاً وليس فيه من شرِّ كلِّ ذي شرّ .

١٦ ـ مكا : عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من خاف الأسد على نفسه أو على غنمه فليخطَّ عليها بخطّ وليقل « اللّهم ربَّ دانيال والجبّ ، وربَّ كلِّ أسد مستأسد احفظني واحفظ عليَّ غنمي » (٤) .

عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليّ : يا عليٌّ إذا رأيت أسداً أو اشتدَّ بك أمر فكبّر ثلاثاً وقل « الله أكبر وأجلُّ وأعزُّ وأعظم من كلِّ شيء ، وأكبر وأعزُّ من خلقه ، وأقدر ، أعوذ بالله من شرِّ ما أخاف وأحذر » تكف سوءه إنشاء الله تعالى (٤) .

فيمن يخاف الكلاب والسباع فليقل « قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ

______________________

(١ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٣٣٦ .

(٤) مكارم الاخلاق ص ٤٠٢ وفيه « تكف شره » .

١٤٥
 &

أَيَّامَ اللَّـهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ، وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ » (١) .

للعقارب والحيّات : عن الصادق عليه‌السلام قال : يقرء عند المساء « بسم الله وبالله وصلّى الله على محمّد وآله ، أخذت العقارب والحيّات كلّها باذن الله تبارك وتعالى بأفواهها ، وأذنابها وأسماعها وأبصارها وقواها عنّي وعمّن أحببت إلى ضحوة النهار إن شاء الله تعالى » (٢) .

اُخرى : عنه عليه‌السلام أيضاً « بسم الله وبالله ، توكّلت على الله ، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه ، إنَّ الله بالغ أمره ، اللّهمَّ اجعلني في كنفك وفي جوارك ، واجعلني في حفظك واجعلني في أمنك » (٣) .

اُخرى : عنه عليه‌السلام أيضاً قال : أتي رسول الله قوم يشكون العقارب ، وما يلقون منها فقال : قولوا إذا أصبحتم وأمسيتم « أعوذ بكلمات الله التامّات كلّها الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، الّذي لا يخفر جاره ، من شرِّ ما ذرأ ، ومن شرِّ ما برأ ، ومن شرِّ الشياطين وشركه ، ومن شرِّ كلِّ دابّة هو آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم » سبع مرّات .

وقالوا أبو جعفر عليه‌السلام : من قال هذه الكلمات حين يمسي فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامّة حتّى يصبح (٤) .

رقية الحيّات : رقية سليمان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على نبيّنا محمّد وآله وعليه « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، خاتم سليمان بن داود اح اح وملائكه هبوا سبوا ماروا دار وإذا قوى فوادى مريم هندبا بسم الله خاتم وبالله الخاتم » تقرأ ثلاثاً فانّها تقف وتخرج لسانها ، فخذها عند ذلك (٥) .

______________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ٤٠٢ .

(٣ ـ ٥) مكارم الاخلاق ص ٤٧٣ .

١٤٦
 &

وإذا أردت أن لا تدخل الحيّة منزلك تكتب أربع رقاع ، وتدفن في زوايا بيتك « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم هجه ومهجه ويهودمحنا واطرد » (١) .

رقية للعقرب : يكتب بكرة يوم الخامس من اسفندار مذماه ، ويكون على وضوء ولا يتكلّم حتّى يفرغ من الكتابة ، ويحفظه ولا تلدغه عقرب « بسم الله سجّه سجّه قرنيّه برنيّه ملحه بحرقعيا برقعيا تعطا قطعه » .

تروى هذه الرقية للحية : عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : تكتبه وتضعه في شقّ حائط البيت فانّه يسقط ، وينشقُّ بنصفين .

وقال إبراهيم النخعي : لسعتني حيّة على عنقي فرقاني الأسود بن يزيد فبرأت (٢) .

رقية للبراغيث : يقول : أيّها الاسود الوثّاب الّذي لا يبالي غلقاً ولا باباً عزمت عليك باُمّ الكتاب أن لا تؤذيني ولا أصحابي إلى أن ينقضي الليل ، ويجيىء الصبح بما جاء به والّذي تعرفه إلى أن يؤب الصبح بما آب (٣) .

١٧ ـ دعوات الراوندي : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنَّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لسعته العقرب ، وهو قائم يصلّي ، فقال : لعن الله العقرب ، لو ترك أحداً لترك هذا المصلّي يعني نفسه صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله ، ثمَّ دعا بماء وقرأ عليه الحمد والمعوَّذتين ثمّ جرع منه جرعاً ثمّ دعا بملح ودافه في الماء وجعل يدلك صلّى‌ الله ‌عليه ‌وآله ذلك الموضع حتّى سكن .

ولما ركب نوح عليه‌السلام في السفينة أبي أن يحمل العقرب معه ، فقال : عاهدتك أن لا ألسع أحداً يقول « سلام على محمّد وآل محمّد وعلى نوح في العالمين » .

______________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ٤٧٤ .

(٣) مكارم الاخلاق ص ٤٧٣ .

١٤٧
 &

١٠٤

( باب )

* « ( الدعاء لدفع الجن والمخاوف وام الصبيان ) » *

* « ( والصرع والخبل والجنون ) » *

١ ـ ما : الفحّام ، عن المنصوري ، عن عمِّ أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عليهم‌السلام قال : دخل أشجع السلميّ على الصادق عليه‌السلام وقال : يا سيّدي أنا كثير الأسفار ، وأحصل في المواضع المفزعة ، فتعلّمني ما آمن به على نفسي ، قال : فإذا خفت أمراً فاترك يمينك على اُمِّ رأسك ، واقرء برفيع صوتك « أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ » قال أشجع : فحصلت في واد نعتت فيه الجنُّ فسمعت قائلاً يقول خذوه ، فقرأتها فقال قائل : كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيّبة (١) .

٢ ـ س : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا تغوَّلت الغيلان فأذِّنوا بأذان الصلاة (٢) .

٣ ـ طب : عبد الله بن زهير العابد وكان من زهّاد الشيعة ، عن عبد الله بن الفضل النوفلي ، عن أبيه قال : شكى رجل إلى أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام فقال : إنَّ لي صبيّاً ربما أخذه ريح اُمِّ الصبيان ، فآيس منه لشدَّة ما يأخذه ، فان رأيت يا ابن رسول الله أن تدعو الله عزَّ وجل له بالعافية ، قال : فدعا الله عزَّ وجلَّ له ، ثمَّ قال : اكتب له سبع مرّات الحمد بزعفران ومسك ، ثمَّ اغسله بالماء ، وليكن شرابه منه شهراً واحداً ، فانّه يعافى منه ، قال : ففعلنا به ليلة واحدة ، فما عادت إليه و استراح واسترحنا (٣) .

وعنه عليه‌السلام أنّه قال : ما قرىء سورة الحمد على وجع من الأوجاع سبعين مرَّة

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨٨ .

(٢) المحاسن : ٨٥ .

(٣) طب الائمة ص ٨٨ .

١٤٨
 &

إلّا سكن باذن الله تعالى (١) .

٤ ـ طب : إبراهيم بن المنذر الخزاعيّ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تعوَّذ المصروع ، وتقول : « عزمت عليك يا ريحُ بالعزيمة الّتي عزم بها عليُّ بن أبي طالب عليه‌السلام [ رسول ] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على جنِّ وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لمّا أجبت وأطعت وخرجت عن فلان بن فلانة الساعة (٢) .

٥ ـ طب : عثمان بن سعيد القطّان ، عن سعدان بن مسلم ، عن محمّد بن إبراهيم قال : دخل رجل إلى أبي عبد الله عليه‌السلام وقد عرض له خبل فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : ادع بهذا الدعاء إذا أويت إلى فراشك « بسم الله وبالله آمنت بالله ، وكفرت بالطاغوت اللّهمَّ احفظني في منامي ويقظتي ، أعوذ بعزَّة الله وجلاله ، ممّا أجد وأحذر » قال الرجل : ففعلته فعوفيت باذن الله تعالى (٣) .

وعنه عليه‌السلام أنّه قال : من أصابه الخبل فليعوِّذ نفسه ليلة الجمعه بهذه العوذة النافعة الشافية ثمَّ ذكر نحو الحديث الأوَّل وقال : لا يعود إليه أبداً ، وليفعل ذلك عند السحر بعد الاستغفار وفراغه من صلاة اللّيل (٤) .

٦ ـ طب : جعفر بن حنان الطائي ، عن محمّد بن عبد الله بن مسعود ، عن ابن مسكان ، عن الحلبيّ قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لرجل من أوليائه ، وقد سأله الرجل فقال : يا ابن رسول الله إنَّ لي بُنيّة وأنا أرقُّ لها واُشفق عليها ، وإنّها تفزع كثيراً ليلاً ونهاراً ، فان رأيت أن تدعو الله بالعافية ، قال : فدعا لها ثمَّ قال : مرها بالفصد فانّها تنتفع بذلك (٥) .

وعن أبي جعفر محمّد الباقر عليهما‌السلام أنّه شكى إليه رجل من المؤمنين فقال : يا ابن رسول الله إنَّ لي جارية يتعرَّض لها الأرواح ، فقال : عوِّذها بفاتحة الكتاب

______________________

(١) طب الائمة ص ٨٨ .

(٢) طب الائمة ص ٩٢ . وقد مر مثله ص ٥١ .

(٣ ـ ٤) طب الائمة ص ١٠٧ .

(٥) طب الائمة ص ١٠٨ .

١٤٩
 &

والمعوَّذتين عشراً عشراً ثمَّ اكتبه لها في جام بمسك وزعفران ، فاسقها إيّاه ، يكون في شرابها ووضوئها وغسلها ففعلت ذلك ثلاثة أيّام فذهب الله به عنها (١) .

٧ ـ طب : محمّد بن بكير ، عن صفوان بن اليسع ، عن المنذر بن هامان ، عن محمّد بن مسلم وسعد المولى قالا : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنَّ عامّة هذه الأرواح من المُرَّة الغالبة ، أو الدَّم المحترق ، أو بلغم غالب ، فليشتغل الرجل بمراعاة نفسه قبل أن يغلب عليه شيء من هذه الطبائع فيهلكه (٢) .

وعن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنّه رأى مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء ثمَّ قرأ عليه الحمد والمعوَّذتين ، ونفث في القدح ، ثمَّ أمر فصبَّ الماء على رأسه ووجهه فأفاق ، وقال له : لا يعود إليك أبداً (٣) .

٨ ـ طب : المظفّر بن محمّد بن عبد الرَّحمان ، عن ابن أبي نجران ، عن سليمان ابن جعفر ، عن إبراهبم بن أبي يحيى المدنيّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رمي أو رمته الجنُّ فليأخذ الحجر الّذي رمي به ، فليرم من حيث رمي ، وليقل « حسبي الله وكفى ، وسمع الله لمن دعى ، ليس وراء الله منتهى » .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثروا من الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم (٤) .

٩ ـ طب : أبو عبيدة بن محمّد بن عبيد ، عن أبيه ، عن النضر ، عن اليسر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنَّ رجلاً قال له : يا ابن رسول الله إنَّ لي جارية يكثر فزعها في المنام . وربّما اشتدَّ بها الحال ، فلا تهدأ ويأخذها خدر في عضدها وقد رآها بعض من يعالج فقال : إنَّ بها مسٌّ من أهل الأرض ، وليس يمكن علاجها . فقال عليه السلام : مرها بالفصد ، وخذ لها ماء الشبت المطبوخ بالعسل ، وتسقى ثلاثة أيّام

______________________

(١) طب الائمة ص ١٠٨ .

(٢) طب الائمة ص ١١٠ .

(٣) طب الائمة ص ١١١ .

(٤) طب الائمة ص ١١٢ .

١٥٠
 &

قال : ففعلت ذلك فعوفيت باذن الله عزَّ وجلَّ (١) .

١٠ ـ مكا : للصرع : « وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ » الاٰية (٢) .

لفزع الصبيان : ـ إذا زلزلت » السورة « فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ـ إلى قوله ـ أَمَدًا » (٣) وآية شَهِدَ اللَّـهُ (٤) و « قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ » إلى آخر السورة (٥) [ « لَقَدْ جَاءَكُمْ » إلى آخر السورة ] (٦) وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ (٧) .

١١ ـ نقل من خط الشهيد رحمه الله عن عبد الرَّحمن إنَّ الشياطين تحدَّرت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الجبال والأودية معهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ففزع منهم ، فأتاه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمّد قل ! قال : وما أقول ؟ قال : قل : « أعوذ بكلمات الله التامّات ، التي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، من شرِّ ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء ، ومن شرِّ ما يعرج فيها ، و من شرِّ ما يلج في الأرض ، ومن شرِّ ما يخرج منها ، ومن شرِّ فتن اللّيل والنهار وشرِّ الطوارق ، إلّا طارقاً يطرق بخير ، يا رحمن » قال : فطفئت وهزمهم الله عزَّ وجلَّ .

١٢ ـ دعوات الراوندي : كتب إلى أبي الحسن العسكريّ عليه‌السلام بعض مواليه في صبيّ له يشتكي ريح اُمِّ الصبيان ، فقال : اكتب في رقّ وعلّقه عليه ، ففعل فعوفي باذن الله ، والمكتوب هذا « بسم الله العليِّ العظيم الحليم الكريم ، القديم الّذي لا يزول

______________________

(١) طب الائمة ص ١٣٠ . وقد مر .

(٢) مكارم الاخلاق ص ٤٤٣ : والاية في سورة ابراهيم : ١٢ .

(٣) الكهف : ١١ ـ ١٢ .

(٤) آل عمران : ص ١٦ .

(٥) أسرى : ١١٠ .

(٦) براءة : ١٢٨ .

(٧) مكارم الاخلاق ص ٤٤٣ ، وما بين العلامتين زيادة من المصدر .

١٥١
 &

أعوذ بعزَّة الحيّ الّذي لا يموت من شرِّ كلِّ حيِّ يموت » .

١٣ ـ كتاب زيد الزراد : قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام فقلت : الجنُّ يخطفون الانسان ؟ فقال : ما لهم إلى ذلك سبيل لمن يكلّم بهذه الكلمات إذا أمسى وأصبح « يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ، لا سلطان لكم عليَّ ولا على داري ، ولا على أهلي ولا على ولدي ، يا سكّان الهواء ، ويا سكّان الأرض ! عزمت عليكم بعزيمة الله الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه ‌السلام على جنِّ وادي الصبرة أن لا سبيل لكم عليَّ ولا على شيء من أهل حزانتي يا صالحي الجنِّ يا مؤمني الجنِّ عزمت عليكم بما أخذ الله عليكم من الميثاق بالطاعة لفلان بن فلان حجّة الله على جميع البريّة والخليقة » وتسمّي صاحبك « أن تمنعوا عنّي شرَّ فسقتكم حتّى لا يصلوا إليَّ بسوء ، أخذت بسمع الله على أسماعكم ، وبعين الله على أعينكم ، وامتنعت بحول الله وقوَّته على حبائلكم ومكركم إن تمكروا يمكر الله بكم ، وهو خير الماكرين .

وجعلت نفسي وأهلي وولدي وجميع حزانتي في كنف الله وستره ، وكنف محمّد ابن عبد الله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكنف أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب صلوات الله عليه استترت بالله وبهما ، وامتنعت بالله وبهما ، واحتجبت بالله وبهما ، من شرِّ فسقتكم ومن شرِّ فسقة الانس والعرب والعجم ، فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم .

لا سبيل لكم ولا سلطان ، قهرت سلطانكم بسلطان الله ، وبطشكم ببطش الله وقهرت مكركم وحبائلكم وكيدكم ورجلكم وخيلكم وسلطانكم وبطشكم بسلطان الله ، وعزِّه وملكه وعظمته ، وعزيمته الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليه‌السلام على جنِّ وادي الصبرة ، لمّا طغوا وبغوا وتمرَّدوا ، فأذعنوا له صاغرين من بعد قوَّتهم ، فلا سلطان لكم ولا سبيل ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم .

ومنه قال : حججنا سنة فلمّا صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا رفيقاً لنا من إخواننا فطلبناه فلم نجده ، فقال لنا الناس بالمدينة : إنَّ صاحبكم

١٥٢
 &

اختطفته الجنُّ فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وأخبرته بحاله ، وبقول أهل المدينة فقال لي : اخرج إلى المكان الّذي اختطف أو قال : افتقد فقل بأعلى صوتك « يا صالح ابن عليّ إنَّ جعفر بن محمّد يقول لك : أهكذا عاهدت وعاقدت الجنَّ عليُّ بن أبي طالب اطلب فلاناً حتّى تؤدِّيه إلى رفقائه ، ثمَّ قال : « يا معشر الجنِّ عزمت عليكم بما عزم عليكم عليُّ بن أبي طالب لمّا خلّيتم عن صاحبي وأرشدتموه إلى الطريق » .

قال : ففعلت ذلك فلم ألبث إذا بصاحبي قد خرج عليَّ من بعض الخرابات فقال : إنَّ شخصاً ترائا لي ما رأيت صورة إلّا وهو أحسن منها ، فقال : يا فتى أظنّك تتولّى آل محمّد ؟ فقلت : نعم ، فقال : إنَّ ههنا رجل من آل محمّد هل لك أن تؤجر وتسلّم عليه ؟ فقلت : بلى ، فأدخلني بين هذه الحيطان ، وهو يمشي أمامي فلمّا أن سار غير بعيد ، نظرت فلم أر شيئاً وغشي عليَّ ، فبقيت مغشيّاً عليَّ لا أدري أين أنا من أرض الله ، حتّى كان الاٰن ، فاذا قد أتاني آت وحملني حتّى أخرجني إلى الطريق .

فأخبرت أبا عبد الله عليه‌السلام بذلك فقال : ذلك الغوّال أو الغول ، نوع من الجنِّ يغتال الانسان فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده وإن أرشدكم فخالفوه ، وإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك أو في فلاة من الأرض فأذِّن في وجهه ، وارفع صوتك وقل : « سبحان الله الّذي جعل في السماء نجوماً رجوماً للشياطين ، عزمت عليك يا خبيث بعزيمة الله الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ، ورميت بسهم الله المصيب الّذي لا يخطىء ، وجعلت سمع الله على سمعك وبصرك وذلّلتك بعزَّة الله ، وقهرت سلطانك بسلطان الله ، يا خبيث لا سبيل لك عليَّ » فانّك تقهره إن شاء الله ، وتصرفه عنك .

فاذا ضللت الطريق فأذِّن بأعلى صوتك وقل « يا سيّارة الله دلّونا على الطريق يرحمكم الله ، أرشدونا يرشدكم الله » فان أصبت وإلّا فناد يا عتاة الجنِّ ، ويا مردة الشياطين ، أرشدوني ودلّوني على الطريق وإلّا أسرعت لكم بسهم الله المصيب إيّاكم عزيمة عليّ بن أبي طالب ، يا مردة الشياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات

١٥٣
 &

والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان مبين ، الله غالبكم بجنده الغالب ، وقاهركم بسلطانه القاهر ، ومذلّلكم بعزِّه المتين ، فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم ، وارفع صوتك بالأذان ترشد ، وتصب الطريق إن شاء الله .

١٠٥

* ( باب ) *

* « ( الادعية لقضاء الحوائج وفيه أدعية الالحاح ) » *

* « ( أيضاً وما يناسب ذلك من الادعية ) » *

١ ـ أقول : قد مرَّ في خبر الأعرابي والناقة أنَّ أمير المؤمنين رأى الأعرابيَّ متعلّقاً بأستار الكعبة ، وهو يقول : « يا صاحب البيت ، البيت بيتك ، والضيف ضيفك ولكلِّ ضيف من ضيفه قرى ، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة » فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه : أما تسمعون كلام الأعرابيّ ؟ قالوا : نعم ، فقال : الله أكرم من أن يردَّ ضيفه ، قال : فلمّا كان اللّيلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن ، وهو يقول : يا عزيزاً في عزَّتك ، فلا أعزَّ منك في عزِّك ، أعزّني بعزِّ عزِّك في عزّ لا يعلم أحد كيف هو أتوجّه إليك وأتوسّل إليك بحقِّ محمّد وآل محمّد عليك ، أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك واصرف عنّي ما لا يصرفه أحد غيرك .

قال : فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لأصحابه : هذا والله الاسم الأكبر بالسريانيّة أخبرني به حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سأله الجنّة فأعطاه ، وسأله صرف النار وقد صرفها عنه ، قال : فلمّا كان اللّيلة الثالثة وجده وهو متعلّق بذلك الركن وهو يقول : « يا من لا يحويه مكان ، ولا يخلو منه مكان ، بلا كيفيّة كان ، ارزق الأعرابيَّ أربعة ألف درهم » (١) .

٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة قال : قال للصادق عليه‌السلام قائل : علّمني دعاء

______________________

(١) مر الحديث بطوله في ج ٤١ ص ٤٤ ـ ٤٧ من كتاب الامالي ص ٢٨٠ ـ ٢٨٢ .

١٥٤
 &

فقال له : أين أنت من دعاء الالحاح ، فقال له الطالب : وما دعاء الالحاح ؟ فقال له : تقول « اللّهمَّ ربّ السّموات السبع وما فيهنَّ ، وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ ، وربَّ العرش العظيم ، وربّ محمّد خاتم النبيّين ، أسئلك باسمك الّذي به تقوم السماء ، وبه تقوم الأرض ، وبه تفرّق الجمع ، وبه تجمع المُتفرِّق ، وبه تَرزقُ الأحياء وبه أحصيت عدد الثرى والرَّمل وورق الأشجار ، وقَطر البُحور ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد » وتسأل حاجتك وألحَّ في الطلب فانّه يحبُّ إلحاح الملحّين من عباده المؤمنين .

قال : وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وهذا من دعاء الالحاح ، وهذا منه « يا من لا يحجبه سماء عن سماء ، ولا أرض عن أرض ، ولا جنب عن قلب ، ولا ستر عن كنّ ولا جبل عمّا في أصله ، ولا بحر عمّا في قعره ، يا من لا تشتبه عليه الأصوات ، ولا تغلبه كثرة الحاجات ، ولا يبرمه إلحاح الملحّين ، صلِّ على محمّد وآل محمّد » ثمَّ سل جاحتك (١) .

٣ ـ ل : هاني بن محمود بن هاني ، عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن الحسن عن عبدوس بن محمّد ، عن منصور بن أسد ، عن أحمد بن عبد الله ، عن إسحاق بن يحيى ، عن خصيف بن عبد الرَّحمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : أقبل عليُّ بن أبي طالب عليه‌السلام إلى النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله شيئاً فقال النبيُّ : يا عليُّ والّذي بعثني بالحقِّ نبيّاً ما عندي قليل ولا كثير ، ولكنّي اُعلّمك شيئاً أتاني به جبرئيل خليلي ، فقال : يا محمّد هذه هديّة لك من عند الله عزَّ وجلَّ أكرمك الله بها لم يعطها أحداً قبلك من الأنبياء وهي تسعة عشر حرفاً لا يدعو بهنَّ ملهوف ولا مكروب ولا محزون ولا مغموم ، ولا عند سرق ولا حرق ، ولا يقولهنَّ عبد يخاف سلطاناً إلّا فرَّج الله عنه ، وهي تسعة عشر حرفاً أربعة منها مكتوبة على جبهة إسرافيل وأربعة منها مكتوبة على جبهة ميكائيل ، وأربعة مكتوبة حول العرش ، وأربعة منها مكتوبة على جبهة جبرئيل ، وثلاثة منها حيث شاء الله .

فقال عليُّ بن أبي طالب عليه‌السلام : كيف يدعو بها يا رسول الله ؟ قال : قل « يا عماد

______________________

(١) قرب الاسناد ص ٥ .

١٥٥
 &

من لا عماد له ، ويا ذخر من لا ذخر له ، ويا سند من لا سند له ، ويا حرز من لا حرز له ، ويا غياث من لا غياث له ، ويا كريم العفو ، ويا حسن البلاء ، ويا عظيم الرجاء ، يا عزَّ الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى ، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل ، أنت الّذي سجد لك سواد الليل ، ونور النهار ، وضوء القمر ، وشعاع الشمس ، ودويُّ الماء ، وحفيف الشجر يا الله يا الله يا الله ، أنت وحدك لا شريك لك » ثمَّ قل : اللّهمَّ افعل بي كذا وكذا فانّك لا تقوم من مجلسك حتّى يستجاب لك إنشاء الله . قال أحمد بن عبد الله : قال أبو صالح : لا تعلّموا السفهاء ذلك (١) .

٤ ـ ما : الفحّام ، عن المنصوريّ ، عن عمِّ أبيه قال : قلت للامام عليِّ بن محمّد عليهما‌السلام علّمني يا سيّدي دعاء أتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ به ، فقال لي : هذا دعاء كثيراً ما أدعو به ، وقد سألت الله عزَّ وجلَّ أن لا يخيّب من دعا به في مشهدي بعدي وهو : « يا عدَّتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسند ، ويا واحد يا أحد ويا قل هو الله أحد ، أسألك اللّهمَّ بحقِّ من خلقته من خلقك ، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً ، صلِّ على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا » (٢) .

دعوات الراوندي : عن الشيخ أبي جعفر النيسابوريّ ، عن الشيخ أبي عليّ عن والده شيخ الطائفة ، عن الفحّام مثله .

أقول : سيأتي باسناد آخر في أبواب الزيارات .

٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن الحسن بن إبراهيم بن حبيب ، عن الحسن بن محمّد بن عبد الواحد ، عن الحسن بن الحسين ، عن عليِّ بن القاسم الكنديّ عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن عليّ ، عن آبائه ، عن عليِّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : كان النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نزل به كرب أو همٌّ دعا « يا حيُّ يا قيّوم ، يا حيّاً لا يموت لا إله إلّا أنت كاشف الهمّ ، مجيب دعوة المضطرّين ، أسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلّا أنت المنّان ، بديع السّموات والأرض ، ذو الجلال والاكرام ، رحمن الدُّنيا

______________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٩٦ .

(٢) أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨٦ .

١٥٦
 &

والاٰخرة ، ورحيمهما ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ، يا أرحم الراحمين » قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما دعا أحد من المسلمين بهذه ثلاث مرّات إلّا اُعطي مسئلته إلّا أن يسأل مأثماً أو قطيعة رحم (١) .

أقول : قد أوردنا بعض ما يناسب الباب في باب أدعية الفرج .

٦ ـ سن : جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام عن عبد الله بن جعفر قال : قال لي عمّي عليُّ بن أبي طالب : ألا أحبوك كلمات والله ما حدَّثت بها حسناً ولا حسيناً ، إذا كانت لك إلى الله حاجة تحبُّ قضاها فقل : « لا إله إلّا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العليُّ العظيم ، سبحان الله ربّ السّموات السبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ وربّ العرش العظيم ، والحمد لله ربِّ العالمين ، اللّهمَّ إنّي أسئلك بأنّك ملك مقتدر ، وأنت على كلِّ شيء قدير ، ما تشاء من كلِّ شيء يكون » ثمَّ تسأل حاجتك (٢) .

٧ ـ غط : أحمد بن عليّ الرازيّ ، عن عليِّ بن عائذ الرازيّ ، عن الحسن ابن وجناء النصيبي ، عن أبي نعيم محمّد بن أحمد الأنصاريّ ، عن القائم صلوات الله عليه قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام يقول في دعاء الالحاح : « اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الّذي به تقوم السّماء ، وبه تقوم الأرض ، وبه تفرِّق بين الحقّ والباطل ، وبه تجمع بين المتفرّق ، وبه تفرِّق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرّمال ، وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا (٣) .

أقول : أوردنا تمام الخبر بأسانيد جمّة في باب من رأى القائم عليه‌السلام وباب دعوات الأئمّة عليهم ‌السّلام (٤) .

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٢٥ .

(٢) المحاسن ص ٣٤ .

(٣) غيبة الشيخ الطوسي ص ٦٨ .

(٤) راجع ج ٥٢ ص ٦ و ٧ ، تاريخ الامام الثاني عشر الحجة القائم ، ج ٩٤ ص ١٨٨ من كتاب الدعاء نقلا من كتاب كمال الدين ج ٢ ص ١٤٤ .

١٥٧
 &

٨ ـ ضا : إذا كان لك إلى رجل حاجة فقل : « خيرك بين عينيك ، وشرُّك تحت قدميك ، فأنا أستعين بالله عليك » تقول : ذلك مراراً .

٩ ـ قب : الكلوا ذانيّ في الأمالي وعمر الولا في الوسيلة : جاء في حديث الليث ابن سعد أنّه رأى رجلاً جالساً على أبي قبيس ، وهو يقول : « يا ربِّ يا ربّ » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا أرحم الرّاحمين » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا ربّاه يا ربّاه » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا الله يا الله » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا حيُّ يا حيُّ » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا رحيم يا رحيم » حتّى انقطع نفسه ثمَّ قال : « يا أرحم الراحمين » حتّى انقطع نفسه ، سبع مرّات ، ثمَّ قال : « اللّهمَّ إنّي أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه اللّهمَّ وإنَّ بُرداي قد خلقا ، فاكسني » .

قال الليث : فو الله ما استتمَّ كلامه حتّى نظرت إلى سلّة مملوءة عنباً وليس على وجه الأرض يومئذ عنبة ، وبُردين مصبوغين ، فقربت منه وأكلت معه ، ولبس البردين ثمَّ نزلنا فلقي فقيراً فأعطاه برديه الخلقين ، ثمَّ انصرف ، فسألت عنه فقيل : هذا جعفر الصّادق (١) .

أقول : رواه في كشف الغمّة عن محمّد بن طلحة وغيره بأسانيد ، وفيه فقال : « يا ربِّ يا ربِّ » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « ربِّ ربِّ » حتّى انقطع نفسه ، ثمَّ قال : « يا الله يا الله » حتّى انقطع نفسه إلى آخر الدُّعاء (٢) .

١٠ ـ مكا : من دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام في الحاجة « لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، العليُّ العظيم ، الحمد لله الّذي بنعمته تتمُّ الصالحات ، يا هو يا من هو ، هو هو يا من ليس هو إلّا هو يا هو يا من لا هو إلّا هو (٣) .

______________________

(١) مناقب آل ابي طالب ج ٤ ص ٢٣٢ .

(٢) كشف الغمة ج ٢ ص ٤٢٠ ، وفيه تفصيل ، وقد أورده المؤلف العلامة في ج ٤٧ ص ١٤٢ من تاريخ الامام الصادق عليه السلام راجعه .

(٣) مكارم الاخلاق ص ٣٩٨ .

١٥٨
 &

أيضاً في طلب الحاجة : عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أبي إذا ألمّت به الحاجة يسجد من غير قراءة ولا ركوع ثمَّ يقول : يا أرحم الراحمين سبع مرّات ، وما قالها مؤمن إلّا قال الله جلَّ جلاله : ها أنا ذا أرحم الراحمين ، سل حاجتك (١) .

قال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ : يا عليُّ إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرء آية الكرسيّ فانَّ حاجتك تقضى إنشاء الله (٢) .

عن الصادق عليه‌السلام قال : من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم يقض حاجته فلا يلومنَّ إلّا نفسه (٣) .

من كتاب عيون الأخبار عن الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال : إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكّر في طلبها يوم الخميس ، وليقرء إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران ، وآية الكرسيّ وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ، واُمّ الكتاب فانَّ فيها قضاء حوائج الدُّنيا والاٰخرة (٤) .

في المهمّات : عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أصاب الرجل كربة أو شدَّة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه ، وليلصقها بالأرض ، ويلصق جؤجؤه بالأرض ، ثمَّ يدعو (٥) .

آخر : قال عليٌّ عليه‌السلام لابنه : إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا ، فتوضّأ وارفع يديك وقل : « يا الله يا الله » سبع مرّات فانّه يستجاب لك (٦) .

آخر : وعن أبي الحسن الأوَّل عليه‌السلام : ما من أحد دهمه أمر يغمّه أو كربته كربة فرفع رأسه إلى السّماء وقال ثلاث مرّات : « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم » إلّا فرَّج الله كربته ، وأذهب غمّه إنشاء الله تعالى (٧) .

١١ ـ مكا : إذا أردت حاجة فقل : « اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك الأعلى الأكبر الأعزّ الأجلِّ الأعظم الأكرم أن تفعل بي كذا . فانّه لا يردُّ (٨) .

______________________

(١ و ٢) مكارم الاخلاق ص ٣٩٨ .

(٣ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ٣٩٩ ، وتراه في كتاب العيون ج ٢ ص ٤٠ .

(٥ ـ ٧) مكارم الاخلاق : ٣٩٩ .

(٨) مكارم الاخلاق ص ٤٠٥ .

١٥٩
 &

١٢ ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميريّ عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ عليه‌السلام جاء محمّد بن الحنفيّة إلى عليِّ بن الحسين فقال له : يا ابن أخي أنا عمّك وصنو أبيك وأسنُّ منك ، فأنا أحقُّ بالامامة والوصيّة ، فادفع إليَّ سلاح رسول الله ، فقال عليُّ بن الحسين : يا عمِّ اتّق الله ، ولا تدَّع ما ليس لك ، فانّي أخاف عليك نقص العمر ، وشتات الأمر ، فقال له محمّد بن الحنفيّة : أنا أحقُّ بهذا الأمر منك ، فقال عليُّ بن الحسين : يا عمِّ فهل لك إلى حاكم نحتكم إليه ؟ فقال : ومن هو ؟ قال : الحجر الأسود .

قال : فتحاكما إليه فلمّا وقفا عنده قال له : يا عمِّ تكلّم ، فأنت المطالب قال : فتكلّم محمّد بن الحنفيّة فلم يجبه ، قال : فتقدَّم عليُّ بن الحسين فوضع يده عليه وقال : اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك المكتوب في سرادق البهاء ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العظمة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القوَّة ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق الجلال ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السلطان ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السرائر ، وأسئلك باسمك الفائق الخبير البصير ، ربّ الملائكة الثمانية ، وربِّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وربّ محمّد خاتم النبيّين لمّا أنطقت هذا الحجر بلسان عربيّ فصيح ، يخبر لمن الامامة والوصيّة بعد الحسين بن عليّ ؟

قال : ثمَّ أقبل عليُّ بن الحسين على الحجر فقال : أسئلك بالّذي جعل فيك مواثيق العباد ، والشهادة لمن وافاك ، إلّا أخبرت لمن الامامة والوصية بعد الحسين ابن عليّ ؟ فتزعزع الحجر حتّى كاد أن يزول من موضعه ، وتكلّم بلسان عربيّ فصيح ، يقول : « يا محمّد سلّم سلّم إنَّ الامامة والوصيّة بعدالحسين لعليِّ بن الحسين » قال أبو جعفر عليه‌السلام : فرجع محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة وهو يقول : بأبى عليّ (١) .

١٣ ـ كشف : من كتاب دلائل الحميريّ عن مولى لأبي عبد الله عليه‌السلام قال : كنّا مع أبي الحسن عليه‌السلام حين قدم به البصرة ، فلمّا أن كان قرب المدائن ركبنا في أمواج كثيرة وخلّفنا سفينة فيها امرأة تزفُّ ، إلى زوجها ، وكانت لهم جلبة (٢) فقال :

______________________

(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٠٩ .

(٢) الجلبة : اختلاط الاصوات .

١٦٠