بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

دعاء لعسر الولادة : من عسرت عليها الولادة يقرأ هذه الأدعية في كوز مليء ماء ثلاث مرّات ، وتشرب المرأة ، ويصبُّ بين كتفيها وثدييها ، فتضع الولد باذن الله تعالى « بسم الله الّذي لا إله إلّا هو الحليم الكريم سبحان الله ربِّ السّموات وربِّ العرش العظيم ، الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ [ وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين ] (١) .

لعسر الولادة : عن الصّادق عليه‌السلام قال : يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في رقّ أو قرطاس « اللّهمَّ فارج الهمّ ، وكاشف الغمِّ ، ورحمن الدُّنيا والاٰخرة ورحيمهما ارحم فلانة بنت فلانة رحمة تغنيها بها عن رحمة جميع خلقك ، تفرِّج بها كربتها ، وتكشف بها غمّها ، وتيسّر ولادتها ، وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون ، وقيل الحمد لله ربِّ العالمين (٢) .

ومثله : من عسرت عليها الولادة من إنسان أو دابّة يقرأ عليها « يا خالق النفس من النفس ، ومخلّص النفس من النفس ، أخلصه بحولك وقوَّتك » (٣) .

ومثله : يكتب على خرقتين لا يمسّهما ماء ، وتوضع تحت رجليها ، فانّها تلد في مكانها ، إنشاء الله تعالى (٤) .

وفي رواية يكتب هذا الشكل ، ويعلّقها على فخذها الأيمن ، ويكتب على كاغذ ويشدُّ على فخذها الأيسر « مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ، يا خالق النفس من النفس ، ومخلّص النفس من النفس ، فرِّج عنّا » فألقته سويّاً باذن الله عزَّ وجلَّ (٥) .

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUEBehar-Anwar-part095imagespage0121.png

______________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٥٢ . (٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٤٧٠ .

(٤) في المصدر : « فانها تلقيه سوياً باذن الله عز وجل » .

(٥) مكارم الاخلاق ص ٤٧١ .

١٢١
 &

ومثله : يكتب هذه الصورة على ظهر قفيز ، وجلست فوقه المرأة الّتي تطلق ولدت بسرعة إنشاء الله ومن حقِّ كتابتها أن يبدأ بالاثنين من السطر الفوقاني ، ثمَّ بثلاثة ، ثمَّ بأربعة ، ثمَّ بثلاثة ، ثمَّ بالاثنين ثمَّ بأربعة ليتمَّ خاصيّته (١) .

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUEBehar-Anwar-part095imagespage0122.png

٩٥

* ( باب ) *

* « ( دعاء الابق والضالة والدابة النافرة والمستصعبة ) » *

١ ـ سن : محمّد بن عليّ ، عن عبيس بن هشام ، عن أبي إسماعيل الفرّاء ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تدعو للضَّالّة « اللّهمَّ إنّك إله من في السّماء وإله من في الأرض ، وعدل فيهما ، وأنت الهادي من الضّالّة ، وتردُّ الضالّة ردَّ عليَّ ضالّتي ، فانّها من رزقك وعطيّتك ، اللّهمَّ لا تفتن بها مؤمناً ولا تغن بها كافراً ، اللهمَّ صلِّ على محمّد عبدك ، ورسولك وعلى أهل بيته » (٢) .

٢ ـ سن : محمّد بن عليّ ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبيدة الحذّا قال : كنت مع أبي جعفر عليه‌السلام فضلَّ بعيري ، فقال : صلِّ ركعتين ثمَّ قل كما أقول : اللّهمَّ رادَّ الضالّة هادياً من الضلالة ، ردَّ عليَّ ضالّتي ، فانّها من فضل الله وعطائه ، قال : ثم إنَّ أبا جعفر عليه‌السلام أمر غلامه فشدَّ على بعير من إبله فحمّله ، ثمَّ قال : يا با عبيدة تعال فاركب ، فركبت مع أبي جعفر عليه‌السلام فلمّا سرنا إذا سواد على الطريق ، فقال : يا با عبيدة هذا بعيرك ، فاذا هو بعيري (٣) .

٣ ـ سن : محمّد بن عليّ ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن الثماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من نفرت له دابّة فقال هذه الكلمات : « يا عباد الله الصّالحين أمسكوا عليَّ رحمكم الله ، بان في ع وح وماه (٤) ى ح ح قال : ثمَّ قال أبو جعفر

______________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٧١ .

(٢ ـ ٣) المحاسن ص ٣٦٣ .

(٤) ياه خ ل ، كما في المصدر .

١٢٢
 &

عليه ‌السّلام : إنَّ البرَّ موكّل به « م (١) في حرج » والبحر موكّل به « ه ح ح » قال عمر : فقلت أنا ذلك في بغال ضلّت فجمعها الله لي (٢) .

٤ ـ مكا : روي عن الرضا عليه‌السلام قال : إذا ذهب لك ضالّة أو متاع ، فقل : « وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ـ إلى قوله : فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ » ثمَّ تقول : « اللّهمَّ إنّك تهدي من الضالّة وتنجّي من العمى ، وتردُّ الضالّة ، صلِّ على محمّد وآله ، واغفر لي وردَّ ضالّتي وصلِّ على محمّد وآله وسلّم » (٣) .

صلاة لردِّ الضالّة : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : تصلّي ركعتين تقرأ فيهما يس وتقول بعد فراغك منهما رافعاً يدك إلى السّماء : « اللّهمَّ رادَّ الضّالّة ، والهادي من الضلالة ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واحفظ عليَّ ضالّتي ، وارددها إليَّ سالمة يا أرحم الراحمين ، فانّها من فضلك وعطائك ، يا عباد الله في الأرض ، ويا سيّارة الله في الأرض ، ردُّوا عليَّ ضالّتي ، فانّها من فضل الله وعطائه » (٤) .

ومثله أيضاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام « اللّهمَّ لا إله إلّا أنت لك السّموات والأرض وما بينهما فاجعل الأرض على كذا أضيق من جلد جمل ، حتّى تمكنني منه ، إنّك على كلِّ شيء قدير » (٥) .

وفي رواية عن الصادق عليه‌السلام : ادع بهذا الدُّعاء للاٰبق واكتبه في ورقة « اللّهمَّ إنَّ السّماء لك ، والأرض لك ، وما بينهما لك ، فاجعل ما بينهما أضيق على فلان من جلد جمل حتّى تردَّه عليَّ وتظفرني به » وليكن حول الكتاب آية الكرسيّ مكتوبة مدوَّرة ، ثمَّ ادفنه ، وضع فوقه شيئاً ثقيلاً في موضعه الّذي كان يأوي إليه فيه باللّيل (٦) .

______________________

(١) لا يوجد في المصدر لفظ « م » .

(٢) المحاسن ص ٣٦٣ .

(٣) مكارم الاخلاق ص ٤٤٤ ، والاية في سورة الانعام : ٥٩ .

(٤ ـ ٥) مكارم الاخلاق ص ٤٥٧ .

(٦) مكارم الاخلاق ص ٤٥٨ .

١٢٣
 &

أيضاً للاٰبق : يكتب أو يقرأ « اللّهمَّ أنت جبّار في السماء ، وجبّار في الأرض وملك في السماء وملك في الأرض ، وإله في السّماء ، وإله في الأرض ، تردُّ الضالّة وتهدي من الضلالة ، ردَّ على فلان ضالّته واحفظه (١) .

٥ ـ طا : من كتاب منية الداعي باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ من استصعبت عليه دابّته ، فليقرأ في اُذنه اليسرى « وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ » .

٩٦

( باب )

* « ( الدعاء لدفع السحر والعين ) » *

الايات : يوسف : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ، وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ ، وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢) .

١ ـ طب : عبد الله بن العلاء القزوينيّ ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية الأسديّ أنّه سمع أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بعض أصحابه وقد شكى إليه السحر ، فقال : اكتب في رقّ ظبي وعلّقه عليك ، فانّه لا يضرُّك ، ولا يجوز كيده فيك « بسم الله وبالله بسم الله وما شاء الله ، بسم الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، قال موسى ما جئتم به السحر إنَّ الله سيبطله إنَّ الله لا يصلح عمل المفسدين ، فوقع الحقُّ وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين » (٣) .

______________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٥٨ .

(٢) يوسف : ٦٧ ـ ٦٨ .

(٣) طب الائمة ص ٣٥ .

١٢٤
 &

٢ ـ طب : محمّد بن موسى الرِّبعي ، عن محمّد بن محبوب ، عن عبد الله بن غالب عن ابن ظريف ، عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال [ الأصبغ ] : أخذت هذه العوذة منه فقال لي : يا أصبغ هذه عوذة السحر والخوف من السلطان ، تقولها سبع مرَّات : « بسم الله وبالله ، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ » وتقوله في وجه السّاحر (١) إذا فرغت من صلاة اللّيل قبل أن تبدأ بصلاة النهار سبع مرَّات فانّه لا يضرُّك إنشاء الله تعالى (٢) .

٣ ـ طب : محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إنَّ جبرئيل عليه‌السلام أتى النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له : يا محمّد قال : لبّيك يا جبرئيل ، قال : إنَّ فلاناً اليهوديَّ سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه يعني إلى البئر أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك ، وهو عديل نفسك ، حتّى يأتيك بالسحر ، قال : فبعث النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليَّ بن أبي طالب عليه‌السلام وقال : انطلق إلى بئر أزوان (٣) فانَّ فيها سحراً سحرني به لبيد بن أعصم اليهوديّ فأتني به .

قال عليٌّ عليه‌السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهبطت فاذا ماء البئر قد صار كأنّه ماء الحنّا (٤) من السحر ، فطلبته مستعجلاً حتّى انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به ، قال الّذين معي : ما فيه شيء فاصعد ، فقلت : لا والله ما كذبت وما كذبت وما نفسي به مثل أنفسكم (٥) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمَّ طلبت طلباً بلطف فاستخرجت

______________________

(١) في المصدر : في وجه الماء .

(٢) طب الائمة ص ٣٥ .

(٣) في المصدر : بئر ذروان ، وفي مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٦٨ دروان بالمهملة وقال الفيروزآبادي : وبئر ذروان بالمدينة أو هو ذو أروان بسكون الراء وقيل بتحريكه أصح .

(٤) في المصدر : ماء الحياض .

(٥) وما يقيني به مثل يقينكم ظ .

١٢٥
 &

حُقّاً فأتيت النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : افتحه ففتحته ، فاذا في الحُقّ قطعة كرب النخل (١) في جوفه وتر عليها إحدى وعشرون عقدة ، وكان جبرئيل عليه‌السلام أنزل يومئذ المعوَّذتين على النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال النبيُّ : يا عليُّ اقرأها على الوتر ، فجعل أمير المؤمنين عليه‌السلام كلّما قرأ آية انحلّت عقدة حتّى فرغ منها ، وكشف الله عزَّ وجلَّ عن نبيّه ما سحر به وعافاه .

وروي أنَّ جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام أتيا إلى النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فجلس أحدهما عن يمينه والاٰخر عن شماله ، فقال جبرئيل لميكائيل : ما وجع الرجل ؟ فقال ميكائيل : هو مطبوب (٢) فقال جبرئيل عليه‌السلام : ومن طبّه ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهوديّ ثمَّ ذكر الحديث إلى آخره (٣) .

٤ ـ طب : إبراهيم البيطار قال : حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرَّحمن ويقال له : يونس المصلّي لكثره ، صلاته ، عن ابن مسكان ، عن زرارة قال : قال أبو جعفر الباقر عليه الصلاة والسلام : إنَّ السحرة لم يسلّطوا على شيء إلّا على العين .

وعن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام أنّه سئل عن المعوَّذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصّادق عليه‌السلام : نعم هما من القرآن ، فقال الرجل : إنّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ، ولا في مصحفه ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : أخطأ ابن مسعود أو قال : كذب ابن مسعود ، هما من القرآن ، قال الرَّجل : فأقرأ بهما يا ابن رسول الله في المكتوبة ؟ قال : نعم ، وهل ترى ما معنى المعوَّذتين ، وفي أيِّ شيء نزلتا ؟ إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سحره لبيد بن أعصم اليهوديّ ، فقال أبو بصير لأبي عبد الله عليه‌السلام : وما كاد ـ أو عسى ـ أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق : بلى كان النبيُّ صلّى الله عليه وآله يرى أنّه يجامع وليس بجامع ، وكان يريد الباب ولا يبصره

______________________

(١) الحق ـ بالضم ـ وعاء صغير من خشب وقد يصنع من العاج ، وكرب النخل ـ بالتحريك ـ اصول السعف الغلاظ العراض .

(٢) رجل مطبوب : أي مسحور ، وانما كنوا بالطب عن السحر تفاءلا بالبراءة .

(٣) طب الائمة ص ١١٣ .

١٢٦
 &

حتّى يلمسه بيده ، والسحر حقٌّ وما يسلّط السحر إلّا على العين والفرج ، فأتاه جبرئيل عليه‌السلام فأخبره بذلك فدعا عليّاً عليه‌السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان وذكر الحديث بطوله إلى آخره (١) .

٥ ـ طب : سهل بن محمّد بن سهل ، عن عبد ربّه بن محمّد بن إبراهيم ، عن ابن أورمة عن ابن مسكان ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن النشرة للمسحرر ، فقال : ما كان أبي عليه‌السلام يرى بها بأساً (٢) .

وعن محمّد بن مسلم قال هذه العوذه الّتي أملاها علينا أبو عبد الله عليه‌السلام يذكر أنّها وراثة وأنّها تبطل السحر ، تكتب على ورق ويعلّق على المسحور « قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ، وَيُحِقُّ اللَّـهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ـ الاٰيات (٣) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (٤) .

٦ ـ طب : محمّد بن سليمان بن مهران ، عن زياد بن هارون العبديّ ، عن عبد الله ابن محمّد البجليّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أعجبه شيء من أخيه المؤمن فليكبّر عليه فانَّ العين حقٌّ (٥) .

٧ ـ طب : محمّد بن ميمون المكيّ ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن صفوان الجمّال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : لو نبش لكم من القبور لرأيتم أنَّ أكثر موتاكم بالعين ، لأنَّ العين حقٌّ ألا إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : العين حقٌّ فمن أعجبه من أخيه شيء فليذكر الله في ذلك ، فانّه إذا ذكر الله لم يضرَّه (٦) .

______________________

(١ و ٢) طب الائمة ص ١١٤ .

(٣) النازعات : ٢٧ ـ ٣٢ .

(٤) طب الائمة ص ١١٥ .

(٥ و ٦) طب الائمة ص ١٢١ .

١٢٧
 &

٨ ـ طب : في العين : يقرأ أو يكتب ويعلّق عليه : سورة الحمد ، والمعوَّذتين قل هو الله أحد ، وآية الكرسيّ واللّهمَّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت ، عليك توكّلت وأنت ربُّ العرش العظيم ، حسبي الله ونعم الوكيل ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، أشهد أنَّ الله على كلِّ شيء قدير ، وأنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيء علماً وأحصى كلَّ شيء عدداً ، اللهمَّ إنّي أعوذ بك من شرِّ نفسي ، ومن شرِّ كلِّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنَّ ربّي على صراط مستقيم فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربُّ العرش العظيم .

بسم الله ربِّ عيسى ، عبس عابس ، وحجر يابس ، وماء فارس ، وشهاب قابس من نفس نافس ، وعين العاين رددت عين العاين عليه ، وعلى أحبِّ الناس إليه في كبده وكليته . دم رقيق ، وشحم وسيق ، وعظم دقيق ، في ماله يليق ، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ، وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمَّد وآله الطاهرين (١) .

٩ ـ مكا : للعين : معمر بن خلّاد قال : كنت مع الرضا عليه‌السلام بخراسان على نفقاته . فأمرني أن أتّخذ له غالية ، فلمّا اتّخذتها فأعجب بها فنظر إليها فقال لي : يا معمر إنَّ العين حقٌّ فاكتب في رقعة : الحمد لله ، وقل هو الله أحد ، والمعوَّذتين وآية الكرسيّ ، واجعلها في غلاف القارورة (٢) .

ومثله : وروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : العين حقٌّ وليس تأمنها منك على نفسك ، ولا منك على غيرك ، فاذا خفت شيئاً من ذلك فقل : ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، ثلاثاً ، وقال : إذا تهيّأ أحدكم تهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من منزله المعوَّذتين ، فانّه لا يضرُّه باذن الله (٣) .

وعنه عليه‌السلام قال : من أعجبه من أخيه شيء فليبارك عليه ، فانَّ العين حقٌّ .

______________________

(١) طب الائمة ص ١٤٠ .

(٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٤٤٣ .

١٢٨
 &

وقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ العين ليدخل الرجل القبر ، والجمل القدر ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا رقية إلّا من حُمة والعين (١) .

في السحر : عن محمّد بن عيسى قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن السحر قال : هو حقٌّ وهم يضرُّون باذن الله ، فاذا أصابك ذلك فارفع يدك بحذاء وجهك واقرأ عليها « بسم الله العظيم ، ربِّ العرش العظيم إلّا ذهبت وانقرضت » .

قال : وسأله رجل عن العين فقال : هو حقٌّ فاذا أصابك ذلك فارفع كفّيك بحذاء وجهك واقرء الحمد لله ، وقل هو الله ، والمعوَّذتين وامسحهما على نواصيك فانّه نافع باذن الله (٢) .

روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه سئل عن المعوَّذتين قال : إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سحره لبيد بن أعصم اليهوديّ فأتاه جبرئيل بالمعوَّذتين ، فدعا عليّاً عليه‌السلام فعقد له خيطاً فيه اثنا عشر عقدة ، ثمَّ قال : انطلق إلى بئر ذروان فانزل إلى القليب فاقرأ آية وحلِّ عقدة ، فنزل عليٌّ واستخرج من القليب فتحالل ذلك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

عن ابن عباس قال : إنَّ لبيد بن أعصم سحر رسول الله صلّى‌ الله ‌عليه ‌وآله وسلّم ثمَّ دسَّ ذلك في بئر لبني زريق ، فمرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فبينا هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه ، والاٰخر عند رجليه ، فأخبراه بذلك ، وأنّه في بئر ذروان في جفّ طلعة تحت راعوفة ـ والجفّ قشر الطلع ، والراعوفة حجر في أسفل البئر يقوم عليه الماتح (٤) فانتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعث عليّاً والزبير وعمّاراً فنزحوا

______________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٤٣ .

(٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٤٧٥ .

(٤) الظاهر الصحيح « المائح » بدل الماتح ، فان الماتح هو الذي يقوم في اعلى البئر وينزع الدلو ويستخرجها ، وسئل الاصمعي عن المتح والميح ، فقال : « الفوق للفوق والتحت للتحت ، أي أن المتح أن يستقى وهو على رأس البئر ، والميح أن يملاء الدلو وهو في قعرها ، ومن أمثالهم ؛ « هو أعرف به من المائح باست الماتح » .

١٢٩
 &

ماء تلك البئر ، ثمَّ رفعوا الصخرة وأخرجوا الجفَّ ، فاذا فيه مُشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا هو معقّد فيه إحدى عشرة عقدة ، مغروزة بالابرة ، فنزلت هاتان السورتان ، فجعل كلّما يقرأ آية انحلّت عقدة ، ووجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خفّة ، فقام كأنّما اُنشط من عقال ، وجعل جبرئيل عليه‌السلام يقول : « بسم الله أرقيك ، من كلِّ شيء يؤذيك ، من حاسد وعين ، والله يشفيك » (١) .

اُخرى للسحر : يكتب في رقّ ويعلّق عليه « قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ـ إلى قوله : الْمُفْسِدِينَ » (٢) [ « وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ » إلى ] قوله : « فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ » .

اُخرى : يتكلّم به سبع مرّات « سَنَشُدُّ عَضُدَكَ ـ إلى قوله : وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ » (٣) .

عن الصادق عليه‌السلام قال : إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سألته امرأة أنَّ لي زوجاً وبه غلظة ، وإنّي صنعت شيئاً لأعطفه عليَّ ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اُفّ لك ، كدّرت التجارة وكدَّرت العين (٤) ولعنتك الملائكة الأخيار ، وملائكة السّماء والأرض ، فصامت

______________________

(١) راجع مكارم الاخلاق ص ٤٧٦ ، وقد ذكر القصة في تفسيره مجمع البيان ذيل سورتي المعوذتين ، وأنكر صحة الحديث من حيث عدم تأثير السحر في الانبياء والائمة عليهم السلام وله في ذلك كلام راجعه . وهكذا المؤلف العلامة قال في ج ١٨ ص ٧٠ من هذه الطبعة الحديثة : المشهور بين الامامية عدم تأثير السحر في الانبياء والائمة عليهم السلام وأولوا بعض الاخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها ثم نقل كلام العلامة الطبرسي عن المجمع بطوله ، وقد عنون المؤلف العلامة في مجلد السماء والعالم « باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما » ( ص ٥٦٧ ـ ٥٧٨ من طبعة الكمباني ، ج ٦٢ من هذه الطبعة الحدثية ) ونقل هذه الروايات مع غيرها ، وله فيها كلام طويل الذيل راجعه ان شئت .

(٢) يونس : ٨١ ، وزاد في المصدر الى قوله « الْمُجْرِمُونَ » .

(٣) مكارم الاخلاق : ٤٧٦ ، والاية في القصص : ٣٥ .

(٤) في الفقيه : كدرت البحار وكدرت الطين .

١٣٠
 &

نهارها وقامت ليلها ، وحلقت رأسها ولبست المُسوح (١) فبلغ ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إنَّ ذلك لا يقبل منها (٢) .

فقيل (٣) : يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفّار ؟ فقال : لأنَّ الشرك أعظم من الكفر ، والسحر والشّرك مقرونان (٤) .

رقية العين : عن زرارة قال : ينفث في المنخر اليمنى أربعاً ، واليسرى ثلاثاً ثمَّ يقول : « بسم الله لا بأس ، أذهب البأس ربَّ الناس ، واشف أنت الشافي ، ولا يكشف البأس إلّا أنت » .

عن الصّادق عليه‌السلام قال : لو كان شيء يسبق القدر سبقته العين .

لمن يصيبه العين : يقرأ فاتحة الكتاب ويكتب « بسم الله اُعيذ فلان بن فلانة بكلمات الله التامّات من شرِّ ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن عين ناظرة ، واُذن سامعة ولسان ناطق ، إنَّ ربّي على صراط مستقيم ، ومن شرِّ الشيطان وعمل الشيطان وخيله ورجله ، وقال : يا بنيَّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرِّقة .

عوذة العين اللّهمَّ ربَّ مطر حابس ، وحجر يابس ، وليل دامس ، ورطب ويابس ، ردَّ عين العين عليه ، في كبده ونحره وماله ، فارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير (٥) .

______________________

(١) المسوح ، جمع المسح بالكسر : الكساء من الشعر وما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفاً ، وهو من شعار الصوفيه .

(٢) مكارم الاخلاق : ٤٧٦ ، ورواه الصدوق في الفقيه ج ٣ ص ٢٨٢ قال : روى اسماعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن رسول الله (ص) .

(٣) كذا في الاصل والمصدر ، والظاهر أن صدر الحديث سقط عن النسخ ، فانه روى الصدوق في الفقيه ج ٣ ص ٣٧١ عن السكونى ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله : ساحر المسلمين يقتل ، وساحر الكفار لا يقتل ، فقيل يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفار ؟ قال : الخ .

(٤ ـ ٥) مكارم الاخلاق : ٤٧٧ .

١٣١
 &

١٠ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ العين لتدخل الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر ، وجاء في الخبر أنَّ أسماء بنت عميس قالت : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنَّ بني جعفر يصيبهم العين ، أفأسترقي لهم ؟ قال : نعم ، فلو كان شيء يسبق القدر لسبقت العين (١) .

وقيل [ إنَّ ] الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوَّع ثلاثة أيّام ثمَّ كان يصفه ، فيصرعه بذلك ، وذلك بأن يقول للّذي يريد أن يصيبه بالعين لا أرى كاليوم إبلاً أو شاء (٢) أو ما أراد ، أي ما أرى كابل أراها اليوم ، فقالوا للنبيّ صلى الله كما كانوا يقولون لمّا يريدون أن يصيبوه بالعين عن الفرّاء والزجّاج (٣) .

قال الحسن دواء إصابة العين أن يقرأ الانسان هذه الاٰية « وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ » (٤) .

١١ ـ طا : من كتاب غنية الداعي تأليف عليّ بن محمّد بن عبد الصمد باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ من خاف شيطاناً أو ساحراً فليقرء « إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ـ إلى قوله تعالى ـ تَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٥) .

١٢ ـ جنة الامان للكفعميّ : قال : ذكر عبد الكريم بن محمّد بن المظفر السمعاني في كتابه أنَّ جبرئيل نزل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فرآه مغتمّاً فسأله عن غمّه فقال له : إنَّ الحسنين أصابتهما عين ، فقال له : يا محمّد العين حقٌّ فعوِّذهما بهذه العوذة

______________________

(١) جامع الاخبار : ١٨٣ .

(٢) الشاء جمع الشاة .

(٣) وذكره العلامة الطبرسي في المجمع ج ١٠ ص ٣٤١ في تفسير آخر آية من سورة القلم ، وقد قالوا : ان العين كان في بني أسد ، وللبحث مجال واسع تكلم فيه المؤلف العلامة في مجلد السماء والعالم باب تأثير السحر والعين ، راجعه .

(٤) جامع الاخبار : ١٨٤ .

(٥) الاعراف : ٥٤ .

١٣٢
 &

« اللهمَّ يا ذا السلطان العظيم ، والمنِّ القديم ، والوجه الكريم ، ذا الكلمات التامّات والدعوات المستجابات ، عاف الحسن والحسين من أنفس (١) الجنِّ وأعين الانس » .

ومنه قال : في خطِّ الوزير مؤيّد الدين ابن العلقميّ رقية المعيون « بسم الله العظيم الشأن ، القويّ السلطان ، الشديد الأركان ، حبس حابس ، وحجر يابس ، و شهاب قابس ، وليل دامس ، وماء قارس في عين العائن ، وفي أحبِّ خلق الله إليه ، و في كبده وكليتيه ، فارجع البصر هل ترى من فطور ثمَّ ارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير » .

١٢ ـ وفي زبدة البيان : أنَّ جبرئيل عليه‌السلام رقى النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلّمه هذه الرُّقية للعين : « بسم الله أرقيك ، من كلِّ عين حاسد ، الله يشفيك » .

وعن الصادق عليه‌السلام : إذا تهيّأ أحدكم بهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من بيته المعوَّذتين ، فانّه لا يضرُّه شيء بإذن الله تعالى .

١٣ ـ الجوامع للطبرسي : عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من رأى شيئاً يعجبه فقال : « الله الله ما شآء الله ، لا قوَّة إلّا بالله » لم يضرَّه شيء .

وعن الحسن : أنَّ دواء الإصابة بالعين أن يقرأ « وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا » السورة (٢) .

______________________

(١) الانفس جمع النفس ، والمراد ههنا : العين التي تصيب الانسان ، يقال : أصابت فلاناً نفس : أي عين ، وقال ابن الاعرابي : النفوس كصبور الذي يصيب الناس بالعين ، اقول : ومنه الحديث : « ونفس نافس » كما مر في العوذات .

(٢) وذكره في المجمع أيضاً راجع ج ١٠ ص ٣٤١ .

١٣٣
 &

٩٧

* باب *

* « ( معنى جهد البلاء والاستعاذة منه ، ومن ضلع ) » *

* « ( الدين ، وغلبة الرجال ، وبوار الايم (١) ) » *

* « ( وطلب تمام النعمة ، ومعناه ، وفضل قول ) » *

* « ( يا ذا الجلال والاكرام ) » *

١ ـ ل : أبي ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : جهد البلاء أن يقدَّم الرجل فيضرب عنقه صبراً والأسير مادام في وثاق العدوّ والرجل يجد على بطن امرأته رجلاً (٢) مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن النوفليّ مثله (٣) .

٢ ـ ل : الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : سلوا الله العافية من جهد البلاء فانَّ جهد البلاء ذهاب الدين (٤) .

وقال عليه‌السلام : استعيذوا بالله من ضلع الدين وغلبة الرجال (٥)

٣ ـ مع : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقيّ ، عن أبيه ، عن محمّد ابن سنان ، عن عبد الملك بن عبد الله القمي قال : سأل أبا عبد الله عليه‌السلام الكاهليُّ و

______________________

(١) جهد البلاء ـ بالفتح ـ البلاء على الحالة التي يختار عليها الموت ، والضلع : الاعوجاج ، يقال . أخذه ضلع الدين أي ثقله حتى يميل بصاحبه عن الاستواء إلى الاعوجاج . والايم : التي لا زوج لها ، وبوارها كساد سوقها ، فتبقى في بيتها لا تخطب ، وكل هذه معاني لغوية لها مصاديق تطلق عليها كناية .

(٢) الخصال ج ١ ص ٦٧ .

(٣) معاني الاخبار : ٣٤٠ .

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٥٥ .

(٥) الخصال ج ٢ ص ١٦٢ .

١٣٤
 &

أنا عنده : أكان عليٌّ عليه‌السلام يتعوَّذ من بوار الأيّم ؟ فقال : نعم ، وليس حيث تذهب : إنّما كان يتعوَّذ من العاهات ، والعامّة يقولون بوار الأيّم ، وليس كما يقولون (١) .

٤ ـ مع : محمّد بن أحمد بن تميم ، عن محمّد بن إدريس ، عن محمّد بن مهاجر ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن الجريريّ ، عن أبي الورد بن يمامة ، عن اللجلاج ، عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فمرَّ رجل يدعو وهو يقول « اللهمَّ إني أسئلك تمام النعمة » فقال : ابن آدم ! وهل تدري ما تمام النعمة ؟ الخلاص من النار ، ودخول الجنّة ، ومرَّ عليه‌السلام برجل وهو يدعو ويقول « يا ذا الجلال والاكرام » فقال له : قد استجيب لك فسل (٢) .

٥ ـ ن : بالأسانيد الثلاثة ، عن الرّضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكّر في طلبها يوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران ، وآية الكرسيّ ، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ، واُمّ الكتاب ، فانَّ فيها قضاء حوائج الدُّنيا والاٰخرة (٣) .

٦ ـ ل : الأربعمائة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله وفيه بعد يوم الخميس : فانَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اللّهمَّ بارك لاُمّتي في بكورها يوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من بيته الاٰيات من آل عمران (٤) .

٧ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن حكم الحنّاط ، عن الشحّام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : النعيم في الدُّنيا الأمن وصحّة الجسم ، وتمام النعمة في الاٰخرة دخول الجنّة ، وما تمّت النعمة على عبد قطُّ لم يدخل الجنّة (٥) .

______________________

(١) معاني الاخبار : ٣٤٣ .

(٢) معاني الاخبار : ٢٢٩ .

(٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٤٠ .

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٦٢ .

(٥) معاني الاخبار ص ٤٠٨ .

١٣٥
 &

٩٨

* ( باب ) *

* « ( الدعاء لدفع وساوس الشيطان ) » *

١ ـ ل : الأربعمائة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوَّذ بالله ، وليقل : آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدِّين (١) .

٢ ـ لي : ابن شاذويه ، عن محمّد الحميريّ ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : لمّا أن بعث الله عيسى عليه‌السلام تعرَّض له الشيطان فوسوسه ، فقال عيسى عليه‌السلام : « سبحان الله ملء سمواته وأرضه ، ومداد كلماته ، وزنة عرشه ، ورضا نفسه » قال : فلمّا سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً حتّى وقع في اللّجّة الخضراء (٢) .

أقول : تمامه في باب أحوال عيسى عليه‌السلام (٣) .

٣ ـ مكا : لوسوسة القلب : يقول « فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ » ويقرأ المعوَّذتين .

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا وسوس الشيطان لأحدكم فليتعوَّذ بالله ، وليقل بلسانه وقلبه « آمنت بالله ورسوله مخلصاً له الدّين (٤) .

لضيق القلب : يقرأ سبعة عشر يوماً « أَلَمْ نَشْرَحْ » إلى آخره كلَّ يوم مرَّتين : مرَّة بالغداة ، ومرَّة بالعشاء (٥) .

٤ ـ نقل من خط الشهيد رحمه الله : عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إنَّ الشيطان اثنان :

______________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٣ .

(٢) أمالي الصدوق : ١٢٢ .

(٣) راجع ج ١٤ ص ٢٧٠ .

(٤) مكارم الاخلاق ص ٤٣٣ .

(٥) مكارم الاخلاق ص ٤٢٤ .

١٣٦
 &

شيطان الجنِّ ، ويبعد بلا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، وشيطان الانس ويبعد بالصلاة على النبيّ وآله .

ومنه : عن أبي زميل قال : سألت ابن عبّاس عمّا يجد الانسان في صدره من الشكّ ، فقال : ما نجا من ذلك أحد وقد أنزل الله « فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ » (١) إذا وجدت ذلك فقل « هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » .

وعن عثمان بن أبي العاص قلت : يا رسول الله حالَ الشيطان بين صلاتي وقراءتي قال : ذلك شيطان يقال له : خيزب ، فاذا أحسست به فتعوَّذ بالله منه ، واتفل عن يسارك ثلاثاً .

٩٩

* باب *

* « ( الدعاء لوساوس الصدر وبلابله ولرفع الوحشة ) » *

١ ـ طب : أبو القاسم التفليسي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله السجستانيّ ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : قلت : يا ابن رسول الله إنّي أجد بلابل في صدري ، ووساوس في فؤادي حتّى لربّما قطع صلاتي ، وشوَّش عليَّ قراءتي قال : وأين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليه‌السلام ؟ قلت : يا ابن رسول الله علّمني ، قال : إذا أحسست بشيء من ذلك . فضع يدك عليه ، وقل « بسم الله وبالله اللّهمَّ مننت عليَّ بالايمان ، وأودعتني القرآن ، ورزقتني صيام شهر رمضان ، فامنن عليَّ بالرحمة والرضوان ، والرأفة والغفران ، وتمام ما أوليتني من النعم والاحسان ، يا حنّان يا منّان ، يا دائم يا رحمن ، سبحانك وليس لي أحد سواك ، سبحانك أعوذ بك بعد هذه الكرامات من الهوان ، وأسألك أن تجلّي عن قلبي الأحزان » تقولها : ثلاثا فانّك تعافى منها بعون الله تعالى ، ثمَّ تصلّي على النبيِّ والسلام عليهم ورحمة الله (١) .

______________________

(١) طب الائمة ص ٢٧ .

١٣٧
 &

بيان : قوله عليه‌السلام : « فضع يدك عليه » أي على الفؤاد ، كما يظهر من الخبر الاٰتي أيضاً ، ولمّا كان الصّدر محلّاً للفؤاد فينبغي وضع اليد على الصدر .

٢ ـ طب : عليُّ بن ماهان ، عن سرّاج مولى الرضا عليه‌السلام عن جعفر بن ديلم عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الحلبيّ قال : قال رجل لأبي عبد الله الصادق عليه‌السلام : إنّي إذا خلوت بنفسي تداخلني وحشة وهمٌّ ، وإذا خالطت الناس لا اُحسُّ بشيء من ذلك ، فقال : ضع يدك على فؤادك وقل : « بسم الله ، بسم الله ، بسم الله » ثمَّ امسح يدك على فؤادك ، وقل : « أعوذ بعزَّة الله ، وأعوذ بقدرة الله ، وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله ، وأعوذ بجمع الله ، وأعوذ برسول الله ، وأعوذ بأسماء الله ، من شرِّ ما أحذر ، ومن شرِّ ما أخاف على نفسي » تقول ذلك سبع مرّات ، قال : ففعلت ذلك فأذهب الله عنّي الوحشة ، وأبدلني الاُنس والأمن (١) .

٣ ـ طب : الحسين بن بسطام ، عن محمّد بن خلف ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عبد الله بن سنان قال : شكى رجل إلى أبي عبد الله عليه‌السلام كثرة التمنّي والوسوسة فقال : أمرَّ يدك على صدرك ، ثمَّ قل : « بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم ، اللّهمَّ امسح عنّي ما أحذر » ثمَّ أمرَّ يدك على بطنك وقل ثلاث مرّات ، فانَّ الله تعالى يمسح عنك ويصرف ، قال الرجل : فكنت كثيراً ما أفطع صلاتي ممّا يفسد عليَّ التمنّي والوسوسة ، ففعلت ما أمرني به سيّدي ومولاي ثلاث مرّات ، فصرف الله عنّي ، وعوفيت منه ، فلم اُحسَّ به بعد ذلك (٢) .

١٠٠

« ( باب ) »

* « ( ما يتعلق بادعية السيف ) » *

١ ـ ق : رقعة السيف وجدت في قائم سيف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، وكانت أيضاً في قائم سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بالله بالله بالله ، أسئلك يا ملك الملوك الأوَّل القديم الأبديّ ، الّذي

______________________

(١ ـ ٢) طب الائمة ص ١١٧ .

١٣٨
 &

لا يزول ولا يحول ، أنت الله العظيم ، الكافي كلّ شيء ، المحيط بكلّ شيء ، اللّهمَّ اكفني باسمك الأعظم الأجلِّ الواحد الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، احجب عنّي شرورهم وشرور الأعداء كلّهم ، وسيوفهم وبأسهم والله من ورائهم محيط ، اللّهمَّ احجب عنّي شرَّ من أرادني بسوء بحجابك الّذي احتجبت به فلم ينظر إليه أحد من شرّ فسقة الجنِّ والانس ، ومن شرِّ سلاحهم ، ومن الحديد ومن شرِّ كلِّ ما نتخوَّف ونحذر ، ومن شرِّ كلِّ شدَّة وبليّة ، ومن شرِّ ما أنت به أعلم ، وعليه أقدر ، إنّك على كلِّ شيء قدير ، وصلّى الله على محمّد نبيّه وآله وسلّم تسليماً كثيراً .

١٠١

* ( باب ) *

* « ( ما يدفع الحرق والهدم ) » *

١ ـ كشف : من كتاب عبد العزيز الجنابذيّ ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم ‌السّلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا رأيتم الحريق فكبّروا ، فانَّ الله تعالى يطفيه (١) .

١٠٢

« باب »

* « ( الدعاء لمن يخاف السرق أو الهدم أو الحرق ) » *

١ ـ مكا : فيمن يخاف السارق : يقرأ على الحِلَق والقفل « قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ » إلى آخر السورة (٢) .

______________________

(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٨٣ .

(٢) مكارم الاخلاق ص ٤٠٣ . والاية في الاسراء ١١٠ ـ ١١١ .

١٣٩
 &

١٠٣

* باب *

* « ( الدعاء لدفع السموم والموذيات والسباع ومعنى السامة ) » *

* « ( والهامة والعامة واللامة ) » *

١ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن أبي جميلة ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن عليّ عليه‌السلام قال : إنَّ اليهود أتت امرأة منهم يقال لها : عبدة ، فقالوا : يا عبدة قد علمت أنَّ محمّداً قد هدّ ركن بني إسرائيل ، وهدم اليهوديّة ، وقد غالا الملأ من بني إسرائيل بهذا السمِّ له (١) وهم جاعلون لك جُعلاً على أن تسمّيه في هذه الشاة ، فعمدت عبدة إلى الشاة فشوَّتها ثمَّ جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : يا محمّد قد علمت ما توجب لي من حقِّ الجوار وقد حضرني رؤساء اليهود ، فزيّنّي بأصحابك .

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه عليٌّ عليه‌السلام وأبو دجانة وأبو أيّوب وسهل بن حنيف ، وجماعة من المهاجرين ، فلمّا دخلوا وأخرجت الشاة سدَّت اليهود آنافها بالصوف ، وقاموا على أرجلهم وتوكّؤا على عصيّهم فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقعدوا ، فقالوا : إنّا إذا زارنا نبيٌّ لم يقعد منّا أحد ، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذَّى به ، وكذبت اليهود عليها لعنة الله ، إنّما فعلت ذلك مخافة سورة السمِّ ودخانه .

فلمّا وضعت الشاة بين يديه ، تكلّم كتفها فقالت : مه محمّد لا تأكلني ، فانّي مسمومة ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدة فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت : قلت : إن كان نبيّاً لم يضرَّه ، وإن كان كاذباً أو ساحراً أرحت قومي منه ، فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : السلام يقرئك السلام ، ويقول : قل : « بسم الله الّذي يسمّيه به كلُّ مؤمن وبه عزَّ كلُّ مؤمن ، وبنوره الّذي أضاءت به السّموات والأرض ، وبقدرته الّتي

______________________

(١) غالاه بالثمن مغالاة : اشتراه بثمن غلل .

١٤٠