السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-500-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٨٠
( معيد / خ ل ) ما أفطره ، وسبحانه من فاطر ما أوهبه ، وسبحانه من وهاب ما أتوبه ، وسبحانه من تواب ما أسخاه ، وسبحانه من سخي ما أبصره ، وسبحانه من بصير ما أسلمه ، وسبحانه من سلام ما أشفاه ، وسبحانه من شاف ما أنجاه ، وسبحانه من منج ما أبره ، وسبحانه من بار ما أطلبه ، وسبحانه من طالب ما أدركه ، وسبحانه من مدرك ما أشدّه ، وسبحانه من شديد ما أعطفه ، وسبحانه من متعطف ما أعدله ، وسبحانه من عادل ما أتقنه ، وسبحانه من متقن ما أحكمه ، وسبحانه من حكيم ما أكفله ، وسبحانه من كفيل ما أشهده ، وسبحانه هو الله العظيم وبحمده ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولله الحمد ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ، دافع كلّ بلية ، وهو حسبي ونعم الوكيل ).
قال سفيان الثوري : ويل لمن لا يعرف حرمة هذا الدعاء! فإنّ من عرف حق هذا الدعاء وحرمته ، كفاه الله عزوجل كلّ شدّة وصعوبة ، وآفة ومرض وغم ببركة هذا الدعاء ، فتعلموه وعلّموه ، ففيه البركة والخير الكثير في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى ) (١).
ومن ذلك دعاء علّمه جبرائيل عليهالسلام للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فكان من أدعيته المرفوعة ، قال : كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا قام من الليل يتهجد قال :
( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد أنت قيّم السموات والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك
____________
١ ـ مهج الدعوات / ١٠٥ ـ ١١١ ط حجرية سنة ( ١٣٢٣ هـ ) أوفست.
الحق ، وقولك حق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، اللهم لك أسلمت ، وعليك توكلت ، وبك آمنت ، واليك أنبت ، وبك خاصمت ، واليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدّم وأنت المؤخّر : لا إله إلا أنت ( أو لا إله غيرك ).
وزاد أحد الرواة في روايته ( ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ) (١).
وعن ابن عباس قال : كان من دعاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
( ربّ أعني ولا تعن عليَّ ، وأنصرني ولا تنصر عليَّ ، وأهدني ويسر الهدى لي ، وانصرني على من بغى عليَّ ، رب اجعلني لك شاكراً ، لك ذاكراً ، لك مطواعاً ، إليك راغباً ، إليك مخبتاً ، لك أواهاً منيباً ، ربّ تقبل توبتي ، وأغسل حوبتي ، وأجب دعوتي ، وأهد قلبي وثبت حجتّي ، وسدّد لساني ، وأسلل سخيمة قلبي ) (٢).
وفي دعاء ابن عباس الذي رواه عنه حنش ، فقال في آخره : ( وأستجب دعائي ، ثم تبدأ بالصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فتقول : اللهم إنّي أسألك أن تصلي على محمّد عبدك ونبيك ورسولك أفضل ما صليت على أحد من خلقك أجمعين آمين ) (٣).
وجاء في ( أخبار مكة ) للفاكهي بسنده عن عكرمة ، قال : ( وجدت في
____________
١ ـ صحيح البخاري ٢ / ٤٨ باب التهجد بالليل ، ورواه عبد الرزاق في المصنف ٢ / ٧٩ بتفاوت يسير ، وابن الدنيا في كتاب التهجد ١ / ٢٥٢ ( في موسوعته ).
٢ ـ سنن أبي داود في كتاب الصلاة باب ما يقول الرجل إذا سلّم ، وسنن الترمذي كتاب الدعوات ، باب في دعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٣ ـ عذب الكلام / ٢٣٣ ، وهو في كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى٢ / ٦٦.
كتاب ابن عباس رضياللهعنه يقول : إذا أردت وداع البيت فارتحل ثم إئت المسجد فطف بالبيت سبعاً ، فإذا فرغت من سعيك ، فأت الملتزم بين الركن والباب فضع خديك بينهما وابسط يديك وقل : ( اللهم هذا وداعي بيتك فحرّمني وعيالي على النار ، اللهم خرجت إليك بغير منة عليك ، أنت أخرجتني ، فإن كنت قد غفرت ذنوبي ، وأصلحت عيوبي ، وطهرت قلبي وكفيتني المهم من دنياي وآخرتي ، فلا ينقلب المنقلبون إلاّ لفضل منك ، وإن لم تكن فعلت ذلك فذنوبي وما قدمت يداي فاغفر لي وارحمني ).
ثم تنح خلف المقام فصل ركعتين وتطيل فيهما ، ولا تأل أن تحسن الدعاء ، ثم تنصرف إلى زمزم فاستق دلوا فاشرب واستقبل القبلة ، ثم قل : ( اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً ، وشفاءاً من كلّ داء ) (١).
عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ( لمّا أن بعث الله عيسى عليهالسلام تعرّض له الشيطان فوسوسه فقال عيسى عليهالسلام : ( سبحان الله ملء سمواته وأرضه ، ومدار كلماته ، وزنة عرشه ، ورضا نفسه ) ، فلما سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً حتى وقع في اللجة الخضراء ) (٢).
عن أبي زميل ، قال : ( سألت ابن عباس عمّا يجد الإنسان في صدره من الشك ، فقال : ما نجا من ذلك أحد ، وقد أنزل الله : ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ )(٣) فإذا وجدت ذلك فقل : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
____________
١ ـ أخبار مكة / رقم ٦٧٦.
٢ ـ أمالي الصدق / ١٢٢ ، بحار الأنوار ٩٥ / ١٣٦.
٣ ـ يونس / ٩٤.
عَلِيمٌ )(١) ) (٢).
عن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( من أكثر الإستغفار جعل الله عزوجل له من كلّ هم فرجاً ، ومن كلّ ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب ) (٣).
دعاء ابن عباس المأثور في طواف الوداع : ( اللهم إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، حملتني على ما سخرّت لي من خلقك ، وسيّرتني في بلادك ، حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك ، وأعنتني على أداء نسكي فإن كنت رضيت عنّي فازدد عنّي رضاً ، وإلاّ فمن الآن فأرض عنّي قبل أن تنأى عن بيتك داري ، فهذا أوان أنصرافي ، إن أذنت لي غير مستبد بك ولا ببيتك ، ولا راغباً عنك ولا عن بيتك ، اللهم فأصحبني العافية في بدني ، والصحة في جسمي ، والعصمة في ديني ، وأحسن منقلبي ، وأرزقني طاعتك ما أبقيتني ، وأجمع لي بين خير الدنيا والآخرة إنك على كلّ شيء قدير ) (٤).
عن عكرمة عن ابن عباس قال : ( كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أراد حاجة ، أبعد في المشي ، فأتى يوماً وادياً لحاجة فنزع خفّه وقضى حاجته ، ثم توضاً وأراد لبس خفّه ، فجاء طائر أخضر فحمل الخفّ فارتفع به ، ثم طرحه
____________
١ ـ الحديد / ٣.
٢ ـ بحار الأنوار ٩٥ / ١٣٧.
٣ ـ أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٤٨ ط الأولى ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٢٦٢ ، وابن كثير في التفسير ٨ / ١٧٢ وغيرهم.
٤ ـ مختصر منسك شيخ الإسلام / ٢٧ ط ٣ لابن تيمية سنة ( ١٤٢٤ هـ ).
فخرج منه أسود ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه كرامة أكرمني الله بها ( اللهم إنّي أعوذ بك من شرّ من يمشي على بطنه ، ومن شرّ من يمشي على رجلين ، ومن شرّ من يمشي على أربع ، ومن شرّ كلّ ذي شرّ ، ومن شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربي على صراط مستقيم ) (١).
عن ابن عباس في خبر الرجل الذي أتى عمر فشكا إليه ما ناله من إبل له بناحية أذربيجان فكتب له رقعة فيها : من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له ، فأخذ الرجل الرقعة ومضى ، فقال ابن عباس : فاغتممت غمّاً شديداً ، فلقيت عليّاً فأخبرته بما كان ، فقال عليهالسلام : ( والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ، فهدأ مابي ، ثم ذكر عودة الرجل خائباً فمضى به إلى الإمام عليهالسلام فعلّمه هذا الدعاء :
( اللهم إنّي أتوجه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة ، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم من العالمين ، اللهم ذللّ لي صعوبتها وأكفني شرها ، فإنّك الكافي المعافي ، والغالب القاهر ) ... فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : كلّ من أستصعب عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدعاء ، فإنّه يكفي ممّا يخاف إن شاء الله ) (٢).
وأخرج عبد الرزاق في ( المصنف ) وعبد بن حميد ، عن ابن عباس رضياللهعنه : ( أنّه كان إذا صلى على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( اللهم تقبلّ شفاعة محمّد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وأته سؤله في الآخرة والأولى ، كما أتيت إبراهيم
____________
١ ـ بحار الأنوار ٩٥ / ١٤١ ـ ١٤٢.
٢ ـ بحار الأنوار ٤١ / ٢٤٠.
وموسى عليهماالسلام ) (١).
قال القاضي عياض في ( الشفاء ) : ( وعن وهيب بن الورد ـ أنّه كان يقول في دعائه : ( اللهم أعط محمّداً أفضل ما سألك لنفسه ، وأعط محمّداً أفضل ما سألك له أحد من خلقك ، وأعط محمّداً أفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامة ) (٢).
ومن دعائه لمّا أخرجه ابن الزبير من مكة إلى الطائف ، فمرّ في طريقه بنعمان ـ بين مكة والطائف ـ فنزل وصلى ركعتين ثم رفع يديه يدعو فقال : ( اللهم إنّك تعلم أنّه لم يكن بلد أحبّ إليّ من أن أعبدك فيه من البلد الحرام ، وإنني لا أحبّ أن تقبض روحي إلاّ فيه ، وأن ابن الزبير أخرجني منه ليكون الأقوى في سلطانه ، اللهم فأوهن كيده ، واجعل دائرة السوء عليه ) (٣).
____________
١ ـ المصنف ٢ / ٢١٢
٢ ـ أخرجه ابن كثير في تفسيره في فضل الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : اسناد جيد قوي صحيح ، وأخرجه الجهضمي في فضل الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، نشر الكتب الإسلامية تحقيق الألباني والسيوطي في الدر المنثور ، وجامع الأحاديث برقم ٣٨٧٤٤ وعنه في كنز العمال برقم ٢٢٣٦٠ وعياض في الشفاء ٢ / ٦٣ ط أسطنبول سنة ( ١٣٠٤ هـ ).
٣ ـ أنظر موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٥ / ٣٦٦.
آخر أدعيته
وبه كان ختام عمله ، فقد روى أحمد بن حنبل بإسناده كما روى هذا غيره وقد مرّ في الحلقة الأولى : ( لمّا حضرت عبد الله بن عباس الوفاة قال : اللهم إنّي أتقرب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب ).
وفي لفظ الخزاز في ( كفاية الأثر ) عن عطاء : ( قال لي يا عطاء خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار ، فأخذنا بيده أنا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار ، ثم رفع يديه إلى السماء ، وقال : اللهم إنّي أتقرب إليك بمحمد وآله ، اللهم إنّي أتقرب إليك بولاية الشيخ عليّ بن أبي طالب. فما زال يكررها حتى وقع إلى الأرض ، فصبرنا عليه ساعة ، ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة الله ) (١).
ـ وممّا يحسن ذكره في المقام ما أورده الشيخ المجلسي في ( البحار ) ، قال : باب ما يدفع قلّة الحفظ : ( ورأيت منقولاً من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلاً من خط الشهيد ( قدسسرهما ) عن ابن عباس قال : علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما اتقوّى به على الحفظ حين شكوت إليه قلّة الحفظ ، فقال : ( ألا أهدي لك هدية يا ابن عباس ، علمني إياها جبرائيل عليهالسلام؟ ).
فقلت : بلى يا رسول الله.
____________
١ ـ نفس المصدر.
فقال لي : ( تكتب في طست بزعفران وماء الورد فاتحة الكتاب والتوحيد والمعوذتين ويس والحشر والواقعة والملك ، ثم تصبّ عليها ماء زمزم ، أو ماء السماء ، وتشرب على الريق وقت السحر ، وذلك مع ثلاث ( ثلاثة ) مثاقيل لبان ، وعشر ( عشرة ) مثاقيل عسل ، وعشر ( عشرة ) مثاقيل سكّر ، ثم تصلي بعد شربه عشر ركعات ، تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب عشر مرات ، وقل هو الله أحد ، ثم تصبح صائماً ذلك اليوم ، فما تأتي عليك أربعون يوماً حتى تكون حافظاً بإذن الله تعالى ).
قيل : وكان الزهري يكتبها لأولاده ويسقيهم إيّاها.
قال ابن عاصم كتبتها كثيراً وكنت ابن اثنين وخمسين سنة ، فما أتى علي شهر حتى صرت حافظاً بإذن الله تعالى ) (١).
أدعية أيام شهر رمضان لكل يوم دعاء مخصوص
نقل الكفعمي في مصباحه عن كتاب ( الذخيرة ) أدعية الأيام في شهر رمضان لكلّ يوم دعاءً مخصوصاً مروية عن ابن عباس ، قال : رواها عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يذكر لها سنداً عن ابن عباس ، ولنا مندوحة في ذكرها إستناداً إلى التسامح في أدلة السنن ، وأخبار من بلغه ثواب على عمل فأتى به رجاء ذلك الثواب أعطاه الله تعالى ذلك وإن لم يكن قاله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّه يعني رعاية جانب الإنقياد في الطاعة ، فنحن نذكر خصوص الأدعية نقلاً عن ( مصباح الكفعمي ) (٢) مع ترك ما ذكر لها من ثواب لكلّ دعاء ، فمن أراد
____________
١ ـ بحار الأنوار ٩٥ / ٢٤٠ ط الإسلامية.
٢ ـ مصباح الكفعمي / ٦١٢ ط حجرية سنة ١٣٢١ هـ.
الإطلاع عليه مراجعة المصدر.
دعاء اليوم الأوّل : ( اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين ، وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين ، وأعف عني يا عافياً عن المجرمين ).
دعاء اليوم الثاني : ( اللهم قرّبني فيه إلى مرضاتك ، وجنّبني فيه سخطك ونقماتك ، ووفقّني فيه لقراءة آياتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين ).
دعاء اليوم الثالث : ( اللهم أرزقني فيه الذهن والتنبيه ، وأبعدني من السفاهة والتمويه ، وأجعل لي نصيباً في كلّ خير أنزلته فيه يا أجود الأجودين ).
دعاء اليوم الرابع : ( اللهم قوّني فيه على إقامة أمرك ، وأوزعني لأداء شكرك بكرمك ، وأحفظني بحفظك وسترك يا أبصر الناظرين ).
دعاء اليوم الخامس : ( اللهم اجعلني فيه من المستغفرين ، واجعلني فيه من عبادك الصالحين ، واجعلني فيه من أوليائك المتقين برأفتك يا أكرم الأكرمين ).
دعاء اليوم السادس : ( اللهم لا تخذلني لتعرض معاصيك ، وأعذني من سياط نقمتك ومهاويك ، وأجرني من موجبات سخط بمنّك وأياديك ، يا منتهى رغبة الراغبين ).
دعاء اليوم السابع : ( اللهم أعنّي على صيامه وقيامه ، وجنّبني فيه من هفواته وآثامه ، وأرزقني ذكرك وشكرك بدوام هدايتك يا هادي المؤمنين ).
دعاء اليوم الثامن : ( اللهم أرزقني فيه رحمة الأيتام ، وإطعام الطعام ،
وإفشاء السلام ، وأرزقني فيه صحبة الكرام ومجانبة اللئام ، بطولك يا أمل الآملين ).
دعاء اليوم التاسع : ( اللهم اجعل لي فيه نصيباً من رحمتك الواسعة ، واهدني فيه ببراهينك القاطعة ، وخذ بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة ، بحجتك يا أمل المشتاقين ).
دعاء اليوم العاشر : ( اللهم اجعلني فيه من المتوكلين عليك ، الفائزين لديك ، المقربّين إليك ، يا غاية الطالبين ).
دعاء اليوم الحادي عشر : ( اللهم حبّب إليَّ فيه الإحسان ، وكرّه إليّ فيه الفسوق والعصيان ، وحرّم عليّ فيه السخط والنيران بقوتك يا غوث المستغيثين ).
دعاء اليوم الثاني عشر : ( اللهم ارزقني فيه الستر والعفاف والبسني فيه لباس القنوع والكفاف ، ونجني فيه ممّا أحذر وأخاف بعصمتك يا عصمة الخائفين ).
دعاء اليوم الثالث عشر : ( اللهم طهّرني فيه من الدنس والأقذار ، وصبّرني على كائنات الأقدار ، ووفقني للتقى وصحبة الأبرار ، بعونك يا قرّة عيون المساكين ).
دعاء اليوم الرابع عشر : ( اللهم لا تؤاخذني فيه بالعثرات ، وأقلني فيه من الخطيئات والهفوات ، ولا تجعلني غرضاً للبلايا والآفات ، بعزّك يا عزّ المسلمين ).
دعاء اليوم الخامس عشر : ( اللهم ارزقني فيه طاعة العابدين ، واشرح فيه صدري بإنابة المخبتين يا أمان الخائفين ).
دعاء اليوم السادس عشر : ( اللهم اهدني فيه لعمل الأبرار ، وجنّبني فيه مرافقة الأشرار ، وأدخلني فيه برحمتك دار القرار ، بإلهيتك يا إله العالمين ).
دعاء اليوم السابع عشر : ( اللهم اهدني فيه لصالح الأعمال ، واقض لي فيه الحوائج والآمال ، يا من لا يحتاج إلى السؤال ، يا عالماً بما في صدور العالمين ).
دعاء اليوم الثامن عشر : ( اللهم نبّهني فيه لبركات أسحاره ، ونورّ قلبي بضياء أنواره ، وخذ بكلّ أعضائي إلى إتباع آثاره ، يا منّور قلوب العارفين ).
دعاء اليوم التاسع عشر : ( اللهم وفرّ حظي ببركاته ، وسهّل سبيلي إلى خيراته ، ولا تحرمني قبول حسناته ، يا هادياً إلى الحق المبين ).
دعاء اليوم العشرين : ( اللهم افتح لي فيه أبواب الجنان ، واغلق عني أبواب النيران ، ووفقني فيه لتلاوة القرآن ، يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين ).
دعاء اليوم الواحد والعشرين : ( اللهم اجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلاً ، ولا تجعل عليَّ فيه للشيطان سبيلاً ، يا قاضي حوائج السائلين ).
دعاء اليوم الثاني والعشرين : ( اللهم افتح لي فيه أبواب فضلك ، وأنزل عليَّ فيه بركاتك ، ووفقني فيه لموجبات مرضاتك ، وأسكنّي فيه بحبوحة جنّاتك يا مجيب دعوة المضطرين ).
دعاء اليوم الثالث والعشرين : ( اللهم اغسلني فيه من الذنوب ، وطهّرني فيه من العيوب ، وامتحن فيه قلبي بتقوى القلوب ، يا مقيل عثرات المذنبين ).
دعاء اليوم الرابع والعشرين : ( اللهم إنّي أسألك فيه ما يرضيك ، وأعوذ بك فيه ممّا يؤذيك ، بأن أطيعك ولا أعصيك ، يا عالماً بما في صدور العالمين ).
دعاء اليوم الخامس والعشرين : ( اللهم اجعلني محبّاً لأوليائك ، ومعادياً لأعدائك ، ومتمسّكاً بسنة خاتم أنبيائك ، يا عظيماً في قلوب النبيين ).
دعاء اليوم السادس والعشرين : ( اللهم اجعل سعيي فيه مشكوراً ، وذنبي فيه مغفوراً ، وعملي فيه مقبولاً ، وعيبي فيه مستوراً ، يا أسمع السامعين ).
دعاء اليوم السابع والعشرين : ( اللهم وفّر حظي فيه من النوافل ، وأكرمني فيه بإحضار الإحراز من المسائل ، وقرّب وسيلتي إليك من بين الوسائل ، يا من لا يشغله إلحاح الملّحين ).
دعاء اليوم الثامن والعشرين : ( اللهم غشّني فيه بالحرمة والتوفيق والعصمة ، وطهّر قلبي من عائبات التهمة ، يا رؤوفاً بعباده المؤمنين ).
دعاء اليوم التاسع والعشرين : ( اللهم ارزقني فيه ليلة القدر ، وصيّر لي كلّ عسر إلى يُسر ، واقبل معاذيري وحطّ عني الوزر ، يا رحيماً بعباده المؤمنين ).
دعاء اليوم الثلاثين : ( اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول ، على ما ترضاه ويرضاه الرسول ، محكمة فروعه بالأصول ، بحق محمّد وآله الطيبين
الطاهرين ) (١).
____________
١ ـ ومما يلحق بالدعاء عنه قال : إن قوماً من عرينة جاؤا الى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأسلموا ، وكان منهم مؤاربة قد شلت أعضاؤهم ، واصفرت وجوههم ، وعظمت بطونهم ، فأمرهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الى إبل الصدقة يشربوا من أبوالها وألبانها ، فشربوا حتى صحوا وسمنوا ، فعمدوا الى راعي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقتلوه واستاقوا الإبل وارتدوا عن الإسلام ، وجاء جبريل فقال : يا محمد ابعث في آثارهم ، فبعث ثم قال : ادع بهذا الدعاء : ( اللهم إن السماء سماؤك ، والأرض أرضك ، والمشرق مشرقك ، والمغرب مغربك ، اللهم ضيّق على من مسك جملاً حتى تقدرني عليهم ) فجاؤا بهم ، فأنزل الله تعالى ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... ) الآية ، فأمره جبريل : أن من أخذ المال وقتل يصلب ، ومن قتل ولم يأخذ المال يقتل ، ومن أخذ المال ولم يقتل تقطع يده ورجله من خلاف.
وقال ابن عباس : هذا الدعاء لكل آبق ، ولكل من ضلت له ضالة من انسان وغيره ، يدعو هذا الدعاء ، ويكتب في شيء ويدفن في مكان نظيف الا قدره الله عليه. ( الدر المنثور ٢ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ).
الفصل السابع
في كتبه وما ورد عنه من حكم الكلم القصار
وفيه ستة مباحث
لا شك كانت لابن عباس رضياللهعنه مراسلات إبتداءً أو جواباً مع رجال عصره ، وفيهم الأولياء ومنهم الأعداء ، ولم يصل إلينا من تلك الرسائل إلاّ القليل ، وهذا ما يدعو إلى الغرابة ، نظراً لمكانته الإجتماعية منذ عهد عمر حيث لمع اسمه ، وتألق نجمه ، وما زال يتعاظم ذكره في أيام عثمان ، فلم أقف له على كتابة كتاب لا إبتداءاً ولا جواباً في فترة خلافتهما. وهذا قد يثير التساؤل ، كيف لشخصية كمثله يتمتع بقدرات فائقة في جميع أبعاد شخصيته ، نسباً وحسباً وعلماً وأدباً وكياسةً وسياسةً ، ثم لا توجد له رسالة واحدة كتبها ابتداءاً أو جواباً؟!
وأقدم ما وقفت عليه من كتبه هو ما كان في عصر خلافة الإمام عليهالسلام فكانت له معه ، فمنه وإليه مراسلات جرت بينهما أيام ولايته على البصرة ، وقد مرّت في الحلقة الأولى في مناسبات ذكرها ، وهي قليلة أيضاً.
كما جرت بينه وبين معاوية وعمرو بن العاص أيام صفين ، وهذا أيضاً مرّ ذكره هناك.
وقد توالت كتبه من بعدُ في أيام معاوية وابنه يزيد ، وعبد الملك بن
مروان ، ومع ابن الزبير ، ونجدة الخارجي ، وابن أبي مليكة عامل ابن الزبير على اليمن ، وقد مرّت الإشارة إليها أيضاً.
كما توجد شذرات متفرقة في جواب بعض المسائل لم نعرف أسم المكتوب إليه ، واعطف عليها جوابات كتب قيصر ملك الروم إلى معاوية واليه ، ولم يسبق ذكرها بشكل وافٍ. فرأيت جمعها جميعاً في هذا الجزء ، إلحاقاً بشعره وخطبه وإحتجاجاته ، وأدعيته.
كما سأتبعها بمنثور كلماته الحكمية ، وبهذا أكون قد وفرت على القارئ عناء البحث عنها في أماكنها المتفرقة في الحلقة الأولى ، فيبتهج بما يستمتع فيه من قراءة نافعة حيث سيجد في شخص ابن عباس عدّة مواهب ما لو تفرّد بواحدة منها ، لأغنته عما يتباهى بها الرجال ، فهو إذ يندّد في إحتجاجاته بالطغاة من المستولين ، ينوّه أيضاً بمقام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل البيت الطاهرين عليهمالسلام.
ولا عجب في رسائله وخطبه نبع من فيض مربيّه أمير البيان إذ يفيض فصاحة وبلاغة ، وسلاسة بيان تغني القارئ بمعرفته.
وسأعرضها في مباحث :
المبحث الأول : ما كان بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ومع ابنه الإمام الحسن السبط عليهالسلام ، وأخيراً كتابه إلى محمد بن الحنفية منه وإليهما.
المبحث الثاني : فيما دار بينه وبين الطغاة من مردة الحاكمين.
المبحث الثالث : في رسائله إلى أصحاب المذاهب المنحرفة كالمجبرة والخوارج وقيصر الروم.
المبحث الأول
في كتبه إلى الإمام أمير المؤمنين
وإلى الإمام الحسن الزكي المجتبى عليهماالسلام