موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ١٠

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ١٠

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-500-7
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٤٨٠

( معيد / خ ل ) ما أفطره ، وسبحانه من فاطر ما أوهبه ، وسبحانه من وهاب ما أتوبه ، وسبحانه من تواب ما أسخاه ، وسبحانه من سخي ما أبصره ، وسبحانه من بصير ما أسلمه ، وسبحانه من سلام ما أشفاه ، وسبحانه من شاف ما أنجاه ، وسبحانه من منج ما أبره ، وسبحانه من بار ما أطلبه ، وسبحانه من طالب ما أدركه ، وسبحانه من مدرك ما أشدّه ، وسبحانه من شديد ما أعطفه ، وسبحانه من متعطف ما أعدله ، وسبحانه من عادل ما أتقنه ، وسبحانه من متقن ما أحكمه ، وسبحانه من حكيم ما أكفله ، وسبحانه من كفيل ما أشهده ، وسبحانه هو الله العظيم وبحمده ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولله الحمد ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ، دافع كلّ بلية ، وهو حسبي ونعم الوكيل ).

قال سفيان الثوري : ويل لمن لا يعرف حرمة هذا الدعاء! فإنّ من عرف حق هذا الدعاء وحرمته ، كفاه الله عزوجل كلّ شدّة وصعوبة ، وآفة ومرض وغم ببركة هذا الدعاء ، فتعلموه وعلّموه ، ففيه البركة والخير الكثير في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى ) (١).

ومن ذلك دعاء علّمه جبرائيل عليه‌السلام للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكان من أدعيته المرفوعة ، قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال :

( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد أنت قيّم السموات والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك

____________

١ ـ مهج الدعوات / ١٠٥ ـ ١١١ ط حجرية سنة ( ١٣٢٣ هـ ) أوفست.

٢٦١

الحق ، وقولك حق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، اللهم لك أسلمت ، وعليك توكلت ، وبك آمنت ، واليك أنبت ، وبك خاصمت ، واليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدّم وأنت المؤخّر : لا إله إلا أنت ( أو لا إله غيرك ).

وزاد أحد الرواة في روايته ( ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ) (١).

وعن ابن عباس قال : كان من دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

( ربّ أعني ولا تعن عليَّ ، وأنصرني ولا تنصر عليَّ ، وأهدني ويسر الهدى لي ، وانصرني على من بغى عليَّ ، رب اجعلني لك شاكراً ، لك ذاكراً ، لك مطواعاً ، إليك راغباً ، إليك مخبتاً ، لك أواهاً منيباً ، ربّ تقبل توبتي ، وأغسل حوبتي ، وأجب دعوتي ، وأهد قلبي وثبت حجتّي ، وسدّد لساني ، وأسلل سخيمة قلبي ) (٢).

وفي دعاء ابن عباس الذي رواه عنه حنش ، فقال في آخره : ( وأستجب دعائي ، ثم تبدأ بالصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتقول : اللهم إنّي أسألك أن تصلي على محمّد عبدك ونبيك ورسولك أفضل ما صليت على أحد من خلقك أجمعين آمين ) (٣).

وجاء في ( أخبار مكة ) للفاكهي بسنده عن عكرمة ، قال : ( وجدت في

____________

١ ـ صحيح البخاري ٢ / ٤٨ باب التهجد بالليل ، ورواه عبد الرزاق في المصنف ٢ / ٧٩ بتفاوت يسير ، وابن الدنيا في كتاب التهجد ١ / ٢٥٢ ( في موسوعته ).

٢ ـ سنن أبي داود في كتاب الصلاة باب ما يقول الرجل إذا سلّم ، وسنن الترمذي كتاب الدعوات ، باب في دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٣ ـ عذب الكلام / ٢٣٣ ، وهو في كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى٢ / ٦٦.

٢٦٢

كتاب ابن عباس رضي‌الله‌عنه يقول : إذا أردت وداع البيت فارتحل ثم إئت المسجد فطف بالبيت سبعاً ، فإذا فرغت من سعيك ، فأت الملتزم بين الركن والباب فضع خديك بينهما وابسط يديك وقل : ( اللهم هذا وداعي بيتك فحرّمني وعيالي على النار ، اللهم خرجت إليك بغير منة عليك ، أنت أخرجتني ، فإن كنت قد غفرت ذنوبي ، وأصلحت عيوبي ، وطهرت قلبي وكفيتني المهم من دنياي وآخرتي ، فلا ينقلب المنقلبون إلاّ لفضل منك ، وإن لم تكن فعلت ذلك فذنوبي وما قدمت يداي فاغفر لي وارحمني ).

ثم تنح خلف المقام فصل ركعتين وتطيل فيهما ، ولا تأل أن تحسن الدعاء ، ثم تنصرف إلى زمزم فاستق دلوا فاشرب واستقبل القبلة ، ثم قل : ( اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً ، وشفاءاً من كلّ داء ) (١).

عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ( لمّا أن بعث الله عيسى عليه‌السلام تعرّض له الشيطان فوسوسه فقال عيسى عليه‌السلام : ( سبحان الله ملء سمواته وأرضه ، ومدار كلماته ، وزنة عرشه ، ورضا نفسه ) ، فلما سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً حتى وقع في اللجة الخضراء ) (٢).

عن أبي زميل ، قال : ( سألت ابن عباس عمّا يجد الإنسان في صدره من الشك ، فقال : ما نجا من ذلك أحد ، وقد أنزل الله : ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ )(٣) فإذا وجدت ذلك فقل : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ

____________

١ ـ أخبار مكة / رقم ٦٧٦.

٢ ـ أمالي الصدق / ١٢٢ ، بحار الأنوار ٩٥ / ١٣٦.

٣ ـ يونس / ٩٤.

٢٦٣

عَلِيمٌ )(١) ) (٢).

عن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( من أكثر الإستغفار جعل الله عزوجل له من كلّ هم فرجاً ، ومن كلّ ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب ) (٣).

دعاء ابن عباس المأثور في طواف الوداع : ( اللهم إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، حملتني على ما سخرّت لي من خلقك ، وسيّرتني في بلادك ، حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك ، وأعنتني على أداء نسكي فإن كنت رضيت عنّي فازدد عنّي رضاً ، وإلاّ فمن الآن فأرض عنّي قبل أن تنأى عن بيتك داري ، فهذا أوان أنصرافي ، إن أذنت لي غير مستبد بك ولا ببيتك ، ولا راغباً عنك ولا عن بيتك ، اللهم فأصحبني العافية في بدني ، والصحة في جسمي ، والعصمة في ديني ، وأحسن منقلبي ، وأرزقني طاعتك ما أبقيتني ، وأجمع لي بين خير الدنيا والآخرة إنك على كلّ شيء قدير ) (٤).

عن عكرمة عن ابن عباس قال : ( كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أراد حاجة ، أبعد في المشي ، فأتى يوماً وادياً لحاجة فنزع خفّه وقضى حاجته ، ثم توضاً وأراد لبس خفّه ، فجاء طائر أخضر فحمل الخفّ فارتفع به ، ثم طرحه

____________

١ ـ الحديد / ٣.

٢ ـ بحار الأنوار ٩٥ / ١٣٧.

٣ ـ أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٤٨ ط الأولى ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٢٦٢ ، وابن كثير في التفسير ٨ / ١٧٢ وغيرهم.

٤ ـ مختصر منسك شيخ الإسلام / ٢٧ ط ٣ لابن تيمية سنة ( ١٤٢٤ هـ ).

٢٦٤

فخرج منه أسود ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه كرامة أكرمني الله بها ( اللهم إنّي أعوذ بك من شرّ من يمشي على بطنه ، ومن شرّ من يمشي على رجلين ، ومن شرّ من يمشي على أربع ، ومن شرّ كلّ ذي شرّ ، ومن شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربي على صراط مستقيم ) (١).

عن ابن عباس في خبر الرجل الذي أتى عمر فشكا إليه ما ناله من إبل له بناحية أذربيجان فكتب له رقعة فيها : من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له ، فأخذ الرجل الرقعة ومضى ، فقال ابن عباس : فاغتممت غمّاً شديداً ، فلقيت عليّاً فأخبرته بما كان ، فقال عليه‌السلام : ( والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ، فهدأ مابي ، ثم ذكر عودة الرجل خائباً فمضى به إلى الإمام عليه‌السلام فعلّمه هذا الدعاء :

( اللهم إنّي أتوجه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة ، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم من العالمين ، اللهم ذللّ لي صعوبتها وأكفني شرها ، فإنّك الكافي المعافي ، والغالب القاهر ) ... فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كلّ من أستصعب عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدعاء ، فإنّه يكفي ممّا يخاف إن شاء الله ) (٢).

وأخرج عبد الرزاق في ( المصنف ) وعبد بن حميد ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه : ( أنّه كان إذا صلى على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( اللهم تقبلّ شفاعة محمّد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وأته سؤله في الآخرة والأولى ، كما أتيت إبراهيم

____________

١ ـ بحار الأنوار ٩٥ / ١٤١ ـ ١٤٢.

٢ ـ بحار الأنوار ٤١ / ٢٤٠.

٢٦٥

وموسى عليهما‌السلام ) (١).

قال القاضي عياض في ( الشفاء ) : ( وعن وهيب بن الورد ـ أنّه كان يقول في دعائه : ( اللهم أعط محمّداً أفضل ما سألك لنفسه ، وأعط محمّداً أفضل ما سألك له أحد من خلقك ، وأعط محمّداً أفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامة ) (٢).

ومن دعائه لمّا أخرجه ابن الزبير من مكة إلى الطائف ، فمرّ في طريقه بنعمان ـ بين مكة والطائف ـ فنزل وصلى ركعتين ثم رفع يديه يدعو فقال : ( اللهم إنّك تعلم أنّه لم يكن بلد أحبّ إليّ من أن أعبدك فيه من البلد الحرام ، وإنني لا أحبّ أن تقبض روحي إلاّ فيه ، وأن ابن الزبير أخرجني منه ليكون الأقوى في سلطانه ، اللهم فأوهن كيده ، واجعل دائرة السوء عليه ) (٣).

____________

١ ـ المصنف ٢ / ٢١٢

٢ ـ أخرجه ابن كثير في تفسيره في فضل الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال : اسناد جيد قوي صحيح ، وأخرجه الجهضمي في فضل الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، نشر الكتب الإسلامية تحقيق الألباني والسيوطي في الدر المنثور ، وجامع الأحاديث برقم ٣٨٧٤٤ وعنه في كنز العمال برقم ٢٢٣٦٠ وعياض في الشفاء ٢ / ٦٣ ط أسطنبول سنة ( ١٣٠٤ هـ ).

٣ ـ أنظر موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٥ / ٣٦٦.

٢٦٦

آخر أدعيته

وبه كان ختام عمله ، فقد روى أحمد بن حنبل بإسناده كما روى هذا غيره وقد مرّ في الحلقة الأولى : ( لمّا حضرت عبد الله بن عباس الوفاة قال : اللهم إنّي أتقرب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب ).

وفي لفظ الخزاز في ( كفاية الأثر ) عن عطاء : ( قال لي يا عطاء خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار ، فأخذنا بيده أنا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار ، ثم رفع يديه إلى السماء ، وقال : اللهم إنّي أتقرب إليك بمحمد وآله ، اللهم إنّي أتقرب إليك بولاية الشيخ عليّ بن أبي طالب. فما زال يكررها حتى وقع إلى الأرض ، فصبرنا عليه ساعة ، ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة الله ) (١).

ـ وممّا يحسن ذكره في المقام ما أورده الشيخ المجلسي في ( البحار ) ، قال : باب ما يدفع قلّة الحفظ : ( ورأيت منقولاً من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلاً من خط الشهيد ( قدس‌سرهما ) عن ابن عباس قال : علّمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما اتقوّى به على الحفظ حين شكوت إليه قلّة الحفظ ، فقال : ( ألا أهدي لك هدية يا ابن عباس ، علمني إياها جبرائيل عليه‌السلام؟ ).

فقلت : بلى يا رسول الله.

____________

١ ـ نفس المصدر.

٢٦٧

فقال لي : ( تكتب في طست بزعفران وماء الورد فاتحة الكتاب والتوحيد والمعوذتين ويس والحشر والواقعة والملك ، ثم تصبّ عليها ماء زمزم ، أو ماء السماء ، وتشرب على الريق وقت السحر ، وذلك مع ثلاث ( ثلاثة ) مثاقيل لبان ، وعشر ( عشرة ) مثاقيل عسل ، وعشر ( عشرة ) مثاقيل سكّر ، ثم تصلي بعد شربه عشر ركعات ، تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب عشر مرات ، وقل هو الله أحد ، ثم تصبح صائماً ذلك اليوم ، فما تأتي عليك أربعون يوماً حتى تكون حافظاً بإذن الله تعالى ).

قيل : وكان الزهري يكتبها لأولاده ويسقيهم إيّاها.

قال ابن عاصم كتبتها كثيراً وكنت ابن اثنين وخمسين سنة ، فما أتى علي شهر حتى صرت حافظاً بإذن الله تعالى ) (١).

أدعية أيام شهر رمضان لكل يوم دعاء مخصوص

نقل الكفعمي في مصباحه عن كتاب ( الذخيرة ) أدعية الأيام في شهر رمضان لكلّ يوم دعاءً مخصوصاً مروية عن ابن عباس ، قال : رواها عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يذكر لها سنداً عن ابن عباس ، ولنا مندوحة في ذكرها إستناداً إلى التسامح في أدلة السنن ، وأخبار من بلغه ثواب على عمل فأتى به رجاء ذلك الثواب أعطاه الله تعالى ذلك وإن لم يكن قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّه يعني رعاية جانب الإنقياد في الطاعة ، فنحن نذكر خصوص الأدعية نقلاً عن ( مصباح الكفعمي ) (٢) مع ترك ما ذكر لها من ثواب لكلّ دعاء ، فمن أراد

____________

١ ـ بحار الأنوار ٩٥ / ٢٤٠ ط الإسلامية.

٢ ـ مصباح الكفعمي / ٦١٢ ط حجرية سنة ١٣٢١ هـ.

٢٦٨

الإطلاع عليه مراجعة المصدر.

دعاء اليوم الأوّل : ( اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين ، وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين ، وأعف عني يا عافياً عن المجرمين ).

دعاء اليوم الثاني : ( اللهم قرّبني فيه إلى مرضاتك ، وجنّبني فيه سخطك ونقماتك ، ووفقّني فيه لقراءة آياتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين ).

دعاء اليوم الثالث : ( اللهم أرزقني فيه الذهن والتنبيه ، وأبعدني من السفاهة والتمويه ، وأجعل لي نصيباً في كلّ خير أنزلته فيه يا أجود الأجودين ).

دعاء اليوم الرابع : ( اللهم قوّني فيه على إقامة أمرك ، وأوزعني لأداء شكرك بكرمك ، وأحفظني بحفظك وسترك يا أبصر الناظرين ).

دعاء اليوم الخامس : ( اللهم اجعلني فيه من المستغفرين ، واجعلني فيه من عبادك الصالحين ، واجعلني فيه من أوليائك المتقين برأفتك يا أكرم الأكرمين ).

دعاء اليوم السادس : ( اللهم لا تخذلني لتعرض معاصيك ، وأعذني من سياط نقمتك ومهاويك ، وأجرني من موجبات سخط بمنّك وأياديك ، يا منتهى رغبة الراغبين ).

دعاء اليوم السابع : ( اللهم أعنّي على صيامه وقيامه ، وجنّبني فيه من هفواته وآثامه ، وأرزقني ذكرك وشكرك بدوام هدايتك يا هادي المؤمنين ).

دعاء اليوم الثامن : ( اللهم أرزقني فيه رحمة الأيتام ، وإطعام الطعام ،

٢٦٩

وإفشاء السلام ، وأرزقني فيه صحبة الكرام ومجانبة اللئام ، بطولك يا أمل الآملين ).

دعاء اليوم التاسع : ( اللهم اجعل لي فيه نصيباً من رحمتك الواسعة ، واهدني فيه ببراهينك القاطعة ، وخذ بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة ، بحجتك يا أمل المشتاقين ).

دعاء اليوم العاشر : ( اللهم اجعلني فيه من المتوكلين عليك ، الفائزين لديك ، المقربّين إليك ، يا غاية الطالبين ).

دعاء اليوم الحادي عشر : ( اللهم حبّب إليَّ فيه الإحسان ، وكرّه إليّ فيه الفسوق والعصيان ، وحرّم عليّ فيه السخط والنيران بقوتك يا غوث المستغيثين ).

دعاء اليوم الثاني عشر : ( اللهم ارزقني فيه الستر والعفاف والبسني فيه لباس القنوع والكفاف ، ونجني فيه ممّا أحذر وأخاف بعصمتك يا عصمة الخائفين ).

دعاء اليوم الثالث عشر : ( اللهم طهّرني فيه من الدنس والأقذار ، وصبّرني على كائنات الأقدار ، ووفقني للتقى وصحبة الأبرار ، بعونك يا قرّة عيون المساكين ).

دعاء اليوم الرابع عشر : ( اللهم لا تؤاخذني فيه بالعثرات ، وأقلني فيه من الخطيئات والهفوات ، ولا تجعلني غرضاً للبلايا والآفات ، بعزّك يا عزّ المسلمين ).

٢٧٠

دعاء اليوم الخامس عشر : ( اللهم ارزقني فيه طاعة العابدين ، واشرح فيه صدري بإنابة المخبتين يا أمان الخائفين ).

دعاء اليوم السادس عشر : ( اللهم اهدني فيه لعمل الأبرار ، وجنّبني فيه مرافقة الأشرار ، وأدخلني فيه برحمتك دار القرار ، بإلهيتك يا إله العالمين ).

دعاء اليوم السابع عشر : ( اللهم اهدني فيه لصالح الأعمال ، واقض لي فيه الحوائج والآمال ، يا من لا يحتاج إلى السؤال ، يا عالماً بما في صدور العالمين ).

دعاء اليوم الثامن عشر : ( اللهم نبّهني فيه لبركات أسحاره ، ونورّ قلبي بضياء أنواره ، وخذ بكلّ أعضائي إلى إتباع آثاره ، يا منّور قلوب العارفين ).

دعاء اليوم التاسع عشر : ( اللهم وفرّ حظي ببركاته ، وسهّل سبيلي إلى خيراته ، ولا تحرمني قبول حسناته ، يا هادياً إلى الحق المبين ).

دعاء اليوم العشرين : ( اللهم افتح لي فيه أبواب الجنان ، واغلق عني أبواب النيران ، ووفقني فيه لتلاوة القرآن ، يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين ).

دعاء اليوم الواحد والعشرين : ( اللهم اجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلاً ، ولا تجعل عليَّ فيه للشيطان سبيلاً ، يا قاضي حوائج السائلين ).

دعاء اليوم الثاني والعشرين : ( اللهم افتح لي فيه أبواب فضلك ، وأنزل عليَّ فيه بركاتك ، ووفقني فيه لموجبات مرضاتك ، وأسكنّي فيه بحبوحة جنّاتك يا مجيب دعوة المضطرين ).

٢٧١

دعاء اليوم الثالث والعشرين : ( اللهم اغسلني فيه من الذنوب ، وطهّرني فيه من العيوب ، وامتحن فيه قلبي بتقوى القلوب ، يا مقيل عثرات المذنبين ).

دعاء اليوم الرابع والعشرين : ( اللهم إنّي أسألك فيه ما يرضيك ، وأعوذ بك فيه ممّا يؤذيك ، بأن أطيعك ولا أعصيك ، يا عالماً بما في صدور العالمين ).

دعاء اليوم الخامس والعشرين : ( اللهم اجعلني محبّاً لأوليائك ، ومعادياً لأعدائك ، ومتمسّكاً بسنة خاتم أنبيائك ، يا عظيماً في قلوب النبيين ).

دعاء اليوم السادس والعشرين : ( اللهم اجعل سعيي فيه مشكوراً ، وذنبي فيه مغفوراً ، وعملي فيه مقبولاً ، وعيبي فيه مستوراً ، يا أسمع السامعين ).

دعاء اليوم السابع والعشرين : ( اللهم وفّر حظي فيه من النوافل ، وأكرمني فيه بإحضار الإحراز من المسائل ، وقرّب وسيلتي إليك من بين الوسائل ، يا من لا يشغله إلحاح الملّحين ).

دعاء اليوم الثامن والعشرين : ( اللهم غشّني فيه بالحرمة والتوفيق والعصمة ، وطهّر قلبي من عائبات التهمة ، يا رؤوفاً بعباده المؤمنين ).

دعاء اليوم التاسع والعشرين : ( اللهم ارزقني فيه ليلة القدر ، وصيّر لي كلّ عسر إلى يُسر ، واقبل معاذيري وحطّ عني الوزر ، يا رحيماً بعباده المؤمنين ).

دعاء اليوم الثلاثين : ( اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول ، على ما ترضاه ويرضاه الرسول ، محكمة فروعه بالأصول ، بحق محمّد وآله الطيبين

٢٧٢

الطاهرين ) (١).

____________

١ ـ ومما يلحق بالدعاء عنه قال : إن قوماً من عرينة جاؤا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلموا ، وكان منهم مؤاربة قد شلت أعضاؤهم ، واصفرت وجوههم ، وعظمت بطونهم ، فأمرهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى إبل الصدقة يشربوا من أبوالها وألبانها ، فشربوا حتى صحوا وسمنوا ، فعمدوا الى راعي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقتلوه واستاقوا الإبل وارتدوا عن الإسلام ، وجاء جبريل فقال : يا محمد ابعث في آثارهم ، فبعث ثم قال : ادع بهذا الدعاء : ( اللهم إن السماء سماؤك ، والأرض أرضك ، والمشرق مشرقك ، والمغرب مغربك ، اللهم ضيّق على من مسك جملاً حتى تقدرني عليهم ) فجاؤا بهم ، فأنزل الله تعالى ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... ) الآية ، فأمره جبريل : أن من أخذ المال وقتل يصلب ، ومن قتل ولم يأخذ المال يقتل ، ومن أخذ المال ولم يقتل تقطع يده ورجله من خلاف.

وقال ابن عباس : هذا الدعاء لكل آبق ، ولكل من ضلت له ضالة من انسان وغيره ، يدعو هذا الدعاء ، ويكتب في شيء ويدفن في مكان نظيف الا قدره الله عليه. ( الدر المنثور ٢ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ).

٢٧٣
٢٧٤

الفصل السابع

في كتبه وما ورد عنه من حكم الكلم القصار

وفيه ستة مباحث

٢٧٥

٢٧٦

لا شك كانت لابن عباس رضي‌الله‌عنه مراسلات إبتداءً أو جواباً مع رجال عصره ، وفيهم الأولياء ومنهم الأعداء ، ولم يصل إلينا من تلك الرسائل إلاّ القليل ، وهذا ما يدعو إلى الغرابة ، نظراً لمكانته الإجتماعية منذ عهد عمر حيث لمع اسمه ، وتألق نجمه ، وما زال يتعاظم ذكره في أيام عثمان ، فلم أقف له على كتابة كتاب لا إبتداءاً ولا جواباً في فترة خلافتهما. وهذا قد يثير التساؤل ، كيف لشخصية كمثله يتمتع بقدرات فائقة في جميع أبعاد شخصيته ، نسباً وحسباً وعلماً وأدباً وكياسةً وسياسةً ، ثم لا توجد له رسالة واحدة كتبها ابتداءاً أو جواباً؟!

وأقدم ما وقفت عليه من كتبه هو ما كان في عصر خلافة الإمام عليه‌السلام فكانت له معه ، فمنه وإليه مراسلات جرت بينهما أيام ولايته على البصرة ، وقد مرّت في الحلقة الأولى في مناسبات ذكرها ، وهي قليلة أيضاً.

كما جرت بينه وبين معاوية وعمرو بن العاص أيام صفين ، وهذا أيضاً مرّ ذكره هناك.

وقد توالت كتبه من بعدُ في أيام معاوية وابنه يزيد ، وعبد الملك بن

٢٧٧

مروان ، ومع ابن الزبير ، ونجدة الخارجي ، وابن أبي مليكة عامل ابن الزبير على اليمن ، وقد مرّت الإشارة إليها أيضاً.

كما توجد شذرات متفرقة في جواب بعض المسائل لم نعرف أسم المكتوب إليه ، واعطف عليها جوابات كتب قيصر ملك الروم إلى معاوية واليه ، ولم يسبق ذكرها بشكل وافٍ. فرأيت جمعها جميعاً في هذا الجزء ، إلحاقاً بشعره وخطبه وإحتجاجاته ، وأدعيته.

كما سأتبعها بمنثور كلماته الحكمية ، وبهذا أكون قد وفرت على القارئ عناء البحث عنها في أماكنها المتفرقة في الحلقة الأولى ، فيبتهج بما يستمتع فيه من قراءة نافعة حيث سيجد في شخص ابن عباس عدّة مواهب ما لو تفرّد بواحدة منها ، لأغنته عما يتباهى بها الرجال ، فهو إذ يندّد في إحتجاجاته بالطغاة من المستولين ، ينوّه أيضاً بمقام الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وأهل البيت الطاهرين عليهم‌السلام.

ولا عجب في رسائله وخطبه نبع من فيض مربيّه أمير البيان إذ يفيض فصاحة وبلاغة ، وسلاسة بيان تغني القارئ بمعرفته.

وسأعرضها في مباحث :

المبحث الأول : ما كان بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ومع ابنه الإمام الحسن السبط عليه‌السلام ، وأخيراً كتابه إلى محمد بن الحنفية منه وإليهما.

المبحث الثاني : فيما دار بينه وبين الطغاة من مردة الحاكمين.

المبحث الثالث : في رسائله إلى أصحاب المذاهب المنحرفة كالمجبرة والخوارج وقيصر الروم.

٢٧٨

المبحث الأول

في كتبه إلى الإمام أمير المؤمنين

وإلى الإمام الحسن الزكي المجتبى عليهما‌السلام

٢٧٩
٢٨٠