بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الذى يرضيك عنى.

اللهم بديع السموات والارض ، ذا الجلال والاكرام والعز الذي لايرام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري ، وأن تشرح به صدرى ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تستعمل به بدني فانه لايعينني على الخير غيرك ، ولايؤتيه إلا أنت ، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

افعل ذلك يا أبا الحسن ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا.

المكارم : صلاة لحفظ القرآن : صل ليلة الجمعة أو يومها أربع ركعات الاولى بفاتحة الكتاب ويس ، والثانية حم الدخان والثالثة حم السجدة ، والرابعة تبارك الذي بيده الملك ، فاذا سلمت فاحمدالله وأثن عليه وصل على النبي وآله ، واستغفر للمؤمنين مأة مرة ثم قل ( اللهم ازجرني بترك معاصيك أبدا ) إلى قوله : ( من أن أتكلف ) إلى قوله : ( لاترام يا الله يا رحمن أسألك بجلالك وبنورك ) إلى قوله ( كتابك القرآن المنزل على رسولك وترزقنى ) إلى قوله : لايرام يا الله يا رحمن أسألك بجلالك وبنورك ) إلى قوله ( بصري وتطلق لساني وتفرح به قلبي وتشرح به صدرى و تستعمل به بدنى وتقويني على ذلك وتعيننى عليه فانه لايعين على الخير غيرك ولا يوفق إلا أنت ) إلى آخر الدعاء (١).

٢٩ ـ الجمال : صلاة اخرى ليلة الجمعة للحوائج آخر الليل أربع ركعات تقرأ في الاولى الحمد مرة ويس مرة ، ثم تركع ، فاذا رفعت رأسك من الركوع تقرأ وإذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ، تردد ذكرها مائة مرة وتقرأ في الثانية الحمد مرتين ويس مرة وتقنت وتركع وترفع رأسك وتقرأ المقدم ذكرها مائة مرة ثم تسجد فاذا فرغت من السجدتين تتشهد وتنهض إلى الثالثة من غير تسليم ، فتقرأ الحمد ثلاث مرات ويس مرة ، فاذا رفعت رأسك من الركوع تقرأ ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم )

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٩١ ، ومثله في قرب الاسناد ص ١٧٦ ط نجف.

٣٢١

مأة مرة ، وتقرأ في الركعة الرابعة الحمد أربع مرات ، ويس مرة ، وتقرأ بعد الركوع ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) فاذا سلمت سجدت واستغفرت الله مائة مرة ، وتضع خدك الايمن على الارض وتصلي على محمد وآله مائة مرة وتضع خدك الايسر على الارض وتقرأ ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) وتدعو بما شئت يستجاب لك إنشاء الله تعالى.

صلاة الحاجة في ليلة الجمعة وليلة عيد الاضحى ركعتين تقرأ فاتحة الكتاب إلى إياك نعبد وإياك نستعين وتكرر ذلك مائة مرة وتتم الحمد ثم تقرأ قل هو الله أحد مأتي مرة في كل ركعة ثم تسلم وتقول لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سبعين مرة ، وتسجد وتقول مأتى مرة ، يا رب يا رب ، وتسأل كل حاجة.

صلاة اخرى ليلة الجمعة ركعتين تقرأ : في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة مرة ، والاخلاص خمس عشرة مرة ، فاذا سلمت صليت على محمد وآله مأة مرة.

صلاة اخرى ليلة الجمعة ركعتين في كل ركعة الحمد مرة وإذا زلزلت الارض زلزالها خمسين مرة.

صلاة الخضر عليه‌السلام في ليلة الجمعة أربع ركعات بتسليمتين تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ومائة مرة ( وذالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين وافوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقيه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ) فاذا فرغت من صلاتك فقل مائة مرة لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم تسئل حاجتك فانها مقتضية إنشاء الله.

صلاة اخرى ليلة الجمعة : روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد سبعين مرة ، فاذا فرغ من صلاته يقول أستغفر الله ، سبعين مرة ، فقيل يا رسول الله فما ثواب هاتين الركعتين؟

٣٢٢

قال : والذي بعثني بالحق نبيا إن جميع امتي لو دعالهم هذا المصلي بهذه الصلاة ، وبهذا الاستغفار لاخذ لهم من الله الجنة بشفاعته ، فيعطيه الله بكل حرف قرأ في هذا الاستغفار بعدد نجوم السماء دورا ، في كل دار بعدد نجوم السماء قصور ، في كل قصر بعدد نجوم السماء خزائن ، في كل خزينة بعدد نجوم السماء أسرة ، في كل سرير بعدد نجوم السماء فرش ، وعلى كل فرش بعدد نجوم السماء وسايد ، وبعدد نجوم السماء جوار ، لكل جارية منهن بعدد نجوم السماء وصايف ، وولدان ، في كل بيت بعدد نجوم السماء صحايف ، في كل صحيفة بعدد نجوم السماء ألوان الطعام ، لا يشبه ريحه ولاطعمه بعضه بعضا ، ويعطي الله كل هذا الثواب لمن صلى هاتين الركعتين.

صلاة اخرى لهذه الليلة وهي صلاة الحاجة لامر الخوف تصوم الاربعاء والخميس والجمعة ، وتصلي اثنتى عشرة ركعة تقرأ فيهن في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد عشر مرات ، فاذا صليت أربع ركعات قلت : ( اللهم يا سابق الفوت ، ويا سامع الصوت ، ويا محي العظام بعد الموت ، وهي رميم ، أسألك باسمك العظيم الاعظم ، أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته الطاهرين ، وتعجل لي الفرج مما أنا فيه برحتمك يا أرحم الراحمين ).

بيان : ( يا سابق الفوت ) أي لا يسبقه فائت ، ولايخرج من قدرته ما هو بمعرض الفوت ، أويقتدم على الفوت ويغلب عليه فلا يعجزه فوت فائت.

٣٠ ـ مهج الدعوات : رأيت في كتاب كنوز النجاح تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ره عن مولانا الحجة عجل الله فرجه ما هذا لفظه روى أحمد بن الدربي عن خزامة عن أبي عبدالله الحسين بن محمد البزوفري قال : خرج عن الناحية المقدسة : من كانت له إلى الله تعالى حاجة فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل ، ويأتي مصلاه ويصلي ركعتين يقرأ في الركعة الاولى الحمد فاذا بلغ إياك نعبد وإياك نستعين ، يكررها مائة مرة ، ويتمم في المأة إلى آخر السورة ويقرأ سورة التوحيد مرة واحدة ويسبح فيهما سبعة سبعة ويصلي الركعة الثانية على هيئة

٣٢٣

الاولى ، ويدعو بهذا الدعاء ، فان الله تعالى يقضي حاجته البته كائنا ما كان إلا أن يكون في قطيعة رحم والدعاء :

اللهم إن أطعتك فالمحمدة لك ، وإن عصيتك فالحجة لك ، منك الروح و منك الفرج ، سبحان من أنعم وشكر ، سبحان من قدر وغفر ، اللهم إن كنت قد عصيتك فاني قد أطعتك في أحب الاشياء إليك وهو الايمان بك ، لم أتخذ لك ولدا ولم أدع لك شريكا منا منك به على لامنا مني به عليك ، وقد عصيتك يا إلهى على غير وجه المكابرة ، ولا الخروج عن عبوديتك ، ولا الجحود لربوبيتك ، ولكن أطعت هواي وأزلني الشيطان ، فلك الحجة على والبيان ، فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم ، وإن تغفرلي وترحمني فانك جواد كريم يا كريم يا كريم .. حتى ينقطع النفس.

ثم يقول : يا آمنا من كل شئ ، وكل شئ منك خائف حذر ، أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي وولدي وساير ما أنعمت به على ، حتى لا أخاف أحدا ولا أحذر من شئ أبدا ، إنك على كل شئ قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

يا كافي إبراهيم نمرود ، ويا كافي موسى فرعون ، ويا كافي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الاحزاب أسألك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تكفيني شر فلان بن فلان .. فيستكفى شر من يخاف شره ، فانه يكفى شره إنشاء الله تعالى.

ثم يسجد ويسأل حاجته ، ويتضرع إلى الله تعالى فانه ما من مؤمن ولا مؤمنة صلى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء إلا فتحت له أبواب السماء للاجابة ، ويجاب في وقته وليلته كائنا ما كان ، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس (١).

بيان : ( فيستكفي ) أي يدعو بكفاية شر من يخاف شره ويسميه ووالده.

البلد الامين : من كتاب كنوز النجاح قال : خرج من الناحية المقدسة وذكر نحوه.

____________________

(١) مهج الدعوات : ٣٦٦ ٣٦٨.

٣٢٤

المكارم : عن البزوفري مرفوعا مثله (١).

٣١ ـ جمال الاسبوع : عن محمد بن علي بن سعيد ، عن عبدالله بن محمد بن الحسن الخطيب ، عن الحسين بن علي بن محمد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الجراح ، عن سعيد بن عبدالكريم الواسطي ، عن الربيع بن صبيح ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد أربعين مرة لقيته على الصراط وصافحته ورافقته ، ومن لقيته على الصراط وصافحته كفيته الحساب والميزان.

المتهجد : مرسلا مثله (٢).

٣٢ ـ الجمال : عن محمد بن علي بن شاذان ، عن ميسرة بن علي ، عن الحسين ابن علي الطنافسي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الجراح ، عن المحاربي ، عن سليمان الفزاري ، عن عمر بن عبدالله مولى عقبة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء الاخرة عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات ، حفظه الله تعالى في أهله وماله ودينه ودنياه وآخرته.

المتهجد : مرسلا مثله (٣).

٣٣ ـ الجمال : عن علي بن عبدالرحمن بن عيسى ، عن الحسين بن سليمان ابن منصور ، عن أحمد بن حامد ، عن محمد بن جعفر ، عن أحمد بن سهيل الوراق ، عن عبدالله بن داود ، عن ثابت بن حماد ، عن المختار ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب وإذا زلزلت خمس عشرة مرة آمنه الله تعالى من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة.

المتهجد : مرسلا مثله (٤).

____________________

(١) مكارم الاخلاق ٣٩٠ ٣٩١.

(٢ ـ ٤) مصباح المتهجد : ١٨٠.

٣٢٥

رسالة الشهيد الثانى : في أعمال الجمعة ، عن ابن عباس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٣٤ ـ الجمال : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن أحمد بن الحسن ، عن محمد ابن الحسن الاجرى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن البلخي ، عن عبدالله بن المبارك ، عن أبي حفص ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صلى ليلة الجمعة أو يومها أو ليلة الخميس أو يومه أو ليلة الاثنين أو يومه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب سبع مرات وإنا أنزلناه في ليلة القدر مرة ، ويفصل بينهما بتسليمة ، فاذا فرغ منها يقول مائة مرة اللهم صل على محمد وآل محمد ، ومائة مرة اللهم صل على محمد وعلى جبرئيل ، أعطاه الله سبعين ألف قصر في كل قصر سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف دار ، في كل دار سبعون ألف جارية.

المتهجد : مرسلا مثله (١).

٣٥ ـ الجمال : عن أبي الفضل محمد بن عبدالله ، عن محمد بن أحمد بن إسماعيل الادمي ، عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن الزهري ، عن عبدالرحمن بن جابر ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صلى ليلة الجمعة أربع ركعات لايفرق بينها يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة الجمعة مرة و المعوذتين عشر مرات وقل هو الله أحد عشر مرات ، وآية الكرسي وقل يا أيها الكافرون مرة ، ويستغفر الله في كل ركعة سبعين مرة ، ويصلي على النبي وآله سبعين مرة ، ويقول : سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ، سبعين مرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقضى الله تعالى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ، وسبعين حاجة من حوائج الاخرة ، وكتب له ألف حسنة ومحى عنه ألف سيئة وأعطى جميع ما يريد ، وإن كان عاقا لوالديه غفر له.

____________________

(١) مصباح المتهجد : ١٨١.

٣٢٦

المتهجد : مرسلا مثله إلى قوله وما تأخر ثم قال : إلى آخر الخبر (١).

٣٦ ـ الجمال : عن علي بن عبدالرحمن بن عيسى ، عن الحسين بن سليمان عن محمد بن حامد ، عن محمد بن السرى ، عن علي بن داود ، عن عبدالرحمن بن بشير عن أبي مورد ، عن سليمان بن هشام ، عن ابن عمرو أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ في ليلة الجمعة أو يومها قل هو الله أحد مأتي مرة في أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة غفرت ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر.

المتهجد : مرسلا مثله (٢).

٣٧ ـ الجمال : عن محمد بن علي القزويني ، عن أحمد بن محمد بن زمرة ، عن الحسن بن أيوب ، عن علي بن محمد الطيالسي ، عن عبدالله بن الجراح ، عن المحاربي عن أبي بكر المدني ، عن سلمان بن محمد ، عن مطلب بن حنطب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صلى ليلة الجمعة أربع ركعات يقرأ فيها قل هو الله أحد ألف مرة في كل ركعة مائتين وخمسين مرة ، لم يمت حتى يرى الجنة أو ترى له.

٣٨ ـ الجمال : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد خمسين مرة ويقول في آخر صلاته ( اللهم صل على النبي العربي وآله ) غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكأنما قرأ القرآن اثني عشر ألف مرة ، ورفع الله عنه يوم القيامة الجوع والعطش ، وفرج الله عنه كل هم و حزن ، وعصمه من إبليس وجنوده ، ولم تكتب عليه خطيئة البتة ، وخفف الله عليه سكرات الموت ، فان مات في يومه أو ليلته مات شهيدا ، ورفع عنه عذاب القبر ، ولم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ، وتقبل صلاته وصيامه ، واستجاب دعاءه ، ولم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان بريحان من الجنة وشراب من الجنة.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من صلى ليلة الجمعة إحدى عشرة ركعة بتسليمة واحدة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة مرة ، وقل أعوذ برب الفلق مرة ، وقل أعوذ برب الناس مرة ، فاذا فرغ من صلاته خر ساجدا وقال في سجوده

____________________

(١ ـ ٢) مصباح المتهجد : ١٨١.

٣٢٧

سبع مرات لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، دخل الجنة يوم القيامة من أي أبوابها شاء ، ويعطيه الله تعالى بكل ركعة ثواب نبى من الانبياء ، وبنى الله تعالى له بكل ركعة مدينة ويكتب الله له ثواب كل آية قرأها ثواب حجة وعمرة ، وكان يوم القيامة في زمرة الانبياء عليهم‌السلام.

المتهجد : مثل الخبرين مع اختصار في الفضل (١).

٣٩ ـ الجمال : صلاة ليلاة الجمعة بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد عشر مرات.

____________________

(١) مصباح المتهجد ص ١٨١.

٣٢٨

٤

( باب )

* ( أعمال يوم الجمعة وآدابه ووظائفه ) *

١ ـ الاقبال : روينا باسنادنا إلى الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ادع في العيدين والجمعة إذا تهيأت للخروج بهذا الدعاء :

اللهم من تهيأ في هذا اليوم أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وفواضله وعطاياه ، فان إليك يا سيدي تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك وفواضلك وعطائك ، وقد غدوت إلى عيد من أعياد امة محمد صلوات الله عليه وآله ولم أفد إليك اليوم بعمل صالح أثق به قدمته ، ولا توجهت بمخلوق أملته ، ولكن أتيتك خاضعا مقرا بذنوبي ، وإساءتي إلى نفسي فيا عظيم يا عظيم ، اغفرلي العظيم من ذنوبي ، فانه لايغفر الذنوب العظام إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين (١).

٢ ـ المتهجد : روي عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله أن الخير والشر يضاعفان يوم الجمعة فينبغي للانسان أن يستكثر من الخير فيه ، ويتجنب الشر ، والحجامة فيه مكروهة وروي جوازها.

ومن أكيد السنن فيه الغسل ووقته من بعد طلوع الفجر إلى الزوال ، وكلما قارب الزوال كان أفضل ، فاذا أراد الغسل فليقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، والحمدلله رب العالمين.

ويستحب أن يقص أظفاره ويقول عند ذلك ( بسم الله وبالله وعلى سنة رسول

____________________

(١) كتاب اقبال الاعمال : ٢٨٠.

٣٢٩

الله والائمة من بعده عليه وعليهم‌السلام.

ويأخذ من شاربه ويقول : بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وملة أميرالمؤمنين والاوصياء عليهم‌السلام.

وينبغي أن يمس شيئا من الطيب جسده ، ويلبس أطهر ثيابه ، فاذا تهيأ للخروج إلى الصلاة قال : اللهم من تهيأ في هذا اليوم إلى آخر ما مر برواية السيد (١).

٣ ـ المتهجد وجمال الاسبوع : ويستحب زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام في يوم الجمعة ، روي عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : من أراد أن يزور قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين و قبور الحجج عليهم‌السلام وهو في بلده فليغتسل في يوم الجمعة وليلبس ثوبين نظيفين وليخرج إلى فلاة من الارض ثم يصلي أربع ركعات يقرء فيهن ما تيسرمن القرآن ، فاذا تشهد وسلم فليقم مستقبل القبلة وليقل :

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك أيها النبي المرسل ، والوصي المرتضى ، والسيدة الكبرى والسيدة الزهراء ، والسبطان المنتجبان والاولاد الاعلام ، والامناء المنتجبون ، جئت انقطاعا إليكم وإلى آبائكم ، و ولدكم الخلف ، على بركة الحق ، فقلبي لكم مسلم ، ونصرتي لكم معذة ، حتى يحكم الله لدينه ، فمعكم معكم لا مع عدوكم ، إني لمن القائلين بفضلكم ، مقر برجعتكم ، لا انكرلله قدرة ، ولا أزعم إلا ما شاء الله ، سبحان الله ذي الملك والملكوت ، يسبح لله بأسمائه جميع خلقه ، والسلام على أرواحكم وأجسادكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وفي رواية اخرى : افعل ذلك على سطح دارك (٢).

أقول : ثم أورد الشيخ قدس سره زيارة اخرى للحسين عليه‌السلام أوردتها في

____________________

(١) مصباح المتهجد : ١٨٨ ١٨٩.

(٢) مصباح المتهجد : ٢٠٠.

٣٣٠

كتاب المزار (١) مع غيرها وشرح جميعها ولم نوردها ههنا لعدم ظهور الاختصاص بيوم الجمعة من روايتها.

٤ ـ المتهجد : وروي الترغيب في صومه إلا أن الافضل أن لايتفرد بصومه إلا بصوم يوم قبله ، وروي في أكل الرمان فيه وفي ليلته فضل كثير ، ويكره السفر فيه ابتداء ويستحب الاكثار فيه من الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن تمكن من ذلك ألف مرة كان له ثواب كثير.

ويستحب عقيب الفجر يوم الجمعة أن يقرأ مائة مرة قل هو الله أحد ، ويصلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرة ، وأن يستغفر الله مائة مرة ، ويقرة سورة النساء وسورة هود والكهف والصافات والرحمن ويقول : اللهم اجعل صلواتك و صلوات ملائكتك ورسلك على محمد وآل محمد ، ويقول اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

ويستحب أن يدعو أيضا بهذا الدعاء : اللهم إني تعمدت إليك بحاجتي ، و أنزلت بك اليوم فقري وفاقتي ومسكنتي ، وأنا لمغفرتك أرجا مني لعملي ، ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي ، فتول قضاء كل حاجة لي بقدرتك عليها ، وتيسر ذلك عليك ولفقرى إليك ، فاني لم اصب خيرا قط إلا منك ، ولم يصرف عني سوءا قط أحد غيرك ، ولست أرجو لاخرتى ودنياى غيرك ولاليوم فقرى يوم يفردنى الناس في حفرتي ، وافضى إليك بذنبي سواك (٢).

٥ ـ جمال الاسبوع : حدث أبوالحسين محمد بن هارون التلعكبري ، عن أحمد بن محمد بن عياش ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن إبراهيم بن أبي بكر ، عن بعض أصحابه ، عن إسماعيل بن منصور الزبالي ، عن أبي ركاز قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من قال يوم الجمعة حين يصلي الغداة قبل أن يتكلم وحدث به أيضا أبوالمفضل محمد بن عبدالله بن مطلب عن حميد بن زياد ، عن علي بن

____________________

(١) راجح ج ١٠١ ص ٣٦٨ ٣٦٩.

(٢) مصباح المتهجد ص ١٩٧.

٣٣١

بزرج الحناط ، عن محمد بن جعفر المكفوف ، عن إسماعيل بن منصور ، عن أبي ركاز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال يوم الجمعة حين يصلي الغداة قبل أن يتكلم :

اللهم ما قلت في جمعتي هذه من قول أو حلف فيها من حلف أو نذرت فيها من نذر فمشيتك بين يدي ذلك كله ، فما شئت منه أن يكون كان ، وما لم تشأ منه لم يكن ، اللهم اغفرلي وتجاوز عني ، اللهم من صليت عليه فصلواتي عليه ، ومن لعنت فلعنتي عليه.

كان كفارة من جمعة إلى جمعة ، وزاد فيه مصنف كتاب جامع الدعوات : ومن قالها في كل جمعة وفي كل سنة كانت كفارة لما بينهما ، وزاد أبوالمفضل في آخر الدعاء : وإن شئت قرأت كل جمعة كان من الجمعة إلى الجمعة ، ومن شهر إلى شهر ومن سنة إلى سنة.

ومنه : قال : حدث أبوعبدالله أحمد بن محمد الجوهري قال كتب إلى محمد بن أحمد بن سنان يقول : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده محمد بن سنان قال : قال لي العالم عليه‌السلام : يا محمد بن سنان هل دعوت في هذا اليوم بالواجب من الدعاء؟ وكان يوم الجمعة ، فقلت : وما هو يا مولاى؟ قال : تقول :

السلام عليك أيها اليوم الجديد المتبارك الذي جعله الله عيدا لاوليائه المطهرين من الدنس ، الخارجين من البلوى ، المكرورين مع أوليائه ، المصفين من العكر ، الباذلين أنفسهم في محبة أولياء الرحمن تسليما ، السلام عليكم سلاما دائما أبدا.

وتلتفت إلى الشمس وتقول : السلام عليك أيتها الشمس الطالعة ، والنور الفاضل البهى اشهدك بتوحيدي الله لتكونى شاهدي إذا ظهر الرب لفصل القضاء في العالم الجديد.

اللهم إني أعوذبك وبنور وجهك الكريم أن تشوه خلقى ، وأن تردد روحي في العذاب ، بنورك المحجوب عن كل ناظر ، نور قلبي ، فاني أنا عبدك وفي قبضتك ، ولارب لي سواك ، اللهم إني أتقرب إليك بقلب خاضع ، وإلى وليك ببدن خاشع وإلى الائمة الراشدين بفؤاد متواضع ، وإلى النقباء الكرام والنجباء الاعزة بالذل

٣٣٢

وأرغم أنفي لمن وحدك ، ولا إله غيرك ، ولا خالق سواك ، واصغر خدي لاوليائك المقربين ، وأنفي عنك كل ضد وند ، فاني أنا عبدك الذليل المعترف بذنوبي أسئلك يا سدي حطها عني ، وتخليصى من الادناس والارجاس ، إلهى وسيدي قد انقطعت عن ذوي القربي ، واستغنيت بك عن أهل الدنيا ، متعرضا لمعروفك ، أعطنى من معروفك معروفا تغنيني به عمن سواك.

بيان : لعل المراد بالاولياء أولا الشيعة ، أو خواصهم ، والدنس سوء العقايد والبلوى الافتتان والكر الرجوع ، يقال كره وكر بنفسه يتعدى ولا يتعدى وهو إشارة إلى الرجعة ، والعكر بالتحريك دردى الزيت وغيره ، استعير هنا للعقايد والاعمال الردية ، واصغر بالغين المعجمة أي اذلل ، وفي بعض النسخ بالمهملة ، وهو لايناسب المقام ، وإن ناسب الخد لانه بمعنى إمالة الخد تكبرا إلا أن يراد به إماة الوجه عن أعدائهم لهم وبسببهم.

٦ ـ الجمال : حدثني الجماعة الذين قدمت أسماءهم باسنادهم إلى محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن زيد أبي اسامة الشحام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ما من عمل يوم الجمعة أفضل من الصلوات على محمد وآل محمد ، ولو مائة مرة ومرة ، قال : قلت كيف اصلي عليهم؟ قال : تقول : اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك على محمد وأهل بيت محمد عليه وعليهم‌السلام ورحمة الله وبركاته.

٧ ـ البلد : روي أن من قرأ الجحد عشرا قبر طلوع الشمس من يوم الجمعة ودعا استجيب له.

٨ ـ من أصل قديم من مؤلفات قدمائنا ، فاذا صليت الفجر يوم الجمعة ، فابتدئ بهذه الشهادة ، ثم بالصلاة على محمد وآله وهي هذه :

اللهم أنت ربي ورب كل شئ ، وخالق كل شئ آمنت بك وبملائكتك وكتبك ورسلك ، وبالساعة والبعث والنشور ، وبلقائك والحساب ووعدك ووعيدك وبالمغفرة والعذاب ، وقدرك وقضائك ، ورضيت بك ربا ، وبالاسلام دينا ، و

٣٣٣

بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيا ، وبالقرآن كتابا وحكما ، وبالكعبة قبلة ، وبحججك على خلقك حججاو أئمة ، وبالمؤمنين إخوانا ، وكفرت بالجبت والطاغوت ، وباللات والعزى ، وبجميع ما يعبد دونك ، واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم.

وأشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار الارضين السابعة سواك باطل لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، كنت قبل الايام والليالي ، وقبل الازمان و الدهور ، قبل كل شئ إذ أنت حي قبل كل حي وحي بعد كل حي ، تباركت وتعاليت في عليائك وتقدست في أسمائك لا إله غيرك ، ولارب سواك ، وأنت حي قيوم ملك قدوس متعال أبدا ، لانفاد لك ولا فناء ولازوال ولاغاية ولامنتهى.

لا إله في السموات والارضين إلا أنت تعظمت حميدا ، وتحمدت كريما وتكبرت رحيما ، وكنت عزيزا قديما ، قديرا مجيدا ، تعاليت قدوسا رحيما قديرا وتوحدت إلها جبارا قويا عليا عليما عظيما كبيرا ، وتفردت بخلق الخلق كلهم فما خالق بارئ مصور متقن غيرك ، وتعاليت قاهرا معبودا مبدئا معيدا منعما مفضلا جوادا ماجدا رحيما كريما.

فأنت الرب الذى لم تزل ولا تزال وتضرب بك الامثال ، ولايغيرك الدهور ، ولا يفنيك الزمان ولا تداولك الايام ، ولا يختلف عليك الليالي ولا تحاولك الاقدار ، ولا تبلغك الاجال ، لازوال لملكك ولا فناء لسلطانك ، ولا انقطاع لذكرك ولا تبديل لكماتك ، ولاتحويل لسنتك ، ولاخلف لوعدك ، ولاتأخذك سنة ولانوم و لايمسك نصب ولا لغوب.

فأنت الجليل القديم الاول الاخر الباطن الظاهر القدوس عزت أسماؤك ، و جل ثناؤك ، ولا إله سواك ، وصفت نفسك أحدا صمدا فردا لم تتخذ صاحبة ولا ولدا لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد.

٣٣٤

أنت الدائم في غير وصب ولا نصب ، لم تشغلك رحمتك عن عذابك ، ولا عذابك عن رحمتك ، خلقت خلقك من غير وحشة بك إليهم ، ولا انس بهم ، وابتدعتهم لامن شئ كان ولا بشئ شبهتهم.

لايرام عزك ، ولايستضعف أمرك ، لاعز لمن أذللت ، ولاذل لمن أعززت ، أسمعت من دعوت ، وأجبت من دعاك.

اللهم اكتب شهادتي هذه واجعلها عهدا عندك توفنيه يوم تسئل الصادقين عن صدقهم ، وذلك قولك ( لايملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا )

اللهم إنى أتوجه إليك بمحمد نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبايماني به ، وبطاعتي له ، وتصديقي بما جاء به من عندك ، فنزل به الروح الامين من وحيك على محمد نبي الرحمة ، القائد إلى الرحمة ، الذي بطاعته تنال الرحمة ، وبمعصيته تهتك العصمة صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحم وكرم.

يا داحي المدحوات ، ويا باني المسموكات ، ويا مرسى المرسيات ، ويا جبار السماوات ، وخالق القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها ، وباسط الرحمة للمتقين اجعل شرايف صلواتك ، ونوامى بركاتك ، ورأفة تحننك وعواطف زواكي رحمتك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما اغلق ، والخاتم لما سبق ، ومظهر الحق بالحق ودامغ الباطل كما حملته فاضطلع بأمرك ، محتملا لطاعتك ، مستوفزا في مرضاتك غيرنا كل في قدم ، ولا واهن في عزم ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبس القابس وبه هديت القلوب بعد خوضات الفتن ، وأقام موضحات الاعلام ، ومنيرات الاسلام ، ونائرات الاحكام.

فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك نعمة ورسولك رحمة ، فافسح له مفسحا في عدلك ، وأجزه مضعفات الخير من فضلك مهنات غير مكدرات من فوز فوائدك المحلول وجزيل عطائك الموصول.

اللهم أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك نزله ومثواه وأتمم له نوره وأرناه بابتعاثك إياه مرضى المقالة ، مقبول الشهادة ، ذا منطق عدل ، وخطة فصل

٣٣٥

وحجة وبرهان عظيم الجزاء.

اللهم اجعلنا شافعين مخلصين ، وأولياء مطيعين ، ورفقاء مصاحبين ، أبلغه منا السلام ، وأوردنا عليه وأورد عليه منا السلام.

اللهم إني أشهدو الشهادة حظي ، والحق علي أن محمدا عبدك ورسولك ونبيك وصفيك ونجيك وأمينك ونجيبك وحبيبك ، وصفوتك من خلقك ، وخليلك و خاصك وخالصتك ، وخيرتك من بريتك ، النبي الذي هديتنا به من الضلالة ، وعلمتنا به من الجهالة ، وبصرتنا به من العمى ، وأقمتنا به على المحجة العظمى ، وسبيل التقوى ، وأخرجتنا به من الغمرات ، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات. أمينك على وحيك ، ومستودع سرك وحكمتك ، ورسولك إلى خلقك ، وحجتك على عبادك ، ومبلغ وحيك ، ومؤدي عهدك ، وجعلته رحمة للعالمين ، ونورا يستضئ به المؤمنون ، يبشر بالجزيل من ثوابك ، وينذر بالاليم من عقابك.

فأشهد أنه قد جاء بالحق من عندك ، وعبدك حتى أتاه اليقين من وعدك ، وأنه لسانك في خلقك ، وعينك والشاهد لك ، والدليل عليك ، والداعى إليك والحجة على بريتك ، والسبب فيما بينك وبينهم.

وإنه قد صدع بأمرك ، وبلغ رسالتك ، وتلا آياتك ، وحذر أيامك وأحل حلالك وحرم حرامك ، وبين فرايضك ، وأقام حدودك وأحكامك ، وحض على عبادتك ، وأمر بطاعتك ، وائتمر بها ، ونهى عن معصيتك ، وانتهى عنها ، ودل على حسن الاخلاق وأخذ بها ، ونهى عن مساوي الاخلاق واجتنبها ، ووالى أولياءك قولا وعملا ، وعادى أعداءك قولا وعملا ، ودعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأشهد أنه لم يكن ساحرا ولا مسحورا ، ولا شاعرا ولا مجنونا ، ولا كاهنا و لا أفاكا ولاجاحدا ولا كذابا ولا شاكاو لامرتابا وأنه رسولك وخاتم النبيين جاء بالوحي من عندك ، وصدق المرسلين.

٣٣٦

وأشهد أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الاليم ، وأن الذين آمنوا به واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المتقون.

اللهم صل على محمد وآله أفضل وأشرف وأكمل وأكبر وأطيب وأطهر وأتم وأعم وأزكى وأنمى وأحسن وأجمل وأكثر ما صليت على أحد من الاولين والاخرين إنك حميد مجيد.

اللهم صل على محمد حيا ، وصل على محمد ميتا ، وصل على محمد مبعوثا ، و صل على روحه في الارواح الطيبة ، وصل على جسده في الاجساد الزاكية.

اللهم شرف بينانه ، وكرم مقامه ، وأضئ نوره ، وأبلغه الدرجة الوسيلة عندك في الرفعة والفضيلة ، وأعطه حتى يرضى وزده بعد الرضى ، وابعثه مقاما محمودا ، اللهم صل عليه بكل منقبة من مناقبه ، وموقف من مواقفه ، وحال من أحواله رأيته لك فيها ناصرا ، وعلى مكروه بلائه صابرا ، صلاة تعطيه بها خصائص من عطائك ، وفضائل من حبائك ، تكرم بها وجهه ، وتعظم بها خطره ، وتنمي بها ذكره ، وتفلج بها حجته ، وتظهر بها عذره ، حتى تبلغ به أفضل ما وعدته من جزيل جزائك ، وأعددت له من كريم حبائك ، وذخرت له من واسع عطائك.

اللهم شرف في القيامة مقامه ، وقرب منك مثواه وأعطه أعظم الوسائل ، و أشرف المنازل ، وعظم حوضه ، وأكرم وارديه وكثرهم ، وتقبل في امته شفاعته وفيمن سواهم من الامم ، وأعطه سؤله في خاصته وعامته ، وبلغه في الشرف والتفضيل أفضل ما بلغت أحدا من المرسلين ، الذين قاموا بحقك ، وذبوا عن حرمك ، وأفشوا في الخلق إعذارك وإنذارك ، وعبدوك حتى أتاهم اليقين.

اللهم اجعل محمدا أفضل خلقك منك زلقى ، وأعظمهم عندك شرفا ، وأرفعهم منزلا وأقربهم مكانا ، وأوجههم عندك جاها ، وأكثرهم تبعا ، وأمكنهم شفاعة ، و أجزلهم عطية.

اللهم صل على محمد وآله صلاة يثمر سناها ، ويسمو أعلاها ، وتشرق اولاها وتنمى اخريها ، نبى الرحمة ، والقائد إلى الرحمة ، الذي بطاعته تنال الرحمة

٣٣٧

وبمعصيته تهتك العصمة ، وسلم عليه سلاما عزيزا يوجب كثيرا ويومن ثبورا أبدا إلى يوم الدين.

وعلى آله مصابيح الظلام ، ومرابيع الانام ، ودعائم الاسلام ، الذين إذا قالوا صدقوا ، وإذا خرس المغتابون نطقوا ، آثروا رضاك ، وأخلصوا حبك ، واستشعروا خشيتك ، ووجلوا منك ، وخافوا مقامك ، وفزعوا من وعيدك ، ورجوا أيامك ، و هابوا عظمتك ، ومجدوا كرمك ، وكبروا شأنك ، ووكدوا ميثاقك ، وأحكموا عرى طاعتك ، واستبشروا بنعمتك ، وانتظروا روحك ، وعظموا جلالك ، وسددوا عقود حقك بموالاتهم من والاك ، ومعاداتهم من عاداك ، وصبرهم على ما أصابهم في محبتك ، ودعائهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى سبيلك ، ومجادلتهم بالتي هي أحسن من عاندك ، وتحليلهم حلالك ، وتحريمهم حرامك ، حتى أظهروا دعوتك ، وأعلنوا دينك وأقاموا حدودك ، واتبعوا فرائضك ، فبلغوا في ذلك منك الرضى ، وسلموا لك القضاء ، وصدقوا من رسلك من مضى ، ودعوا إلى سبيل كل مرتضى.

الذين من اتخذهم مآبا سلم ، ومن استتر بهم جنة عصم ، ومن دعاهم إلى المعضلات لبوه ، ومن استعطاهم الخير آتوه ، صلاة كثيرة زاكية نامية مباركة صلاة لاتحد ولا تبلغ نعتها ، ولاتدرك حدودها ، ولايوصف كنهها ، ولايحصى عددها وسلام عليهم بانجاز وعدهم ، وسعادة جدهم ، وإسناد رفدهم ، كما قلت ( سلام على آل ياسين إنا كذلك نجزي المحسنين ).

اللهم اخلف فيهم محمدا أحسن ما خلفت أحدا من المرسلين في خلفائهم ، والائمة من بعدهم حتى تبلغ برسولك وبهم كمال ما تقربه أعينهم في الدنيا والاخرة ، مما لاتعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ، واجعلهم في مزيد كرامتك ، وجزيل جزائك مما لاعين رأت ، ولا اذن سمعت ، وأعطهم ما يتمنون وزدهم بعد ما يرضون ، وعرف جميع خلقك فضل محمد وآل محمد ، ومنزلتهم منك ، حتى يقروا بفضلك فضلهم وشرفهم ، ويعرفوا لهم حقهم الذي أوجبت عليهم ، من فرض

٣٣٨

طاعتهم ومحبتهم ، وابتاع أمرهم ، واجعلنا سامعين لهم مطيعين ، ولسنتهم تابعين ، وعلى عدوهم من الناصرين ، وفيما دعوا إليه ودلوا عليه من المصدقين.

اللهم فانا قد أقررنا لهم بذلك ، وبما أمرتنا به على ألسنتهم ، ونشهد أن ذلك من عندك ، وفبرضاهم نرجو رضاك ، وبسخطهم نخشى سخطك.

اللهم فتوفنا على ملتهم ، واحشرنا في زمرتهم ، واجعلنا ممن تقر عينه غدا برؤيتهم ، وأوردنا حوضهم ، وأسقنا بكأسهم ، وأدخلنا في كل خير أدخلتهم فيه ، وأخرجنا من كل سوء أخرجتهم منه ، حتى نستوجب ثوابك ، وننجو من عقابك ، ونلقاك وأنت عنا راض ، ونحن لك مرضيون ، صلوات الله ربنا الرؤف الرحيم على نبينا وآله أجمعين.

اللهم إنا نسألك بمحمد وآل محمد الموصوفين بمعرفتك ، تقربا إليك بالمسألة وهربا منك غير بالغ في مسئلتى لهم معشار ما برحمتك أعتقد لهم ، إلا التماس المناصحة لهم ، وثواب موعودك ، والتوجه إليهم بهم والشفاعة لنا منهم.

اللهم إني أسألك لال محمد الماضين من أئمة الهدى أفضل المنازل عندك ، و أحبها إليك من الشرف الاعلى ، والمكان الرفيع من الدرجات العلى ، ياشديد القوى ، نفحة من عطائك التى لامن فيها ولا أذى. خصهم منك بالفوز العظيم ، في النظرة والنعيم ، والثواب الدائم المقيم ، الذي لانصب فيه ولايريم.

اللهم أسكنهم الغرف المبنية ، على الفرش المرفوعة والسرر المصفوفة متكئين عليها متقابلين ، لايسمعون فيها لغوا ولاتأثيما إلا قيلا سلاما سلاما ، يا رب العالمين.

اللهم ارفع محمدا في أعلى عليين ، فوق منازل المرسلين ، وملائكتك المقربين وجميع النبيين وصفوتك من خلقك أجمعين ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أجزهم بشكر نعمتك ، وتعظيم حرمتك ، جزاء لاجزاء فوقه ، وعطاء لاعطاء مثله ، وخلودا لا خلود يشاكله ، ولايطمع أحد في مثله ، ولا يقدر أحد قدره ، ولا تهتدي

٣٣٩

الالباب إلى طلبه ، نعمة لما شكروا من أياديك ، وإرصادا لما صبروا على الاذى فيك.

اللهم وعلى الباقي منهم فترحم ، وما وعدتهم من نصرك فتمم ، وأشياعهم من كل سوء سلم ، وبهم يا رب العالمين جناح الكفر فحطم ، وأموال الظلمة وليك فغنم ، وكن لهم وليا وحافظا وناصرا ، واجعلهم والمؤمنين أكثر نفيرا ، وأنزل عليهم من السماء ملائكة أنصارا ، وابعث لهم من أنفسهم لدماء أسلافهم ثارا ، ولا تدع على الارض من الكافرين ديارا ، ولاتزد الظالمين إلا خسارا.

اللهم مد لال محمد وأشياعهم في الاجال ، وخصهم بصالح الاعمال ، ولا تجعلنا ممن تستبدل بهم الابدال ، يا ذالجود والفعال.

اللهم خص آل محمد بالوسيلة ، وأعطهم أفضل الفضيلة ، واقض لهم في الدينا بأحسن القضية ، واحكم بينهم وبين عدوهم بالعدل والوفا ، واجعلنا يا رب لهم أعوانا ووزراء ، ولاتشمت بنا وبهم الاعداء.

اللهم احفظ محمدا وآل محمد ، وأتباعهم وأولياءهم بالليل والنهار من أهل الجحد والانكار ، واكفهم حسد كل حاسد متكبر جبار ، وسلطهم على كل ناكث ختار حتى يقضوا من عدوك وعدوهم الاوطار ، واجعل عدوهم مع الاذلين والاشرار وكبهم رب على وجوههم في النار ، إنك الواحد القهار.

اللهم كن لوليك في خلقك وليا وحافظا وقائدا وناصرا حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتمتعه منها طولا ، وتجعله وذريته فيها الائمة الوارثين ، واجمع له شمله وأكمل له أمره ، وأصلح له رعيته ، وثبت ركنه ، وافرغ الصبر منك عليه حتى ينتقم فيشتفى ويشفى حزازات قلوب نغلة ، وحرارت صدور وغرة ، وحسرات أنفس ترحة ، من دماء مسفوكة ، وأرحام مقطوعة [ وطاعة ] مجهولة قد أحسنت إليه البلاء ، ووسعت عليه الالاء ، وأتممت عليه النعماء ، في حسن الحفظ منك له.

اللهم اكفه هول عدوه ، وأنسهم ذكره ، وأرد من أراده ، وكد من كاده ، وامكر بمن مكر به ، واجعل دائرة السوء عليهم ، اللهم فض جمعهم ، وفل حدهم ، وأرعب

٣٤٠