بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

هو خامس يوم خلق الله من الدنيا ، ليله أنيس ، ونهاره جليس ، وفيه رفع إدريس ولعن فيه إبليس.

قال : بأبي أنت وامي يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني عن يوم الجمعة فبكى رسول الله (ص) وقال : سألتني عن يوم الجمعة فقال نعم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تسميه الملائكة في السماء يوم المزيد :

يوم الجمعة يوم خلق الله فيه آدم عليه‌السلام ، يوم الجمعة يوم نفخ الله في آدم الروح ، يوم الجمعة يوم أسكن الله آدم فيه الجنة ، يوم الجمعة يوم أسجد الله ملائكته لادم ، يوم الجمعة يوم جمع الله فيه لادم حوا ، يوم الجمعة يوم قال الله للنار : كوني بردا وسلاما على إبراهيم.

يوم الجمعة يوم استجيب فيه دعاء يعقوب عليه‌السلام ، يوم الجمعة يوم غفر الله فيه ذنب آدم ، يوم الجمعه يوم كشف الله فيه البلاء عن أيوب ، يوم الجمعة يوم فدى الله فيه إسماعيل بذبح عظيم ، يوم الجمعة يوم خلق الله فيه السماوات والارض ، وما بينهما ، يوم الجمعة يوم يتخوف فيه الهول وشدة القيامة والفزع الاكبر.

ومنه : باسناده عن الصادق عليه‌السلام سميت الجمعة جمعة لان الله جمع الخلق لولاية محمد وأهل بيته.

وقال أيضا : سميت الجمعة جمعة لان الله جمع للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمره.

ومنه : باسناده عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الاول قال : سمعته يقول : خلق الله الانبياء والاوصياء يوم الجمعة ، وهو اليوم الذي أخذ الله فيه ميثاقهم خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة ، لايشذ فيها شاذ إلى يوم القيامة.

ومنه : باسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان ليلة الجمعة رفعت حيتان البحور رؤسها ، ودواب البراري ، ثم نادت بصوت طلق : ربنا لا تعذ بنا بذنوب الادميين.

٢٨١

ومنه : باسناده قال الصادق عليه‌السلام : إن لله عتقاء في كل ليلة جمعة ، فتعرضوا لرحمة الله في ليلة الجمعة ويوم الجمعة ، ومن مات في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وقاه الله فتنة القبر ، وطبع عليه بطابع الشهداء ، لايقولن أحدكم كان وكان ، وكتب له براءة من ضغطة القبر ، وكان شهيدا.

ومنه : باسناده ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله تعالى ليأمر ملكا فينادي كل ليلة جمعة من فوق عرشه من أول الليل إلى آخره : ألاعبد مؤمن يدعوني لاخرته ودنياه قبل طلوع الفجر فاجيبه؟ ألا عبد مؤمن يتوب إلى من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب إليه؟ ألا عبد مؤمن قدقترت عليه رزقه فيسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأزيده واوسع عليه؟ ألا عبد مؤمن سقيم فيسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فاعافيه؟ ألا عبد مؤمن مغموم محبوس يسألني أن اطلقه من حبسه وافرج عنه قبل طلوع الفجر فاطلقه واخلي سبيله ، ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ بظلامته؟ قال : فلا يزال ينادي حتى يطلع الفجر.

المقنعة : عن أبي بصير مثله (١).

٢٨ ـ كتاب العروس : باسناده قال الصادق عليه‌السلام : الصدقة ليلة الجمعة بألف ، والصدقة يوم الجمعة بألف.

وقال : ليلة الجمعة ويوم الجمعة في الفضل سواء.

ومنه : باسناده قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إن الله اختار الجمعة فجعل يومها عيدا ، واختار ليلها فجعلها مثلها ، وإن من فضلها أن لايسأل الله عزوجل يوم الجمعة حاجة إلا استجيب له ، وإن استحق قوم عقابا فصادفوا يوم الجمعة وليلتها ، صرف عنهم ذلك.

ولم يبق شئ مما أحكمه الله وفصله إلا أبرمه في ليلة جمعة ، فليلة

____________________

(١) المقنعة : ٢٥

٢٨٢

الجمعة أفضل الليالي ويومها أفضل الايام ، وليلة الجمعة ليلة غراء ، ويوم الجمعة يوم أزهر.

ومنه : باسناده قال الصادق عليه‌السلام : اجتنبوا المعاصي ليلة الجمعة ، فان السيئة مضاعفة والحسنة مضاعفة ، ومن ترك معصية الله ليلة الجمعة غفر الله له كل ما سلف فيه ، وقيل له : استأنف العمل ، ومن بارزالله ليلة الجمعة بمعصيته أخذه الله عزوجل بكل ما عمل في عمره ، وضاعف عليه العذاب بهذه المعصية ، فاذا كان يوم الجمعة رفعت حيتان البحور رؤسها ، ودواب البراري ثم نادت بصوت ذلق : ربنا لاتعذبنا بذنوب الادميين.

ومنه : باسناده قال الصادق عليه‌السلام : يقول الطير بعضهم لبعض في يوم الجمعة سلام سلام يوم صالح.

ومنه : باسناده عن أبي بصير ، عن أحدهما عليه‌السلام قال : إذا كان يوم الجمعة وأهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، عرف أهل الجنة يوم الجمعة ، و ذلك أنهم يزاد في نعيمهم ، وعرف أهل النار يوم الجمعة وذلك أن كلهم يبطش بهم الزبانية.

ومنه : باسناده ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الخير والشر يضاعف يوم الجمعة.

ومنه : باسناده عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في رجل يريد أن يعمل شيئا من الخير مثل الصدقة والصوم ونحو ذلك ، قال يستحب أن يكون ذلك في يوم الجمعة والعمل فيه يضاعف.

ومنه : باسناده عن زريق ، عن الصادق عليه‌السلام قال : الصدقة يوم الجمعة تضاعف وليلة الجمعة تضاعف وما من يوم كيوم الجمعة ، وما ليلة كليلة الجمعة ، يومها أزهر وليلتها غراء.

ومنه : باسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الساعة التي يرجى في يوم الجمعة

٢٨٣

التي لايدعو فيها مؤمن إلا استجيب؟ قال : نعم إذا خرج الامام ، قلت : إن الامام ربما يعجل ويؤخر قال : إذا زالت الشمس.

وقال : الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ما بين فراغ الامام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصفوف ، وساعة اخرى من آخر النهار إلى أن تغيب الشمس وروي حين ينزل الامام من المنبر إلى أن يقوم في مقامه ، وروي ما بين نزول الامام من المنبر إلى أن يصير الفئ من الزوال قدم.

٢٩ ـ الخصال : عن محمد بن أحمد الوراق ، عن علي بن محمد مولى الرشيد عن دارم بن قبيصة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تقوم الساعة يوم الجمعة بين الظهر والعصر (١).

٣٠ ـ مجمع البيان : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن لله تعالى في كل يوم جمعة ست مائة ألف عتيق من النار ، كلهم قد استوجبوا النار (٢).

٣١ ـ كتاب زيد النرسى : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول إذا كان يوم الجمعة ويوما العيدين ، أمر الله رضوان خازن الجنان أن ينادي في أرواح المؤمنين وهم في غرفات الجنان أن الله قد أذن لكم بالزيارة إلى أهاليكم وأحبائكم من أهل الدنيا.

ثم يأمر الله رضوان أن يأتي لكل روح بناقة من نوق الجنة عليها قبة من زبرجدة خضراء ، غشاؤها من ياقوتة رطبة صفراء ، على النوق جلال وبراقع من سندس الجنان واستبرقها.

فيركبون تلك النوق عليهم حلل الجنة متوجون بتيجان الدر الرطب ، تضئ

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٣٩٠ ط مكتبة الصدوق ، والحديث ساقط عن ط الحجر ولم يذكر منه الاسنده راجع ج ٢ ص ٢٩.

(٢) مجمع البيان ج ١٠ ص ٢٨٩ ، وأخرجه النورى في المستدرك عن نثر اللئالى لابن أبى جمهور الاحسائى.

٢٨٤

كما تضي الكواكب الدرية في جو السماء ، من قرب الناظر إليها لامن البعد.

فيجتمعون في العرصة ، ثم يأمر الله جبرئيل في أهل السموات أن يستقبلوهم فيستقبلهم ملائكة كل سماء وتشيعهم ملائكة كل سماء إلى السماء الاخرى ، فينزلون بوادي السلام وهو واد بظهر الكوفة ، ثم يتفرقون في البلدان والامصار حتى يزوروا أهاليهم الذين كانوا معهم في دار الدنيا ، ومعهم ملائكة يصرفون وجوههم عما يكرهون النظر إليه إلى ما يحبون.

ويزورون حفر الابدان حتى إذا ما صلى الناس ، وارح أهل الدنيا إلى منازلهم من مصلاهم ، نادى فيهم جبرئيل بالرحيل إلى غرفات الجنان فيرحلون.

قال : فبكى رجل في المجلس فقال : جعلت فداك هذا للمؤمن فما حال الكافر؟ فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أبدان ملعونة تحت الثري في بقاع النار وأرواح خبيثة ملعونة تجري بوادي برهوت من بئر الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات يؤدي ذلك الفزع والاهوال إلى الابدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار فهي بمنزلة. النائم إذا رأى الاهوال.

فلا تزال تلك الابدان فزعة ذعرة ، وتلك الارواح معذبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات المسخوطات الملعونات المصفوفات مسجونات فيها لاترى روحا ولاراحة إلى مبعث قائمنا ، فيحشرها من تلك المركبات فترد في الابدان وذلك عند النشرات فتضرب أعناقهم ، ثم تصير إلى النارأبد الابدين ، ودهر الداهرين (١).

٣٢ ـ اكمال الدين : عن غير واحد من أصحابه ، عن محمدبن همام ، عن عبدالله بن جعفر بن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله اختار من الايام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر

____________________

(١) اخرجه المؤلف العلامة في ج ٦ ص ٢٩٢ ٢٩٣ من هذه الطبعة الحديثة مع بيان.

٢٨٥

الخبر (١).

٣٣ ـ المقنعة : عن الباقر عليه‌السلام قال : ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : إن الله اختار من كل شئ شيئا ، واختار من الايام يوم الجمعة (٢).

____________________

(١) اكمال الدين ج ١ ص ٢٨١ ط مكتبة الصدوق.

(٢) المقنعة : ٢٥.

٢٨٦

٣

( باب )

* ( أعمال ليلة الجمعة وصلاتها وأدعيتها ) *

١ ـ المتهجد والجمال : من كانت له حاجة فليصم يوم الثلثا والاربعا و الخميس ، قاذا كان العشاء تصدق بشي ء قبل الافطار ، فاذا صلى العشاء الاخرة ليلة الجمعة وفرغ منها ، سجد وقال في سجوده ( اللهم إني أسئلك بوجهك الكريم ، و اسمك العظيم ، وعينك الماضية ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تقضي ديني ، و توسع علي في رزقي ) فمن دام على ذلك وسع الله عليه رزقه ، وقضى دينه (١).

بيان : ( وعينك ) أي علمك ( الماضية ) أي النافذة في الامور المحيطة بها ، ويحتمل أن يكون العين كناية عن الحفظ أيضا.

٢ ـ المتهجد والجمال : ويستحب لمن صام أن يدعو بهذا الدعاء قبل إفطاره سبع مرات ( الهم رب النور العظيم ، ورب الكرسي الواسع ، ورب العرش العظيم ورب البحر المسجور ، ورب الشفع والوتر ، ورب التوراة والانجيل ، ورب الظلمات والنور ، ورب الظل والحرور ، ورب القرآن العظيم ، أنت إله من في السماء وإله من في الارض ، لا إله فيهما غيرك ، وأنت جبار من في السموات ، وجبار من في الارض ، لاجبار فيهما غيرك ، وأنت خالق من في السماء وخالق من في الارض لاخالق فيهما غيرك ، وأنت ملك من في السماء وملك من في الارض لا ملك فيهما غيرك.

أسألك باسمك الكبير ، وبنور وجهك المنير وبملكك القديم إنك على كل شئ قدير ، وباسمك الذي أشرق به نور حجبك ، وباسمك الذي صلح به الاولون وبه يصلح الاخرون ، يا حي قبل كل حي ، وياحي بعد كل حي ، يا حي محيي

____________________

(١) مصباح المتهجد : ١٨٢ و ١٨٣.

٢٨٧

الموتى ، يا حي لا إله إلا أنت ، صل على محمد وآل محمد ، واغفرلنا ذنوبنا ، واقض لنا حوائجنا ، واكفنا ما أهمنا من أمر الدنيا والاخرة ، واجعل لنا من أمرنا يسرا ، وثبتنا على هدى رسولك محمد وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واجعل لنا من كل غم وهم وضيق فرجا ومخرجا ، واجعل دعاءنا عندك في المرفوع المتقبل المرحوم ، وهب لنا ما وهبت لاهل طاعتك من خلقك ، فأنا مؤمنون بك منيبون إليك ، متوكلون عليك ومصيرنا إليك.

اللهم اجمع لنا الخير كله ، واصرف عنا الشركله ، إنك الحنان المنان بديع السموات والارض ، تعطي الخير من تشاء ، وتصرفه عمن تشاء.

اللهم أعطنا منه ، وامنن علينا به يا أرحم الراحمين ، يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا الله أنت الذي ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير ، يا أجود من سئل ، ويا أكرم من أعطى ، ويا أرحم من استرحم ، صل على محمد وآله ، وارحم ضعفي ، وقلة حيلتي ، إنك ثقتي ورجائي ، وامنن على بالجنة ، وعافني من النار ، واجمع لنا خير الدنيا والاخرة برحمتك يا أرحم الراحمين (١).

بيان : ( رب النور العظيم ) أي النور المخلوق في العرش الذي هو أضوء الانوار وأعظمها ، أو النور العظيم من الانوار المعنوية ، كالعلم والمعرفة ، وربما يفسر بالعقل ( والمسجور ) المملو ( والموقد ) نار في القيمة ( والشفع والوتر ) أي جميع الاشياء شفعها ووترها أو صلاة الشفع وصلاة الوتر أو شفع الصلوات ووترها أو العناصر والافلاك ، أو البروج والسيارات ( والحرور ) الريح الحارة وحر الشمس والحر الدائم ، والنار ( ونور وجهك ) أي ظهور ذاتك وسطوع كمالاتها ( من أمرنا ) أي فيه أو بسببه أو من جملة الامور المتعلقة بنا ، ويحتمل أن يكون على سبيل التجريد كقولهم رأيت منك أسدا.

٣ ـ المتهجد : ومن أراد حفظ القرآن فليصل أربع ركعات ليلة الجمعة يقرء في الركعة الاولى فاتحة الكتاب ويس ، وفي الثانية الحمد والدخان ، وفي

____________________

(١) مصباح المتهجد ص ١٨٣.

٢٨٨

الثالثة الحمد والم تنزيل السجدة ، وفي الرابعة الحمد وتبارك الذي بيده الملك ، فاذا فرغ من التشهد حمدالله وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واستغفر للمؤمنين وقال : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمنى من أن أتكلف مالا يعنيني ، وارزقنى حسن النظر فيما يرضيك عني.

اللهم بديع السموات والارض ، ذا الجلال والاكرام ، والعزة التي لاترام ، أسئلك يا الله يا رحمن ، بجلالك وبنور وجهك أن تلزم قلبي بحفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، واسئلك أن تنور بكتابك بصري وتطلق به لساني ، وتفرج به قلبي ، وتشرح به صدري ، وتستعمل به بدني ، و تقويني على ذلك وتعينني عليه ، فانه لايعين على الخير غيرك ، ولا يوفق له إلا أنت.

ويستحب الاستكثار فيه من بعد صلاة العصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة من الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول : ( اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ، وأهلك عدوهم ، من الجن والانس ، من الاولين والاخرين ، وإن قال ذلك مائة مرة كان له فضل كثير (١).

٤ ـ المتهجد والجمال : ويستحب أن يقرأ فيه من القرآن من سورة بني إسرائيل والكهف والطواسين الثلاث وسجدة لقمان وسورة ص وحم السجدة وحم الدخان وسورة الواقعة (٢).

أقول : وزاد في جمال الاسبوع سورة الاحقاف والطور واقتربت.

ثم قالا : ويستحب أن يدعو بهذا الدعاء ليلة الجمعة : اللهم أنت الاول فلا شئ قبلك ، وأنت الاخر الذي لاتهلك ، وأنت الحي الذي لا تموت ، والخالق الذي لاتعجز ، وأنت البصير الذي لايرتاب ، والصادق الذي لاتكذب والقاهر الذي لايغلب ، البدئ لاتنفذ ، القريب لاتبعد ، القادر لاتضام ، الغافر لاتظلم ، الصمد لا تطعم ، القيوم لاتنام ، المجيب لاتسأم ، الحنان لاترام ، العالم لاتعلم ، القوي لاتضعف

____________________

(١ ـ ٢) مصباح المتهجد : ١٨٤.

٢٨٩

العظيم لاتوصف ، الوفي لاتخلف ، العدل لا تحيف ، الغني لاتفتقر ، الكبير لاتصغر المنيع لاتقهر ، المعروف لاتنكر ، الغالب لاتغلب ، الوتر لا تستأنس ، الفرد لاتستشير لوهاب لاتمل ، الجواد لاتبخل ، العزيز لاتذل ، الحافظ لاتفغل ، القائم لا تنام ، المحتجب لاترى ، الدائم لاتفنى ، الباقي لاتبلى ، المقتدر لاتنازع ، الواحد لا تشبه بشئ.

ولا إله إلا أنت الحق الذي لاتغيرك الازمنة ، ولا تحيط بك الامكنة ، ولا يأخذك نوم ولا سنة ، ولايشبهك شئ ، وكيف لاتكون كذلك وأنت خالق كل شئ لا إله إلا أنت كل شئ هالك إلا وجهك الكريم : أكرم الوجوه ، أمان الخائفين ، وجار المستجيرين ، أسئلك ولا أسئل غيرك ، وأرغب إليك ولا أرغب إلى غيرك.

أسئلك بأفضل المسائل كلها ، وأنجحها التي لاينبغي للعباد أن يسألوك إلا بها أنت الفتاح النفاح ، ذوالخيرات ، مقيل العثرات ، كاتب الحسنات ، ماحي السيئات رافع الدرجات ، أسئلك يا الله يا رحمن يا رحيم ، بأسمائك الحسنى كلها ، وكلماتك العليا ، ونعمك التي لاتحصى.

وأسئلك بأكرم أسمائك عليك ، وأحبها ، إليك ، وأشرفها عندك منزلة ، وأقربها منك وسيلة ، وأسرعها منك إجابة ، وباسمك المكنون المخزون الجليل الاجل العظيم الاعظم الذي تحبه وترضي عمن دعاك به ، وتستجيب له دعاءه ، وحق عليك أن لاتحرم سائلك ، وبكل اسم هو لك في التوراة والانجيل والزبور والفرقان العظيم ، وبكل اسم هو لك علمته أحدا من خلقك أو لم تعلمه أحدا أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، وبكل اسم دعاك به حملة عرشك ، وملائكتك وأصفياؤك من خلقك ، وبحق السائلين لك ، والراغبين إليك ، والمتعوذين بك ، والمتضرعين إليك.

أدعوك يا الله دعاء من قد اشتدت فاقته ، وعظم جرمه ، وأشرف على الهلكة وضعفت قوته ، ومن لايثق بشئ من عمله ، ولابجد لفاقته سادا غيرك ، ولا لذنبه

٢٩٠

غافرا غيرك ، فقد هربت منك إليك غير مستنكف ولا مستكبر عن عبادتك ، يا انس كل مستجير ، يا سند كل فقير ، أسألك بأنك أنت الله الحنان المنان ، لا إله إلا أنت بديع السموات والارض ، ذوالجلال والاكرام ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم.

أنت الرب وأنا العبد ، وأنت المالك وأنا المملوك ، وأنت العزيز وأنا الذليل وأنت الغني وأنا الفقير ، وأنت الحي وأنا الميت ، وأنت الباقي وأنا الفانى ، وأنت المحسن وأنا المسئ ، وأنت الغفور وأنا المذنب ، وأنت الرحيم وأنا الخاطي ، و أنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت القوى وأنا الضعيف ، وأنت المعطي وأنا السائل ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت أحق من سكوت إليه واستعنت به ورجوته.

إلهي كم من مذنب قد غفرت له ، وكم من مسئ قد تجاوزت عنه ، فصل على محمد وآله ، واغفرلي وارحمني ، واعف عني وعافني ، وافتح لى من فضلك ، سبوح ذكرك ، قدوس أمرك ، نافذ قضاؤك ، يسيرلى من أمري ما أخاف عسره ، وفرج لي عنى وعن والدي وعن كل مؤمن ومؤمنة ما أخاف كربه ، واكفنى ما أخاف ضرورته ، وادرء عنى ما أخاف حزونته ، وسهل لى ولكل مؤمن ما أرجوه وآمله ، لا إله إلا أنت سبحانك إلى كنت من الظالمين (١).

بيان : ( أنت الاول ) أي انحصر فيك الاولية لتعريف الخبر ، فيتفرع عليه ( لاشئ قبلك ) أو المراد بالاولية كونه علة كل شئ ، وكذا الاخر للحصر ، أو بمعنى كونه غاية الغايات ، وقد مر الكلام فيهما وسيأتي ( البدئ ) الاشياء ومبدعها ( لاينفد ) أي لايفنى أولا ينتهي إبداعه ( لاتضام ) أي لاتظلم ( الصمد ) أي البسيط الذي ليس بذي أجزاء أو ليس بأجوف تكون فيه جهة القوة والاستعداد ، أو محتاج إليه الكل ولايحتاج إلى شئ ، وعلى كل الوجوه يصح تفريع عدم احتياج الطعام عليه كمالا يخفى ( القيوم ) القائم بالذات الذي يقوم به كل شئ ، فلا يكون منه نوم

____________________

(١) مصباح المتهجد ص ١٨٥ ١٨٦.

٢٩١

ولاغفلة ، والحنان كثير الحنان والرحمة.

( لايرام ) أي لايقصد بسوء فليس حنانه لدفع ضرر ، أو لايحتاج في رحمته إلى أن يقصد ويطلب ( لايوصف ) أي لاتصل العقول إلى كنه عظمته فتصفها ( لا ينكر ) أي ليس محلا للانكار لكثرة ظهور آثاره في الاقطار ، أو المعنى معروف بالاحسان لايشاهد منه سوى ذلك ، والحق : الثابت ( وأنجحها ) أي أقربها إلى الاجابة ( وكلماتك ) أي علومك أو كتبك أو تقديراتك أو الانبياء أو الائمة ، وقد مر مرارا ( وأقربها منك وسيلة ) أي يكون قربها من جهة كونها وسيلة لحصول المطالب ( وأسرعها منك إجابة ) أي اجابة كائنة منك والظرف لايتعلق بالاسراع ( سبوح ذكرك ) أي منزه من أن يدل على نقص أو عيب ( قدوس أمرك ) أي منزه ومبرء من أن يشتمل على ظلم وجور أو عبث.

٥ ـ المتهجد والبلد (١) والجمال والاختيار : دعاء آخر : اللهم إني أسئلك رحمة من عندك تهدي بها قلبى ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثى ، وتحفظ بها غائبى ، وتصلح بها شاهدي ، وتزكى بها عملى ، وتلهمنى بها رشدي ، وترد بها الفتى وتعصمنى بها عن كل سوء.

اللهم أعطنى إيمانا صادقا ، ويقينا خالصا ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والاخرة ، اللهم إنى أسئلك الفوز في القضاء ، ومنازل العلماء ، وعيش السعداء والنصر على الاعداء ، اللهم إنى أنزلت بك حاجتى ، وإن ضعف عملى فقد افتقرت إلى رحمتك ، فأسئلك يا قاضى الامور ، ويا شافي الصدور ، كما تجير بين البحور ، أن تجيرنى من عذاب السعير ، ومن دعوة الثبور ، ومن فتنة القبور.

اللهم وما قصر عنه رأيى ، ولم تبلغه نيتى ، ولم تحط به مسئلتى ، من خير وعدته أحدا من خلقك ، فاني أرغب إليك فيه ، اللهم يا ذا الحبل الشديد ، والامر الرشيد أسئلك الامن يوم الوعيد ، والجنة يوم الخلود ، مع المقربين الشهود ، و الركع السجود ، الموفين العهود ، إنك رحيم ودود ، وإنك تفعل ما تريد.

____________________

(١) البلد الامين : ٦٨.

٢٩٢

اللهم اجعلنا هادين مهديين ، غير ضالين ولا مضلين ، سلما لاوليائك ، و حربا لاعدائك ، نحب لحبك التائبين ، ونعادي لعداوتك من خالفك.

اللهم هذا الدعاء وعليك الاجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان ، اللهم اجعل لى نورا في قلبى ونورا في قبري ونورا بين يدي ونورا من خلفى ونورا من شمالى ونورا من فوقي ونورا من تحتى ونورا في سمعى ونورا في بصري ونورا في شعري و نورا في بشري ، ونورا في لحمى ، ونورا في دمى ، نورا في عظامى ، اللهم وأعظم لي النور ، وأعطنى نورا واجعل لى نورا.

سبحان الله الذي ارتدى بالعز ، وبان به ، وسبحان الله الذي لبس المجد و تكرم به ، سبحان من لاينبغي التسبيح إلا له ، سبحان ذي الفضل والنعم ، سبحان ذي المجد والكرم ، سبحان ذي الجلال والاكرام (١).

بيان : اللم الجمع ، والشعث محركة انتشار الامر ، ولم الله شعثه ، قارب بين شتيت أمره ذكره الفيروز آبادي ( وترد بها الفتي ) أي أهل الفتي ومن أنست بهم أو الفتى وانسى بجنابك ، وليست هذه الفقرة في أكثر الكتب والنسخ ( أسئلك الفوز ) أي بالسعادة ( في القضاء ) أي قضاء الموت وعند نزوله أو كل قضاء ( ومنازل العلماء ) وفي بعض النسخ ( ونزل الشهداء ) والنزل بالضم وبضمتين ما يهيأ للضيف.

( كما تجير ) متعلق بما بعده إشارة إلى قوله سبحانه ( وجعل بين البحرين حاجزا ) (٢) وقوله : ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج و جعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ) (٣) قالوا وذلك مثل دجلة يدخل البحر فيشقه فيجري في خلاله فراسخ لايتغير طعمه ، وقيل : المراد بالعذب النهر العظيم ، مثل النيل ، وبالبحر الملح البحر الكبير ، وبالبرزخ ما يحول بينهما من الارض وقيل :

____________________

(١) مصباح المتهجد : ١٨٧.

(٢) النمل : ٦١.

(٣) الفرقان : ٥٣.

٢٩٣

المراد بالبحرين أولا خليجا فارس والروم ، ينشعبان من المحيط والارض فاصل بينهما لايمتزجان.

( ومن دعوة الثبور ) هو أن ينادوا في القيامة ( واثبوراه ) والثبور الهلاك تلميح إلى قوله سبحانه ( وإذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ) (١) أي هلاكا ، يتمنون الهلاك وينادونه ويقولون واثبوراه تعالى فهذا حينك.

( ومن فتنة القبور ) وعذابها وسؤالها قال في النهاية : فيه إنكم تفتنون في القبور يريد مسألة منكر ونكير ، من الفتنة الامتحان والاختبار ، وفي القاموس الفضيحة والعذاب.

( يا ذا الحبل الشديد ) قال الكفعمي الحبل هنا العهد ، ومنه قوله تعالى : ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) (٢) وسمي العهد حبلا لانه يعقد به الامان كما يعقد الشئ بالحبل ، وفي خط الشهيد قدس الله روحه بالياء المثناة من تحت ، ومعناه يا ذا القوة الشديدة ، وإنما قال : الشديد رجوعا إلى لفظ الحبل فانه مذكر انتهى.

( والامر الرشيد ) أي أمرك ذو رشد وصلاح ( والشهود والسجود ) جمعا شاهد وساجد ، والسلم بالكسر والفتح الصلح وبالكسر المسالم ، والحرب بالفتح العدو والمحارب ، والجهد بالضم والفتح الطاقة ، وبالفتح المشقة ، والتكلان بالضم التوكل ( وبان به ) أي امتاز بذلك العزو الغلبة من جميع الموجودات.

٦ ـ المتهجد والجمال والبلد (٣) والجنة : ويستحب أن يدعو ليلة الجمعة ويوم الجمعة وليلة عرفة ويوم عرفة بهذا الدعاء ( اللهم من تعبا وتهيأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجائزته فاليك يا رب تعبئتي وتهيئتي وإعدادي واستعدادي

____________________

(١) الفرقان : ١٣.

(٢) آل عمران : ١١٢.

(٣) البلد الامين : ٦٩ ، جنة الامان ، ٤٣٥.

٢٩٤

رجاء عفوك وطلب نائلك وجائزتك ، فلا تخيب اليوم دعائي يا مولاي ، يا من لاتخيب عليه سائل ، ولا ينقصه نائل ، فاني لم آتك اليوم ثقة بعمل صالح عملته ، ولا لو فادة إلى مخلوق رجوته ، أتيتك مقرا على نفسي بالاساءة والظلم ، معترفا بأن لاحجة لي ولاعذر ، أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي علوت به على الخاطئين ، فلم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم ، أن عدت عليهم بالرحمة.

فيامن رحمته واسعة ، وعفوه عظيم ، يا عظيم يا عظيم يا عظيم ، لايرد غضبك إلا حلمك ، ولاينجي من سخطك إلا التضرع إليك ، فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التى بها تحيي ميت العباد ، ولا تهلكني غما حتى تستجيب لي وتعرفني الاجابة في دعائي ، وأذقني طعم العافية إلهى منتهى أجلي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تسلطه على ولا تمكنه من عنقي.

يا إلهي إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني وإن رفعتني فمن ذا الذي يضعني وإن أهلكتني فمن ذا الذي يتعرض لك في عبدك ، أو يسئلك عن أمره ، وقد علمت يا إلهى أنه ليس في حكم ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، وإنما يعجل من يخاف الفوت ، و إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت يا إلهى عن ذلك علوا كبيرا.

اللهم إني أعوذبك فأعذني ، وأستجير بك فأجرني ، وأسترزقك فارزقني ، و أتوكل عليك فاكفني ، وأستنصرك على عدوي فانصرني ، وأستعين بك فأعني ، و أستغفرك يا إلهى فاغفرلي آمين آمين آمين (١).

بيان : قال الكفعمي (٢) تعبأ وتهيأ بمعنى ، وكرر للتأكيد واختلاف اللفظ ، وتعبأ يجوز فيه الهمز وعدمه ، وعبأت المتاع هيأته انتهى ، وأعد أي نفسه أو ما يحتاج إليه للسفر ، وقال الكفعمي تهيأ وتعبأ وأعد واستعد نظائر ، والوفادة بالكسر الورود على الامير لرسالة أو طلب حاجة ، وقال الكفعمي الرفد و النيل والجائزة نظائر ، وقال الجوهري النوال العطاء والنائل مثله.

____________________

(١) مصباح المتهجد : ١٨٨.

(٢) جنة الامان : ٤٣٧ في الهامش.

٢٩٥

( يا من لايخيب عليه سائل ) في الصحيفة وسائر الادعية ( يامن لايحفيه سائل ) والاحفاء المبالغة في الاخذ أي كلما أخذ السائلون وطلبوا ، لايكون إحفاء مبالغة في جنب سعة خزائنة ، وقال الكفعمي : الحفو المنع أي لايمنعه سؤال السائلين وكثرته عن العطاء ، وما ذكرنا أظهر ، وهو المراد بقوله : ( ولاينقصه نائل ) أي لا ينقص خزائنه كثرة العطاء ( طول عكوفهم ) أي إقامتهم ( ولا تهلكنى غما ) أي بسبب الغم أو مغموما بسبب العلم بخطاياى ، وعدم العلم بالعفو ( من ذا الذي يتعرض ) و في بعض النسخ ( يعرض ) بمعناه أي يمانعك ويعترضك ، يقال : عرض لي في الطريق عارض أي منعني مانع ، والسؤال عن أمره هو أن يسأله تعالى لم أهلكته وبأي جرم أخذته ، ثم لما كان ذلك موهما لان ذلك لمحض قدرته واستيلائه من دون استحقاق عقبه بقوله ( وقد علمت ) الخ.

( وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ) لانه يظلم ليتقوى بما يأخذه من المظلوم.

٧ ـ المتهجد وسائر الكتب : ويستحب أن يقول ليلة الجمعة ويوم الجمعة سبع مرات : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وابن أمتك في قبضتك ، وناصيتي بيدك ، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ برضاك من شر ما صنعت ، أبوء بعملى وأبوء بذنوبي ، فاغفرلي ذنوبي إنه لايغفر الذنوب إلا أنت (١).

توضيح : على عهدك أي ما هدت إلى من فعل الطاعات وترك المعاصي ( ووعدك ) أي إنجازه وطلبه بسبب العقايد والاعمال بقدر استطاعتى ، وباء بذنبه : أي أقر واعترف.

٨ ـ المتهجد وغيره : دعاء آخر في ليلة الجمعة : اللهم اجعلني أخشاك حتى كأنى أراك ، وأسعدني بتقواك ، ولا تشقني بمعاصيك ، وخرلي في قضائك وبارك

____________________

(١) مصباح المتهجد ص ١٨٨ ، البلد الامين ص ٦٩.

٢٩٦

لي في قدرك حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، واجعل غناى في نفسي ، ومتعني بسمعي وبصري ، واجعلهما الوارثين مني ، وانصرني على من ظلمني وأرني فيه قدرتك يا رب وأقر بذلك عيني.

اللهم أعني على هول القيامة ، وأخرجني من الدنيا سالما ، وأدخلني الجنة آمنا ، وزوجني من الحور العين ، واكفني مؤنتى ومونة عيالي ، ومؤنة الناس ، و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين.

إلهي إن تعذبني فأهل لذلك أنا ، وإن تغفرلي فأهل لذلك أنت ، وكيف تعذبني يا سيدي وحبك في قلبي ، أما وعزتك لئن فعلت ذلك بي لتجمعن بيني وبين قوم طال ما عاديتهم فيك ، اللهم بحق أوليائك الطاهرين عليهم‌السلام ارزقنا صدق الحديث ، وأداء الامانة ، والمحافظة على الصلوات ، اللهم إنا أحق خلقك أن تفعل ذلك بنا ، اللهم أفعله بنا برحمتك.

اللهم ارفع ظني إليك صاعدا ، ولا تطمعن في عدوا ولا حاسدا ، واحفظني قائما وقاعدا ، ويقظان وراقدا ، اللهم اغفرلي وارحمني واهدني سبيلك الاقوم وقنى حر جهنم اللهم وحريقها المضرمة واحطط عنى المغرمة والمأثم واجعلني من خيار العالم ، اللهم ارحمني مما لاطاقة لي به ولاصبر لي عليه ، برحمتك يا أرحم الراحمين (١).

بيان : ( وخر لي في قضائك ) أي اقض ما هو خير لي ( وبارك لي في قدرك ) أي اجعل فيما تقدر لي بركات دنيوية واخروية حتى لا أكرههما ( واجعل غناى في نفسي ) أي تكون نفسي قانعة راضية لابسبب كثرة ، فانها إذا لم تقارن الرضا تكون سببا لمزيد الفقر والحاجة ( واجعلهما الوارثين مني ) قال في النهاية : أي أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت ، وقيل : أراد بقاءهما وقوتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانية فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى والباقيين بعدها ، وقيل أراد بالسع وعي ما يسمع والعمل به ، وبالبصر الاعتبار بما يرى انتهى.

____________________

(١) مصباح المتهجد : ١٨٩.

٢٩٧

وقيل : الضمير راجع إلى التمتيع والتثنية باعتبار السمع والبصر.

( سالما ) أي من الذنوب ( آمنا ) أي من العقوبات قبله ( اللهم ارفع ظني ) أي اقطع ظني ورجائي عن خلقك ، واجعلهما صاعدين متصلين إلى جنابك الارفع ، واجعل ظنى بك في أعلى مدارج الكمال ( والعزم ) هو الذي يجب أداؤه ويقال أثم الرجل بالكسر إثما ومأثما إذا وقع في الاثم ذكره الجوهري.

٩ ـ المتهجد والجمال والمسائل والاختيار : ويستحب أن يزاد في دعاء الوتر ليلة الجمعة ( اللهم هذا مقام البائس الفقير ، مقام المستغيث المستجير ، مكان الهالك الغريق ، مكان الوجل المشفق ، مكان من يقر بخطيئته ، ويعترف بذنوبه ، و يتوب إلى ربه ، اللهم قد ترى مكانى ، ولا يخفي عليك شئ من أمري ، يا ذا الجلال والاكرام ، وأسألك بأنك تلي التدبير وتمضى المقادير ، سؤال من أساء واقترف ، واستكان واعترف ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي ما مضي في علمك من ذنوبي ، وشهدت به حفظتك وحفظة ملائكتك ولم يغب عنه علمك قدأحسنت فيه البلاء فلك الحمد ، وأن تجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة ، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.

اللهم صل على محمد وآل محمد أئمة المؤمنين ، اللهم إني أسألك سؤال من اشتدت فاقته ، وضعفت قوته ، سؤال من لايجد لفاقته مسدا ولا لضعفه مقويا غيرك يا ذالجلال والاكرام ، اللهم أصلح باليقين قلبي ، واقبض على الصدق إليك لساني ، وأسألك خير كتاب سبق ، وأعوذ بك من شره ، جل ثناؤك. وأستجير بك أن أقول لك مكروها أستحق به عقوبة الاخرة ، وأسألك علم الخائفين ، وإنابة المخبتين ، ويقين المتوكلين ، وتوكل الموقنين بك ، وخوف العالمين ، وإخبات المنيبين ، و شكر الصابرين ، وصبر الشاكرين ، واللحاق بالاحياء المرزوقين ، آمين آمين.

يا أول الاولين ويا آخر الاخرين ، يا الله يا رحمن ، يا الله يا رحيم يا الله صل على محمد وآله اغفرلي الذنوب التي تغير النعم ، واغفرلي الذنوب التي تورث الندم ، واغفرلي

٢٩٨

الذنوب التي تحبس القسم ، واغفرلي الذنوب التي تقطع الرجاء ، واغفرلي الذنوب التي تحبس غيث السماء ، واغفرلي الذنوب التي تظلم الهواء ، واغفرلي الذنوب التي تكشف الغطاء (١).

بيان : ( بأنك تلى التدبير ) أي بسببه ( واقترف ) أي اكتسب الخطايا ( و استكان ) أي تذلل وخضع ( قد أحسنت فيه البلاء ) أي النعمة بأن حلمت ولم تعاجل العقوبة ( وعد الصدق ) تضمين لقوله : ( رب أو زعني إلى قوله اولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) (٢).

( في أصحاب الجنة ) أي كائنا في عدادهم أو مثابا أو معدودا فيهم ، وقوله ( وعد الصدق ) في الاية مصدر مؤكد لنفسه فان ( نتقبل ونتجاوز ) وعد ، وهنا يحتمل المصدرية لفعل مقدر ، وأن يكون مفعولا لاجله ( واقبض على الصدق إليك لساني ) لعل الظرف في إليك راجع إلى القبض ، والمعنى واقبض إليك لساني عند الموت حالكونه كائنا على الصدق إلى هذا الوقت ، أي اجعلني صادقا إلى وقت الموت أو المراد بالقبض إليه التصرف فيه أي لاتكله إلى ، بل اقبضه إليك لاجل الصدق أي لان تدعوه إلى الصدق ولا تدعه يكذب في صدق المتوكلين أي حال كوني فيه ( خير كتاب سبق ) أي كتاب تقدير الاعمال والاخبات الخشوع والتواضع ، وفي القاموس لحق به كسمع ولحقه لحقا بفتحهما أدركه انتهى ، والاحياء المرزوقون الشهداء كما قال تعالى : ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) (٣) الاية وقد مر تفسير أنواع الذنوب في أبواب صلاة الليل.

١٠ ـ المتهجد والاختيار والجمال : ويستحب أن يدعو بعد الوتر بهذا

____________________

(١) مصباح المتهجد : ١٩٠.

(٢) الاحقاف : ١٦.

(٣) آل عمران : ١٦٩.

٢٩٩

بهذا الدعاء : اللهم حبب إلى لقاءك وأحب لقائي ، واجعل لي في لقائك الراحة و البركة والكرامة ، وألحقني بالصالحين ، ولاتؤخرني في الاشرار ، وألحقني بصالح من مضى ، واجعلني من صالح من بقي ، واختم لي عملي بأحسنه ، واجعل ثوابه الجنة برحمتك وخذبي سبيل الصالحين وأعني على صالح ما أعطيتنى ، كما أعنت المؤمنين على صالح ما أعطيتهم ، ولا تنزع مني صالحا أعطيتنيه ، ولا تردنى في سوء استنقذتني منه أبدا ، ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا ، ولا تكلني إلى نفسي في شئ من أمري طرفة عين أبدا ، يا رب العالمين.

اللهم صل على محمد وآل محمد وأسألك يا رب إيمانا لا أجل له دون لقائك ، تحييني عليه وتميتني عليه ، وتبعثني عليه إذا بعثتني ، وابرء قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك.

اللهم أعطني نصرا في دينك ، وقوة في عبادتك ، وفهما في علمك ، وفقها في حكمك ، وكفلين من رحمتك وبيض وجهي بنورك ، واجعل رغبتي فيما عندك ، وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك صلواتك عليه وآله ، اللهم إني أعوذبك من الكسل والهموم والجبن والغفلة والفترة والمسكنة وأعوذ بك لنفسي ولاهلي و ذريتي من الشيطان الرجيم.

اللهم إنه لم يجيرني منك أحد ، ولا أجد من دونك ملتحدا ، فلا تردني في هلكة ، ولا تردني بعذاب ، أسألك الثبات على دينك ، والتصديق بكتابك ، واتباع سنة رسولك ، صلواتك عليه وآله ، اللهم اذكرني برحمتك ، ولا تذكرني بعقوبتك لخطيئتي ، وتقبل مني وزدنى من فضلك ، إني إليك راغب.

اللهم اجعل ثواب منطقى وثواب مجلسي رضاك ، واجعل عملي ودعائي خالصا لك ، واجعل ثوابي الجنة برحمتك ، واجمع لي خير ما سئلتك وزدني من فضلك إني إليك راغب ، اللهم إني أشهد بما شهدت به على نفسك ، وشهدت به ملائكتك واولو العلم أن لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، فمن لم يشهد على ما شهدت به على

٣٠٠