الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
في الخبر المأخوذ هذا منه ، وتبديل الحداد بالمؤذن مما يؤيد حمله على العدد.
٧٣ ـ مشكوة الانوار : نقلا من كتاب المحاسن قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إتيان الجمعة زيارة وجمال ، قيل له : وما الجمال؟ قال : قضوا الفريضة وتزاوروا.
وقال عليهالسلام : لكم في تزاوركم مثل أجر الحاجين (١).
٧٤ ـ دعائم الاسلام : روينا عن أهل البيت عليهمالسلام في قنوت الجمعة وجوها وكلها حسن منها أن يقنت بعد الفراغ من قراءة سورة المنافقين في الركعة الثانية قبل أن يركع فيقول : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمدلله رب العالمين ، يا الله الذي ليس كمثله شئ ، صل على محمد وآل محمد ، وعلى أئمة المؤمنين ، اللهم ثبت قلبي على دينك ودين نبيك ، ولاتزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، اللهم اجعلني ممن خلقته لجنتك و اخترنه لدينك وصل على محمد وآل محمد كما أنت أهله ، وهم بك أهله صلوات الله عليهم أجمعين (٢).
٧٥ ـ فضائل الاشهر الثلاثة : للصدوق عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عن آبائه عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن أدرك ليلة القدر فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن حضر الجمعة مع المسلمين فلم يغفر له ، فأبعده الله ، ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن ذكرت عنده فصلى على فلم يغفر له فأبعده الله الخبر.
٧٦ ـ أقول : وجدت في أصل قديم من اصول أصحابنا في الدعاء : روى حماد ابن عثمان عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : القنوت في آخر صلاة إلا في
____________________
(١) مشكاة الانوار : ٢٠٧.
(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٠٧.
يوم الجمعة.
قال : وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله النهي عن الاحتباء يوم الجمعة والامام يخطب.
قال : وتقول في القنوت بعد كلمات الفرج : اللهم صل على محمد وآله صلاة كثيرة زاكية طيبة مباركة متقبلة ، رب اغفرلي وارحمني وقني عذاب النار ، يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على طاعتك ، واجعلني ممن ترضى به لدينك ، ولاتزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
٢
( باب )
* ( فضل يوم الجمعة وليلتها وساعاتها ) *
الايات : البروج : وشاهد ومشهود (١).
تفسير : قال في مجمع البيان (٢) فيه أقوال أحدها أن الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة ، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام وعن النبي صلىاللهعليهوآله أيضا ، وسمي يوم الجمعة شاهدا لانه يشهد على كل عامل بما عمل فيه ، وفي الحديث ما طلعت الشمس على يوم ولاغربت على يوم أفضل منه ، وفيه ساعة لايوافقها من يدعو الله فيها بخير إلا استجاب الله له ، ولا استعاذ من شر إلا أعاذه منه ، ويوم عرفة مشهود يشهد الناس فيه موسم الحج ، و تشهده الملائكة.
وثانيها أن الشاهد يوم النحر والمشهود يوم عرفة عن إبراهيم.
وثالثها أن الشاهد محمد صلىاللهعليهوآله والمشهود يوم القيامة عن ابن عباس في رواية اخرى وسعيد بن المسيب ، وهو المروي عن الحسن بن علي عليهالسلام.
روي أن رجلا دخل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فاذا رجل يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فسألته عن الشاهد والمشهود ، فقال نعم الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ، فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فسألته عن ذلك فقال : نعم أما الشاهد فيوم الجمعة ، وأما المشهود فيوم النحر ، فجزتهما إلى غلام كان وجهه الدينار وهو يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : أخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال : نعم ، أما الشاهد فمحمد صلىاللهعليهوآله وأما المشهود فيوم القيامة ، أما سمعته سبحانه يقول :
____________________
(١) البروج : ٣.
(٢) مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٦٦.
( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) (١) وقال : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) (٢) فسألت عن الاول فقالوا : ابن عباس ، وسألت عن الثاني فقالوا : ابن عمر ، وسألت عن الثالث فقالوا : الحسن بن علي عليهالسلام.
ورابعها أن الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة عن أبي الدرداء عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فانه يوم مشهود تشهده الملائكة وإن أحدا لايصلي على إلا عرضت على صلاته حتى يفرغ منها ، قال : فقلت : وبعد الموت؟ فقال : إن الله حرم على الارض أن تأكل أجساد الانبياء ، فنبي الله حي يرزق.
وخامسها أن الشاهد الملك يشهد على ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة عن عكرمة ، وتلا هاتين الايتين ( وجاءت كل نفس معا سائق وشهيد ) (٣) ( وذلك يوم مشهود ) (٤).
وسادسها أن الشاهد الذين يشهدون على الناس ، والمشهود هم الذين يشهد عليهم عن الجبائي.
وسابعها الشاهد هذه الامة والمشهود سائر الامم لقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) (٥) عن الحسن بن الفضل.
وثامنها الشاهد أعضاء بني آدم والمشهود هم لقوله تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم ) (٦) الاية.
وتاسعها الشاهد الحجر الاسود ، والمشهود الحاج.
وعاشرها الشاهد الايام والليالي ، والمشهود بني آدم ، وينشد للحسين ابن علي عليهماالسلام.
____________________
(١) الاحزاب : ٤٥.
(٢ و ٤) هود : ١٠٣.
(٣) ق : ٢١.
(٥) البقرة : ١٤٣.
(٦) النور : ٢٤.
مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا |
|
وخلفت في يوم عليك شهيد |
فان أنت بالامس اقترفت إساءة |
|
فقيد باحسان وأنت حميد |
ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد |
|
لعل غدا يأتي وأنت فقيد |
الحاديعشر الشاهد الانبياء ، والمشهود محمد صلىاللهعليهوآله ، بيانه ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ) إلى قوله : ( فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) (١).
الثانى عشر الشاهد الخلق ، والمشهود الحق :
وفي كل شئ له آية |
|
تدل على أنه واحد |
وقيل الشاهد الله ، والمشهود لا إله إلا الله ، لقوله ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ).
١ ـ مجالس الصدوق : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعيد بن عبدالله عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن أبي نجران والحسين بن سعيد ، عن حماد عن حريز ، عن أبان بن تغلب ، عن الصادق عليهالسلام قال : من مات ما بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة أعاذه الله من ضغطة القبر (٢).
ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد الاشعري عن علي بن إسماعيل ، عن حماد مثله (٣).
٢ ـ المجالس (٤) : عن علي بن أحمد بن موسى ، عن أحمد بن هارون الصوفي ، عن عبيدالله بن موسى الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا عليهالسلام : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟
____________________
(١) آل عمران : ٨١.
(٢) أمالى الصدوق ص ١٦٩.
(٣) ثواب الاعمال : ١٧٧.
(٤) في ط الكمبانى المحاسن ، وهو سهو.
فقال عليهالسلام : لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله كذلك إنما قال صلىاللهعليهوآله : إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الاخير ، وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه؟ هل من تائب فأتوب إليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل ، يا طالب الشر أقصر! فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفرج ، فاذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء ، حدثني بذلك أبي عن جدي ، عن آبائه ، عن رسوله صلىاللهعليهوآله (١).
الاحتجاج : عن إبراهيم بن أبي محمود مثله (٢).
أقول : قد مضى بأسانيد في أبواب صلاة الليل وغيرها (٣).
٣ ـ تفسير على ابن ابراهيم : عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة ، فاذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلة فينتهي إلى باب الجنة فيقول : استأذنوا لي على فلان فيقال له : هذا رسول ربك على الباب ، فيقول لازواجه أي شئ ترين علي أحسن؟ فيقلن يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك شيئا أحسن من هذا بعث إليك ربك ، فينزر بواحدة ويتعطف بالاخرى ، فلايمر بشئ إلا أضاء له حتى ينتهي إلى الموعد ، فاذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى ، فاذا نظروا إليه خروا سجدا ، فيقال : عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هذا يوم سجود ولايوم عبادة ، قد رفعت عنكم المؤنة ، فيقولون : يا رب وأي شئ أفضل مما أعطيتنا ، أعطيتنا الجنة ، فيقول لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعف مثل ما في يديه ، وهو قوله و ( لدينا مزيد ) (٤) وهو يوم الجمعة إنها ليلة غراء ، ويوم أزهر ، فأكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير و
____________________
(١) أمالى الصدوق : ٢٤٦.
(٢) الاحتجاج : ٢٢٣.
(٣) راجع ج ٨٧ ص ١٦٣.
(٤) ق : ٣٥.
الثناء على الله ، والصلاة على محمد وآله قال : فيمر المؤمن فلا يمر بشئ إلا أضاء له حتى ينتهي إلى أزواجه ، فيقلن والذي أباحنا الجنة يا سيدناما رأيناك قط أحسن منك الساعة فيقول : إني قد نظرت بنور ربي قال : إن أزواجه لايغرن ولايحضن ولا يصلفن (١).
أقول : تمامه في باب صفة الجنة (٢).
بيان : تجلى لهم أي ظهر لهم بنور من أنوار جلاله ( فاذا نظروا إليه ) أي إلى ذلك النور ، ويحتمل أن يكون التجلي للقلب والنظر بين القلب ، وفي القاموس : الصلف بالتحريك ألا تحظى المرءة عند زوجها والتكلم بما يكرهه صاحبه ، والتمدح بما ليس عندك ، ومجاوزة قدر الظرف ، والادعاء فوق ذلك تكبرا.
٤ ـ تفسير على بن ابراهيم : ( وشاهد ومشهود ) قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم القيامة (٣).
٥ ـ الخصال : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن موسى ابن بكر ، عن أبي الحسن الاول قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله تعالى اختار من الايام أربعة : يوم الجمعة ، ويوم التروية ، ويوم عرفة ، و يوم النحر (٤).
ومنه : عن عبدوس بن علي بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن محمد بن أبي اسامة ، عن يحيى بن أبي بكر ، عن زهير بن محمد ، عن عبدالله ابن عقيل ، عن عبدالرحمن بن بريد ، عن أي لبابة بن عبدالمنذر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يوم الجمعة سيد الايام : وأعظم عندالله عزوجل من يوم الاضحى و
____________________
(١) تفسير القمى : ٥١٢.
(٢) راجع ج ٨ ص ١٢٧ ١٢٦.
(٣) تفسير القمى : ٧١٩.
(٤) الخصال ج ١ ص ١٠٧ في حديث.
يوم الفطر ، فيه خمس خصال : خلق الله عزوجل فيه آدم عليهالسلام ، وأهبط الله فيه آدم إلى الارض ، وفيه توفى الله آدم ، وفيه ساعة لايسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه ، ما لم يسأل حراما ، وما من ملك مقرب ولاسماء ولا أرض ولا رياح ولاجبال ولا بر ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة (١).
المتهجد : عنه صلىاللهعليهوآله مرسلا مثله (٢).
٦ ـ المجالس (٣) والخصال : في خبر نفر من اليهود جاؤا إلى النبي صلىاللهعليهوآله إلى أن قالوا : أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى امتك من بين الامم فقال النبي : أعطاني الله عزوجل فاتحة الكتاب ، والاذان ، والجماعة في المسجد ويوم الجمعة ، والصلاة على الجنائز ، والاجهار في ثلاث صلوات ، والرخصة لامتي عند الامراض والسفر ، والشفاعة لاصحاب الكبائر من امتي (٤).
٧ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : السبت لنا ، والاحد لشيعتنا والاثنين لاعدائنا ، والثلثاء لبني امية ، والاربعاء يوم شرب الدواء ، والخميس تقضى فيه الحوائج ، والجمعة للتنظف والتطيب ، وهو عيد المسلمين ، وهو أفضل من الفطر والاضحى ، ويوم الغدير أفضل الاعياد ، وهو الثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم الجمعة ، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة وتقوم القيامة يوم الجمعة وما من عمل أفضل يوم الجمعة من الصلوات على محمد وآله (٥).
ومنه : عن الحسن بن علي بن محمد العطار ، عن محمد بن مصعب ، عن أحمد ابن محمد بن غالب ، عن دينار مولى أنس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إن ليلة الجمعة أربع
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١٥٢.
(٢) مصباح المتهجد : ١٩٦.
(٣) أمالى الصدوق : ١١٧ في حديث ، وفى ط الكمبانى المتهجد وهو سهو.
(٤) الخصال ج ٢ ص ٩ في حديث.
(٥) الخصال ج ٢ ص ٣٢.
وعشرون ساعة ، لله عزوجل في كل ساعة ست مائة ألف عتيق من النار (١).
ومنه : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من كانت له إلى الله عزوجل حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات : في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس ، وساعة في آخر الليل (٢).
٨ ـ معانى الاخبار : عن أحمد بن الحسن القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد ابن حماد ، عن يحيى بن حكيم ، عن أبي قتيبة ، عن الاصبغ بن زيد ، عن سعد بن رافع ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن فاطمة بنت النبي صلوات الله عليها قالت : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عزوجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه.
قالت : فقلت : يا رسول الله أي ساعة هي؟ قال صلىاللهعليهوآله : إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب.
قال : وكانت فاطمة تقول لغلامها اصعد إلى الظراب فاذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلى للغروب فأعلمني حتى أدعو (٣).
دلائل الامامة : عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن الصدوق رحمه الله مثله (٤).
بيان : الظراب التلال والجبال الصغيرة.
٩ ـ معانى الاخبار : (٥) عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن
____________________
(١) الخصال ج ٢ ص ٣٠.
(٢) الخصال ج ٢ ص ١٥٨.
(٣) معانى الاخبار ص ٣٩٩ ٤٠٠.
(٤) دلائل الامامة : ٥.
(٥) في ط الكمبانى ثواب الاعمال وهو سهو وما بعد ذلك إلى تمام الرقم ٣١ ، محل المصادر بياض فيها.
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله عزوجل : ( وشاهد ومشهود ) قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة (١).
ومنه : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، والموعود يوم القيامة (٢).
ومنه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن فضالة ، عن أبان ، عن أبي الجارود ، عن أحدهما عليهالسلام مثله (٣).
ومنه : بالاسناد عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن محمد بن هاشم عمن يروي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سأله الابرش الكلبي عن قول الله عزوجل : ( وشاهد ومشهود ) فقال أبوجعفر عليهالسلام : ما قيل لك؟ فقال : قالوا : شاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة ، فقال أبوجعفر عليهالسلام ليس كما قيل لك الشاهد يوم عرفة ، والمشهود يوم القيامة ، أما تقرؤ القرآن قال الله عزوجل : ( ذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود ) (٤).
أقول : اختلاف التأويل بحسب اختلاف البطون ، واختلاف أحوال السائلين فالمناسب لكل منهم غير ما هو مناسب للاخر ، وقد مضى في خبر آخر أن الشاهد رسول الله صلىاللهعليهوآله والمشهود أميرالمؤمنين عليهالسلام ، وسيأتي بعض الاخبار في هذا المعنى في باب عرفة (٥).
١٠ ـ المحاسن : عن عبدالله بن محمد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن الحسين بن جعفر عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الحور العين يؤذن لهم بيوم الجمعة ، فيشر فن على
____________________
(١) معانى الاخبار : ٢٩٨.
(٢ ـ ٤) معانى الاخبار : ٢٩٩ ، والاية في هود : ١٠٣.
(٥) راجع ج ٩٩ ص ٢٤٨ ٢٥٣.
الدنيا فيقلن : أين الذين يخطبونا إلى ربنا (١).
ومنه : عن أبيه ، عن الحسن بن يوسف ، عن المفضل بن صالح ، عن محمد بن علي عليهالسلام قال : ليلة الجمعة ليلة غراء ويومها يوم أزهر ، وليس على الارض يوم تغرب فيه الشمس أكثر معتقا فيه من النار من يوم الجمعة (٢).
بيان : الاغر الابيض من كل شئ ، والزهرة بالضم البياض والحسن ، و هما كنايتان هناعن كونهما محلين لانوار رحمته وأزهار عنايته ولطفه.
١١ ـ المحاسن : عن ابن محبوب رفعه قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن المؤمن ليدعو في الحاجة فيؤخر الله حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة ، وقال : من مات يوم الجمعة كتب له براءة من ضغطة القبر (٣).
بيان : ليخصه أي ليضاعف له بسبب فضل يوم الجمعة ، فان للاوقات الشريفة مدخلا في استحقاق الفضل والرحمة ، وقيل ليسأل يوم الجمعة فيفوز بثواب الدعاء ولايخفى بعده.
١٢ ـ المحاسن : عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن ابن طريف ، عن ابي جعفر عليهالسلام قال : من مات ليلة الجمعة كتب الله له براءة من النار ، ومن مات يوم الجمعة اعتق من النار.
وقال أبوجعفر عليهالسلام : بلغني أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر (٤).
١٣ ـ المقنعة : عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : ( سوف أستغفر لكم ربي ) قال : أخرها إلى السحر ليلة الجمعة (٥).
____________________
(١ ـ ٣) المحاسن : ٥٨.
(٤) المحاسن : ٦٠.
(٥) المقنعة : ٢٥ ، ورواه الصدوق في الفقيه باسناده عن محمد بن مسلم ج ١ ص ٢٧٢.
١٤ ـ جمال الاسبوع : مما أرويه باسنادي إلى محمد بن يعقوب الكليني باسناده إلى الصادق عليهالسلام قال : إن ليلة الجمعة مثل يومها ، فان استطعت أن تحييها بالصلاة والدعاء فافعل (١).
وباسنادي عن محمد بن يعقوب الكليني باسناده إلى الرضا عليهالسلام أنه قال : إن من مات يوم الجمعة وليلته مات شهيدا ، وبعث آمنا (٢).
وباسنادي عن الكليني عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن النعمان ، عن عمر بن يزيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سئل عن يوم الجمعة وليلتها ، فقال : ليلتها غراء ويومها يوم زاهر ، وليس على وجه الارض يوم تغرب فيه الشمس أكثر معافى من النار منه ، من مات يوم الجمعة عارفا بحق أهل هذا البيت كتب الله له براءة من النار ، وبراءة من عذاب القبر ، ومن مات ليلة الجمعة اعتق من النار (٣).
الاختصاص : عن جابر مثله (٤).
الفقيه : مرسلا مثله (٥).
١٥ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم الجمعة نادت الطير الطير والوحش الوحش و السباع السباع : سلام عليكم هذا يوم صالح (٦).
١٦ ـ مجالس ابن الشيخ : عن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن المعافا بن زكريا ، عن أحمد بن هوذه ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن إسحاق الديلمي ، عن أبيه قال : سألت جعفر بن محمد عليهماالسلام لم سميت الجمعة؟ قال : لان الله
____________________
(٢ ـ ١) جمال الاسبوع : ، الكافى ج ٣ ص ٤١٤ في حديث.
(٣) جمال الاسبوع : ، الكافى ج ٣ ص ٤١٥.
(٤) الاختصاص : ١٣٠.
(٥) الفقيه ج ١ ص ٨٣.
(٦) نوادر الراوندى : ٢٤ ومثله في الكافى ج ٣ ص ٤١٥.
تعالى جمع فيها خلقه لولاية محمد وأهل بيته (١).
١٧ ـ دعوات الراوندى : قال الصادق عليهالسلام : إن العبد ليدعو فيؤخر الله حاجته إلى يوم الجمعة.
وعن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة قال ما بين فراغ الامام عن الخطبة إلى أن تستوي الصفوف ، وساعة اخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس ، وكانت فاطمة عليهاالسلام تدعو في ذلك الوقت.
وعن كعب ، إن الله تعالى اختار من الساعات ساعات الصلوات ، واختار من الايام يوم الجمعة ، واختار من الليالي ليلة القدر ، واختار من الشهور شهر رمضان فالصلاة يكفر ما بينها وبين الصلاة الاخرى ، والجمعة تكفر بينها وبين الجمعة الاخرى ، ويزيد ثلاثا ، وشهر رمضان يكفر ما بينه وبين شهر رمضان آخر ، و الحج مثل ذلك ، وهو ما بين حسنتين حسنة ينتظرها وحسنة قضاها ، ومامن أيام أحب إلى الله من عشر ذي الحجة ولا ليالي أفضل منها.
١٨ ـ المقتضب : لاحمد بن محمد بن عياش : عن أحمد بن محمد العطار ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن غزوان عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله اختار من الايام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر الخبر.
وروي باسناد آخر عن جابر بن عبدالله الانصاري ، عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله.
١٩ ـ عدة الداعى : قال الصادق عليهالسلام : ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة ، وإن كلام الطير فيه إذا لقي بعضها بعضا : سلام سلام ، يوم صالح.
وروي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا خرج من البيت في دخول الصيف خرج يوم الخميس ، وإذا أراد أن يدخل عند دخول الشتاء دخل يوم الجمعة.
____________________
(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٩٩ ٣٠٠.
وعن ابن عباس قال : كان يدخل ليلة الجمعة ويخرج ليلة الجمعة.
وعن الباقر عليهالسلام إذا أردت أن تتصدق بشئ قبل الجمعة أخره إلى يوم الجمعة.
وعن أحدهما عليهالسلام أن العبد المؤمن يسأل الحاجة فيؤخر الله عزوجل قضاء حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة.
وعن الصادق عليهالسلام في قول يعقوب لبنيه ( سوف أستغفرلكم ربي ) قال : أخرهم إلى السحر من ليلة الجمعة.
وفي نهار الجمعة ساعتان ما بين فراغ الخطيب من الخطبة إلى أن تستوي الصفوف بالناس ، واخرى من آخر النهار ، وروي إذا غاب نصف القرص (١).
٢٠ ـ : عن النبي صلىاللهعليهوآله : خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم عليهالسلام وفيه ادخل الجنة ، وفيه اخرج ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة.
وروى أبوبصير في الصحيح قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة.
وروى البزنطي ، عن الرضا عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن يوم الجمعة سيد الايام ، يضاعف الله عزوجل فيه الحسنات ، ويمحو فيه السيئات ، ويرفع فيه الدرجات ، ويستجيب فيه الدعوات ، ويكشف فيه الكربات ، ويقضي فيه الحاجات العظام ، وهو يوم المزيد لله فيه عتقاء وطلقاء من النار ما دعا الله فيه أحد من الناس وعرف حقه وحرمته ، إلا كان حتما على الله أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار ، وإن مات في يومه أو ليلته مات شهيدا ، وبعث آمنا ، وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه إلا كان حقا على الله عزوجل أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب (٢).
جمال الاسبوع : باسناده إلى الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن
____________________
(١) عده الداعى : ٢٧ ٢٨.
(٢) بياض في الاصل.
محمد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن مختار ، عن أبي بصير مثل الحديث الاول (١) وباسناده أيضا عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن البزنطى مثل الحديث الثاني (٢).
المتهجد : عن البزنطي مثل الثاني (٣).
المقنعة : مرسلا مثله (٤).
أقول : الظاهرأن تضييع الحرمة بترك الجمعة لانها الواجب المختص به ، ويحتمل التعميم.
٢١ ـ المتهجد : روى المعلى بن خنيس قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلن بشئ غير العبادة ، فان فيه يغفر للعباد ، وتنزل عليهم الرحمة.
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : إن للجمعة حقا واجبا فاياك أن تضيع أو تقصر في شئ من عبادة الله والتقرب إليه تعالى بالعمل الصالح ، وترك المحارم كلها ، فان الله يضاعف فيه الحسنات ، ويمحو فيه السيئات ، ويرفع فيه الدرجات ويومه مثل ليلته ، فان استطعت أن تحييها بالدعاء والصلاة فافعل ، فان الله تعالى يضاعف فيها الحسنات ، ويمحو فيها السيئات وإن الله واسع كريم.
ومنه : عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة.
وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : قلت له : بلغني أن يوم الجمعة أقصر الايام ، قال : كذلك هو ، قلت : جعلت فداك كيف ذاك؟
____________________
(١) جمال الاسبوع : ، الكافى ج ٣ ص ٤١٣.
(٢) جمال الاسبوع : ، الكافى ج ٣ ص ٤١٤.
(٣) مصباح المتهجد : ١٨٢.
(٤) المقنعة : ٤٥.
قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن الله يجمع أرواح المشركين تحت عين الشمس ، فاذا ركدت الشمس عذبت أرواح المشركين بركود الشمس ، فاذا كان يوم الجمعة رفع عنهم العذاب لفضل يوم الجمعة ، فلا يكون للشمس ركود (١).
بيان : هذا الخير من عويصات الروايات التي صعب فهمهاعلى أصحاب الدرايات ولعل عدم الخوض في أمثالها وتسليمها مجملا أسلم ، وقد مر بعض القول فيه (٢) ويستشكل بأنه مخالف للحس ، وبأنه يلزم أن لاتتحرك الشمس في يوم الجمعة أصلا ، إذ كل درجة من درجاتها ظهر لصقع من الاصقاع ، ويمكن أن يجاب عن الاول بأنه يمكن أن يكون قدرا قليلا لا يظهر في الالات التي تستعلم بها الاوقات فان شيئا منها لاتحكم إلا بالتخمين ، وعن الثاني بتخصيصه بمكة أو المدينة أو الكوفة أو غيرها من البلاد التي فيها خصوصية ، وربما يؤل بأن الكفار يجدون سائر الايام أطول لان يوم العذاب والشدة يتوهم أنه أطول من يوم الراحة.
٢٢ ـ : قال : رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل ، وإن كان عنده طيب فليمس منه وعليكم بالسواك.
وعنهم عليهمالسلام الاعياد أربعة : الفطر ، والاضحى ، والغدير ، ويوم الجمعة.
وفي الحديث أن رسول الله صلىاللهعليهوآله ذكر يوم الجمعة فقال : فيه ساعة لايوافقها عبد مسلم سأل الله شيئا إلا أعطاه إياه.
واختلف أهل العلم في هذه الساعة اختلافا كثيرا وأصحها عندنا أنها من بين فراغ الامام من الخطبة إلى أن يستوي الصفوف بالناس ، وساعة اخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس رواه عبدالله بن سنان عن الصادق عليهالسلام.
وعن النبي صلىاللهعليهوآله من مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر.
وعنه عليهالسلام قال : ما من مسلم يموت ليلة الجمعة إلا وقاه الله عزوجل فتنة
____________________
(١) مصباح المتهجد : ١٩٦.
(٢) راجع ج ٥٨ ص ١٦٨ ١٧٠ باب الشمس والقمر وأحوالهما.
القبر ، وفي لفظ آخر ألا يرى من فتنة القبر وفي خبر آخر إلا وقي الفتان.
وفي حديث آخر : ما من مسلم ومسلمة يموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة إلا وقي عذاب القبر ، وفتنته ، وبقي لاحساب عليه.
وقال أبوعبدالله عليهالسلام : إن الله اختار من كل شئ شيئا ، واختار من الايام يوم الجمعة (١).
٢٣ ـ المتهجد : روى أبوبصير عن أحدهما عليهالسلام أنه قال : إن العبد المؤمن يسئل الله تعالى الحاجة فيؤخر الله حاجته التي سأل إلى ليلة الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة (٢).
المقنعة : مرسلا مثله (٣).
٢٤ ـ الاختصاص : روى عن جابر الجعفي قال : كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليهالسلام فقرأت هذه الاية ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) قال : فقال : مه يا جابر كيف قرأت؟ قال : قلت : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) قال : هذا تحريف يا جابر ، قال : قلت : كيف أقرء جعلني الله فداك؟ قال : فقال : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله ) هكذا نزلت يا جابر ، لو كان سعيا لكان عدوا مما كرهه رسول الله صلىاللهعليهوآله لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة.
يا جابر لم سمي يوم الجمعة يوم الجمعة؟ قال : قلت : تخبرني جعلني الله فداك ، قال : أفلا اخبرك بتأويله الاعظم؟ قال : قلت : بلى جعلني الله فداك ، فقال : يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لان الله عزوجل جمع في ذلك اليوم الاولين و الاخرين ، وجميع ما خلق الله من الجن والانس ، وكل شئ خلق ربنا ، والسموات
____________________
(١) بياض في الاصل.
(٢) مصباح المتهجد : ١٨٢.
(٣) المقنعة : ٢٥.
والارضين والبحار ، والجنة والنار ، وكل شئ خلق الله في الميثاق فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ، ولمحمد صلىاللهعليهوآله بالنبوة ، ولعلي عليهالسلام بالولاية ، وفي ذلك اليوم قال الله للسموات والارض ( ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) (١).
فسمى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الاولين والاخرين ثم قال عزوجل ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة ) من يومكم هذا الذي جمعكم فيه ، والصلاة أميرالمؤمنين ، يعني بالصلاة الولاية ، وهي الولاية الكبرى ، ففي ذلك اليوم أتت الرسل والانبياء والملائكة وكل شئ خلق الله ، والثقلان الجن و الانس ، والسماوات والارضون ، والمؤمنون بالتلبية لله عزوجل ( فامضوا إلى ذكر الله ) وذكر الله أميرالمؤمنين ( وذروا البيع ) يعنى الاول ( ذلكم ) يعني بيعة أميرالمؤمنين وولايته ( خيرلكم ) من بيعة الاول وولايته ( إن كنتم تعلمون ) ( فاذا قضيت الصلاة ) يعني بيعة أميرالمؤمنين عليهالسلام ( فانتشروا في الارض ) يعني بالارض الاوصياء ، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أميرالمؤمنين ، كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالارض.
( وابتغوا فضل الله ) قال جابر : ( وابتغوا من فضل الله ) ، قال عليهالسلام : تحريف ، هكذا انزلت وابتغوا فضل الله على الاوصياء ( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ).
ثم خاطب الله عزوجل في ذلك الموقف محمدا فقال يا محمد ( إذا رأوا ) الشكاك والجاحدون ( تجارة ) يعني الاول ( أولهوا ) يعني الثاني ( انصرفوا إليها ) قال : قلت : ( انفضوا إليها ) قال : تحريف ، هكذا نزلت ( وتركوك ) مع على ( قائما ) ( قل ) يا محمد ( ما عندالله ) من ولاية على والاوصياء ( خير من اللهو ومن التجارة ) يعنى بيعة الاول والثاني ( للذين اتقوا ) قال : قلت : ليس فيها ( للذين اتقوا ) قال : فقال : بلى هكذا نزلت ، وأنتم هم الذين اتقوا ( والله خير الرازقين ) (٢).
____________________
(١) فصلت : ١١.
(٢) الاختصاص ١٢٨ ١٣٠.
ومنه : روي علي بن مهزيار رفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : من مات ليلة الجمعة عارفا بحقنا اعتق من النار ، وكتب له براءة من عذاب القبر (١).
٢٥ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : ليلة الجمعة غراءو يومها أزهر ، وما من مؤمن مات ليلة الجمعة إلا كتب له براءة من عذاب القبر ، وإن مات في يومها اعتق من النار ، ولا بأس بالصلاة يوم الجمعة كله لانه لاتسعر فيه النار (٢).
وعن الباقر والصادق عليهمالسلام أنهما قالا : إذا كان ليلة الجمعة أمر الله ملكا ينادي من أول الليل إلى آخره ، وينادي في كل ليلة غير ليلة الجمعة من ثلث الليل الاخر : هل من سائل فاعطيه ، هل من تائب فأتوب إليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل! يا طالب الشر أقصر (٣).
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : في يوم الجمعة ساعة لايسأل الله عبد مؤمن فيها شيئا إلا أعطاه ، وهي من حين نزول الشمس إلى حين ينادى بالصلاة (٤).
٢٦ ـ تفسير على بن ابراهيم : عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الرب تعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة من أول الليل ، وفي كل ليلة في الثلث الاخير ، أمامه ملكان فينادي : هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من سائل فيؤتى سؤله؟ اللهم أعط كل منفق خلفا ، وكل ممسك تلفا إلى أن يطلع الفجر ثم عاد أمر الرب إلى عرشه يقسم الارزاق بين العباد.
ثم قال للفضيل بن يسار : يا فضيل نصيبك من ذلك ، وهو قوله عزوجل ( وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) (٥).
____________________
(١) الاختصاص : ١٣٠.
(٢ ـ ٣) دعائم الاسلام ج ١ ص ١٨٠.
(٤) دعائم الاسلام ج ١ ص ١٨١.
(٥) تفسير القمى : ٥٤١ والاية في سورة سبأ : ٣٩.
بيان : ليس في بعض النسخ ( أمره ) في الموضعين ، فالنزول مجاز ، والمراد نزوله من عرش العظمة والجلال والاستغناء المطلق إلى سماء التدبير على الاستعارة والمجاز ( نصيبك ) أي خذ نصيبك ( من ذلك ) أي من خلف الانفاق.
٢٧ ـ كتاب العروس : للشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمى باسناده عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله إن جبرئيل أتاني بمرآة في وسطها كالنكتة السوداء ، فقلت له : يا جبرائيل ما هذه؟ قال : هذه الجمعة قال : قلت : وما الجمعة؟ قال : لكم فيها خير كثير ، قال : قلت : وما الخير الكثير؟ فقال : تكون لك عيدا ولامتك من بعدك ، قلت : ومالنا فيها؟ قال : لكم فيها ساعة لايوافقها عبد مسلم يسأل الله مسألة فيها وهي له قسم في الدنيا إلا أعطاها وإن لم يكن له قسم في الدنيا دخرت له في الاخرة أفضل منها ، وإن تعوذ بالله من شر ما هو عليه مكتوب صرف الله عنه ما هو أعظم منه (١).
ومنه : باسناده عن علي عليهالسلام قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ جاء رجل فقال : يا رسول الله بأبي أنت وامي أخبرني عن يوم الاحد كيف سمي يوم الاحد؟ فقال : لانه أحد يوم خلق الله الدنيا ، وهو أول يوم خلقه الله ، فقال : بأبي أنت وامي يا رسول الله أخبرني عن يوم الاثنين كيف سمي يوم الاثنين؟ قال : لانه ثاني يوم خلق الله الدنيا ، وهو يوم ولدت فيه ، ويوم نزلت فيه النبوة ، وأخبرني حبيبي أنه يوم أقبض فيه ، فقال : بأبي أنت وامي يا رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرني عن يوم الثلثا فقال : هو ثالث يوم خلق الله من الدنيا ، وهو يوم تاب الله فيه على آدم ، ورضي عنه واجتباه وهداه فقال : بأبي أنت وامي يا رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرني عن يوم الاربعا فقال : هو رابع يوم خلق الله من الدنيا ، وهو يوم نحس مستمر ، فيه خلق الله الريح الصرصر ، قال : بأبي أنت وامي يا رسول الله أخبرني عن يوم الخميس ، فقال صلىاللهعليهوآله :
____________________
(١) اخرج المحدث النورى هذه الرواية وما يأتى بعدها في كتاب المستدرك و صححناها عليه.