موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ١

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ١

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-501-5
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٤٨٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

هذه بعض نقاط التفاوت بين الروايات في المصادر الأصلية والفرعية ، فمن أين جاء الاختلاف ؟ نعم إنّه الستر على رموز الخلاف. ومن راجع شروح الصحيحين يجد الغرائب والعجائب في التحوير والتطوير وفي بعضها التزوير ، ممّا لا يترك مجالاً للتشكيك في أنّ كلّ شرح من شروح الصحيح ـ أيّ صحيح كان ـ فيه ثعلبة يصيح : لكلّ منّا وجهة هو مولّيها ، وعلى أساس الشيوخ يعلّيها. فلنتركهم الآن وتركاضهم ، ولا تسلني إجهاضهم.

الصورة الثالثة عشرة :

وهي ما رواه الحسن بن أبي الحسن البصري عن ابن عباس وقد مرّ ذكرها ـ راجع الصورة الثانية ـ حيث رواها الحسن البصري عن أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : « سمعت عليّ بن أبي طالب ثمّ سمعته بعينه من عبد الله بن عباس بالبصرة ، وهو عامل عليها ، فكأنّما ينطقان بفم واحد ، وكأنما يقرآنه من نسخة واحدة. والّذي عقلته قول ابن عباس ، والمعنى واحد غير أنّ حديث ابن عباس أحفظه » ، قال : ثمّ ذكر الحديث كما مرّ.

الصورة الرابعة عشرة :

وهي ما رواه طاووس عن ابن عباس ، ورواها عنه ليث ، وعن ليث ثلاثة وهم : شيبان وأبو حمزة وهلال بن مقلاص ، ولكلّ منه رواية هي صورة بحد ذاتها. وإليك ما رواه شيبان :

أخرج حديثه أحمد في مسنده عن حسن عن شيبان عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال : « لمّا حُضِـر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : (أئتوني بكتف أكتب لكم فيه

٢٨١

كتاباً لا يختلف منكم رجلان بعدي) ، قال : فأقبل القوم في لغطهم ، فقالت المرأة : ويحكم عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ا ه‍ » (١).

والفجوات في هذه الصورة بيّنة ، ولا تحتاج في إثباتها إلى بيّنة ، فبعد طيّ كثير من الكلام في الكتمان ، نقرأ لأوّل مرّة قول المرأة ويحكم عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فيا ترى مَن هي هذه الّتي أنكرت على القوم لغطهم ؟ ويكفينا من هذه الصورة معرفة عظم الرزية ـ كما يقول ابن عباس ـ حتى تدخّل العنصر النسوي في المعركة الكلامية. وسيأتي ما يوضح المستبهم فيها.

الصورة الخامسة عشرة :

ما رواه أبو حمزة عن ليث عن طاووس ، أخرج حديثه الطبراني في معجمه الكبير بسنده فقال : « حدّثنا محمّد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني ، ثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكتف فقال : (أئتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تختلفون بعدي أبداً) ، فأخذ من عنده من الناس في لغط ، فقالت امرأة ممّن حضر : ويحكم عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليكم ، فقال بعض القوم : اسكتي فإنّه لا عقل لكِ ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أنتم لا أحلام لكم) ... ا ه‍ » (٢).

أقول : وأخرج هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد وعقب عليه بقوله : « قلت : في الصحيح طرف من أوّله ، رواه الطبراني ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلّس وبقية رجاله ثقات » (٣).

_______________________

(١) مسند أحمد ١ / ٢٩٣.

(٢) المعجم الكبير ١١ / ٣٠.

(٣) مجمع الزوائد ٤ / ٢١٥.

٢٨٢

الصورة السادسة عشرة :

ما رواه هلال بن مقلاص عن ليث عن طاووس أخرج حديثه الطبراني في معجمه الكبير بسنده فقال : « حدّثنا الحسين بن اسحاق التستري ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي ، ثنا هلال بن مقلاص عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أئتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لا يختلف فيه رجلان) ، قال : فأبطأوا بالكتف والدواة ، فقبضه الله » (١).

الصورة السابعة عشرة :

ما رواه داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه ابن سعد في الطبقات بسنده فقال : « أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في مرضه الّذي مات فيه : (أئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً). فقال عمر بن الخطاب : من لفلانة وفلانة ـ مدائن الروم ـ إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بميت حتى نفتتحها ، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى ، فقالت زينب زوج صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألا تسمعون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعهد إليكم فلغطوا ، فقال : (قوموا) ، فلمّا قاموا قبض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكانه ... ا ه‍ » (٢).

في هذه الصورة جديد من الكشف لم يسبق إليه تشويه الرواة ، وذلك هو مقالة عمر وهي نحو الّتي قالها بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأرعد وتوعّد منتظراً مجيء

_______________________

(١) المعجم الكبير ١١ / ٣٠.

(٢) طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ / ٣٨.

٢٨٣

أبي بكر من السنح. كما فيها جديد من الكشف هو تعيين اسم المرأة الّتي أنكرت على القوم اختلافهم ولغطهم ، فلم تعيّنها الصور السابقة الّتي وردت الإشارة إليها ، بينما عرفنا الآن اسمها من هذه الصورة وأنّها زينب زوج الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي إحدى أمهات المؤمنين.

الصورة الثامنة عشرة :

ما رواه عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه أبو محمّد عبد السلام بن محمّد الخوارزمي في كتابه سير الصحابة والزهاد ، عند استعراضه لموارد خلاف الصحابة فقال : « والخلف الثاني في بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما أخبر به محمّد بن أبي عمر قال حدّثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال سمعت عبد الله بن عباس يقول : يوم الاثنين وما يوم الاثنين وهملت عيناه ، فقيل له يابن عباس وما يوم الاثنين ؟ قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غمرات الموت فقال : (أئتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً) ، فتنازعوا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يجز عنده التنازع ، وقال رجل من القوم : إن الرجل ليهجر ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمر بإخراجه وإخراج صاحبه ، ثمّ أتوه بالصحيفة والدواة ، فقال : (بعد ما قال قائلكم ما قال ، ثمّ قال : ما أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه) ... ا ه‍ » (١).

أقول : وفي هذه الصورة أيضاً كشف جديد أتانا من عكرمة ـ هو تألم ابن عباس من يوم الاثنين وانّه اليوم الّذي دعا فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدواة والصحيفة ، بينما في كثير ما مرّ من الصور وما سيأتي ذكر فيه يوم الخميس ، أوليس ترى أنّ دعوة

_______________________

(١) أنظر غاية المرام / ٥٩٧ ط حجرية سنة ١٢٧٢.

٢٨٤

النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدواة والصحيفة كانت مرتين ؟ في يوم الخميس ويوم الاثنين ؟ وفي كلا اليومين خالف عليه عمر فيكون خلافه أيضاً مرتين ؟ وهذا ليس بممتنع عقلاً وقد صح نقلاً كما دلت عليه بعض الأحاديث السابقة واللاحقة ـ وسيأتي مزيد بيان لذلك.

الصورة التاسعة عشرة :

ما رواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه أبو محمّد عبد السلام بن محمّد الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد بسنده فقال : « حدّثنا عاصم بن عامر عن الحسين بن عيسى عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الّذي قُبض فيه : (أئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) ، فقال المعذول : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يهجر كما يهجر المريض ، فغضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أنتم لا أحلام لكم) ، قال : إنّما قلت من الورَم ، قال : (أنّكم قوم تجهلون بهذا أخبرني أخي جبرئيل عن ربي جل‌جلاله ، فأخرِجوه) فأخرجناه والله لقد مضى في الحال إلى أبي بكر فأخرجه إلى السقيفة وجمع فيها من جمع ، وبايع على ما بايع » (١).

وفي هذه الصورة أيضاً كشف جديد هو أعتذار المعذول ـ كما سمته الرواية وهو من العَذَل بمعنى اللوم والتأنيب ـ بأنّه إنّما قال الّذي قاله من الوَرَم ؟ ولا ندري أي وَرَم ذلك ، هل كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متورّماً في بدنه ؟ وهذا لم ينقله أحد من الرواة ، وإذا كان فهل ثمة ملازمة بين الورم وبين ما قاله المعذول ؟ ولعل الوَرَم الّذي يعنيه فدفعه إلى القول هو ما كان في نفسه هو من غضب ، من قولهم : فلان ورم أنفه إذا غضب وحنق.

_______________________

(١) نفس المصدر / ٥٩٨.

٢٨٥

كما أنّ هذه الصورة تؤيد ما قبلها من أنّ الحديث والحادثة كان في يوم وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسيأتي ما يؤيد ذلك أيضاً.

الصورة العشرون :

ما رواه عبد الله بن محمّد عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه أبو محمّد عبد السلام بن محمّد الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد بسنده فقال : « حدّثنا محمّد بن عليّ ، قال حدّثني أبو اسحاق بن يزيد عن فضل بن يسار عن عبد الله بن محمّد قال : سمعت عكرمة يقول عن ابن عباس قال : انّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : (إئتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي) ، فمنعه رجل ، فقلت لعكرمة من الرجل ؟ فقال : أنكم لتعرفونه مثلي ، هو والله المعذول » (١).

وفي هذه الرواية لم يشأ عكرمة أن يحرم القراء لحديثه من فائدة ، كما هو ديدنه في أحاديثه في الصور الثلاث السابقة ، أمّا في هذه الصورة فقد أفادنا أنّه كان ممّن يرى التقية وقد استعملها فعلاً في جواب سائله عن الرجل الّذي منع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن موافاته بالكتف والدواة ، فقال : إنكم لتعرفونه مثلي ، هو والله المعذول. ويعني به عمر فإنه صاحب المقولة النابية.

الصورة الحادية والعشرون :

ما رواه أبان بن عثمان عن بعض أصحابه ، وقد أخرج حديثه أبو محمّد عبد السلام بن محمّد الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد بسنده فقال : وحدّثني محمّد بن مروان قال : « حدّثنا زيد بن معدل عن أبان بن عثمان عن بعض

_______________________

(١) نفس المصدر / ٥٩٨.

٢٨٦

أصحابه : انّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في المرض الّذي قبض فيه : (أيتوني بصحيفة ودواة لأكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي) ، فدعا العباس بصحيفة ودواة ، فقال بعض من حضر : إنّ النبيّ يهجر ، ثمّ أفاق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له العباس : هذه صحيفة ودواة قد أتينا بها يا رسول الله فقال : (بعد ما قال قائلكم ما قال) ، ثمّ أقبل عليهم وقال : (احفظوني في أهل بيتي ، واستوصوا بأهل الذمة خيراً ، وأطعموا المساكين وأكثروا من الصلاة ، واستوصوا بما ملكت أيمانكم) ، وجعل يردّد ذلك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإني لأعلم أنّ منكم ناقض عهدي والباغي على أهل بيتي » (١).

أقول : قد يزعم متنطع أنّ في نهاية السند إرسال أو انقطاع وبالتالي ضعف السند (لجهالة بعض أصحابه) ولكن ذلك ليس بضائر بعد أن عرفنا وألفنا الكتمان في أسماء رموز المعارضة في هذا الحديث ، ولتكن هذه الصورة من المؤيدات لما سبقها من الصور ، على نحو ما يأتي من مرسلات ، نأتي على ذكر بعضها.

الصورة الثانية والعشرون :

أخرجها أبو عبيد البكري في كتابه فصل المقال في شرح كتاب الأمثال بلفظ : « وقال ابن عباس : اشتد برسول الله عليه الصلاة والسلام وجعه فقال : (إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي) ، فقالوا : ما شأنه أهجر ؟ ... اه‍ » (٢).

أقول : من المضحك ـ وشرّ البلية ما يضحك ـ أن تطبع الكتاب دار الأمانة ، ومؤلف الكتاب في روايته الحديث تعوزه الأمانة.

_______________________

(١) نفس المصدر / ٥٩٨.

(٢) فصل المقال في شرح كتاب الأمثال / ٢٨ ط بيروت دار الأمانة.

٢٨٧

الصورة الثالثة والعشرون :

أخرجها الذهبي في المنتقى من أخبار المصطفى قال : « عن ابن عباس قال : اشتد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعه يوم الخميس ، وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، ونسيت الثالثة ... اه‍ » (١) فعقب الذهبي عليه بقوله : متفق عليه ، والشك من سليمان الأحول.

أقول : وأخرج هذه الصورة أيضاً الشوكاني في نيل الأوطار (٢) ، الّذي هو شرح لكتاب المنتقى المتقدم ذكره .. ومن الطبيعي أن لا يزيد شيئاً في حيثيات الحديث ، ولا في ذكر ما تعمد الذهبي إغفاله من فقرات الحديث فمر عليه عابراً ، ولم يعنه من أمره إلّا شرح جزيرة العرب ، وقال في شرح (ونسيت الثالثة) قيل هي تجهيز أسامة ، وقيل يحتمل أنّها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تتخذوا قبري وثناً. وفي الموطأ ما يشير إلى ذلك ... ا ه‍.

الصورة الرابعة والعشرون :

أخرجها ابن حزم في كتابه الإحكام في أصول الأحكام قال : « بعد أن أخرج الحديث الّذي الّذي أخرجه البخاري على نحو ما مرّ في الصورة الثانية عشرة ، وحدثناه عبد الله بن ربيع ثنا محمّد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب ثنا محمّد بن منصور عن سفيان الثوري سمعت سليمان ـ هو الأحول ـ عن سعيد

_______________________

(١) المنتقى من أخبار المصطفى / ٣٠٤ ط الهند سنة ١٢٩٦ ه‍.

(٢) نيل الأوطار ٨ / ٦٤.

٢٨٨

ابن جبير عن ابن عباس ، فذكر هذا الحديث وفيه : (أنّ قوماً قالوا عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلك اليوم ما شأنه ؟ هجر !) ... ا ه‍ » (١).

أقول : حيث سبق لابن حزم أن ذكر حديث البخاري المروي في صحيحه في كتاب العلم باب كتابة العلم (٢) ـ قد مرّ في الصورة الثانية عشرة كما أشرنا آنفاً ـ فهو الآن يشير إليه بقوله : وحدّثناه عبد الله بن ربيع إلى آخر السند ... عن سفيان الثوري ، وما ذكره بهذا السند يختلف متناً عما مرّ ولا مؤاخذة عليه لأنّه بسند آخر. ولكن المؤاخذة فيما وقع في السند من وهم خفيّ ـ لم يتنبّه له حتى محقّق الكتاب ـ الشيخ أحمد محمّد شاكر ـ وذلك أنّ سند ابن حزم هذا ينتهي إلى سفيان الثوري ، ولم يذكر أحد غيره ذلك ، بل إنّ الأسانيد المنتهية إلى سفيان كلّها تنتهي إلى سفيان بن عيينة ـ كما مرّت في الصورة التاسعة ، ولم نقف على رواية سفيان الثوري للحديث إلّا عند ابن حزم في هذا المقام ، كما لم نقف على راوِ عن الثوري أو ابن عيينة اسمه محمّد بن منصور ، نعم ذكر ابن حجر في التقريب رجلين بهذا الاسم توفي أحدهما سنة ٢٥٢ والثاني سنة ٤ ـ ٢٥٦. ولم يذكر أنّهما من الرواة عن أحد السفيانَين. لكن الذهبي ذكرهما في الكاشف (٣) فلعله أحدهما أو كلاهما يروي عن ابن عيينة فيما ذكر. ثمّ لا يبعد ـ والله العالم ـ وقوع التصحيف في اسم هذا الراوي ، وانّ الصحيح في اسمه هو سعيد بن منصور وهو صاحب السنن ، وقد مرّ في الصورة التاسعة أنّه أحد رواة الحديث عن سفيان ابن عيينة. وعلى ذلك يكون احتمال تصحيف اسم (سعيد) ب‍ (محمّد) من سهو

_______________________

(١) الإحكام في اُصول الأحكام ٧ / ١٢٢ تح‍ أحمد محمّد شاكر.

(٢) صحيح البخاري ١ / ٣٩ ط بولاق.

(٣) الكاشف ٣ / ٩ ـ ١٠٠.

٢٨٩

القلم ، كما يحتمل ذلك أيضاً في تعيين نسبة سفيان ، لإشتراك السفيانَين في العَلميَة والشهرة.

الصورة الخامسة والعشرون :

أخرجها المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع قال : « وأشتدّ به صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعه يوم الخميس فقال : (إئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) ، فتنازعوا فقال بعضهم : ما له ؟ أهجر ؟ أستعيدوه ! وقالت زينب بنت جحش وصواحبُها : إئتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحاجته ، فقال عمر : وقد غلبه الوجع وعندكم القرآن ! حسبنا كتاب الله ، من لفلانة وفلانة ؟ ـ يعني مدائن الروم ـ إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بميت حتى يفتحها ، ولو مات لانتظرته كما انتظرت بنو إسرائيل موسى !! فلمّا لغطوا عنده قال : (دعوني فما أنا فيه خير ممّا تسألوني) ! ثمّ أوصاهم بثلاث : (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنتم تروني أجيزهم ، وأنفذوا جيش أسامة) ، قوموا » (١).

تعقيب عرض الصور وحصيلة ذلك :

هذه هي الصور الّتي وقفت عليها ، ولا شك أنّه فاتني كثيرٌ غيرُها ، ومهما يكن ما فات فإنّه لا يعدو حصيلة الحاصل ممّا ذكرت. وهي تكفي في أعطاء الصورة القريبة من الصدق أو هي الصدق بعينه ، لكنه منبثّ في سطور الصور المتفرقة ، تلك الحصيلة ـ تلميحية وتصريحية ـ تكاد تسمعها تجأر بلوعة الرزية كلّ الرزية ، الّتي كان ابن عباس حبر الأمة يبكي منها لشدة وقعها حتى يبلّ دمعه

_______________________

(١) إمتاع الأسماع / ٥٤٥ تح‍ محمود محمّد شاكر.

٢٩٠

الحصى ويقول : الرزية كلّ الرزية ـ وهي فعلاً الرزية وكلّ الرزية ـ ما حال بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب.

كما تقرأ في حروف تلك الحصيلة حقيقة حيّة حسية ليست قابلة للإنكار ، وهي أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد الخير لأمته بأن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً ، وأنّ عمر لم يرد ذلك فمنع منه.

ولا تفسير لذلك الحدث المشؤم في ذلك اليوم الكالح العبوس ، غير ما رسمته تلكم الروايات بشتى صورها ، وتعدد رواتها ، واختلاف أصحابها وكتّابها. وإن كان ما أحيط بها من ضباب كثيف في التضليل على واقع الحدث والحديث شخوصاً ، وزماناً ومكاناً ، شوّش على السذّج من القرآء ، فساءت عندهم الرؤية لبعدهم عنها زماناً ومكاناً أيضاً. فكادت غياهب المتاهات تلفّهم ، وشكوك الإرتياب تتقاذفهم. لكن من أوتي حظاً من النباهة والفطنة ، لا يشوّشه ذلك بل يدهشه ، ويبقى خائراً حائراً بين عظمة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعصمته ، وبين مجابهة عمر وشدّته.

وبالتالي يبقى مفكراً في اختلاف مواقف الحضور من أهل البيت ومن الصحابة ، كيف انقسموا على أنفسهم ، ونبيّهم بعدُ بين ظهرانيّهم ، فمنهم أنصار ومنهم معارضة ؟

مع شدّة الجرأة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإعلان ردّ أمره وهو في تلك الحال الّتي سيفارقهم عليها عما قريب.

أما كانت اللياقة تقضي أن يُمتثل أمره ويُسارع في تنفيذه ! لكنّهم ـ المعارضة ـ أكثروا اللغط والاختلاف ، فطردهم من بيته ساخطاً عليهم.

٢٩١

ولا خلاف بين المسلمين أنّ من ردّ عليه قوله بعد موته كان مرتداً ، فكيف الحال بمن ردّ عليه في حياته !

ولا خلاف بين المسلمين أنّ الله سبحانه قال في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) (١).

ولا خلاف بين المسلمين أنّ الله سبحانه قال في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (٢).

ومهما كان حسن النيّة وسلامة الطويّة عند بعضهم ، فهو ما دام ضالعاً مع المعارضة ، يعني أنّه رادّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمره ، ومشاقق له في دعوته عن سبق إصرار وعمد ، فهل ذلك إلّا التردي في ضلالة الهوى ، ومردٍ لغيره فيها أيضاً.

ويبقى العجب آخذاً بالألباب كيف يكون عمر هو رأس المعارضة ، ومنه تبدر جفوة الكلمة ، ويبقى هو المسيطر على الموقف المعلَن !؟ وهو هو في صحبته وسابقته ، وهو هو الّذي كان إلى الأمس القريب يقول للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رضيت بالله ربّاً وبالإسلام ديناً ، وبك رسولاً » (٣).

فقد أخرج أبويعلى وغيره عن عمر وغيره : « قال عمر : انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ثمّ جئت به في أديم ـ جلد ـ فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

_______________________

(١) الحجرات / ٢.

(٢) الأنفال / ٢٤ ـ ٢٥.

(٣) مجمع الزوائد ١ / ١٧٣ ، وستأتي مصادر أخرى.

٢٩٢

(ما هذا الّذي في يدك يا عمر ؟) قال قلت : كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أحمرّت وجنتاه ، ثمّ نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار : أُغضب نبيّكم السلاح السلاح ، فجاؤا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : (يا أيها الناس إنّي قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه ، واختصر لي إختصاراً ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقيّة فلا تتهوّكوا ، ولا يغرنّكم المتهوّكون (١)).

قال عمر : فقمت فقلت : رضيت بالله رباً ، وبالأسلام ديناً ، وبك رسولاً ، ثمّ نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (٢).

ثمّ العجب كلّ العجب من عمر وهو الّذي كان يقول نادماً على ما بدر منه يوم صلح الحديبية : « ما زلت أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق من الّذي صنعت يومئذٍ مخافة كلامي الّذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراً ـ اُنظر ! فستجد أنّه لم يبدر منه سوى أنّه لم يرض بالصلح حمية لدينه حيث أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فقال : يا رسول الله ألست برسول الله ؟ قال : بلى ، قال : أولسنا بالمسلمين ؟ قال : بلى. قال : أوليسوا بالمشركين ؟ قال : بلى. قال : فعلامَ نعطي الدنيّة في ديننا ؟ فقال : (أنا عبد الله ورسوله ، لن أخالف أمره ولن يضيّعني) ، قال عمر : فما زلت

_______________________

(١) المتهوّكون : المتحيّرون ، والتهوّك أيضاً مثل التهوّر ، وهو الوقوع في الشيء بقلّة مبالاة ، قاله الجوهري.

(٢) كذا في مجمع الزوائد للهيثمي ١ / ١٧٣ و ١٨١ ، وراجع أيضاً جمع الفوائد ١ / ٣٠ ، والمصنّف لابن أبي شيبة ١٠ / ٣١٣ و ١١ / ١١٥ ، والمعجم الكبير للطبراني برقم ١٠٦٣ ـ ١٠٦٥ ، والأسماء المبهمة للخطيب البغدادي ١٨٨ ـ ١٨٩. فستجد عدة محاولات بُذلت لتضييع اسم عمر من صحيفته الّتي أتى بها ، على نحو ما بذل من تعتيم وتضبيب حول تضييع أسمه من منعه صحيفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٢٩٣

أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق من الّذي صنعت يومئذٍ مخافة كلامي الّذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراً » (١).

فمن كان بهذه المثابة من الخوف والوجل من كلمة صدرت منه ظاهرها حميّته للدين ، كيف غاب عنه ذلك الشعور بالخوف حتى قال كلمة غمّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منها لشدة وقعها على قلبه ؟

فما بال أبي حفص تتباين مواقفه من أوامر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيناقض نفسه بنفسه ؟ فأين الرضا ؟ وأين التسليم ؟ الّذي قاله يوم جاء هو بالصحيفة ، من هذا العناد والاصرار على الخلاف يوم دعا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدواة والصحيفة ، ولماذا ذهب به الأشتطاط فلم يخش ما خشيه من كلمته يوم صلح الحديبية ؟ وهي الّتي كانت أخف لهجة وأهون وقعاً ، وأقل تأثيراً. مواقف ما كانت لتأخذ الألباب بالحيرة لو صدرت عن غير عمر ، من غير أولي السابقة والصحبة والمصاهرة من الأعراب أولي الضرر ، أو البداة من أهل الشعر والوبر.

يقول الدكتور صبحي الصالح ـ اُستاذ الإسلاميات وفقه اللغة في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية ـ : « وتحليلاً لهذه الحادثة التاريخية الخطيرة ، لابدّ لنا من رَجع النظر فيها لنستقي منها بعض العبر ، ولابدّ لنا من الاعتراف بأنّه لم يكن من المنتظر أن يقف من بين الصحابة مثل عمر ليقول ما قال ، حتى أكبَرَ عبد الله ابن عباس ، وهو حبر الأمة الإسلامية هذا الأمر ، وعدّه أكبرَ رزيّةٍ أصابت المؤمنين ، ولم يكن من المتوقّع إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يختار المؤمنون غير

_______________________

(١) أنظر تاريخ الطبري ٢ / ٢٨٠ ط الاستقامة بمصر ، وسيرة ابن هشام ٣ / ٣٣١ ط الحلبي بمصر.

٢٩٤

ما يختاره لهم المعصوم ، والرسول عليه‌السلام كثيراً ما ألقى على مسامع المسلمين أنّه تركهم على الحجة البيضاء ليلها كنهارها !

ومع ذلك يطلب منهم دواة وقرطاساً ليملي عليهم كتاباً لن يضلّوا بعده ، فكان المفروض أن يستنتجوا من ذكره هذا الكتاب أشياء غير الجوانب التشريعية والعقدية الّتي ما أنفكّ القرآن يتنزل بها حتى آخر لحظة من حياة النبيّ عليه‌السلام ، وأن يرجحوا أنّ هذا الكتاب سيحتوي مسائل حساسة تتعلق بتصرّفهم الإجتماعي. لقد رأى الرسول عليه‌السلام أنّ منيّته قد دنت ، فأراد ألّا يفسح أمام المسلمين مجالاً كي يتنازعوا بالقرآن على القرآن ، وبالسنّة على السنّة ، وبالتشريع على التشريع ، وبالقانون على القانون.

لذلك ودّ لو يضع لهم الخطّة الدائمة ليتمسكوا بأمر الله لأنّه أمر الله ! ولولا هذا لما قال رجل كابن عباس : « انّ هذه كانت أكبر رزية حاقت بالمسلمين » (١) !

رواة الحديث ومصادره :

إنّ استقصاء جميع ما ورد في كتب الحديث والسنّة ، والتاريخ والسيرة ، واللغة والأدب ، ممّا يتعلق بالحديث لأمرٌ شاق ، يصعب معه على الباحث المجدّ في تحقيقه ، والوقوف عليه باستقراء واستيعاب ، غير أنّ ما وقفت عليه ـ ولا شكّ قد فاتني الكثير الكثير ـ يكفي في التدليل على صحة الحديث وتواتره ، بالرغم من محاولات بائسة يائسة في التمويه عليه ، حرصاً على رموز المعارضة كما سيأتي في كلام أعلام المحدّثين في ذلك.

_______________________

(١) النظم الإسلامية نشأتها وتطورها / ٧٨ ـ ٧٩ تأليف الدكتور صبحي الصالح اُستاذ الإسلاميات وفقه اللغة في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية ط دار العلم للملايين بيروت ، الطبعة الأولى سنة ١٣٨٥ ه‍ سنة ١٩٦٥ م.

٢٩٥

أمّا البحث في مصادر الحديث كمّاً وكيفاً ـ وهي فيما اطلعت عليه كثيرة ـ فهو بحث شائق شائك ، إذ يجد القارئ فيها أمهات المراجع في السنّة والحديث ، وعيون كتب التاريخ والسيرة ، وجوامع اللغة والأدب. ومع ذلك نجدها تختلف اختلافاً شائناً في أدائه ـ كما مرّ في صوره ـ وسواء كان ذلك من الرواة في الأسانيد ـ وما آفة الأخبار إلّا رواتها ـ أو رجال المسانيد ـ وهم حفاظها وحماتها ـ فهو يبقى مادة للنقاش والإدانة ، لتحمّل أصحابه عبء الأمانة ، فلم تصل إلينا إلّا وقد لفّتها براقع الخيانة. فعرّضت حَمَلتها إلى كثير من النقد والتجريح ، سواء منهم الصحيح وغير الصحيح.

ولا نستبق رجال الصحاح وغيرهم في الخوض حول الكيفية وما لها وما عليها ، إذ سيأتي ذلك مفصلاً ولكنا سنعرض أمام القارئ جانباً من أسماء الرواة بدءاً من يوم الحَدَث ، وانتهاء بمَن أودع الحديث كتابه. ليكون على بيّنة من أمره أزاء ما ألمّ بالمسلمين من تشرذم ، سببّه ذلك الحدَث في ذلك الحديث.

القرن الأوّل :

١ ـ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، روى الحديث عنه الحسن بن أبي الحسن البصري ، وأخرجه أبو محمّد عبد السلام الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد راجع (الصورة ٢) ، وروى عنه أيضاً نعيم بن يزيد بصورة مهلهلة وحديثه في مسند أحمد (١) ، وطبقات ابن سعد كما مرّ في (الصورة ١).

٢ ـ الخليفة عمر بن الخطاب ، روى الحديث بنفسه ، وعنه أسلم وغيره (راجع الصورة ٣ و ٤) ، كما اعترف به أيضاً بعد ذلك في حديث له مع ابن عباس ، وهو من جملة احتجاج ابن عباس عليه كما سيأتي.

_______________________

(١) مسند أحمد ١ / ٩٠.

٢٩٦

٣ ـ الصحابي الجليل عبد الله بن عباس ، روى الحديث عنه ابنه عليّ بن عبد الله كما في (الصورة ٦) ، وسعيد بن جبير كما في (الصور ٧ ـ ١١) ، ورواه أيضاً عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة كما في (الصورة ١٢) ، ورواه عنه الحسن بن أبي الحسن البصري كما في (الصورة ١٣) ، ورواه عنه طاووس كما في (الصورة ١٤ و ١٥ و ١٦) ، ورواه أيضاً عنه عكرمة كما في (الصور ١٨ ـ ٢٠) ... إلى غير ذلك ممّا أرسل عنه إرسال المسلّمات.

٤ ـ الصحابي الجليل جابر بن عبد الله روى الحديث عنه أبو الزبير كما في (الصورة ٥).

٥ ـ التابعي الجليل سعيد بن جبير تلميذ ابن عباس وقائده قتله الحجاج ظلماً وعدواناً سنة ٩٥ ، روى الحديث عن ابن عباس وعنه ثابت كما في (الصورة ٧) ، وعبيد الله بن عبد الله كما في (الصورة ٨) ، وسليمان الأحول كما في (الصورة ٩) ، وطلحة بن مصرّف كما في (الصورة ١٠) ، وقد مرّت أحاديثهم عنه في الصور المشار إليها مع مصادرها ، فراجع.

٦ ـ التابعي الجليل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ، أحد الفقهاء السبعة ، وكان أعمى وهو معلم عمر بن عبد العزيز توفي سنة ٤ ـ ٥ ـ ٨ ـ ٩٩ ، روى الحديث عن ابن عباس ، وعنه محمّد بن مسلم الزهري كما في (الصورة ١٢).

٧ ـ التابعي أسلم العدوي مولاهم أبو زيد مولى عمر بن الخطاب مات سنة ٧٠ ه‍ أو ٨٠ ه‍ عدّه الذهبي من كبار التابعين روى الحديث عن عمر ، وعنه ابنه زيد ابن أسلم كما في (الصورة ٣).

٢٩٧

٨ ـ التابعي الجليل نعيم بن يزيد روى الحديث عن الامام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وعنه عمر بن الفضل العبدي ، كما في (الصورة ١).

القرن الثاني :

١ ـ عكرمة مولى ابن عباس توفي سنة ١٠٥ ه‍ روى الحديث عن مولاه ، وعنه داود بن الحصين كما في (الصورة ١٧) وعمرو بن دينار كما في (الصورة ١٨) والحكم بن أبان كما في (الصورة ١٩) وعبد الله بن محمّد كما في (الصورة ٢٠).

٢ ـ طاووس اليماني توفي سنة ١٠٦ ه‍ روى الحديث عن ابن عباس ، وعنه الليث بن سعد كما في (الصور ١٤ و ١٥ و ١٦).

٣ ـ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود توفي سنة ١٠٨ ه‍ روى الحديث عن ابن عباس ، وعنه الزهري كما في (الصورة ١٢).

٤ ـ الحسن البصري توفي سنة ١١٠ ه‍ روى الحديث عن الإمام عليّ وعن عبد الله بن عباس ، وعنه أبان بن أبي عياش كما في (الصورتين ٢ و ١٣).

٥ ـ طلحة بن مصرف اليمامي توفي سنة ١١٢ ه‍ روى الحديث عن سعيد بن جبير ، وعنه مالك بن مغول كما في (الصورة ١٠).

٦ ـ عليّ بن عبد الله بن عباس المتوفى سنة ١١٨ ه‍ روى الحديث عن أبيه وعنه الزهري كما في (الصورة ٦).

٧ ـ محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري المتوفى سنة ١٢٤ ه‍ روى الحديث عن عليّ بن عبد الله بن عباس كما في (الصورة ٦) وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة كما في (الصورة ١٢).

٢٩٨

٨ ـ أبان بن عثمان بن عفان الأموي توفي سنة ١٠٥ ه‍ ، روى الحديث عن بعض أصحابه ، وعنه زيد بن معدل كما في (الصورة ٢١).

٩ ـ عمرو بن دينار المتوفى سنة ١٢٦ ه‍ روى الحديث عن عكرمة وعنه سفيان بن عيينة كما في (الصورة ١٨).

١٠ ـ سليمان الأحول من صغار التابعين روى الحديث عن سعيد بن جبير وعنه سفيان بن عيينة وشبل كما في (الصورة ٩).

١١ ـ أبو الزبير المكي المتوفى سنة ١٢٨ ه‍ روى الحديث عن جابر وعنه إبراهيم بن يزيد وابن لهيعة وقرة بن خالد كما في (الصورة ٥).

١٢ ـ داود بن الحصين الأموي مولاهم توفي سنة ١٣٥ ه‍ روى الحديث عن عكرمة ، وعنه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة كما في (الصورة ١٧).

١٣ ـ زيد بن أسلم توفي سنة ١٣٦ ه‍ روى الحديث عن أبيه أسلم ، وعنه هشام بن سعد كما في (الصورة ٣).

١٤ ـ يحيى بن سليمان توفي سنة ٧ ـ ٨ ـ ١٣٩ ، روى الحديث عن ابن وهب وعنه البخاري في صحيحه كما في (الصورة ١٢).

١٥ ـ أبان بن أبي عياش توفي بعد سنة ١٤٠ ه‍ روى الحديث عن الحسن البصري وعنه الصّباح المزني كما في (الصورة ٢).

١٦ ـ الفضيل بن يسار توفي قبل سنة ١٤٨ ه‍ روى الحديث عن عبد الله بن محمّد ، وعنه أبو إسحاق بن يزيد كما في (الصورة ٢٠).

١٧ ـ سليمان بن مهران الأعمش الثقة الحافظ الورع مات سنة ٧ ـ ١٤٨ ه‍ روى الحديث عن عبد الله بن عبيد الله بن عتبة ، وعنه أبو عوانة الوضاح اليشكري كما في (الصورة ١١).

٢٩٩

١٨ ـ شبل بن عباد توفي سنة ١٤٨ ه‍ روى الحديث عن سليمان الأحول ، وعنه زيد بن أبي الزرقاء كما في (الصورة ٩).

١٩ ـ الليث بن أبي سليم المتوفى سنة ١٤٨ ه‍ أو ١٤٣ ه‍ روى الحديث عن طاووس ، وعنه شيبان وأبو حمزة وهلال بن مقلاص كما في (الصورة ١٣ و ١٤ و ١٥).

٢٠ ـ إبراهيم بن يزيد مولى عمر بن عبد العزيز توفي سنة ١٥١ ه‍ روى الحديث عن أبي الزبير المكي وعنه الواقدي كما في (الصورة ٥).

٢١ ـ معمر بن راشد الصنعاني توفي سنة ٣ ـ ١٥٤ ه‍ روى الحديث عن الزهري ، وعنه عبد الرزاق والواقدي كما في (الصورة ٦ و ١٢).

٢٢ ـ أسامة بن زيد الليثي توفي سنة ١٥٣ ه‍ روى الحديث عن الزهري ، وعنه الواقدي كما في (الصورة ١٢).

٢٣ ـ الحكم بن أبان العدني المتوفى سنة ١٥٤ ه‍ روى الحديث عن عكرمة ، وعنه الحسين بن عيسى كما في (الصورة ١٩).

٢٤ ـ قرة بن خالد السدوسي توفي سنة ١٥٤ ه‍ روى الحديث عن أبي الزبير المكي ، وعنه محمّد بن عبد الله الأنصاري وعثمان بن عمر كما في (الصورة ٥).

٢٥ ـ مالك بن مغول توفي سنة ١٥٩ ه‍ روى الحديث عن طلحة بن مصرف ، وعنه وكيع وحجاج بن نصير ومحمّد بن سابق كما في (الصورة ١٠).

٢٦ ـ يونس بن يزيد بن مشكان مولى معاوية بن أبي سفيان توفي سنة ١٥٩ ه‍ بمصر ، روى الحديث عن الزهري ، وعنه جرير بن حازم كما في (الصورة ١٢).

٣٠٠