زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد

السيد محمد كاظم القزويني

زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد

المؤلف:

السيد محمد كاظم القزويني


المحقق: السيد مصطفى القزويني
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الغدير
الطبعة: ١
ISBN: 964-7165-32-3
الصفحات: ٦٩٤

وسلم ) فرثتم؟!

وأي عهد نكثتم؟!

وأي كريمة له أبرزتم؟!

وأي حرمة له هتكتم؟!

وأي دم له سفكتم؟!

لقد جئتم شيئاّ إداً ، تكاد السماوات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض ، وتخر الجبال هداً؟!

لقد جئتم بها شوهاء ، صلعاء ، عنقاء ، سوداء ، فقماء ، خرقاء ، كطلاع الأرض ، أو ملء السماء.

أفعجبتم أن تمطر السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وهم لا ينصرون.

فلا يستخفنكم المهل ، فإنه ( عز وجل ) لا يحفزه البدار ، ولا يخشى عليه فوت الثار ، كلا إن ربك لنا ، ولهم لبالمرصاد ، ثم أنشأت تقول عليها‌السلام :

مـاذا تقـول إذ قـال النبي لكم

مـاذا صنعتـم وأنتم آخر الأمم

بأهـل بيتـي وأولادي وتكرمتي

منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم

٣٤١

ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

إنـي لأخشى عليكم أن يحـل بكم

مثـل العذاب الذي أودى على إرم

ثم ولت عنهم ... » إلى آخر الرواية. (١)

__________________

١ ـ كتاب « الإحتجاج » للشيخ الطبرسي ج ٢ ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، طبع ايران ، عام ١٤٠٤ هـ ، وذكرت هذه الخطبة في الكتب التالية :

١ ـ مجالس الشيخ المفيد.

٢ ـ أمالي الشيخ الطوسي.

٣ ـ بلاغات النساء ، لابن طيفور.

٤ ـ مقتل الإمام الحسين ، للخوارزمي.

٥ ـ البيان والتبيين ، للجاحظ.

٦ ـ روضة الواعظين ، للفتال.

٧ ـ مطالب السؤول ، لمحمد بن طلحة الشافعي.

٨ ـ مناقب آل أبي طالب ، لإبن شهر آشوب.

٣٤٢

الفصل الرابع عشر

دار الإمارة

السيدة زينب في مجلس ابن زياد

ماذا جرى بعد ذلك؟

٣٤٣
٣٤٤

دار الإمارة

كانت دار الإمارة في الكوفة ـ قبل حوالي عشرين سنة من فاجعة كربلاء ـ مقراً للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وكانت السيدة زينب تعيش في ذلك المكان في ظل والدها أمير المؤمنين ، وهي في أوج العزة والعظمة ، وفي جو مملوء بالعواطف والإحترام ، فيما بين إخوتها وذويها.

والآن! وبعد عشرين سنة أصبحت دار الإمارة مسكناً للدعي بن الدعي : عبيد الله بن زياد ، وتبدلت معنويات دار الإمارة مائة بالمائة ، فبعد أن كانت مسكن أولياء الله ، صارت مسكن الد أعداء الله ، وألأم خلق الله.

واليوم دخلت السيدة زينب إلى دار الإمارة ، وهي في حالة تختلف عما مضى قبل ذلك.

ذكر الشيخ المفيد في كتاب ( الإرشاد ) ما يلي :

ثم إن ابن زياد جلس في قصر الإمارة ، وأذن للناس إذناً عاماً ، وأمر بإحضار رأس الإمام الحسين عليه‌السلام فأحضر

٣٤٥

ووضع بين يديه ، وجعل ينظر إليه ويتبسم ، وكان بيده قضيب فجعل يضرب به ثناياه!!

وكان إلى جانبه رجل من الصحابة يقال له : « زيد بن أرقم » وكان شيخاً كبيراً ، فلما رآه يفعل ذلك قال له : « إرفع قضيبك عن هاتين الشفتين ، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت ثنايا رسول الله ترتشف ثناياه » (١) ثم انتحب وبكى!

فقال ابن زياد : أتبكي؟ أبكى الله عينيك ، والله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لأضربن عنقك ، فنهض من بين يديه وصار إلى منزله. (٢)

وجاء في التاريخ : أن إبن زياد أمر بالسبايا إلى السجن ، فحبسوا وضيق عليهم ، ثم أمر أن يأتوا بعلي بن الحسين عليهما‌السلام والنسوة إلى مجلسه. (٣)

__________________

١ ـ وفي نسخة : لقد رأيت شفتي رسول الله عليهما ما لا أحصيه كثرةً يقبلهما.

٢ ـ كتاب « الإرشاد » للشيخ المفيد ص ٣٤٢ وكتاب « المنتخب » للطريحي ص ٤٦٤ ـ المجلس العاشر.

٣ ـ كتاب « أمالي الصدوق » ، ص ١٤٠ ، وكتاب « روضة الواعظين » للفتال ، ج ١ ص ١٩٠.

٣٤٦

السيدة زينب في مجلس ابن زياد

ذكر الشيخ المفيد في كتاب « الإرشاد » :

« وأدخل عيال الحسين عليه‌السلام على ابن زياد ، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحيةً من القصر ، وحفت بها إماؤها.

فقال ابن زياد ، من هذه التي انحازت ناحيةً ومعها نساؤها؟!

فلم تجبه زينب.

فأعاد القول ثانيةً وثالثةً يسأل عنها؟

فقالت له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله.

فأقبل عليها ابن زياد وقال لها : الحمد لله الذي فضحكم

٣٤٧

وقتلكم وأكذب أحدوثتكم. (١)

فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطهرنا من الرجس تطهيرا ، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله.

فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟! (٢)

فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده (٣) فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة!!

فغضب ابن زياد واستشاط (٤) ، فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير ، إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.

فقال ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين

__________________

١ ـ قال الزبيدي في « تاج العروس » : الأحدوثة ـ بالضم ـ : ما يتحدث به. قال ابن بري : الأحدوثة : بمعنى الأعجوبة ، يقال : قد صار فلان أحدوثة. وقال الطريحي في « مجمع البحرين » : « الأحدوثة : ما يتحدث به الناس ».

٢ ـ وفي نسخة : « كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك »؟

٣ ـ وفي نسخة : فتحاج وتخاصم.

٤ ـ وفي نسخة : « فغضب وكأنه هم بها » : أي : أراد ضربها أو قتلها.

٣٤٨

والعصاة المردة من أهل بيتك.

فرقت زينب وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.

فقال ابن زياد : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجاعاً شاعراً. (١)

ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين وقال له : من أنت؟ (٢)

فقال : أنا علي بن الحسين.

فقال : أليس الله قد قتل علي بن الحسين؟

فقال علي : قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين ، قتله الناس.

فقال ابن زياد : بل الله قتله.

فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها.

__________________

١ ـ وفي نسخة : هذه شجاعة ولعمري لقد كان أبوها شجاعاً. كما في نسخة « تاريخ الطبري » ج ٥ ص ٤٥٧.

٢ ـ وفي نسخة : « من هذا »؟

٣٤٩

فغضب ابن زياد وقال : ولك جرأة على جوابي (١) وفيك بقية للرد علي؟! إذهبوا به فاضربوا عنقه.

فتعلقت به زينب عمته ، وقالت : يا بن زياد! حسبك من دمائنا. واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه.

فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثم قال : عجباً للرحم! والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه ، دعوه فإني أراه لما به. (٢)

ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم ، فقالت زينب بنت علي : « لا يدخلن علينا عربية إلا أم ولد مملوكة ، فإنهن سبين وقد سبينا. (٣) (٤)

* * * *

__________________

١ ـ وفي نسخة : وبك جرأة لجوابي.

٢ ـ الإرشاد للشيخ المفيد ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، وكتاب الملهوف ، لابن طاووس ، ص ٢٠١ ـ ٢٠٢ ، وتاريخ الطبري ج ٥ ص ٤٥٧.

٣ ـ سبين : أسرن.

٤ ـ بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١١٨ ، والملهوف ص ٢٠٢.

٣٥٠

في هذا الحوار القصير بين الخير والشر ، وبين الفضيلة والرذيلة ، وبين القداسة والرجس ، وبين ربيبة الوحي وعقيلة النبوة وبين الدعي ابن الدعي! إنكشفت نفسيات كل من الفريقين.

أرأيت كيف صرح ابن زياد بالحقد والعداء لأهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والشماتة وبذاءة السان ، وحقارة النفس ودناءة الروح ، وقذارة الأصل؟

فهو يحمد الله تعالى على قتل أولياء الله ، وتدفعه صلافة وجهه أن يقول : « وفضحكم » ، وليت شعري أية فضيحة يقصدها؟!

وهل في حياة أولياء الله من فضيحة؟!

أليس الله تعالى قد أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً؟!

أليس نسبهم أرفع نسب في تاريخ العظماء؟!

أليست حياتهم متلألأة بالفضائل والمكارم؟!

وهل ـ والعياذ بالله ـ توجد في حياتهم منقصة واحدة أو عيب واحد حتى يفتضحوا؟

ولكن ابن زياد يقول : « وفضحكم ».

ويزداد ذلك الرجس عتواً ويقول : « وأكذب أحدوثتكم » الأحدوثة : ما يتحدث به الناس ، والثناء والكلام الجميل ،

٣٥١

والقران الكريم هو الذي يثني على آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهل اكذب الله تعالى القرآن الذي هو كلامه ( عزوجل )؟!

والرسول الأقدس ـ الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ـ قد أثنى على أهل بيته بالحق والصدق ، فهل أكذب الله تعالى رسوله الأطهر ، الذي هو أصدق البرية لهجة؟!

وقد فرضت الضرورة على حفيدة النبوة ، ووليدة الإمامة ، ورضيعة العصمة أن تتنازل وتجيب على تلك الكلمات الساقطة السافلة.

٣٥٢

ماذا جرى بعد ذلك؟

قال الشيخ المفيد في ( الإرشاد ) : ولما أصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين عليه‌السلام فدير به ( أي : طيف به ) في سكك الكوفة كلها وقبائلها.

فروي عـن زيد بن أرقم أنه قال : مر بـه علي وهـو على رمـح وأنا في غرفة لي (١) فلما حاذاني سمعته يقرأ : « أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ». (٢)

فوقف ـ والله ـ شعري وناديت : رأسك ـ والله ـ يابن رسول الله أعجب وأعجب. (٣)

__________________

١ ـ الغرفة : الحجرة المطلة على الطريق.

٢ ـ سورة الكهف ، الآية ٩.

٣ ـ الارشاد للشيخ المفيد ص ٢٤٥.

٣٥٣

وذكر السيد ابن طاووس في كتاب ( الملهوف ) : قال الراوي : ثم إن ابن زياد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال ـ في بعض كلامه ـ : « الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وأشياعه ، وقتل الكذاب بن الكذاب!!

فما زاد على هذا الكلام شيئاً حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ـ وكان من خيار الشيعة وزهادها ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل ، والأخرى يوم صفين ، وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلي فيه إلى الليل ـ فقال : يابن مرجانة! إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه ، يا عدو الله! اتقتلون أولاد النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟!

فغضب ابن زياد وقال : من هذا المتكلم؟

فقال : أنا المتكلم يا عدو الله! أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس ، وتزعم أنك على دين الإسلام.

واغوثاه! أين أولاد المهاجرين والأنصار ، لينتقمون منك ومن طاغيتك ، اللعين بن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين.

فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه ، وقال : علي به ، فتبادرت الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه ، فقامت

٣٥٤

الأشراف من بني عمه ، فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد ، وانطلقوا به إلى منزله.

فقال ابن زياد : إذهبوا إلى هذا الأعمى ـ أعمى الأزد ، أعمى الله قلبه كما أعمى عينه ـ فإيتوني به.

فانطلقوا إليه ، فلما بلغ ذلك الأزد إجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.

وبلغ ذلك ابن زياد ، فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث ، وأمرهم بقتال القوم.

قال الراوي : فاقتتلوا قتالاً شديداً ، حتى قتل بينهم جماعة من العرب.

ووصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبد الله بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه.

فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر!

فقال : لا عليك ناوليني سيفي ، فناولته إياه ، فجعل يذب عن نفسه ويقول :

أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر

عفيـف شيخي وابن أم عامر

كـم دارع مـن جمعكم و حاسر

وبـطـل جـدلتـه مغـاور

وجعلت ابنته تقول : يا أبت ليتني كنت رجلاً أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء القوم الفجرة ، قاتلي العترة البررة.

٣٥٥

وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة ، وهو يذب عن نفسه فلم يقدر عليه أحد ، وكلما جاؤوه من جهة قالت ابنته : يا أبت جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به.

فقالت أبنته : واذلاه يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به.

فجعل يدير سيفه ويقول :

أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري

فما زالوا به حتى أخذوه ، ثم حمل فأدخل على ابن زياد.

فلما رآه قال : الحمد لله الذي أخزاك.

فقال له عبد الله بن عفيف : يا عدو الله وبماذا أخزاني الله؟!

والله لو فرج لي عن بصري

ضاق عليك موردي ومصدري

فقال له ابن زياد : ماذا تقول ـ يا عبد الله ـ في أمير المؤمنين عثمان بن عفان؟

فقال : يا عبد بني علاج ، يابن مرجانة ، وشتمه ـ ما أنت وعثمان بن عفان أساء أم أحسن ، وأصلح أم أفسد ، والله تعالى ولي خلقه يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق ، ولكن سلني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه؟

فقال ابن زياد : والله لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصة بعد غصة.

٣٥٦

فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين ، أما أني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك ، وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه ، وأبغضهم إليه ، فلما كف بصري يئست من الشهادة ، والآن .. فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرفني الإجابة بمنه في قديم دعائي.

فقال ابن زياد : إضربوا عنقه.

فضربت عنقه وصلب في السبخة. (١) (٢)

__________________

١ ـ السبخة : إسم موضع في الكوفة.

٢ ـ كتاب ( الملهوف ) للسيد ابن طاووس ص ٢٠٣ ـ ٢٠٧.

٣٥٧
٣٥٨

الفصل الخامس عشر

ترحيل آل رسول الله إلى الشام

السيدة زينب الكبرى في طريق الشام

السيدة زينب الكبرى في الشام

الدخول في مجلس الطاغية يزيد

ماذا حدث في مجلس يزيد؟

رأس الإمام الحسين في مجلس الطاغية يزيد

٣٥٩
٣٦٠