زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد

السيد محمد كاظم القزويني

زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد

المؤلف:

السيد محمد كاظم القزويني


المحقق: السيد مصطفى القزويني
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الغدير
الطبعة: ١
ISBN: 964-7165-32-3
الصفحات: ٦٩٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الإهداء

إليك يا سيدنا ومولانا

يا سيد الشهداء وسبط رسول الله

يا أبا عبد الله الحسين.

إليك أهدي هذه الصحائف التي تتحدث عن رضيعتك في المواهب ، وشقيقتك في العظمة ، وزمليتك في الجهاد ، وشريكتك في المصائب : السيدة زينب الكبرى.

عليط وعليها وعلى جدكما وأبيكما وأمكما وأخيكما ـ الإمام الحسن ـ آلاف التحية والثناء والسلام.

فهل تتفضل علي بقبول هذه الخدمة الضئيلة؟

محمد كاظم القزويني

مدينة قم ـ إيران

سنة ١٤٠٩ هـ

٢١
٢٢

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله كما هو أهله ، والصلاة والسلام على خير خلقه ، وأشف بريته : محمد وآله الطاهرين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

وبعد ، يوجد في تاريخ البشر عدد كبير من الرجال وعدد من النساء الذين نبغوا نبوغاً في شتى الفنون والعلوم ، فطار صيتهم في العالم ، وكان نصيبهم من المجتمعات البشرية كل إعجاب وتقدير ، وإكبار وتجليل ، لأنهم امتازوا عن غيرهم بشتى المزايا.

وكل إنسان إمتاز بمزية أو بمزايا فمن الطبيعي أن يفضل على غيره من ناقدي تلك المزايا.

وقد كان أولياء الله في طليعة النابغين ، لتعدد جوانب النبوغ فهيم.

٢٣

والبيت النبوي الطاهر الشريف يضم رجالات وسيدات كانوا العناوين البارزة في صحيفة الإيجاد والتكوين ، وفي طليعة العظماء الذين من المستحيل أن يجود الدهر بأمثالهم.

ونحن نريد أن نتحدث ـ في هذا الكتاب ـ عن حياة سيدة كانت تعيش قبل ثلاثة عشر قرناً ونصف قرن ، وقد امتازت حياتها ـ بجميع جوانبها ـ عن حياة غيرها من سيدات التاريخ.

إنها السيدة زينب الكبرى بنت الإمام علي أمير المؤمنين عليهما‌السلام.

إنها نادرة من نوادر الكون ، وآية إبداع في خلق الله تعالى ، وملتقى آيات العظمة ، ومفخرة التاريخ.

ونحن إذا استقرأنا أسباب العظمة وموجبات الشرف في تاريخ البشر ـ على اختلاف انواعها وأقسامها ـ نجد كلها أو جلها مجتمعة ومتوفرة في السيدة زينب الكبرى.

فإذا تحدثنا عن السيدة زينب على صعيد قانون الوراثة ، فإننا نجدها مطوقة بهالات من الشرف .. كل الشرف.

شرف لم تسبقها اليه أنثى سوى أمها السيدة فاطمة الزهراء عليها‌السلام ولم يلحقها لاحق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، فهي البنت الكبرى للإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ذلك المولى الذي يعتبر ثاني أعظم رجل في عالم الكون والوجود ،

٢٤

فهو أشرف من أظلت عليه الخضراء ، وأقلته الغبراء بعد شخصية الرسول الأقدس صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وأمها : السيدة فاطمة الزهراء عليها‌السلام وهي سيدة نساء العالمين ، وأفضل وأشرف أنثى في عالم النساء.

فما تقول في هذه الأم التي انجبت وأرضعت بنتاً إمتازت بالنضج المبكر ، وارتضعت المواهب والفضائل من سدر أشرف أمهات العالمين؟! وكبرت ونمت في حجر بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعزيزته وحبيبته؟!

فالسيدة زينب حصيلة أبوين ، كانت حياة كل واحد منهما مشرقة بالمزايا والمكرمات ، وكل صفحة منها تفتح للانسان آفاقاً واسعة يطير الفكر في أرجائها ، وتسبح كواكب الفضائل في فضائها.

أجل!

إنها زينب.

وما أدراك من زينب!

هي زينب بنت النبي المؤتمن

هي زينب أم المصائب والمحن

٢٥

هي بنت حيدرة الوصي وفاطم

وهي الشقيقة للحسين وللحسن (١)

ثم .. أليس النسب الرفيع من أسباب العظمة؟!

أو ليس العلم الغزير ـ بما فيه الفصاحة والبلاغة ـ من موجبات الشرف؟!

أو ليس الصبر على المكاره والفجائع الدامية والحوادث المذهلة فضيلة؟!

أو ليست الشجاعة ومواجهة العدو شرس ، المتجبر الطاغي السفاك تدل على قوة القلب ، وثبات القدم ، والإيمان الصادق ، والعقيدة الراسخة؟!

أو ليست صفة الوفاء والعاطفة والشفقة والحياء والعفة ، في طليعة الفضائل؟!

فما تقول لو أن هذه الصفات وغيرها من مكارم الأخلاق إجتمعت ـ بصورة وافرة ـ في سيدة؟!

الا تعتبر تلك السيدة نادرة الكون ومفخرة التاريخ؟!

بعد هذه اللمحة الخاطفة عن بعض جوانب العظمة في

__________________

١ ـ ننبه القارئ الكريم إلى أن هذين البيتين هي من نظم السيد المؤلف ( رحمة الله عليه ).

المحقق

٢٦

السيدة زينب الكبرى نقول :

كيف يمكن لنا الإحاطة بحياة سيدة قضت معظم حياتها في الخدر ، ووراء الستر ، ولم يطلع على حياتها العائلية إلا أهلها وذووها؟

والرزية كل الرزية : أن التأريخ قد ظلمها كما ظلمها الناس. التاريخ ظلمها كما ظلم أباها وإخوتها وأسرتها الطاهرة ، ولم يعبأ المؤرخون بترجمة حياتها كما ينبغي ، وكما تتطلبه هذه الشخصية.

ورغم كل ذلك ، رأينا نجمع بعض ما وصل إلينا من معلومات وعينات تاريخية حولها ، ونسلط الأضواء على بعض جوانب حياتها الشريفة ، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لتحقيق هذا الهدف ، إنه ولي التوفيق.

المؤلف

٢٧
٢٨

الفصل الأول

تاريخ ميلاد السيدة زينب

ولادة السيدة زينب

إسمها وكنيتها

٢٩
٣٠

تاريخ ميلاد السيدة زينب

في غضون السنة السادسة من الهجرة استقبل البيت العلوي الفاطمي الطاهر ـ بكل فرح وسرور ، وغبطة وحبور ـ الطفل الثالث من أطفالهم ، وهي البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء عليهما‌السلام.

ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب ، (١) وفتحت عينها في وجه الحياة ، في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : محمد رسول الله ، وعلي أمير المؤمنين ، وفاطمة سيدة نساء العالمين ، صلى الله عليهم أجمعين.

هذا هو القول المشهور بين الشيعة ـ حالياً ـ وهناك أقوال

__________________

١ ـ المصدر : زينب الكبرى ، للعلامة الشيخ جعفر النقدي ـ رضوان الله عليه ، المتوفى سنة ١٣٧٠ هـ ـ ص ١٧ ، باب إسمها وتاريخ ولادتها.

٣١

تاريخة أخرى في تحديد يوم وعام ميلادها المبارك. (١)

ويجدر ـ هنا ـ أن نشير إلى جريمة تاريخية ارتكبها عملاء الأمويين وأعجب بها المنحرفون الذين وجدوا هذه الجريمة ـ أو الأكذوبة التاريخية ـ تلائم شذوذهم الفكري ، وانحرافهم العقائدي.

فقد ذكرت الكاتبة بنت الشاطئ في كتابها « بطلة كربلاء » ما نصه :

« إنها الزهراء بنت النبي ، توشك أن تضع في بيت النبوة مولوداً جديداً ، بعد أن أقرت عيني الرسول بسبطيه الحبيبين : الحسن والحسين ، وثالث لم يقدر الله له أن يعيش ، هو المحسن بن علي ... » (٢).

من الثابت أن المحسن بن الإمام علي هو الطفل الخامس لا الثالث ، وهو الذي قتل وهو جنين في بطن أمه بعد أن عصروا السيدة فاطمة الزهراء بين حائط بيتها والباب ، وبسبب الضرب المبرح الذي أصاب جسمها وكان السبب في سقوط الجنبن.

ولكن هذه الكاتبة المصرية تستعمل المغالطة والتزوير ، وتحاول إحقاق الباطل وإبطال الحق وتقول : إن السيدة زينب

__________________

١ ـ لمعرفة تفاصيل ذلك يمكن لك مراجعة كتاب ( زينب الكبرى ) للنقدي ص ١٧ ، وكتاب ( رياحين الشريعة ) للمحلاتي ج ٣ ص ٣٣.

المحقق

٢ ـ كتاب ( بطلة كريلاء ) لعائشة بنت الشاطئ ، ص ١٦.

٣٢

ولدت بعد المحسن بن علي الذي لم يقدر له أن يعيش!

فانظر كيف تحاول بنت الشاطئ تغطية الجنايات التي قام بها بعض الناس بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واقتحامهم بيت السيد فاطمة الزهراء عليها‌السلام لإخراج الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ليبايع خليفتهم ، ودفاع السيدة فاطمة عن زوجها ، وعدم سماح لهم باقتحام دارها ، وماجرى عليها من الضرب والركل والضغط ، فكانت النتيجة سقوط جنينها الذي سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حياته ـ محسناً ، وهو ـ يومذاك ـ جنين في بطن أمه!!

وقد ذكرنا بعض ما يتعلق بتلك المأساة في كتابنا : ( فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد ).

٣٣
٣٤

ولادة السيدة زينب

ولما ولدت السيدة زينب عليها‌السلام أخبر النبي الكريم بذلك ، فأتى منزل إبنته فاطمة ، وقال : يا بنية إيتيني ببنتك المولودة.

فلما أحضرتها أخذها النبي وضمها إلى صدره الشريف ، ووضع خده على خدها فبكى بكاءً شديداً عالياً ، وسالت دموعه على خديه.

فقالت فاطمة : مم بكاؤك ، لا أبكى الله عينك يا أبتاه؟

فقال : يا بنتاه يا فاطمة ، إن هذه البنت ستبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى ، ورزايا أدهى.

يا بضعتي وقرة عيني ، إن من بكى عليها ، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها.

٣٥

ثم سماها زينب. (١)

__________________

١ ـ ناسخ التواريخ ، المجلد الخاص بحياة السيدة زينب ، المسمى بـ ( الطراز المذهب في أحوال سيدتنا زينب ).

وجاء في هذا المصدر ـ أيضاً ـ : لما ولدت السيدة زينب ، مضى عليها عدة أيام ولم يعين لها إسم.

فسالت السيدة فاطمة من الإمام أمير المؤمنين عليهما‌السلام عن سبب التأخير في التسمية؟

فأجاب الإمام : أنه ينتظر أن يختار النبي الكريم لها إسماً.

فاقبلت السيدة فاطمة ببنتها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبرته بذلك.

فهبط الامين جبرئيل وقال : يا رسول الله إن ربك يقرئك السلام ويقول : يا حبيبي إجعل اسمها زينب.

ثم بكى جبرئيل ، فسأله النبي عن سبب بكائه؟

فقال : إن حياة هذه البنت سوف تكون مقرونة بالمصائب والمتاعب ، من بداية عمرها إلى وفاتها.

٣٦

إسمها وكنيتها

إسمها : زينب

إن الأسماء مشتقة من المصادر ، والمصادر ـ طبعاً ـ لها معنىً ومفهوم ، فما هو معنى كلمة « زينب »؟

الجواب : هناك قولان في هذا المجال :

الأول : إن « زينب » كلمة مركبة من : « زين » و « أب ». (١)

الثاني : إن « زينب » كلمة بسيطـة وليست مركبة ، وهي إسم لشجرة أو وردة. (٢)

__________________

١ ـ كما احتمل ذلك الفيروز آبادي في كتابه « القاموس المحيط ».

٢ ـ جاء في كتاب ( لسان العرب ) : « الزينب شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة ، وبه سميت المرأة ». وفي كتاب ( لاروس ) : « الزينب : نبات عشبي بصلي معمر ، من فصيلة النرجسيات ، ازهاره جميلة بيضاء اللون فواحة العرف ».

٣٧

وعلى كل حال .. فلا خلاف في أن هذا الإسم جميل وحسن المعنى .. على كل تقدير.

كنيتها : « أم كلثوم » و « أم الحسن » (١).

يوجد ـ في كتب التراجم ـ اضطراب شديد حول هذا الإسم وهذه الكنية ، فالمشهور أن السيدتين : زينب وأم كلثوم بنتان للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء عليهما‌السلام (٢).

__________________

وفي كتاب ( القاموس ) : « ... أو من الزينب [ إسم ] لشجر حسن المنظر طيب الرائحة ، واحدته : زينبة ، قاله ابن الاعرابي. أو أصلها زين أب ، حذفت الالف لكثرة الاستعمال.

المحقق

١ ـ كتاب ( تحفة العالم في شرح خطبته المعالم ) للسيد جعفر بحر العلوم ، المتوفى سنة ١٣٧٧ هـ.

٢ ـ لقد جاء التعبير عن السيدة الزينب الكبرى ـ في بعض كتب الحديث والتاريخ ـ بكلمة « أم كلثوم » ، وهنا عدة إحتمالات :

الإحتمال الأول : أن هذا التعبير هو كنية لها.

الإحتمال الثاني : أنه اسم ثان لها.

الإحتمال الثالث : أنه إشتباه وخطأ من بعض المؤرخين ، حيث أنهم عبروا عنها باسم أختها ، أو بكنية أختها.

الإحتمال الرابع : وجود سبب آخر خفي علينا ، بسبب ظلم التاريخ لترجمة حياة أهل البيت .. رجالاً ونساءً.

٣٨

وقد جاء التعبير عن السيدة زينب الكبرى ـ في بعض الأقوال التاريخية وعلى لسان بعض الخطباء والمؤلفين ب « العقيلة » ، وهذا وصـف للسيـدة زينب وليس إسٍماً (١) ، ونحن نجد في كتب

__________________

ولكل واحدة من هذه الإحتمالات الأربعة قرائن وشواهد تاريخية ، يطول الكلام بذكرها ، وهو خارج عن نطاق وإطار التعليق العامشي ، لكن الذي يتبادر إلى الذهن بعد الدراسة الموضوعية ـ والله العالم ـ هو أن أقوى الإحتمالات : هو الإحتمال الأول ، خاصة وأن شخصية البنت الثانية للإمام أمير المؤمنين أحيطت بسحاب كثيف من الغموض والإبهام والتشويش ، إلى درجة أن بعض المعاصرين أعطى لنفسه الجرأة في أن ينكر وجود بنت ثانية للإمام من زوجته السيدة فاطمة الزهراء .. يكون اسمها أم كلثوم!

وعلى كل حال .. فقد كان السيد المؤلف يطمئن .. بل ويقطع بأن المقصود من « أم كلثوم » ـ في كثير من كتب الحديث والتاريخ ـ هي السيدة زينب الكبرى ، وهذا ما نلاحظه حين الإستماع إلى مجالسه ومحاضراته ، المسجلة على اشرطة الكاسيت ، ونلاحظه ـ أيضاً ـ حين التدقيق في فصل ( حياة السيدة زينب في عهد والدها الإمام أمير المؤمنين عليهما‌السلام ) ففي كثير من الفقرات التاريخية المرتبظة بفاجعة مقتل الإمام علي أمير المؤمنين يوجد التعبير بجملة « تقول أم كلثوم » ، وقد فهم المؤلف أن المقصود ـ في أكثر تلك المقطوعات ـ هي السيدة زينب الكبرى فذكر الكلام ونسبه إلى السيدة زينب سلام الله عليها. ولعل التتبع في كتب الحديث والتاريخ يوصل الإنسان إلى نتائج دقيقة تزيح كثيراً من ستائر الإبهام والغموض حول هذا الإسم وهذه الكنية.

المحقق

١ ـ ذكر أبو الفرج الإصفهاني ـ المتوفى سنة ٣٥٦ هـ في كتابه ( مقاتل الطابيين ) صفحة ٦٠ طبع النجف الأشرف ، عام ١٣٨٥ هـ ـ في ترجمة عون بن عبد الله بن جعفر ـ ما يلي : « أمه : زينب العقيلة ، والعقيلة : هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في « فدك » فقال : حدثتنا عقيلتنا زينب بنت علي عليه‌السلام.

٣٩

اللغة معاني عديدة لكلمة « العقيلة » ، فمنها : المرأة الكريمة ، النفيسة ، المخدرة (١).

ومعنى الكريمة : المحترمة.

__________________

١ ـ كما في كتاب « لسان العرب » لابن منظور.

وقال ابن منظور ـ أيضاً ـ : « عقيلة القوم : سيدهم ، وعقيلة كل شيء : أكرمه ».

وقال ابن دريد في « جمهرة اللغة » : فلانة عقيلة قومها : أي : كريمتهم.

وقال ابن زكريا في « مجمل اللغة » والجوهري في « صحاح اللغة » : العقيلة : كريمة الحي من النساء ».

وجاء في « المعجم الوسيط » : « العقيلة : السيدة المخدرة ».

وجاء في « الموسوعة العربية في الألفاظ الضدية » للسماوي اليماني ما معناه : العقيلة ـ من النساء ـ سيدتهم ، يقال : عقيلة قومها.

وقال الخليل بن أحمد في كتابه ( العين ) : « العقيلة : المرأة المخدرة ، وجمعها : عقائل ».

اقول : هذا ما ذكره علماء اللغة ، وقد يتبادر إلى الذهن أن « العقيلة » صيغة مبالغة ، مشتقة من العقل ، بمعنى كثرة العقل والنضج ، وقد ظهر للعالم ـ بكل وضوح ـ أن السيدة زينب الكبرى عليها‌السلام كانت في درجة عالية جداً وجداً من العقل الوافر والحكمة والحنكة ، فبعقلها استطاعت ان تدير « قافلة آل الرسول » من كربلاء إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى الشام ، واخيراً من الشام الى المدينة المنورة. وفي المدينة ـ أيضاً ـ قامت بدور كبير بالتنسيق مع الإمام زين العابدين عليه‌السلام في إدارة المجالس العزائية ، والحفاظ على حرارة مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين عليه‌السلام ، وكشف الغطاء عن الملف الأسود ل « يزيد » الحاقد ، وبني أمية ومن يدور في فلكهم.

المحقق

٤٠