مستدرك الوسائل - ج ٦

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٦

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

بالقرآن العظيم ، من فاتحته إلى خاتمته ، وفيه اسمك الأكبر ، وكلماتك التامات ، يا سامع كل صوت ، ويا جامع كلّ فوت ، ويا باریء النفوس بعد الموت ، يا من لا تغشاه الظلمات ، ولا تشتبه عليه الأصوات ، أسألك أن تخير لي بما أشكل عليّ به ، فإنك عالم بكلّ معلوم ، غير معلم ، بحق محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق ، وموسى الكاظم ، وعلي الرضا ، ومحمد الجواد ، وعلي الهادي ، والحسن العسكري ، والخلف الحجة من آل محمد ، ( عليه وعليهم السلام ) ، ثم تفتح المصحف ، وتعدّ الجلالات (٣) التي في الصفحة اليمنى ، ثم تعدّ بعددها (٤) أوراقاً ، ثم تعد بعددها أسطراً من الصفحة اليسرى ، ثم تنظر آخر سطر ، تجده كالوحي فيما تريد ، إن شاء الله » .

وقال في رسالة مفاتيح الغيب : ورأيت هذه الاستخارة ، بخط بعض الفضلاء ، هكذا : يقرأ آية الكرسي ـ إلى ـ هم فيها خالدون ، وعنده مفاتح الغيب ـ إلى ـ كتاب مبين ، ثم يصلي على محمد وآله عشر مرات ، ثم يقول : اللهم إني توكلت عليك ، وتفألت بكتابك ، فأرني ما هو المكنون ، في سرك المخزون ، في علم غيبك ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أرني الحقّ حقاً حتى أتبعه ، وأرني الباطل باطلاً حتى أجتنبه ، ثم يفتح المصحف ، ويصنع كما مرّ .

قال رحمه الله : ورأيت بخط بعض الفضلاء مثله ، إلّا أنه ذكر الدعاء هكذا : المخزون في غيبك ، يا ذا الجلال والإِكرام ، اللهم أنت الحق ومنزل الحق ، بمحمد ( صلّى الله عليه وآله ) اللهم أرني الحقّ حقاً حتى أتبعه ، وأرني الباطل باطلاً حتى أجتنبه .

__________________________

(٣) الجلالات : يقصد بها جمع لفظ الجلالة ( الله ) تعالى ذكره .

(٤) في البحار : بقدرها .

٢٦١
 &

٦ ـ ( باب كراهة عمل الأعمال بغير استخارة ، وعدم الرضا بالخيرة ، واستحباب كون عددها وتراً )

٦٨٢٣ / ١ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن القاسم بن الوليد ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : من أكرم الخلق على الله ؟ قال : « أكثرهم ذكراً لله وأعملهم بطاعة الله » . قلت : فمن أبغض الخلق على الله ؟ قال : « من يتهم الله » قلت : أحد يتهم الله ! قال : « نعم ، من استخار الله فجاءته ( الخيرة بما يسخط ) (١) ، فذاك يتّهم الله » .

٦٨٢٤ / ٢ ـ البحار : عن أصل عتيق من أُصول أصحابنا : عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : « يقول الله عز وجل : إن من شقاء عبدي ، أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني » .

وبخط الشهيد ، عن الكراجكي ، عن العالم ( عليه السلام ) ، مثله (١) .

٦٨٢٥ / ٣ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من تجمّر فليوتر ، ومن اكتحل فليوتر ، ومن استنجى فليوتر ، ومن استخار الله تعالى فليوتر » .

__________________________

الباب ٦

١ ـ الغايات ص ٨٢ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٢٣ ح ٢ .

(١) في المصدر : الخير بما يكون فيسخط .

٢ ـ البحار ج ٩١ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ١ .

(١) البحار ج ٩١ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ١ .

٣ ـ الجعفريات ص ١٦٩ .

٢٦٢
 &

٦٨٢٦ / ٤ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : وفي الخبر : « يقول الله : ما من عبد يستخيرني إلّا اخترت له ، ويقول الله : عجبت من عبد يستخيرني ، ثم لا يرضى بما اخترت له » .

٧ ـ ( باب استحباب الاستخارة بالدعاء ، وأخذ قبضة من السبحة ، أو الحصى ، وعدّها وكيفيّة ذلك )

٦٨٢٧ / ١ ـ العلامة الحلي في منهاج الصلاح : قال : نوع آخر من الاستخارة ، رويته عن والدي الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر رحمه الله ، عن السيد رضي الدين محمد الآوي الحسيني ، عن صاحب الأمر ( عليه السلام ) : وهو أن يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات ، وأقلّه (١) ثلاث مرات ، والأدون منه مرّة ، ثم يقرأ إنا أنزلناه عشر مرات ، ثم يقرأ هذا الدعاء ثلاث مرات : اللهم إني أستخيرك لعلمك بعواقب الأُمور ، وأستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور ، اللهم إن كان الأمر الفلاني قد نيطت بالبركة إعجازه وبواديه ، وحفّت بالكرامة أيامه ولياليه ، فخر لي فيه خيرة ترد شموسه ذلولاً ، وتقعص (٢) أيامه سروراً ، اللهم إما أمر فاأتمر ، وإما (٣) نهي فانتهى ، اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية ، ثم يقبض على قطعة من السبحة ، ويضمر حاجته ، ويخرج إن كان عدد تلك القطعة

__________________________

٤ ـ لب اللباب : مخطوط .

الباب ٧

١ ـ منهاج الصلاح :  ، عنه في البحار ج ٩١ ص ٢٤٨ ح ٢ .

(١) في المصدر : وأقل منه .

(٢) الظاهر أنه تصحيف وصوابه « وتقعض » كما في البحار . ومعناها : تردّ وتعطف « راجع لسان العرب ج ٧ ص ٢٢٣ » .

(٣) في المصدر : أو .

٢٦٣
 &

زوجاً ، فهو افعل ، وإن كان وتراً ، لا تفعل ، أو بالعكس .

٦٨٢٨ / ٢ ـ البحار : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا ، نقلاً من كتاب السعادات ، مروياً عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « يقرأ الحمد مرّة ، والإِخلاص ثلاثاً ، ويصلي على محمد وآل محمد خمس عشرة مرة ، ثم يقول : اللهم إني أسألك بحق الحسين ، وجدّه وأبيه ، وأُمه وأخيه ، والأئمة من ذرّيته ، أن تصلي على محمّد وآل محمد ، وأن تجعل لي الخيرة في هذه السبحة ، وأن تريني ما هو الأصلح [ لي ] (١) في الدين والدنيا ، اللهم إن كان الأصلح في ديني ودنياي ، وعاجل أمري وآجله ، فعل ما أنا عازم عليه ، فأمرني ، وإلا فانهني ، إنّك على كلّ شيء قدير ، ثم تقبض قبضة من السبحة وتعدّها ، وتقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، إلى آخر القبضة ، فإن كانت الأخيرة : سبحان الله ، فهو مخيّر بين الفعل والترك ، وإن كان الحمد لله ، فهو أمر ، وإن كان لا إله إلا الله ، فهي نهي » .

وقال في مفاتيح الغيب : إن الناقل من علماء البحرين .

٦٨٢٩ / ٣ ـ وفيه : روي عن الشيخ يوسف بن الحسين ، أنه وجد بخط الشهيد السعيد محمد بن مكي ، أنه قال : تقرأ إنا أنزلناه عشر مرات ، ثم تدعو بهذا الدعاء : « اللهم إني أستخيرك لعلمك بعواقب (١) الأُمور ، وأستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور ، اللهم إن كان الأمر الذي عزمت عليه ، ممّا قد نيطت البركة بأعجازه وبواديه ، وحفّت

__________________________

٢ ـ البحار ج ٩١ ص ٢٥٠ ح ٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ البحار ج ٩١ ص ٢٥١ ح ٦ .

(١) في المصدر : بعاقبة .

٢٦٤
 &

بالكرامة أيامه ولياليه ، فأسألك بمحمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وعلي ، ومحمد ، وجعفر ، وموسى ، وعلي ، ومحمد ، وعلي ، والحسن ، والحجة القائم ( عليهم السلام ) ، أن تصلي على محمد وعليهم أجمعين ، وأن تخير لي فيه (٢) خيرة ترد شموسه ذلولاً ، وتقيّض أيامه سروراً ، اللهم إن كان أمراً فاجعله في قبضة الفرد ، وإن كان نهياً فاجعله في قبضة الزوج ، ثم تقبض على السبحة ، وتعمل على ما يخرج .

٦٨٣٠ / ٤ ـ وفيه : وجدت بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي ـ جدّ شيخنا البهائي ـ أنه نقل من خط الشهيد السعيد هكذا : طريق الاستخارة : الصلاة على محمد وآله سبع مرات ، وبعده : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صل على محمد وآل محمد ، ثم الزوج والفرد .

٦٨٣١ / ٥ ـ وفيه : سمعت والدي ـ قدس سره ـ يروي عن شيخه البهائي ، أنه كان يقول : سمعنا مذاكرة عن مشايخنا ، عن القائم عجّل الله تعالى فرجه ، في الاستخارة بالسبحة ، أنه يأخذها ، ويصلّي على النبيّ وآله ( صلوات الله عليه وعليهم ) ، ثلاث مرات ، ويقبض على السبحة ، ويعدّ اثنتين اثنتين ، فإن بقيت واحدة فهو إفعل ، وإن بقيت إثنتان فهو لا تفعل .

__________________________

(٢) ليس في المصدر .

٤ ـ البحار ج ٩١ ص ٢٥١ ح ٧ .

٥ ـ البحار ج ٩١ ص ٢٥٠ ح ٤ .

٢٦٥
 &

٨ ـ ( باب استحباب الإِستخارة في كلّ ركعة من الزوال )

٦٨٣٢ / ١ ـ السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : روى الحسن بن محبوب ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « الإِستخارة في كلّ ركعة من الزوال » .

وروينا هذه الرواية بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي ، بإسناده إلى الحسين بن سعيد الأهوازي ، فيما ذكره في كتاب الصلاة .

٩ ـ ( باب استحباب مشاورة الله عزّ وجلّ ، بالمساهمة والقرعة )

٦٨٣٣ / ١ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق : عن عبد الرحمن بن سيابة ، قال : خرجت سنة إلى مكّة ، ومتاعي بز (١) قد كسد عليّ ، فأشار عليّ أصحابنا أن أبعثه إلى مصر ، ولا أرده إلى الكوفة ، أو أبعثه (٢) إلى اليمن ، فاختلف (٣) عليّ آراؤهم ، فدخلت على العبد الصالح ، بعد النفر بيوم ، ونحن بمكة ، فأخبرته بما أشار به أصحابنا ، وقلت له : جعلت فداك ، فما ترى حتى انتهي إلى ما تأمرني ؟ .

فقال لي : « ساهم بين مصر واليمن ، ثم فوّض في ذلك أمرك إلى

__________________________

الباب ٨

١ ـ فلاح السائل ص ١٢٤ .

الباب ٩

١ ـ مكارم الأخلاق ص ٢٥٥ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٢٦ ح ١ .

(١) البزّ : الثياب ، وقيل : ضرب من الثياب ، وقيل : البزّ من الثياب أمتعة البزّاز . . والبزّاز : بائع البزّ ( لسان العرب ـ بزز ـ ج ٥ ص ٣١١ ) .

(٢) ليس في المصدر والبحار .

(٣) في المصدر : فاختلفت .

٢٦٦
 &

الله عزّ وجلّ ، فأيّ بلد خرج سهم (٤) من الأسهم ، فابعث متاعك إليها » قلت : جعلت فداك ، كيف أُساهم ؟ قال : « اكتب في رقعة : بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، عالم الغيب والشهادة ، أنت العالم وأنا المتعلم ، فانظر لي في أيّ الأمرين خير لي ، حتى أتوكل عليك فيه ، وأعمل به ، ثم اكتب : مصر إن شاء الله تعالى ، ثم اكتب رقعة أخرى مثل ما في الرقعة الأُولى شيئاً شيئاً ، ثم اكتب : اليمن إن شاء الله ، ثم اكتب رقعة أُخرى مثل ما في الرقعتين شيئاً شيئاً ، ثم اكتب بحبس المتاع ، ولا يبعث إلى بلد منهما ، ثم اجمع الرقاع وادفعهن إلى بعض أصحابك ، فليسترها عنك ، ثم ادخل يدك فخذ رقعة من ثلاث رقاع ، فأيّها وقعت في يدك ، فتوكل على الله واعمل بما فيها ، إن شاء الله تعالى » .

١٠ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب صلاة الاستخارة ، وما يناسبها )

٦٨٣٤ / ١ ـ المولى محسن الكاشاني في تقويم المحسنين : إذا أردت أن تستخير بكلام الله الملك العلّام ، فاختر ساعة تصلح لذلك ، ليكون على حسب المرام ، على ما هو المشهور ، وإن لم تجد على ذلك حديثاً عن أهل البيت ( عليهم السلام ) : يوم الأحد : جيّد إلى الظهر ، ثم من العصر إلى المغرب .

يوم الإِثنين : جيّد إلى طلوع الشمس ، ثم من الضحى إلى الظهر ، ومن العصر إلى العشاء الآخرة .

__________________________

(٤) في المصدر والبحار : سهمها .

الباب ١٠

١ ـ كتاب تقويم المحسنين ص ٥٨ .

٢٦٧
 &

يوم الثلاثاء : جيد من الضحى إلى الظهر ، ثم من العصر إلى العشاء الآخرة .

يوم الأربعاء : جيّد إلى الظهر ، ثم من العصر إلى العشاء الآخرة .

يوم الخميس : جيّد إلى طلوع الشمس ، ثم من الظهر إلى العشاء الآخرة .

يوم الجمعة : جيد إلى طلوع الشمس ، ثم من الزوال إلى العصر .

يوم السبت : جيّد إلى الضحى ، ثم من الزوال إلى العصر .

قلت : وفي غير موضع من المجاميع ، بل المؤلفات ، نسبته إلى الصادق ( عليه السلام ) .

٦٨٣٥ / ٢ ـ الشيخ الفقيه في الجواهر : إستخارة مستعملة عند بعض أهل زماننا ، وربّما نسبت إلى مولانا القائم ( عليه السلام ) ، وهي أن تقبض على السبحة بعد قراءة ودعاء ، وتسقط ثمانية ثمانية ، فإن بقي واحد فحسنة في الجملة ، وإن بقي إثنان فنهي واحد ، وإن بقي ثلاثة فصاحبها بالخيار ، لتساوي الأمرين ، وإن بقي أربعة فنهيان ، وإن بقي خمس فعند بعض أنه يكون فيها تعب ، وعند بعض أن فيها ملامة ، وإن بقي ستّة فهي الحسنة الكاملة ، التي تحب العجلة ، وإن بقي سبعة فالحال فيها كما ذكر في الخمسة ، من اختلاف الرأيين أو الروايتين ، وإن بقي ثمانية فقد نهي عن ذلك أربع مرات ، إلى أن قال : ويخطر بالبال ، أني عثرت في غير واحد من المجاميع ، على فال لمعرفة قضاء الحاجة وعدمها ، ينسب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، يقبض

__________________________

٢ ـ جواهر الكلام ج ١٢ ص ١٧٢ .

٢٦٨
 &

قبضة من حنطة أو غيرها ، ثم يسقط ثمانية ثمانية ، ويحتمل أنه على التفصيل المزبور ، ولعلّه هو المستند في ذلك ، إلى آخره .

٢٦٩
 &

مستدرك الوسائل الجزء السادس الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي

٢٧٠
 &

أبواب بقيّة الصلوات المندوبة

١ ـ ( باب استحباب صلاة ليلة الفطر ، وكيفيتها )

٦٨٣٦ / ١ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان : عن الحارث الأعور ، أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كان يصلّي ليلة الفطر بعد المغرب ونافلتها ركعتين ، يقرأ في الأُولى فاتحة الكتاب ومائة مرّة قل هو الله أحد ، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرّة ، ثم يقنت ويركع ويسجد ويسلم ، ثم يخر لله ساجداً ، ويقول في سجوده : « أتوب إلى الله » مائة مرة ، ثم يقول : « والذي نفسي بيده ، لا يفعلها أحد ، فيسأل الله شيئاً إلّا أعطاه ، ولو أتى (١) من الذنوب مثل رمل عالج » .

٦٨٣٧ / ٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « إجتهدوا في ليلة الفطر في الدعاء [ والسهر ] (١) وصلّوا ركعتين ، ( تقرؤون في الركعة الأُولى ) (٢) بأم الكتاب وقل هو الله أحد ألف مرّة ، وفي الثانية مرة واحدة » .

__________________________

أبواب بقية الصلوات المندوبة

الباب ١

١ ـ كتاب الإِقبال ص ٣٧٢ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١١٩ ح ٧ .

(١) في المصدر : أتاه .

٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٤ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٣٢ ح ٣٣ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : يقرأ في كل ركعة .

٢٧١
 &

وقد روي : أربع ركعات في كل ركعة ، مائة مرّة قل هو الله أحد .

٢ ـ ( باب استحباب صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكيفيتها )

٦٨٣٨ / ١ ـ السيد علي بن طاووس في جمال الأُسبوع : باسناده عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبيه هارون بن موسى ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن يونس بن هشام ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن صلاة جعفر ، فقال : « أين أنت عن صلاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فعسى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يصلّ صلاة جعفر ، ولعل جعفر لم يصلّ صلاة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قطّ » . فقلت : علمنيها ؟ قال : « تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وإنا أنزلناه في ليلة القدر خمس عشرة مرة ، ثم تركع فتقرأها خمس عشرة مرة ، وخمس عشرة مرة إذا استويت قائماً ، وخمس عشرة مرّة إذا سجدت ، وخمس عشرة مرّة إذا رفعت رأسك من السجود ، وخمس عشرة مرّة في السجدة الثانية ، وخمس عشرة مرة قبل أن تنهض إلى الركعة الأُخرى ، ثم تقوم إلى الثانية فتفعل كما فعلت في الركعة الأُولى ، ثم تنصرف وليس بينك وبين الله ذنب إلّا وقد غفر لك ، وتعطى جميع ما سألت ، والدعاء بعدها : لا إله إلّا الله ربّنا وربّ آبائنا الأولين ، لا إله إلا الله إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ، لا إله إلا الله لا نعبد إلّا إياه ، مخلصين له الدين ، ولو كره المشركون ،

__________________________

الباب ٢

١ ـ جمال الأُسبوع ص ٢٤٦ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٦٩ ح ١ .

٢٧٢
 &

لا إله إلا الله وحده وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، [ وأعزّ جنده ] (١) وهزم الأحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد ، ( ولله الملك والحمد ) (٢) وهو على كل شيء قدير ، اللهم أنت نور السموات والأرض ، [ ومن فيهنّ ] (٣) فلك الحمد ، وأنت قيّام السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد ، وأنت الحق ، ووعدك حق ، وقولك الحق ، وإنجازك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، يا رب يا رب اغفر لي ما قدّمت وأخّرت ، و [ ما ] (٤) أسررت وأعلنت ، أنت الهي لا إله إلّا أنت ، صلّ على محمد وآل محمد ، وارحمني واغفر لي ، وتب عليّ ، إنك أنت كريم رؤوف رحيم » .

٣ ـ ( باب استحباب صلاة يوم الغدير ، وكيفيتها ، واستحباب صومه  وتعظيمه  ،  والغسل فيه ، واتخاذه عيداً ، وتذكر العهد المأخوذ فيه ، والإِكثار فيه من العبادة والصدقة ، وقضاء صلاته إن فاتت )

٦٨٣٩ / ١ ـ السيد علي بن طاووس في الإِقبال : نقلاً من كتاب محمد بن علي الطرازي (١) ، بإسناده إلى أبي الحسن عبد القاهر ـ بوّاب مولانا أبي

__________________________

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) أثبتناه من المصدر .

(٤) أثبتناه من المصدر .

الباب ٣

١ ـ إقبال الأعمال ص ٤٧٥ .

(١) هذا هو الصحيح كما في المصدر ، وكان في الأصل المخطوط والطبعة الحجرية : علي بن محمد . . . ، راجع ترجمته في تنقيح المقال ج ٣ ص ١٥٧ .

٢٧٣
 &

إبراهيم موسى بن جعفر وأبي جعفر محمد بن علي ( عليهم السلام ) ـ قال : حدثنا أبو الحسن علي بن حسان الواسطي ، بواسط في سنة ثلاثمائة ، قال : حدثني علي بن الحسن العبدي ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) ، يقول : « صوم يوم غدير خم ، يعدل صيام عمر الدنيا ، لو عاش إنسان عمر الدنيا ، ثم لو صام ما عمرت الدنيا ، لكان له ثواب ذلك وصيامه ، يعدل عند الله عزّ وجل مائة حجة ومائة عمرة ، وهو عيد الله الأكبر ، وما بعث الله عزّ وجلّ نبياً إلّا وتعبد في هذا اليوم ، وعرف حرمته ، واسمه في السماء يوم العهد المعهود ، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود ، ومن صلّى ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة ، شكراً لله عز وجلّ ، ويقرأ في كل ركعة سورة الحمد عشراً ، وقل هو الله أحد عشراً ، و ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) عشراً ، وآية الكرسي عشراً ، عدلت عند الله عز وجلّ مائة ألف حجة ، ومائة ألف عمرة ، وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ، كائنة ما كان ، إلّا أتى الله عزّ وجلّ على قضائها في يسر وعافية ، ومن أفطر مؤمناً كان له ثواب من أطعم فئاماً وفئاماً ، فلم يزل يعد حتى عقد عشرة .

ثم قال : أتدري ما الفئام ؟ قلت : لا ، قال : مائة ألف ، وكان له ثواب من أطعم بعددهم ، من النبيين [ والصديقين ] (٢) والشهداء والصالحين ، في حرم الله عز وجل ، وسقاهم في يوم ذي مسغبة ، والدرهم فيه بمائة ألف درهم ، ثم قال : لعلّك ترى أن الله عز وجلّ خلق يوماً أعظم حرمة منه ، لا والله ، لا والله ، لا والله ، ثم قال : وليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤمن : الحمد لله الذي أكرمنا بهذا

__________________________

(٢) أثبتناه من المصدر .

٢٧٤
 &

اليوم ، وجعلنا من المؤمنين والموقنين (٣) ، وجعلنا من الموفين بعهده الذي عهده إلينا ، وميثاقه الذي واثقنا به ، من ولاية ولاة أمره والقوّام بقسطه ، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين .

ثم قال : وليكن من دعائك في دبر الركعتين أن تقول : ربّنا . . الدعاء ـ وهو طويل موجود في كتب الأدعية ، ثم قال (٤) ـ : « ثم سلّ بعد ذلك حوائجك للآخرة والدنيا (٥) ، فإنها والله والله والله مقضية ، في هذا اليوم ، ولا تقعد عن الخير [ وسارع ] (٦) إلى ذلك إن شاء الله » .

٦٨٤٠ / ٢ ـ وفيه : بالأسانيد المتصلة ، ممّا ذكره ورواه محمد بن علي الطرازي في كتابه ، عن محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقي ، عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي ، ورويناه بأسانيدنا إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، فيما رواه عن عمارة بن جوين العبدي ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه وآله السلام ) ، في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، إلى أن قال : قال ( عليه السلام ) : « ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء ، وأفضل ذلك قرب الزوال ، وهي الساعة التي أُقيم فيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بغدير خم علماً للناس ، وذلك أنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت ، فمن صلّى فيه ركعتين ، ثم سجد وشكر الله عزّ وجلّ مائة مرّة ، ودعا بهذا الدعاء ، بعد رفع رأسه من السجود : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ـ إلى آخره ـ ثم تسجد وتحمد الله مائة مرة ، وتشكر الله عزّ وجل مائة مرّة ،

__________________________

(٣) ليس في المصدر .

(٤) كتاب الإِقبال ص ٤٨١ .

(٥) ليس في المصدر .

(٦) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ كتاب الإِقبال ص ٤٧٢ .

٢٧٥
 &

وأنت ساجد ، فإنه من فعل ذلك ، كان كمن حضر ذلك اليوم ، وبايع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ذلك ، وكانت درجته مع درجة الصادقين ، الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم ، وكان كمن استشهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمير المؤمنين ، ومع الحسن والحسين ، ( صلوات الله عليهم ) ، وكمن يكون تحت راية القائم ( عليه السلام ) ، وفي فسطاطه ، من النجباء والنقباء » .

٦٨٤١ / ٣ ـ وعنه : في كتابه بإسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا هارون بن مسلم ، عن أبي الحسن الليثي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته : « تعرفون يوماً شيّد الله به الإِسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا » فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم أيوم (١) الفطر هو يا سيدنا ؟ قال : « لا » ، قالوا : أفيوم الأضحى هو (٢) ؟ قال : « لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ فإذا كان صبيحة ذلك اليوم ، وجب الغسل في صدر نهاره ، وأن يلبس أنظف ثيابه وأفخرها ، ويتطيب امكانه ، وانبساط يده ـ إلى أن قال ـ وإذا كان وقت الزوال ، أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات ـ إلى أن قال ـ ثم تقوم وتصلي شكراً لله تعالى ، ركعتين تقرأ في

__________________________

٣ ـ الإِقبال ص ٢٧٤ .

(١) في المخطوط « إنّ يوم » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) هو : ليس في المصدر .

٢٧٦
 &

الأُولى الحمد (٣) وإنا أنزلناه في ليلة القدر ، [ وقل هو الله أحد ] (٤) كما أُنزلتا لا كما نقصتا ، ثم تقنت وتركع وتتم الصلاة ، وتخرّ ساجداً في سجودك وقل : .

اللهم إنا إليك نوجه وجوهنا ، في يوم عيدنا ، الذي شرفتنا فيه بولاية مولانا علي بن أبي طالب ، أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ، وعليك نتوكل ، وبك نستعين في أُمورنا ، اللهم لك سجدت وجوهنا وأشعارنا وأبشارنا وجلودنا وعروقنا وأعظمنا وأعصابنا ولحومنا ودماؤنا ، اللهم إياك نعبد ، ولك نخضع ، ولك نسجد ، على ملّة إبراهيم ، ودين محمد ، وولاية علي ( صلواتك عليهم أجمعين ) ، حنفاء مسلمين ، وما نحن من المشركين ، ولا من الجاحدين (٥) المعاندين ، المخالفين لأمرك ، وأمر رسولك ( صلى الله عليه وآله ) ، اللهم العن المبغضين لهم لعناً كثيراً ، لا ينقطع أوّله ولا ينفد آخره ، اللهم صلّ على محمّد وآله ، وثبّتنا على موالاتك ، وموالاة رسولك ، وآل رسولك ، وموالاة أمير المؤمنين ( صلوات الله عليهم ) ، اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، واحسن منقلبنا ومثوانا (٦) ، يا سيدنا ومولانا ، ثم كل واشرب واظهر السرور ، واطعم اخوانك ، وأكثر برّهم ، واقض حوائج إخوانك ، إعظاماً ليومك ، وخلافاً على من أظهر فيه الإِهتمام (٧) والحزن ، ضاعف الله حزنه وغمّه » .

٦٨٤٢ / ٤ ـ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره : عن جعفر بن محمد

__________________________

(٣) وفيه زيادة : مرّة .

(٤) أثبتناه من المصدر .

(٥) في المصدر زيادة : اللهم العن الجاحدين .

(٦) ومثوانا : ليس في المصدر .

(٧) في المصدر : الاغتمام .

٤ ـ تفسير فرات الكوفي ص ١٢ .

٢٧٧
 &

الأزدي ، عن محمد بن الحسين الصائغ ، عن الحسن بن علي الصيرفي ، عن محمد البزار ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت : جعلت فداك ، للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة ؟ قال ( فقال لي ) (١) : « نعم ، أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة ، هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين ، وأنزل على نبيّه ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ) (٢) » الآية ، الخبر .

٦٨٤٣ / ٥ ـ الأميرزا عبد الله الإِصفهاني في رياض العلماء : في ترجمة السيد الجليل أبي المكارم حسن بن شدقم المدني ، ذكر صورة إجازة العالم الجليل الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي له ، وفيها : وبعد فإن السيد الجليل النبيل الإِمام الرئيس ، وساق مدائحه وفضائله ونسبه ، والدعاء له ـ إلى أن قال ـ وفق الله محبّه وداعيه ، نعمة الله بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن خاتون العاملي ، لزيارة بيت الله الحرام ، وزيارة قبر نبيّه والأئمة من ولده عليه وعليهم الصلاة والسلام ، فاتفق له إدراك الإِجتماع بحضرته السنيّة وسدّته العلية ، وكان ذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام ، في حدود سنة سبع وسبعين وتسعمائة ، على مشرّفها الصلاة والسلام ، وعقد بيني وبينه الإِخاء في ذلك اليوم المبارك ، الذي وقع فيه النص من سيد الأنام على الخصوص بالإِخاء في ذلك المقام ، والتمس من الفقير يومئذ ، أن أكتب له شيئاً مما أجازناه الأشياخ . . . إلى آخره .

قلت : لم نعثر على النص الذي أشار إليه ، ولا على كيفيّة هذا

__________________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٢) المائدة ٥ : ٣ .

٥ ـ رياض العلماء ص ١ ص ٢٤٨ .

٢٧٨
 &

العقد ، في مؤلّف إلا في كتاب زاد الفردوس لبعض المتأخرين ، قال في ضمن أعمال هذا اليوم المبارك : وينبغي عقد الأُخوة في هذا اليوم مع الإِخوان ، بأن يضع يده اليمنى على يمنى أخيه المؤمن ، ويقول : وآخيتك في الله ، وصافيتك في الله ، وصافحتك في الله ، وعاهدت الله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وأنبياءه ، والأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، على أني إن كنت من أهل الجنّة والشفاعة ، واذن لي بأن أدخل الجنة ، لا أدخلها إلّا وأنت معي ، فيقول الأخ المؤمن : قبلت ، فيقول : أسقطت عنك جميع حقوق الأُخوة ، ما خلا الشفاعة والدعاء والزيارة .

٤ ـ ( باب استحباب صلاة يوم عاشوراء ، وكيفيّتها )

٦٨٤٤ / ١ ـ الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره : قال : أخبرني الشيخ الفقيه العالم عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري ، قراءة عليه وأنا أسمع ، في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ، عن الشيخ الفقيه أبي علي الحسن بن محمد ، عن والده الشيخ أبي جعفر ـ رضي الله عنه ـ عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، عن ابن قولويه ، وأبي جعفر بن بابويه ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يوم عاشوراء ، فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ، ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط ، فقلت : يا ابن رسول الله ، مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك ؟ فقال لي : « أو في غفلة أنت ؟ أو ما علمت أن الحسين بن علي

__________________________

الباب ٤

١ ـ المزار للمشهدي ص ٦٨٥ ـ ٦٩٦ ، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣١٣ ح ٦ .

٢٧٩
 &

( عليهما السلام ) قتل في مثل هذا اليوم ؟ ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ يا عبد الله بن سنان ، إن أفضل ما تأتي به في مثل هذا اليوم ، أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها ، وتتسلب » قلت : وما التسلب ؟ قال : « تحلل أزرارك ، وتكشف عن ذراعيك ، كهيئة أصحاب المصائب ، ثم تخرج إلى أرض مقفرة ، أو مكان لا يراك أحد ، أو تعمد إلى أرض خالية ، أو في خلوة ، منذ حين يرتفع النهار ، فتصلي أربع ركعات ، تحسن ركوعهن وسجودهن ، وتسلم بين كل ركعتين ، تقرأ في الركعة الأُولى سورة الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، ثم تصلي ركعتين أُخريين ، تقرأ في الأُولى الحمد وسورة الأحزاب ، وفي الثانية الحمد وإذا جاءك المنافقون ، أو ما تيسر من القرآن ، ثم تسلم ، وتحول وجهك نحو قبر الحسين ( صلوات الله عليه ) ومضجعه ، فتمثل لنفسك مصرعه ، ومن كان معه من ولده وأهله ، وتسلم وتصلي عليه ، وتلعن قاتله وتتبرّأ من أفعالهم ، يرفع الله عز وجل لك بذلك في الجنّة من الدرجات ، ويحطّ عنك السيئات ، ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه ـ إن كان صحراء أو فضاء وأيّ شيء كان ـ خطوات ، تقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ـ وساق الدعاء ، إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ : فإن هذا أفضل من كذا وكذا حجة ، وكذا وكذا عمرة ، تتطوعها وتنفق فيها مالك ، وتتعب فيها بدنك ، وتفارق فيها أهلك وولدك ، واعلم أن الله تعالى يعطي من صلّى هذه الصلاة في هذا اليوم ، ودعا بهذا الدعاء مخلصاً ، وعمل هذا العمل موقناً مصدقاً ، عشر خصال : منها أن يقيه الله ميتة السوء ، ويؤمنه من المكاره والفقر ، ولا يظهر عليه عدوّاً إلى أن يموت ، ويقيه من الجنون والبرص ، في نفسه وولده إلى أربعة أعقاب له ، ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه ، عليه ولا على نسله إلى أربعة أعقاب سبيلاً » .

٢٨٠