مستدرك الوسائل - ج ١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٥
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

هذا مع العلم بان مالكا كان يرى مساواة الامام علي لسائر الناس ، وان أفضل الامة الخلفاء الثلاثة . روى مصعب ، وهو تلميذ مالك ، انه سأل مالكا : من أفضل الناس بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال مالك : ابو بكر ، قال : ثم من ؟ قال : عمر ، قال : ثم من ؟ قال : عثمان ، قال : ثم من ؟ قال : هنا وقف الناس .

واهتم الخلفاء وأعوانهم في اطرائه بألقاب كثيرة ، حتى قالوا : ان رسول الله سمّاه بهذا الاسم ، وأن لا مثيل له بعد كتاب الله .

واختلفوا في منزلته من بين كتب السنة ، فمنهم من جعله مقدما على الصحيحين كابن العربي وابن عبد البر والسيوطي وغيرهم (١) .

وقال ابن معين في الجرح والتعديل : ان مالكا لم يكن صاحب حديث (٢) بل كان صاحب رأي (٣) .

__________________________

(١) الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج ٢ ص ٥٥٦ .

(٢) أصحاب الحديث : يعتمدون على الحديث مهما امكن ، ويعيبون على أهل الرأي بان الدين لا يقاس بالرأي ، واعتبروا الرأي بدعة لا أثر له .

لذا يقول الشافعي : اذا ما وجدتم لي مذهبا ووجدتم خبرا على خلاف مذهبي فاعلموا ان مذهبي ذلك الخبر ، وتبعه أصحابه كاسماعيل بن يحيى المزني ، والربيع بن سليمان الجيزي ، وحرملة بن يحيى ، وأبو يعقوب البويطي .

(٣) أصحاب الرأي والقياس : وسمّوا بأهل الرأي لانهم كانوا يقدمون القياس على آحاد الاخبار ، وكانوا يقولون : ان الشريعة معقولة المعنى ولها اصول يرجع اليها ، وللإِسلام مصالح تقتضي الحكم على ضوئها ، فاذا لم يجدوا نصّا من الكتاب والسنة ، عملوا بالرأي والقياس .

وكانوا لا يحجمون عن الفتوى برأيهم خلافا لأصحاب الحديث ، ويحبون معرفة العلل والغايات ، التي من اجلها شرّعت الاحكام ، وربّما ردّوا بعض =

٢١
 &

وقال الليث بن سعد : أحصيت على مالك سبعين مسألة ، وكلها مخالفة لسنة الرسول ، وقد اعترف مالك بذلك (١) .

سنن الترمذي : لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي ، ولد سنة ٢٠٩ هجرية ، وتوفي سنة ٢٧٩ هجرية .

وفضله البعض على صحيح البخاري ، والمؤاخذ عليه انه لم يتجنب الرواية عن النواصب والخوارج ، كغيره من أصحاب الصحاح !

صحيح النسائي : لأحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي ولد سنة ٢٢٥ هجرية ومات سنة ٣٠٣ هجرية .

وكان أحفظ من مسلم بن الحجاج ، وسننه أقل السنن ضعفا ، كما قاله الذهبي .

ولما دخل دمشق ، سئل عن معاوية وفضائله ، فقال : اما يرضى معاوية ان يخرج رأسا برأس حتى يفضل ، وفي رواية : ما أعرف له فضيلة الّا ( لا أشبع الله بطنك ) وهو دعاء النبيّ ( صلى الله عليه وآله )

__________________________

= الاحاديث لمخالفتها لاصول الشريعة ، لا سيّما اذا عارضها حديث آخر .

وقد تحكم أصحاب هذا الرأي في العراق ، ومن اوائل العاملين بالرأي والقياس ، هو ابراهيم النخعي المتوفى سنة ٩٥ هجرية ( ٧١٣ م ) ، وأخذ منه حماد ، وأخذ أبو حنيفة من حماد ، وبعد النعمان بن ثابت الذي كان يقول ( هذا رأيي وهذا أحسن ما رأيت ) نما هذا المذاهب وكثر اتباعه ، كمحمد بن الحسن الشيباني ، وأبي يوسف القاضي وزفر بن الهذيل والحسن بن زياد اللؤلؤي ، وغيرهم .

(١) أضواء على السنة المحمدية ص ٢٤٦ .

٢٢
 &

عليه فصار يأكل ولا يشبع ، فما زالوا يدفعونه في خصيتيه وداسوه ، ثم حمل الى مكة فتوفي بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة ، وقال الحافظ أبو نعيم : لمّا داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس فهو مقتول (١) .

صنف كتاب الخصائص في فضل أمير المؤمنين وأهل بيته .

سنن أبي داود : لأبي داود سليمان بن الاشعث بن اسحاق بن بشير ابن شداد بن عمرو بن عمران الازدي السجستاني ، رحل الى البلاد ، وطوف وجمع وصنف ، سمع بخراسان والعراق والجزيرة والشام والحجاز ومصر (٢) .

ويشتمل كتابه على خمسة وثلاثين كتابا ، منها ثلاثة كتب لم يبوّب فيها ابوابا ، والباقية تشتمل على ( ١٨٧١ ) بابا ، وفيه ( ٥٢٧٤ ) حديثاً (٣) .

سنن ابن ماجة : لمحمد بن يزيد بن ماجة القزويني الربعي ، المتوفى سنة ٢٧٣ هجرية .

قدمه البعض على موطأ مالك ، واعتبروه احد الصحاح الستة .

قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ذيل ترجمة ابن ماجة : ( ان في كتابه السنن أحاديث ضعيفة جدا ، حتى بلغني ان السري كان يقول : مهما انفرد بخبر فهو ضعيف غالبا ) (٤) .

__________________________

(١) شذرات الذهب ج ٢ ص ٢٤٠ .

(٢) سنن أبي داود ج ١ ص ٤ من المقدمة .

(٣) المصدر السابق ج ١ ص ١٣ من المقدمة .

(٤) تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٥٣١ بترجمة محمد بن يزيد بن ماجة .

٢٣
 &

سنن الدارقطني : لعلي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الدارقطني المولود سنة ٣٠٦ هجرية ، والمتوفى سنة ٣٨٥ هجرية .

قال الخطيب البغدادي في تاريخه ( . . . وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول : يحفظ الدارقطني ديوان السيد الحميري ، في جملة ما يحفظ من الشعر ، فنسب الى التشيع لذلك ) (١) .

ولعل ذلك كان السبب في اهمال ذكره ، وعدم الاعتداد بسننه ، مع جلالة شأنه وعلوّ قدره عندهم .

سنن الدارمي : لأبي محمّد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي السمرقندي الدارمي ( بكسر الراء ) نسبة الى دارم بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم احد بطونه ، ولد سنة ١٨١ هجرية وتوفي سنة ٢٥٥ هجرية .

في مقدمة كتابه : ان ما يميز سنن الدارمي على ابن ماجة انه أحسن منه صحة ، ومؤلفه أقدم من ابن ماجة زمانا .

قال السيوطي في تدريب الراوي : ومسند الدارمي ليس بمسند (٢) بل هو مرتب على الابواب وبعض المحدثين سمّوه بالصحيح .

__________________________

(١) سنن الدارقطني ج ١ ص ٨ .

(٢) الفرق بين المسند والسنن ، ان المسند ما كان مرتبا على أسماء الصحابة والرواة من دون النظر الى الابواب الفقهية فكلّ ما روى عن الإِمام علي ( عليه السلام ) فهو في باب مستقل باسم مسند عليّ وكل ما روى عن عمر في باب مستقل باسم مسند عمر وهلم جرا .

واما السنن فما كان مرتبا على الابواب الفقهية دون النظر الى رجال الاسانيد بل كل باب باب .

٢٤
 &

الشيعة وتدوين الحديث :

واما الشيعة فانها ترى بان الرسول الاعظم ـ الذي حطم غرور مناوئيه ودحر أعداءه الذين ركب الطيش رؤوسهم وتسربلوا سراويل الهمجية ـ يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويدعوهم للتحلّي بالصفات الحميدة والسجايا الرشيدة ، لم يكن ـ وهو رحمة الله للعالمين ـ تاركا امته تسير سيرا عشوائيا من دون ان يعين لها رباناً يهديهم دار السعادة ويبين لهم الاحكام والفرائض .

فأودع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) نواميس الإِسلام وأحكامه ، وسننه وفروضه وما يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم ، فدون ( عليه السلام ) ـ ممّا دون ـ بخطّ يده ، في حياة الرسول ، مما أملى عليه ، كتاب الاحكام والسنن ، فيه كل حلال وحرام حتى أرش الخدش ، وهو المسمّى بالصحيفة الجامعة (١) .

وأخرج الحمويني ـ كما في ينابيع المودة ـ بسنده عن الباقر عن أبيه عن جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي اكتب ما املي عليك ، قلت : يا رسول الله أتخاف عليّ النسيان ؟ قال : لا ، وقد دعوت الله عز وجلّ أن يجعلك حافظا ، ولكن اكتب لشركائك الائمة من ولدك بهم تسقى امتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عن الناس البلاء ، وبهم تنزل الرحمة من السماء ، وهذا اولهم وأشار الى الحسن

__________________________

(١) ارشاد المفيد ص ٢٩٢ واعلام الورى ص ١٦٦ .

٢٥
 &

( عليه السلام ) ثم قال : وهذا ثانيهم وأشار الى الحسين ، قال : والائمة من ولده (١) .

وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ان عندنا جلدا سبعون ذراعا إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخطّ علي ( عليه السلام ) ، وان فيه جميع ما يحتاجون إليه حتى أرش الخدش (٢)

ويظهر ان الامامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) قد رأيا ذلك ، وهي معروفة عند أعلام العامة كغياث بن ابراهيم ، وطلحة بن زيد ، والسكوني ، وسفيان بن عيينة ، والحكم بن عيينة ، ويحيى بن سعيد .

ان اهتمام الائمة المعصومين بتدوين الحديث ، كان العامل الحساس والاساسي في حفظ تلك الآثار الخالدة والكتب القيّمة والاحاديث الهامة ، بالرغم من المتناقضات التي كانت تتحكم آنذاك بين المسلمين ، فبعض يرى تدوين الحديث وآخرون يرون خلافه .

ومن اهم تلك الآثار : عهد الإِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمالك الأشتر ، الذي يحتوي على أهم القواعد والاصول التي تتعلق بالقضاء والقضاة ، وادارة الحكم في الإِسلام ، وقانون التضامن والضمان الاجتماعي ، وكل شيء من حسن الادارة والسياسة ، وتنظيم الجيش ، وكيفية المعاملات .

ورسالة الحقوق للامام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وهي بحق احدى اعظم الموسوعات الحقوقية المدونة في القرن الاول ، وتحتوي على خمسين فصلا .

ومسند زيد ومدونته الفقهية ، حيث جمع فيه الحديث عن آبائه

__________________________

(١) ينابيع المودة ص ٢٠ .

(٢) الكافي ( الاصول ) ج ١ ص ١٨٦ ح ١ وبصائر الدرجات ص ١٦٧ ح ٥ الباب ١٣ .

٢٦
 &

وأخيه الباقر ( عليه السلام ) ، وهو احد الكتب المعتمدة المعوّل عليها والمنقول عنها ، كما في مفتاح كنوز السنة .

هذا وقد ازدهر العلم في الحياة الإِمام الباقر ( عليه السلام ) ، وانتعش انتعاشا وقتياً ، واتجهت اليه الافئدة ، تتطلع للاغتراف من معينه الذي لا ينضب والانتهال من غديره الفياض .

ويُعدّ تلميذه هشام بن الحكم المتوفى عام ١٧٩ هجرية ، واضع علم الاصول ، قبل الشافعي المتوفى عام ٢٠٤ هجرية .

وأفرد الحافظ أبو العباس أحمد بن محمّد بن عقدة ، المتوفى سنة ٢٣٠ هجرية ، كتابا فيمن روى عن الإِمام الصادق ، ذكر فيه أربعة آلاف رجل رووا عنه ، ذكر منهم الشيخ الطوسي المتوفى عام ٤٦٠ هجرية ، ما يزيد على الثلاثة آلاف .

قال المحقق في المعتبر : وروى عن الصادق أربعة آلاف رجل ، وبرز بتعليمه من الفقهاء الافاضل جمّ غفير الى ان يقول : حتى كتب من اجوبة مسائله أربعمائة مصنَّف لاربعمائة مصنِّف ، سمّوها بالاصول (١) .

وقال المحقق الداماد في الراشحة التاسعة والعشرين : المشهور ان الاصول أربعمائة مصنَّف لاربعمائة مصنف ، من رجال أبي عبد الله

__________________________

(١) الاصل : عنوان صادق على بعض كتب الحديث خاصة ، كما ان الكتاب عنوان يصدق على جميعها .

واطلاق الاصل على هذا البعض ليس بجعل حادث من العلماء بل يطلق عليه الاصل بما له من المعنى اللغوي ، ذلك لأن كتاب الحديث ان كان جميع احاديثه سماعا من مؤلفه عن الإِمام ( عليه السلام ) او سماعا منه عمن سمع عن الإِمام ( عليه السلام ) فوجود تلك الاحاديث في عالم الكتابة من صنع =

٢٧
 &

الصادق ( عليه السلام ) .

وكانت الاصول الاربعمائة هي المرجع لشيعة آل محمّد في الفتوى ، الى أن صنف الشيخ الكليني كتابه العظيم ( الكافي ) ، وتبعه بعد ذلك الشيخ الصدوق بتأليف كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) والشيخ الطوسي بكتابيه ( التهذيب والاستبصار ) .

الكافي : للشيخ المجدد محمّد بن يعقوب الكليني ، دام تأليفه لهذا السفر العظيم عشرين عاما ، بعد تفحص مستمر في الاقطار الاسلامية ، خلال هذه المدة ، جمع فيها ( ستة عشر ألفا ومائة وتسعين ) حديثا .

ويمتاز عمّا سواه من كتب الحديث ، بقرب عهده الى الاصول المعوّل عليها والكتب المأخوذ عنها ، وما فيه من دقة الضبط ، وجودة الترتيب ،

__________________________

مؤلفها وجود أصلي بدوي ارتجالي غير متفرع من وجود آخر ، فيقال له الاصل لذلك ، وان كان جميع أحاديثه أو بعضها منقولا عن كتاب آخر سابق وجوده عليه ولو كان هو أصلاً وذكر صاحبه لهذا المؤلف أنه مروياته عن الإِمام عليه السلام وأذن له كتابته وخطه فيكون وجود تلك الأحاديث في عالم الكتابة من صنع هذا المؤلف فرعا عن الوجود السابق عليه وهذا مراد الاستاذ الوحيد البهبهاني من قوله ( الأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنفه الأحاديث التي رواها عن المعصوم او عن الراوي عنه ) .

من الواضح ان احتمال الخطأ والغلط والنسيان والسهو وغيرها في الاصل المسموع شفاها عن الإِمام أو عمن سمع عنه أقل منها في الكتاب المنقول عن كتاب آخر لتطرق احتمالات زائدة في النقل عن الكتاب ، فالاطمئنان بصدور عين الالفاظ المندرجة في الاصول اكثر والوثوق به آكد فإذا كان مؤلف الاصل من الرجال المعتمد عليهم الواجدين لشرائط القبول يكون حديثه حجة لا محالة وموصوفا بالصحة كما عليه بناء القدماء ( الذريعة ج ٢ ص ١٢٦ ) .

٢٨
 &

وحسن التبويب وايجاز العناوين فلا ترى فيه حديثا ذكر في غير بابه ، كما انه لم ينقل الحديث بالمعنى اصلا ، ولم يتصرف فيه ، كما حدث للبخاري مرات ومرات .

ومع جلالة قدره وعلو شأنه بين الاصحاب ، لم يقل أحد بوجوب الاعتقاد بكل ما فيه ، ولم يسمّ صحيحاً ، كما سمّي البخاري ومسلم .

وغاية ما قيل في الكافي ، انه استخرج أحاديثه من الاصول المعتبرة ، التي شاع بين السلف الصالح الوثوق بها والاعتماد عليها .

وانه يحتوي على جزئين في الاصول وخمسة في الفروع وواحد في الروضة .

قال ابن الاثير عنه في كامله وفي جامع الاصول : هو من أئمة الامامية وعلمائهم ومن مجددي الامة على رأس المائة الثالثة ، امام على مذهب أهل البيت ، عالم في مذهبهم كبير فاضل .

وقال الفيض الكاشاني في الثناء على الكتب الاربعة : الكافي أشرفها وأوثقها وأتمّها وأجمعها ، لاشتماله على الاصول من بينها ، وخلوه من الفضول وشينها .

وقال النجاشي : شيخ أصحابنا في وقته ، وأوثق الناس في الحديث وأثبتهم .

وقال العلامة المجلسي : أضبط الاصول وأجمعها ، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها .

وسنة وفاته عام تناثر النجوم ٣٢٩ هجرية كما قاله النجاشي ، أو سنة ٣٢٨ هجرية على أحد قولي الطوسي .

من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن

٢٩
 &

موسى بن بابويه القمي ، المتوفى عام ٣٨١ هجرية بالري ، وعدد أحاديثه ( ٥٩٦٣ ) حديثا .

قال المحدث الكبير الشيخ النوري في الفائدة الخامسة من خاتمة كتابه ـ الماثل بين يديك ـ مستدرك الوسائل :

كتاب من لا يحضره الفقيه ، أحد الكتب الاربعة ، التي هي من الاشتهار والاعتبار كالشمس في رابعة النهار ، وأحاديثه معدودة في الصحاح من غير خلاف ولا توقف .

ومن الاصحاب من يذهب الى ترجيح أحاديث الفقيه على غيره من الكتب الاربعة ، نظر الى زيادة حفظ الصدوق وحسن ضبطه ، وتثبته في الرواية ، وتأخر كتابه عن الكافي وضمانه فيه لصحة ما يورده .

وقيل : ان مراسيل الصدوق في الفقيه كمراسيل ابن أبي عمير في الحجية والاعتبار ، وان هذه المزية من خواص هذا الكتاب ، لا توجد في غيره من كتب الاصحاب .

التهذيب : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود سنة ٣٨٥ هجرية ، والمتوفى سنة ٤٦٠ هجرية في النجف الأشرف .

والتهذيب شرح لكتاب المقنعة لشيخه واستاذه الشيخ محمّد بن محمد بن النعمان ، المكنّى بابن المعلم ، والملقب بالمفيد .

قال ابن النديم في الفهرست : ( ابو عبد الله ، في عصرنا انتهت رئاسة متكلمي الشيعة اليه ، مقدّم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطر ، شاهدته فرأيته بارعا . . . ) .

٣٠
 &

وصدر بحقه التوقيعان المباركان من الناحية المقدسة ، ذكرهما جمع من ثقات اعلام الامة كالسيد بحر العلوم ، والمحدث المجلسي ، والسيد الخونساري ، والمحدث القمّي وابن بطريق ، والشيخ البحراني ، وغيرهم .

وفي التهذيب ( ٣٩٠ ) بابا واحصيت احاديثه فبلغت ( ١٣٥٩٠ ) حديثاً .

قال السيد بحر العلوم ( التهذيب كاف للفقيه فيما يبتغيه من روايات الاحكام مغن عما سواه في الغالب ، ولا يغني عنه غيره في هذا المرام ، مضافاً الى ما اشتمل عليه الكتابان من الفقه والاستدلال والتنبيه على الاصول والرجال والتوفيق بين الأخبار والجمع بينهما بشاهد النقل والاعتبار .

واما طريقته في تأليفه فقد وصفها هو نفسه فقال : ( كنا شرطنا في اول هذا الكتاب أن يقتصر على ايراد شرح ما تضمنته الرسالة المقنعة ، وان نذكر مسألة مسألة ونورد فيها الاحتجاج من الظواهر والادلة المفضية الى العلم ونذكر مع ذلك طرفا من الاخبار التي رواها مخالفونا ، ثم نذكر بعد ذلك ما يتعلق بأحاديث اصحابنا رحمهم الله ، ونورد المختلف في كلّ مسألة منها والمتفق عليها ) .

الاستبصار فيما اختلف من الاخبار : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد ابن الحسن بن علي الطوسي ، أودع فيه الاخبار المتعارضة مما ورد في السنن والاحكام .

احصيت ابوابه في ( تسعمائة وعشرين أو خمسة عشر ) بابا ومجموع أحاديثه ( ٥٥١١ ) حديثا .

٣١
 &

واورد في المقدمة سبب تأليفه لهذا السفر : ان الناس لما رأوا كتاب تهذيب الأحكام المشتمل للأخبار المتعلّقة بالحلال والحرام ، ووجدوها مشتملة على اكثر ما يتعلق بالفقه من ابواب الاحكام ، طلبوا أن يكتب كتاباً يلجأ اليه المبتدئ في تفقهه ، والمنتهي في تذكره والمتوسط في تبحره ، فان كلّا منهم ينال مطلبه ويبلغ بغيته .

وهذه هي الكتب الاربعة التي يدور عليها رحى التحقيق والركون اليها في المعضلات والفتوى .

وهناك موسوعات روائية ضخمة صنّفت بعد ذلك منها :

بحار الأنوار : للعلامة المجلسي الشيخ محمّد باقر بن الشيخ محمّد تقي الاصفهاني ، المتوفى عام ( ١١١٠ ) هجرية .

جمع الاحاديث التي لم يتعرض لها اصحاب الكتب الاربعة في كتبهم ، ليصونها من التلف والضياع ، وهي بحق أعظم الجوامع الحديثية المؤلفة عند المسلمين قاطبة ، ويشتمل على ( ١١٠ ) مجلدا ، وجمع فيه فنون الاخبار وغيرها من التاريخ والاجازات وجملة من الآيات .

العوالم : للشيخ عبد الله بن نور الله البحراني .

وهو كسابقه في كثرة جمعه للاحاديث لكنه بتبويب آخر ، طبع منه حياة الزهراء ، والبقية قيد الطبع من قبل مؤسسة الإِمام المهدي ( عليه السلام ) ، وفق الله العاملين فيها .

الوافي : للمحسن الفيض الكاشاني الشيخ محمد بن مرتضى ، المتوفى سنة ( ١٠٩١ ) هجرية اهتم بجمع أحاديث الكتب الأربعة وضبطها ، ومن ثم شرح كل حديث يحتاج الى التوضيح ببيان شاف

٣٢
 &

واف ، لكنه لم يصرّح في جميع الاسانيد باسماء الرواة ، بل اصطلح لهم رموزاً نوّه عنها في المقدمة .

وسائل الشيعة : للحر العاملي الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن المشغري المتولد سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف والمتوفى عام ( ١١٠٤ ) هجرية .

وفيه مزايا عديدة منها تبويبه الجيد وفهرسته الممتازة ، فلذا صارت سببا لان تكون محوراً للدراسات العليا في الحوزة العلمية ، يقول العلامة الطباطبائي في تقريظه لوسائل الشيعة المطبوعة حديثا :

ان كتاب الوسائل المشتمل على أحد شطري العلم ـ أعني الفروع الفقهية ـ هو الجامع اللطيف والمؤلف المنيف الذي عليه دارت أبحاث الفقه ، وعليه أكبّت فقهاء الشيعة منذ ثلاثة قرون اتفقوا فيها على تناوله وتداوله واجمعوا على النقل عنه والاستناد اليه ، وليس الّا لحسن ترتيبه وجودة تبويبه ، وسعة احاطته بالحديث عن مصادره الطاهرين ، واشتماله على عمدة ما يحتاج اليه الفقيه في استنباطه ، والمفتي في فتياه (١) .

مستدرك الوسائل : للمحدث النوري الشيخ ميرزا حسين بن محمد تقي المتولد سنة ( ١٢٥٤ ) هجرية والمتوفى سنة ( ١٣٢٠ ) هجرية .

وقد استدرك المحدث النوري ، ما فات عن الوسائل من المصادر التي نقل عنها والتي لم ينقل عنها في الكتب المعتمدة لديه ، فللّه درّه وعليه أجره وأثابه الله مثوبة المخلصين وجعل مثواه في اعلى عليين .

*       *      *

__________________________

(١) وسائل الشيعة ج ١ ص ج التقريظ .

٣٣
 &

الحوزة ومنهجية التحقيق : كانت ـ وما تزال ـ الحوزات العلمية بحاجة ماسّة واكيدة للجان تتكفل تحقيق الكتب العلمية واخراجها بحلة قشيبة جيدة الى حيز الوجود .

فالتحقيق كان ـ وما زال ـ قديما في منهجيته ، فرديا في عمله ، بدائيا في اخراجه ، رغم الجهود الكبرى التي بذلها علماؤنا السابقون وسلفنا الصالحون قدس الله ارواحهم الطاهرة بارواء المكتبة الاسلامية بفكرهم الثاقب ورأيهم الصائب ، جزاهم الله عن الإِسلام خيرا .

وما فكرة قيام ثلة من خير فضلاء الحوزة العلمية ، بتحقيق الكتب التي تعنى واقع الحوزة العلمية ، لتكون منهلا يرف الفكر النيّر لطلاب الحوزة ، الا حلما كان يراود الكثيرين منذ أمد ليس بالقصير ، لأن المنهجية الجديدة في التحقيق بتشكيل لجان متعددة وفي ضمن اختصاصات متعينة ، تعطي للكتاب رونقاً خاصاً به واسلوباً فريداً في نوعه ، لتسهل مهمة الاسراع بانجاز العمل في اقرب فرصة وأقلّها .

فالكتاب الذي قد يستغرق تحقيقه عشر سنوات ان تكفّل تحقيقه شخص او شخصان لربما ينتهي في أقل من سنة إن تكفّل مهام ذلك عشرون او ثلاثون .

فالعمل الجماعي له مميزاته وخصوصياته وفوائده الجمّة الاخرى ، ولذا فقد بذل المتضلعون المستحيل في الوصول الى المقصود ، ولكن الامكانات قليلة والاستمرار في مثل هذه الاعمال امر شاق وعسير .

ولاجل تلاقح الافكار الخيّرة النيرة ، والاستفادة من الخبرات العلمية الجبارة ، والمؤهلات الفريدة التي يمتلكها فضلاء ومدرسو الحوزة العلمية ، وللخروج بنواة جيدة خالية من الشوائب ، تشكلت مؤسسة

٣٤
 &

باسم آل البيت تعنى بنشر التراث واحيائه في اوسع مجالاته .

وارتأت المؤسسة أن تكون سبّاقة في هذا الامر الكبير ، فكثّفت جهودها المتواصلة بالتنسيق مع فضلاء ومدرسي الحوزة العلمية ، للاستفادة من ارشاداتهم القيمة وخبراتهم السديدة الصائبة ، في مجال العلم والتحقيق ، لاخراج الكتاب بحلة منقحة محققة ، مستهدفة بذلك الخدمة الصادقة ، لأهل بيت عصمهم الله من الزلل وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

وبعد التوكل على الله والسير على خطى الائمة المعصومين ، والاقتداء بهم بالانتهال من نمير معارفهم تشكلت لجان متعددة لتحقيق الكتب التي يمكنها أن تلعب دوراً حساساً وهاماً لخدمة هذه الطائفة ، والمنبثقة من واقع الحوزة العلمية كالاصول الحديثية والرجالية والفقهية والاصولية ، وذلك بتصحيحها وتقويم نصوصها وتحقيقها واخراجها بحلّة قشيبة خالية من الاخطاء ، املين من الله جلّ وعلا أن يوفقنا في هذه المهمة الكبرى ، ويشدّ في عضدنا انه خير ناصر ومعين .

نحن والمستدرك : تشكلت عدة لجان لتحقيق هذا السفر القيم :

الاولى : مهمتها استخراج الاحاديث التي نقلها المحدّث النوري من الكتب الاصول المعتمدة عنده ، مع ضبط النص وذكر موارد الاختلاف الموجود بين النسختين ، الاصل المنقول عنه والمستدرك الذي هو بخط المحدث النوري ، واصطدمنا في بداية الطريق بعدم وجود بعض تلك الأصول لا في ايران ولا في غيرها ، كما اخبرنا بذلك متضلعو الفن مثل لب اللباب ، والكتاب الكبير للبرقي وغيره من المصادر الحديثية الاخرى ، وبذلنا قصارى الجهد باستخراجه من مصدر آخر مهما امكن .

٣٥
 &

ومهمتها الاخرى مقابلة النسخة الخطية وضبطها مع المطبوعة الحجرية متخذين من المخطوطة محوراً لعملنا .

وقد تضلع الكثير منهم في هذا الحقل وصاروا من ذوي الخبرة والاطلاع لاستخراج الحديث المتعسر حصوله من ابوابه الاخر وبالسرعة المطلوبة .

وتتشكل هذه اللجنة من سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسين مكي ، والاخوة الافاضل الشيخ شاكر السماوي والأخ نجاح موسى ، والسيد جعفر الطباطبائي ، والسيد مصطفى الحيدري ، والسيد مرتضى الحيدري ، والسيد باقر الحيدري ، والاخ حمزة الكعبي ، والاخ فاضل الجواهري ، والسيد غياث طعمة ، والسيد صلاح الحديدي .

الثانية : تتحدد مهمتها الى قسمين :

أ ـ استخراج الكلمات الصعبة المتعسرة الفهم وشرحها في الهامش وعزوها الى مصادرها اللغوية المهمة .

ب ـ مطالعة الكتاب بدقة متناهية لاستخراج التصحيفات الموجودة في الكتاب ، ولا نكون مبالغين ان قلنا ان عدد التصحيفات التي عثر عليها هؤلاء الاخوة تربو على المئآت وهو امر ليس بالهين عند ذوي الخبرة والاطلاع والتحقيق ، ولا يعرف قدره الا اصحاب الممارسة الجادة .

ومن هذه التصحيفات والتحريفات على سبيل المثال لا الحصر :

١ ـ ما جاء في ١ / ٥٢٢ باب ٧ ح ٢ من الطبعة الحجرية ( به اربعين ) وهو تحريف بيّن صحته ( بدانقين ) كما يظهر من سياق الحديث ومن تقسيم الدرهم ايا مذاك الى دوانق .

٢ ـ ما جاء في ١ / ٤٣٨ باب ١ ح ٢ من الطبعة الحجرية

٣٦
 &

( الرضاب ) وصحتها ( الظراب ) ولكنها تصحفت على ناسخ الحجرية فانقلب المعنى المراد رأسا على عقب .

٣ ـ وفي نفس المكان وردت كلمة ( الحباب ) وصحتها ( الجباب ) .

٤ ـ وقد شملت هذه التصحيفات حتى اسماء الرجال ونذكر منها على سبيل المثال ما جاء في ١ / ٥٠٩ باب ٥ ح ١ ( ابو الجار قيس ) وصحته ( الجد بن قيس ) كما جاء في الاصابة وفي الاستيعاب .

٥ ـ ومنها ما ورد في ١ / ٥٤٩ ح ١٣ ( عدق ورواح ) وصوابه ( عذق رداح ) أي عذق الثمر الضخم .

٦ ـ وفي نفس الحديث ( ودار فناح ) وصوابه ( ودار فياح ) اي واسعة .

وقد فصلت أوجه التصحيح في هوامش طبعتنا هذه في اماكنها .

وتتألف هذه اللجنة من الاخوة الاستاذ الفاضل اسد مولوي والشيخ محمد علي السماوي .

وهناك لجنة مهمتها الاشراف على سير العمل ومراجعة اجمالية وسريعه للنصوص وموارد الاختلاف الموجود ، ووضع ما ينبغي وضعه في الهامش او حذفه منها ، فالنسخة الحجرية مشحونة بمئآت الاخطاء الفاحشة سندا ومتنا مما يستدعي التأمّل طويلا وسرح النظر في الاصول المعتمدة المخطوطة منها والمطبوعة التي لم تكن هي باقل من الحجرية أخطاءً وبعد الجهد الشاق والمضني صحح ـ بفضل الله وقوته ـ جلّه .

هذا وان المحدث النوري ـ في معرض نقله من البحار ـ وقع في هفوات عديدة منها :

٣٧
 &

١ ـ خلطه الواضح بين بعض مصادر البحار لتقارب رموزها ، كما حصل في الحديث الخامس من الباب ٣٥ من أبواب الذكر من كتاب الصلاة ، حيث نسب حديثاً الى عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى ، وبعد التتبّع وكدنا الحديث في إرشاد الشيخ المفيد ، فتبيّن أنّه ( قدّس سرّه ) نقل الحديث من بحار الأنوار ، فترتّب على ذلك نسبة الحديث سهواً لتشابه رمز الكتاب الإرشاد « شا » مع رمز كتاب بشارة المصطفى « بشا » .

ومثله ما حصل في الحديث الثامن من الباب ٣٥ من أبواب الدعاء من كتاب الصلاة بالنسبة لكتاب كشف اليقين « شف » وكتاب كشف الغمة « كشف » .

٢ ـ اعتمد في نقله من البحار على نسخة الكمباني ظاهراً ، فصار ذاك سبباً لوقوعه في عدّة أخطاء ، وأشار الى بعضها محقّق البحار في تعليقاته ، منها ما ورد في البحار ج ٨٧ ص ٢٢٢ ح ٣٢ عن إرشاد القلوب ، وأشار محقّق البحار في الهامش قائلاً : « في الكمباني دعائم الإسلام وهو سهو » ، في حين نقل الشيخ النوري عين الحديث في الباب ٣٤ من أبواب المواقيت من كتاب الصلاة الحديث الأول عن دعائم الاسلام ، فتأمل .

٣ ـ نقل الشيخ النوري عدّة أحاديث عن كتاب ( كشف المناقب ) ، ولمّا لم نجد في مصادرنا الروائية كتاباً بهذا الاسم ، بدأنا البحث والتتبّع ، فتبيّن أنّه ( قدّس سرّه ) نقل هذه الأحاديث من بحار المجلسي ، الذي يكتفي برمز الكتاب من التصريح به ، هكذا « كشف : المناقب » ، أي « كشف الغمّة عن المناقب للخوارزمي » ، فترتّب على ذلك سهو قلمه الشريف .

٤ ـ نقل العلامة المجلسي أحاديث متسلسلة من كتاب واحد ضمنها حديثاً من كتاب آخر ، كما حصل في الجزء ٦٨ ص ٢٨٢ ح ٣٨ من

٣٨
 &

البحار ، حيث روى عن المحاسن عدّة أحاديث على التوالي ضمنها حديثاً عن الخرائج ، فلم يلحظ الشيخ النوري ( قدّس سرّه ) وجود رمز كتاب الخرائج « يج » فيما بينها ، ففاته ذلك ونسب الحديث لكتاب المحاسن ، انظر الحديث ١٣ من الباب الأوّل من أبواب مقدّمة العبادات .

وهذا ممّا يؤكّد أنّ المصنّف كان ينقل عن كتب اُخرى بتوسّط البحار ، غير التي ذكرها في الخاتمة .

ومن الكتب التي ذكر المصنف أنّه نقل عنها بتوسّط البحار هو كتاب الإمامة والتبصرة للشيخ علي بن بابويه القمي ، الذي خلط العلامة المجلسي بين أحاديثه وأحاديث كتاب جامع الأحاديث ، وتبعه في ذلك الشيخ النوري وعدّة من أكابر العلماء ، وبعد العثور على أصل نسخة كتاب الإمامة والتبصرة ـ التي كانت عند العلامة المجلسي ـ من قبل العلامة المحقّق والبحاثة المتتبّع ، السيد محمد علي الروضاتي ( حفظه الله ) تبيّن أنّ سبب الخلط هو وجود كتاب جامع الأحاديث بعد كتاب الإمامة والتبصرة في مجلد واحد ، فسقطت صفحات من بداية كتاب جامع الأحاديث ، فتوهّم العلامة المجلسي ( قدّس سرّه ) أنّ المجلّد كلّه هو كتاب الإمامة والتبصرة ، فنقل أحاديثه باسم كتاب الامامة والتبصرة ، علما بأنّ سند الكتابين يختلفان كثيراً ، ولذا فقد استخرجنا الأحاديث التي قيّدها بأنّها من الإمامة والتبصرة ولم تكن فيه من كتاب جامع الأحاديث .

علماً بأن هناك تصحيفات عديدة في أسانيد الكتاب ، منها أنه روى عن حصيب ، عن مجاهد الحريري ، والصواب انه عن حصيب ، عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري ، وروى عن نتيج العبدي وظهر انه نبيح العنزي وغيرها من التصحيفات الكثيرة .

وتقع مهمة ذلك على عاتق السادة الأفاضل حجج الإِسلام السيد

٣٩
 &

عليّ الخراساني الكاظمي ، والشيخ محمّد مهدي نجف ، والشيخ جواد الروحاني ، بمساعدة الاخوة الأفاضل السيد محمد الحيدري والسيد محمد علي الحكيم والأخ حامد شاكر الخفاف .

والثالثة : تقع مهمتها على كاهل عدة من فضلاء الحوزة همهم التنقيب عن البحوث الرجاليّة التي ترتبط بخاتمة المستدرك التي تعدّ بحق احدى امهات الكتب الرجالية التي جهل قدرها حتى فضلاء الحوزة ولم يعطوها وزنها وقيمتها اللائقة بها الّا الاوحدي منهم .

وتتشكل من أصحاب السماحة حجج الإِسلام : السيد علي العدناني ، والشيخ محمد السمامي الحائري والشيخ نبيل الحاج رضا علوان ، والشيخ مهدي عادليان ، والشيخ محمد الباقري ، والشيخ أحمد أهري ، والسيد محمد علي الطباطبائي ، والشيخ رضا يادكاري .

هذا ونشكر الاخوة الاماجد كاظم الجواهري ومحمد جواد نجف ومحمد حسين الكاظمي ، للجهد الذي بذلوه في طباعة الكتاب بالآلة الطابعة واخراجه من حلته الحجرية السابقة لتسهيل مهمة الاخراج والتحقيق .

وختاما نتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل من آزرنا ونخص بالذكر سماحة حجة الاسلام العلامة البحاثة السيد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي الذي أغدق علينا بملاحظاته القيّمة وتوجيهاته الصائبة والعلّامة الحجّة السيد فاضل الحسيني الميلاني الذي تولّى الاشراف النهائي على الكتاب وتسجيل ملاحظاته المهمّة قبل الارسال للمطبعة ، وفّقهما الله لمرضاته وسدّد خطاهما .

جواد الشهرستاني

قم المقدسة ـ محرم الحرام ١٤٠٧ هـ

٤٠