بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فنسخت هذه الاية آية الحبس والاذى (١).

٥٧ ـ نوادر الراوندى : [ باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال في المكره ، لاحد عليها ، وعليه مهر مثلها ] (٢).

____________________

(١) ترى نص الخبر في ص ٦ من تفسير النعمانى المطبوع في ج ٩٣ من البحار ، ورواه على بن ابراهيم القمى مرسلا في تفسيره ص ١٢١ وأخرجه الشيخ الحر العاملى ( في ج ١٨ ص ٣٥١ من الوسائل الطبعة الحديثة ) عن رسالة المحكم والمتشابه ( ص ٨ ) المنسوبة إلى على بن الحسين المرتضى نقلا من تفسير النعمانى.

وقد ذكر المؤلف العلامة في مواضع من البحار ، منها في ج ٩٣ ص ٩٧ بعدما انتهى رسالة النعمانى ، أنه وجد رسالة اخرى مسماة بكتاب ناسخ القرآن ومنسوخه لسعد بن عبدالله الاشعرى وأن مضمونهما متوافقان.

(٢) نوادر الراوندى : ٤٧ ، وما بين العلامتين كان محله بياضا.

٦١

٧١

* ( باب ) *

* ( تحريم اللواط وحده وبدو ظهوره ) *

الايات : الاعراف : ولوطا إقال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ـ إلى قوله تعالى ـ : وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين (١).

هود : ولما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد (٢).

الحجر : فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل (٣).

الانبياء : ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين (٤).

الشعراء : أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ـ إلى قوله تعالى ـ : قال إني لعملكم من القالين * رب نجني وأهلي مما يعملون ـ إلى قوله تعالى ـ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين (٥).

النمل : ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون * أئنكم لتأتون

____________________

(١) الاعراف : ٧٩ ـ ٨٣.

(٢) هود : ٨٢.

(٣) الحجر : ٧٥.

(٤) الانبياء : ٧٤ ـ ٧٥.

(٥) الشعراء : ١٦٥ ـ ١٧٤.

٦٢

الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون (١).

العنكبوت : ولوطا إذا قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر ـ إلى قوله تعالى ـ إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون * ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون (٢).

١ ـ ل : عن ابن الوليد ، عن سعد ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن ابن أسباط ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم ثلاثة أشياء : لا يكون فيهم من يسأل بكفه ، ولا يكون فيهم بخيل ، ولا يكون فيهم من يؤتى في دبره (٣).

أقول : قد مضى بأسانيد في باب الصفات التي لا يكون في المؤمن (٤) و في باب جوامع المساوي (٥).

٢ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن الطيالسي ، عن عبدالرحمن بن عوف ، عن أبي نجران التميمي ، عن ابن حميد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : الناتف شبيه ، والناكح نفسه ، والمنكوح في دبره (٦).

____________________

(١) النمل : ٥٤ ـ ٥٥.

(٢) العنكبوت : ٢٨ ـ ٣٥.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٥.

(٤) راجع ص ٢٠٩ ـ ٢١٢ من ج ٧٢ من هذه الطبعة وقد مر الايعاز إلى بعضها في أواخر الباب السابق.

(٥) راجع ج ٧٢ ص ١٨٩ ـ ٢٠١.

(٦) الخصال ج ١ ص ٥٢.

٦٣

٣ ـ ع (١) ن : في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين عن أول من عمل عمل قوم لوط ، فقال : إبليس فانه أمكن من نفسه (٢).

٤ ـ ب : عن ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام أن عليا عليه‌السلام كان يقول في اللوطي : إن كان محصنا رجم ، وإن لم يكن محصنا جلد الحد (٣).

٥ ـ ب : عن البزاز ، عن أبي البختري ، عن الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام أن عليا عليه‌السلام كان يقول : حد اللوطي مثل حد الزاني ، إن كان محصنا برجم ، وإن كان عزبا جلد مائة ويجلد الحد من يرم به برئيا (٤).

٦ ـ ع : في علل ابن سنان ، عن الرضا عليه‌السلام علة تحريم الذكران للذكران ، والاناث للاناث لما ركب في الاناث وما طبع عليه الذكران ، ولما في إتيان الذكران الذكران والاناث الاناث من انقطاع النسل ، وفساد التدبير وخراب الدنيا (٥).

أقول : قد مر كثير من أخبار الباب في قصة لوط عليه‌السلام فلا نعيدها (٦).

٧ ـ ع : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن البرقي ، عن أبي الجوازء ، عن ابن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام أنه رأى رجلا به تأنيث في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : اخرج من مسجد رسول الله يا من لعنه رسول الله ، ثم قال علي عليه‌السلام : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٣.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٤٦.

(٣) قرب الاسناد ص ٦٨ ، وفى ط آخر ٥٠.

(٤) قرب الاسناد ص ٨٤ وفى ط آخر ص ٦٤.

(٥) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٣٤.

(٦) راجع ج ١٢ ص ١٤٠ ـ ١٧١.

٦٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال.

وفي حديث آخر : أخرجوهم من بيوتكم فانهم أقذر شئ (١).

٧ ـ ع : بهذا الاسناد ، علي عليه‌السلام قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا في المسجد حتى أتاه رجل به تأنيث فسلم عليه فرد عليه ، ثم أكب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الارض يسترجع ، ثم قال : مثل هؤلاء في امتي أنه لا يكون مثل هؤلاء في امة إذا عذبت قبل الساعة (٢)

____________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٩ وفى دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٣ وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه لعن المخنثين من الرجال ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم ، ولعن المذكرات من النساء والمؤنثين من الرجال.

وعنه عليه‌السلام أنه قال : اذا كان الرجل كلامه كلام النساء ، ومشيه مشى النساء ويمكن من نفسه فينكح كما تنكح المرءة فارجموه ولا تستحيوه.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ، أقول : كان بالمدينة ثلاثة من المخنثين : هيت وهرم وماتع وكان هيت يدخل على أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متى أراد فدخل يوما دار ام سلمة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها فأقبل على أخى أم سلمة عبدالله بن أبى أمية يقول :

ان فتح الله عليكم الطائف فسل أن تنفل بادية بنت غيلان بن سلمة الثقفية فانها مبتلة هيفاء ، شموع نجلاء ، تناصف وجهها في القسامة ، وتجزأ معتدلا في الوسامة ، ان قامت تثنت وان قعدت تبنت ، وان تكلمت تغنت ، أعلاها قضيب وأسفلها كثيب اذا أقبلت أقبلت بأربع ، وان أدبرت أدبرت بثمان ، مع ثغر كالاقحوان وشئ بين فخذيها كالقعب المكفأ الخ.

فسمع ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : مالك؟ سباك الله! ما كنت أحسبك الا من غير أولى الاربة من الرجال ، فلذا كنت لا أحجبك عن نسائى ، ثم أمره بأن يسير إلى خاخ ، وفى رواية : « لقد غلغلت النظر يا عدو الله » وفى رواية : « لا أرى هذا يعرف ما ههنا لا يدخلن عليكم » فحجبوه ، راجع الدر المنثور ج ٥ ص ٤٣ ، مجمع الامثال ج ١

٦٥

٩ ـ فس : عن أبيه ، عن المحمودي ومحمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن محمد بن سعيد أن يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد ، عن مسائل ، وفيها : أخبرنا عن قول الله عزوجل « أو يزوجهم ذكرانا وإناثا » (١) فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك؟

فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكري عليه‌السلام (٣) وكان من جواب أبي الحسن أما قولهم « أو يزوجهم ذكرانا وإناثا » فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين ، وإناث المطيعات من الانس ذكران المطيعين (٣)

____________________

ص ٢٤٩ ـ ٢٥١ ، وفيه تفسير غريب كلام المخنث نقلا من أبى عبيد القاسم بن سلام ، الاغانى ج ٣ ص ٣٠.

(١) الشورى : ٥٠ ، قال الطبرسى : معناه أو يجمع لهم بين البنين والبنات وقيل : هو أن تلد المرءة غلاما ثم جارية ، ثم غلاما ثم جارية ، وقيل : هو أن تلد توأما ذكرا وأنثى ، أو ذكرا وذكرا أو أنثى وأنثى ، وقال القمى في تفسيره قبيل ذلك الحديث نحو هذا.

(٢) هو أبوأحمد موسى المبرقع أخو أبى الحسن الهادى عليه‌السلام ، يلقب بالمبرقع لانه كان أرخى على وجهه برقعا ، وهو أول من جاء إلى قم من السادات الرضوية ، خرج من الكوفة سنة ٢٥٦ إلى قم واستقر بها ولم ينتقل منها حتى مات بها ليلة الاربعاء آخر ربيع الاول اليوم الثانى والعشرين سنة ٢٥٦ ، ودفن بدار شنبولة ، وقد كان يلبس السواد واختص بخدمة المتوكل ومنادمته ، فلعل تلك الاسئلة كانت حينذاك ، راجع في ذلك ج ٥٠ ص ٣ و ٤ ، وص ١٥٨ ـ ١٦٠.

(٣) نقل هذه الاسئلة مع أجوبتها مرسلا في كتاب التحف ص ٤٧٦ ط مكتبة الصدوق وص ٥٠٣ ط الاسلامية ، وأخرجه المؤلف في البحار ج ١٠ ص ٣٨٦ من هذه الطبعة ، و لفظه كما سيأتى يطابق ظاهر القرآن الكريم كما نقلناه عن الطبرسى قال : « وأما قوله : » أو يزوجهم ذكرانا واناثا » أى يولد له ذكور ويولد له اناث ، يقال لكل اثنين مقرونين زوجان كل واحد منهما زوج ، ومعاذ الله أن يكون عنى الجليل الخ.

نعم أخرجه في الاختصاص عن محمد بن عيسى بن عبيد البغدادى عن محمد بن

٦٦

ومعاذ الله أن يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلب الرخصة لارتكاب المأثم ، فمن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيمة ، ويخلد فيه مهانا. إن لم يتب (١).

١٠ ـ مع : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يجد ريح الجنة زنوق وهو المخنث (٢).

١١ ـ سن (٣) ثو : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ألح في وطي الرجال لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه (٤).

١٢ ـ سن (٥) ثو : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لو كان ينبغي لاحد أن يرجم مرتين لرجم اللوطي مرتين.

وقال عليه‌السلام قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللواط ما دون الدبر فهو لواط والدبر هو الكفر (٦).

١٣ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن جعفر بن محمد ، عن القداح ، عن الصادق عليه‌السلام عن أبيه عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى أبي فقال له : يا ابن رسول الله إني ابتليت ببلاء فادع الله عزوجل قال : فقيل له : إنه يؤتى في دبره ، فقال عليه‌السلام : ما أبلى الله أحدا بهذا البلاء وله فيه حاجة ، ثم قال أبي : قال الله عزوجل : و عزتي وجلالي لا يقعد على استبرقها وحريرها من يؤتى في دبره (٧).

____________________

موسى ص ٩١ وذكره في المناقب ج ٤ ص ٤٠٣ ولفظهما يطابقان تفسير القمى مع أدنى سقط فيهما.

(١) تفسير القمى : ٦٠٥.

(٢) معانى الاخبار ص ٣٣٠ في حديث.

(٣) المحاسن ص ١١٢ في ذيل حديث طويل.

(٤) ثواب الاعمال ص ٢٣٨.

(٥) المحاسن ص ١١٢.

(٦ ـ ٧) ثواب الاعمال ص ٢٣٨.

٦٧

سن : عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام مثله (١).

١٤ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن لله عباد لا يعبأ بهم شيئا ، لهم أرحام كأرحام النساء فقيل : يا أمير المؤمنين أفلا يحبلون؟ قال : إنها منكوسة (٢).

سن : في رواية غياث بن إبراهيم مثله (٣).

١٥ ـ ثو : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل لم يبتل شيعتنا بأربع : أن يسألوا الناس في أكفهم ، وأن يؤتوا في أنفسهم. وأن يبتليهم بولاية سوء ، و لا يولد لهم أزرق أخضر (٤).

سن : عن ابن أسباط مثله (٥).

١٢ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن علي بن عبدالله ، عن عبدالرحمن بن محمد ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، وهم المخنثون ، واللاتي ينكح بعضهم بعضا ، وإنما أهلك الله قوم لوط حين عمل النساء مثل عمل الرجال : يأتي بعضهن بعضا (٦).

سن : عن علي بن عبدالله مثله (٧).

____________________

(١) المحاسن ص ١١٢.

(٢) ثواب الاعمال ص ٢٣٨.

(٣) المحاسن ص ١١٣.

(٤) ثواب الاعمال ص ٢٣٨.

(٥) المحاسن ص ١١٣.

(٦) ثواب الاعمال ص ٢٣٨.

(٧) المحاسن ص ١١٣.

٦٨

١٧ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث ابن إبراهيم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ما أمكن أحد من نفسه طائعا يلعب به إلا ألقى الله عليه شهوة النساء (١).

١٨ ـ قب (٢) ف : سأل يحيى بن أكثم ، عن قول الله تعالى « أيزوجهم ذكرانا وإناثا » وقال : أيزوج الله عباده الذكران ، وقد عاقب قوما فعلوا ذلك؟ فقال أبوالحسن الثالث عليه‌السلام : أي يولد له ذكور ، ويولد له إناث ، يقال : لكل اثنين مقترنين زوجان كل واحد منهما زوج ، ومعاذ الله أن يكون عنى الجليل ما لبست به على نفسك تطلب الرخص لارتكاب المأثم ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إن لم يتب (٣).

وسئل عن رجل أقر باللواط على نفسه أيحد أم يدرئ عنه الحد؟ فقال : إنه لم تقم عليه بينة ، وإنما تطوع بالاقرار من نفسه ، وإذا كان للامام الذي من الله أن يعاقب عن الله ، كان له أن يمن عن الله ، أما سمعت قول الله تعالى : « هذا عطاؤنا » (٤) الاية (٥).

١٩ ـ سن : عن جعفر بن محمد ، عن القداح قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كتب خالد إلى أبي بكر : « سلام عليك أما بعد فاني اتيت برجل قامت عليه البينة أنه يؤتى في دبره كما تؤتى المرءة » فاستشار فيه أبوبكر فقالوا : اقتلوه ، فاستشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : أحرقه بالنار ، فان العرب لا ترى

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٢٣٨ و ٢٣٩.

(٢) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٠٤ وذيله في ص ٤٠٥ ، وقد عرفت أن لفظ الحديث في المناقب والتحف يختلفان ، واللفظ هنا للتحف.

(٣) تحف العقول ص ٤٧٩.

(٤) ص : ٣٨ ، وذيلها : « فامنن أو أمسك بغير حساب ».

(٥) تحف العقول : ٤٨١.

٦٩

القتل شيئا ، قال لعثمان : ما تقول؟ قال : أقول ما قال علي : يحرقه بالنار قال أبوبكر : وأنا مع قولكما ، وكتب إلى خالد بن الوليد أن أحرقه بالنار فأحرقه (١).

٢٠ ـ سن : عن محمد بن علي ، عن غير واحد من أصحابه يرفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : قيل : أيكون المؤمن مبتلى؟ قال : نعم ، ولكن يعلو و لا يعلى (٢).

٢١ ـ ضا : وأما أصل اللواط من قوم لوط ، وقراهم من قرى الاضياف عن مدركة الطريق ، وانفرادهم عن النساء ، واستغناء الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ولذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أي داء أدوى من البخل ، وذكر هذا الحديث.

وحرم لما فيه من الفساد ، وبطلان ما حض الله عليه وأمر به من النساء.

أروي عن العالم أنه قال : لو كان ينبغي لاحد أن يرجم مرتين لرجم اللوطي ، وعليه مثل حد الزاني من الرجم والحد محصنا وغير محصن ، فاذا وجد رجلان عراة في ثوب واحد وهما متهمان فعل كل واحد منهما مائة جلدة ، وكذلك امرءتان في ثوب واحد ، ورجل وامرءة في ثوب.

وفي اللواطة الكبرى ضربة بالسيف أو هدمة أو طرح الجدار ، وهي الايقاب ، وفي الصغرى مائة جلدة.

وروي أن اللواطة هو التفخيذ ، وأن على فاعله القتل ، والايقاب الكفر بالله ، وليس العمل على هذا ، وإنما العمل على الاول في اللواط ، واتق الزنا واللواط ، وهو أشد من الزنا ، والزنا أشد منه ، وهما يورثان صاحبهما اثنين

____________________

(١) المحاسن ص ١١٢ و ١١٣.

(٢) المحاسن ص ١١٣.

٧٠

وسبعين داء في الدنيا والآخرة ، ولا يحد اللوطي حتى يقر أربع مرات (١).

٢٢ ـ ضا : من لاط بغلام فعقوبته أن يحرق بالنار ، أو يهدم عليه حائط أو يضرب ضربة بالسيف ، ولا تحل له اخته في التزويج أبد ولا ابنته ، ويصلب يوم القيامة على شفير جهنم حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ، ثم يلقيه في النار ، فيعذبه بطبق من طبقة منها حتى يؤده إلى أسفلها فلا يخرج منها أبدا.

واعلم أن حرمة الدبر أعظم من حرمة الفرج ، لان الله أهلك امة بحرمة الدبر ، ولم يهلك أحدا بحرمة الفرج (٢).

٢٣ ـ قب : وروي أنه خير لرجل فسق بغلام : إما ضربة بالسيف ، أو هدم حائط عليه ، أو الحرق بالنار ، فاختار النار لشدة عقوبتها ، وسأل النظره لركعتين فلما صلى رفع رأسه إلى السماء وقال : يا رب إني أتيت بفاحشة وأتيت إلى وليك تائبا ، واخترت الاحراق لاتخلص من نار يوم القيامة ، فبكى علي عليه‌السلام وبكى من حوله ، فقال علي : اذهب فقد غفر الله لك.

فقال رجل : يا أمير المؤمنين تعطل حدا من حدود الله؟ فقال له : ويلك إن الامام إذاكان من قبل الله ، ثم تاب العبد من ذنب بينه وبين الله فله أن يغفر له (٣).

٢٤ ـ قب : أبوالقاسم الكوفي والقاضي النعماني في كتابيهما قالا : رفع إلى عمر أن عبدا قتل مولاه ، فأمر بقتله ، فدعاه علي عليه‌السلام فقال له : أقتلت مولاك؟ قال : نعم ، قال : فلم قتلته؟ قال : غلبني على نفسي ، وأتاني في ذاتي ، فقال عليه‌السلام لاولياء المقتول : أدفنتم وليكم؟ قالوا : نعم ، قال : ومتى دفنتموه؟ قالوا : الساعة ، قال لعمر : احبس هذا الغلام ، فلا تحدث فيه حدثا حتى تمر ثلاثة أيام ثم قل لاولياء المقتول : إذا مضت ثلاثة أيام فاحضرونا.

____________________

(١) فقه الرضا ص ٣٧.

(٢) فقه الرضا ص ٣٨.

(٣) مناقب آل أبى طالب ج ٢ ص ١٤٨.

٧١

فلما مضت ثلاثة أيام حضروا فأخذ علي عليه‌السلام بيد عمر وخرجوا ، ثم وقف على قبر الرجل المقتول ، فقال لاوليائه : هذا قبر صاحبكم؟ قالوا : نعم ، قال عليه‌السلام : أحضروا! فحضروا حتى انتهوا إلى اللحد ، فقال : أخرجوا ميتكم ، فنظروا إلى أكفانه في اللحد ولم يجدوه ، فأخبروه بذلك.

فقال علي عليه‌السلام : الله أكبر ، الله أكبر ، والله ما كذبت ولا كذبت ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من يعمل من امتي عمل قوم لوط ثم يموت على ذلك فهو مؤجل إلى أن يوضع في لحده ، فاذا وضع فيه لم يكمث أكثر من ثلاث حتى تقذفه الارض إلى جملة قوم لوط المهلكين فيحشر معهم (١).

٢٥ ـ شى : عن ميمون اللبان قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقرئ عنده آيات من هود ، فلما بلغ « وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد » فقال عليه‌السلام : من مات مصرا على اللواط فلم يتب يرميه الله بحجر من تلك الحجارة يكون فيه منيته ولايراه أحد (٢).

٢٦ ـ شى : عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عمل قوم لوط ما عملوا ، بكت الارض إلى ربها حتى بلغ دموعها إلى السماء ، وبكت السماء حتى بلغ دموعها العرش ، فأوحى الله إلى السماء : أن أحصبيهم! وأوحى إلى الارض : أن اخسفي بهم (٣).

٢٧ ـ مكا : عن الصادق عليه‌السلام قال : حرم الله على كل دبر مستنكح الجلوس على استبرق الجنة.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قبل غلاما من شهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار.

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ج ٢ ص ٣٦٢.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٥٨.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٥٩.

٧٢

وعن علي عليه‌السلام : من أمكن من نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء.

عن الصادق عليه‌السلام قال : إن الله تعالى جعل شهوة المؤمن في صلبه ، وجعل شهوة الكافر في دبره (١).

٢٨ ـ ين : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن اللوطي ، قال : يضرب مائة جلدة (٢).

٢٩ ـ ارشاد القلوب : روي أن رجلا أتى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين! خذ حد الله في جنبي ، فقال له أمير المومنين عليه‌السلام : ماذا صنعت؟ فقال : لطت بغلام ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : لم توقب؟ قال : بل أوقبت يا أمير المؤمنين ، فقال له : اختر من إحدى ثلاث : ضربا بالسيف أخذ منك ما أخذ ، أم هدم جدار عليك ، أو حرقا بالنار.

فقال الرجل : يا أمير المؤمنين وأيها أشد تمحيصا لذنوبي؟ فقال علي عليه‌السلام : الحرق بالنار ، فقال : إني قد اخترته.

فقال : يا قنبر أضرم نارا ، فأضرم له النار ، فقال : يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن اصلي ركعتين واحسن؟ فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : صل ، قال : فتوضأ الرجل وأسبغ ثم صلى ركعتين وأحسن ، فلما فرغ من صلاته سجد سجدة الشكر ، وجعل يبكي في سجوده ويدعو ويقول :

« اللهم إني عبدك ابن عبدك ، ابن أمتك ، مذنب خاطئ ، ارتكبت في ذنبي كيت وكيت ، وقد أتيت حجتك في أرضك ، وخليفتك في بلادك ، وكشفت له عن ذنبي ، فعرفني أن تمحيص ذلك في إحدى ثلاث خصال : ضربا بالسيف ، أو هدم جدار ، أو حرقا بالنار ، اللهم وقد سألته عن أشدها تمحيصا لذنبي فعرفني أنه الحرق بالنار ، اللهم إني قد اخترته ، فصل على محمد وآله محمد ، فاجعله تمحيصا

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٧٣ و ٢٧٤.

(٢) النوادر المطبوع بذيل فقه الرضا : ٧٦.

٧٣

لي في النار.

قال : فبكى أمير المؤمنين ثم التفت إلى أصحابه فقال : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ، ثم قال له : قم! يا هذا الرجل ، فقد غفر الله لك ذنبك ، ودرأ عنك الحده فقال له أصحابه : يا أمير المؤمنين فحد الله من جنبه لا تقيمه؟ قال : الحد الذي عليه هو للامام ، فان شاء أقامه ، وإن شاء وهبه.

أقول : قال ابن أبي الحديد :

٧٤

٧٢

* ( باب ) *

* ( السحق وحده ) *

١ ـ فس : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : دخلت امرءة مع مولاة لها على أبي عبدالله عليه‌السلام فقالت : ما تقول في اللواتي مع اللواتي؟ قال : هن في النار ، إذا كان يوم القيامة اتي بهن فالبسن جلبابا من نار ، وخفين من نار ، وقناعا من نار ، وادخل في أجوافهن وفروجهن أعمدة من النار ، وقذف بهن في النار.

فقالت : ليس هذا في كتاب الله ، قال : بلى ، قالت : أين؟ قال : قوله تعالى : « وعادا وثمود وأصحاب الرس » (١).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب اللواط.

٢ ـ ثو : عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : دخلت عليه نسوة فسألته امرأة عن السحق ، فقال عليه‌السلام : حدها حد الزاني ، فقال : ما ذكر الله عزوجل ذلك في القرآن ، قال : بلى ، قالت : وأين هو؟ قال : هو أصحاب الرس (٢).

سن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله (٣).

٣ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن إسحاق بن جرير قال : سألتني امرأة أن أستأذن لها على أبي عبدالله عليه‌السلام فأذن لها ، فقالت : أخبرني عن اللواتي مع اللواتي؟ ما حد ما هو فيه؟ قال : حد الزانية ، إذا كان يوم القيامة يؤتى بهن قد البسن مقطعات من النار ، وقنعن

____________________

(١) تفسير القمى : ٤٦٥ ، في آية الفرقان : ٣٨.

(٢) ثواب الاعمال ص ٢٣٩.

(٣) المحاسن ص ١١٤.

٧٥

بمقانع من نار ، وسربلن من نار ، وادخل في أجوافهن إلى رؤوسهن أعمدة من نار ، وقذف بهن في النار ، أيتها المرءة! أول من عمل هذا العمل قوم لوط ، فاستغنى الرجال بالرجال ، وبقي النساء بغير رجال ، ففعلن كما فعلن رجالهن (١).

سن : عن أحمد بن محمد مثله (٢).

٤ ـ ضا : اعلم أن السحق مثل اللواط ، إذا قامت على المرءتين البينة بالسحق ، فعلى كل واحد منهما ضربة بالسيف ، أو دهدهة ، أو طرح جدار ، وهن الراسات التي ذكرن في القرآن ، وذلك إذا قامت البينة في اللواط الاكبر ، وهو الايقاب ، واللواط الاصغر فيه الحد مائة جلدة ، وحد الزاني والزانية أغلظ ما يكون من الحد ، وأشد ما يكون من الضرب (٣).

وقال أبي في رجل جامع جاريته ، فنقلت ماءه إلى جارية بكر ، فحملت الجارية قال : الولد للفحل ، وعلى المرءة الرجم ، وعلى الجارية الحد.

٥ ـ الدر المنثور : عن جعفر بن محمد [ بن علي أن امرءتين سألتاه هل تجد غشيان المرءة المرءة محرما في كتاب الله؟ قال : نعم ، هن اللواتي كن على عهد تبع ، وهن صواحب الرس ـ وكل نهر وبئر رس.

قال : يقطع لهن جلبات من نار ، ودرع من نار ، ونطاق من نار ، وتاج من نار وخفاف من نار ، ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار ، قال جعفر : علموا هذا نساءكم ] (٤).

____________________

(١) ثواب الاعمال ٢٣٩.

(٢) المحاسن ص ١١٠ وتراه في السرائر : ٤٧٧ نقلا من كتاب محمد بن على ابن محبوب.

(٣) كتاب التكليف ص ٣٨.

(٤) الدر المنثور ج ٥ ص ٧١ في آية الفرقان : ٣٨ أخرجه ابن أبى الدنيا في ذم الملاهى والبيهقى وابن عساكر ، وما جعلناه بين العلامتين محله بياض في الاصل.

٧٦

٧٣

* ( باب ) *

* ( من أتى بهيمة ) *

١ ـ ب : عن ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام : قال : سئل علي عليه‌السلام عن راكب البهيمة ، فقال : لارجم عليه و لاحد ، ولكن يعاقب عقوبة موجعة (١).

٢ ـ ل : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إبراهيم النوفلي ، عن الحسين بن المختار باسناده يرفعه قال : قال رسول ـ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ملعون ملعون من كمه أعمى ، ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم ، ملعون ملعون من نكح بهيمة (٢).

مع : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن إبراهيم النوفلي مثله (٣).

____________________

وقوله عليه السلام « علموا هذا نساءكم » فمثله ما رواه الكافى باسناده عن بشير النبال قال : رأيت عند أبى عبدالله عليه السلام رجلا فقال له : ما تقول في اللواتى مع اللواتى؟ فقال : لا أخبرك حتى تحلف لتحدثن بما أحدثك النساء ، قال : فحلف له ، فقال : هما في النار عليهما سبعون حلة من نار فوق تلك الحلل جلد جاف غليظ من نار ، عليهما نطاقان من نار ، وتاجان من نار فوق تلك الحلل ، وخفان من نار وهما في النار.

(١) قرب الاسناد ص ٦٨.

(٢) الخصال ج ١ ص ٦٤.

(٣) معانى الاخبار : ٤٠٣ ، وقال بعده : قال مصنف هذا الكتاب : معنى قوله عليه‌السلام : « ملعون ملعون من أكمه أعمى » يعنى من أرشد متحيرا في دينه إلى الكفر ، وقرره في نفسه حتى اعتقده ، ومعنى قوله (ع) : « ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم » فانه يعنى به من يمنع زكاة ماله ، ويبخل بمواساة اخوانه ، فيكون قد آثر عبادة الدينار والدرهم على

٧٧

٣ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام : يا علي كفر بالله العظيم من هذه الامة عشرة : القتات ، والساحر ، والديوث ، وناكح المرءة حراما في دبرها ، وناكح البهيمة ، ومن نكح ذات محرم منه ، والساعي في الفتنة وبائع السلام من أهل الحرب ، وما نع الزكاة ، ومن وجد سعة فمات و لم يحج (١).

٤ ـ ع : عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن جرير ، عن سدير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في رجل يأتي البهيمة ، قال : يجلد دون الحد ، ويغرم قيمة البهيمة لصاحبها ، لانه أفسدها عليه ، وتذبح وتحرق وتدفن ، إن كانت مما يؤكل لحمه ، وإن كانت مما يركب ظهره اغرم قيمتها ، وجلد دون الحد وأخرجها من البلد الذي فعل ذلك بها حيث لا تعرف ، فيبيعها فيها كي لا يعير بها (٢).

٥ ـ ضا : من أتى بهيمة عزر ، والتعزير ما بين بضعة عشر سوطا إلى تسعة وثلاثين ، والتأديب ما بين ثلاثة إلى عشرة (٣)

____________________

عبادة خالقه ، وأما النكاح البهيمة فمعروف.

(١) الخصال ج ٢ ص ٦١ و ٦٢ ، وفيه القتال بدل القتات وهو سهو ، والقتات : النمام.

(٢) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٢٥.

(٣) كتاب الكتليف : ٤٢.

وقد مر في ج ١٠ ص ٣٨٩ نقلا عن كتاب التحف ، ٤٨٠ ، والاختصاص : ٩٦ أن يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن على الرضا عن مسائل فعرضها على أبى الحسن الهادى عليه‌السلام فأجابها ، وفيها :

أخبرنى عن رجل أتى قطيع غنمه فرأى الراعى ينزو على شاة منها : فلما بصر بصاحبها خلى سبيلها ، فانسابت بين الغنم ، لا يعرف الراعى أيها كانت؟ ولا يعرف صاحبها أيها يذبح.

٧٨

٧٤

* ( باب ) *

* ( حد النباش ) *

١ ـ ختص : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه قال : حضر عبدالله بن موسى مجلس أبي جعفر الثاني عليه‌السلام فسأل رجل عبدالله بن موسى : ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال : تقطع يمينه ، ويضرب الحد ، فغضب أبوجعفر عليه‌السلام ثم نظر إليه فقال : يا عم اتق الله! فقال له عمه : يا سيدي أليس هذا قال أبوك صلوات الله عليه؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام : إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرءة فنكحها فقال أبي : تقطع يمينه للنبش ، ويضرب حد الزنا فان حرمة الميتة كحرمة الحية فقال : صدقت يا سيدي (١).

أقول : تمامه في باب مكارم أخلاق أبي جعفر (٢) صلوات الله وسلامه عليه

____________________

فقال عليه‌السلام : أما الرجل الذى قد نظر إلى الراعى قد نزا على شاة ، فان عرفها ذبحها وأحرقها ، وان لم يعرفها قسمها بنصفين وساهم بينهما ، فان وقع السهم على أحد القسمين فقد نجا الاخر ، ثم يفرق الذى وقع فيه السهم بنصفين ويقرع بينهما بسهم ، فان وقع على أحد النصفين نجا النصف الاخر ، فلا يزال كذلك حتى يبقى اثنان ، فيقرع بينهما فأيهما وقع السهم لها تذبح وتحرق ، وقد نجت سائرها.

(١) الاختصاص : ١٠٢.

(٢) أقول تمام الحديث في ج ٥٠ ص ٨٥ من كتاب البحار طبعتنا هذه وفيه قال : لمامات أبوالحسن الرضا عليه‌السلام حججنا فدخلنا على أبى جعفر عليه‌السلام وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبى جعفر عليه‌السلام فدخل عمه عبدالله بن موسى وكان شيخا كبيرا نبيلا ، عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة فجلس وخرج أبوجعفر عليه‌السلام من الحجرة ، وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل جدد بيضاء ، فقام عبدالله واستقبله وقبل بين عينيه وقامت الشيعة وقعد أبوجعفر عليه‌السلام على كرسى ونظر الناس بعضهم إلى بعض

٧٩

مع أخبار أخر تؤيده (١).

____________________

تحيرا لصغر سنه.

فانتدب رجل من القوم فقال لعمه : أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال تقطع يمينه ويضرب الحد ، فغضب أبوجعفر عليه‌السلام ثم نظر اليه فقال : يا عم اتق الله! اتق الله! انه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدى الله عزوجل فيقول لك : لم أفتيت بما لا تعلم؟ فقال له عمه : يا سيدى أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام ـ إلى أن قال ـ : صدقت يا سيدى : « وأنا استغفر الله ، فتعجب الناس فقالوا : يا سيدنا أتاذن لنا أن نسألك؟ فقال : نعم ، فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة ، فأجابهم فيها وله تسع سنين.

(١) راجع ج ٥٠ ص ٨٩ ، فقد روى عن كتاب مناقب آل أبى طالب ( ج ٤ ص ٣٨٢ ـ ٣٨٤ ) عن كتاب الجلاء والشفاء في خبر أنه لما مضى الرضا عليه‌السلام جاء محمد بن جمهور العمى والحسن بن راشد وعلى بن مدرك وعلى بن مهزيار وخلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة ، وسألوا عن الخلف بعد الرضا عليه‌السلام فقالوا : بصريا ، وهى قرية أسسها موسى بن جعفر عليه‌السلام على ثلاثة أميال من المدينة.

فجئنا ودخلنا القصر ، فاذا الناس فيه متكابسون ، فجلسنا معهم اذ خرج علينا عبدالله بن موسى شيخ فقال الناس : هذا صاحبنا؟ فقال الفقهاء : قد روينا عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما‌السلام أنه لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام فليس هذا صاحبنا ، فجاء حتى جلس في صدر المجلس.

فقال رجل : ما تقول أعزك الله في رجل أتى حمارة؟ فقال : تقطع يده ويضرب الحد ، وينفى من الارض سنة ، ثم قام اليه آخر فقال : ما تقول أصلحك الله في رجل طلق امرءته عدد نجوم السماء؟ فقال : بانت منه بصدر الجوزاء والنسر الطائر والنسر والواقع فتحيرنا في جرءته على الخطأ اذ خرج علينا أبوجعفر عليه‌السلام وهو ابن ثمان سنين ، فقمنا اليه فسلم على الناس ، وقام عبدالله بن موسى من مجلسه فجلس بين يديه ، وجلس أبوجعفر عليه‌السلام في صدر المجلس ، ثم قال : سلوا رحمكم الله!



٨٠